المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب فضل السماحة في البيع والشراء - رياض الصالحين - ت الرسالة الثاني

[النووي]

فهرس الكتاب

-

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌ باب الإِخلاصِ وإحضار النيَّة في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفيَّة

- ‌ باب التوبة

- ‌ باب الصبر

- ‌ باب الصدق

- ‌ بَابُ المراقبة

- ‌ باب التقوى

- ‌بَابُ اليقين وَالتوكّل

- ‌ باب الاستِقامة

- ‌ باب في التفَكُّر في عظيم مخلوقات الله تَعَالَى وفناء الدنيا وأهوال الآخرة وسائر أمورهما وتقصير النفس وتهذيبها وحملها عَلَى الاستقامة

- ‌ باب في المبادرة إلى الخيرات وحثَّ من توجَّه لخير على الإِقبال عليه بالجدِّ من غير تردَّد

- ‌ بابُ المجاهدة

- ‌ بابُ الحثِّ عَلَى الازدياد من الخير في أواخِر العُمر

- ‌ باب في بَيان كثرةِ طرق الخير

- ‌باب في الاقتصاد في العبادة

- ‌ باب المحافظة عَلَى الأعمال

- ‌ باب الأمر بالمحافظة عَلَى السُّنَّة وآدابِها

- ‌ باب في وجوب الانقياد لحكم الله تعالى وما يقوله من دُعي إِلَى ذلِكَ، وأُمِرَ بمعروف أَوْ نُهِيَ عن منكر

- ‌ باب النَّهي عن البِدَع ومُحدثات الأمور

- ‌ باب في مَنْ سَنَّ سُنَّةً حسنة أَوْ سيئة

- ‌ باب في الدلالة على خيروالدعاء إلى هدى أو ضلال

- ‌ باب التعاون عَلَى البر والتقوى

- ‌ باب النصيحة

- ‌ باب الأمر بالمعروف والنهي عَن المنكر

- ‌ باب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف أَوْ نهى عن منكر وخالف قولُه فِعله

- ‌ باب الأمر بأداء الأمانة

- ‌ باب تعظيم حُرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم

- ‌ باب ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها لغير ضرورة

- ‌ باب قضاء حوائج المسلمين

- ‌ باب الشفاعة

- ‌باب الإصلاح بَيْنَ الناس

- ‌باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء الخاملين

- ‌ باب ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضَّعَفة والمساكين والمنكسرين والإِحسان إليهم والشفقة عليهم والتواضع معهم وخفض الجناح لهم

- ‌ باب الوصية بالنساء

- ‌ باب حق الزوج عَلَى المرأة

- ‌باب النفقة عَلَى العيال

- ‌باب الإِنفاق مِمَّا يحبُّ ومن الجيِّد

- ‌بيان وجوب أمره أهله وأولاده المميزين وسائر من في رعيته بطاعة الله تعالى، ونهيهم عن المخالفة، وتأديبهم، ومنعهم من ارتكاب مَنْهِيٍّ عَنْهُ

- ‌ باب حق الجار والوصية بِهِ

- ‌ باب بر الوالدين وصلة الأرحام

- ‌ باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم

- ‌باب فضل بر أصدقاء الأب والأم والأقارب والزوجة وسائر من يندب إكرامه

- ‌ باب إكرام أهل بيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم

- ‌ باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم عَلَى غيرهم، ورفع مجالسهم، وإظهار مرتبتهم

- ‌ باب زيارة أهل الخيرومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم وزيارة المواضع الفاضلة

- ‌ باب فضل الحب في الله والحث عليه وإعلام الرجل من يحبه أنه يحبه، وماذا يقول لَهُ إِذَا أعلمه

- ‌باب علامات حب الله تَعَالَى للعبد والحثَّ عَلَى التخلق بِهَا والسعي في تحصيلها

- ‌ باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين

- ‌ باب فضل الغَنِيّ الشاكر وهو من أخذ المال من وجه وصرفه في وجوهه المأمور بِهَا

- ‌ باب ذكر الموت وقصر الأمل

- ‌ باب استحباب زيارة القبور للرجال وما يقوله الزائر

- ‌ باب كراهية تمني الموت بسبب ضرر نزل بِهِ وَلَا بأس بِهِ لخوف الفتنة في الدين

- ‌ باب الورع وترك الشبهات

- ‌ باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان أو الخوف من فتنة في الدين أو وقوع في حرام وشبهات ونحوها

- ‌ باب فضل الاختلاط بالناس

- ‌ باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين

- ‌ باب تحريم الكِبْر والإِعجاب

- ‌ باب حسن الخلق

- ‌ باب الحلم والأناة والرفق

- ‌ باب العفو والإِعراض عن الجاهلين

- ‌ باب احتمال الأذى

- ‌ باب الغضب إِذَا انتهكت حرمات الشّرع والانتصار لدين الله تعالى

- ‌ باب أمر وُلاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم والنهي عن غشهم والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلةعنهم وعن حوائجهم

- ‌ باب الوالي العادل

- ‌ باب وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية وتحريم طاعتهم في المعصية

- ‌ باب النهي عن سؤال الإمارة واختيار ترك الولايات إذا لَمْ يتعين عليه أَوْ تَدْعُ حاجة إِلَيْهِ

- ‌ باب حَثّ السلطان والقاضي وغيرهما من ولاة الأمورعلى اتخاذ وزير صالح وتحذيرهم من قرناء السوء والقبول منهم

- ‌ باب النهي عن تولية الإِمارة والقضاء وغيرهمامن الولايات لمن سألها أَوْ حرص عليها فعرَّض بها

- ‌باب إجراء أحكام الناس على الظاهروسرائرهم إِلَى الله تَعَالَى

- ‌باب الخوف

- ‌باب الرجاء

- ‌ باب فضل الرجاء

- ‌باب الجمع بين الخوف والرجاء

- ‌ باب فضل البكاء

- ‌باب فضل الزهد في الدنيا والحث عَلَى التقلل منهاوفضل الفقر

- ‌باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار عَلَى القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات

- ‌باب القناعة والعَفاف والاقتصاد في المعيشة والإنفاق وذم السؤال من غير ضرورة

- ‌باب جواز الأخذ من غير مسألة وَلَا تطلع إليه

- ‌ باب الحثَّ عَلَى الأكل من عمل يده والتعفف به من السؤال والتعرُّض للإعطاء

- ‌باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخيرثقة بالله تعالى

- ‌باب النهي عن البخل والشُّحِّ

- ‌باب الإيثار المواساة

- ‌باب التنافس في أمور الآخرة والاستكثار مما يُتَبَرَّكُ فيه

- ‌كتَاب الأدَب

- ‌ باب الحياء وفضله والحثِّ على التخلق به

- ‌ بابُ حفظ السِّر

- ‌ باب الوفاء بالعهد وَإنجاز الوَعد

- ‌ باب الأمر بالمحافظة عَلَى مَا اعتاده من الخير

- ‌ باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوَجه عند اللقاء

- ‌ باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب وتكريره ليفهم إذا لم يفهم إلا بذلك

- ‌ باب إصغاء الجليس لحديث جليسه الذي ليس بحرام واستنصات العالِم والواعظ حاضِرِي مجلِسِه

- ‌ بابُ الوَعظ والاقتصاد فِيهِ

- ‌ باب الوقار والسكينة

- ‌ باب الندب إلى إتيان الصلاة والعلم ونحوهمامن العبادات بالسكينة والوقار

- ‌ باب إكرام الضيف

- ‌ باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير

- ‌ باب وداع الصاحب ووصيته عند فراقه لسفر وغيره والدعاء لَهُ وطلب الدعاء مِنْهُ

- ‌ باب الاستِخارة والمشاورة

- ‌ باب استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم

- ‌كتاب أدب الطعام

- ‌ باب التسمية في أوله والحمد في آخره

- ‌ باب لا يعيب الطعام واستحباب مدحه

- ‌ باب ما يقوله من حضر الطعام وهو صائم إذا لم يفطر

- ‌ باب مَا يقوله من دُعي إِلَى طعام فتبعه غيره

- ‌ باب الأكل مِمَّا يليه ووعظه وتأديبه من يُسيء أكله

- ‌ باب مَا يقوله ويفعله من يأكل وَلَا يشبع

- ‌ باب الأمر بالأكل من جانب القصعة والنهي عن الأكل من وسطها

- ‌ باب كراهية الأكل متكئاً

- ‌ باب استحباب الأكل بثلاث أصابع واستحباب لعق الأصابع

- ‌ باب تكثير الأيدي عَلَى الطعام

- ‌ باب أدب الشرب واستحباب التنفس ثلاثاً خارج الإِناء وكراهة التَّنَفُّس في الإناء واستحباب إدارة الإناء عَلَى الأيمن فالأيمن بعد المبتدئ

- ‌ باب كراهة النفخ في الشراب

- ‌ باب بيان جواز الشرب قائِماً وبيان أنَّ الأكمل والأفضل الشرب قاعداً

- ‌ باب استحباب كون ساقي القوم آخرهم شرباً

- ‌ باب جواز الشرب من جميع الأواني الطاهرة غير الذهب والفضة وجواز الكرع

- ‌كتَاب اللّبَاس

- ‌ باب استحباب الثوب الأبيض وجواز الأحمر والأخضر والأصفر والأسود وجوازه من قطن وكتان وشعر وصوف وغيرها إِلَاّ الحرير

- ‌ باب استحباب القميص

- ‌ باب صفة طول القميص والكُم والإِزار وطرف العمامة وتحريم إسبال شيء من ذلك على سبيل الخيلاء وكراهته من غير خيلاء

- ‌ باب استحباب ترك الترفع في اللباس تواضعاً

- ‌ باب استحباب التوسط في اللباس وَلَا يقتصر عَلَى مَا يزري بِهِ لغير حاجة وَلَا مقصود شرعي

- ‌ باب تحريم لباس الحرير عَلَى الرجال وتحريم جلوسهم عَلَيْهِ واستنادهم إِلَيْهِ وجواز لبسه للنساء

- ‌ باب جواز لبس الحرير لمن بِهِ حِكّة

- ‌ باب النهي عن افتراش جلود النمور والركوب عَلَيْهَا

- ‌ باب مَا يقول إِذَا لبس ثوباً جديداً أَوْ نعلاً أَوْ نحوه

- ‌ باب استحباب الابتداء باليمين في اللباس

- ‌كتاب آداب النوم

- ‌ باب آداب النَوم والاضْطِجَاع وَالقعُود والمَجلِس وَالجليس وَالرّؤيَا

- ‌ باب جواز الاستلقاء عَلَى القفا ووضع إحدى الرِّجلين عَلَى الأخرى إِذَا لم يَخف انكشاف العورة وجواز القعود متربعاً ومحتبياً

- ‌ باب في آداب المجلس والجليس

- ‌ باب الرؤيا وَمَا يتعلق بها

- ‌كتَاب السَّلَام

- ‌ باب فضل السلام والأمر بإفشائه

- ‌ باب كيفية السلام

- ‌ باب آداب السلام

- ‌ باب استحباب إعادة السلام عَلَى من تكرَّر لقاؤه عَلَى قرب بأن دخل ثم خرج ثُمَّ دخل في الحال، أَو حال بينهما شجرة ونحوها

- ‌ باب استحباب السلام إِذَا دخل بيته

- ‌ باب السلام عَلَى الصبيان

- ‌ باب سلام الرجل على زوجته والمرأة من محارمه وعلى أجنبية وأجنبيات لا يخاف الفتنة بهن

- ‌باب تحريم ابتداء الكافر بالسلام وكيفية الرد عليهم واستحباب السلام على أهل مجلسٍ فيهم مسلمون وكفار

- ‌ باب استحباب السلام إِذَا قام منَ المجلس وفارق جلساءه أَوْ جليسه

- ‌ باب الاستئذان وآدابه

- ‌ باب بيان أنَّ السنة إِذَا قيل للمستأذن: من أنت؟ أن يقول: فلان فيسمي نفسه بما يعرف به من اسم أَوْ كنية وكراهة قوله"أنا"ونحوها

- ‌ باب استحباب تشميت العاطس إِذَا حمد الله تَعَالَى وكراهة تشميته إذا لَمْ يحمد الله تَعَالَى وبيان آداب التشميت والعطاس والتثاؤب

- ‌ باب استحباب المصافحةِ عندَ اللقاء وبشاشةِ الوجهِ وتقبيل يد الرجل الصالح وتقبيل ولده شفقة ومعانقة القادم من سفر وكراهية الانحناء

- ‌كتاب عيادة المريض وتشييع الميت

- ‌باب عيادة المريض

- ‌ باب مَا يُدعى به للمريض

- ‌ بابُ استحباب سؤالِ أهلِ المريضِ عَنْ حاِلهِ

- ‌ باب مَا يقوله مَن أيس من حياته

- ‌ باب استحباب وصية أهل المريض ومن يخدمه بالإحسان إليه والصبر عَلَى مَا يشق من أمره وكذا الوصية بمن قرب سبب موته بحد أَوْ قصاص ونحوهما

- ‌ باب جواز قول المريض: أنَا وجع، أَوْ شديد الوجع أَوْ مَوْعُوكٌ أَوْ"وارأساه"ونحو ذلك

- ‌ باب تلقين المحتضر: لا إله إِلَاّ اللهُ

- ‌ باب مَا يقوله بعد تغميض الميت

- ‌ باب ما يقال عند الميت وَمَا يقوله من مات له ميت

- ‌ باب جواز البكاء عَلَى الميت بغير ندب وَلَا نياحة أمَّا النِّيَاحَةُ فَحَرَامٌ

- ‌ باب الكف عما يرى في الميت من مكروه

- ‌ باب الصلاة عَلَى الميت وتشييعه وحضور دفنه وكراهة اتباع النساء الجنائز

- ‌ باب استحباب تكثير المصلين عَلَى الجنازة وجعل صفوفهم ثلاثة فأكثر

- ‌ باب مَا يقرأ في صلاة الجنازة

- ‌ باب الإِسراع بالجنازة

- ‌ باب تعجيل قضاء الدَّين عن الميت والمبادرة إلى تجهيزه إلا أن يموت فجاءة فيترك حَتَّى يُتَيَقَّنَ مَوْتُه

- ‌ باب الموعظة عند القبر

- ‌ باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعة للدُّعاء له والاستغفار والقراءة

- ‌ باب الصدقة عن الميت والدعاء لَهُ

- ‌ باب ثناء الناس عَلَى الميت

- ‌ باب فضل من مات لَهُ أولاد صغار

- ‌ باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم وإظهار الافتقار إِلَى الله تَعَالَى والتحذير من الغفلة عن ذلك

- ‌كتَاب آداب السَّفَر

- ‌ باب استحباب الخروج يوم الخميس واستحبابه أول النهار

- ‌ باب استحباب طلب الرفقة وتأميرهم عَلَى أنفسهم واحداً يطيعونه

- ‌ باب آداب السير والنزول والمبيت والنوم في السفر واستحباب السُّرَى والرفق بالدواب

- ‌ بابُ إعانةِ الرفيقِ

- ‌ باب ما يقوله إذا ركب الدابة للسفرِ

- ‌ باب تكبير المسافر إِذَا صعد الثنايا وشبهها وتسبيحه إذا هبط الأودية

- ‌ باب استحباب الدعاء في السفر

- ‌ باب مَا يدعو بِهِ إِذَا خاف ناساً أَوْ غيرهم

- ‌ باب مَا يقول إِذَا نزل منْزلاً

- ‌ باب استحباب تعجيل المسافر في الرجوع إِلَى أهله إِذَا قضى حاجته

- ‌ باب استحباب القدوم عَلَى أهله نهاراً وكراهته في الليل لغير حاجة

- ‌ باب ما يقوله إِذَا رجع وإذا رأى بلدته

- ‌ باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد الذي في جواره وصلاته فيه ركعتين

- ‌ باب تحريم سفر المرأة وحدها

- ‌كتَاب الفَضَائِل

- ‌ باب فضل قراءة القرآن

- ‌ باب الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان

- ‌ باب استحباب تحسين الصَّوت بالقرآن وطلب القراءة من حَسَن الصوت والاستماع لها

- ‌ باب الحثِّ عَلَى سور وآيات مخصوصة

- ‌ باب استحباب الاجتماع عَلَى القراءة

- ‌ باب فضل الوضوء

- ‌ باب فضل الأذان

- ‌ باب فضل الصلوات

- ‌ باب فضل صلاة الصبح والعصر

- ‌ باب فضل المشي إلى المساجد

- ‌ باب فضل انتظار الصلاة

- ‌ باب فضل صلاة الجماعة

- ‌ باب الحثِّ عَلَى حضور الجماعة في الصبح والعشاء

- ‌ باب الأمر بالمحافظة عَلَى الصلوات المكتوبات والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهنَّ

- ‌ باب فضلِ الصفِّ الأوَّلِ والأمرِ بإتمامِ الصفوفِ الأُولِ، وتسويِتها، والتراصِّ فِيهَا

- ‌ بابُ فَضْلِ السنَنِ الراتِبِة مَعَ الفَرَائِضِ وبيانِ أَقَلِّهَا وأَكْمَلِها وما بينَهُما

- ‌ باب تأكيد ركعتي سنَّةِ الصبح

- ‌ باب تخفيف ركعتي الفجر وبيان مَا يقرأ فيهما، وبيان وقتهما

- ‌ باب استحباب الاضطجاع بعد بعد ركعتي الفجر عَلَى جنبه الأيمن والحث عليه سواءٌ كَانَ تهجَّدَ بِاللَّيْلِ أمْ لا

- ‌ باب سُنّة الظهر

- ‌ باب سُنَّة العصر

- ‌ باب سُنَّة المغرب بَعدَها وقبلَها

- ‌ باب سُنَّة العشاء بَعدها وقبلها

- ‌ باب سُنّة الجمعَة

- ‌ باب استحباب جعل النوافل في البيت سواء الراتبة وغيرُها والأمر بالتحول للنافلة من موضع الفريضة أَو الفصل بينهما بكلام

- ‌ باب الحثِّ على صلاة الوتر وبيان أنه سُنة مؤكدة وبيان وقته

- ‌ باب فضل صلاة الضحى وبيان أقلِّها وأكثرها وأوسطها، والحثِّ عَلَى المحافظة عَلَيْهَا

- ‌ باب: تجويز صلاة الضحى من ارتفاع الشمس إلى زوالها والأفضل أن تصلَّى عِنْدَ اشتداد الحرِّ وارتفاع الضحى

- ‌ باب الحثِّ على صلاة تحية المسجد

- ‌ باب استحباب ركعتين بَعْد الوضوء

- ‌ باب فضل يوم الجمعَة ووُجوبها والاغتِسال لَهَا والتطيّب والتبكير إِلَيْهَا

- ‌ باب استحباب سجُود الشكرعند حصول نعمة ظاهرة أَو اندفاع بلية ظاهرة

- ‌ باب فضل قيام الليل

- ‌ باب استحباب قيام رمضان وهو التروايح

- ‌ باب فضل قيام ليلة القدْر وبَيان أرجى لياليها

- ‌ باب فضل السِّواك وخصال الفطرة

- ‌ باب تأكيد وجُوب الزكاة وبَيان فضلها وَمَا يتعلق بِهَا

- ‌ باب وجوب صوم رمضان وبَيان فضل الصيام وَمَا يتعلق بِهِ

- ‌ باب الجود وفعل المعروف والإكثار من الخير في شهر رمضان

- ‌ باب النَّهْي عن تقدم رمضانَ بصوم بعد نصف شعبان إلَاّ لمن وصله بما قبله، أَوْ وافق عادة لَهُ

- ‌ باب مَا يُقَالُ عِنْدَ رُؤْيَةِ الهِلالِ

- ‌ باب فَضْلِ السُّحورِ وتأخيرِهِ مَا لَمْ يَخْشَ طُلُوع الفَجْرِ

- ‌ بابُ أمرِ الصَّائمِ بحِفْظِ لسانِهِ وَجَوَارِحِهِ عَنِ المُخَالفَاتِ والمُشَاتَمَةِ وَنَحْوهَا

- ‌ باب في مَسائل من الصوم

- ‌ باب بيان فضل صوم المُحَرَّم وشعبان والأشهر الحُرمُ

- ‌ باب فضل الصوم وغيره في العشر الأوَّل من ذي الحجة

- ‌ باب فضل صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء

- ‌باب استحباب صوم ستة أيام من شوال

- ‌ باب استحباب صوم الإثنين والخميس

- ‌ باب استحباب صَوم ثلاثة أيام من كل شهر

- ‌ باب فضل مَنْ فَطَّر صَائماً وفضل الصائم الذي يؤكل عنده، ودعاء الآكل للمأكول عنده

- ‌كتاب الاعتكاف

- ‌ باب فضل الاعتكاف

- ‌كتَاب الحَجّ

- ‌ باب وجوب الحج وفضله

- ‌كتاب الجهاد

- ‌ باب فضل الجهاد

- ‌ باب بيان جماعة منَ الشهداء في ثواب الآخرة ويغسلون ويُصَلَّى عليهم بخلاف القتيل في حرب الكفار

- ‌ باب فضل العتق

- ‌باب فضل الإحسان على المملوك

- ‌ باب فضل المملوك الذي يؤدي حقَّ اللهِ وحقَّ مواليهِ

- ‌ باب فضل العبادةِ في الهرج وَهُوَ الاختلاط والفتن ونحوها

- ‌باب فضل السماحة في البيع والشراء

- ‌كتابُ العِلم

- ‌ بابُ فضل العلم

- ‌كتابُ حمد الله تعالى وشكره

- ‌ بابُ فضل الحمد والشكر

- ‌كتابُ الصَّلاة عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ باب فضل الصَّلاة عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب الأذْكَار

- ‌ باب فَضلِ الذِّكْرِ والحثِّ عليه

- ‌ باب مَا يقوله عِنْدَ نومه واستيقاظِه

- ‌ باب فضل حِلَقِ الذِّكْر والنَّدب إِلَى ملازمتها والنهَّي عن مفارقتها لغير عذر

- ‌ باب الذكر عِنْدَ الصباح والمساء

- ‌ باب مَا يقوله عِنْدَ النوم

- ‌كتاب الدعوات

- ‌ باب فضل الدعاء

- ‌ باب فضل الدُّعاء بظهر الغيب

- ‌ باب في مسائل من الدعاء

- ‌ باب كرامات الأولياء وفضلهم

- ‌كتَاب الأمُور المَنهي عَنْهَا

- ‌ باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان

- ‌ باب تحريم سماع الغيبة وأمر من سمع غيبةً محرَّمة بردِّها، والإِنكار عَلَى قائلها

- ‌ باب مَا يُباح من الغيبة

- ‌ باب تحريم النميمة وهي نقل الكلام بَيْنَ الناس عَلَى جهة الإِفساد

- ‌ باب النهي عن نَقْل الحديثِ وكلام الناس إِلَى ولاة الأمورِ إِذَا لَمْ تدْعُ إِلَيْهِ حاجةٌ كَخَوفِ مفسدةٍ ونحوها

- ‌ باب ذمِّ ذِي الوَجْهَيْن

- ‌ باب تحريم الكذب

- ‌ باب بيان مَا يجوز من الكذب

- ‌ باب الحثَّ عَلَى التثُّبت فيما يقوله ويحكيه

- ‌ باب بيان غلظ تحريم شهادة الزُّور

- ‌ باب تحريم لَعْن إنسان بعَينه أَوْ دابة

- ‌ باب جواز لَعْن بعض أصحاب المعاصي غير المُعَيّنِين

- ‌ باب تحريم سَبّ المسلم بغير حق

- ‌ باب تحريم سَبّ الأموات بغير حقِّ ومصلحةٍ شرعية

- ‌ باب النهي عن الإيذاء

- ‌ باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر

- ‌ باب تحريم الحسد

- ‌ باب النهي عن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة

- ‌ باب تحريم احتقار المسلمين

- ‌ باب النهي عن إظهار الشماتة بِالمُسْلِم

- ‌ باب تحريم الطَّعْن في الأنساب الثابتة في ظاهر الشرع

- ‌ باب النهي عن الغش والخِداع

- ‌ باب تحريم الغَدر

- ‌ باب النهي عن المنِّ بالعطية ونحوها

- ‌ باب النهي عن الافتخار والبغي

- ‌ باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام إِلَاّ لبدعة في المهجور أَوْ تظاهرٍ بفسقٍ أَوْ نحو ذَلِكَ

- ‌ باب النهي عن تناجي اثنين دونَ الثالث بغير إذنه إِلَاّ لحاجةٍ

- ‌ باب النهي عن تعذيب العَبْد والدابة والمرأة والولد بغير سبب شرعي أَوْ زائد عَلَى قدر الأدب

- ‌ باب تحريم التعذيب بالنار في كل حيوان حَتَّى النملة ونحوها

- ‌ باب تحريم مطل الغني بحقٍّ طلبه صاحبه

- ‌ باب كراهة عودة الإِنسان في هبة لَمْ يُسلِّمها إِلَى الموهوب لَهُ وفي هبة وهبها لولده

- ‌ باب تأكيد تحريم مال اليتيم

- ‌ باب تغليظ تحريم الربا

- ‌ باب تحريم الرياء

- ‌ باب ما يتوهم أنه رياء وليس برياء

- ‌ باب تحريم النظر إِلَى المرأة الأجنبية

- ‌ باب تحريم الخلوة بالأجنبية

- ‌ باب تحريم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في لباس وحركة وغير ذَلِكَ

- ‌ باب النهي عن التشبه بالشيطان والكفار

- ‌ باب نهي الرجل والمرأة عن خضاب شعرهما بسواد

- ‌ باب النهي عن القَزَع وَهُوَ حلق بعض الرأس دون بعض، وإباحة حَلْقِهِ كُلّهِ للرجل دون المرأة

- ‌ باب تحريم وصل الشعر والوشم والوَشر وهو تحديد الأسنان

- ‌ باب النهي عن نتف الشيب من اللحية والرأس وغيرهماوعن نتف الأمرد شعر لحيته عند أول طلوعه

- ‌ باب كراهية الاستنجاء باليمين ومس الفرج باليمين من غير عذر

- ‌ باب كراهة المشي في نعلٍ واحدةٍ، أو خفّ واحد لغير عذروكراهة لبس النعل والخف قائماً لغير عذر

- ‌ باب النهي عن ترك النار في البيت عند النوم ونحوه سواء كانت في سراج أو غيره

- ‌ باب النهي عن التكلف وهو فعلُ وقول ما لا مصلحة فيه بمشقة

- ‌ باب تحريم النياحة على الميت، ولطم الخدِّ وشقِّ الجيب ونتف الشعر وحلقه، والدعاء بالويل والثبور

- ‌ باب النَّهي عن إتيان الكُهّان والمنجِّمين والعُرَّاف وأصحاب الرمل، والطوارق بالحصى وبالشعير ونحو ذلك

- ‌ باب النهي عن التَّطَيُّرِ

- ‌ باب تحريم تصوير الحيوان في بسَاط أوحجر أو ثوب أو درهم أو مخدَّة أو دينار أو وسادة وغير ذلك وتحريم اتخاذ الصورة في حائط وستر وعمامة وثوب ونحوها والأمر بإتلاف الصور

- ‌ باب تحريم اتخاذ الكلب إلا لصَيْد أو ماشية أو زرع

- ‌ باب كراهة تعليق الجرس في البعير وغيره من الدواب وكراهية استصحاب الكلب والجرس في السفر

- ‌ باب كراهة ركوب الجلَاّلة وهي البعير أو الناقة التي تأكل العَذِرة، فإنْ أكلت علفاً طاهراً فطاب لحمها، زالت الكراهة

- ‌ باب النهي عن البُصاق في المسجد والأمر بإزالته منه إذا وجد فيه والأمر بتنزيه المسجد عن الأقذار

- ‌ باب كراهة الخصومة في المسجد ورفع الصوت فِيهِ، ونشد الضالة والبيع والشراء والإِجارة ونحوها من المعاملات

- ‌ باب نَهْي من أكل ثوماً أَوْ بصلاً أَوْ كُرَّاثاً أَوْ غيره مِمَّا لَهُ رائحة كريهة عن دخول المسجد قبل زوال رائحته إِلَاّ لضرورة

- ‌ باب كراهية الاحتباء يوم الجمعة والإمام يخطب لأنَّه يجلب النوم فيفوت استماع الخطبة ويخاف انتقاض الوضوء

- ‌ باب نهي مَنْ دخل عليه عشر ذي الحجة وأراد أنْ يضحِّيَ عن أخذ شيء من شعره أو أظفاره حتى يضّحيَ

- ‌ باب النَّهي عَن الحلف بمخلوق كالنبي والكعبة والملائكة والسماء والآباء والحياة والروح والرأس ونعمة السلطان وتُرْبَة فلان والأمانة، وهي من أشدها نهياً

- ‌ باب تغليظ اليمين الكاذبة عمداً

- ‌ باب العفو عن لغو اليمين وأنَّه لا كفارة فِيهِ، وَهُوَ مَا يجري عَلَى اللسان بغير قصد اليمين

- ‌ باب كراهة الحلف في البيع وإنْ كان صادقاً

- ‌ باب كراهة أنْ يسأل الإِنسان بوجه الله عز وجل غير الجنة وكراهة منع من سأل بالله تعالى وتشفَّع به

- ‌ باب تحريم قوله شاهِنشاه للسلطان وغيره لأن معناه ملك الملوك، ولا يوصف بذلك غير الله سبحانه وتعالى

- ‌ باب النهي عن مخاطبة الفاسق والمبتدع ونحوهما بِسَيِّد ونحوه

- ‌ باب كراهة سبَّ الحُمّى

- ‌ باب النهي عن سبَّ الريح، وبيان ما يقال عند هبوبها

- ‌ باب كراهة سبَّ الدِّيك

- ‌ باب النهي عن قول الإِنسان: مُطِرْنَا بِنَوْء كذا

- ‌ باب تحريم قوله لمسلم: يا كافر

- ‌ باب النهي عن الفُحش وبَذاءِ اللِّسان

- ‌ باب كراهة التقعير في الكلام بالتشدُّق وتكلُّف الفصاحة واستعمال وَحشيّ اللُّغة ودقائق الإعراب في مخاطبة العوام ونحوهم

- ‌ باب كراهة قوله: خَبُثَتْ نَفْسي

- ‌ باب كراهة تسمية العنب كرْماً

- ‌ باب النهي عن وصف محاسن المرأة لرجل إلَاّ أن يحتاج إلى ذلك لغرض شرعي كنكاحها ونحوه

- ‌ باب كراهة قول الإِنسان: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إن شئت بل يجزم بالطلب

- ‌ باب كراهة قول: ما شاء اللهُ وشاء فلان

- ‌ باب كراهة الحديث بعد العشاء الآخرة

- ‌باب تحريم امتناع المرأة من فراش زوجها إِذَا دعاها ولم يكن لَهَا عذر شرعي

- ‌باب تحريم صوم المرأة تطوعاً وزوجها حاضر إلا بإذنه

- ‌ باب تحريم رفع المأموم رأسه من الركوع أَو السجود قبل الإِمام

- ‌ باب كراهة وضع اليد عَلَى الخاصرة في الصلاة

- ‌ باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام ونفسه تتوق إِلَيْهِ أَوْ مَعَ مدافعة الأخبثين:

- ‌ باب النهي عن رفع البَصَر إِلَى السماء في الصلاة

- ‌ باب كراهة الالتفات في الصلاة لغير عذر

- ‌ باب النهي عن الصلاة إِلَى القبور

- ‌ باب تحريم المرور بَيْنَ يَدَي المصَلّي

- ‌ باب كراهة تخصيص يوم الجمعة بصيام أَوْ ليلته بصلاة من بين الليالي

- ‌ باب تحريم الوصَال في الصوم وَهُوَ أنْ يصوم يَومَينِ أَوْ أكثر، وَلَا يأكل وَلَا يشرب بينهما

- ‌ باب تحريم الجلوس عَلَى قبر

- ‌ باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه

- ‌ باب تغليظ تحريم إباق العبد من سيده

- ‌ باب تحريم الشفاعة في الحدود

- ‌ باب النهي عن التغوط في طريق النَّاس وظلِّهم وموارد الماء ونحوها

- ‌ باب النهي عن البول ونحوه في الماء الراكد

- ‌ باب كراهة تفضيل الوالد بعض أولاده على بعض في الهِبَة

- ‌ باب تحريم إحداد المرأة على ميت فوق ثلاثة أيام إلا على زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام

- ‌ باب تحريم بيع الحاضر للبادي وتلقي الركبان والبيع على بيع أخيه والخِطبة على خطبته إلا أنْ يأذن أو يردَّ

- ‌ باب النهي عن إضاعة المال في غير وجوهه التي أذن الشرع فيها

- ‌ باب النهي عن الإِشارة إلى مسلم بسلاح سواء كان جاداً أو مازحاً، والنهي عن تعاطي السيف مسلولاً

- ‌ باب كراهة الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لعذر حتى يصلي المكتوبة

- ‌ باب كراهة ردَّ الريحان لغير عذر

- ‌ باب كراهة المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدةٌ من إعجاب ونحوه، وجوازه لمن أُمِنَ ذلك في حقه

- ‌ باب كراهة الخروج من بلد وقع فيها الوباء فراراً منه وكراهة القدوم عليه

- ‌ باب التغليظ في تحريم السِّحْرِ

- ‌ باب النهي عن المسافرة بالمصحف إِلَى بلاد الكفار إِذَا خيف وقوعه بأيدي العدوّ

- ‌ باب تحريم استعمال إناء الذهب وإناء الفضة في الأكل والشرب والطهارة وسائر وجوه الاستعمال

- ‌ باب تحريم لبس الرجل ثوباً مزعفراً

- ‌ باب النهي عن صمت يومٍ إلَى الليل

- ‌ باب تحريم انتساب الإِنسان إِلَى غير أَبيه وَتَولِّيه إِلَى غير مَواليه

- ‌ باب التحذير من ارتكاب ما نهى الله عز وجل أَو رسوله صلى الله عليه وسلم عنه

- ‌ باب ما يقوله ويفعله من ارتكب منهياً عنه

- ‌كتاب المنثورات والملح

- ‌ بابُ المنثورات والملح

- ‌ باب الاستغفار

الفصل: ‌باب فضل السماحة في البيع والشراء

146-

‌ بابُ استحباب سؤالِ أهلِ المريضِ عَنْ حاِلهِ

1/910- عن ابن عباسٍ، رضي الله عنهما، أَنَّ عليَّ بنَ أَبي طالبٍ، رضي الله عنه خرجَ مِنْ عِنْدِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في وجَعِهِ الذِي تُوُفيِّ فِيهِ، فقالَ النَّاسُ: يَا أَبَا الحسنِ، كَيفَ أَصْبَحَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَصْبحَ بِحمْد اللَّهِ بَارِئاً. رواه البخاري.

ص: 286

147-

‌ باب مَا يقوله مَن أيس من حياته

1/911- عن عائشة رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ مُسْتَنِدٌ إِليَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي وَارْحمْني، وَأَلحِقني بالرَّفِيقِ الأَعْلَى "متفق عليه.

2/912- وعنها قالت: رأَيْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهُوَ بِالموتِ، عِندهُ قدحٌ فِيهِ مَاءٌ، وهُو يدخِلُ يدهُ في القَدَحِ، ثُمَّ يمسَحُ وجهَهُ بالماءِ، ثُمَّ يَقُولُ:"اللَّهُمَّ أَعِنِّي على غمرَاتِ الموْتِ وَسَكَراتِ المَوْتِ" رواه الترمذي.

ص: 286

148-

‌ باب استحباب وصية أهل المريض ومن يخدمه بالإحسان إليه والصبر عَلَى مَا يشق من أمره وكذا الوصية بمن قرب سبب موته بحد أَوْ قصاص ونحوهما

.

1/913- عن عِمران بن الحُصَين رضي الله عنهما أَن امرأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ أَتَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهِي حُبْلَى مِنَ الزِّنَا، فَقَالَتْ: يَا رسول اللَّهِ، أَصبتُ حَدّاً فَأَقمْهُ علَيَّ، فَدعا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وليَّهَا، فقالَ:"أَحْسِنْ إِلَيْهَا، فَإِذا وضَعتْ فَأْتِني بِهَا"فَفعلَ فَأَمر بِها النبيُّ صلى الله عليه وسلم فشُدَّتْ علَيها ثِيابُها، ثُمَّ أَمر بِها فَرُجِمتْ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا. رواه مسلمٌ.

ص: 286

149-

‌ باب جواز قول المريض: أنَا وجع، أَوْ شديد الوجع أَوْ مَوْعُوكٌ أَوْ"وارأساه"ونحو ذلك

وبيان أنَّه لا كراهة في ذلك إِذَا لَمْ يكن عَلَى سبيل التسخط وإظهار الجزع.

1/914- عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلتُ عَلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهُو يُوعكُ، فَمسِسْتُه، فقلْتُ: إِنَّكَ لَتُوعَكُ وعْكاً شَديداً، فَقَالَ:"أَجَلْ إِنِّي أُوَعَكُ كَمَا يُوعكُ رَجُلانِ مِنْكُمْ" مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

2/915- وعن سعدِ بن أَبي وَقَّاص رضي الله عنه قَالَ: جَاءَني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يعودُني مِن وجعٍ اشَتدَّ بِي، فَقُلْتُ: بلَغَ بِي مَا تَرَى، وأَنَا ذُو مَالٍ، وَلا يرِثُني إِلَاّ ابْنَتِي. وذَكر الحديث، متفقٌ عَلَيْهِ.

3/916- وعن القاسم بن محمدٍ قَالَ: قالَتْ عائشَةُ رضي الله عنها: وارأْسَاهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" بلْ أَنَا وارأْسَاهُ ". وذكر الحديث. رواه البخاري.

ص: 287

150-

‌ باب تلقين المحتضر: لا إله إِلَاّ اللهُ

1/917- عن معاذٍ رضي الله عنه قالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "منْ كَانَ آخِرَ كلَامِهِ لَا إِلهَ إِلَاّ اللَّه دَخَلَ الجنَّةَ" رواه أَبُو داود والحاكم وقال: صحيح الإِسناد.

2/918- وعن أَبي سعيد الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَقِّنُوا موْتَاكُمْ لَا إِله إِلَاّ اللَّهُ" رواه مسلم.

ص: 287

151-

‌ باب مَا يقوله بعد تغميض الميت

1/919- عن أُمِّ سَلمةَ رضي الله عنها قالت: دَخَلَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عليّ أَبي سلَمة وَقَدْ شَقَّ بصَرُهُ، فأَغْمضَهُ، ثُمَّ قَال:"إِنَّ الرُّوح إِذا قُبِضَ، تبِعَه الْبصَرُ" فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ: "لَا تَدْعُوا عَلى أَنْفُسِكُم إِلَاّ بِخَيْرٍ، فإِنَّ المَلائِكَةَ يُؤمِّنُون عَلى مَا تَقُولونَ" ثمَّ قالَ:"اللَّهُمَّ اغْفِر لأَبِي سَلَمَة، وَارْفَعْ درَجَتهُ في

ص: 287

المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الْغَابِرِين، واغْفِرْ لَنَا ولَه يَاربَّ الْعَالمِينَ، وَافْسحْ لَهُ في قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ "رواه مسلم.

ص: 288

152-

‌ باب ما يقال عند الميت وَمَا يقوله من مات له ميت

1/920- عن أُمِّ سلَمَةَ رضي الله عنها قالت: قالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا حَضرْتُمُ المرِيضَ، أَوِ المَيِّتَ، فَقُولُوا خيْراً، فَإِنَّ الملائِكَةَ يُؤمِّنونَ عَلى مَا تقُولُونَ" قالت: فلمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَة، أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رسُولَ اللَّه، إِنَّ أَبَا سلَمَة قَدْ مَاتَ، قالَ:"قُولي: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُ، وَأَعْقِبْني مِنْهُ عُقبى حَسَنَةً" فقلتُ: فأَعْقَبني اللَّهُ منْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُ: مُحمَّداً صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم هكَذا:"إِذا حَضَرْتُمُ المَرِيضَ" أَو"الميِّت"عَلَى الشَّكِّ، رواه أبو داود وغيره:"الميِّت"بلا شَكٍّ.

2/921- وعنها قَالَتْ: سمعتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "مَا مِنْ عبدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيقولُ: إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِليهِ رَاجِعُونَ: اللَّهمَّ أُجِرْنِي في مُصِيبَتي، وَاخْلُف لِي خَيْراً مِنْهَا، إِلَاّ أَجَرَهُ اللَّهُ تعَالى في مُصِيبتِهِ وَأَخْلَف لَهُ خَيْراً مِنْهَا". قالت: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَة، قلتُ كَمَا أَمَرني رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي خَيْراً منْهُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم.

3/922- وعن أَبي موسى رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذا ماتَ وَلدُ العبْدِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لملائِكَتِهِ: قَبضْتُم وَلدَ عَبْدِي؟ فيقولُونَ: نعَم، فيقولُ: قَبَضتُم ثمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فيقولونَ: نَعم. فَيَقُولُ: فَمَاذَا قَالَ عبْدِي؟ فيقُولُونَ: حمِدكَ واسْتَرْجعَ، فيقولُ اللَّهُ تَعَالَى: ابْنُوا لعبدِي بَيتاً في الجَنَّة، وَسَمُّوهُ بيتَ الحمدِ "رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

4/923- وعن أَبي هُريرةَ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لعَبْدِي المؤْمِن عِنْدي جزَاءٌ إِذا قَبَضْتُ صَفيَّه مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، ثُمَّ احْتَسَبهُ، إِلَاّ الجَنَّةَ "رواه البخاري.

ص: 288

5/924- وعن أُسامةَ بنِ زيدٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَرْسَلَتْ إِحْدى بَناتِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَيهِ تَدْعُوهُ وتُخْبِرُهُ أَنَّ صَبِيَّاً لهَا أَوْ ابْناً في المَوتِ فَقَالَ للرَّسول:"ارْجِعْ إِلَيْهَا، فَأَخْبِرْهَا أَنَّ للَّهِ تَعَالَى مَا أَخذَ ولَهُ مَا أعطَى، وَكُلُّ شَيْء عِنْدَهُ بِأَجْلٍ مُسَمَّى، فَمُرْهَا، فلْتَصْبِرْ ولْتَحْتسِبْ" وذكر تمام الحديث، متفقٌ عَلَيْهِ.

ص: 289

153-

‌ باب جواز البكاء عَلَى الميت بغير ندب وَلَا نياحة أمَّا النِّيَاحَةُ فَحَرَامٌ

وَسَيَأتِي فِيهَا بَابٌ فِي كِتابِ النَّهْيِ، إنْ شَاءَ اللهُ تعالى. وأما البكاء فجاءت أحاديث كثيرة بِالنَّهْيِ عَنْهُ، وَأنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أهْلِهِ، وَهِيَ مُتَأَوَّلَةٌ ومَحْمُولَةٌ عَلَى مَنْ أوْصَى بِهِ، وَالنَّهْيُ إنَّمَا هُوَ عَن البُكَاءِ الَّذِي فِيهِ نَدْبٌ أَوْ نِيَاحَةٌ والدَّليلُ عَلَى جَوَازِ البُكَاءِ بغير ندب ولا نياحة أحاديث كيثرة مِنْهَا:

1/925- عن ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما أَنَّ رسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم عاد سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ، وَمَعَهُ عبْدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ، وسعْدُ بْنُ أَبي وَقَّاصٍ، وعبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم، فَبكى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رَأَى القوْمُ بُكاءَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، بَكَوْا، فَقَالَ:"أَلا تَسْمعُونَ؟ إِنَّ اللَّه لَا يُعَذِّبُ بِدمْعِ العَيْنِ، وَلا بِحُزْنِ القَلْبِ، وَلكِنْ يُعَذّبُ بِهذاَ أَوْ يَرْحَمُ" وَأَشَارَ إِلى لِسَانِهِ. متفقٌ عليه.

2/926- وعن أُسَامة بنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رُفِعَ إِلَيهِ ابْنُ ابْنَتِهِ وَهُوَ فِي المَوْتِ، فَفَاضَتْ عَيْنا رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ سعدٌ: مَا هَذَا يَا رسولَ اللَّهِ؟، قَالَ:"هَذِهِ رحمةٌ جَعَلها اللَّهُ تَعالى في قلوبِ عبادِهِ، وَإِنما يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عبَادِهِ الرُّحَمَاءَ" متفقٌ عَلَيْهِ.

3/927- وعن أَنسٍ رضي الله عنه أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلى ابْنه إِبَراهِيمَ رضي الله عنه وَهُوَ يَجودُ بَنفسِه فَجعلتْ عَيْنا رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ. فقال له عبدُ الرَّحمن بنُ عوفٍ: وأَنت يَا رسولَ اللَّه؟، فَقَالَ:"يَا ابْنَ عوْفٍ إِنَّها رَحْمةٌ"ثُمَّ أَتْبَعَها بأُخْرَى، فقال صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ والقَلْب يَحْزَنُ، وَلا نَقُولُ إِلا ما يُرضي رَبَّنا وَإِنَّا بفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهيمُ لمَحْزُونُونَ".

ص: 289

رواه البخاري، وروى مُسلمٌ بعضَه.

والأَحاديث في الباب كثيرة في الصحيح مشهورة، واللَّه أعلم.

ص: 290

154-

‌ باب الكف عما يرى في الميت من مكروه

1/928- عن أَبي رافعٍ أَسْلم موْلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ غَسَّل ميِّتاً فَكَتَمَ عَلَيْه، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ أَرْبعِينَ مرَّةً "رواه الحاكم وقال: صحيح عَلَى شرط مسلم.

ص: 290

155-

‌ باب الصلاة عَلَى الميت وتشييعه وحضور دفنه وكراهة اتباع النساء الجنائز

وَقَدْ سَبَقَ فَضْلُ التَّشْييعِ.

1/929- عن أَبي هُريرةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شَهِدَ الجنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّي عَلَيها فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيراطَانِ"قيلَ وَمَا القيراطَانِ؟ قَالَ:"مِثْلُ الجَبلَيْنِ العَظِيمَيْنِ" متفقٌ عَلَيْهِ.

2/930- وعنه أَنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنِ اتَّبعَ جَنَازَةَ مُسْلمٍ إيمَاناً واحْتِسَاباً، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّي عَلَيها ويَفْرُغَ مِنْ دَفنِها، فَإِنَّهُ يَرْجعُ مِنَ الأَجرِ بقِيراطَين كُلُّ قيرَاط مِثلُ أُحُدٍ، ومَنْ صَلَّى عَلَيهَا، ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَن تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يرجعُ بقِيرَاط" رواه البخاري.

3/931- وعن أُمِّ عطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "نُهينَا عنِ اتِّبَاعِ الجَنائز، وَلم يُعزَمْ عَليْنَا"متفقٌ عليه.

ص: 290

"ومعناه"ولَمْ يُشدَّد في النَّهي كَمَا يُشدَّدُ في المُحَرَّمَات.

ص: 291

156-

‌ باب استحباب تكثير المصلين عَلَى الجنازة وجعل صفوفهم ثلاثة فأكثر

1/932- عَنْ عائشةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ ميِّتٍ يُصلِّي عليهِ أُمَّةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يبلُغُونَ مئَة كُلُّهُم يشْفَعُونَ له إِلا شُفِّعُوا فيه" رواه مسلم.

2/933- وعن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قَالَ: سَمعْتُ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُول: "مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلمٍ يَمُوتُ، فَيقومُ عَلَى جَنَازتِهِ أَرْبَعونَ رَجُلا لَا يُشركُونَ باللَّه شَيئاً إِلَاّ شَفَّعَهُمْ اللَّهُ فيهِ" رواه مسلم.

3/934- وعن مَرْثَدِ بن عبدِ اللَّه اليَزَنِيِّ قَالَ: كانَ مالكُ بنُ هُبَيْرَةَ رضي الله عنه إِذا صلَّى عَلى الجنَازَةِ، فَتَقَالَّ النَّاسَ عَليها، جزَّأَهُمْ عَلَيْهَا ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ ثُمَّ قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عليهِ ثَلاثَةُ صُفُوف، فَقَدْ أَوْجَبَ". رواه أَبُو داود، والترمذي وقال: حديث حسن.

ص: 291

157-

‌ باب مَا يقرأ في صلاة الجنازة

.

يُكَبِّرُ أرْبَعَ تَكبِيرَاتٍ: يَتَعوَّذُ بَعْدَ الأُولَى، ثُمَّ يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الكِتَابِ، ثُمَّ يُكَبِّرُ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فيقول: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ. والأفضل أن يتمه بقوله: كَمَا صَلَّيتَ عَلَى إبرَاهِيمَ..إِلَى قَوْله: إنك حميد مجيد.

ولايفعل مايفعله كَثيرٌ مِنَ العَوامِّ مِنْ قراءتِهِمْ {إنَّ اللهَ وملائكته يصلون على النبي} الآية

ص: 291

[الأحزاب: 56] فَإنَّهُ لَا تَصحُّ صَلَاتُهُ إِذَا اقْتَصَرَ عَلَيْهِ.

ثُمَّ يُكَبِّرُ الثَّالِثَةَ، وَيَدعُو للمَيِّتِ وَللمُسْلِمِينَ بِمَا سَنَذكُرُهُ مِنَ الأحاديث إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، ثُمَّ يُكَبِّرُ الرَّابِعَةَ وَيَدْعُو، وَمِنْ أحْسَنِهِ: اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أجْرَهُ، وَلَا تَفْتِنَّا بَعدَهُ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ.

وَالمُخْتَارُ أنه يُطَوِّلُ الدُّعاء في الرَّابِعَة خلافَ مَا يَعْتَادُهُ أكْثَرُ النَّاس؛ لحديث ابن أَبي أَوْفى الذي سَنَذْكُرُهُ إنْ شَاء الله تعالى.

فأما الأَدْعِيَةُ المَأثُورَةُ بَعْدَ التَّكبِيرَةِ الثالثة، فمنها:

1/935- عن أبي عبدِ الرحمنِ عوفِ بن مالكٍ رضي الله عنه قَالَ: صلَّى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَلى جَنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعائِهِ وَهُو يَقُولُ:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وارْحمْهُ، وعافِهِ، واعْفُ عنْهُ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ واغْسِلْهُ بِالماءِ والثَّلْجِ والْبرَدِ، ونَقِّه منَ الخَطَايَا، كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس، وَأَبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِه، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً منْ زَوْجِهِ، وأدْخِلْه الجنَّةَ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّار "حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أنَا ذلكَ المَيِّتَ. رواه مسلم.

2/936- وعن أَبي هُريرة وأبي قَتَادَةَ، وَأبي إبْرَاهيمَ الأشْهَليَّ عنْ أبيه، وأبوه صَحَابيٌّ رضي الله عنهم، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه صلَّى عَلى جَنَازَة فَقَالَ:"اللَّهم اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَميِّتِنا، وَصَغيرنا وَكَبيرِنَا، وذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وشَاهِدِنا وَغائِبنَا. اللَّهُمَّ منْ أَحْيَيْتَه منَّا فأَحْيِه عَلَى الإسْلامِ، وَمَنْ توَفَّيْتَه منَّا فَتَوَفَّهُ عَلى الإيمانِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنا أَجْرَهُ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ" رواه الترمذي من رواية أَبي هُرَيْرةَ والأشهَليِّ، ورواه أَبُو داود من رواية أَبي هريرة وأبي قَتَادَةَ. قَالَ الحاكم: حديث أَبي هريرة صَحيحٌ عَلَى شَرْطِ البُخاريِّ ومُسْلِمٍ، قَالَ الترْمِذي قَالَ البخاريُّ: أَصحُّ رواياتِ هَذَا الحديث روايةُ الأَشْهَليِّ. قَالَ البخاري: وَأَصَحُّ شيء في هَذَا الباب حديث عوْفِ بن مالكٍ.

ص: 292

3/937- وعن أبي هُريْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "إذ صَلَّيْتُم عَلى المَيِّت، فأَخْلِصُوا لهُ الدُّعاءَ" رواه أبوداود.

4/938- وعَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في الصَّلاةِ عَلى الجَنَازَة: "اللَّهُمَّ أَنْت ربُّهَا، وَأَنْتَ خَلَقْتَها، وأَنْتَ هَديْتَهَا للإسلامِ، وَأَنْتَ قَبَضْتَ رُوحَهَا، وَأَنْتَ أَعْلمُ بِسِرِّها وَعَلانيتِها، جئْنَاكَ شُفعاءَ لَهُ فاغفِرْ لهُ". رواه أَبُو داود.

5/939- وعن واثِلة بنِ الأسقعِ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى بِنَا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلى رجُلٍ مِنَ المُسْلِمينَ، فَسَمِعْتُهُ يقولُ:"اللَّهُمَّ إنَّ فُلانَ ابْنَ فُلان في ذِمَّتِكَ وَحَبْلِ جِوَارِكَ، فَقِهِ فِتْنَةَ القَبْر، وَعَذَابَ النَّارِ، وَأَنْتَ أَهْلُ الوَفاءِ والحَمْدِ، اللَّهُمَّ فاغفِرْ لهُ وَارْحَمْهُ، إنكَ أَنْتَ الغَفُور الرَّحيمُ "رواه أَبُو داود.

6/940- وعن عبدِ اللَّه بنِ أبي أوْفى رضي الله عنهما أَنَّهُ كبَّر عَلَى جَنَازَةِ ابْنَةٍ لَهُ أَرْبَعَ تَكْبِيراتٍ، فَقَامَ بَعْدَ الرَّابِعَةِ كَقَدْرِ مَا بَيْنَ التَّكْبيرتيْن يَسْتَغفِرُ لهَا وَيَدْعُو، ثُمَّ قَالَ: كَانَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ هكذَا

وفي رواية: "كَبَّرَ أَرْبعاً فَمَكَثَ سَاعةً حتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سيُكَبِّرُ خَمْساً، ثُمَّ سلَّمَ عنْ يمِينهِ وَعَنْ شِمالِهِ، فَلَمَّا انْصَرَف قُلْنا لَهُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: إنِّي لَا أزيدُكُمْ عَلى مَا رَأَيْتُ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ، أوْ: هكَذَا صَنعَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. رواه الحاكم وقال: حديث صحيح.

ص: 293

158-

‌ باب الإِسراع بالجنازة

1/941- عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَسْرِعُوا بِالجَنَازَةِ، فَإنْ تَكُ صَالِحَةً، فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونها إلَيْهِ، وَإنْ تَك سِوَى ذلِكَ، فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ" متفقٌ عَلَيْهِ.

ص: 293

وفي روايةٍ لمُسْلِمٍ:"فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا عَلَيْه ".

2/942- وعن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ. كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا وُضِعَتِ الجِنَازَةُ، فَاحْتَملَهَا الرِّجَالُ عَلى أَعنَاقِهِمْ، فَإنْ كَانتْ صَالحةً، قالتْ: قَدِّمُوني، وَإنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ، قَالَتْ لأهْلِهَا: يَاوَيْلَهَا أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهَا، يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إلَاّ الإنسانَ، وَلَوْ سَمِعَ الإنْسَانُ، لَصَعِقَ "رواه البخاري.

ص: 294

159-

‌ باب تعجيل قضاء الدَّين عن الميت والمبادرة إلى تجهيزه إلا أن يموت فجاءة فيترك حَتَّى يُتَيَقَّنَ مَوْتُه

.

1/943- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"نَفْسُ المُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَي عَنْهُ".رواه الترمذي وقال: حديث حسنٌ.

2/944- وعن حُصَيْنِ بن وحْوَحٍ رضي الله عنه أَنْ طَلْحَةَ بنَ الْبُرَاءِ بن عَازِبٍ رضي الله عنهما مَرِض، فَأتَاهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ فَقَالَ: إنِّي لَا أُرَى طَلْحةَ إلَاّ قدْ حَدَثَ فِيهِ المَوْتُ فَآذِنُوني بِهِ وَعَجِّلُوا بِهِ، فَإنَّهُ لَا يَنْبَغِي لجِيفَةِ مُسْلِمٍ أنْ تُحْبَسَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِهِ". رواه أَبُو داود.

ص: 294

160-

‌ باب الموعظة عند القبر

1/945- عن عليٍّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا فِي جنَازَةٍ في بَقِيع الْغَرْقَد فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقَعَدَ، وقعدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَسَ وَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرتِهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا مِنكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلَاّ

ص: 294

وَقَدْ كُتِبَ مقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ ومَقْعَدُهُ مِنَ الجنَّة"فقالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كتابنَا؟ فَقَالَ:"اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ "وذكَر تمامَ الحديث، متفقٌ عَلَيْهِ

ص: 295

161-

‌ باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعة للدُّعاء له والاستغفار والقراءة

1/946- عن أَبي عَمْرو وقيل: أَبُو عبد اللَّه، وقيل: أَبو لَيْلى عُثْمَانُ بن عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا فرَغَ مِن دَفْنِ المَيِّتِ وقَفَ علَيهِ، وقال:"استغفِرُوا لأخِيكُم وسَلُوا لَهُ التَّثبيتَ فإنَّهُ الآنَ يُسأَلُ ". رواه أَبُو داود.

2/947- وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قَالَ: إِذَا دفنتمُوني، فَأقِيمُوا حَوْل قَبرِي قَدْرَ مَا تُنحَرُ جَزُورٌ، ويُقَسَّمُ لحْمُها حَتى أَسْتَأنِسَ بِكم، وأَعْلم مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ ربِّي. رواه مسلم. وَقَدْ سبق بطوله.

قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله: ويُسْتَحَبُّ أنْ يُقرَأَ عِنْدَهُ شيءٌ مِنَ القُرآنِ، وَإن خَتَمُوا القُرآن عِنْدهُ كانَ حَسناً.

ص: 295

162-

‌ باب الصدقة عن الميت والدعاء لَهُ

قَالَ الله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ} [الحشر: 10] .

1/948- وعَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَجُلاً قَالَ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إنَّ أُمِّي افتُلتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ، تَصَدَّقَتْ، فَهَل لهَا أَجْرٌ إنْ تصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ:"نَعَمْ ". متفقٌ عَلَيْهِ.

2/949- وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا مَاتَ الإنسَانُ انقطَعَ عمَلُهُ إلَاّ مِنْ ثَلاثٍ: صَدقَةٍ جاريَةٍ، أوْ عِلم يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالحٍ يَدعُو لَهُ "رواه مسلم.

ص: 295

163-

‌ باب ثناء الناس عَلَى الميت

1/950- عن أَنسٍ رضي الله عنه قَالَ: مرُّوا بجَنَازَةٍ، فَأَثنَوا عَلَيْهَا خَيراً فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَجَبَتْ"، ثُمَّ مرُّوا بِأُخْرَى، فَأَثنَوْا عَلَيْهَا شَرّاً، فَقَال النَِّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"وَجبَتْ"فَقَال عُمرُ بنُ الخَطَّاب رضي الله عنه: ما وجبَتْ؟ قَالَ:"هَذَا أَثنَيتُمْ علَيْهِ خَيراً، فَوَجبتْ لَهُ الجنَّةُ، وهَذَا أَثنَيتُم عَلَيْهِ شَرّاً، فَوَجبتْ لَهُ النًَّارُ، أنتُم شُهَداءُ اللَّهِ في الأرضِ". متفقٌ عَلَيْهِ.

2/951- وعن أَبي الأسْوَدِ قَالَ: قَدِمْتُ المدِينَةَ، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمْرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه فَمرَّتْ بِهِمْ جنَازةٌ، فأُثنىَ عَلَى صَاحِبها خَيْراً فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بأُخْرى، فَأثنِىَ عَلَى صَاحِبِها خَيراً، فَقَالَ عُمرُ: وجبَت، ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ، فَأُثنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا شَرًّا، فَقَال عُمرُ: وجبتْ: قَالَ أَبُو الأسْودِ: فَقُلْتُ: وَمَا وجبَت يَا أميرَ المُؤمِنينَ؟ قَالَ: قُلتُ كما قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا مُسلِم شَهِدَ لهُ أَربعةٌ بِخَير، أَدخَلَهُ اللَّه الجنَّةَ"فَقُلنَا: وثَلاثَةٌ؟ قَالَ:"وثَلاثَةٌ"فقلنا: واثنانِ؟ قال:"واثنانِ" ثُمَّ لم نَسأَ لْهُ عَن الواحِدِ. رواه البخاري.

ص: 296

164-

‌ باب فضل من مات لَهُ أولاد صغار

1/952- عن أنس رضي الله عنه قَالَ: قَال رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسلِمٍ يَمُوتُ لَهُ ثلاثَةٌ لَمْ يَبلُغُوا الحِنْثَ إِلَاّ أدخلَهُ اللَّه الجنَّةَ بِفَضْل رحْمَتِهِ إيَّاهُمْ". متفقُ عَلَيْهِ.

2/953- وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَمُوتُ لأِحَدٍ مِنَ المُسْلِمِينَ ثَلاثةٌ مِنَ الوَلَدِ لَا تمَسُّهُ النَّارُ إِلَاّ تَحِلَّةَ القَسَم" متفقٌ عليه.

"وَتَحِلَّهُ القَسَم"قولُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَاّ وَارِدُهَا} [مريم: من الآية71] والوُرُودُ: هُوَ العُبُورُ عَلى

ص: 296

الصِّراطِ، وَهُوَ جسْرٌ مَنْصُوبٌ عَلَى ظهْرِ جَهَنَّمَ. عَافَانَا اللَّهُ مِنْهَا.

1/954- وعن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَتِ امرأَةٌ إِلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ الرِّجالُ بحَديثِكَ، فاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْماً نَأْتيكَ فيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّه، قَالَ:" اجْتَمِعْنَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا"فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَعَلَّمَهنَّ مِمَّا علَّمهُ اللَّه، ثُمَّ قَالَ:"مَا مِنْكُنَّ مِن امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ ثَلاثةً منَ الوَلَدِ إِلَاّ كانُوا لهَا حِجَاباً منَ النَّار"فَقالتِ امْرَأَةٌ: وَاثنينِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم"وَاثْنَيْن "متفقٌ عَلَيْهِ.

ص: 297

165-

‌ باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم وإظهار الافتقار إِلَى الله تَعَالَى والتحذير من الغفلة عن ذلك

.

1/955- عَن ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لأصْحَابِهِ يَعْني لمَّا وَصلُوا الحِجْرَ: دِيَارَ ثمُودَ: "لَا تَدْخُلُوا عَلى هَؤُلاءِ المُعَذَّبِينَ إِلَاّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لمْ تَكُونُوا باكِين، فَلا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، لَا يُصِيبُكُمْ مَا أَصَابَهُمْ" متفقٌ عليه.

وفي روايةٍ قَالَ: لمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالحِجْرِ قَالَ: "لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ أَنْ يُصِيبكُمْ مَا أَصَابَهُمْ إِلَاّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ" ثُمَّ قَنَّع رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، رَأْسَهُ وَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتى أَجَازَ الوَادي.

ص: 297

‌كتَاب آداب السَّفَر

166-

‌ باب استحباب الخروج يوم الخميس واستحبابه أول النهار

1/956- عن كعبِ بن مالك، رضي الله عنه، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ يَوْمَ الخَمِيسِ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الخَمِيس. متفقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية في الصحيحين:"لقلَّما كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ إِلَاّ في يَوم الخَمِيسِ".

2/957- وعن صخْرِ بنِ وَدَاعَةَ الغامِدِيِّ الصَّحابيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتي في بُكُورِها "وكَان إِذا بعثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشَاً بعَثَهُم مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ وَكان صخْرٌ تَاجِراً، وَكَانَ يَبْعثُ تِجارتهُ أَوَّلَ النَّهار، فَأَثْرى وكَثُرَ مالُهُ. رواه أَبو داود والترمذيُّ وَقالَ: حديثٌ حسن.

ص: 299

167-

‌ باب استحباب طلب الرفقة وتأميرهم عَلَى أنفسهم واحداً يطيعونه

1/958- عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ مِنَ الوحْدةِ مَا أَعَلمُ مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وحْدَهُ" رواه البخاري.

2/959- وعن عمرِو بن شُعَيْبٍ، عن أَبيه، عن جَدِّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الرَّاكِبُ شَيطَانٌ، والرَّاكِبان شَيطَانانِ، والثَّلاثَةُ رَكبٌ ".

رواه أَبُو داود، والترمذي، والنسائي بأَسانيد صحيحة، وقال الترمذي: حديثٌ حسن.

3/960- وعن أَبي سعيدٍ وأَبي هُريرةَ رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالا: قَال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا خَرَج ثَلاثَةٌ في سفَرٍ فليُؤَمِّرُوا أَحدهم" حديث حسن، رواه أَبُو داود بإسنادٍ حسن.

ص: 299

4/961- وعن ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَيرُ الصَّحَابةِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرايا أَرْبَعُمِائَةٍ، وخَيرُ الجُيُوش أَرْبعةُ آلافٍ، ولَن يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً منْ قِلَّة "رواه أَبُو داود والترمذي وقال: حديث حسن.

ص: 300

168-

‌ باب آداب السير والنزول والمبيت والنوم في السفر واستحباب السُّرَى والرفق بالدواب

ومراعاة مصلحتها وجواز الإرداف عَلَى الدابة إِذَا كانت تطيق ذلك وأمر من قصّر في حقها بالقيام بحقها.

1/962- عن أَبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سافَرْتُم فِي الخِصْبِ فَأعْطُوا الإِبِلَ حظَّهَا مِنَ الأَرْضِ، وإِذا سافَرْتُمْ في الجَدْبِ، فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ وَبادروا بِهَا نِقْيَهَا، وَإذا عرَّسْتُم، فَاجتَنِبُوا الطَّريقَ، فَإِنَّهَا طرُقُ الدَّوابِّ، وَمأْوى الهَوامِّ باللَّيْلِ "رواه مسلم.

مَعنَى"اعطُوا الإِبِلَ حَظها مِنَ الأرْضِ"أَيْ: ارْفقُوا بِهَا في السَّيرِ لترْعَى في حالِ سيرِهَا، وَقوله:"نِقْيَها"هُوَ بكسر النون، وإسكان القاف، وبالياءِ المثناة من تَحْت وَهُوَ: المُخُّ، معناه: أَسْرِعُوا بِهَا حَتَّى تَصِلُوا المَقِصد قَبلَ أَنْ يَذهَبَ مُخُّها مِن ضَنكِ السَّيْرِ. وَ"التَّعْرِيسُ": النزُولُ في الليْل.

2/963- وعن أَبي قَتَادةَ رضي الله عنه قَالَ: كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذا كانَ فِي سفَرٍ، فَعَرَّسَ بلَيْلٍ اضْطَجَعَ عَلى يَمينِهِ، وَإِذا عَرَّس قُبيْلَ الصُّبْحِ نَصَبَ ذِرَاعَهُ وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلى كَفِّه. رواه مسلم.

قَالَ العلماءُ: إَِّنما نَصَبَ ذِرَاعهُ لِئلَاّ يسْتَغْرِقَ في النَّوْمِ فَتَفُوتَ صلاةُ الصُّبْحِ عنْ وقْتِهَا أَوْ عَنْ أَوَّلِ وَقْتِهَا.

3/964- وعنْ أَنسٍ رضي الله عنه قَال: قَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"عَلَيْكُمْ بِالْدُّلْجَةِ، فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيلِ" رواه أَبُو داود بإسناد حسن.

"الدُّلجَة"السَّيْرُ في اللَّيْلِ.

ص: 300

4/965- وعنْ أَبي ثَعْلَبةَ الخُشَنِي رضي الله عنه قَالَ: كانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلُوا مَنْزلاً تَفَرَّقُوا في الشِّعابِ والأَوْدِيةِ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعابِ وَالأوْدِية إِنَّما ذلكُمْ منَ الشَّيْطَان،" فَلَمْ ينْزلُوا بعْدَ ذَلِكَ منْزلاً إِلَاّ انْضَمَّ بَعضُهُمْ إِلَى بعْضٍ. رواه أَبُو داود بإسناد حسن.

5/966- وعَنْ سَهْلِ بنِ عمرو وَقيلَ سَهْلِ بن الرَّبيعِ بنِ عَمرو الأنْصَاريِّ المَعروفِ بابنِ الحنْظَليَّةِ، وهُو منْ أهْل بَيْعةِ الرِّضَوان، رضي الله عنه قالَ: مرَّ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ببعِيرٍ قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ ببطْنِهِ فَقَالَ: "اتَّقُوا اللَّه في هذِهِ البهَائمِ المُعْجمةِ فَارْكبُوها صَالِحَةً، وكُلُوها صالحَة" رواه أَبُو داود بإسناد صحيح.

6/967-وعَن أَبي جعفرٍ عبدِ اللَّهِ بنِ جعفرٍ، رضي الله عنهما قَالَ: أَرْدفني رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ذَاتَ يَوْم خَلْفَه، وَأسَرَّ إِليَّ حدِيثاً لا أُحَدِّث بِهِ أحَداً مِنَ النَّاسِ، وكانَ أَحبَّ مَا اسْتَتَر بِهِ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لِحاجَتِهِ هَدَفٌ أَوْ حَائشُ نَخل. يَعْني: حَائِطَ نَخْل: رواه مسلم هكذا مختصراً.

وزادَ فِيهِ البَرْقانيُّ بإِسناد مسلم: بعد قَوْله: حائشُ نَخْلٍ: فَدَخَلَ حَائطاً لِرَجُلٍ منَ الأَنْصارِ، فَإذا فِيهِ جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم جرْجرَ وذَرفَتْ عَيْنَاه، فأَتَاهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ سَرَاتَهُ أَي: سنامَهُ وَذِفْرَاهُ فَسكَنَ، فَقَالَ:"مَنْ رَبُّ هَذَا الجَمَلِ، لِمَنْ هَذا الجَمَلُ؟ "فَجاءَ فَتى مِنَ الأَنصَارِ فقالَ: هَذَا لِي يَا رسولَ اللَّه. فقالَ:"أَفَلا تَتَّقِي اللَّه في هذِهِ البَهيمَةِ الَّتي مَلَّكَكَ اللَّهُ إياهَا؟ فإنَّهُ يَشْكُو إِليَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ ".ورواه أَبُو داود كروايةِ البَرْقاني.

قَوْله:"ذِفْرَاه"هُوَ بكسر الذال المعجمة وإسكان الفاءِ، وَهُوَ لفظٌ مفردٌ مؤنثٌ. قَالَ أَهْلُ اللُّغَة: الذِّفْرَى: المَوْضِعُ الَّذِي يَعْرَقُ مِنَ البَعِيرِ خلْف الأذنِ، وَقوله:"تُدْئِبُهُ"أَيْ: تُتْعِبُهُ.

ص: 301

7/968- وعن أَنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا إِذا نَزَلْنَا مَنْزِلاً، لَا نسَبِّحُ حَتَّى نَحُلَّ الرِّحَالَ. رواه أَبُو داود بإِسناد عَلَى شرط مسلم.

وَقَوْلُه:"لا نُسَبِّحُ"أَيْ لَا نُصلِّي النَّافلَةَ، ومعناه: أَنَّا مَعَ حِرْصِنا عَلَى الصَّلاةِ لا نُقَدِّمُها عَلى حطِّ الرِّحال وإرَاحةِ الدَّوابِّ.

ص: 302

169-

‌ بابُ إعانةِ الرفيقِ

في الباب أحاديث كثيرة تقدمت كحديث: "والله في عون العبد ماكان العَبْدُ في عَوْنِ أخِيهِ". وحديث:"كُلُّ مَعْرُوفٍ صدقة"وأشباهها

1/969-وعن أَبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ في سَفَرٍ إِذ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلةٍ لهُ، فَجعَلَ يَصْرِفُ بَصَرهُ يَمِيناً وَشِمَالاً، فَقَالَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهرٍ، فَلْيعُدْ بِهِ عَلَى منْ لا ظَهر لَهُ، ومَنْ كانَ لَهُ فَضلُ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلى مَنْ لا زَادَ لَهُ" فَذَكَرَ مِنْ أَصْنافِ المَالِ مَا ذَكَرَهُ، حَتى رَأَينَا أَنَّهُ لَا حقَّ لأحَدٍ مِنَّا في فضْلٍ. رواه مسلم.

2/970- وعنْ جابرٍ رضي الله عنه، عَنْ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّه أَرادَ أَنْ يَغْزُوَ فَقَالَ:"يَا معْشَرَ المُهَاجِرِينَ والأنصارِ، إِنَّ مِنْ إخوَنِكُم قَوْماً، ليْس لهمْ مَالٌ، وَلا عشِيرَةٌ، فَلْيَضُمَّ أَحَدكم إِليْهِ الرَجُلَيْنِ أَوِ الثَّلاثَةَ،" فَمَا لأحدِنَا منْ ظهرٍ يحْمِلُهُ إلا عُقبَةٌ يعْني كَعُقْبَةٍ أَحَدهمْ، قال: فَضَممْتُ إليَّ اثْنَيْينِ أَو ثَلاثَةً مَا لِي إِلَاّ عُقبةٌ كعقبَةِ أَحَدِهمْ مِنْ جَملي. رواه أَبُو داود.

3/971-وعنه قَالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخلَّف في المسِيرِ فَيُزْجِي الضَّعيف ويُرْدفُ ويدْعُو لَهُ.. رواه أَبُو داود بإِسناد حسن.

ص: 302

170-

‌ باب ما يقوله إذا ركب الدابة للسفرِ

قَالَ الله تَعَالَى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 14،12] .

1/972- وعن ابنِ عمر رضي الله عنهما، أَنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا اسْتَوَى عَلَى بعِيرهِ خَارجاً إِلي سفَرٍ، كَبَّرَ ثَلاثاً، ثُمَّ قالَ:"سبْحانَ الَّذِي سخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كنَّا لَهُ مُقرنينَ، وَإِنَّا إِلى ربِّنَا لمُنقَلِبُونَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البرَّ والتَّقوى، ومِنَ العَمَلِ ما تَرْضى. اللَّهُمَّ هَوِّنْ علَيْنا سفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، وَالخَلِيفَةُ في الأهْلِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وعْثَاءِ السَّفَرِ، وكآبةِ المنظَرِ، وَسُوءِ المنْقلَبِ في المالِ والأهلِ وَالوَلدِ" وإِذا رجَعَ قَالهُنَّ وَزَادَ فيِهنَّ:"آيِبونَ تَائِبونَ عَابِدُون لِرَبِّنَا حَامِدُونَ "رواه مسلم.

معنى"مُقرِنِينَ": مُطِيقِينَ."والوَعْثاءُ"بفتحِ الواوِ وَإسكان العين المهملة وبالثاءِ المثلثة وبالمد، وَهي: الشِّدَّة. وَ"الكَآبَةُ"بِالمدِّ، وَهِيَ: تَغَيُّرُ النَّفس مِنْ حُزنٍ ونحوه."وَالمنقَلَبُ": المرْجِعُ.

2/973-وعن عبد اللَّه بن سرْجِس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذا سَافَرَ يَتَعوَّذ مِن وعْثاءِ السفرِ، وكآبةِ المُنْقَلَبِ، والحوْرِ بعْد الكَوْنِ، ودعْوةِ المظْلُومِ. وسوءِ المنْظَر في الأهْلِ والمَال. رواه مسلم.

هكذا هُوَ في صحيح مسلم: الحوْرِ بعْدَ الكوْنِ، بالنون، وكذا رواه الترمذي، والنسائي، قَالَ الترمذي: وَيُرْوَى"الكوْرُ"بِالراءِ، وكِلاهُما لهُ وجْهٌ. قَالَ العلماءُ: ومعناه بالنونِ والراءِ جَميعاً: الرُّجُوعُ مِن الاسْتقامَةِ أَوِ الزِّيادة إِلى النَّقْصِ. قالوا: وروايةُ الرَّاءِ مأْخُوذَةٌ مِنْ تكْوِير العِمامةِ، وهُوَ لَفُّهَا وجمْعُها، وروايةُ النون مِنَ الكَوْن، مصْدَرُ"كانَ يكُونُ كَوناً"إِذَا وُجد واسْتَقرَّ.

3/974- وعن علِيِّ بن ربيعة قَالَ: شَهدْتُ عليَّ بن أَبي طالب رضي الله عنه أُتِيَ بِدابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا، فَلما وضَع رِجْلَهُ في الرِّكابِ قَالَ: بِسْم اللَّهِ، فلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرها قال: الحْمدُ للَّهِ ثُمَّ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرنينَ، وإنَّا إِلَى ربِّنَا لمُنْقلِبُونَ} [الزخرف: 14،13]، ثُمَّ قَالَ: الحمْدُ للَّهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: اللَّه أَكْبرُ ثَلاثَ مرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: سُبْحانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فإِنَّه

ص: 303

لَا يغْفِرُ الذُّنُوب إِلَاّ أَنْتَ، ثُمَّ ضحِك، فَقِيل: يَا أمِير المُؤْمِنينَ، مِنْ أَيِّ شَيءٍ ضَحِكْتَ؟ قَالَ: رأَيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَعل كَما فعلْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ فقلتُ: يَا رسول اللَّهِ مِنْ أَيِّ شَيء ضحكْتَ؟ قال: " إِنَّ رَبَّك سُبْحانَهُ يَعْجب مِنْ عَبْده إِذَا قَالَ: اغْفِرِ لِي ذنُوبي، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يغْفِرُ الذَّنُوبَ غَيْرِي". رواه أَبو داود، والترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ، وفي بعض النسخ: حسنٌ صحيحٌ. وهذا لفظ أَبي داود.

ص: 304

171-

‌ باب تكبير المسافر إِذَا صعد الثنايا وشبهها وتسبيحه إذا هبط الأودية

ونحوهاوالنهي عن المبالغة برفع الصوتِ بالتكبير ونحوه.

1/975- 1عن جابرٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا إِذا صعِدْنَا كَبَّرْنَا، وإِذا نَزَلْنَا سبَّحْنا. رواه البخاري.

2/976- وعن ابن عُمر رضي الله عنهما قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وجيُوشُهُ إِذا علَوُا الثَّنَايَا كَبَّرُوا، وَإذا هَبطُوا سَبَّحوا. رواه أَبُو داود بإسناد صحيح.

3/977- وعنهُ قَالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَفَل مِنَ الحجِّ أَو العُمْرَةِ كُلَّما أَوْفى عَلى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَد كَبَّر ثَلاثاً، ثُمَّ قَالَ:"لَا إلهَ إلَاّ اللَّه وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْك ولَهُ الحمْدُ، وَهُو عَلَى كلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ. آيِبُونَ تَائِبُونَ عابِدُونَ ساجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. صدقَ اللَّه وَعْدهُ، وَنَصر عبْده، وَهَزَمَ الأَحزَابَ وحْدَه" متفقٌ عَلَيْهِ.

وفي روايةٍ لمسلم: إِذا قَفَل مِنَ الجيُوشِ أَو السَّرَايا أَو الحجِّ أَو العُمْرةِ.

قوْلهُ:"أَوْفَى"أَي: ارْتَفَعَ، وقولهُ:"فَدْفَد"هو بفتح الفاءَين بينهما دالٌ مهملةٌ ساكِنَةٌ، وآخِرُهُ دال أُخرى وَهُوَ:"الغَليظُ المُرْتَفِع مِنَ الأرْض".

4/978- وعن أَبي هُريرةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رسول اللَّه، إنّي أُرِيدُ أَن أُسافِر

ص: 304

فَأَوْصِنِي، قَالَ:"عَلَيْكَ بِتقوى اللَّهِ، وَالتَّكبير عَلى كلِّ شَرفٍ" فَلَمَّا ولَّي الرجُلُ قَالَ: "اللَّهمَّ اطْوِ لهُ البُعْدَ، وَهَوِّنْ عَليهِ السَّفر "رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

5/979- وعن أَبي موسى الأَشعَريِّ رضي الله عنه قَالَ: كنَّا مَع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فكنَّا إِذَا أَشرَفْنَا عَلَى وادٍ هَلَّلنَا وكَبَّرْنَا وَارْتَفَعتْ أَصوَاتنا فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلى أَنْفُسِكم فَإنَّكم لَا تَدعونَ أَصَمَّ وَلا غَائِباً. إنَّهُ مَعكُمْ، إنَّهُ سَمِيعٌ قَريبٌ" متفقٌ عَلَيْهِ.

"ارْبعُوا"بفتحِ الباءِ الموحدةِ أَيْ: ارْفقوا بأَنْفُسِكم.

ص: 305

172-

‌ باب استحباب الدعاء في السفر

1/980- عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهنَّ: دَعْوَةُ المَظلومِ، وَدَعْوَةُ المسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلى وَلدِهِ " رواه أَبُو داود والترمذي وقال: حديث حسن. وليس في رواية أَبي داود: "على ولِدِه".

ص: 305

173-

‌ باب مَا يدعو بِهِ إِذَا خاف ناساً أَوْ غيرهم

1/981- عن أَبي موسى الأشعرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذَا خَافَ قَوماً قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنَّا نجعلُكَ في نحورِهِمْ، ونعُوذُ بِك مِنْ شرُوِرِهمْ" رواه أَبُو داود، والنسائي بإسنادٍ صحيح.

ص: 305

174-

‌ باب مَا يقول إِذَا نزل منْزلاً

1/982- عن خَولَة بنتِ حكيمٍ رضي الله عنها قالتْ: سمعْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَنْ نَزلَ مَنزِلاً ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمات اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يضرَّه شَيْءٌ حتَّى يرْتَحِل مِنْ منزِلِهِ ذلكَ" رواه مسلم.

2/983- وعن ابن عمرو رضي الله عنهما قَالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَافَرَ فَأَقبَلَ اللَّيْلُ قال:

ص: 305

" يَا أَرْضُ ربِّي وَربُّكِ اللَّه، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شرِّكِ وشَرِّ ما فِيكِ، وشر ماخُلقَ فيكِ، وشَرِّ ما يدِبُّ عليكِ، وأَعوذ باللَّهِ مِنْ شَرِّ أَسدٍ وَأَسْودٍ، ومِنَ الحيَّةِ والعقربِ، وَمِنْ سَاكِنِ البلَدِ، ومِنْ والِدٍ وَمَا وَلَد "رواه أبو داود.

"والأَسودُ"الشَّخص، قال الخَطَّابي:"وسَاكِن البلدِ": هُمُ الجنُّ الَّذِينَ همْ سُكَّان الأرْضِ. قَالَ: وَالبَلَد مِنَ الأَرْضِ مَا كَانَ مأْوى الحَيوَانِ وإنْ لَمْ يَكنْ فِيهِ بِنَاء وَمَنازلُ قَالَ: ويحتَمِلُ أَنَّ المُرَادَ"بِالوالِدِ": إِبلِيسُ"وَمَا ولد": الشَّيَاطِينُ.

ص: 306

175-

‌ باب استحباب تعجيل المسافر في الرجوع إِلَى أهله إِذَا قضى حاجته

.

1/984- عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "السَّفَرُ قِطْعةٌ مِن العذَابِ، يمْنَعُ أَحدَكم طَعامَهُ، وشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ، فَلْيُعَجِّل إِلَى أَهْلِهِ "متفقٌ عَلَيْهِ."نَهْمَتهُ": مَقْصُودهُ.

ص: 306

176-

‌ باب استحباب القدوم عَلَى أهله نهاراً وكراهته في الليل لغير حاجة

1/985- عن جابرٍ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا أَطالَ أَحدُكمْ الغَيْبةَ فَلا يطْرُقنَّ أَهْلَهُ لَيْلاً ".

وفي روايةٍ أَنَّ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم نَهى أَنْ يطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلاً. متفقٌ عَلَيْهِ.

2/986- وعن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وسلَّمَ لا يطرُقُ أَهْلَهُ لَيْلاً، وَكَانَ يَأْتِيهمْ غُدْوةً أَوْ عشِيَّةً. متفقٌ عَلَيْهِ.

ص: 306

"الطُّرُوقُ": المَجِيءُ في اللَّيْلِ.

ص: 307

177-

‌ باب ما يقوله إِذَا رجع وإذا رأى بلدته

فِيهِ حَدِيثُ ابنِ عمرَ السَّابِقُ في باب تكبيرِ المسافِر إِذَا صَعِدَ الثَّنَايَا.

1/987- وعن أَنسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَهْرِ المَدِينَةِ قَالَ:"آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ" فلمْ يزلْ يقولُ ذَلِكَ حتَّى قَدِمْنَا المدينةَ"رواه مسلم.

ص: 307

178-

‌ باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد الذي في جواره وصلاته فيه ركعتين

1/988- عن كعب بنِ مالكٍ رضي الله عنه أَن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفرٍ بَدأَ بالمَسْجِدِ فَركع فِيهِ رَكْعتَيْنِ. متفقٌ عليه.

ص: 307

179-

‌ باب تحريم سفر المرأة وحدها

1/989- عن أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا يَحِلُّ لامْرَأَة تُؤْمِنُ باللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إلَاّ مَعَ ذِي محْرمٍ عليْهَا" متفقٌ عَلَيْهِ.

2/990- وعن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما أنَّهُ سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لَا يخلُونَّ رَجُلٌ بامْرأةٍ إِلا ومَعَهَا ذُو محْرمٍ، وَلَا تُسَافِرُ المرْأَةُ إِلَاّ معَ ذِي محْرمٍ"فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رسولَ اللَّهِ إنَّ امْرأتي خَرجتْ حاجَّةً، وإِنِّي اكْتُتِبْتُ في غَزْوةِ كَذَا وكَذَا؟ قَالَ:"انْطلِقْ فَحُجَّ مَعَ امْرأَتِكَ" متفقٌ عَلَيْهِ.

ص: 307

‌كتَاب الفَضَائِل

180-

‌ باب فضل قراءة القرآن

1/991- عن أَبي أُمامَةَ رضي الله عنه قَالَ: سمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "اقْرَؤُا القُرْآنَ فإِنَّهُ يَأْتي يَوْم القيامةِ شَفِيعاً لأصْحابِهِ" رواه مسلم.

2/992- وعَن النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رضي الله عنه قالَ: سمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورَةُ البقَرَةِ وَآل عِمرَانَ، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا" رواه مسلم.

3/993- وعن عثمانَ بن عفانَ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيركُم مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعلَّمهُ" رواه البخاري.

4/994- وعن عائشة رضي الله عنها قالتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الَّذِي يَقرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكرَامِ البررَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أجْران" متفقٌ عَلَيْهِ.

5/995- وعن أَبي موسى الأشْعريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مثَلُ المؤمنِ الَّذِي يقْرَأُ القرآنَ مثلُ الأُتْرُجَّةِ: ريحهَا طَيِّبٌ وطَعمُهَا حلْوٌ، ومثَلُ المؤمنِ الَّذي لَا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمثَلِ التَّمرةِ: لَا رِيح لهَا وطعْمُهَا حلْوٌ، ومثَلُ المُنَافِق الَّذِي يَقْرَأُ القرْآنَ كَمثَلِ الرِّيحانَةِ: رِيحها طَيّبٌ وطَعْمُهَا مرُّ، ومَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ القرآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ: لَيْسَ لَها رِيحٌ وَطَعمُهَا مُرٌّ" متفقٌ عَلَيْهِ.

ص: 309

6/996- وعن عمرَ بن الخطابِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّه يرفَعُ بِهذَا الكِتَابِ أَقواماً ويضَعُ بِهِ آخَرين" رواه مسلم.

7/997- وعنِ ابن عمر رضي الله عنهما عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لا حَسَدَ إلاُّ في اثنَتَيْن: رجُلٌ آتَاهُ اللَّه القُرآنَ، فهوَ يقومُ بِهِ آناءَ اللَّيلِ وآنَاءَ النَّهَارِ، وَرجُلٌ آتَاهُ اللَّه مَالاً، فهُو يُنْفِقهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النهارِ" متفقٌ عَلَيْهِ.

"والآناءُ": السَّاعاتُ.

8/998- وعنِ البُراء بنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَجلٌ يَقْرَأُ سورةَ الكَهْفِ، وَعِنْدَه فَرسٌ مَربوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّته سَحَابَةٌ فَجَعَلَت تَدنو، وجعلَ فَرسُه ينْفِر مِنها. فَلَمَّا أَصبح أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ له ذلكَ فَقَالَ:"تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلتْ للقُرآنِ" متفقٌ عَلَيْهِ.

"الشَّطَنُ"بفتحِ الشينِ المعجمةِ والطاءِ المهملة: الْحَبْلُ.

9/999- وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "منْ قرأَ حرْفاً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فلَهُ حسنَةٌ، والحسنَةُ بِعشرِ أَمثَالِهَا لَا أَقول: ألم حَرفٌ، وَلكِن: أَلِفٌ حرْفٌ، ولامٌ حرْفٌ، ومِيَمٌ حرْفٌ" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

10/1000- وعنِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الَّذي لَيس في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرآنِ كالبيتِ الخَرِبِ" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

11/1001- وعن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرو بن العاصِ رضي الله عنهما عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُقَالُ لِصاحبِ الْقُرَآنِ: اقْرأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَما كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا، فَإنَّ منْزِلَتَكَ عِنْد آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا" رواه أَبو داود، والترْمذي وَقالَ: حديث حسن صحيح.

ص: 310

181-

‌ باب الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان

1/1002- عَنْ أَبي مُوسَى رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَعاهَدُوا هَذَا الْقُرآنَ فَوَالَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بِيدِهِ لَهُو أَشَدُّ تَفَلُّتاً مِنَ الإِبِلِ فِي عُقُلِها" متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1003- وعنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّمَا مَثَلُ صاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الإِبِلِ المُعقَّلَةِ، إِنْ عَاهَد عَليْها أَمْسَكَهَا، وإِنْ أَطْلَقَهَا، ذَهَبَتْ" متفقٌ عَلَيْهِ.

ص: 311

182-

‌ باب استحباب تحسين الصَّوت بالقرآن وطلب القراءة من حَسَن الصوت والاستماع لها

.

1/1004- عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ" متفقٌ عَلَيْهِ.

مَعْنَى"أَذِنَ اللهُ": أي اسْتَمَعَ، وَهُوَ إشَارَةٌ إلى الرِّضَى وَالقُبُولِ".

2/1005- وعن أَبي موسى الأشْعَرِيِّ رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لهُ: " لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارَاً مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُد" متفقٌ عَلَيْهِ.

وفي روايةٍ لمسلمٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لهُ: "لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ البارحَةَ".

3/1006- وعَنِ الْبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ فِي العِشَاءِ بِالتِينِ والزَّيْتُونِ، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدَاً أَحْسَنَ صَوْتَاً مِنْهُ. متفقٌ عَلَيْهِ.

ص: 311

4/1007- وَعَنْ أَبِي لُبَابَة بَشِير بنِ عَبْدِ المُنْذِرِ رضي الله عنه، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنَّا" رواهُ أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ.

وَمَعْنَى"يَتَغَنَّى": يُحْسِنُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ.

5/1008- وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلْيكَ أُنْزِلَ؟! قَالَ:"إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي"فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى جِئْتُ إِلى هذهِ الآيَة: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هؤُلاءِ شَهِيدَاً} [النساء: 41] قالَ:"حَسْبُكَ الآنَ "فالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَان. متفقٌ عليه.

ص: 312

183-

‌ باب الحثِّ عَلَى سور وآيات مخصوصة

1/1009- عن أَبي سعيدٍ رافعِ بنِ المُعلَّى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَلا أُعَلِّمُكَ أَعْظَم سُورةٍ في الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تخْرُج مِنَ المَسْجِدَ؟ فأَخَذَ بيدِي، فَلَمَّا أَردْنَا أَنْ نَخْرُج قُلْتُ: يَا رسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ لأُعَلِّمنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ في الْقُرْآنِ؟ قَالَ: {الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالمِينَ} [الفاتحة: 1] هِي السَّبْعُ المَثَاني، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذي أُوتِيتُهُ" رواه البخاري.

2/1010- وعن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ في: {قُلْ هُوَ اللَّه أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]" والَّذِي نَفْسي بِيدِهِ، إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ".

وفي روايةٍ: أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لأَصْحابِهِ: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُم أَنْ يقْرَأَ بِثُلُثِ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ"فَشَقَّ ذلكَ علَيْهِمْ، وقالُوا: أَيُّنَا يُطِيقُ ذلكَ يَا رسولَ اللَّه؟ فَقَالَ: {قُلْ هُو اللَّه أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ} : ثُلُثُ الْقُرْآنِ" رواه البخاري.

3/1011-وعنْهُ أَنَّ رَجُلاً سمِع رَجُلاً يَقْرَأُ:" {قَلُ هُوَ اللَّه أَحدٌ} [الإخلاص: 1] يُردِّدُها فَلَمَّا أَصْبَحَ جاءَ إِلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ ذلكَ لَهُ وكَانَ الرَّجُلُ يتَقَالهُّا فَقَالَ رسولُ اللَّهِ

ص: 312

صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "والَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّها لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ "رواه البخاري.

4/1012- وعن أَبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ في: {قُلْ هُوَ اللَّه أَحَدٌ} : "إِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ" رواه مسلم.

5/1013-وعنْ أَنسٍ رضي الله عنه أَنَّ رجُلا قَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ إِني أُحِبُّ هذِهِ السُّورَةَ: {قُلْ هُوَ اللَّه أَحدٌ} [الإخلاص: 1]، قَالَ:"إِنَّ حُبَّها أَدْخَلَكَ الجنَّةَ "رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسن. رواه البخاري في صَحِيحِهِ تعليقاً.

6/1014- وعن عُقْبةَ بنِ عامِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَلَمْ تَر آيَاتٍ أُنْزِلَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثلُهُن قَطُّ؟ {قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ} [الفلق: 1] ، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] "رواه مسلم.

7/1015- وعن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنَ الجانِّ، وَعَيْنِ الإِنْسَانِ، حتَّى نَزَلَتِ المُعَوذَتان، فََلَمَّا نَزَلَتَا، أَخَذَ بِهِما وتَركَ مَا سِواهُما. رواه الترمذي وقال حديث حسن.

8/1016- وعن أَبي هريرةَ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مِنَ القُرْآنِ سُورَةٌ ثَلاثُونَ آيَةً شَفعتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وهِيَ: {تبارَكَ الذِي بِيَدِهِ المُلْكُ} [المُلْكُ: 1] ".

رواه أَبُو داود والترمذي وقال: حديث حسن.

وفي رواية أَبي داود:"تَشْفَعُ".

9/1017- وعن أَبي مسعودٍ البدْرِيِّ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ" متفقٌ عَلَيْهِ.

ص: 313

قِيلَ: كَفَتَاهُ المَكْرُوهَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَقِيلَ: كَفَتَاهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ.

10/1018- وعن أَبي هريرةَ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِر، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِن الْبيْتِ الَّذي تُقْرأُ فِيهِ سُورةُ الْبقَرةِ" رواه مسلم.

11/1019- وعن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبا المُنذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيةٍ مِن كِتَابِ اللَّهِ معكَ أَعْظَمُ؟ " قُلْتُ: اللَّه ورسوله أعلم. قال:"ياأبا المنذر، أتدريأي آية من كتاب الله أعْظَمُ؟ "قُلْتُ: {اللهُ لَا إِلهَ إِلَاّ هُو الحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، فَضَربَ فِي صَدْري وَقَال:"لِيهْنكَ الْعِلْمُ أَبَا المُنذِرِ" رواه مسلم.

12/1020- وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: وكَّلَني رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بحِفْظِ زَكَاةِ رمضانَ، فَأَتَاني آتٍ، فَجعل يحْثُو مِنَ الطَّعام، فَأخَذْتُهُ فقُلتُ: لأرَفَعَنَّك إِلى رسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنِّي مُحتَاجٌ، وعليَّ عَيالٌ، وَبِي حاجةٌ شديدَةٌ.، فَخَلَّيْتُ عنْهُ، فَأَصْبحْتُ، فَقَال رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم:"يَا أَبا هُريرة، مَا فَعلَ أَسِيرُكَ الْبارِحةَ؟ "قُلْتُ: يَا رسُول اللَّهِ شَكَا حَاجَةً وعِيَالاً، فَرحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سبِيلَهُ. فَقَالَ:"أَما إِنَّهُ قَدْ كَذَبك وسيعُودُ"فَعرفْتُ أَنَّهُ سيعُودُ لِقَوْلِ رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرصدْتُهُ. فَجَاءَ يحثُو مِنَ الطَّعامِ، فَقُلْتُ: لأَرْفَعنَّكَ إِلى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: دعْني فَإِنِّي مُحْتاجٌ، وعلَيَّ عِيالٌ لَا أَعُودُ، فرحِمْتُهُ فَخَلَّيتُ سبِيلَهُ، فَأَصبحتُ فَقَال لي رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبا هُريْرةَ، مَا فَعل أَسِيرُكَ الْبارِحةَ؟ "قُلْتُ: يَا رسُول اللَّهِ شَكَا حَاجَةً وَعِيالاً فَرحِمْتُهُ، فَخَلَّيتُ سبِيلَهُ، فَقَال:"إِنَّهُ قَدْ كَذَبكَ وسيَعُودُ". فرصدْتُهُ الثَّالِثَةَ. فَجاءَ يحْثُو مِنَ الطَّعام، فَأَخَذْتهُ، فقلتُ: لأَرْفَعنَّك إِلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهذا آخِرُ ثَلاثٍ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ لَا تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ، فَقَالَ: دعْني فَإِنِّي أُعلِّمُكَ كَلِماتٍ ينْفَعُكَ اللَّه بهَا، قلتُ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: إِذا أَويْتَ إِلى فِراشِكَ فَاقْرأْ آيةَ الْكُرسِيِّ، فَإِنَّهُ لَن يزَالَ عليْكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، وَلَا يقْربُكَ شيْطَانٌ حتَّى تُصْبِحِ، فَخَلَّيْتُ سبِيلَهُ فَأَصْبحْتُ، فقَالَ لي رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"ما فَعلَ أَسِيرُكَ الْبارِحةَ؟ "فقُلتُ: يَا رَسُول اللَّهِ زَعم أَنَّهُ يُعلِّمُني كَلِماتٍ ينْفَعُني اللَّه بهَا، فَخَلَّيْتُ سبِيلَه. قَالَ:"مَا هِيَ؟ "قُلْتُ: قَالَ لي: إِذا أَويْتَ إِلى فِراشِكَ فَاقرَأْ آيةَ الْكُرْسيِّ مِنْ أَوَّلها حَتَّى تَخْتِمَ الآيةَ: {اللَّه لَا إِلهَ إِلَاّ هُو الحيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] وقال لِي: لَا يَزَال علَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَنْ يقْربَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَمَا إِنَّه قَدْ صَدقكَ وَهُو كَذوبٌ، تَعْلَم مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذ ثَلاثٍ يَا أَبا هُريْرَة؟ "قُلْتُ: لَا، قَالَ:"ذَاكَ شَيْطَانٌ" رواه البخاري.

ص: 314

13/1021- وعن أَبي الدَّرْدِاءِ رضي الله عنه أَنَّ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "منْ حفِظَ عشْر آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورةِ الْكَهْف، عُصمَ منَ الدَّجَّالِ". وفي رواية: "مِنْ آخِرِ سُورةِ الكهْف" رواه مسلم.

14/1022- وعَنِ ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: بيْنَما جِبْرِيلُ عليه السلام قاعِدٌ عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَه فَقَالَ:"هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليَوْمَ ولَمْ يُفْتَح قَطُّ إِلَاّ اليَوْمَ" فَنَزَلَ مِنه مَلكٌ فقالَ:"هذا مَلَكٌ نَزَلَ إِلى الأَرْضِ لم يَنْزِلْ قَطُّ إِلَاّ اليَوْمَ فَسَلَّمَ وقال: أَبشِرْ بِنورَينِ أُوتِيتَهُمَا، لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبلَكَ: فَاتحةِ الكِتَابِ، وخَواتِيم سُورَةِ البَقَرةِ، لَن تَقرأَ بحرْفٍ مِنْهَا إِلَاّ أُعْطِيتَه" رواه مسلم.

"النَّقِيض"الصَّوت.

ص: 315

184-

‌ باب استحباب الاجتماع عَلَى القراءة

1/1023- وعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ومَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، ويتَدَارسُونَه بيْنَهُم، إِلَاّ نَزَلتْ علَيهم السَّكِينَة، وغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة، وَحَفَّتْهُم الملائِكَةُ، وذَكَرهُمْ اللَّه فيِمنْ عِنده "رواه مسلم.

ص: 315

185-

‌ باب فضل الوضوء

قَالَ الله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} إِلَى قَوْله تَعَالَى: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6] .

1/1024- وعَنْ أَبي هُريْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُول: "إِنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيامَةِ غُرّاً محَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الوضوءِ فَمنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيل غُرَّتَه، فَليفعلْ" متفقٌ عَلَيْهِ.

ص: 315

2/1025- وعنه قَالَ: سَمِعْت خَلِيلي صلى الله عليه وسلم يقُول: "تَبْلُغُ الحِلية مِنَ المؤمِن حَيْث يبْلُغُ الوضوءُ" رواه مسلم.

3/1026- وعن عثمانَ بن عفانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "منْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوضوءَ، خَرَجَت خَطَايَاهُ مِنْ جسَدِهِ حتَّى تَخْرُجَ مِنْ تحتِ أَظفارِهِ" رواه مسلم.

4/1027- وعنهُ قَالَ: رَأَيْتُ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم َتَوَضَّأُ مثلَ وُضوئي هَذَا ثُمَّ قَالَ: "مَنْ تَوَضَّأَ هكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنبِهِ، وَكَانَتْ صَلاتُهُ وَمَشْيُهُ إِلى المَسْجِدِ نَافِلَةً" رواه مسلم.

5/1028- وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذا تَوَضَّأَ العبدُ المُسلِم أَوِ المؤْمِنُ فَغَسل وجهَهُ خَرجَ مِنْ وَجهِهِ كلُّ خطِيئَة نَظَر إِلَيْهَا بِعيْنيْهِ مَعَ الماءِ أَوْ معَ آخرِ قَطْرِ الماءِ، فَإِذا غَسل يديهِ، خَرج مِنْ يديهِ كُلُّ خَطيئَةٍ كانَ بطَشَتْهَا يداهُ مَعَ المَاءِ أَوْ مَعَ آخِر قَطْرِ الماءِ، فَإِذا غَسلَ رِجَليْهِ، خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتها رِجلاه مَعَ الماءِ أَوْ مَع آخرِ قَطرِ الماءِ، حَتَّى يخرُجَ نَقِيًّا مِن الذُّنُوبِ" رواه مسلم.

6/1029- وعنْهُ أَنَّ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى المقبرةَ فَقَال: "السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَار قَومٍ مُؤْمِنينِ وإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّه بِكُمْ لاحِقُونَ، ودِدْتُ أَنَّا قَدْ رأَيْنَا إِخْوانَنَا": قَالُوا: أَولَسْنَا إِخْوانَكَ يَا رسُول اللَّهِ؟ قَالَ:"أَنْتُمْ أَصْحَابي، وَإخْوَانُنَا الّذينَ لَم يَأْتُوا بعد"قالوا: كيف تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسولَ الله؟ فَقَالَ:"أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحجَّلَةٌ بيْنَ ظهْريْ خَيْلٍ دُهْمٍ بِهْمٍ، أَلا يعْرِفُ خَيْلَهُ؟ "قَالُوا: بلَى يَا رسولُ اللَّهِ، قَالَ:"فَإِنَّهُمْ يأْتُونَ غُرًّا مَحجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ، وأَنَا فرَطُهُمْ على الحوْضِ" رواه مسلم.

7/1030- وعنْهُ أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّه بِهِ الخَطَايا، ويرْفَعُ بِهِ

ص: 316

الدَّرجاتِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُول اللَّهِ، قَالَ: "إِسْباغُ الوُضُوءِ عَلَى المكَارِهِ وكَثْرَةُ الخُطَا إِلَى المساجِدِ، وانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعْد الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ، فذلِكُمُ الرِّباطُ "رواه مسلم.

8/1031- وعَنْ أَبي مَالكٍ الأَشْعرِيِّ رضي الله عنه قَال: قالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمانِ" رواه مسلم.

وَقَدْ سبقَ بِطولِهِ في باب الصبرِ.

وفي البابِ حديثُ عمرو بْنِ عَبْسةَ رضي الله عنه السَّابِقُ في آخِرِ باب الرَّجاءِ، وَهُو حدِيثٌ عظيمٌ، مُشْتَمِلٌ عَلَى جُملٍ من الخيرات.

9/1032- وعنْ عُمَر بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحدٍ يتوضَّأُ فَيُبْلِغُ أَو فَيُسْبِغُ الوُضُوءَ ثُمَّ يقولَ: أَشْهدُ أَنْ لا إِله إِلَاّ اللَّه وحْدَه لا شَريكَ لهُ، وأَشْهدُ أَنَّ مُحمَّدًا عبْدُهُ وَرسُولُه، إِلَاّ فُتِحَت لَهُ أَبْوابُ الجنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّها شاءَ" رواه مسلم.

وزاد الترمذي: "اللَّهُمَّ اجْعلْني مِنَ التَّوَّابِينَ واجْعلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ".

ص: 317

186-

‌ باب فضل الأذان

1/1033- عَنْ أَبي هُريْرةَ رضي الله عنه أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "لَوْ يعْلمُ النَّاسُ مَا في النِّداءِ والصَّفِّ الأَولِ. ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَاّ أَنْ يسْتَهِموا علَيهِ لاسْتهموا علَيْهِ، ولوْ يعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِير لاسْتبَقوا إَليْهِ، ولَوْ يعْلَمُون مَا فِي العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأتوهمُا ولَوْ حبواً" متفقٌ عليه.

"الاسْتهامُ": الاقْتراعُ،"والتَّهْجِيرُ": التَّبْكيرُ إِلى الصَّلاةِ.

ص: 317

2/1034- وعنْ مُعاوِيةَ رضي الله عنه قَال: سمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "المُؤذِّنُونَ أَطْولُ النَّاسِ أعْنَاقاً يوْمَ القِيامةِ" رواه مسلم.

3/1035-وعنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ أَبي صَعْصعَةَ أَن أَبَا سعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ لَهُ: "إنِّي أراكَ تُحِبُّ الْغَنَم والْبادِيةَ فإِذا كُنْتَ في غَنَمِكَ أَوْ بادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ للصلاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بالنِّدَاءِ، فَإِنَّهُ لا يْسمعُ مَدَى صوْتِ المُؤذِّن جِنُّ، وَلَا إِنْسٌ، وَلا شَيْءٌ، إِلَاّ شَهِد لَهُ يوْمَ الْقِيامَةِ" قَالَ أَبُو سعيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري.

4/1036- وعَنْ أَبي هُريْرَةَ رضي الله عنه قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا نُودِي بالصَّلاةِ، أَدْبرَ الشيْطَانُ ولهُ ضُرَاطٌ حتَّى لَا يسْمع التَّأْذِينَ، فَإِذا قُضِيَ النِّداءُ أَقْبَل، حتَّى إِذا ثُوِّبَ للصَّلاةِ أَدْبَر، حَتَّى إِذا قُضِيَ التَّثْويِبُ أَقْبلَ، حَتَّى يخْطِر بَيْنَ المرْءِ ونَفْسِهِ يقُولُ: اذْكُرْ كَذا، واذكُرْ كذا لمَا لَمْ يكن يذْكُرْ منْ قَبْلُ حَتَّى يظَلَّ الرَّجُلُ مَا يدرَي كَمْ صلَّى" متفقٌ عَلَيْهِ.

"التَّثْوِيبُ": الإِقَامةُ.

5/1037- وَعَنْ عبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرِو بْنِ العاصِ رضي الله عنهما أَنه سَمِع رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "إِذا سمِعْتُمُ النِّداءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا علَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى علَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عشْراً، ثُمَّ سلُوا اللَّه لِيَ الْوسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنزِلَةٌ في الجنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَاّ لعَبْدٍ منْ عِباد اللَّه وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُو، فَمنْ سَأَل ليَ الْوسِيلَة حَلَّتْ لَهُ الشَّفاعَةُ" رواه مسلم.

6/1038- وعن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذا سمِعْتُمُ النِّداءَ، فَقُولُوا كَما يقُولُ المُؤذِّنُ". متفق عليه.

ص: 318

7/1039- وَعنْ جابرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَال حِين يسْمعُ النِّداءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعوةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ الْقَائِمةِ، آتِ مُحَمَّداً الْوسِيلَةَ، والْفَضَيِلَة، وابْعثْهُ مقَامًا محْمُوداً الَّذي وعَدْتَه، حلَّتْ لَهُ شَفَاعتي يوْم الْقِيامِة" رواه البخاري.

8/1040- وعنْ سَعْدِ بْن أَبي وقَّاصٍ رضي الله عنه عَن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ قَال حِينَ يسْمعُ المُؤذِّنَ: أَشْهَد أَنْ لا إِله إِلَاّ اللَّه وحْدهُ لا شَريك لهُ، وَأَنَّ مُحمَّداً عبْدُهُ وَرسُولُهُ، رضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وبمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وبالإِسْلامِ دِينًا، غُفِر لَهُ ذَنْبُهُ" رواه مسلم.

9/1041- وعنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَال رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الدُّعَاءُ لَا يُردُّ بَيْنَ الأَذانِ والإِقامةِ" رواه أَبُو داود والترمذي وقال: حديث حسن.

ص: 319

187-

‌ باب فضل الصلوات

قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45] .

1/1042- وَعنْ أَبي هُرَيْرةٍ رضي الله عنه قَال: سمِعْتُ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَرأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْراً بِباب أَحَدِكم يغْتَسِلُ مِنْه كُلَّ يَوْمٍ خَمْس مرَّاتٍ، هلْ يبْقى مِنْ دَرَنِهِ شَيءٌ؟ "قالُوا: لا يبْقَى مِنْ درنِهِ شَيْء، قَال:"فذلكَ مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ، يمْحُو اللَّه بهِنَّ الخطَايا" متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1043- وعنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مثَلُ الصَّلواتِ الخَمْسِ كمثَلِ نهْرٍ جارٍ غمْرٍ عَلى بَابِ أَحَدِكُم يغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خمْسَ مرَّاتٍ" رواه مسلم.

"الغَمْرُ"بفتحِ الغين المعجمةِ: الكثِيرُ.

3/1044- وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رجُلاً أَصاب مِنِ امْرأَةٍ قُبْلَةً، فأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخبرهُ فأَنزَل اللَّه تَعَالَى:{وأَقِم الصَّلاةَ طَرفي النَّهَار وَزُلَفا مِنَ اللَّيْلِ، إِنَّ الْحَسنَاتِ يُذهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] فَقَالَ الرَّجُلُ: أَلِيَ هَذَا؟ قَالَ:" لجمِيع أُمَّتي كُلِّهِمْ" متفقٌ عليه.

ص: 319

4/1045- وعن أَبي هُريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ" رواه مسلم.

5/1046- وعن عثمانَ بنِ عفان رضي الله عنه قالَ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ما مِن امْرِيءٍ مُسْلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشوعَهَا، وَرُكُوعَها، إِلَاّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كلَّهُ" رواه مسلم.

ص: 320

188-

‌ باب فضل صلاة الصبح والعصر

1/1047- عن أَبي موسى رضي الله عنه أَنَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ صلَّى البرْديْن دَخَلَ الجنَّة" متفقٌ عَلَيهِ.

"البرْدانِ": الصُّبْحُ والعَصرُ.

2/1048- وعن زهيْرٍ بن عِمارَةَ بن رُؤيْبةَ رضي الله عنه قالَ: سمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لَنْ يلجَ النَّار أَحدٌ صلَّى قبْلَ طُلوعِ الشَّمْس وَقَبْل غُرُوبَها" يعْني الفجْرَ، والعصْرَ. رواه مسلم.

3/1049- وعن جُندَبِ بن سُفْيانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "منْ صَلَّى الصُّبْحَ فهُوَ في ذِمَّةِ اللَّهِ فَانْظُرْ يَا ابنَ آدَمَ لَا يَطْلُبنَّك اللَّه مِنْ ذِمَّتِهِ بِشيءٍ "رواه مسلم.

4/1050- وعن أَبي هُريرةَ رضي الله عنه قالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكم مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وملائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الصُّبْحِ وصلاةِ العصْرِ، ثُمَّ يعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكم، فيسْأَلُهُمُ اللَّه وهُو أَعْلمُ بهِمْ: كَيفَ تَرَكتمْ عِبادِي؟ فَيقُولُونَ: تَركنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتيناهُمْ وهُمْ يُصلُّون". متفقٌ عَلَيْهِ.

5/1051- وعن جَريرِ بنِ عبدِ اللَّهِ البجليِّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا عِندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلى القَمرِ

ص: 320

لَيْلَةَ البَدْرِ، فَقَالَ:"إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ ربكمْ كَمَا تَروْنَ هَذَا القَمر، لَا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلبُوا عَلى صلاةٍ قَبْل طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْل غُرُوبها فافْعلُوا" متفقٌ عَلَيْهِ.

وفي روايةٍ:"فَنَظَرَ إِلى القَمر لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشرَةَ".

6/1052- وعن بُريْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَرَكَ صَلاةَ العصْر فَقَدْ حَبِطَ عَملُهُ" رواه البخاري.

ص: 321

189-

‌ باب فضل المشي إلى المساجد

1/1053- عن أَبي هريرةَ رضي الله عنه أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ غَدا إِلى المسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللَّه لهُ في الجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ" مُتَّفَقٌ عليه.

2/1054- وعنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَضى إِلى بيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرائِضِ اللَّهِ، كانَتْ خُطُواتُهُ، إِحْدَاها تَحُطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرى تَرْفَعُ دَرَجَةً" رواه مسلم.

3/1055- وعن أُبَيِّ بنِ كعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: كانَ رجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ لَا أَعْلم أَحدًا أَبْعدَ مِنَ المسْجِد مِنْهُ، وَكَانَتْ لا تُخْطِئُهُ صَلاةٌ، فَقيلَ لَهُ: لَوِ اشتَريْتَ حِمَارًا ِتَرْكَبهُ في الظَّلْمَاءِ وَفِي الرَّمْضَاءِ قالَ: مَا يَسُرُّني أَنَّ مَنْزلي إِلى جنْبِ المَسْجدِ، إِنِّي أُريدُ أَنْ يُكتَب لِي مَمْشاي إِلى المسْجِدِ، وَرجُوعِي إِذا رَجَعْتُ إِلى أَهْلي. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قَدْ جَمَع اللَّه لكَ ذَلكَ كُلَّه" رواه مسلم.

4/1056- وعن جابرٍ رضي الله عنه قَالَ: خَلَتِ البِقَاعُ حَوْلَ المسْجِد، فَأَرادَ بَنُو سَلِمَةً أَنْ يْنتقلُوا قُرْبَ المَسْجِد، فَبَلَغَ ذلكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ لَهُمْ:"بَلَغَني أَنَّكُمْ تُريدُونَ أَن تَنْتَقِلُوا قُرْبَ المَسْجِد؟ قالوا: نعم يَا رَسولَ اللَّهِ قَدْ أَرَدنَا ذَلكَ، فقالَ:"يا بَنِي سَلمَةَ ديارَكُمْ تُكْتَبْ آثارُكُمْ، ديارَكُمْ تُكْتَبْ آثارُكُمْ" فقالوا: مَا يَسُرُّنَا أَنَّا كُنَّا تَحَولْنَا: رواه مسلم، وروى البخاري معناه من رواية أنَس.

ص: 321

5/1057- وعنْ أَبي موسى رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَعْظَم النَّاسِ أَجرًا في الصَّلاةِ أَبْعَدُهُمْ إِليْها ممْشًى فَأَبْعَدُهُمْ. والَّذي يَنْتَظرُ الصَّلاةَ حتَّى يُصلِّيها مَعَ الإِمامِ أَعْظَمُ أَجراً مِنَ الَّذِي يُصلِّي ثُمَّ يَنَامُ" متفقٌ عَلَيْهِ.

6/1058- وعن بُرَيدَةَ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بشِّروا المَشَائِينَ في الظُّلَمِ إِلى المسَاجِدِ بِالنور التَّامِّ يَوْمَ القِيامَةِ" رواه أبُو داود والترمذي.

7/1059- وعن أَبي هريرةَ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "أَلا أَدُلُّكُمْ عَلى مَا يمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ " قَالُوا: بَلى يَا رسولَ اللَّهِ. قَالَ:"إِسْباغُ الْوُضُوءِ عَلى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إِلى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعْد الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرِّباطُ، فَذلكُمُ الرِّباطُ" رواه مسلم.

8/1060- وعن أَبي سعيدٍ الخدْرِيِّ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ المَسَاجِد فاشْهدُوا لَهُ بِالإِيمَانِ" قال اللَّه عز وجل: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَن بِاللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ} [التوبة: 18] الآية. رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

ص: 322

190-

‌ باب فضل انتظار الصلاة

1/1061- عنْ أَبي هريرةَ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لا يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلاةٍ مَا دَامتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلى أَهْلِهِ إِلَاّ الصَّلاةُ" متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1062-وعنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "المَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَاّهُ الَّذي صَلَّى فِيهِ مَا لمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ" رواه البخاري.

3/1063- وعن أَنس رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَّرَ لَيْلَةً صلاةَ الْعِشَاءِ إِلى شَطْرِ اللَّيْلِ

ص: 322

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ بَعْدَ ما صَلَّى فَقَالَ: "صَلىََّ النَّاسُ وَرَقَدُوا ولَمْ تَزَالُوا في صَلاةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُموها" رواه البُخَارِيُّ.

ص: 323

191-

‌ باب فضل صلاة الجماعة

1/1064- عن ابنِ عمَر رضي الله عنهما أَنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: "صَلاةُ الجَمَاعَةِ أَفضَلُ مِنْ صَلاةِ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ درَجَةً" متفقٌ عليه.

2/1065- وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صَلاةُ الرَّجُلِ في جَماعةٍ تُضَعَّفُ عَلى صلاتِهِ فِي بَيْتِهِ وفي سُوقِهِ خَمْساً وَعِشْرينَ ضِعفًا، وذلكَ أَنَّهُ إِذا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلى المَسْجِدِ، لا يُخْرِجُه إِلَاّ الصَّلاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوةً إِلَاّ رُفِعَتْ لَه بهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّتْ عَنْه بهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذا صَلى لَمْ تَزَلِ المَلائِكَة تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ في مُصَلَاّه، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارحَمْهُ. وَلا يَزَالُ في صَلاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاةَ" متفقٌ عَلَيهِ. وهذا لفظ البخاري.

3/1066-وعنهُ قالَ: أَتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ أَعمى فقَالَ: يا رسولَ اللَّهِ، لَيْس لِي قَائِدٌ يقُودُني إِلي المَسْجِدِ، فَسأَلَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَن يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَليِّ فِي بيْتِهِ، فَرَخَّص لَهُ، فَلَمَّا وَلىَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ:"هلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاةِ؟ "قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:"فَأَجِبْ" رواه مُسلِم.

4/1067- وعن عبدِ اللَّهِ وَقِيلَ: عَمْرِو بْنِ قيْسٍ المعرُوف بابنِ أُمِّ مَكْتُوم المُؤَذِّنِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: يا رسولَ اللَّه إِنَّ المَدِينَةَ كَثيرَةُ الهَوَامِّ وَالسِّبَاعِ. فَقَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَسْمَعُ حَيَّ عَلى الصَّلاةِ، حَيًّ عَلى الفَلاحِ، فَحَيَّهَلاً".

رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن. ومعنى:"حَيَّهَلاً": تعال.

5/1068- وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيدِهِ لَقَدْ هَمَمْت أَن آمُرَ بحَطَبٍ فَيُحْتَطَب، ثُمَّ آمُرَ بالصَّلاةِ فَيُؤذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيُؤمَّ النَّاسَ ثُمَّ أُخَالِفَ إِلى رِجَالٍ فأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهمْ" متفقٌ عَلَيهِ.

ص: 323

6/1069- وعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: مَنْ سَرَّه أَن يَلْقَي اللَّه تَعَالَى غداً مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلى هَؤُلاءِ الصَّلَوات حَيْثُ يُنادَى بهنَّ، فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكم صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِن سُنَنِ الهُدى، وَلَو أَنَّكُمْ صلَّيْتم في بُيوتِكم كَمَا يُصَلِّي هذا المُتَخَلِّف فِي بَيتِهِ لَتَركتم سُنَّة نَبِيِّكم، ولَو تَركتم سُنَّةَ نَبِيِّكم لَضَلَلْتُم، ولَقَد رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّف عَنها إِلَاّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاق، وَلَقَدَ كانَ الرَّجُل يُؤتىَ بِهِ، يُهَادَي بيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ. رَوَاهُ مُسلِم.

وفي روايةٍ لَهُ قَالَ: إِنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَنَا سُنَنَ الهُدَى، وَإِنَّ مِن سُننِ الهُدَى الصَّلَاة في المسَجدِ الَّذِي يُؤَذَّنُ فِيهِ

7/1070- وعن أَبي الدرداءِ رضي الله عنه قالَ: سَمِعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَا مِن ثَلاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لا تُقَامُ فِيهمُ الصَّلاةُ إِلَاّ قدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ. فَعَلَيكُمْ بِالجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الغَنمِ القَاصِيَةَ" رواه أبو داود بإِسناد حسن.

ص: 324

192-

‌ باب الحثِّ عَلَى حضور الجماعة في الصبح والعشاء

1/1071- عنْ عثمانَ بنِ عفانَ رضي الله عنه قالَ: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَنْ صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ، فَكَأَنَّما قامَ نِصْف اللَّيْل وَمَنْ صَلَّى الصبْح في جَمَاعَةٍ، فَكَأَنَّما صَلَّى اللَّيْل كُلَّهُ" رواه مُسلِم.

وفي روايةِ الترمذي عنْ عثمانَ بنِ عفانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شَهِدَ العِشَاءَ فِي جمَاعةٍ كَانَ لهُ قِيامُ نِصْفِ لَيْلَة، ومَنْ صَلَّى العِشَاءَ والْفَجْر فِي جمَاعَةٍ، كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيْلَة" قَالَ التِّرمذي: حديثٌ حسن صحيحٌ.

2/1072- وعن أَبي هُريرة رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " وَلَوْ يعْلَمُونَ مَا في العَتمَةِ والصُّبْحِ لأَتَوْهُما وَلَو حبْوًا" متفقٌ عَلَيْهِ. وقد سبق بطوِلهِ.

3/1073- وعنهُ قَالَ: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ صَلاةٌ أَثْقَلَ عَلَى المُنَافِقينَ مِنْ صَلَاةِ الفَجْرِ

ص: 324

وَالعِشاءِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهما لأَتَوْهُما وَلَوْ حبْوًا" متفقٌ عَلَيهِ.

ص: 325

193-

‌ باب الأمر بالمحافظة عَلَى الصلوات المكتوبات والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهنَّ

قال الله تَعَالَى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] وقال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5] .

1/1074- وعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قالَ: سَأَلتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:"الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِها"قلتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ:"بِرُّ الوَالِدَيْنِ"قلَتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ:"الجهادُ في سَبِيلِ اللَّهِ "متفقٌ عليه.

2/1075- وعن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بُنِيَ الإِسَلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لا إِلهَ إِلَاّ اللَّه، وأَنَّ مُحمداً رسولُ اللَّهِ، وإِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، وَصَوْمِ رَمضانَ "متفقٌ عَلَيهِ.

3/1076- وعنهُ قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أُمِرْتُ أَنْ أُقاتِلَ الناسَ حتَّى يَشْهدُوا أَنْ لا إِله إِلَاّ اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاة، ويُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلُوا ذلكَ عَصمُوا مِنِّي دِماءَهُمْ وَأَمْوَالَهمْ إِلَاّ بحقِّ الإِسلامِ، وَحِسَابُهْم على اللَّهِ" متفقٌ عَلَيهِ.

4/1077- وعن معاذٍ رضي الله عنه قَالَ: بعَثني رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلى اليَمن فَقَالَ: " إِنَّكَ تأْتي قَوْمًا منْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلى شَهَادةِ أَنْ لا إِله إِلَاّ اللَّه، وأَنِّي رسولُ اللَّه، فَإِنْ أَطاعُوا لِذلكَ، فَأَعْلِمهُم أَنَّ اللَّه تَعالى افْتَرَض عَلَيْهِمْ خمْسَ صَلواتٍ في كلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلكَ، فأَعْلِمهُم أَنَّ اللَّه افْتَرَض علَيْهِمْ صَدقة تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيائِهم فَتُردُّ عَلى فُقَرائِهم، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلَكَ، فَإِيَّاكَ وكَرائِم أَمْوالِهم وَاتَّقِ دَعْوة َالمظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ" متفقٌ عَلَيهِ.

ص: 325

5/1078- وعن جابرٍ رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ والكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ "رواه مُسلِم.

6/1079- وعن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "العهْدُ الَّذِي بيْنَنا وبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ، فمنْ تَرَكَهَا فَقدْ كَفَرَ" رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

7/1080- وعن شقِيق بنِ عبدِ اللَّهِ التابعيِّ المُتَّفَقِ عَلَى جَلالتهِ رحمه الله قَالَ: كانَ أَصْحابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لا يرونَ شَيْئاً مِنَ الأَعْمالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلاةِ. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ في كِتابِ الإِيمان بإِسنادٍ صحيحٍ.

8/1081- وعن أَبي هُريْرةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَوَّل مَا يُحاسبُ بِهِ العبْدُ يَوْم القِيامةِ منْ عَملِهِ صلاتُهُ، فَإِنْ صَلُحت، فَقَدْ أَفَلحَ وَأَنجح، وَإنْ فَسدتْ، فَقَدْ خَابَ وخَسِر، فَإِنِ انْتقَص مِنْ فِريضتِهِ شَيْئاً، قَالَ الرَّبُّ، عز وجل: انظُروا هَلْ لِعَبْدِي منْ تَطَوُّع، فَيُكَمَّلُ مِنْهَا مَا انْتَقَص مِنَ الفَرِيضَةِ؟ ثُمَّ يكونُ سَائِرُ أَعمالِهِ عَلى هَذَا" رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حديث حسن.

ص: 326

194-

‌ باب فضلِ الصفِّ الأوَّلِ والأمرِ بإتمامِ الصفوفِ الأُولِ، وتسويِتها، والتراصِّ فِيهَا

.

1/1082- عَن جابِرِ بْنِ سمُرةَ، رضي الله عنهما، قَالَ: خَرجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَلا تَصُفُّونَ كَمَا تُصُفُّ الملائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ "فَقُلْنَا: يَا رسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تَصُفُّ الملائِكةُ عِند ربِّها؟ قَالَ:"يُتِمُّونَ الصُّفوفَ الأُولَ، ويَتَراصُّونَ في الصفِّ" رواه مسلم.

2/1083- وعن أَبي هُريْرة، رضي الله عنه، أَنَّ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لوْ يعلَمُ الناسُ مَا في النِّدَاءِ

ص: 326

وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُم لَمْ يجِدُوا إِلَاّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهمُوا" متفقٌ عَلَيهِ

3/1084- وعَنْهُ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ صُفوفِ الرِّجالِ أَوَّلُهَا، وشرُّها آخِرُهَا وخيْرُ صُفوفِ النِّسَاءِ آخِرُها، وَشرُّهَا أَوَّلُهَا" رواه مُسلِم.

4/1085- وعن أَبي سعِيد الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: رأَى في أَصْحابِهِ تأَخُّراً، فقَالَ لَهُمْ:"تقَدَّمُوا فأَتمُّوا بِي، وَليَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُم، لَا يزالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتى يُوخِّرَهُمُ اللَّه" رواه مُسلِم.

5/1086- وعن أَبي مسعودٍ، رضي الله عنه، قَالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسحُ مَناكِبَنَا في الصَّلاةِ، ويقُولُ:"اسْتوُوا ولَا تَختلِفوا فتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، لِيلِيني مِنْكُم أُولُوا الأَحْلامِ والنُّهَى، ثمَّ الذينَ يلُونَهمْ، ثُمَّ الذِين يَلُونَهمْ "رَوَاهُ مُسلِم.

6/1087-وعن أَنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإنَّ تَسْوِيةَ الصَّفِّ مِنْ تَمامِ الصَّلاةِ" متفقٌ عَلَيهِ.

وفي رواية البخاري: "فإنَّ تَسوِيَةَ الصُّفُوفِ مِن إِقَامة الصَّلاةِ".

7/1088- وعَنْهُ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فأَقبَل عَلينَا رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ فقَالَ:"أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وتَراصُّوا، فَإنِّي أَراكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي" رواهُ البُخَاريُّ بِلَفْظِهِ، ومُسْلِمٌ بمعْنَاهُ.

وفي رِوَايةٍ للبُخَارِيِّ: وكَانَ أَحدُنَا يَلْزَقُ مَنكِبَهُ بِمنْكِبِ صاحِبِهِ وقَدَمِه بِقَدمِهِ".

8/1089- وَعَنِ النُّعْمَانِ بنِ بشيرٍ، رضي الله عنهما، قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: "لَتُسوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ ليُخَالِفَنَّ اللَّه بَيْنَ وجُوهِكُمْ" متفقٌ عَلَيهِ.

ص: 327

وفي روايةٍ لمسلمٍ: أَنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم كانَ يُسَوِّي صُفُوفَنَا، حتَّى كأَنَّما يُسَوّي بهَا القِدَاحَ، حَتَّى رَأَى أنَّا قَد عَقَلْنَا عَنْهُ. ثُمَّ خَرَج يَوْماً فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ، فَرَأَى رجُلا بَادِياً صدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ فقالَ:"عِبَادَ اللَّهِ، لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّه بيْنَ وجُوهكُمْ".

9/1090- وعنِ البرَاءِ بنِ عازبٍ، رضي الله عنهما، قالَ: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، يَتخلَّلُ الصَّفَّ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلى نَاحِيَةٍ، يَمسَحُ صُدُورَنَا، وَمَناكِبَنَا، ويقولُ: لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ"وكَانَ يَقُولُ: إنَّ اللَّه وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأُوَلِ" رواه أَبُو داود بإِسناد حَسَنٍ.

10/1091- وعَن ابن عُمرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"أَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَينَ المنَاكِب، وسُدُّوا الخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلا تَذَرُوا فَرُجَاتٍ للشيْطانِ، ومَنْ وصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّه، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعهُ اللَّه" رواه أبُو دَاوُدَ بإِسناد صحيحٍ.

11/1092- وعَنْ أَنسٍ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رُصُّوا صُفُوفَكُمْ، وَقَاربُوا بَيْنَها، وحاذُوا بالأَعْناق، فَوَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ إِنَّي لأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ منْ خَلَلِ الصَّفِّ، كأنَّها الحَذَفُ "حديث صحيح رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإِسناد عَلَى شرط مسلم.

"الحذَفُ"بحاءٍ مهملةٍ وذالٍ معجم مفتوحتين ثُمَّ فاءٌ وهي: غَنَمٌ سُودٌ صغارٌ تَكُونُ بِالْيَمنِ.

12/1093- وعنهُ أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَتمُّوا الصَّفَّ المقدَّمَ، ثُمَّ الَّذي يلِيهِ، فَمَا كَانَ مَنْ نقْصٍ فَلْيَكُنْ في الصَّفِّ المُؤَخَّرِ" رواه أبُو دَاوُدَ بإِسناد حسن.

13/1094- وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: قالَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّه وملائِكَتَهُ يُصلُّونَ عَلَى ميامِن الصُّفوف" رواه أَبُو داود بإِسناد عَلى شرْطِ مُسْلِمٍ، وفيهِ رجلٌ مُخْتَلَفٌ في توْثِيقِهِ.

ص: 328

14/1095- وعَنِ البراءِ رضي الله عنه قَالَ: "كُنَّا إِذا صَلَّينَا خَلْفَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم أَحْببْبنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ، يُقبِلُ علَينا بِوَجْهِهِ، فَسمِعْتُهُ يَقُولُ:"رَبِّ قِنِي عذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ أَوْ تَجْمَعُ عبَادَكَ" رواه مُسلِمٌ.

15/1096- وعَنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه، قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وسِّطُوا الإِمامَ، وَسُدُّوا الخَلَلَ" رواه أبُو دَاوُد.

ص: 329

195-

‌ بابُ فَضْلِ السنَنِ الراتِبِة مَعَ الفَرَائِضِ وبيانِ أَقَلِّهَا وأَكْمَلِها وما بينَهُما

1/1097- عنْ أُمِّ المؤمِنِينَ أُمِّ حبِيبَةَ رَمْلةَ بِنتِ أَبي سُفيانَ رضي الله عنهما، قَالتْ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ: " مَا مِنْ عبْدٍ مُسْلِم يُصَلِّي للَّهِ تَعَالى كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عشْرةَ رَكْعَةً تَطوعاً غَيْرَ الفرِيضَةِ، إِلَاّ بَنَى اللَّه لهُ بَيْتاً في الجَنَّةِ، أَوْ: إِلَاّ بُنِي لَهُ بيتٌ فِي الجنَّةِ" رواه مسلم.

2/1098- وعَنِ ابنِ عُمَر رضي الله عنهما، قالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتيْنِ بَعْدَ الجُمُعةِ، ورَكْعتيْنِ بَعْد المغرِبِ، وركْعتيْنِ بعْد العِشَاءِ. متفقٌ عَلَيهِ.

3/1099- وعنْ عبدِ اللَّهِ بن مُغَفَّلٍ رضي الله عنه، قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَ كُلِّ أَذانَيْنِ صَلاةٌ، بيْنَ كلِّ أَذَانيْنِ صَلاةٌ، بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ"وقالَ في الثَالثَة:"لمَنْ شَاءَ" متفقٌ عَلَيهِ.

المُرَادُ بالأَذَانَيْن: الأَذَانُ وَالإِقَامةُ.

ص: 329

196-

‌ باب تأكيد ركعتي سنَّةِ الصبح

1/1100- عن عائشةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ لا يدَعُ أَرْبعاً قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ قبْلَ الغَدَاةِ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

ص: 329

2/1101- وعنها قالت: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ تَعَاهُدَاً مِنهُ عَلَى رَكْعَتَي الفَجْرِ. متفقٌ عَلَيهِ.

3/1102- وَعنْها عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "رَكْعتا الفجْرِ خيْرٌ مِنَ الدُّنيا ومَا فِيها "رواه مسلم.

وفي ورايةٍ: "لَهُمَا أَحب إِليَّ مِنَ الدُّنْيا جميعاً ".

4/1103- وعنْ أَبي عبدِ اللَّهِ بِلالِ بنِ رَبَاحٍ رضي الله عنه، مُؤَذِّنِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُؤذِنَه بِصَلاةِ الغدَاةِ، فَشَغَلتْ عَائشَةُ بِلالاً بِأَمْرٍ سَأَلَتهُ عَنْهُ حَتى أَصبَحَ جِدًّا، فَقَامَ بِلالٌ فَآذنَهُ بِالصَّلاةِ، وتَابَعَ أَذَانَهُ، فَلَم يَخْرُجْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا خَرَج صلَّى بِالنَّاسِ، فَأَخبَرهُ أَنَّ عائشَةَ شَغَلَتْهُ بِأَمْرٍ سَأَلَتْهُ عنْهُ حَتَّى أَصبحَ جِدّاً، وأَنَّهُ أَبطَأَ عَلَيهِ بالخُروجِ، فَقَال يَعْني النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم:"إِني كُنْتُ رَكَعْتُ رَكْعْتَي الفَجْرِ"فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّك أَصْبَحْتَ جِدًّا؟ فقالَ:"لوْ أَصبَحتُ أَكْثَرَ مِما أَصبَحتُ، لرَكعْتُهُما، وأَحْسنْتُهُمَا وَأَجمَلْتُهُمَا" رواه أَبو دَاوُدَ بإِسناد حسن.

ص: 330

197-

‌ باب تخفيف ركعتي الفجر وبيان مَا يقرأ فيهما، وبيان وقتهما

1/1104- عنْ عائشةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كانَ يُصَلي رَكْعتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالإِقَامةِ مِن صَلاة الصُّبْحِ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

وفي روايةٍ لهمَا: يُصَلِّي رَكعتَي الفَجْرِ، إِذَا سمِعَ الأَذَانَ فَيُخَفِّفُهمَا حَتَّى أَقُولَ: هَل قرَأَ فِيهما بِأُمِّ القُرْآنِ؟،

وفي روايةٍ لمُسْلِمٍ: كَانَ يُصَلِّي ركعَتَي الفَجْرِ إِذَا سمِعَ الأَذَانَ ويُخَفِّفُهما.

وفي روايةٍ: إِذا طَلَع الفَجْرُ.

2/1105- وعَنْ حفصَةَ رضي الله عنها أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ للصُّبحِ، وَبَدَا الصُّبحُ، صلَّى ركعتيْن خَفيفتينِ. متفقٌ عَلَيهِ.

ص: 330

وفي روايةٍ لمسلمٍ: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذَا طَلَعَ الفَجْر لا يُصلي إِلَاّ رَكْعَتيْنِ خَفيفَتيْنِ.

3/1106- وعَنِ ابن عُمرَ رضي الله عنهما قَالَ: كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصلِّي مِنَ اللَّيْلِ مثْنَى مثْنَى، ويُوتِر برَكْعَةٍ مِن آخِرِ اللَّيْلِ، ويُصَلِّي الرَّكعَتينِ قَبْل صَلاةِ الغَداةِ، وَكَأَنَّ الأذَانَ بأُذُنَيْهِ. متفقٌ عَلَيهِ.

4/1107- وعَنِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقْرَأُ في رَكْعَتَي الْفَجْرِ في الأُولَى مِنْهُمَا: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ ومَا أُنْزِلَ إِليْنَا} [البقرة: 136] الآيةُ الَّتي في البقرة، وفي الآخِرَةِ مِنهما:{آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسلمُونَ} [آل عمران: 52] .

وفي روايةٍ: في الآخرةِ الَّتي في آلِ عِمرانَ: {تَعَالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنا وَبَيْنُكُمْ} [آل عمران: 64] . رواهما مسلم.

5/1108- وعنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قرَأَ في رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الْكَافِرُونَ: 1] و {قُلْ هُوَ اللَّه أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] رواه مسلم.

6/1109- وعنِ ابنِ عمر رضي الله عنهما، قَالَ: رمقْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم شَهْراً يقْرَأُ في الرَّكْعَتيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} [الْكَافِرُونَ: 1]، و:{قل هُوَ اللَّه أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] رواهُ الترمذي وقال: حديثٌ حَسَنٌ.

ص: 331

198-

‌ باب استحباب الاضطجاع بعد بعد ركعتي الفجر عَلَى جنبه الأيمن والحث عليه سواءٌ كَانَ تهجَّدَ بِاللَّيْلِ أمْ لا

1/1110- عنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَت: كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صلَّى رَكْعَتي الْفَجْرِ، اضْطَجع عَلَى شِقِّهِ الأَيْمنِ. رَوَاهُ البخاريُّ.

2/1111- وَعنْهَا قَالَتْ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِيمَا بيْنَ أَنْ يفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعشَاءِ إلَى الْفجْرِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعةً يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ ركعَتيْنِ، ويُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ، فَإذا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِنْ صلاةِ الْفَجْرِ، وتَبيَّنَ لَهُ

ص: 331

الْفَجْرُ، وَجاءَهُ المُؤَذِّنُ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتيْن خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلى شِقِّه الأَيْمَنِ، هكَذَا حَتَّى يأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ للإِقَامَةِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.،قَوْلُهَا:"يُسلِّمُ بيْن كُلِّ رَكْعتَيْن"هكَذَا هو في مسلمٍ ومعناه: بعْد كُلِّ رَكْعتَيْنِ.

3/1112- وعنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا صَلَّى أَحَدُكُمْ ركْعَتَيِ الفَجْرِ فَلْيَضطَجِعْ عَلى يمِينِهِ".

رَوَاه أَبو دَاوُدَ، وَالتِّرمِذِيُّ بأَسانِيدَ صحيحةٍ. قالَ الترمذي: حديثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

ص: 332

199-

‌ باب سُنّة الظهر

1/1113- عَنِ ابنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قالَ: صلَّيْتُ مَع رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ركْعَتَيْنِ قَبْل الظُّهْرِ، ورَكْعَتيْنِ بعدَهَا. متفقٌ عَلَيهِ.

2/1114- وعَنْ عائِشَة رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يدعُ أَرْبعاً قَبْلَ الظُّهْرِ، رَوَاهُ البخاريُّ.

3/1115- وَعَنها قالتْ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَليِّ في بَيْتي قَبْلَ الظُّهْر أَرْبَعاً، ثُمَّ يخْرُجُ فَيُصليِّ بِالنَّاسِ، ثُمَّ يدخُلُ فَيُصَليِّ رَكْعَتَينْ، وَكانَ يُصليِّ بِالنَّاسِ المَغْرِب، ثُمَّ يَدْخُلُ بيتي فَيُصليِّ رَكْعَتْينِ، وَيُصَليِّ بِالنَّاسِ العِشاءَ، وَيدْخُلُ بَيْتي فَيُصليِّ ركْعَتَيْنِ. رواه مسلم.

4/1116- وعن أُمِّ حَبِيبَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " منْ حَافظَ عَلى أَرْبَعِ ركعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبعٍ بَعْدَهَا، حَرَّمهُ اللَّه عَلَى النَّارَ".

رواه أَبو داود، والترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

5/1117- وعَنْ عبدِ اللَّهِ بن السائب رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي أَرْبعاً بعْدَ

ص: 332

أَن تَزول الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ، وقَالَ:" إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبوابُ السَّمَاءِ، فأُحِبُّ أَن يَصعَدَ لِي فيهَا عمَلٌ صَالِحٌ" رواه التِّرمِذِيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ.

6/1118- وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا لَمْ يُصَلِّ أَرْبعاً قبْلَ الظهْرِ، صَلَاّهُنَّ بعْدَها.

رَوَاهُ الترمذيُّ وَقَالَ: حديثٌ حسنٌ.

ص: 333

200-

‌ باب سُنَّة العصر

1/1119- عنْ عليِّ بنِ أَبي طَالبٍ رضي الله عنه، قالَ: كانَ النَّبي صلى الله عليه وسلم يُصلِّي قَبْلَ العَصْرِ أَرْبَعَ رَكعَاتٍ، يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِالتَّسْليمِ عَلى الملائِكَةِ المقربِينَ، وَمَنْ تبِعَهُمْ مِنَ المسْلِمِين وَالمؤمِنِينَ. رَوَاهُ الترمذي وقالَ: حديثٌ حسنٌ.

2/1120- وعَن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما، عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:"رَحِمَ اللَّه امْرَءاً صلَّى قبْلَ العَصْرِ أَرْبعاً".رَوَاه أبو د ود، وَالتِّرمِذِيُّ وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ.

3/1121- وعنْ عليِّ بن أَبي طالبٍ، رضي الله عنه، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي قَبْلَ العَصرِ رَكْعَتَيْنِ.

رَوَاه أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.

ص: 333

201-

‌ باب سُنَّة المغرب بَعدَها وقبلَها

تقدم في هذه الأبواب حديثُ ابن عمر، وحديث عائشة، وهما صحيحان أنَّ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصَلِّي بَعدَ المَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ.

1/1122- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُغَفَّلٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"صَلُّوا قَبلَ المَغرِب" قَالَ في الثَّالثَةِ: "لمَنْ شَاءَ" رواه البخاريُّ.

2/1123- وعن أَنسٍ رضي الله عنه قالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ كِبارَ أَصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْتَدِرُونَ

ص: 333

السَّوَارِيَ عندَ المغربِ. رواه البخاري.

3/1124- وعَنْهُ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي عَلى عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكعَتيْنِ بعدَ غُروبِ الشَّمْس قَبلَ المَغربِ، فقيلَ: أَكانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاّهُمَا؟ قَالَ: كانَ يَرانَا نُصَلِّيهِمَا فَلَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنا. رَوَاه مُسْلِمٌ.

4/1125- وعنه قَالَ: كُنَّا بِالمَدِينَةِ فإِذا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ لِصَلاةِ المَغرِبِ، ابْتَدَرُوا السَّوَارِيَ، فَرَكَعُوا رَكعَتْين، حَتى إنَّ الرَّجُلَ الغَرِيبَ ليَدخُلُ المَسجدَِ فَيَحْسَبُ أَنَّ الصَّلاةَ قدْ صُلِّيتْ مِنْ كَثرَةِ مَنْ يُصَلِّيهِما. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ص: 334

202-

‌ باب سُنَّة العشاء بَعدها وقبلها

فيهِ حديثُ ابنِ عُمَرَ السَّابقُ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَكعَتَينِ بَعْدَ العِشَاءِ، وحديثُ عبدِ اللَّهِ بنِ مُغَفَّل:"بَيْنَ كلِّ أَذَانيْنِ صَلاةٌ" متفقٌ عَلَيْهِ. كما سبَقَ.

ص: 334

203-

‌ باب سُنّة الجمعَة

فِيهِ حديثُ ابنِ عُمرَ السَّابِقُ أَنَّهُ صلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَكعَتَيْنِ بَعْدَ الجُمُعَةِ. متفقٌ عَلَيْهِ.

1/1126- عنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا صَلَّى أَحدُكُمُ الجُمُعَةَ، فَلْيُصَلِّ بعْدَهَا أَرْبعاً" رواه مسلم.

2/1127- وَعَنِ ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ لَا يُصلِّي بَعْدَ الجُمُعةِ حتَّى يَنْصَرِف فَيُصَلِّي رَكْعَتيْنِ في بَيْتِهِ، رواه مسلم.

ص: 334

204-

‌ باب استحباب جعل النوافل في البيت سواء الراتبة وغيرُها والأمر بالتحول للنافلة من موضع الفريضة أَو الفصل بينهما بكلام

1/1128- عَنْ زيدِ بنِ ثابتِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"صلُّوا أَيُّها النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإنَّ أفضلَ الصَّلاةِ صلاةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إِلَاّ المكْتُوبَةَ" متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1129- وعن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اجْعَلُوا مِنْ صلاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهِا قُبُوراً" متفقٌ عليه.

3/1130-وعَنْ جابرٍ رضي الله عنه قالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ صلاتَهُ في مسْجِدِهِ، فَلَيجْعَلْ لِبَيْتهِ نَصِيباً مِنْ صَلاتِهِ، فَإنَّ اللَّه جَاعِلٌ في بيْتِهِ مِنْ صلاتِهِ خَيْراً" رواه مسلم.

4/1131- وَعنْ عُمَر بْنِ عطاءٍ أَنَّ نَافِعَ بْنَ حُبَيْر أَرْسلَهُ إِلَى السَّائِب ابن أُخْتِ نَمِرٍ يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ رَآهُ مِنْهُ مُعَاوِيةُ في الصَّلاةِ فَقَالَ: نَعمْ صَلَّيْتُ مَعَهُ الجُمُعَةَ في المقصُورَةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ الإِمامُ، قُمتُ في مقَامِي، فَصلَّيْتُ، فَلَما دَخل أَرْسلَ إِليَّ فَقَالَ: لَا تَعُدْ لِمَا فعَلتَ: إِذَا صلَّيْتَ الجُمُعةَ، فَلا تَصِلْها بصلاةٍ حَتى تَتَكَلَّمَ أَوْ تخْرُجَ، فَإنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمرَنا بِذلكَ، أَنْ لَا نُوصِلَ صَلَاةً بصلاةٍ حتَّى نَتَكَلَّمَ أَوْ نَخْرُجَ. رواه مسلم.

ص: 335

205-

‌ باب الحثِّ على صلاة الوتر وبيان أنه سُنة مؤكدة وبيان وقته

.

1/1132- عَنْ عليٍّ رضي الله عنه قالَ: الوتِرُ لَيْس بِحَتْمٍ كَصَلاةِ المكْتُوبَةِ، ولكِنْ سَنَّ

ص: 335

رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَّ اللَّه وِترٌ يُحِبُّ الْوتْرَ، فأَوْتِرُوا، يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ".

رواه أَبُو داود والترمذي وقَالَ: حديثٌ حسنٌ.

2/1133- وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: مِنْ كُلِّ الليْلِ قَدْ أَوْتَر رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، ومَن أَوْسَطِهِ، وَمِنْ آخِرِهِ. وَانْتَهى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ. متفقٌ عَلَيْهِ.

3/1134- وعنِ ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اجْعلوا آخِرَ صلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْراً" متفقٌ عَلَيهِ

4/1135- وَعَنْ أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"أَوْتِرُوا قبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا" رواه مسلم.

5/1136- وعن عائشةَ، رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصلِّي صَلاتَهُ بِاللَّيْلِ، وهِي مُعْتَرِضَةٌ بينَ يَدَيهِ، فَإذا بقِيَ الوِتْرُ، أَيقِظهِا فَأَوْترتْ. رواه مسلم.

وفي روايةٍ لَهُ: فَإذا بَقِيَ الوترُ قالَ:"قُومِي فَأَوْتِري يَا عَائشةُ".

6/1137- وعَنِ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"بَادِروا الصُّبْحَ بالوِتْرِ".

رَوَاه أَبُو داود، والترمذي وقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

7/1138- وعَنْ جابرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "منْ خَاف أَنْ لَا يَقُوم مِنْ آخرِ اللَّيْلِ، فَليُوتِرْ أَوَّلَهُ، ومنْ طمِع أَنْ يقُومَ آخِرَهُ، فَليوتِرْ آخِر اللَّيْل، فإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مشْهُودةٌ، وذلكَ أَفضَلُ "رواه مسلم.

ص: 336

206-

‌ باب فضل صلاة الضحى وبيان أقلِّها وأكثرها وأوسطها، والحثِّ عَلَى المحافظة عَلَيْهَا

1/1139- عنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه، قَالَ: أوصَاني خَليلي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ صِيامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وركْعَتي الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبل أَنْ أَرْقُد"متفقٌ عَلَيْهِ.

وَالإيتَارُ قَبْلَ النَّوْمِ إنَّمَا يُسْتَحَبُّ لِمَنْ لَا يَثِقُ بِالاسْتِيقَاظِ آخِرَ اللَّيل فإنْ وَثِقَ فَآخِرُ اللَّيل أفْضَلُ.

2/1140- وعَنْ أَبي ذَر رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يُصبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحدِكُمْ صدقَةٌ: فَكُلُّ تَسبِيحة صدَقةٌ، وَكُلُّ تَحمِيدةٍ صَدَقَة، وكُل تَهليلَةٍ صدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكبيرَةٍ صدَقةٌ، وأَمر بالمعْروفِ صدقَةٌ، ونهيٌ عنِ المُنْكَرِ صدقَةٌ، ويُجْزِئ مِن ذلكَ ركْعتَانِ يركَعُهُما مِنَ الضُّحَى "رواه مسلم.

3/1141- وعَنْ عائشةَ رضي الله عنها، قالتْ: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يصلِّي الضُّحَى أَرْبعاً، ويزَيدُ مَا شاءَ اللَّه. رواه مسلم.

4/1142- وعنْ أُمِّ هانيءٍ فاخِتةَ بنتِ أَبي طالبٍ رضي الله عنها، قَالتْ: ذهَبْتُ إِلى رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عامٍ الفَتْحِ فَوجدْتُه يغْتَسِلُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ، صَلَّى ثَمانيَ رَكعاتٍ، وَذلكَ ضُحى. متفقٌ عَلَيْهِ. وهذا مختصرُ لفظِ إحدى روايات مسلم.

ص: 337

207-

‌ باب: تجويز صلاة الضحى من ارتفاع الشمس إلى زوالها والأفضل أن تصلَّى عِنْدَ اشتداد الحرِّ وارتفاع الضحى

1/1143- عن زيدِ بن أَرْقَم رضي الله عنه، أَنَّهُ رَأَى قَوْماً يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقَالَ: أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلاةَ في غَيْرِ هذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "صَلاةُ الأوَّابِينَ

ص: 337

حِينَ ترْمَضُ الفِصَالُ "رواه مسلم.

"تَرمَضُ"بفتح التاءِ والميم وبالضاد المعجمة، يعني: شدة الحر."والفِصالُ جمْعُ فَصيلٍ وهُو: الصَّغيرُ مِنَ الإِبِلِ.

ص: 338

208-

‌ باب الحثِّ على صلاة تحية المسجد

وكراهية الجلوس قبل أن يصلي ركعتين في أي وقت دخل وسواء صلَّى ركعتين بنية التَّحِيَّةِ أَوْ صلاة فريضة أَوْ سُنة راتبة أَوْ غيرها.

1/1144- عن أَبي قتادةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَخَلَ أحَدُكم المسْجِدَ، فَلا يَجلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتيْنِ" متفقٌ عليه.

2/1145- وعن جابِرٍ رضي الله عنه قالَ: أَتيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهَو فِي المسْجدِ، فَقَالَ:"صَلِّ ركْعَتيْن" متفقٌ عليه.

ص: 338

209-

‌ باب استحباب ركعتين بَعْد الوضوء

1/1146- عن أَبي هُريرةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِبلالٍ: "يَا بِلالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَل عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلامِ، فَإِنِّي سمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَديَّ في الجَنَّة"قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى عنْدِي مِنْ أَنِّي لَم أَتَطَهَّرْ طُهُوراً فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهارٍ إِلَاّ صَلَّيْتُ بِذلكَ الطُّهورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ". متفقٌ عَلَيْهِ. وهذا لفظ البخاري.

"الدَّفُّ"بالفاءِ: صَوْتُ النَّعْلِ وَحَرَكَتُهُ عَلى الأرْضِ، واللَّه أَعلم.

ص: 338

210-

‌ باب فضل يوم الجمعَة ووُجوبها والاغتِسال لَهَا والتطيّب والتبكير إِلَيْهَا

والدعاء يوم الجمعة والصلاة عَلَى النبيّ صلى الله عليه وسلم فيه وبيان ساعة الإجابة واستحباب إكثار ذكر الله بعد الجمعة

قَالَ الله تَعَالَى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً

ص: 338

لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 10] .

1/1147- وعَنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "خيْرُ يوْمِ طلعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ: فِيهِ خُلِقَ آدمُ، وَفيه أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا" رواه مسلم.

2/1148- وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ فأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ أَتى الجُمُعَةَ، فاسْتَمَعَ وَأَنْصتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَه وَبَيْنَ الجُمُعَةِ وزِيَادة ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الحَصَى، فَقَدْ لَغَا" رواه مسلم.

3/1149- وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "الصَّلَواتُ الخَمْسُ والجُمُعةُ إِلَى الجُمعةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الكبَائِرُ" رواه مسلم.

4/1150- وَعَنْهُ وعَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهم، أَنَّهما سَمِعَا رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ:"لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الجمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّه عَلَى قُلُوبِهمْ، ثُمَّ ليَكُونُنَّ مِنَ الغَافِلينَ" رواه مسلم.

5/1151-وَعَن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ:"إِذا جاَءَ أَحَدُكُمُ الجُمُعَةَ، فَليَغْتَسِلْ" متفقٌ عَلَيهِ.

6/1152- وعن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كلِّ مُحْتَلِمٍ" متفقٌ عَلَيْهِ.

المُراد بالمُحْتَلِمِ: البَالِغُ. وَالمُرَادُ بِالوُجُوبِ: وَجُوبُ اختِيَارٍ، كقْولِ الرَّجُلِ لِصَاحِبِهِ حَقُّكَ وَاجِبِ عليَّ، واللَّه أعلم.

ص: 339

7/1153- وَعَنْ سَمُرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَبِها وَنِعْمَتْ، وَمَن اغتسلَ فالغُسْل أفضَل". رواه أَبُو داود، والترمذي وقال: حديث حسن.

8/1154- وَعَنْ سَلمَانَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: " لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعةِ، ويَتَطَهرُ مَا استَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَو يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفرِّق بَيْنَ اثَنيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تكَلَّم الإِمَامُ، إِلَاّ غُفِرَ لهُ مَا بَيْنَه وبيْنَ الجُمُعَةِ الأخرَى"ر واه البخاري.

9/1155- وعَنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَن اغْتَسَلَ يَوْم الجُمُعَةِ غُسْلَ الجنَابَةِ، ثُمَّ رَاحَ في الساعة الأولى، فكَأَنَّمَا قرَّبَ بَدنَةً، ومنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَة، فَكأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ في السَاعَةِ الثَالِثةِ، فَكأنَّما قَرَّبَ كَبْشاً أَقرَنَ، ومنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعةِ، فَكأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الخامِسةِ فَكأنَّما قَرَّبَ بيْضَةً، فَإِذا خَرَج الإِمامُ، حَضَرَتِ الملائِكَةُ يَسْتمِعُونَ الذِّكرَ "متفقٌ عَلَيْهِ.

قَوْله:"غُسلَ الجَنَابة"، أَي: غُسلاً كغُسْل الجنَابَةِ في الصِّفَةِ.

10/1156- وعَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ:"فِيه سَاعَةٌ لا يُوَافِقها عَبْدٌ مُسلِمٌ، وَهُو قَائِمٌ يُصَلِّي يسأَلُ اللَّه شَيْئاً، إِلَاّ أَعْطَاهُ إِيَّاه" وَأَشَارَ بِيدِهِ يُقَلِّلُهَا، متفقٌ عليه.

11/1157- وَعنْ أَبي بُردةَ بنِ أَبي مُوسى الأَشعَرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ابنُ عُمرَ رضي الله عنهما: أَسَمِعْت أَبَاكَ يُحَدِّثُ عَن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في شَأْنِ ساعَةِ الجُمُعَةِ؟ قَالَ: قلتُ: نعمْ، سَمِعتُهُ يقُولُ: سمِعْتُ رسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " هِيَ مَا بيْنَ أَنْ يَجلِسَ الإِمامُ إِلى أَنْ تُقضَى الصَّلاةُ "رواه مسلم.

ص: 340

12/1158- وَعَنْ أَوسِ بنِ أَوسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَفضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْم الجُمُعَةِ، فأَكثروا عليَّ مِنَ الصَّلاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْروضَةٌ عليَّ" رواه أَبُو داود بإِسناد صحيح.

ص: 341

211-

‌ باب استحباب سجُود الشكرعند حصول نعمة ظاهرة أَو اندفاع بلية ظاهرة

1/1159- عَنْ سَعْدِ بنِ أَبي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن مَكَّةَ نُرِيدُ المَدِينَةَ، فَلَمَّا كُنَّا قَرِيبًا مِن عَزْوَراءَ نَزَلَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فدعَا اللَّه سَاعَةً، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا، فَمَكَثَ طَوِيلاً، ثُمَّ قامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ، ساعَةً، ثُمَّ خَرَّ ساجِدًا فَعَلَهُ ثَلاثاً وَقَالَ:"إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي، وَشَفَعْتُ لأُمَّتِي، فَأَعْطَاني ثُلُثَ أُمَّتي، فَخَررتُ سَاجِداً لِرَبِّي شُكرًا، ثُمَّ رَفعْتُ رَأْسِي، فَسَأَلْتُ رَبِّي لأُمَّتي، فَأَعْطَانِي ثُلثَ أُمَّتي، فَخررْتُ سَاجِداً لربِّي شُكراً، ثمَّ رَفعْت رَأسِي فَسَألتُ رَبِّي لأُمَّتي، فَأعطاني الثُّلُثَ الآخَرَ، فَخَرَرتُ ساجِدا لِرَبِّي" رواه أَبُو داود.

ص: 341

212-

‌ باب فضل قيام الليل

قَالَ الله تَعَالَى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} [الإسراء: 79] وقال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16] . وقال تَعَالَى: {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 17] .

1/1160- وَعَن عائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتى تَتَفطَّر قَدَمَاه، فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رسُول اللَّهِ وَقد غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّم مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ:"أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا".

ص: 341

متفقٌ عَلَيْهِ. وعَنِ المغيرةِ بنِ شعبةَ نحوهُ، متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1161- وَعَنْ عليٍّ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَرقَهُ وَفاطِمَةَ لَيْلاً، فَقَالَ:"أَلا تُصلِّيَانِ؟ " متفقٌ عَلَيْهِ.

"طرقَةُ": أَتَاهُ ليْلا.

3/1162- وعَن سالمِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنهم، عَن أَبِيِه: أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نِعْمَ الرَّجلُ عبدُ اللَّهِ لَو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ" قالَ سالِمٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بعْدَ ذلكَ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَاّ قَلِيلاً. متفقٌ عَلَيْهِ.

4/1163- وَعن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلانٍ: كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ" متفقٌ عَلَيْهِ.

5/1164- وعن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتى أَصبحَ، قالَ:"ذاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذنَيْهِ أَو قَالَ: في أُذنِه "، متفقٌ عليه.

6/1165- وعن أَبي هُريرَةَ، رضي الله عنه، أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلى قافِيةِ رَأْسِ أَحَدِكُم، إِذا هُوَ نَامَ، ثَلاثَ عُقدٍ، يَضرِب عَلى كلِّ عُقدَةٍ: عَلَيْكَ ليْلٌ طَويلٌ فَارقُدْ، فإِنْ اسْتَيْقظَ، فَذَكَرَ اللَّه تَعَالَى انحلَّت عُقْدَةٌ، فإِنْ توضَّأَ انحَلَّت عُقدَةٌ، فَإِن صلَّى انحَلَّت عُقدُهُ كُلُّهَا، فأَصبَحَ نشِيطاً طَيِّب النَّفسِ، وَإِلَاّ أَصبح خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ" متفقٌ عَلَيْهِ.

قافِيَةُ الرَّأْسِ: آخِرُهُ.

7/1166- وَعن عبدِ اللَّهِ بنِ سَلَامٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:" أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ".

رواهُ الترمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

8/1167- وَعنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصيَّامِ بعْدَ رَمَضَانَ

ص: 342

شَهْرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بعدَ الفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْل" رواه مُسلِمٌ.

9/1168- وَعَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذا خِفْتَ الصُّبْح فَأَوْتِرْ بِواحِدَةِ" متفقٌ عَلَيْهِ.

10/1169- وَعَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي منَ اللَّيْل مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوترُ بِرَكعة. متفقٌ عَلَيْهِ.

11/1170- وعنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: كَانَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُفطِرُ منَ الشَّهْرِ حتَّى نَظُنَّ أَنْ لَا يَصُومَ مِنهُ، ويصَومُ حتَّى نَظُن أَن لَا يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئاً، وَكانَ لَا تَشَاءُ أَنْ تَراهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّياً إِلا رَأَيْتَهُ، وَلا نَائماً إِلا رَأَيْتَهُ. رواهُ البخاريُّ.

12/1171- وعَنْ عائِشة رضي الله عنها، أَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَان يُصلِّي إِحْدَى عَشرَةَ رَكْعَةً تَعْني في اللَّيْلِ يَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذلكَ قَدْر مَا يقْرَأُ أَحدُكُمْ خَمْسِين آيَةً قَبْلَ أَن يرْفَعَ رَأْسهُ، ويَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْل صَلاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الأَيمْنِ حَتَّى يأْتِيَهُ المُنَادِي للصلاةِ، رواه البخاري.

13/1172- وَعنْهَا قَالَتْ: مَا كَانَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ في رمضانَ وَلا في غَيْرِهِ عَلى إِحْدى عشرةَ رَكْعَةً: يُصلِّي أَرْبعاً فَلا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطولهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبعاً فَلا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطولهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاثاً. فَقُلْتُ: يَا رسُولَ اللَّهِ أَتنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوترَ،؟ فَقَالَ:"يَا عائشةُ إِنَّ عيْنَيَّ تَنامانِ وَلا يَنامُ قَلْبِي "متفقٌ عَلَيْهِ.

14/1173- وعنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَنَامُ أَوَّل اللَّيْل، ويقومُ آخِرهُ فَيُصلي. متفقٌ عَلَيْهِ.

15/1174- وعَن ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: صلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيُلَةً، فَلَمْ يَزلْ قائِماً حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرٍ سُوءٍ. قَيل: مَا هَممْت؟ قَالَ: هَممْتُ أَنْ أَجْلِس وَأَدعهُ. متفقٌ عَلَيْهِ.

16/1175- وعَنْ حُذيفَهَ رضي الله عنه، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ذاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَح البقَرَةَ، فقلتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ المِئَةِ، ثُمَّ مَضَى، فقلتُ: يُصَلَّي بِهَا في ركْعَةٍ، فمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَح

ص: 343

النِّسَاءَ فَقَرأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَها، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلاً إِذا مَرَّ بِآيَةِ فِيها تَسْبيحٌ سَبَّحَ، وَإِذا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإذَا مَرَّ بتَعوَّذ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فجعَل يَقُولُ:" سُبْحَانَ ربِّي العظيمِ " فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْواً مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ:"سمِع اللَّه لمَنْ حَمِدَه، رَبَّنَا لَكَ الحْمدُ" ثُمَّ قامَ طَويلاً قَرِيباً مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجد فَقَالَ:"سُبْحانَ رَبِّيَ الأَعْلى " فَكَانَ سَجُودُهُ قَرِيباً مِنْ قِيَامِهِ. رواه مسلم.

17/1176- وَعَنْ جابرٍ رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الصَّلاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:"طُولُ القُنُوتِ". رواه مسلم.

المرادُ بِالقنُوتِ: القِيَامُ.

18/1177- وَعَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرو بنِ العَاصِ، رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللَّهِ صَلاةُ دَاوُدَ، وَأَحبُّ الصيامِ إِلَى اللَّهِ صِيامُ دَاوُدَ، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْل وَيَقُومُ ثُلُثَهُ ويَنَامُ سُدُسَهُ وَيصومُ يَوماً وَيُفطِرُ يَوماً" متفقٌ عليه.

19/1178- وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "إِنَّ في اللَّيْلِ لَسَاعةً، لَا يُوافقُهَا رَجلٌ مُسلِمٌ يسأَلُ اللَّه تَعَالَى خَيْراً مِنْ أمرِ الدُّنيا وَالآخِرِةَ إِلَاّ أَعْطاهُ إِيَّاهُ، وَذلكَ كلَّ لَيْلَةٍ" رواه مسلم.

20/1179- وَعَنْ أَبي هُريرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذا قَامَ أَحَدُكُمِ مِنَ اللَّيْلِ فَليَفتَتحِ الصَّلاةَ بِركعَتَيْن خَفيفتيْنِ" رواهُ مسلِم.

21/1180- وَعَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، قالت: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذا قام مِن اللَّيْلِ ليصلي افتَتَحَ صَلاتَهُ بِرَكْعَتَيْن خَفيفَتَيْنِ، رواه مسلم.

22/1181- وعَنْها، رضي الله عنها، قالَتْ: كَانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذا فاتتْهُ الصَّلاةُ مِنَ اللَّيل مِنْ وجعٍ أَوْ غيرِهِ، صَلَّى مِنَ النَّهارِ ثِنَتي عشَرة ركْعَة. رواه مسلِم.

ص: 344

23/1182- وعنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، قَال: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَام عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شْيءٍ مِنهُ، فَقَرأهُ فِيما بينَ صَلاِةَ الفَجْرِ وصَلاةِ الظُّهْرِ، كُتِب لهُ كأَنَّما قَرَأَهُ منَ اللَّيْلِ" رواه مسلم.

24/1183- وعَنْ أَبي هُريرة رضي الله عنه، قَالَ: قالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رحِمَ اللَّه رَجُلا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فصلىَّ وأيْقَظَ امرأَتهُ، فإنْ أَبَتْ نَضحَ في وجْهِهَا الماءَ، رَحِمَ اللَّهُ امَرَأَةً قَامت مِن اللَّيْلِ فَصلَّتْ، وأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فإِن أَبي نَضَحَتْ فِي وجْهِهِ الماءَ" رواهُ أَبُو داود. بإِسنادِ صحيحٍ.

25/1184- وَعنْهُ وَعنْ أَبي سَعيدٍ رضي الله عنهما، قَالا: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَيقَظَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ مِنَ اللَّيْل فَصَلَّيا أَوْ صَلَّى ركْعَتَينِ جَمِيعاً، كُتِبَا في الذَّاكرِينَ وَالذَّكِراتِ "رواه أَبُو داود بإِسناد صحيحٍ.

26/1185- وعن عائِشة رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذا نَعَس أَحَدُكُمْ في الصَّلاةِ، فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذهَب عَنْهُ النَّومُ، فَإِنَّ أَحدكُمْ إِذَا صَلى وَهُوَ ناعِسٌ، لَعَلَّهُ يَذهَبُ يَستَغفِرُ فَيَسُبَّ نَفسهُ "متفقٌ عليهِ.

27/1186- وَعَنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا قَامَ أَحدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَاستعجمَ القُرآنُ عَلَى لِسَانِهِ، فَلَم يَدْرِ مَا يقُولُ، فَلْيضْطَجِعْ" رواه مُسلِمٌ.

ص: 345

213-

‌ باب استحباب قيام رمضان وهو التروايح

1/1187- عنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "منْ قَامَ رَمَضَانَ إِيماناً واحْتِساباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1188- وَعنْهُ رضي الله عنه، قَال: كانَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فِيه بعزيمةٍ، فيقُولُ:"مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيماناً واحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّم مِنْ ذَنْبِهِ"

ص: 345

رواه مُسْلِمٌ.

ص: 346

214-

‌ باب فضل قيام ليلة القدْر وبَيان أرجى لياليها

قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] إِلَى آخرِ السورة.

وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ.} الآيات [الدخان: 3] .

1/1189-وَعَنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيماناً واحْتِسَاباً، غُفِر لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذنْبِهِ" متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1190- وعن ابنِ عُمر رضي الله عنهما أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أُرُوا ليْلَةَ القَدْرِ في المنَامِ في السَّبْعِ الأَواخِرِ، فَقال رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" أَرى رُؤيَاكُمْ قَدْ تَواطَأَتْ في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتحَرِّيهَا، فَلْيَتَحرَّهَآ في السبْعِ الأَواخِرِ" متُفقٌ عليهِ.

3/1191- وعنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كانَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجاوِرُ في العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رمضَانَ، ويَقُول:"تحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضانَ" متفقٌ عَلَيْهِ.

4/1192- وَعَنْها رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَحرّوْا لَيْلةَ القَدْرِ في الوتْرِ مِنَ العَشْرِ الأَواخِرِ منْ رمَضَانَ" رواهُ البخاريُّ.

5/1193- وعَنْهَا رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ، أَحْيا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ" متفقٌ عَلَيهِ.

6/1194- وَعَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي رَمضانَ مَالا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ، وَفِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ منْه، مَالا يَجْتَهدُ في غَيْرِهِ"رواهُ مسلمٌ.

ص: 346

7/1195- وَعَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِن عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ:"قُولي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ فاعْفُ عنِّي" رواهُ التِرْمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

ص: 347

215-

‌ باب فضل السِّواك وخصال الفطرة

1/1196- عَنْ أَبي هُريرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلى أُمَّتي أَوْ عَلى النَّاسِ لأمرْتُهُمْ بِالسِّواكِ معَ كلِّ صلاةٍ" متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1197- وَعنْ حُذيفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذا قَامَ مِنَ النَّومِ يَشُوصُ فَاهُ بالسِّواكِ. متفقٌ عَلَيْهِ.

"الشَّوْص": الدَّلكُ"

3/1198- وَعَنْ عائشةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كنَّا نُعِدُّ لرسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ فَيَبْعَثُهُ اللَّه مَا شَاءَ أَن يبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيتسَوَّكُ، وَيَتَوَضَّأُ ويُصَلِّي"رواهُ مُسلمٌ.

4/1199- وعنْ أَنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكثَرْتُ عَليكُمْ في السِّوَاكِ" رواهُ البُخاريُّ.

5/1200- وعَنْ شُرَيحِ بنِ هانِيءٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: بأَيِّ شيءٍ كَان يَبْدَأُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذا دَخَلَ بَيْتَهُ، قَالَتْ: بِالسِّوَاكِ، روَاهُ مُسْلِمٌ.

6/1201- وَعَنْ أَبي موسَى الأشعَرِيِّ رضي الله عنه، قَاَل: دَخَلت عَلى النَّبي صلى الله عليه وسلم وطرَفُ السوَاكِ عَلَى لِسانِهِ. مُتَّفَقٌ عليهِ، وهذا لَفْظُ مُسلِمٍ.

7/1202- وعنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "السِّواكُ مَطهَرةٌ للفَمِ مرْضَاةٌ

ص: 347

للرَّبِّ"رواهُ النَّسائيُّ، وابنُ خُزَيمةَ في صحيحهِ بأَسانيد صحيحةٍ.

8/1203- وعَنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الفِطرةُ خَمسٌ، أَوْ خمْسٌ مِنَ الفِطرةِ: الخِتان، وَالاسْتِحْدَادُ، وَتقلِيمُ الأَظفَارِ، ونَتف الإِبِطِ، وقَصُّ الشَّارِبِ" مُتفقٌ عَلَيْهِ.

الاسْتِحْدَادُ: حلْقُ العَانَةِ، وهُو حَلقُ الشعْرِ الَّذِي حَوْلَ الفرْجِ.

9/1204- وعَنْ عائِشة رضي الله عنها قَالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَشرٌ مِنَ الفِطرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وإِعفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، واسْتِنشَاقُ الماءِ، وقَصُّ الأَظفَارِ، وغَسلُ البَرَاجِمِ، وَنَتفُ الإِبطِ، وَحلقُ العانَة، وانتِقاصُ المَاءِ" قَالَ الرَّاوي: ونسِيتُ العاشِرة إِلَاّ أَن تَكون المَضمضَةُ، قالَ وَكيعٌ وَهُوَ أَحَدُ روَاتِهِ: انتِقَاصُ الماءِ، يَعني: الاسْتِنْجاءَ. رَواهُ مُسلِمٌ.

"البَراجِمُ"بالباءِ الموحدةِ والجيم، وهي:"عُقَدُ الأَصَابِعِ"."وَإِعْفَاءُ اللَّحْيَةِ"مَعْنَاهُ: لَا يقُص مِنْهَا شَيئاً.

10/1205- وَعَن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"أَحْفُوا الشَّوارِبَ وأَعْفُوا اللِّحَى" مُتفقُ عليهِ.

ص: 348

216-

‌ باب تأكيد وجُوب الزكاة وبَيان فضلها وَمَا يتعلق بِهَا

قَالَ الله تَعَالَى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43] . وقال تَعَالَى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَاّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5] . وقال تَعَالَى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103] .

1/1206-وَعنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"بُنِيَ الإِسْلامُ عَلى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلَاّ اللَّه، وأَنَّ مُحمَّداً عَبْدُهُ ورسُولهُ، وإِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وَصَوْمِ رمضَان" متفقٌ عَلَيهِ.

ص: 348

2/1207- وعن طَلْحَةَ بنِ عُبيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: جَاءَ رجُلٌ إِلى رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، ثَائِرُ الرَّأْسِ نَسَمْعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ، وَلَا نَفْقَهُ مَا يقُولُ، حَتى دَنَا مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فإِذا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"خَمْسُ صَلَواتٍ في اليوْمِ واللَّيْلَةِ"قالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قَالَ:"لَا، إِلَاّ أَنْ تَطَّوَّعَ"فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"وصِيَامُ شَهْرِ رَمضَانَ"قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غيْرُهْ؟ قَالَ:"لَا، إِلَاّ أَنْ تَطَّوَّعَ"قَالَ: وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، الزَّكَاةَ فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ:"لَا، إلَاّ أَنْ تَطَّوَّعَ"فَأَدْبَر الرَّجُلُ وهُوَ يَقُولُ: واللَّهِ لَا أَزيدُ عَلى هَذَا وَلا أَنْقُصُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ" مُتفقٌ عليهِ.

3/1208- وعن ابن عبَّاس رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، بعَثَ مُعَاذاً رضي الله عنه إِلى اليَمنِ فَقَالَ:"ادْعُهُمْ إِلى شهادَةِ أَنْ لا إِلهَ إِلَاّ اللَّه وَأَنِّي رسُولُ اللَّهِ، فإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلكَ، فَأَعْلِمْهُم أَنَّ اللَّهَ تَعَالى افْتَرَضَ عَليهِمْ خَمسَ صَلواتٍ في كُلِّ يَوْمِ وليلةٍ، فَإِن هُمْ أَطاعُوا لِذلكَ فَأَعْلمْهُمْ أَنَّ اللَّه افْتَرَضَ عَليهِمْ صَدقَةً تُؤخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، وَتُردُّ عَلى فُقَرائهِم" متفقٌ عليه.

4/1209- وعَن ابن عُمَر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلَاّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلَاّ بحَقِّ الإِْسلامِ وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ" مُتفقٌ عليه.

5/1210- وَعَنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه، قالَ: لمَّا تُوُفي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكانَ أَبُو بَكْر، رضي الله عنه، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ العربِ، فَقَالَ عُمرُ رضي الله عنه: كيفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقدْ قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرتُ أَنْ أُقاتِل النَّاسَ حتَّى يَقُولُوا لَا إِلهَ إِلَاّ اللَّه فَمَنْ قَالهَا، فقَدْ عَصَمَ مِني مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَاّ بِحَقِّه، وَحِسَابُهُ عَلى اللَّهِ؟ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: واللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاةِ والزَّكاةِ، فإِن الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ. واللَّهِ لَو مَنعُوني عِقَالاً كانَوا يُؤَدونَهُ إِلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى منعِهِ، قَالَ

ص: 349

عُمرُ رضي الله عنه: فَوَاللَّهِ مَا هُو إِلَاّ أَن رَأَيْتُ اللَّه قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبي بَكْرٍ للقِتَالِ، فَعَرفْتُ أَنَّهُ الحَقُّ. مُتفقٌ عَلَيْهِ.

6/1211- وعن أَبي أَيوبَ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلاً قَالَ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرْني بِعَملٍ يُدْخِلُني الجَّنَةَ، قَالَ:"تَعْبُدُ اللَّه وَلَا تُشْرِكُ بِه شَيْئاً، وتُقِيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتي الزَّكاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ" متفقٌ عَلَيهِ.

7/1212- وَعنْ أَبي هُرَيرَة رضي الله عنه، أَنَّ أَعرابِيًّا أَتى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رَسُول اللَّهِ دُلَّني عَلَى عمَل إِذا عمِلْتُهُ، دخَلْتُ الجنَّةَ. قَالَ:"تَعْبُدُ اللَّه وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكاَة المَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ"قَالَ: وَالذي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا أَزيدُ عَلى هَذَا. فَلَمَّا وَلَّى، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلى هَذَا "مُتفقٌ عَلَيْهِ.

8/1213- وَعَنْ جَريرِ بنِ عبدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: بَايعْت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلى إِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلمٍ. مُتفقٌ عَلَيهِ.

9/1214- وَعَنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ صاحِبِ ذهَبٍ، وَلا فِضَّةٍ، لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَاّ إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفائِحُ مِنْ نَارِ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا في نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بهَا جنبُهُ، وجبِينُهُ، وظَهْرُهُ، كُلَّما برَدتْ أُعيدتْ لَهُ في يوْمٍ كَانَ مِقْدَارُه خمْسِينَ أَلْف سنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ فَيُرَى سبِيلُهُ، إِمَّا إِلى الجنَّةِ وإِما إِلى النَّارِ".قيل: يَا رسُولَ اللَّهِ فالإِبِلُ؟ قالَ: "وَلَا صاحبِ إِبِلٍ لا يؤَدِّي مِنهَا حقَّهَا، ومِنْ حقِّهَا، حَلْبُهَا يومَ وِرْدِها، إِلا إِذَا كَانَ يَومُ القيامَة بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفر مَا كانتْ، لَا يَفقِدُ مِنْهَا فَصِيلاً واحِداً، تَطؤُهُ بأَخْفَافِها، وتَعَضُّهُ بِأَفْواهِها، كُلَّما مَرَّ عليْهِ أَولاها، ردَّ عليْهِ أُخْراها، في يومٍ كانَ مِقْداره خَمْسِينَ أَلْفَ سَنةٍ، حتَّى يُقْضَي بَيْنَ العِبَاد، فَيُرَى سبِيلُه، إِمَّا إِلى الجنَّةِ وإِمَّا إِلى النارِ". قِيل: يَا رَسولَ اللَّهِ فَالْبقرُ وَالغَنَمُ؟ قالَ: "وَلَا صاحِبِ بقرٍ وَلَا غَنمٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حقَّهَا إِلَاّ إِذا كَانَ يَوْمُ القيامَةِ، بُطِحَ لهَا بقَاعٍ قَرقَرٍ، لَا يفْقِد مِنْهَا شَيْئاً لَيْس فِيها عَقْصاءُ، وَلا جَلْحاءُ، وَلا عَضباءُ،

ص: 350

تَنْطحه بِقُرُونهَا، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاها، رُدَّ عَلَيْهِ أُخْراها، في يومٍ كانَ مِقدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْف سنَةٍ حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فيُرَى سبِيلُهُ إِمَّا إِلى الجَنَّةِ وإِمَّا إِلى النَّارِ".قِيلَ: يَا رسُول اللَّهِ فالخيْلُ؟ قَالَ:"الخَيْلُ ثلاثَةٌ: هِي لِرَجُلٍ وِزرٌ، وهِيَ لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وهِي لرجُلٍ أَجْرٌ، فأَمَّا الَّتي هي لهُ وِزْرٌ فَرَجُلٌ ربطَها رِياءً وفَخْراً ونِواءً عَلى أَهْلِ الإِسْلامِ، فَهِيَ لَهُ وِزرٌ، وأَمَّا الَّتي هِيَ لَهُ سِتْرٌ، فَرَجُل ربَطَهَا في سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ لَمْ ينْسَ حقَّ اللَّهِ في ظُهُورِها، وَلَا رِقابها، فَهِي لَهُ سِتْرٌ، وأَمَّا الَّتي هِيَ لَهُ أَجْرٌ، فرجُلٌ ربطَهَا في سبِيلِ اللَّهِ لأَهْل الإِسْلامِ في مَرْجٍ، أَو رَوضَةٍ، فَمَا أَكَلَت مِن ذَلِكَ المَرْجِ أَو الرَّوضَةِ مِن شَيءٍ إِلَاّ كُتِب لَهُ عَدَدَ مَا أَكَلَت حسنَاتٌ، وكُتِب لَه عَدَدَ أَرْوَاثِهَا وأَبْوَالِهَا حَسنَاتٌ، وَلا تَقْطَعُ طِوَلَهَا فاستَنَّت شَرَفاً أَو شَرفَيْنِ إِلَاّ كَتَب اللَّهُ لَهُ عددَ آثَارِهَا، وأَرْوَاثهَا حَسنَاتٍ، وَلَا مرَّ بِهَا صاحِبُهَا عَلى نَهْرٍ فَشَرِبَت مِنْهُ، وَلا يُريدُ أَنْ يَسْقِيَهَا إِلَاّ كَتَبَ اللَّه لَهُ عدَدَ مَا شَرِبَت حَسنَاتٍ".

قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ فالحُمُرُ؟ قالَ:"مَا أُنْزِل علَيَّ في الحُمُرِ شَيءٌ إِلَاّ هذِهِ الآيةُ الْفَاذَّةُ الجَامِعَةُ: {فَمَنْ يعْملْ مِثقَال ذرَّةٍ خَيْراً يرهُ، ومَن يعْملْ مثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّاً يرهُ} "[الزلزلة: 8،7] .

مُتَّفَقٌ عليهِ. وهذا لفظُ مُسْلمٍ.

ص: 351

217-

‌ باب وجوب صوم رمضان وبَيان فضل الصيام وَمَا يتعلق بِهِ

قَالَ الله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} إِلَى قَوْله تَعَالَى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} الآية [البقرة: 183- 185] .

وَأما الأحاديث فقد تقدمت في الباب الَّذِي قبله.

1/1215- وَعنْ أَبي هُريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللَّه عز وجل: كُلُّ

ص: 351

عملِ ابْنِ آدَمَ لهُ إِلَاّ الصِّيام، فَإِنَّهُ لِي وأَنَا أَجْزِي بِهِ. والصِّيام جُنَّةٌ فَإِذا كَانَ يوْمُ صوْمِ أَحدِكُمْ فَلَا يرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سابَّهُ أَحدٌ أَوْ قاتَلَهُ، فَلْيقُلْ: إِنِّي صَائمٌ. والَّذِي نَفْس محَمَّدٍ بِيدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيبُ عِنْد اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ. للصَّائمِ فَرْحَتَانِ يفْرحُهُما: إِذا أَفْطرَ فَرِحَ بفِطْرِهِ، وإذَا لَقي ربَّهُ فرِح بِصوْمِهِ" متفقٌ عَلَيْهِ.

وهذا لفظ روايةِ الْبُخَارِي.

وفي روايةٍ لَهُ:"يتْرُكُ طَعامَهُ، وَشَرابَهُ، وشَهْوتَهُ، مِنْ أَجْلي، الصِّيامُ لي وأَنا أَجْزِي بِهِ، والحسنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا".

وفي رواية لمسلم:"كُلُّ عَملِ ابنِ آدَمَ يُضَاعفُ الحسَنَةُ بِعشْر أَمْثَالِهَا إِلى سَبْعِمِائة ضِعْفٍ. قَالَ اللَّه تَعَالَى: إِلَاّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وأَنا أَجْزي بِهِ: يدعُ شَهْوتَهُ وَطَعامَهُ مِنْ أَجْلي. لِلصَّائم فَرْحتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، فَرْحةٌ عِنْدَ لقَاء رَبِّهِ. ولَخُلُوفُ فيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ ريحِ المِسْكِ".

2/1216- وعنهُ أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَين في سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْواب الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَان مِنْ أَهْلِ الصَلاةِ دُعِي منْ بَابِ الصَّلاةِ، ومَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِي مِنْ بَابِ الجِهَادِ، ومَنْ كَانَ مِنْ أَهْل الصِّيامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ ومنْ كَانَ مِنْ أَهْل الصَّدقَة دُعِي مِنْ بَابِ الصَّدقَةِ"قَالَ أَبُو بكرٍ رضي الله عنه: بأَبي أَنت وأُمِّي يَا رسولَ اللَّه مَا عَلى مَنْ دُعِي مِنْ تِلكَ الأَبْوابِ مِنْ ضَرُورةٍ، فهلْ يُدْعى أَحدٌ مِنْ تلك الأَبْوابِ كلِّها؟ قال:"نَعَم وَأَرْجُو أَنْ تكُونَ مِنهم "متفقٌ عَلَيْهِ.

3/1217- وعن سهلِ بنِ سعدٍ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ فِي الجَنَّة بَاباً يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لَا يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لَا يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ" متفقٌ عَلَيْهِ.

4/1218- وعَنْ أَبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللَّهِ: "مَا مِنْ عبْدٍ يصُومُ يَوماً في سبِيلِ اللَّه إِلَاّ باعَدَ اللَّه بِذلك اليَومِ وجهَهُ عَن النَّارِ سبعينَ خرِيفاً" متفقٌ

ص: 352

عليه.

5/1219- وعنْ أَبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً واحْتِساباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنْبِهِ" متفقٌ عَلَيْهِ.

6/1220- وعنهُ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِذا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ، وصُفِّدتِ الشياطِينُ" متفقٌ عَلَيْهِ.

7/1221- وعنهُ أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤيَتِهِ، فإِن غمي عَليكم، فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبانَ ثَلاثينَ" متفقٌ عَلَيْهِ. وهذا لفظ البخاري.

وفي رواية مسلم:" فَإِن غُمَّ عَليكم فَصُوموا ثَلاثِينَ يَوْماً ".

ص: 353

218-

‌ باب الجود وفعل المعروف والإكثار من الخير في شهر رمضان

والزيادة من ذَلِكَ في العشر الأواخر منه

1/1222- وعن ابنِ عباسٍ، رضي الله عنهما، قالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ"متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1223- وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، إِذَا دَخَلَ العَشْرُ أَحْيَى اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَشَدَّ المِئْزَرَ"متفقٌ عَلَيْهِ.

ص: 353

219-

‌ باب النَّهْي عن تقدم رمضانَ بصوم بعد نصف شعبان إلَاّ لمن وصله بما قبله، أَوْ وافق عادة لَهُ

بأن كَانَ عادته صوم الإثنين والخميس فوافقه

1/1224- عن أَبي هُريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكمْ رَمَضَانَ بِصَومِ يومٍ أَوْ يومَيْنِ، إِلَاّ أَن يَكونَ رَجُلٌ كَانَ يصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذلكَ اليوْمَ "متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1225- وعن ابنِ عباسٍ، رضي الله عنهما، قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَصُومُوا قَبْلَ رَمَضَانَ، صُومُوا لِرُؤْيتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ حالَتْ دُونَهُ غَيَايةٌ فأَكْمِلوا ثَلاثِينَ يَوْماً "رواه الترمذي وقال: حديث حسنٌ صحيحٌ.

"الغَيايَة"بالغين المعجمة وبالياءِ المثناةِ من تَحْت المكررةِ، وهِي: السَّحَابةُ.

3/1226-وعنْ أَبي هُريْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا بَقِيَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبانَ فَلا تَصُومُوا" رواه الترمذي وقال: حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.

4/1227- وَعَنْ أَبي اليَقظَان عمارِ بنِ يَاسِرٍ رضي الله عنهما، قَالَ:"مَنْ صَامَ اليَومَ الَّذِي يُشكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبا القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم" رواه أَبُو داود، والترمذي وقال: حديثٌ حسن صحيحٌ.

ص: 354

220-

‌ باب مَا يُقَالُ عِنْدَ رُؤْيَةِ الهِلالِ

1/1228- عَنْ طَلْحَةَ بنِ عُبْيدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا رَأَى الهِلالَ قَالَ:"اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ "رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.

ص: 354

221-

‌ باب فَضْلِ السُّحورِ وتأخيرِهِ مَا لَمْ يَخْشَ طُلُوع الفَجْرِ

1/1229- عنْ أَنسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"تَسَحَّرُوا فَإِنَّ في السُّحُورِ بَركَةً" متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1230- وعن زيدِ بن ثابتٍ رضي الله عنه قَالَ: تَسحَّرْنَا مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قُمْنَا إِلى الصَّلاةِ. قِيلَ: كَمْ كانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسينَ آيةً. متفقٌ عليه.

3/1231- وَعَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ لرسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم مُؤَذِّنَانِ: بلالٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ. فَقَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ بِلالاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ"قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلَاّ أَنْ يَنْزِلَ هَذَا وَيَرْقَى هَذَا، متفقٌ عَلَيْهِ.

4/1232- وعَنْ عمْرو بنِ العاصِ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: " فَضْلُ مَا بيْنَ صِيَامِنَا وَصِيامِ أَهْل الكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ". رواه مسلم.

ص: 355

222-

باب فَضْل تَعْجِيل الفِطْرِوما يُفْطَرُ عَليهِ وَمَا يَقُولُهُ بَعْدَ الإِفْطَارِ

1/1233- عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَزالُ النَّاسُ بخَيْرٍ مَا عَجلوا الفِطْرَ" متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1234- وعن أَبي عَطِيَّةَ قَالَ: دخَلتُ أَنَا ومسْرُوقٌ عَلَى عائشَةَ رضي الله عنها فقَالَ لهَا مَسْرُوقٌ: رَجُلانِ منْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم كلَاهُمَا لا يَأْلُو عَنِ الخَيْرِ: أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ المغْربَ والإِفْطَارَ، والآخَرُ يُؤَخِّرُ المغْرِبَ والإِفْطَارَ؟ فَقَالَتْ: مَنْ يُعَجِّلُ المَغْربَ وَالإِفْطَارَ؟ قالَ: عَبْدُ اللَّه يعني ابنَ مَسْعودٍ فَقَالَتْ: هكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يصْنَعُ. رواه مسلم.

قوله:"لا يَأْلُوا"أَيْ لَا يُقَصِّرُ في الخَيْرِ.

ص: 355

3/1235- وَعَنْ أَبي هُريرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ اللَّه عز وجل: أَحَبُّ عِبَادِي إِليَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْراً" رواه الترمذي وقالَ: حَديثٌ حسنٌ.

4/1236- وَعنْ عُمر بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، قالَ: قَالَ رَسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: " إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ ههُنَا وأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ ههُنا، وغَرَبتِ الشَّمسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصائمُ "متفقٌ عَلَيْهِ.

5/1237- وَعَنْ أَبي إِبراهيمَ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبي أَوْفى رضي الله عنهما، قالَ: سِرْنَا مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ صائمٌ، فَلَمَّا غَرَبتِ الشَّمسُ، قالَ لِبْعضِ الْقَوْمِ:" يَا فُلانُ انْزلْ فَاجْدحْ لَنا، فَقَال: يَا رَسُول اللَّهِ لَوْ أَمْسَيتَ؟ قالَ:"انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا"قالَ: إِنَّ علَيْكَ نَهَاراً، قَالَ:"انْزلْ فَاجْدَحْ لَنَا"قَالَ: فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُمْ فَشَرِبَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ:"إِذا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ ههُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَائمُ "وأَشارَ بِيَدِهِ قِبَلَ المَشْرِقِ. متفقٌ عَلَيْهِ.

قَوْله:"اجْدَحْ"بِجيم ثُمَّ دال ثُمَّ حاءٍ مهملتين، أَي: اخْلِطِ السَّوِيقَ بالماءِ.

6/1238- وَعَنْ سَلْمَانَ بنِ عَامر الضَّبِّيِّ الصَّحَابيِّ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُفْطِرْ عَلى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجدْ، فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ فَإِنَّه طَهُورٌ".

روَاهُ أَبو دَاودَ، والترمذي وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.

7/1239- وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى رُطَبَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيرْاتٌ، فإِنْ لمْ تَكُنْ تُميرْاتٌ حَسَا حَسَواتٍ مِنْ ماءٍ رواه أَبو داود، والترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ.

ص: 356

223-

‌ بابُ أمرِ الصَّائمِ بحِفْظِ لسانِهِ وَجَوَارِحِهِ عَنِ المُخَالفَاتِ والمُشَاتَمَةِ وَنَحْوهَا

1/1240- عنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إِذا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحدِكُمْ،

ص: 356

فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صائمٌ" متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1241- وعنهُ قَالَ: قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدعْ قَوْلَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ فلَيْسَ للَّهِ حَاجةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرَابهُ" رواه البخاري.

ص: 357

224-

‌ باب في مَسائل من الصوم

1/1242- عَنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه، عَن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِذا نَسِيَ أَحَدُكُم، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّه وَسَقَاهُ" متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1243- وعن لَقِيطِ بنِ صَبِرةَ رضي الله عنه، قالَ: قلتُ: يَا رسول اللَّه أَخْبِرْني عَنِ الْوُضوءِ؟ قَالَ:"أَسْبِغِ الْوضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْن الأَصَابِعِ، وَبَالَغْ في الاسْتِنْشَاقِ، إِلَاّ أَنْ تكُونَ صَائماً" رواه أَبُو داود، والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

3/1244- وعنْ عائشةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يدْرِكُهُ الفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ ويَصُومُ. متفقٌ عليه.

4/1245- وعنْ عائشةَ وأُمِّ سَلَمَةَ، رضي الله عنهما، قَالَتَا: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصْبِح جُنُباً مِنْ غَيْرِ حُلْمٍ، ثُمَّ يصُومُ"متفقٌ عليهِ.

ص: 357

225-

‌ باب بيان فضل صوم المُحَرَّم وشعبان والأشهر الحُرمُ

1/1246- عَنْ أَبي هُريرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بعْدَ رَمضَانَ: شَهْرُ اللَّهِ المحرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْد الفَرِيضَةِ: صَلاةُ اللَّيْلِ" رواه مسلمٌ.

ص: 357

2/1247- وعَنْ عائشةَ رضي الله عنها، قالَتْ: لَمْ يَكُنِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُوم مِنْ شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّه كانَ يَصُوم شَعْبَانَ كلَّه. وفي رواية: كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَاّ قَلِيلاً. متفقٌ عليه.

3/1248- وعن مجِيبَةَ البَاهِلِيَّةِ عَنْ أَبِيهَا أَوْ عمِّها، أَنَّهُ أَتى رَسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ انطَلَقَ فَأَتَاهُ بعدَ سَنَة، وَقَد تَغَيَّرتْ حَالهُ وَهَيْئَتُه، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تعْرِفُنِي؟ قَالَ:"وَمَنْ أَنتَ؟ "قَالَ: أَنَا البَاهِلِيُّ الَّذِي جِئتك عامَ الأَوَّلِ. قَالَ:"فَمَا غَيَّرَكَ، وقَدْ كُنتَ حَسَنَ الهَيئةِ؟ "قَالَ: مَا أَكلتُ طَعَاماً مُنْذُ فَارقْتُكَ إِلَاّ بلَيْلٍ. فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"عَذّبْتَ نَفسَكَ،"ثُمَّ قَالَ:"صُمْ شَهرَ الصَّبرِ، وَيَوماً مِنْ كلِّ شَهر"قَالَ: زِدْني، فإِنَّ بِي قوَّةً، قَالَ:"صُمْ يَوميْنِ"قَالَ: زِدْني، قَالَ:"صُمْ ثلاثَةَ أَيَّامٍ"قالَ: زِدْني. قَالَ: صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الحرُم وَاترُكْ، صُمْ مِنَ الحرُمِ وَاتْرُكُ"وقالَ بِأَصَابِعِهِ الثَّلاثِ فَضَمَّهَا، ثُمَّ أَرْسَلَهَا. رواه أَبُو داود.

وَ"شهرُ الصَّبرِ": رَمضانُ.

ص: 358

226-

‌ باب فضل الصوم وغيره في العشر الأوَّل من ذي الحجة

1/1249- عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَيامٍ العَمَلُ الصَّالحُ فِيها أَحَبُّ إِلى اللَّهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّامِ"يعني: أَيامَ العشرِ، قالوا: يَا رسولَ اللَّهِ وَلا الجهادُ في سبِيلِ اللَّهِ؟ قالَ:"وَلَا الجهادُ فِي سبِيلِ اللَّهِ، إِلَاّ رَجُلٌ خَرجَ بِنَفْسِهِ، وَمَالِهِ فَلَم يَرجِعْ منْ ذَلِكَ بِشَيءٍ" رواه البخاريُّ.

ص: 358

227-

‌ باب فضل صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء

1/1250- عنْ أَبي قتَادةَ رضي الله عنه، قالَ: سئِل رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَنْ صَوْمِ يوْمِ عَرَفَةَ؟ قَالَ:"يكفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيةَ وَالبَاقِيَةَ" رواه مسلمٌ.

ص: 358

2/1251- وعنْ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَامَ يوْمَ عاشوراءَ، وأَمَرَ بِصِيَامِهِ. متفقٌ عَلَيْهِ.

3/1252-وعنْ أَبي قَتَادةَ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عاشُوراءِ، فَقَال:"يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ"ر واه مُسْلِمٌ.

4/1253-وعَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قالَ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَئِنْ بَقِيتُ إِلى قَابِلٍ لأصُومَنَّ التَّاسِعَ" رواهُ مُسْلِمٌ.

ص: 359

‌باب استحباب صوم ستة أيام من شوال

228-

باب استحباب صوم ستة من أيام من شوال

1/1254- عَنْ أَبي أَيوبِ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ" رواهُ مُسْلِمٌ.

ص: 359

229-

‌ باب استحباب صوم الإثنين والخميس

1/1255- عن أَبي قَتَادَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الاثْنَيْنِ فقالَ:"ذلكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنزِلَ عليَّ فِيهِ" رواه مسلمٌ.

2/1256- وعَنْ أَبي هُريْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يوْمَ الاثَنيْن والخَميسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَملي وَأَنَا صَائمٌ" رَواهُ التِرْمِذِيُّ وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ، ورواهُ مُسلمٌ بغيرِ ذِكرِ الصَّوْم.

ص: 359

3/1257- وَعَنْ عائشةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى صَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالخَمِيسِ. رواه الترمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ.

ص: 360

230-

‌ باب استحباب صَوم ثلاثة أيام من كل شهر

والأفضل صومُها في الأيام البيض، وهي: الثالثَ عشر، والرابعَ عشر، والخامسَ عشر. وقِيل: الثاني عشر، والثالِثَ عشر، والرابعَ عشر، والصحيح المشهور هُوَ الأول.

1/1258- وعن أَبي هُريرةَ رضي الله عنه، قَالَ: أَوْصَاني خلِيلي صلى الله عليه وسلم، بثَلاثٍ: صيَامِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ، وَرَكعَتَي الضُحى، وأَن أُوتِر قَبْلَ أَنْ أَنامَ. متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1259- وعَنْ أَبي الدَرْدَاءِ رضي الله عنه، قالَ: أَوْصَانِي حَبِيبي صلى الله عليه وسلم بِثلاث لَنْ أَدَعهُنَّ مَا عِشْتُ: بصِيامِ ثَلاثَة أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْر، وَصَلاةِ الضحَى، وَبِأَنْ لَا أَنَام حَتى أُوتِر. رواهُ مسلمٌ.

3/1260- وَعَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صوْمُ ثلاثَةِ أَيَّامٍ منْ كلِّ شَهرٍ صوْمُ الدهْرِ كُلِّهُ". متفقٌ عَلَيْهِ.

4/1261- وعنْ مُعاذةَ العَدَوِيَّةِ أَنَّها سَأَلَتْ عائشةَ رضي الله عنها: أَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يصومُ مِن كُلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أَيَّامٍ؟ قَالَت: نَعَمْ. فَقُلْتُ: منْ أَيِّ الشَّهْر كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُن يُبَالي مِنْ أَيِّ الشَّهْرِ يَصُومُ. رواهُ مسلمٌ.

5/1262- وعنْ أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا صُمْتَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثاً، فَصُمْ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبعَ عَشْرَةَ، وخَمْسَ عَشْرَةَ "رواه الترمِذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.

6/1263-وعنْ قتادَةَ بن مِلحَانَ رضي الله عنه، قَالَ: كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يأْمُرُنَا بِصِيَامِ أَيَّامِ البيضِ: ثَلاثَ عشْرَةَ، وأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ. رواهُ أَبُو داودَ.

ص: 360

7/1264- وعنْ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما، قال: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُفْطِرُ أَيَّامَ البِيضِ في حَضَرٍ وَلا سَفَرٍ. رواهُ النسَائي بإِسنادٍ حَسنٍ.

ص: 361

231-

‌ باب فضل مَنْ فَطَّر صَائماً وفضل الصائم الذي يؤكل عنده، ودعاء الآكل للمأكول عنده

1/1265- عنْ زَيدِ بنِ خالدٍ الجُهَنيِّ رضي الله عنه عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ فَطَّرَ صَائماً، كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أجْر الصَّائمِ شيءٍ ".

رواه الترمذي وقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

2/1266- وعَنْ أُمِّ عمَارَةَ الأَنْصارِيَّةِ رضي الله عنها، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخَلَ عَلَيْها، فقدَّمَتْ إِلَيْهِ طَعَاماً، فَقالَ:"كُلِي"فَقالَت: إِنِّي صائمةٌ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الصَّائمَ تُصلِّي عَلَيْهِ المَلائِكَةُ إِذا أُكِلَ عِنْدَهُ حتَّى يَفْرَغُوا" وَرُبَّما قَالَ:"حَتَّى يَشْبَعُوا "رواهُ الترمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.

3/1267- وعَنْ أَنسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَ إِلى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه، فَجَاءَ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ، فَأَكَلَ، ثُمَّ قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَفْطَرَ عِندكُمْ الصَّائمونَ، وأَكَلَ طَعَامَكُمْ الأَبْرَارُ وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلائِكَةُ".

رواهُ أَبُو داود بإِسنادٍ صحيحٍ.

ص: 361

‌كتاب الاعتكاف

232-

‌ باب فضل الاعتكاف

1/1268- عنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ. متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1269- وعنْ عائشةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضانَ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّه تَعَالَى، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزواجُهُ مِنْ بعْدِهِ. متفقٌ عَلَيْهِ.

3/1270- وعَنْ أبي هُريرةَ، رضي الله عنه، قالَ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ في كُلِّ رَمَضَانَ عَشَرةَ أيَّامٍ، فَلَمًا كَانَ العَامُ الَّذِي قُبًضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشرِينَ يَوْماً. رواه البخاريُّ.

ص: 363

‌كتَاب الحَجّ

233-

‌ باب وجوب الحج وفضله

قَالَ الله تَعَالَى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97] .

1/1271- وَعَنِ ابن عُمرَ، رضي الله عنهما، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَال:"بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لَا إلهَ إلَاّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّداً رسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلاةِ وإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وحَجِّ البيْتِ، وصَوْمِ رَمَضَانَ" متفقٌ عليهِ.

2/1272- وعنْ أبي هُرَيْرةَ، رضي الله عنه، قالَ: خَطَبَنَا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ اللَّه قَدْ فَرضَ عَلَيْكُمُ الحَجَّ فحُجُّوا"فقَالَ رجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رسولَ اللَّهِ؟ فَسَكتَ، حَتَّى قَالَها ثَلاثاً. فَقَال رَسُولُ اللِّه صلى الله عليه وسلم:"لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوجَبت وَلمَا استَطَعْتُمْ"ثُمَّ قَالَ:"ذَرُوني مَا تركْتُكُمْ، فَإنَّمَا هَلَكَ منْ كانَ قَبْلَكُمْ بكَثْرَةِ سُؤَالهِمْ، وَاخْتِلافِهِم عَلى أَنْبِيائِهمْ، فَإذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيءٍ فَأْتوا مِنْهُ مَا استطَعْتُم، وَإذا نَهَيتُكُم عَن شَيءٍ فَدعُوهُ ". رواهُ مسلمٌ.

3/1273- وَعنْهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ العَمَلِ أَفضَلُ؟ قَالَ: "إيمانٌ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ"قيل: ثُمَّ ماذَا؟ قَالَ:"الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"قِيلَ: ثمَّ ماذَا؟ قَال:"حَجٌ مَبرُورٌ" متفقٌ عليهِ.

المَبرُورُ هُوَ الَّذِي لا يَرْتَكِبُ صَاحِبُهُ فِيهِ معْصِية.

4/1274- وَعَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ". متفقٌ عَلَيْهِ.

5/1275- وعَنْهُ أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ:"العُمْرَة إِلَى العُمْرِة كَفَّارةٌ لِمَا بيْنهُما، والحجُّ المَبرُورُ لَيس لهُ جزَاءٌ إلَاّ الجَنَّةَ". متفقٌ عليهِ.

ص: 365

6/1276- وَعَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّه، نَرى الجِهَادَ أَفضَلَ العملِ، أفَلا نُجاهِدُ؟ فَقَالَ:"لكِنْ أَفضَلُ الجِهَادِ: حَجٌّ مبرُورٌ" رواهُ البخاريُّ.

7/1277- وَعَنْهَا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"مَا مِنْ يَوْمٍ أَكثَرَ مِنْ أنْ يعْتِقَ اللَّه فِيهِ عبْداً مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ". رواهُ مسلمٌ.

8/1278- وعنِ ابنِ عباسٍ، رضي الله عنهما، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"عُمرَةٌ في رمَضَانَ تَعدِلُ عَمْرَةً أَوْ حَجَّةً مَعِي" متفقٌ عليهِ.

9/1279-وَعَنْهُ أنَّ امرَأَةً قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ فَريضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ في الحجِّ، أَدْرَكتْ أَبي شَيخاً كَبِيراً، لَا يَثبُتُ عَلى الرَّاحِلَةِ أَفَأْحُجُّ عَنهُ؟ قَالَ:"نَعَمْ". متفقٌ عليهِ.

10/1280- وعن لقًيطِ بنِ عامرٍ، رضي الله عنه، أَنَّهُ أَتى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَال: إنَّ أَبِي شَيخٌ كَبيرٌ لَا يستَطِيعٌ الحجَّ، وَلا العُمرَةَ، وَلا الظَعَنَ، قَالَ:"حُجَّ عَنْ أَبِيكَ واعْتمِرْ ".

رواهُ أَبو داودَ، والترمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح.

11/1281- وعَنِ السائبِ بنِ يزيدَ، رضي الله عنه، قَالَ: حُجَّ بي مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، في حَجةِ الوَداعِ، وأَنَا ابنُ سَبعِ سِنِينَ. رواه البخاريُّ.

12/1282- وَعنِ ابنِ عبَّاسٍ، رضي الله عنهما، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، لَقِيَ رَكْباً بِالرَّوْحَاءِ، فَقَالَ:"منِ القَوْمُ؟ "قَالُوا: المسلِمُونَ. قَالُوا: منْ أَنتَ؟ قَالَ:"رسولُ اللَّهِ"فَرَفَعَتِ امْرَأَةٌ صَبِياً فَقَالتْ ألهَذا حجٌّ؟ قَالَ:"نَعَمْ ولكِ أَجرٌ" رواهُ مُسلمٌ.

ص: 366

13/1283- وَعَنْ أنسٍ، رضي الله عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَّ عَلَى رَحْلٍ، وَكَانتْ زامِلتَهُ. رواه البخاريُّ.

14/1284- وَعَنِ ابنِ عبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَت عُكاظُ وَمِجَنَّةُ، وَذو المجَازِ أَسْواقاً في الجَاهِلِيَّةِ، فَتَأَثَّمُوا أن يَتَّجرُوا في الموَاسِمِ، فَنَزَلتْ:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضلاً مِن رَبِّكُم} [البقرة: 198] في مَوَاسِم الحَجِّ. رواهُ البخاريُّ.

ص: 367

‌كتاب الجهاد

234-

‌ باب فضل الجهاد

قال الله تعالى: {قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 36] وقال تَعَالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216] وقال تَعَالَى: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه} [التوبة: 41] وقال تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111] وقال تَعَالَى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيما} [النساء: 96،95] وقال تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: 10-13] والآيات في الباب كثيرةٌ مشهورةٌ.

وأما الأحاديث في فضل الجهاد فأكثر من أنْ تحصر، فمن ذلك:

1/1285- عَنْ أَبي هُريرةَ، رضي الله عنه، قَالَ: سئِلَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأعمالِ أفْضَلُ؟ قالَ:"إيمانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ"قيل: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ:"الجهادُ فِي سبِيلِ اللَّهِ"قِيل: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ:"حَجٌّ مَبُرُورٌ "متفقٌ عليهِ.

2/1286-وعَنِ ابنِ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُول اللَّهِ، أيُّ العَمَل أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ

ص: 369

تَعَالى؟ قالَ:"الصَّلاةُ عَلى وَقْتِهَا"قُلْتُ: ثُمَّ أَي؟ قَالَ:"بِرُّ الوَالدَيْنِ"قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ"الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ". متفقٌ عليهِ.

3/1287-وَعنْ أَبي ذَرٍّ، رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ العملِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:"الإيمَانُ بِاللَّهِ، وَالجِهَادُ في سبِيلِهِ". مُتفقٌ عليهِ.

4/1288- وعنْ أَنَسٍ، رضي الله عنه، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَغَدْوَةٌ في سبِيلِ اللَّهِ، أوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا فِيها". متفقٌ عليهِ.

5/1289- وَعَنْ أَبي سَعيدٍ الخُدْريِّ، رضي الله عنه قَالَ: أَتى رَجُلٌ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضلُ؟ قَال:"مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ ومالِهِ في سبِيلِ اللَّهِ"قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:"مُؤْمِنٌ في شِعْبٍ مِنَ الشِّعابِ يعْبُدُ اللَّه، ويَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ. متفقٌ عليهِ.

6/1290- وعنْ سهل بنِ سعْدٍ، رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"رِباطٌ يَوْمٍ فِي سَبيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَمَا عَلَيْها، ومَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَمَا عَلَيْها، والرَّوْحةُ يرُوحُها العبْدُ في سَبيلِ اللَّهِ تَعالى، أوِ الغَدْوَةُ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْياَ وَما عَليْهَا". متفقٌ عَلَيْهِ.

7/1291- وعَنْ سَلْمَانَ، رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيرٌ مِنْ صِيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ، وَإنْ ماتَ فيهِ جَرَى عَلَيْهِ عمَلُهُ الَّذي كَانَ يَعْمَلُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزقُهُ، وأمِنَ الفَتَّانَ" رواهُ مسلمٌ.

8/1292- وعَنْ فضَالةَ بن عُبيد، رضي الله عنه، أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَملِهِ إلَاّ المُرابِطَ فِي سَبيلِ اللَّهِ، فَإنَّهُ يُنَمَّى لهُ عَمَلُهُ إِلَى يوْمِ القِيامَةِ، ويُؤمَّنُ من فِتْنةِ القَبرِ". رواه

ص: 370

أَبُو داودَ والترمذيُّ وقَالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

9/1293- وَعنْ عُثْمَانَ، رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ:"رباطُ يَوْمٍ فِي سبيلِ اللَّه خَيْرٌ مِنْ ألْفِ يَوْمٍ فِيمَا سواهُ مِنَ المَنازلِ ". رواهُ الترمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسن صَحيحٌ.

10/1294- وَعَنْ أَبي هُرَيرَة، رضي الله عنه، قَال: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَضَمَّنَ اللَّه لِمنْ خَرَجَ في سَبيلِهِ، لا يُخْرجُهُ إلَاّ جِهَادٌ في سَبيلي، وإيمانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ برُسُلي فَهُوَ ضَامِنٌ عليّ أنْ أدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أوْ أرْجِعَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ بِمَا نَالَ مِنْ أجْرٍ، أوْ غَنِيمَة، وَالَّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ مَا مِنْ كَلْمٍ يُكلَم في سبيلِ اللَّهِ إلَاّ جاءَ يوْم القِيامةِ كَهَيْئَتِهِ يوْم كُلِم، لَوْنُهُ لَوْن دَم، ورِيحُهُ ريحُ مِسْكٍ، والَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بِيدِهِ لَوْلا أنْ أَشُقَّ عَلَى المُسْلِمينَ مَا قعَدْتُ خِلاف سرِيَّةٍ تَغْزُو في سَببيلِ اللَّه أبَداً، ولكِنْ لَا أجِدٌ سعَة فأَحْمِلَهمْ وَلَا يجدُونَ سعَةً، ويشُقُّ علَيْهِمْ أنْ يَتَخَلفوا عنِّي، وَالذي نفْسُ مُحَمَّد بِيدِهِ، لَودِدْتُ أني أغزوَ في سبِيلِ اللَّهِ، فَأُقْتَل، ثُمَّ أغْزو، فَأُقتل، ثُمَّ أغْزُوَ، فَأُقتل" رواهُ مُسلمٌ وروى البخاريُّ بعْضهُ.

"الكَلْمُ": الجَرْحُ.

11/1295- وَعنْهُ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مَكلوم يُكْلَمُ في سَبيِلِ اللَّه إلَاّ جاءَ يَوْمَ القِيامةِ، وكَلْمُهُ يَدْمى: اللوْنُ لونُ دمٍ والريحُ رِيحُ مِسْكٍ". متفقٌ عليهِ.

12/1296- وعَنْ مُعاذٍ رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"منْ قَاتَلَ في سَبيلِ اللَّهِ مِنْ رَجل مُسلِمٍ فُواقَ نَاقةٍ وجبتْ لَهُ الجَنَّةُ، ومَنْ جُرِحَ جُرْحاً في سبيلِ اللَّه أوْ نكِب نَكبَةً، فَإنَّهَا تجيءُ يَوْمَ القِيامة كأغزَرِ مَا كَانَتْ: لَوْنُهَا الزَّعْفَرانُ، ورِيحُها كالمِسكِ". رواهُ أَبُو داودَ، والترمذيُّ وقال: حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ.

13/1297- وعنْ أَبي هُريرةَ، رضي الله عنه، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنْ أصْحَاب رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بشِعْب

ص: 371

فيهِ عُيَيْنَةٌ مِن ماءٍ عَذْبةٍ، فأَعجبتهُ، فَقَالَ: لَو اعتزَلتُ النَّاسَ فَأَقَمْتُ في هَذَا الشِّعْبِ، ولَنْ أفعلِ حَتى أسْتأْذنَ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فذكَرَ ذلكَ لرسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"لَا تفعلْ، فإنَّ مُقامَ أحدِكُمْ في سبيلِ اللَّهِ أفضَلُ مِنْ صلاتِهِ في بيتِهِ سبْعِينَ عَاماً، أَلَا تُحبُّونَ أنْ يَغْفِر اللَّه لَكُمْ ويُدْخِلكَمُ الجنَّةَ؟ اغزُوا في سبيلِ اللَّهِ، منْ قَاتَلَ في سَبيلِ اللَّهِ فُوَاقَ نَاقَة وَجَبتْ لَهُ الجَنَّةُ". رواهُ الترمذيُّ وَقالَ: حديثٌ حَسَنٌ.

والفُوَاقُ: مَا بَيْنَ الحَلْبتَيْنِ.

14/1298- وعَنْهْ قَالَ قِيلَ: يَا رسُولَ اللَّهِ، مَا يَعْدِلُ الجِهَادَ في سَبيلِ اللَّهِ؟ قَالَ:"لَا تَسْتَطيعُونَه،"فَأعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثاً كُلُّ ذلك يقول:"لا تستطيعون،". ثُمَّ قَالَ:"مثَل المُجَاهِدِ فِي سَبيلِ اللَّهِ كمثَل الصَّائمِ القَائمِ القَانِتِ بآياتِ اللَّهِ لا يَفْتُرُ: مِنْ صيامٍ، وَلَا صلاةٍ، حَتَّى يَرجِعَ المجاهدُ في سَبِيلِ اللَّهِ "متفقٌ عليهِ. وهذا لفظُ مسلِمٍ.

وفي روايةِ البخاري، أنَّ رَجُلاً قَال: يَا رسُولَ اللَّهِ دُلَّني عَلى عملٍ يَعْدِلُ الجهَادَ؟ قَالَ:"لَا أجدهُ"ثُمَّ قَالَ:"هَلْ تَستَطِيعُ إِذَا خَرَجَ المُجاهِدُ أنْ تدخُلَ مَسجِدَك فتَقُومَ وَلَا تَفتُرَ، وتَصُومَ وَلَا تُفطِرَ؟ "فَقالَ: ومَنْ يستطِيعُ ذَلك؟

15/1299- وعنْهُ أنَّ رسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَال: "مِنْ خَيرِ معاشِ الناس لَهُم رجُلٌ مُمسِكٌ بعنَانِ فرسِهِ في سَبيلِ اللَّهِ، يطِيرُ عَلَى متنِهِ كُلَّما سمِع هَيعةً، أوْ فَزَعَة طَار عَلَيْهِ، يَبْتَغِي القَتْلَ أَوْ المَوتَ مظَانَّهُ، أَوْ رَجُلٌ فِي غُنَيْمةٍ في رَأسِ شَعفَةٍ مِن هذِهِ الشّعفِ أَوْ بطنِ وادٍ مِنْ هذِهِ الأودِيةِ يُقيمُ الصَّلاةَ، ويُؤْتي الزَّكاةَ، ويعْبُدُ ربَّهُ حتَّى يَأْتِيَه اليَقِينُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ إلَاّ فِي خَيْرٍ "رواهُ مسلمٌ.

16/1300- وعَنْهُ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ:"إنَّ في الجنَّةِ مائَةَ درجةٍ أعدَّهَا اللَّه للمُجَاهِدينَ في سبيلِ اللَّه مَا بيْن الدَّرجَتَينِ كَمَا بيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ". رواهُ البخاريُّ.

ص: 372

17/1301- وعَن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، رضي الله عنه، أنَّ رسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَال:" مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبَّا، وبالإسْلامِ ديناً، وَبمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَجَبت لَهُ الجَنَّةُ"فَعَجب لهَا أَبُو سَعيدٍ، فَقَال أعِدْها عَلَيَّ يَا رَسولَ اللَّهِ فَأَعادَهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"وَأُخْرى يَرْفَعُ اللَّه بِها العَبْدَ مئَةَ درَجةٍ في الجَنَّةِ، مَا بيْن كُلِّ دَرَجَتَين كَما بَين السَّماءِ والأرْضِ"قَالَ: وَمَا هِي يَا رسول اللَّه؟ قَالَ:"الجِهادُ في سبِيل اللَّه، الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ". رواهُ مُسلمٌ.

18/1302- وعَنْ أَبي بَكْرِ بن أَبي مُوسى الأشْعَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبي، رضي الله عنه، وَهُوَ بحَضْرَةِ العَدُوِّ، يقول: قالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إنَّ أبْوابَ الجَنَّةِ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ" فَقامَ رَجُلٌ رَثُّ الهَيْئَةِ فَقَالَ: يَا أبَا مُوسَى أَأَنْت سمِعْتَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول هَذَا؟ قَالَ: نَعم، فَرجَع إِلَى أصحَابِهِ، فَقَال:"أقْرَأُ علَيْكُمُ السَّلامَ"ثُمَّ كَسَر جفْن سَيفِهِ فألْقاه، ثمَّ مَشَى بِسيْفِهِ إِلَى العدُوِّ فضَرب بِهِ حتَّى قُتل". رواهُ مسلمٌ.

19/1303- وعن أبي عَبْسٍ عبدِ الرَّحمنِ بْنِ جُبَيْرٍ، رضي الله عنه قال: قَال رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما اغْبَرَّتْ قدَما عَبْدٍ في سبيلِ اللَّه فتَمسَّه النَّارُ". رواهُ البخاري.

20/1304- وَعَنْ أبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يلجُ النًَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيةِ اللَّهِ حتَّى يعُودَ اللَّبَن في الضَّرعِ، وَلَا يَجْتَمِعُ عَلَى عَبْدٍ غُبَارٌ في سَبيلِ اللَّهِ ودخَان جهَنَّم"، رواه الترمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

21/1305- وعن ابن عبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قَالَ: سمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "عيْنَانِ لَا تَمسُّهُمَا النَّارُ: عيْنٌ بكَت مِنْ خَشْيةِ اللَّهِ، وعيْنٌ باتَت تحْرُسُ في سبِيلِ اللَّهِ". رواه الترمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.

22/1306- وعن زَيدِ بنِ خَالدٍ، رضي الله عنه، أنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال:"مَنْ جهَّزَ غَازِياً في سبيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، ومنْ خَلَفَ غَازياً في أَهْلِهِ بخَيْر فَقَدْ غزَا". متفقٌ عليهِ.

ص: 373

23/1307-وَعَنْ أَبي أُمامة، رضي الله عنه قَالَ: قالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أفْضَلُ الصَّدَقات ظِلُّ فُسْطَاطٍ في سَبِيلِ اللَّه ومَنِيحةُ خادمٍ في سَبِيلِ اللهِ أَوْ طَروقهُ فحلٍ في سَبِيلِ اللَّه "رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

24/1308- وعنْ أنسٍ، رضي الله عنه، أنَّ فَتىً مِن أسْلَمَ قَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ إنِّي أُريد الغَزْو ولَيْس معِى مَا أتَجهَّزُ بِهِ، قَالَ:"ائتِ فُلاناً، فَإنَّه قَد كانَ تَجهَّزَ فَمَرِضَ" فَأتَاهُ فَقَال: إنًَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقْرِئَكَ السَّلامَ ويقولُ: أعطِني الَّذِي تَجهَّزتَ بِهِ، قَالَ: يَا فُلانَةُ، أعْطِيهِ، الَّذِي كُنْتُ تَجهَّزْتُ بِهِ، وَلَا تَحْبِسي عِنْهُ شَيْئاً، فوَاللَّهِ لَا تَحْبِسي مِنْه شَيْئاً فَيُبارَكَ لَكِ فِيهِ. رواه مسلمٌ.

25/1309- وعن أَبي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ، رضي الله عنه، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعثَ إِلَى بَني لِحيانَ، فَقَالَ:"لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رجُلَيْنِ أحدَهُما، والأَجْرُ بينَهُما" رواهُ مسلمٌ.

وفي روايةٍ لهُ:"لِيخْرُجْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ رجُلٌ"ثُمَّ قَالَ لِلقاعِدِ: " أَيُّكُمْ خَلَفَ الخَارِجَ في أَهْلِهِ ومالِهِ بخَيْرٍ كَانَ لهُ مِثْلُ نِصْفِ أَجرِ الخارِجِ".

26/1310- وعنِ البراءِ، رضي الله عنه، قَالَ: أتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، رجلٌ مقنَّعٌ بِالحدِيدِ، فَقال: يَا رَسُول اللَّهِ أُقَاتِلُ أوْ أُسْلِمُ؟ فقَال: " أسْلِمْ، ثُمَّ قاتِلْ"فَأسْلَم، ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ، فقَال رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"عمِل قَلِيلاً وَأُجِر كَثيراً". متفقٌ عليهِ، وهذا لفظُ البخاري.

27/1311- وعَنْ أنَسٍ، رضي الله عنه، أنَّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا أَحدٌ يدْخُلُ الجنَّة يُحِبُّ أنْ يرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا ولَه مَا عَلَى الأرْضِ منْ شَيءٍ إلَاّ الشَّهيدُ، يتمَنَّى أنْ يَرْجِع إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ عشْرَ مَرَّاتٍ، لِما يَرَى مِنَ الكرامةِ".

وفي روايةٍ: "لِمَا يرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ ". مُتفقٌ عليهِ.

ص: 374

28/1312- وعَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمرو بنِ العاص، رضي الله عنهما، أنَّ رسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يغْفِرُ اللَّه للشَّهيدِ كُلَّ شَيْئٍ إلَاّ الدَّيْنَ" رواه مسلمٌ.

وفي روايةٍ له: "القَتْلُ في سَبِيلِ اللَّهِ يُكفِّرُ كُلَّ شَيءٍ إلَاّ الدَّيْن".

29/ 1313- وعَنْ أَبي قتَادَةَ، رضي الله عنه، أنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فيهمْ فَذَكَرَ أنَّ الجِهادَ في سبِيلِ اللَّهِ، وَالإيمانَ بِاللَّهِ، أَفْضَلُ الأَعْمَال، فَقَامَ رجُلٌ، فَقَال: يَا رَسُول اللَّهِ أَرأَيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سبيلِ اللَّهِ أتُكَفَّرُ عنِّي خَطاياي؟ فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"نعمْ إنْ قُتِلت في سبيلِ اللَّهِ وَأَنْتَ صابِرٌ، مُحْتسِبٌ مُقبلٌ غيْرُ مُدْبِرٍ"ثُمَّ قَال رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"كَيْفَ قُلْتَ؟ "قَالَ: أَرأَيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سَبيلِ اللَّهِ أَتُكَفَّرُ عنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"نَعمْ وأَنْتَ صابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبلٌ غَيْرُ مُدْبرٍ، إلَاّ الدَّيْنَ، فَإنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام قَالَ لي ذلكَ". رواهُ مسلمٌ.

30/1314- وعَنْ جابرٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَجُلٌ: أيْنَ أنَا يَا رسُولَ اللَّهِ إنْ قُتِلتُ؟ قَالَ:"في الجَنَّةِ". فَألْقَى تَمَرَاتٍ كُنَّ في يَدِهِ، ثُمَّ قاتَلَ حتَّى قُتِلَ، رواهُ مسلم.

31/1315- وعنْ أنَسٍ رضي الله عنه، قالَ انْطَلقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ حَتَّى سَبَقُوا المشْركِينَ إِلَى بَدرٍ، وَجَاءَ المُشرِكونَ، فقالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا يَقْدمنَّ أحَدٌ مِنْكُمْ إِلَى شيءٍ حَتَّى أكُونَ أنَا دُونَهُ" فَدَنَا المُشرِكونَ، فقَال رسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"قُومُوا إلى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمواتُ وَالأَرْضُ "قَالَ: يَقولُ عُمَيْرُ بنُ الحُمَامِ الأنْصَارِيُّ رضي الله عنه: يَا رسولَ اللَّه جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمواتُ والأرضُ؟ قالَ:"نَعم"قالَ: بَخٍ بَخٍ، فقالًَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَولِكَ بَخٍ بخٍ؟ "قالَ لَا وَاللَّهِ يَا رسُول اللَّه إلَاّ رَجاءَ أَنْ أكُونَ مِنْ أهْلِها، قَالَ:"فَإنَّكَ مِنْ أهْلِهَا"فَأخْرج تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ، فَجَعَل يَأْكُلُ منْهُنَّ، ثُمَّ قَال لَئِنْ أنَا حَييتُ حَتَّى آكُل تَمَراتي هذِهِ إنَّهَا لحَيَاةٌ طَويلَةٌ، فَرَمَى بمَا كَانَ مَعَهُ مَنَ التَّمْرِ. ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ. رواهُ مسلمٌ.

"القرَنَ"بفتح القاف والراءِ: هو جُعْبَةُ النشَّابِ.

32/1316- وعنه قَالَ: جاءَ ناسٌ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنِ ابْعث معنَا رِجَالاً يُعَلِّمونَا القُرآنَ والسُّنَّةَ،

ص: 375

فَبعثَ إلَيْهِم سبعِينَ رَجُلاً مِنَ الأنْصارِ يُقَالُ لهُمُ: القُرَّاءُ، فيهِم خَالي حرَامٌ، يقرؤُون القُرآنَ، ويتَدَارسُونَهُ باللَّيْلِ يتعلَّمُونَ، وكانُوا بالنَّهار يجيئُونَ بالماءِ، فَيَضعونهُ في المسجِدِ، ويحْتَطِبُون فَيبيعُونه، ويَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعام لأهلِ الصُّفَّةِ ولِلفُقراءِ، فبعثَهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَضُوا لَهُمْ فقتلُوهُم قَبْلَ أنْ يبلُغُوا المكانَ، فقَالُوا: اللَّهُمَّ بلِّغ عنَّا نَبيَّنَا أَنَّا قَد لَقِينَاكَ فَرضِينَا عنْكَ وَرَضِيتَ عَنا، وأَتى رجُلٌ حَراماً خالَ أنَسٍ مِنْ خَلْفِهِ، فَطعنَهُ بِرُمحٍ حَتَّى أنْفَذهُ، فَقَال حرامٌ: فُزْتُ وربِّ الكَعْبةِ، فَقَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:" إنَّ إخْوانَكم قَد قُتِلُوا وَإنَّهُمْ قالُوا: اللَّهُمَّ بلِّغ عنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَد لَقِيناكَ فَرضِينَا عنكَ ورضِيتَ عَنَّا" متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ مسلم.

33/1317-وعنهُ قَالَ: غَاب عَمِّي أنسُ بنُ النضْر رضي الله عنه عنِ قِتَالِ بدرٍ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّه غِبتُ عَنْ أوَّلِ قِتالٍ قاتَلتَ المُشرِكينَ، لئِنِ اللَّه أشْهَدني قِتالَ المُشرِكِينَ ليَرينَّ اللَّه مَا أَصنع. فلمَّا كانَ يومُ أحُدٍ انكشفَ المُسلِمُونَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعتَذِرُ إلَيك مِمًَّا صنع هَؤُلاءِ يعْني أصْحابهُ ؤأَبْرأُ إليكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاءِ يَعني المُشركينَ ثُمَّ تقدَّم فاستَقبلهُ سعدُ بنُ مُعاذٍ فَقَالَ: يَا سعدُ بنَ مُعاذٍ الجنَّةُ وربِّ النَّضْرِ، إنِّي أجِدُ رِيحَهَا مِن دونِ أُحدٍ، قَالَ سعدٌ: فَمَا استَطعتُ يَا رسولَ اللَّهِ مَا صنَع، قَالَ أنسٌ: فَوجدْنَا بِهِ بِضعاً وثَمانِينَ ضَربَةً بالسَّيفِ، أوْ طَعنةَ برُمْحٍ أوْ رَمْيَةً بِسهمٍ، ووجدناهُ قَدْ قُتِلَ ومثَّلَ بِهِ المُشرِكونَ، فَما عرفَهُ أحدٌ إلَاّ أُختُهُ بِبنانِهِ. قَالَ أنسٌ: كُنَّا نَرى أوْ نَظُنُّ أَنَّ هذِهِ الآيةَ نَزَلَتْ فِيهِ وفي أَشبَاهِهِ: {مِنَ المُؤْمِنينَ رِجَالٌ صدقُوا مَا عَاهَدوا اللَّه عليْهِ فَمِنْهُمْ منْ قَضَى نَحْبَهُ} إلى آخرهَا [الأحزاب: 23] . متفقٌ عَلَيْهِ، وَقَدْ سبَقَ في باب المُجاهدة.

34/1318- وعنْ سمُرةَ رضي الله عنه قالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رأَيْتُ اللَّيْلَةَ رجُلين أتَياني، فَصعِدا بِي الشَّجرةَ، فَأدْخَلاني دَاراً هِي أحْسنُ وَأَفضَل، لَمْ أَر قَطُّ أَحْسنَ مِنْهَا، قالا: أَمَّا هذِهِ الدَّار فَدارُ الشهداءِ" رواه البخاري وَهُوَ بعضٌ من حديثٍ طويلٍ فيه أنواع العلم سيأتي في باب تحريمِ الكذبِ إنْ شاءَ اللَّه تَعَالَى.

35/1319-وعنْ أنسٍ رضي الله عنه أنَّ أُم الرَّبيعِ بنْتَ البَرَاءِ وهي أُمُّ حارثةَ بنِ سُرَاقةَ، أتَتِ

ص: 376

النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَت: يَا رَسُولَ اللَّهِ ألَا تُحدِّثُني عَنْ حارِثَةَ، وَكانَ قُتِل يوْمَ بدْرٍ، فَإنْ كانَ في الجَنَّةِ صَبَرتُ، وَإن كانَ غَيْر ذلكَ اجْتَهَدْتُ عليْهِ في البُكَاءِ، فَقَالَ:"يَا أُم حارِثَةَ إنَّهَا جِنانٌ في الجَنَّةِ، وَإنَّ ابْنَكِ أَصاب الفرْدوْسَ الأَعْلى". رواه البخاري.

36/1320-وعَنْ جابر بن عبدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: جِيءَ بِأَبِي إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قدْ مُثِّل بِهِ فَوُضعَ بَيْنَ يَديْه، فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عنْ وجهِهِ فَنَهاني قَوْمي فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا زَالَتِ الملائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِها". متفقٌ عَلَيْهِ.

37/1321- وعَنْ سهل بن حُنَيْفٍ رضي الله عنه أنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ سأَلَ اللَّه تَعَالَى الشَّهَادةَ بِصِدْقٍ بلَّغهُ اللهُ منَازِلَ الشُّهَداءِ وإنْ ماتَ على فِراشِهِ ". رواه مسلم.

38/1322-وعنْ أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "منْ طلَب الشَّهَادةَ صادِقاً أُعطيها ولو لَمْ تُصِبْهُ". رواه مسلم.

39/1323-وعَنْ أَبي هُريْرةَ رضي الله عنه قال: قالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِن مَسِّ القتْلِ إلَاّ كَمَا يجِدُ أحدُكُمْ مِنْ مسِّ القَرْصَةِ" رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

40/1324- وعنْ عبْدِ اللَّهِ بن أَبي أوْفَى رضي الله عنهما أنَّ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في بعضَ أيَّامِهِ الَّتي لَقِي فِيهَا العدُوَّ انتَظر حَتَّى مَالتِ الشَّمسُ، ثُمَّ قَامَ في النَّاس فَقَالَ:"أَيُّهَا النَّاسُ، لا تَتَمنَّوْا لِقَاءَ العدُوِّ، وَسلُوا اللَّه العافِيةَ، فَإِذَا لقِيتُمُوهُم فَاصبِرُوا، واعلَمُوا أنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلالِ السُّيوفِ" ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ ومُجرِيَ السَّحابِ، وهَازِمَ الأَحْزَابِ اهْزِمهُم وانْصُرنَا علَيهِم" متفقٌ عَلَيْهِ.

41/1325- وعن سهْلِ بنِ سعد رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " ثِنَتانِ لَا تُرَدَّانِ، أوْ قَلَّمَا تُردَّانِ: الدُّعَاءُ عِنْد النِّدَاءِ وعِند البأْسِ حِينَ يُلْحِمُ بَعْضُهُم بَعضاً".

ص: 377

رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.

42/1326- وعَنْ أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: كانَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا غَزَا قَالَ:"اللَّهُمَّ أنت عضُدِي ونَصِيري، بِك أَجُولُ، وبِك أصولُ، وبِكَ أُقاتِل" رواهُ أَبُو داود، والترمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.

43/1327- وعَن أَبي مُوسى، رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذَا خَاف قَوْماً قَالَ: اللَّهُمَّ إنَّا نَجعَلُكَ في نُحُورِهِم، ونَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرورِهِم" رواه أَبُو داود بإسناد صحيحٍ.

44/1328- وعنْ ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما، أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَوَاصِيَها الخَيرُ إِلَى يوْمِ القِيامَةٍِ" متفقٌ عَلَيْهِ.

45/1329- وعنْ عُرْوَةَ البَارِقِيِّ، رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الخَيْلُ مَعقُودٌ في نَواصِيهَا الخَيرُ إِلَى يوْمِ القِيامَةِ: الأَجرُ، والمغنَمُ". متفقٌ عَلَيْهِ.

46/1330-وعَنْ أبي هُريْرَةَ، رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ احتَبَس فَرساً فِي سبيلِ اللَّهِ، إيمَانَاً بِاللَّهِ، وتَصدِيقاً بِوعْدِهِ، فإنَّ شِبَعهُ ورَيْهُ وروْثَهُ، وبولَهُ في مِيزَانِهِ يومَ القِيامَةِ "رواه البخاريُّ.

47/1331- وعنْ أبي مسْعُودٍ، رضي الله عنه، قال جاءَ رجُلُ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَاقَةٍ مَخْطُومةٍ فَقَالَ: هذِهِ في سَبيلِ اللَّهِ، فقال رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لكَ بِهَا يَومَ القِيامةِ سبعُمِائَةِ ناقَةٍ كُلُّها مخطُومةٌ" رواهُ مسلم.

48/1332- وعن أَبي حمّادٍ ويُقال: أَبُو سُعاد، ويُقالُ: أَبُو أَسدٍ، ويقال: أَبُو عامِرٍ، ويقالُ:

ص: 378

أَبُو عَمْرو، ويقالُ: أَبُو الأسْودِ، ويقال: أَبُو عَبْسٍ عُقْبةُ بنِ عامِرٍ الجُهَنيِّ، رضي الله عنه، قالَ: سمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلى المِنْبرِ، يقولُ:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] ، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، ألَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، ألَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ "رواه مسلم.

49/1333- وعَنْهُ قَالَ: سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ستُفْتَحُ علَيكُم أَرضُونَ، ويكفِيكُم اللَّه، فَلا يعْجِزْ أَحَدُكُمْ أنْ يلْهُو بِأَسْهُمِهِ" رواه مسلم.

50/1334- وعْنهُ أَنَّهُ قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "منْ عُلِّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تركَهُ، فَلَيس مِنَّا"، أوْ "فقَد عَصى "رواه مسلم.

51/1335- وعنهُ رضي الله عنه، قالَ: سمِعْتُ رسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقولُ:" إنَّ اللَّه يُدخِلُ بِالسهمِ الوَاحِدِ ثَلاثةَ نَفَرٍ الجنَّةَ: صانِعهُ يحتسِبُ في صنْعتِهِ الخَيْرَ، والرَّامي بِهِ، ومُنْبِلَهُ، وَارْمُوا وارْكبُوا، وأنْ ترمُوا أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أنْ تَرْكَبُوا. ومَنْ تَرَكَ الرَّميَ بعْد مَا عُلِّمهُ رغبَةً عَنْهُ. فَإنَّهَا نِعمةٌ تَركَهَا "أوْ قَالَ:"كَفَرَهَا "رواهُ أَبُو داودَ.

52/1336- وعَنْ سَلَمةَ بن الأكوعِ، رضي الله عنه، قَالَ: مَرَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، عَلَى نَفَرٍ ينتَضِلُون، فَقَالَ:"ارْمُوا بَنِي إِسْماعيل فَإنَّ أبَاكم كَانَ رَامِياً" رواه البخاري.

53/1337- وعَنْ عمْرو بنِ عبسَةَ، رضي الله عنه قَالَ: سمِعتُ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يقولُ:"منْ رَمَى بِسهمٍ في سبيلِ اللَّه فَهُو لَهُ عِدْلُ مُحرَّرةٍ".

رواهُ أَبُو داود، والترمذي وقالا: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

54/1338- وعَن أَبي يحيى خُريم بن فاتِكٍ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً في سبيلِ اللَّهِ كُتِبَ لَهُ سبْعُمِائِة ضِعفٍ "رواه الترمذي وقال: حديثٌ حَسَنٌ.

ص: 379

55/1339- وعنْ أَبي سَعيدٍ، رضي الله عنه، قَالَ: قالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عبدٍ يصومُ يوْماً في سبِيلِ اللَّهِ إلَاّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خَرِيفاً" متفقٌ عليهِ.

56/1340- وعنْ أَبي أُمامةَ، رضي الله عنه، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"مَنْ صامَ يَوْماً في سَبيلِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّه بينَهُ وَبيْنَ النَّارِ خَنْدَقاً كَمَا بيْن السَّماءِ والأرْضِ "رواهُ الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

57/1341- وعنْ أبي هُريرة، رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ ماتَ ولَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَه بِغَزوٍ، ماتَ عَلى شُعْبَةٍ مَنَ النِّفَاقِ" رواهُ مسلمٌ.

58/1342- وعَن جابرٍ، رضي الله عنه، قالَ: كنَّا مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، في غَزَاة فَقالَ:" إنَّ بالمدينةِ لَرِجالاً ما سِرتُمْ مَسيراً، وَلا قَطَعْتُمْ وَادِياً إلَاّ كانُوا معكُم، حبَسهُمُ المَرضُ ".

وفي روايةٍ:"حبَسهُمُ العُذْرُ ". وفي روايةٍ: " إلَاّ شَرَكُوكُمْ في الأَجرِ" رواهُ البخاري من روايةِ أَنَسٍ، ورواهُ مسلمٌ من روايةِ جابرٍ واللفظ لَهُ.

59/1343- وعنْ أَبي مُوسى، رضي الله عنه، أَنَّ أعْرَابيّاً أَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رسولَ اللَّه، الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْتمِ، والرَّجُلُ يُقَاتِلُ ليُذْكَرَ، والرَّجُلُ يُقاتِلُ ليُرى مكانُه؟

وفي روايةٍ: يُقاتلُ شًَجاعَةً ويُقَاتِلُ حَمِيَّةً.

وفي روايةٍ: ويُقاتلُ غَضَباً، فَمْنْ في سبيل اللَّهِ؟ فَقَالَ رسولُ اللِّه صلى الله عليه وسلم:"مَنْ قَاتَلَ لتكُونَ كَلِمَةُ اللَّه هِيَ العُلْيا، فَهُوَ في سبيلِ اللَّهِ" متفقٌ عَلَيْهِ.

60/1344- وعنْ عبد اللَّهِ بن عمرو بنِ العاص، رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ غَازِيةٍ، أوْ سَرِيَّةٍ تَغْزُو، فَتَغْنمُ وتَسْلَم، إلَاّ كانُوا قَدْ تعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أَجورِهِم، ومَا مِنْ غازِيةٍ أو ْ

ص: 380

سرِيَّةٍ تُخْفِقُ وتُصابُ إلَاّ تَمَّ لَهُمْ أُجورُهُمْ" رواهُ مسلمٌ.

61/1345- وعنْ أَبي أُمامَةَ، رضي الله عنه، أنَّ رَجُلاً قالَ: يَا رسولَ اللَّه ائذَن لي في السِّياحةِ. فَقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ سِياحةَ أُمَّتي الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، عز وجل "رواهُ أَبُو داود بإسنادٍ جيِّد.

62/1346- وعَنْ عبدِ اللَّهِ بن عَمْرو بن العاص، رضي الله عنهما، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" قَفْلَةٌ كَغزْوةٍ". رواهُ أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ.

"القَفلَةُ": الرُّجُوعُ، وَالمراد: الرُّجوعُ مِنَ الغزْوِ بَعدَ فراغِهِ، ومعناه: أَنه يُثابُ في رُجُوعِهِ بعد فراغِهَ مِنَ الغَزْوِ.

63/1347- وعن السائب بن يزيد رضي الله عنه، قالَ: لمَّا قدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ غَزوةِ تَبُوكَ تَلَقَّاه النَّاسُ، فَتَلَقَّيْتُهُ مَعَ الصِّبيانِ عَلَى ثَنيِّةِ الوَداعِ. رواه أَبُو داود بإسنادٍ صَحيحٍ بهذا اللفظ، وَرَواه البخاريُّ قَالَ: ذَهَبْنَا نتَلقَّى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم مَعَ الصِّبيَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الوَداعِ.

64/1348- وعَنْ أَبي أُمَامَةَ، رضي الله عنه، عَن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ لَمْ يغْزُ، أوْ يُجهِّزْ غَازياً، أوْ يَخْلُفْ غَازياً في أهْلِهِ بِخَيرٍ أصابَهُ اللَّه بِقَارِعةٍ قَبْلَ يوْمِ القِيامةِ". رواهُ أَبُو دَاوُدَ بإسناد صحيحٍ.

65/1349- وعنْ أنس، رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "جاهِدُوا المُشرِكينَ بِأَموالِكُمْ

ص: 381

وأَنْفُسِكُم وأَلسِنَتِكُم". رواهُ أَبُو داود بإسنادٍ صحيح.

66/1350- وعَنْ أَبي عَمْرو. ويقالُ: أَبُو حكِيمٍ النُعْمَانِ بنِ مُقَرِّنٍ رضي الله عنه قَالَ: شَهِدْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم إِذَا لَمْ يقَاتِلْ مِنْ أوَّلِ النَّهارِ أَخَّر القِتالَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ، وتَهبَّ الرِّياحُ، ويَنزِلَ النَّصْرُ.

رواهُ أَبو داود، والترمذي، وَقالَ: حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.

67/1351- وعنْ أَبي هريْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللهَ العافية، فإذا لَقيتُمُوهم، فَاصُبِروا" متفق عليه.

68/1352- وعَنْهُ وعَنْ جابرٍ، رضي الله عنهما، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"الحرْبُ خُدْعَةٌ "متفقٌ عليهِ.

ص: 382

235-

‌ باب بيان جماعة منَ الشهداء في ثواب الآخرة ويغسلون ويُصَلَّى عليهم بخلاف القتيل في حرب الكفار

1/1353- عنْ أبي هُرَيْرةَ، رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه" متفقٌ عليهِ.

2/1354- وعنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَا تَعُدُّونَ الشهداءَ فِيكُم؟ قالُوا: يَا رسُولِ اللَّهِ مَنْ قُتِل في سَبيلِ اللَّه فَهُو شهيدٌ. قَالَ:"إنَّ شُهَداءَ أُمَّتي إذاً لَقلِيلٌ،"قالُوا: فَمنْ يَا رسُول اللَّه؟ قَالَ:"منْ قُتِل في سبيلِ اللَّه فهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في سَبيلِ اللَّه فهُو شهيدٌ، ومنْ ماتَ في الطَّاعُون فَهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في البطنِ فَهُو شَهيدٌ، والغَريقُ شَهيدٌ "رواهُ مسلمٌ.

ص: 382

3/1355- وعن عبدِ اللَّهِ بن عمْرو بن العاص، رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "منْ قُتِل دُونَ مالِه، فَهُو شهيدٌ" متفقٌ عَلَيْهِ.

4/1356- وعنْ أَبي الأعْوَر سعيدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرو بنِ نُفَيْلٍ، أَحدِ العشَرةِ المشْهُودِ لَهمْ بالجنَّةِ، رضي الله عنهم، قَالَ: سمِعت رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: " منْ قُتِل دُونَ مالِهِ فهُو شَهيدٌ، ومنْ قُتلَ دُونَ دمِهِ فهُو شهيدٌ، وَمَنْ قُتِل دُونَ دِينِهِ فَهو شهيدٌ، ومنْ قُتِل دُونَ أهْلِهِ فهُو شهيدٌ".

رواه أَبو داود، والترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

5/1357- وعنْ أَبي هُريرة، رضي الله عنه، قالَ: جاء رجُلٌ إِلَى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَال: يَا رسولَ اللَّه أَرأَيت إنْ جاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ:"فَلا تُعْطِهِ مالكَ"قَالَ: أَرأَيْتَ إنْ قَاتلني؟ قَالَ:"قَاتِلْهُ"قَالَ: أَرأَيت إنْ قَتلَني؟ قَالَ:"فَأنْت شَهيدٌ"قَالَ: أَرأَيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ:"هُوَ فِي النَّارِ "رواهُ مسلمٌ.

ص: 383

236-

‌ باب فضل العتق

قَالَ الله تَعَالَى: {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ} [البلد: 11-13] .

1/1358- وعنْ أَبي هُريرةَ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لي رَسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "منْ أَعْتَقَ رقَبةً مُسْلِمةً أَعْتَقًَ اللَّه بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْواً مِنْهُ مِنَ النَّارِ حَتَّى فَرْجَهُ بِفرجهِ". متفقٌ عليهِ.

2/1359- وعَنْ أَبي ذَرٍّ، رضي الله عنه، قالَ: قُلْتُ يَا رسُولَ اللَّه، أيُّ الأعْمالِ أفضَل؟ قَال:"الإيمانُ باللَّه، والجِهادُ في سبيلِ اللَّه"قَالَ: قُلْتُ: أيُّ الرِّقَابِ أفْضَلُ؟ قالَ:"أنْفَسُهَا عِنْد أَهْلِهَا، وَأَكثَرُهَا ثَمَناً "متفقٌ عَلَيْهِ.

ص: 383

‌باب فضل الإحسان على المملوك

237-

باب فضل الإِحْسَان إِلَى المملوك

قَالَ الله تَعَالَى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى

ص: 383

وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 36] .

1/1360- وعنِ المَعْرُور بن سُويْدٍ قالَ: رأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ، رضي الله عنه، وعليهِ حُلَّةٌ، وعَلى غُلامِهِ مِثْلُهَا، فَسَألْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَذكر أنَّه سَابَّ رَجُلاً عَلَى عهْدِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَعَيَّرَهُ بأُمِّهِ، فَقَال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّك امْرُؤٌ فِيك جاهِليَّةٌ": هُمْ إخْوانُكُمْ، وخَولُكُمْ، جعَلَهُمُ اللَّه تَحت أيدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحت يَدهِ فليُطعِمهُ مِمَّا يَأْكلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يلبَسُ، وَلَا تُكَلِّفُوهُم مَا يَغْلبُهُمْ، فَإنْ كَلَّفتُمُوهُم فَأَعِينُوهُم "،متفقٌ عَلَيْهِ.

2/1361- وَعَنْ أَبي هُريرَةَ، رضي الله عنه، عَن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم: قالَ: "إِذَا أَتى أحدَكم خَادِمُهُ بِطَعامِهِ، فَإنْ لَمْ يُجْلِسْهُ معهُ، فَليُناولْهُ لُقمةً أوْ لُقمَتَيْنِ أوْ أُكلَةً أوْ أُكلَتَيْنِ، فَإنَّهُ ولِيَ عِلاجهُ" رواه البخاري.

"الأُكلَةُ"بضم الهمزة: هِيَ اللُّقمَةُ.

ص: 384

238-

‌ باب فضل المملوك الذي يؤدي حقَّ اللهِ وحقَّ مواليهِ

1/1362- عَن ابن عُمَرَ، رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالَ:"إنَّ العَبْد إِذَا نَصحَ لِسيِّدِهِ، وَأَحْسَنَ عِبادةَ اللَّهِ، فَلَهُ أَجْرُهُ مرَّتيْنِ" متفقٌ عليه.

2/1363- وعَنْ أبي هُريرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "للعبدِ الممْلُوكِ المُصْلحِ أَجْرَانِ"، والَّذِي نَفسُ أَبي هُرَيرَة بيَدِهِ لَوْلا الجهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ، والحَجُّ، وبِرُّ أُمِّي، لأحْببتُ أنْ أمُوتَ وأنَا ممْلوكٌ. متفقٌ عليهِ.

3/1364- وعَنْ أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، رضي الله عنه، قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "للممْلُوكُ

ص: 384

الَّذِي يُحْسِنُ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَيُؤدِّي إِلَى سَيِّدِهِ الذي عليهِ مِنَ الحقِّ، والنَّصِيحَةِ، والطَّاعَةِ، أجْرَانِ "رواهُ البخاريُّ.

4/1365- وعَنْهُ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لهُمْ أَجْرانِ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ آمَنَ بنبيَّه وآمنَ بمُحَمدٍ صلى الله عليه وسلم، والعبْدُ المَمْلُوكُ إِذَا أدَّى حقَّ اللَّهِ، وَحقَّ مَوَالِيهِ، وَرَجُل كانَتْ لَهُ أَمةٌ فَأَدَّبها فَأحْسَنَ تَأْدِيبَها، وَعلَّمها فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَها، ثُمَّ أَعْتقَهَا فَتَزَوَّجَهَا، فَلَهُ أَجْرَان" متفقٌ عَليهِ.

ص: 385

239-

‌ باب فضل العبادةِ في الهرج وَهُوَ الاختلاط والفتن ونحوها

1/1366- عنْ مَعقِلِ بن يسارٍ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " العِبَادَةُ في الهَرْجِ كهِجْرةٍ إلَيَّ" رواهُ مُسْلمٌ.

ص: 385

240-

باب فضل السَّماحةِ في البيع والشراء والأخذ والعطاء، وحسن القضاء والتقاضي، وإرجاح المكيال والميزان، والنَّهي عن التطفيف، وفضل إنظار الموسِر المُعْسر والوضع عَنْهُ

قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 215] وقال تَعَالَى: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} [هود: 85] وقال تَعَالَى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 1-6] .

1/1367- وعَنٌْ أبي هُريرة، رضي الله عنه، أَنَّ رجُلاً أَتَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يتَقاضَاهُ فَأَغْلَظَ لَهُ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحابُهُ، فَقَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"دعُوهُ فَإنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مقَالاً"ثُمَّ قَالَ:"أَعْطُوه سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ"قالوا: يَا رسولَ اللَّهِ لا نَجِدُ إلَاّ أَمْثَل مِنْ سِنِّهِ، قَالَ:"أَعْطُوهُ فَإنَّ خَيْرَكُم أَحْسنُكُمْ قَضَاءً "متفقٌ عليه.

ص: 385

‌باب فضل السماحة في البيع والشراء

2/1368- وعَنْ جابرٍ، رضي الله عنه، أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"رَحِم اللَّه رجُلا سَمْحاً إِذَا بَاع، وَإذا اشْتَرى، وَإذا اقْتَضىَ". رواه البخاريُّ.

3/1369- وعَنْ أَبي قَتَادَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: سمِعْتُ رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنَجِّيَهُ اللَّه مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أوْ يَضَعْ عَنْهُ" رواهُ مسلمٌ.

4/1370- وعنْ أبي هُريرةَ، رضي الله عنه، أنَّ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كَانَ رجلٌ يُدايِنُ النَّاسَ، وَكَان يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِراً فَتَجاوزْ عَنْهُ، لَعلَّ اللَّه أنْ يَتجاوزَ عنَّا فَلقِي اللَّه فَتَجاوَزَ عنْهُ" متفقٌ عَليهِ.

5/1371- وعَنْ أَبي مسْعُودٍ البدْرِيِّ، رضي الله عنه، قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حُوسب رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجدْ لَهُ مِنَ الخَيْرِ شَيءٌ، إلَاّ أَنَّهُ كَان يَُخَالِطُ النَّاس، وَكَانَ مُوسِراً، وَكَانَ يأْمُرُ غِلْمَانَه أنْ يَتَجَاوَزُوا عَن المُعْسِر. قَالَ اللَّه، عز وجل:"نَحْنُ أحقُّ بِذَلكَ مِنْهُ، تَجاوَزُوا عَنْهُ" رواه مسلمٌ.

6/1372- وعنْ حُذَيْفَةَ، رضي الله عنه، قَالَ:"أُتِى اللَّه تَعالى بِعَبْد مِنْ عِبَادِهِ آتاهُ اللَّه مَالاً، فَقَالَ لَهُ: ماذَا عمِلْتَ في الدُّنْيَا؟ قَالَ: وَلا يَكْتُمُونَ اللَّه حديثاً قَال: يَاربِّ آتَيْتَنِي مالَكَ فَكُنْتُ أُبايِعُ النَّاسَ، وَكانَ مِنْ خُلُقي الجوازُ، فكُنْتُ أَتَيَسرُ عَلى المُوسِرِ، وأُنْظِرُ المُعْسِر. فَقَالَ اللَّه تَعَالى:"أَنَا أَحقُّ بِذا مِنْكَ، تجاوزُوا عَنْ عبْدِي" فَقَالَ عُقْبَةُ بنُ عامرٍ، وأَبو مَسْعُودٍ الأنصاريُّ، رضي الله عنهما: هكَذا سَمِعْنَاهُ مِنْ فيِّ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. رواهُ مسلمٌ.

7/1373- وعنْ أَبي هُريرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:" مَنْ أَنْظَر مُعْسِراً أوْ وَضَعَ لَهُ، أظلَّهُ اللَّه يَوْمَ القِيامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَاّ ظِلُّهُ ".

رواهُ الترمذيُّ وقَال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

ص: 286

303-

‌ باب النَّهي عن إتيان الكُهّان والمنجِّمين والعُرَّاف وأصحاب الرمل، والطوارق بالحصى وبالشعير ونحو ذلك

1/1668- عنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَأَلَ رسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم أُنَاسٌ عنِ الْكُهَّانِ، فَقَالَ:"لَيْسُوا بِشَيءٍ" فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّه إنَّهُمْ يُحَدِّثُونَنَا أحْيَاناً بشْيءٍ فيكُونُ حَقّاً؟ فَقَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"تِلْكَ الْكَلمةُ مِنَ الْحَقِّ يخْطَفُهَا الجِنِّيُّ. فَيَقُرُّهَا فِي أذُنِ ولِيِّهِ، فَيخْلِطُونَ معهَا مِائَةَ كِذْبَةٍ" مُتَّفَقٌ عليْهِ.

وفي روايةٍ للبُخَارِيِّ عنْ عائِشَةَ رضي الله عنها أنَّهَا سَمِعَت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إنَّ الملائكَةَ تَنْزِلُ فِي العَنانِ وَهُوَ السَّحابُ فَتَذْكُرُ الأمْرَ قُضِيَ فِي السَّمَاءِ، فيسْتَرِقُ الشَّيْطَانُ السَّمْع، فَيَسْمعُهُ، فَيُوحِيهِ إلى الْكُهَّانِ، فيكْذِبُونَ معَهَا مائَةَ كَذْبةٍ مِنْ عِنْدِ أنفُسِهِمْ".

قولُهُ:"فَيَقُرُّهَا"هو بفتح الياء، وضم القاف والراءِ: أي: يُلقِيهَا."والْعنَانُ"بفتح العين.

2/1669- وعنْ صفيَّةَ بنْتِ أبي عُبيدٍ، عَنْ بَعْضِ أزْواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ورَضِيَ اللَّه عنْهَا عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:"مَنْ أتَى عَرَّافاً فَسأَلَهُ عنْ شَىْءٍ، فَصدَّقَهُ، لَمْ تُقْبلْ لَهُ صلاةٌ أرْبَعِينَ يوْماً" رواهُ مسلم.

3/1670- وعنْ قَبِيصَةَ بنِ المُخَارِق رضي الله عنه قَالَ: سمِعْتُ رسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقُولُ: الْعِيَافَةُ، والطَّيرَةُ، والطَّرْقُ، مِنَ الجِبْتِ".

رواهُ أبو داود بإسناد حسن، وقال: الطَّرْقُ: هُوَ الزَّجْرُ، أيْ: زجْرُ الطَّيْرِ، وهُوَ أنْ يَتَيمَّنَ أوْ يتَشاءَمَ بِطَيرانِهِ، فَإنْ طَار إلَى جهةِ الْيمِينَ تَيَمَّنَ، وَإنْ طَارَ إلَى جهةِ الْيَسَارِ تَشَاءَم: قال أبو داود:"وَالْعِيافَةُ": الخَطُّ.

قالَ الجَوْهَريُّ في"الصِّحاح": الجِبْتُ كَلِمةٌ تَقَع عَلَى الصَّنَم والكَاهِن والسَّاحِرِ ونَحْوِ ذلكَ.

4/1671- وعنْ ابْنِ عبَّاسِ رضي الله عنهما قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ اقْتَبَسَ عِلْماً مِنَ النُّجُومِ، اقْتَبسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ ما زَاد" رَوَاهُ أبو داود بإسناد صحيح.

5/1672- وعَنْ معاويَةَ بنِ الحَكَم رضي الله عنه قَال: قُلْتُ يا رسُول اللَّه إنَّى حَدِيثٌ عهْدٍ بِجاهِليَّةٍ، وقدّْ جَاءَ اللَّه تَعَالَى بالإسْلام، وإنَّ مِنَّا رِجَالاً يأتُونَ الْكُهَّانَ؟ قَال:"فَلا تَأْتِهِم"قُلْتُ: وَمِنَّا رجالٌ

ص: 369