الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهرالصيام
نشرت في جريدة البصائر سنة 1937.
ــ
أطل على البرية بالسلام
…
*... ولح باليمن يا شهرالصيام
وحل على بني الإسلام ضيفا
…
*... كريما بين رعي واحترام
وعيدا باللطائف والهدايا
…
*... تعود عليهم في كل عام
ألم ينزل اليهم فيك قدما
…
*... كلام الله بورك من كلام؟
نفحت المسلمين بمثل ورد
…
*... من القرآن مفتر الكمام
هززت قلوبهم هز الروابي
…
*... وسقت لها الهدى سوق الغمام
فهم مهما قررت عينا
…
*... ببر الشيخ منهم والغلام
وأمنت الخليقة وهي غرقى
…
*... تكابد كل دفع واصطدام
حملت لها من الزيتون غصنا
…
*... كما حملته سالفة الحمام
ويسرت التراضي للبرايا
…
*... فما لهم تمادوا في الخصام؟
سبرت سقام أنفسهم علاجا
…
*... فما أجدى علاجك في السقام
فتحت لهم سماء الله بابا
…
*... فصدوا مخلدين إلى الرغام
فيا لك داعيا للخير يأبى
…
*... إجابة صوته غير الكرام
لقد قطعوا نهارك بالتحري
…
*... لصومهم وليلك بالقيام
وقد صاموا عن الشبهات لا عن
…
*... شرابهم فحسب أو الطعام
فعفوا عن مقاربة التعدي
…
*... وكفوا عن مقارفة الأثام
نووا لله صومهم فطابوا
…
*... وطاب خلوفهم طيب البشام
أولائك صومهم بالأجر يحظى
…
*... وترفعه الملائك باهتمام
رأوا نعم الفناء الى بلايا
…
*... تؤول فاثروا نعم الدوام
وصاموا شهر ربهم احتسابا
…
*... له فأثابهم دار السلام
أعد لهم بها (الريان) بابا
…
*... ليدخلهم به دون الأنام
فقل لأخي الأوام اليوم أبشر
…
*... ستحمد في غد غب الأوام
ستسقاها مشعشعة وصرفا
…
*... مداما لذة لا كالمدام
فليس تضر شاربها بغول
…
*... وليس تجر شاربها لذام
يطاف عليك من وقت لوقت
…
*... بها بين احتفاء واحتشام
يشع بكل إبريق سناها
…
*... ويعبق طيبها من كل جام
وبين يديك خيرات حسان
…
*... قصرن عليك في أبهى الخيام
فقل ما شئت في طيب وأنس
…
*... وتفكهه وبشر وابتسام
وقل ما شئت في أجر عظيم
…
*... يفوز به ذوو الهمم العظام
مقامات الرجال هناك شتى
…
*... فلا تختر سوى أعلى مقام
ولو هم الهمام بمستحيل
…
*... لما استعصى على هم الهمام
فمد الطرف فوقك تلق قصرا
…
*... كمثل النجم يلمع في الغمام
على الأقدار علي لا الروابي
…
*... وبالأنوار حلي لا الرخام
فمل وانزع اليه هوى وسعيا
…
*... عساك إليه تحظى باستنام
وراقب ليلة القدر أغتناما
…
*... لفرصتها الجديرة باغتنام
فكم لله فيها من عطايا
…
*... عظيمات ومن منن جسام
مفضلة النوافل مصطفاة
…
*... مقدسة مباركة النسام
وخير يومها من ألف شهر
…
*... وأمن كلها حتى التمام
تيمم موردا لله فيها
…
*... عساك اليه تخلص في الزحام
وقل للنفس ويحك لا تكلي
…
*... وقل للعين ويحك لا تنامي
وداع إن أتى رمضان يدعو
…
*... به فوق النواميس النوامي
يقول به لباغي الشر أقصر
…
*... وباغي الخير أقبل للأمام
فبشرى للذي لباه بشرى
…
*... بهطال من الرحمات هامي
ويا من صد عنه شقيت حظا
…
*... وبؤت بكل خزي وانتقام
أراك تبعت في الدنيا فئاما
…
*... خوالف بئسما هم من فئام
وكم من مفطر في القوم سرا
…
*... عديم الدين منهتك الذمام
يواري وجهه في ركن بيت
…
*... ويزدرد المآكل بالتهام
ألم يعلم بأن الله يدري
…
*... دبيب النمل في جنح الظلام؟
قضى ما شاء في الخلق احتكاما
…
*... فلم يجحف بحق في احتكام
وأتقن كل شيء منه صنعا
…
*... وقدر كل شيء بانتظام
فلم يستكمل الإنسان خلقا
…
*... ليتركه سدى طلق الزمام
فصم صوم الكرام يثبك أجرا
…
*... كريما لا تصم صوم اللئام
اذا ما جاءهم رمضان خروا
…
*... على شهواتهم صرعى غرام
وكان صيامهم سبب اتحاد
…
*... فصار بخلفهم سبب انقسام
فرهط صام يوما قبل رهط
…
*... وظلوا في جدال واحتدام
رأوا أيام صومهم طوالا
…
*... فأفنوها بلغو أو منام
قوام صيامهم ظمأ وجوع
…
*... لهم ما غير ذلك من قوام
وكم من طاعم ريان منهم
…
*... يئن بجنبه جوعان ظامي
فياويح الفقير يضيع جوعا
…
*... وليس له من الأقوام حامي
يطوف على المزابل حيث يرجو
…
*... فتات الخبز أو قطع العظام
ولولا الجوع لم ينبش قماما
…
*... ولم يشتق الى ما في القمام
وقد يطوى الأزقة مستميحا
…
*... فيحرمه الحطام ذوو الحطام
وقد يأتي البيوت بها فتخشى
…
*... ذراريها وتجفل كالنعام
وقد يعطى الإدام بلا رغيف
…
*... وقد يعطى الرغيف بلا ادام
مآس كالسهام رمت فأصمت
…
*... بلادا مثل أهداف السهام
وبؤس يترك الأحشاء منا
…
*... جوائش في اضطراب واضطرام
تعالوا للندى قومي تعالوا
…
*... تنالوا بالندى أقصى المرام
تعالوا نأس مطرحا جريحا
…
*... لعل لجرحه وشك التئام
تلافوا بالندى حيا كميت
…
*... كأن محله بعض الرجام
ألا فتدرعوا من كل بلوى
…
*... بإسعاف الفقير أسد لام
أخا الإسلام قد آخيت دينا
…
*... صيامك فيه رابعة الدعام
أتى رمضان وهو أجل شهر
…
*... أقمه لكبح نفسك كاللجام
تحام الفسق فيه فليس يرجى
…
*... قبول الصوم الا بالتحامي
اذا راماك ذو سوء بسوء
…
*... لإضرام العداء فلا ترام
ولا تظلم فقيرا بانتهار
…
*... ولا تظلم حقيرا باتهام
رأيت أذى احتقار الناس أقسى
…
*... عليهم من أذى الموت الزؤام
فكن هينا لكل الناس لينا
…
*... وديعا لا تكن صلب العرام
وقابل بالتجمل كل قذف
…
*... وطعن من لسان كالحسام
ستنجاب الضغائن بعد حين
…
*... وتشتاق القلوب الى الوئام
وكيف يميل للهجران جمع
…
*... يهدد بالنوى أو الحمام؟
تمهل برهة واصبر قليلا
…
*... فكل النائبات الى انهزام
وما الدنيا سوى مهد ابتلاء
…
*... لأنفسنا وميدان اقتحام
ونحن المؤمنين بها رماة
…
*... الى قاص من الأهداف سامي
مهمتنا التماس البر فيها
…
*... وغايتنا بها حسن الختام