الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بين الشك والتشكي
نشرت بمجلة (الشهاب) ج: 8 و 9 - غرة ربيع الأول 1352هـ جوليت 1933م
ــ
هل للحقائق في الحياة وجود
…
*... كادت على عقلي الشكوك تسود
ما في الحياة حقيقة محدودة
…
*... إلا اصطلاحات بها وقيود
تدعو إلى العرفان وهي جهالة
…
*... وتشيد بالإيمان وهي جحود
مثل الدفوف على المسامع رنة
…
*... خلابة، وعلى الأكف جلود
أو كلما أو شكت أجلو مبحثا
…
*... ضربت عليه من الشكوك سدود
لا ريب سر الكون وهو لطيفة
…
*... لا يحتويه اللفظ وهو جمود
دنيا على الأعمى التوت أوعارها
…
*... من يرشد الأعمى بها ويقود؟
ظلمات أمك يا جنين كثيفة
…
*... شتى وأمك يا جنين ولود
صبرا على ليل الحياة وطوله
…
*... حتى يشق من الصباح عمود
من مات لا ريب استهل فلا تخف
…
*... الموت دنيا واللحود مهود
يا موت خولت ابن آدم راحة
…
*... ما بعد جودك لابن آدم جود
في القبر نزل طيب وكرامة
…
*... كبرى وظل وارف ممدود
والناس أطهر في القبورجبلة
…
*... ولو انهم رمم هناك ودود
كم قدروا فوق التراب خلودهم
…
*... طمعا وما فوق التراب خلود
ملكاتهم هلكاتهتم. وهباتهم
…
*... هباتهم بالعقل وهو مؤود
ضاق الرعاة السائسون بعقل من
…
*... في طبعه مثل البعير ندود
لا تعث ويحك يا ابن آدم مفسدا
…
*... إن الحياة محارم وحدود
تدرى إلى من أنت فيها كادح؟
…
*... أم أنت فيها للإله كنود؟
السعي أروى للنفوس، فقل لمن
…
*... ورد المنى أعلى السراب ورود؟
والسعي شتى فالعباد جهودهم
…
*... كجلودهم بيض تبين وسود
ويحي على قلبي دهته قوارع
…
*... وعدته دنيا نضرة وسعود
لا تركنن إلى السعود فطبعها
…
*... كالغانيات تبرم وصدود
كم فاقد فردوسه متحسر
…
*... وشبابه فردوسه المفقود
ذوت الخمائل من صباه وصوحت
…
*... لم ينج من تلك الخمائل عود
يا دهر عاجلت الصبا بالقطف لم
…
*... يزهر، ولم يثمر به عنقود
لا تنكر الدعوى علي معارضا
…
*... رأسي عليك وعارضاي شهود
فكأن هذا الهم منك جهنم
…
*... وكأن هذا الشيب منك وقود
أسفى على مسعاي في ظل الصبا
…
*... أيام لم تنهك قواي جهود
أيام أرتشف المنى معسولة
…
*... وأميس في الرغبات وهي برود
الحظ واف والغريزة خصبة
…
*... والعيش صاف والزمان ودود
فعليك يا عهد الشباب تحية
…
*... فيحاء ما تلت العهود عهود
في الكأس فضل منك فيه لذاذة
…
*... وتعلة ما زلت عنه أذود
ما كنت أوثر أن أذود يد الأذى
…
*... لولا مطامح للعلا وقصود
وأمانة لله قمت بحملها
…
*... جسمي بها متحطم مهدود
وأثارة عظمى وكنز خالد
…
*... ومحلة غيداء حين أرود
وطني الذي هموا به ودليله
…
*... كدليل يوسف ثوبه المقدود
لا يأمنوا صب العذاب عليهمو
…
*... فرعون أعتى منهم وثمود
آليت ما للحادثات مبارز
…
*... إلا على أعقابه مردود
يا قلب مالك لا تعتم خافقا
…
*... يا طرف مالك بالدموع تجود
الله أوفى الواعدين وكم خلت
…
*... منه بنصر الصابرين وعود
فلعل أيام المشائم تنتهي
…
*... ولعل أيام السعود تعود