الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حمتك يد المولى
حمتك يد المولى وكنت بها أولى
…
*... فيا لك من شيخ حمته يد المولى
وأخطأك الموت الزؤام يقوده
…
*... إليك امرؤ أملى له الغي ما أملى
فيا لوضيع النفس كيف تطاولت
…
*... به نفسه حتى أسر لك القتلا
ونالك في جنح الدجى بهراوة
…
*... فأدماك بل أدمى الكرامة والفضلا
وأدمى البرور المحض والرفق والهدى
…
*... وأدمى الشعور الغض والحذق والنبلا
وأهوى إلى نصل بكف لئيمة
…
*... تجرأ أن ينضى بها ذلك النصلا
فأوسعتها وهنا وأوسعها قوى
…
*... وأجهدتها عقدا وأجهدها حلا
وكادت يد الجاني "المسخر" تعتلي
…
*... يد الشيخ لولا الله أدركه لولا
فوافتك بالنصر العزيز طلائع
…
*... مباركة تترى من الملا الأعلى
وحفت بروح القدس شخصك فانثنت
…
*... مصيبتك الجلى كرامتك المثلى
وغادرك الجاني الشقي موليا
…
*... وهل يسلم الجاني الشقي إذا ولى
وإن أنس لا أنس الذين تظافروا
…
*... على الفتك بالجاني فقلت لهم مهلا
أليس من الآيات أنك بيننا
…
*... تعامل بالعدل الذي أغضب العدلا
وترضى ولو عمن تبرم بالرضا
…
*... وتسلى ولو عمن أبي منك أن تسلى
وتحفظ حتى من أراد بك الأذى
…
*... وتنصر حتى من أراد لك الخذلا
لك الله من داع إلى الله لم يثق
…
*... بغير كتاب الله والسنة الفضلى
سعى لبني الإسلام بالخير ما سعى
…
*... فأبلى- رعاه الله- في الخير ما أبلى
ولم يلبث الأشرار حتى تآمروا
…
*... عليه فلم يألوه من شرهم خبلا
أرادوا به الفتك الذريع شماتة
…
*... وما كان للفتك المراد به أهلا
فهل كان هذا شأن من يدعي التقى؟
…
*... وهل كان هذا شأن من يدعي الوصلا؟!
أما كان ازهاق النفوس محرما
…
*... على القوم أم ظنوا النفوس لهم حلا
إذا كنتم يا قوم بالحق قادة
…
*... فأدلوا ببرهان بليه كما أدلى
تنحلتم يا قوم فعل محمد
…
*... وما فيكم من كان يشبهه فعلا
وحملتم يا قوم هدي محمد
…
*... من الزيغ أقوالا ينوء بها حملا
فصورتم الإسلام كالليل قاتما
…
*... من الزيغ والإسلام كالصبح أو أجلى
فوا عظم صبري أين عهد محمد
…
*... تراه يتيح الله رجعته أم لا؟
ووا عظم صبري أين عهد صحابة
…
*... أقاموا هدى القرآن بينهم فصلا
تعال (أبا حفص) تر العدل ذاهبا
…
*... كما شاعت الدنيا تر الظلم محتلا
تر الغي مرفوع المعالم محكما
…
*... تر الرشد مدفوع المعالم مختلا
تغيرت الآثار بعدك وانطوت
…
*... رسوم الهدى واخلولق الدين أن يبلى
وجاء على الإسلام بعدك معشر
…
*... تعدوا حمى الإسلام وافترقوا سبلا
فلم يحفظوا لله حصنا ولا حمى
…
*... ولم يرقبوا في الله عهدا ولا إلا
غرار لهم في الحق دعوى عريضة
…
*... وإن سمعوا الحق استخفوا به جهلا
فهل كان دين الحق دين جهالة؟
…
*... وهل كان أهلوه زعانفة غفلا؟
فدم يا "ابن باديس " كما كنت راشدا
…
*... فإني رأيت الرشد يستأصل الدجلا
وخذ بيمين الحق تعل عليهم
…
*... فإني رأيت الحق يعلو ولا يعلى
وإن تك قد مستك منهم بلية
…
*... لذلك فالداعي جدير بأن يبلى
حنانيك لا تأخذ بها الشعب إنها
…
*... جناية أفراد ذوي همم سفلى
ولا تأس فالتاريخ- يا شيخ- حافظ
…
*... لأعمالك الكبرى وآمالك الجلى
سيتلو على الأجيال شكرك مؤمئا
…
*... إليك وأنباء الورى سور تتلى!
(1) هذه القصيدة تسجل قصة الإعتداء الشنيع المدبر على حياة الأستاذ الإمام الشيخ عبد الحميد ابن باديس بمدينة قسنطينة، وخلاصة القصة: ان "مريدا" من مريدي طريقة صوفية معروفة، اعترض سبيل الأستاذ الإمام ليلا، فانقض عليه بالعصا ثم جرد خنجرا أراد أن يأتي به على حياة الشيخ، ولكن الشيخ استطاع- بإرادة الله وقوته- أن يأخذ بتلابيب المعتدي ويديه، ويحول درنه وبين تنفيذ الجريمة التي انتدب إليها، إلى أن وصل بعض المارة فأنقذوا الشيخ وسلموا المعتدي للسلطات ثم عفى عنه الشيخ وأعلن عفوه عنه أمام مسئولي العدالة آنذاك.