الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يذكران الاسم كاملًا، ثم شيوخه وما سمعه منهم، وأحيانًا يحددان مسموعه على شيوخه، وإن كان التلميذ لم يتم سماع الكتاب المذكور، حددا قدر سماعه، وقدر الفوت، ثم يذكران تلاميذه، وما سمعوه عليه، وإن كان صاحب مصنفات، يحددان عددها.
ونلاحظ أن هذا المنهج كان مُخْتَطًّا قبل الذهبي، وعليه صار هو ومن تبعه من بعده، وهو منهجٌ اتَّبعه أكثر المؤرخين، خاصة الحوليين منهم.
جمع الكتاب بين دفَّتيه تراجم لطوائف مختلفة للمجتمع، ففيه تراجم العلماء، والحُفَّاظ - وهم الكُثر منهم، والقضاة، والملوك، والأمراء، ورجال السياسة.
ومما يُلاحظ ذلك التقارب - وإن لم يكن التطابق - بين «ذيل العبر» الحالي وبين «الوفيات» ، وكلاهما للعراقي، وإن زادت «الوفيات» بعض التراجم ممَّن تُوُفِّيَ أصحابها خلال الفترة التاريخية التي تصدَّى لها المصنف هنا
(1)
.
أهمية الكتاب وأثره في المؤلفات اللاحقة به
إن المُطَّلع على «ذيل العراقي» يتبين له مدى استيعاب صاحبه كمًّا وكيفًا لوفيات الفترة التاريخية التي تصدَّى لها، كما تُعدُّ مادته المادة الأساسية لعدد من المصنفات التي تلته واعتمدت عليه.
(1)
نحو ترجمة إبراهيم بن محمد بن عبد الصمد التزمنتي، المُتَوَفَّى سنة 742 هـ، وأحمد بن محمد بن إبراهيم الببائي، المُتَوفَّى سنة 748 هـ، فقد ترجمهما في الوفيات، وأغفلهما في ذيل العبر.
فعلى الرغم من الاتفاق الزمني بين المصنفين (741 - 763 هـ)، إلا أن عدد تراجم «ذيل العراقي» قد زادت - إن لم يكن تضاعفت - عن عدد تراجم «ذيل الحسيني» ، فقد بلغت تراجم الحسيني 265 (مئتين وخمس وستين) ترجمة، في حين بلغت عدد تراجم «ذيل العراقي» الأب (أربع مئة وواحدة وخمسين) 451 ترجمة، أي أنه زاد عليه عدد 186 (مئة ست وثمانين) ترجمة، منها 99 (تسع وتسعون) ترجمة في سنة 749 هـ، وهي أكثر السنوات إيرادًا للوفيات؛ نظرًا لوقوع الطاعة فيها؛ لذا فقد اتخذناها مقياسا في عقد المقارنات بين «ذيل العراقي» وسابقيه ولاحقيه.
ورغم تفوق عدد تراجم «ذيل العراقي» الابن على «ذيل المرشدي» ، والتي بلغت عدد تراجمه 220 (مئتين وعشرين) ترجمة فقط، إلا أن «ذيل المرشدي» ورد فيه تراجم لم ترد عند العراقي الابن في «ذيله» بلغت (سبعًا وعشرين) 27 ترجمة، أي أن الجديد لديه يكاد يقترب من 8% ممَّا قدمه.
والمطَّلع على المصنفَّات التالية على «ذيل العراقي» خاصة يبصر مدى استعانة لاحقيه به واعتمادهم عليه، فاتَّقي الفاسي مثلًا بنى كتابه «إيضاح بغية أهل البصارة» على مادة هذا الذيل، فإذا بلغت تراجم «ذيل العراقي» (451 أربع مئة وواحدة وخمسين) ترجمة، فقد ضمَّنها التقي الفاسي في كتابه، وأضاف إليها «ذيل ابن أيبك» المفقود - وهو يتناول نفس الفترة التاريخية
أيضًا، فبلغت عدد تراجم «الإيضاح» حتى سنة 763 هـ - وهي السنة التي انتهى بها «ذيل العراقي» - 729 (سبع مئة واثنتين وعشرين) ترجمة.
لقد صرَّح التَّقي الفاسي بالنقل عن الزين العراقي في 62 (اثنين وستين) موضعًا من كتابه، منها 27 (سبعٌ وعشرون) موضعًا في سنة 749 هـ - مما يؤكد مدى التلاقح بين الكتابين، بل إن هناك عددًا من التراجم انفرد بإيرادها الحافظ العراقي ضمن وفيات هذه السنة تحديدًا، ونقلها عنه أغلب من جاء بعد - ومنهم بالطبع التقي الفاسي، نحو تراجم أرقام: 139 (زين الدين محمد بن محمد الحارث الزهري)، 140 (برهان الدين إبراهيم بن علي بن هبة الله بن غالي الدمنهوري الشاذلي)، 143 (تقي الدين محمد بن الببائي، ابن قاضي ببا)، 144 (سعد الدين مسعود ابن الميموني الشافعي)، 145 (جمال الدين الإهناسي)، 147 (الفقيه سديد الدين الأقفاسي)، 151 (شمس الدين محمد ابن صديق بن عفيف الجياني)، 152 (علاء الدين أحمد بن عبد المؤمن السبكي)، 157 (جلال الدين يوسف بن عمر بن عوسجة العباسي)، 161 (جمال الدين الملطي)، 162 (صدر الدين الكاشاني)، 191 (نور الدين علي بن شبيب الحنبلي)، 195 (عز الدين الحراني)، وغير ذلك الكثير.
بل إن هناك عددًا من التراجم انفرد بها الحافظ العراقي في «ذيله» ، وانفرد بنقلها عنه التقي الفاسي أيضًا، نحو تراجم أرقام: 164 (شرف الدين ابن بنت أبي سعد الغالبي)، 166 (تقي الدين محمد بن علاء الدين الجوجري)، 179 (صائن الدين أبو بكر بن يوسف بن أحمد بن عبد الدايم)، 189 (شهاب الدين أحمد بن سلك الحنفي)، 253 (شمس الدين محمد بن الطحان)، 254 (شهاب الدين أحمد بن الرقام)، 255 (شمس الدين محمد بن البكتمري)، 256 (الشيخ محمد القصَّار)، 257 (الشيخ محمد الفيومي)، 259 (الشيخ محمد الزركشي الشافعي، وقد نوع في النقل عنه)؛ إذ ينقل عنه الترجمة بتمامها أحيانًا، وأحيانًا ينقلها بالمعنى مشيرًا إلى ذلك بقوله:«ذكره بمعنى هذا شيخنا العراقي» .
كما أن هناك عددًا آخر انفرد به، وأغفلته المصادر الأخرى، واحتفظ به الحافظ ابن فهد في لحظ الألحاظ، نحو تراجم أرقام: 202 (زين الدين محمد بن أحمد بن ظهير القليوبي)، 230 (مجد الدين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الجزري)، 244 (شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المحسن العطار).
إضافة إلى ذلك فقد انفرد الحافظ العراقي بذكر تراجم لم تُذكر لدى غيره من المصادر المعاصرة له، أو حتى اللاحقة عليه، خاصة تلك التي أكثرت
من النقل عنه، نحو ترجمة رقم 234 (إبراهيم بن إدريس بن يحيى المارديني).
ويعد ابن قاضي شهبة في «تاريخه» ثاني مصدر أكثر من النقل عن الحافظ العراقي بعد التقي الفاسي في «إيضاحه» ، واعتمد ابن قاضي شهبة في «تاريخه» على كتابَيْ العراقي:«الوفيات» ، و «ذيل العبر» ، موضحًا مصدره الذي ينقل عنه، فإنْ نقل عن «ذيل العبر» قال:«وقال الحافظ زين الدين العراقي» ، وإنْ نقل عن «الوفيات» قال:«ذكره الشيخ زين الدين العراقي في وفياته» ، وقد نقل عنه في سنة 749 هـ وحدها حوالي (تسع وأربعين) 49 ترجمة.
كما كان «ذيل العراقي» أحد مصادر ابن حجر التي اعتمد عليها في تحرير مادة كتابه «الدرر الكامنة» ، وقد صرَّح بذلك في مقدمته، فقال: «فهذا تعليق مفيد جمعتُ فيه تراجم من كان في المئة الثامنة من الهجرة النبوية من ابتداء سنة إحدى وسبع مئة إلى آخر سنة ثمان مئة من
…
»، ثم عدَّ من مصادره: «
…
والذيل عليه، لشيخنا الحافظ أبي الفضل بن الحسين العراقي»، فأكثر التراجم الواردة في هذا الذيل من مصادر ترجمتها الرئيسة «درر» ابن حجر، بل إنه انفرد عنه بذكر تراجم لم ترد إلا في «ذيل العبر» ، للحافظ العراقي الأب، نحو تراجم أرقام: 405 (محمد بن أبي بكر بن محمد، المعروف بابن