المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات - رياض الصالحين - ت الرسالة الثاني

[النووي]

فهرس الكتاب

-

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌ باب الإِخلاصِ وإحضار النيَّة في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفيَّة

- ‌ باب التوبة

- ‌ باب الصبر

- ‌ باب الصدق

- ‌ بَابُ المراقبة

- ‌ باب التقوى

- ‌بَابُ اليقين وَالتوكّل

- ‌ باب الاستِقامة

- ‌ باب في التفَكُّر في عظيم مخلوقات الله تَعَالَى وفناء الدنيا وأهوال الآخرة وسائر أمورهما وتقصير النفس وتهذيبها وحملها عَلَى الاستقامة

- ‌ باب في المبادرة إلى الخيرات وحثَّ من توجَّه لخير على الإِقبال عليه بالجدِّ من غير تردَّد

- ‌ بابُ المجاهدة

- ‌ بابُ الحثِّ عَلَى الازدياد من الخير في أواخِر العُمر

- ‌ باب في بَيان كثرةِ طرق الخير

- ‌باب في الاقتصاد في العبادة

- ‌ باب المحافظة عَلَى الأعمال

- ‌ باب الأمر بالمحافظة عَلَى السُّنَّة وآدابِها

- ‌ باب في وجوب الانقياد لحكم الله تعالى وما يقوله من دُعي إِلَى ذلِكَ، وأُمِرَ بمعروف أَوْ نُهِيَ عن منكر

- ‌ باب النَّهي عن البِدَع ومُحدثات الأمور

- ‌ باب في مَنْ سَنَّ سُنَّةً حسنة أَوْ سيئة

- ‌ باب في الدلالة على خيروالدعاء إلى هدى أو ضلال

- ‌ باب التعاون عَلَى البر والتقوى

- ‌ باب النصيحة

- ‌ باب الأمر بالمعروف والنهي عَن المنكر

- ‌ باب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف أَوْ نهى عن منكر وخالف قولُه فِعله

- ‌ باب الأمر بأداء الأمانة

- ‌ باب تعظيم حُرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم

- ‌ باب ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها لغير ضرورة

- ‌ باب قضاء حوائج المسلمين

- ‌ باب الشفاعة

- ‌باب الإصلاح بَيْنَ الناس

- ‌باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء الخاملين

- ‌ باب ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضَّعَفة والمساكين والمنكسرين والإِحسان إليهم والشفقة عليهم والتواضع معهم وخفض الجناح لهم

- ‌ باب الوصية بالنساء

- ‌ باب حق الزوج عَلَى المرأة

- ‌باب النفقة عَلَى العيال

- ‌باب الإِنفاق مِمَّا يحبُّ ومن الجيِّد

- ‌بيان وجوب أمره أهله وأولاده المميزين وسائر من في رعيته بطاعة الله تعالى، ونهيهم عن المخالفة، وتأديبهم، ومنعهم من ارتكاب مَنْهِيٍّ عَنْهُ

- ‌ باب حق الجار والوصية بِهِ

- ‌ باب بر الوالدين وصلة الأرحام

- ‌ باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم

- ‌باب فضل بر أصدقاء الأب والأم والأقارب والزوجة وسائر من يندب إكرامه

- ‌ باب إكرام أهل بيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم

- ‌ باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم عَلَى غيرهم، ورفع مجالسهم، وإظهار مرتبتهم

- ‌ باب زيارة أهل الخيرومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم وزيارة المواضع الفاضلة

- ‌ باب فضل الحب في الله والحث عليه وإعلام الرجل من يحبه أنه يحبه، وماذا يقول لَهُ إِذَا أعلمه

- ‌باب علامات حب الله تَعَالَى للعبد والحثَّ عَلَى التخلق بِهَا والسعي في تحصيلها

- ‌ باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين

- ‌ باب فضل الغَنِيّ الشاكر وهو من أخذ المال من وجه وصرفه في وجوهه المأمور بِهَا

- ‌ باب ذكر الموت وقصر الأمل

- ‌ باب استحباب زيارة القبور للرجال وما يقوله الزائر

- ‌ باب كراهية تمني الموت بسبب ضرر نزل بِهِ وَلَا بأس بِهِ لخوف الفتنة في الدين

- ‌ باب الورع وترك الشبهات

- ‌ باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان أو الخوف من فتنة في الدين أو وقوع في حرام وشبهات ونحوها

- ‌ باب فضل الاختلاط بالناس

- ‌ باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين

- ‌ باب تحريم الكِبْر والإِعجاب

- ‌ باب حسن الخلق

- ‌ باب الحلم والأناة والرفق

- ‌ باب العفو والإِعراض عن الجاهلين

- ‌ باب احتمال الأذى

- ‌ باب الغضب إِذَا انتهكت حرمات الشّرع والانتصار لدين الله تعالى

- ‌ باب أمر وُلاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم والنهي عن غشهم والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلةعنهم وعن حوائجهم

- ‌ باب الوالي العادل

- ‌ باب وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية وتحريم طاعتهم في المعصية

- ‌ باب النهي عن سؤال الإمارة واختيار ترك الولايات إذا لَمْ يتعين عليه أَوْ تَدْعُ حاجة إِلَيْهِ

- ‌ باب حَثّ السلطان والقاضي وغيرهما من ولاة الأمورعلى اتخاذ وزير صالح وتحذيرهم من قرناء السوء والقبول منهم

- ‌ باب النهي عن تولية الإِمارة والقضاء وغيرهمامن الولايات لمن سألها أَوْ حرص عليها فعرَّض بها

- ‌باب إجراء أحكام الناس على الظاهروسرائرهم إِلَى الله تَعَالَى

- ‌باب الخوف

- ‌باب الرجاء

- ‌ باب فضل الرجاء

- ‌باب الجمع بين الخوف والرجاء

- ‌ باب فضل البكاء

- ‌باب فضل الزهد في الدنيا والحث عَلَى التقلل منهاوفضل الفقر

- ‌باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار عَلَى القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات

- ‌باب القناعة والعَفاف والاقتصاد في المعيشة والإنفاق وذم السؤال من غير ضرورة

- ‌باب جواز الأخذ من غير مسألة وَلَا تطلع إليه

- ‌ باب الحثَّ عَلَى الأكل من عمل يده والتعفف به من السؤال والتعرُّض للإعطاء

- ‌باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخيرثقة بالله تعالى

- ‌باب النهي عن البخل والشُّحِّ

- ‌باب الإيثار المواساة

- ‌باب التنافس في أمور الآخرة والاستكثار مما يُتَبَرَّكُ فيه

- ‌كتَاب الأدَب

- ‌ باب الحياء وفضله والحثِّ على التخلق به

- ‌ بابُ حفظ السِّر

- ‌ باب الوفاء بالعهد وَإنجاز الوَعد

- ‌ باب الأمر بالمحافظة عَلَى مَا اعتاده من الخير

- ‌ باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوَجه عند اللقاء

- ‌ باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب وتكريره ليفهم إذا لم يفهم إلا بذلك

- ‌ باب إصغاء الجليس لحديث جليسه الذي ليس بحرام واستنصات العالِم والواعظ حاضِرِي مجلِسِه

- ‌ بابُ الوَعظ والاقتصاد فِيهِ

- ‌ باب الوقار والسكينة

- ‌ باب الندب إلى إتيان الصلاة والعلم ونحوهمامن العبادات بالسكينة والوقار

- ‌ باب إكرام الضيف

- ‌ باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير

- ‌ باب وداع الصاحب ووصيته عند فراقه لسفر وغيره والدعاء لَهُ وطلب الدعاء مِنْهُ

- ‌ باب الاستِخارة والمشاورة

- ‌ باب استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم

- ‌كتاب أدب الطعام

- ‌ باب التسمية في أوله والحمد في آخره

- ‌ باب لا يعيب الطعام واستحباب مدحه

- ‌ باب ما يقوله من حضر الطعام وهو صائم إذا لم يفطر

- ‌ باب مَا يقوله من دُعي إِلَى طعام فتبعه غيره

- ‌ باب الأكل مِمَّا يليه ووعظه وتأديبه من يُسيء أكله

- ‌ باب مَا يقوله ويفعله من يأكل وَلَا يشبع

- ‌ باب الأمر بالأكل من جانب القصعة والنهي عن الأكل من وسطها

- ‌ باب كراهية الأكل متكئاً

- ‌ باب استحباب الأكل بثلاث أصابع واستحباب لعق الأصابع

- ‌ باب تكثير الأيدي عَلَى الطعام

- ‌ باب أدب الشرب واستحباب التنفس ثلاثاً خارج الإِناء وكراهة التَّنَفُّس في الإناء واستحباب إدارة الإناء عَلَى الأيمن فالأيمن بعد المبتدئ

- ‌ باب كراهة النفخ في الشراب

- ‌ باب بيان جواز الشرب قائِماً وبيان أنَّ الأكمل والأفضل الشرب قاعداً

- ‌ باب استحباب كون ساقي القوم آخرهم شرباً

- ‌ باب جواز الشرب من جميع الأواني الطاهرة غير الذهب والفضة وجواز الكرع

- ‌كتَاب اللّبَاس

- ‌ باب استحباب الثوب الأبيض وجواز الأحمر والأخضر والأصفر والأسود وجوازه من قطن وكتان وشعر وصوف وغيرها إِلَاّ الحرير

- ‌ باب استحباب القميص

- ‌ باب صفة طول القميص والكُم والإِزار وطرف العمامة وتحريم إسبال شيء من ذلك على سبيل الخيلاء وكراهته من غير خيلاء

- ‌ باب استحباب ترك الترفع في اللباس تواضعاً

- ‌ باب استحباب التوسط في اللباس وَلَا يقتصر عَلَى مَا يزري بِهِ لغير حاجة وَلَا مقصود شرعي

- ‌ باب تحريم لباس الحرير عَلَى الرجال وتحريم جلوسهم عَلَيْهِ واستنادهم إِلَيْهِ وجواز لبسه للنساء

- ‌ باب جواز لبس الحرير لمن بِهِ حِكّة

- ‌ باب النهي عن افتراش جلود النمور والركوب عَلَيْهَا

- ‌ باب مَا يقول إِذَا لبس ثوباً جديداً أَوْ نعلاً أَوْ نحوه

- ‌ باب استحباب الابتداء باليمين في اللباس

- ‌كتاب آداب النوم

- ‌ باب آداب النَوم والاضْطِجَاع وَالقعُود والمَجلِس وَالجليس وَالرّؤيَا

- ‌ باب جواز الاستلقاء عَلَى القفا ووضع إحدى الرِّجلين عَلَى الأخرى إِذَا لم يَخف انكشاف العورة وجواز القعود متربعاً ومحتبياً

- ‌ باب في آداب المجلس والجليس

- ‌ باب الرؤيا وَمَا يتعلق بها

- ‌كتَاب السَّلَام

- ‌ باب فضل السلام والأمر بإفشائه

- ‌ باب كيفية السلام

- ‌ باب آداب السلام

- ‌ باب استحباب إعادة السلام عَلَى من تكرَّر لقاؤه عَلَى قرب بأن دخل ثم خرج ثُمَّ دخل في الحال، أَو حال بينهما شجرة ونحوها

- ‌ باب استحباب السلام إِذَا دخل بيته

- ‌ باب السلام عَلَى الصبيان

- ‌ باب سلام الرجل على زوجته والمرأة من محارمه وعلى أجنبية وأجنبيات لا يخاف الفتنة بهن

- ‌باب تحريم ابتداء الكافر بالسلام وكيفية الرد عليهم واستحباب السلام على أهل مجلسٍ فيهم مسلمون وكفار

- ‌ باب استحباب السلام إِذَا قام منَ المجلس وفارق جلساءه أَوْ جليسه

- ‌ باب الاستئذان وآدابه

- ‌ باب بيان أنَّ السنة إِذَا قيل للمستأذن: من أنت؟ أن يقول: فلان فيسمي نفسه بما يعرف به من اسم أَوْ كنية وكراهة قوله"أنا"ونحوها

- ‌ باب استحباب تشميت العاطس إِذَا حمد الله تَعَالَى وكراهة تشميته إذا لَمْ يحمد الله تَعَالَى وبيان آداب التشميت والعطاس والتثاؤب

- ‌ باب استحباب المصافحةِ عندَ اللقاء وبشاشةِ الوجهِ وتقبيل يد الرجل الصالح وتقبيل ولده شفقة ومعانقة القادم من سفر وكراهية الانحناء

- ‌كتاب عيادة المريض وتشييع الميت

- ‌باب عيادة المريض

- ‌ باب مَا يُدعى به للمريض

- ‌ بابُ استحباب سؤالِ أهلِ المريضِ عَنْ حاِلهِ

- ‌ باب مَا يقوله مَن أيس من حياته

- ‌ باب استحباب وصية أهل المريض ومن يخدمه بالإحسان إليه والصبر عَلَى مَا يشق من أمره وكذا الوصية بمن قرب سبب موته بحد أَوْ قصاص ونحوهما

- ‌ باب جواز قول المريض: أنَا وجع، أَوْ شديد الوجع أَوْ مَوْعُوكٌ أَوْ"وارأساه"ونحو ذلك

- ‌ باب تلقين المحتضر: لا إله إِلَاّ اللهُ

- ‌ باب مَا يقوله بعد تغميض الميت

- ‌ باب ما يقال عند الميت وَمَا يقوله من مات له ميت

- ‌ باب جواز البكاء عَلَى الميت بغير ندب وَلَا نياحة أمَّا النِّيَاحَةُ فَحَرَامٌ

- ‌ باب الكف عما يرى في الميت من مكروه

- ‌ باب الصلاة عَلَى الميت وتشييعه وحضور دفنه وكراهة اتباع النساء الجنائز

- ‌ باب استحباب تكثير المصلين عَلَى الجنازة وجعل صفوفهم ثلاثة فأكثر

- ‌ باب مَا يقرأ في صلاة الجنازة

- ‌ باب الإِسراع بالجنازة

- ‌ باب تعجيل قضاء الدَّين عن الميت والمبادرة إلى تجهيزه إلا أن يموت فجاءة فيترك حَتَّى يُتَيَقَّنَ مَوْتُه

- ‌ باب الموعظة عند القبر

- ‌ باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعة للدُّعاء له والاستغفار والقراءة

- ‌ باب الصدقة عن الميت والدعاء لَهُ

- ‌ باب ثناء الناس عَلَى الميت

- ‌ باب فضل من مات لَهُ أولاد صغار

- ‌ باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم وإظهار الافتقار إِلَى الله تَعَالَى والتحذير من الغفلة عن ذلك

- ‌كتَاب آداب السَّفَر

- ‌ باب استحباب الخروج يوم الخميس واستحبابه أول النهار

- ‌ باب استحباب طلب الرفقة وتأميرهم عَلَى أنفسهم واحداً يطيعونه

- ‌ باب آداب السير والنزول والمبيت والنوم في السفر واستحباب السُّرَى والرفق بالدواب

- ‌ بابُ إعانةِ الرفيقِ

- ‌ باب ما يقوله إذا ركب الدابة للسفرِ

- ‌ باب تكبير المسافر إِذَا صعد الثنايا وشبهها وتسبيحه إذا هبط الأودية

- ‌ باب استحباب الدعاء في السفر

- ‌ باب مَا يدعو بِهِ إِذَا خاف ناساً أَوْ غيرهم

- ‌ باب مَا يقول إِذَا نزل منْزلاً

- ‌ باب استحباب تعجيل المسافر في الرجوع إِلَى أهله إِذَا قضى حاجته

- ‌ باب استحباب القدوم عَلَى أهله نهاراً وكراهته في الليل لغير حاجة

- ‌ باب ما يقوله إِذَا رجع وإذا رأى بلدته

- ‌ باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد الذي في جواره وصلاته فيه ركعتين

- ‌ باب تحريم سفر المرأة وحدها

- ‌كتَاب الفَضَائِل

- ‌ باب فضل قراءة القرآن

- ‌ باب الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان

- ‌ باب استحباب تحسين الصَّوت بالقرآن وطلب القراءة من حَسَن الصوت والاستماع لها

- ‌ باب الحثِّ عَلَى سور وآيات مخصوصة

- ‌ باب استحباب الاجتماع عَلَى القراءة

- ‌ باب فضل الوضوء

- ‌ باب فضل الأذان

- ‌ باب فضل الصلوات

- ‌ باب فضل صلاة الصبح والعصر

- ‌ باب فضل المشي إلى المساجد

- ‌ باب فضل انتظار الصلاة

- ‌ باب فضل صلاة الجماعة

- ‌ باب الحثِّ عَلَى حضور الجماعة في الصبح والعشاء

- ‌ باب الأمر بالمحافظة عَلَى الصلوات المكتوبات والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهنَّ

- ‌ باب فضلِ الصفِّ الأوَّلِ والأمرِ بإتمامِ الصفوفِ الأُولِ، وتسويِتها، والتراصِّ فِيهَا

- ‌ بابُ فَضْلِ السنَنِ الراتِبِة مَعَ الفَرَائِضِ وبيانِ أَقَلِّهَا وأَكْمَلِها وما بينَهُما

- ‌ باب تأكيد ركعتي سنَّةِ الصبح

- ‌ باب تخفيف ركعتي الفجر وبيان مَا يقرأ فيهما، وبيان وقتهما

- ‌ باب استحباب الاضطجاع بعد بعد ركعتي الفجر عَلَى جنبه الأيمن والحث عليه سواءٌ كَانَ تهجَّدَ بِاللَّيْلِ أمْ لا

- ‌ باب سُنّة الظهر

- ‌ باب سُنَّة العصر

- ‌ باب سُنَّة المغرب بَعدَها وقبلَها

- ‌ باب سُنَّة العشاء بَعدها وقبلها

- ‌ باب سُنّة الجمعَة

- ‌ باب استحباب جعل النوافل في البيت سواء الراتبة وغيرُها والأمر بالتحول للنافلة من موضع الفريضة أَو الفصل بينهما بكلام

- ‌ باب الحثِّ على صلاة الوتر وبيان أنه سُنة مؤكدة وبيان وقته

- ‌ باب فضل صلاة الضحى وبيان أقلِّها وأكثرها وأوسطها، والحثِّ عَلَى المحافظة عَلَيْهَا

- ‌ باب: تجويز صلاة الضحى من ارتفاع الشمس إلى زوالها والأفضل أن تصلَّى عِنْدَ اشتداد الحرِّ وارتفاع الضحى

- ‌ باب الحثِّ على صلاة تحية المسجد

- ‌ باب استحباب ركعتين بَعْد الوضوء

- ‌ باب فضل يوم الجمعَة ووُجوبها والاغتِسال لَهَا والتطيّب والتبكير إِلَيْهَا

- ‌ باب استحباب سجُود الشكرعند حصول نعمة ظاهرة أَو اندفاع بلية ظاهرة

- ‌ باب فضل قيام الليل

- ‌ باب استحباب قيام رمضان وهو التروايح

- ‌ باب فضل قيام ليلة القدْر وبَيان أرجى لياليها

- ‌ باب فضل السِّواك وخصال الفطرة

- ‌ باب تأكيد وجُوب الزكاة وبَيان فضلها وَمَا يتعلق بِهَا

- ‌ باب وجوب صوم رمضان وبَيان فضل الصيام وَمَا يتعلق بِهِ

- ‌ باب الجود وفعل المعروف والإكثار من الخير في شهر رمضان

- ‌ باب النَّهْي عن تقدم رمضانَ بصوم بعد نصف شعبان إلَاّ لمن وصله بما قبله، أَوْ وافق عادة لَهُ

- ‌ باب مَا يُقَالُ عِنْدَ رُؤْيَةِ الهِلالِ

- ‌ باب فَضْلِ السُّحورِ وتأخيرِهِ مَا لَمْ يَخْشَ طُلُوع الفَجْرِ

- ‌ بابُ أمرِ الصَّائمِ بحِفْظِ لسانِهِ وَجَوَارِحِهِ عَنِ المُخَالفَاتِ والمُشَاتَمَةِ وَنَحْوهَا

- ‌ باب في مَسائل من الصوم

- ‌ باب بيان فضل صوم المُحَرَّم وشعبان والأشهر الحُرمُ

- ‌ باب فضل الصوم وغيره في العشر الأوَّل من ذي الحجة

- ‌ باب فضل صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء

- ‌باب استحباب صوم ستة أيام من شوال

- ‌ باب استحباب صوم الإثنين والخميس

- ‌ باب استحباب صَوم ثلاثة أيام من كل شهر

- ‌ باب فضل مَنْ فَطَّر صَائماً وفضل الصائم الذي يؤكل عنده، ودعاء الآكل للمأكول عنده

- ‌كتاب الاعتكاف

- ‌ باب فضل الاعتكاف

- ‌كتَاب الحَجّ

- ‌ باب وجوب الحج وفضله

- ‌كتاب الجهاد

- ‌ باب فضل الجهاد

- ‌ باب بيان جماعة منَ الشهداء في ثواب الآخرة ويغسلون ويُصَلَّى عليهم بخلاف القتيل في حرب الكفار

- ‌ باب فضل العتق

- ‌باب فضل الإحسان على المملوك

- ‌ باب فضل المملوك الذي يؤدي حقَّ اللهِ وحقَّ مواليهِ

- ‌ باب فضل العبادةِ في الهرج وَهُوَ الاختلاط والفتن ونحوها

- ‌باب فضل السماحة في البيع والشراء

- ‌كتابُ العِلم

- ‌ بابُ فضل العلم

- ‌كتابُ حمد الله تعالى وشكره

- ‌ بابُ فضل الحمد والشكر

- ‌كتابُ الصَّلاة عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ باب فضل الصَّلاة عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب الأذْكَار

- ‌ باب فَضلِ الذِّكْرِ والحثِّ عليه

- ‌ باب مَا يقوله عِنْدَ نومه واستيقاظِه

- ‌ باب فضل حِلَقِ الذِّكْر والنَّدب إِلَى ملازمتها والنهَّي عن مفارقتها لغير عذر

- ‌ باب الذكر عِنْدَ الصباح والمساء

- ‌ باب مَا يقوله عِنْدَ النوم

- ‌كتاب الدعوات

- ‌ باب فضل الدعاء

- ‌ باب فضل الدُّعاء بظهر الغيب

- ‌ باب في مسائل من الدعاء

- ‌ باب كرامات الأولياء وفضلهم

- ‌كتَاب الأمُور المَنهي عَنْهَا

- ‌ باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان

- ‌ باب تحريم سماع الغيبة وأمر من سمع غيبةً محرَّمة بردِّها، والإِنكار عَلَى قائلها

- ‌ باب مَا يُباح من الغيبة

- ‌ باب تحريم النميمة وهي نقل الكلام بَيْنَ الناس عَلَى جهة الإِفساد

- ‌ باب النهي عن نَقْل الحديثِ وكلام الناس إِلَى ولاة الأمورِ إِذَا لَمْ تدْعُ إِلَيْهِ حاجةٌ كَخَوفِ مفسدةٍ ونحوها

- ‌ باب ذمِّ ذِي الوَجْهَيْن

- ‌ باب تحريم الكذب

- ‌ باب بيان مَا يجوز من الكذب

- ‌ باب الحثَّ عَلَى التثُّبت فيما يقوله ويحكيه

- ‌ باب بيان غلظ تحريم شهادة الزُّور

- ‌ باب تحريم لَعْن إنسان بعَينه أَوْ دابة

- ‌ باب جواز لَعْن بعض أصحاب المعاصي غير المُعَيّنِين

- ‌ باب تحريم سَبّ المسلم بغير حق

- ‌ باب تحريم سَبّ الأموات بغير حقِّ ومصلحةٍ شرعية

- ‌ باب النهي عن الإيذاء

- ‌ باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر

- ‌ باب تحريم الحسد

- ‌ باب النهي عن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة

- ‌ باب تحريم احتقار المسلمين

- ‌ باب النهي عن إظهار الشماتة بِالمُسْلِم

- ‌ باب تحريم الطَّعْن في الأنساب الثابتة في ظاهر الشرع

- ‌ باب النهي عن الغش والخِداع

- ‌ باب تحريم الغَدر

- ‌ باب النهي عن المنِّ بالعطية ونحوها

- ‌ باب النهي عن الافتخار والبغي

- ‌ باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام إِلَاّ لبدعة في المهجور أَوْ تظاهرٍ بفسقٍ أَوْ نحو ذَلِكَ

- ‌ باب النهي عن تناجي اثنين دونَ الثالث بغير إذنه إِلَاّ لحاجةٍ

- ‌ باب النهي عن تعذيب العَبْد والدابة والمرأة والولد بغير سبب شرعي أَوْ زائد عَلَى قدر الأدب

- ‌ باب تحريم التعذيب بالنار في كل حيوان حَتَّى النملة ونحوها

- ‌ باب تحريم مطل الغني بحقٍّ طلبه صاحبه

- ‌ باب كراهة عودة الإِنسان في هبة لَمْ يُسلِّمها إِلَى الموهوب لَهُ وفي هبة وهبها لولده

- ‌ باب تأكيد تحريم مال اليتيم

- ‌ باب تغليظ تحريم الربا

- ‌ باب تحريم الرياء

- ‌ باب ما يتوهم أنه رياء وليس برياء

- ‌ باب تحريم النظر إِلَى المرأة الأجنبية

- ‌ باب تحريم الخلوة بالأجنبية

- ‌ باب تحريم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في لباس وحركة وغير ذَلِكَ

- ‌ باب النهي عن التشبه بالشيطان والكفار

- ‌ باب نهي الرجل والمرأة عن خضاب شعرهما بسواد

- ‌ باب النهي عن القَزَع وَهُوَ حلق بعض الرأس دون بعض، وإباحة حَلْقِهِ كُلّهِ للرجل دون المرأة

- ‌ باب تحريم وصل الشعر والوشم والوَشر وهو تحديد الأسنان

- ‌ باب النهي عن نتف الشيب من اللحية والرأس وغيرهماوعن نتف الأمرد شعر لحيته عند أول طلوعه

- ‌ باب كراهية الاستنجاء باليمين ومس الفرج باليمين من غير عذر

- ‌ باب كراهة المشي في نعلٍ واحدةٍ، أو خفّ واحد لغير عذروكراهة لبس النعل والخف قائماً لغير عذر

- ‌ باب النهي عن ترك النار في البيت عند النوم ونحوه سواء كانت في سراج أو غيره

- ‌ باب النهي عن التكلف وهو فعلُ وقول ما لا مصلحة فيه بمشقة

- ‌ باب تحريم النياحة على الميت، ولطم الخدِّ وشقِّ الجيب ونتف الشعر وحلقه، والدعاء بالويل والثبور

- ‌ باب النَّهي عن إتيان الكُهّان والمنجِّمين والعُرَّاف وأصحاب الرمل، والطوارق بالحصى وبالشعير ونحو ذلك

- ‌ باب النهي عن التَّطَيُّرِ

- ‌ باب تحريم تصوير الحيوان في بسَاط أوحجر أو ثوب أو درهم أو مخدَّة أو دينار أو وسادة وغير ذلك وتحريم اتخاذ الصورة في حائط وستر وعمامة وثوب ونحوها والأمر بإتلاف الصور

- ‌ باب تحريم اتخاذ الكلب إلا لصَيْد أو ماشية أو زرع

- ‌ باب كراهة تعليق الجرس في البعير وغيره من الدواب وكراهية استصحاب الكلب والجرس في السفر

- ‌ باب كراهة ركوب الجلَاّلة وهي البعير أو الناقة التي تأكل العَذِرة، فإنْ أكلت علفاً طاهراً فطاب لحمها، زالت الكراهة

- ‌ باب النهي عن البُصاق في المسجد والأمر بإزالته منه إذا وجد فيه والأمر بتنزيه المسجد عن الأقذار

- ‌ باب كراهة الخصومة في المسجد ورفع الصوت فِيهِ، ونشد الضالة والبيع والشراء والإِجارة ونحوها من المعاملات

- ‌ باب نَهْي من أكل ثوماً أَوْ بصلاً أَوْ كُرَّاثاً أَوْ غيره مِمَّا لَهُ رائحة كريهة عن دخول المسجد قبل زوال رائحته إِلَاّ لضرورة

- ‌ باب كراهية الاحتباء يوم الجمعة والإمام يخطب لأنَّه يجلب النوم فيفوت استماع الخطبة ويخاف انتقاض الوضوء

- ‌ باب نهي مَنْ دخل عليه عشر ذي الحجة وأراد أنْ يضحِّيَ عن أخذ شيء من شعره أو أظفاره حتى يضّحيَ

- ‌ باب النَّهي عَن الحلف بمخلوق كالنبي والكعبة والملائكة والسماء والآباء والحياة والروح والرأس ونعمة السلطان وتُرْبَة فلان والأمانة، وهي من أشدها نهياً

- ‌ باب تغليظ اليمين الكاذبة عمداً

- ‌ باب العفو عن لغو اليمين وأنَّه لا كفارة فِيهِ، وَهُوَ مَا يجري عَلَى اللسان بغير قصد اليمين

- ‌ باب كراهة الحلف في البيع وإنْ كان صادقاً

- ‌ باب كراهة أنْ يسأل الإِنسان بوجه الله عز وجل غير الجنة وكراهة منع من سأل بالله تعالى وتشفَّع به

- ‌ باب تحريم قوله شاهِنشاه للسلطان وغيره لأن معناه ملك الملوك، ولا يوصف بذلك غير الله سبحانه وتعالى

- ‌ باب النهي عن مخاطبة الفاسق والمبتدع ونحوهما بِسَيِّد ونحوه

- ‌ باب كراهة سبَّ الحُمّى

- ‌ باب النهي عن سبَّ الريح، وبيان ما يقال عند هبوبها

- ‌ باب كراهة سبَّ الدِّيك

- ‌ باب النهي عن قول الإِنسان: مُطِرْنَا بِنَوْء كذا

- ‌ باب تحريم قوله لمسلم: يا كافر

- ‌ باب النهي عن الفُحش وبَذاءِ اللِّسان

- ‌ باب كراهة التقعير في الكلام بالتشدُّق وتكلُّف الفصاحة واستعمال وَحشيّ اللُّغة ودقائق الإعراب في مخاطبة العوام ونحوهم

- ‌ باب كراهة قوله: خَبُثَتْ نَفْسي

- ‌ باب كراهة تسمية العنب كرْماً

- ‌ باب النهي عن وصف محاسن المرأة لرجل إلَاّ أن يحتاج إلى ذلك لغرض شرعي كنكاحها ونحوه

- ‌ باب كراهة قول الإِنسان: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إن شئت بل يجزم بالطلب

- ‌ باب كراهة قول: ما شاء اللهُ وشاء فلان

- ‌ باب كراهة الحديث بعد العشاء الآخرة

- ‌باب تحريم امتناع المرأة من فراش زوجها إِذَا دعاها ولم يكن لَهَا عذر شرعي

- ‌باب تحريم صوم المرأة تطوعاً وزوجها حاضر إلا بإذنه

- ‌ باب تحريم رفع المأموم رأسه من الركوع أَو السجود قبل الإِمام

- ‌ باب كراهة وضع اليد عَلَى الخاصرة في الصلاة

- ‌ باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام ونفسه تتوق إِلَيْهِ أَوْ مَعَ مدافعة الأخبثين:

- ‌ باب النهي عن رفع البَصَر إِلَى السماء في الصلاة

- ‌ باب كراهة الالتفات في الصلاة لغير عذر

- ‌ باب النهي عن الصلاة إِلَى القبور

- ‌ باب تحريم المرور بَيْنَ يَدَي المصَلّي

- ‌ باب كراهة تخصيص يوم الجمعة بصيام أَوْ ليلته بصلاة من بين الليالي

- ‌ باب تحريم الوصَال في الصوم وَهُوَ أنْ يصوم يَومَينِ أَوْ أكثر، وَلَا يأكل وَلَا يشرب بينهما

- ‌ باب تحريم الجلوس عَلَى قبر

- ‌ باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه

- ‌ باب تغليظ تحريم إباق العبد من سيده

- ‌ باب تحريم الشفاعة في الحدود

- ‌ باب النهي عن التغوط في طريق النَّاس وظلِّهم وموارد الماء ونحوها

- ‌ باب النهي عن البول ونحوه في الماء الراكد

- ‌ باب كراهة تفضيل الوالد بعض أولاده على بعض في الهِبَة

- ‌ باب تحريم إحداد المرأة على ميت فوق ثلاثة أيام إلا على زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام

- ‌ باب تحريم بيع الحاضر للبادي وتلقي الركبان والبيع على بيع أخيه والخِطبة على خطبته إلا أنْ يأذن أو يردَّ

- ‌ باب النهي عن إضاعة المال في غير وجوهه التي أذن الشرع فيها

- ‌ باب النهي عن الإِشارة إلى مسلم بسلاح سواء كان جاداً أو مازحاً، والنهي عن تعاطي السيف مسلولاً

- ‌ باب كراهة الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لعذر حتى يصلي المكتوبة

- ‌ باب كراهة ردَّ الريحان لغير عذر

- ‌ باب كراهة المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدةٌ من إعجاب ونحوه، وجوازه لمن أُمِنَ ذلك في حقه

- ‌ باب كراهة الخروج من بلد وقع فيها الوباء فراراً منه وكراهة القدوم عليه

- ‌ باب التغليظ في تحريم السِّحْرِ

- ‌ باب النهي عن المسافرة بالمصحف إِلَى بلاد الكفار إِذَا خيف وقوعه بأيدي العدوّ

- ‌ باب تحريم استعمال إناء الذهب وإناء الفضة في الأكل والشرب والطهارة وسائر وجوه الاستعمال

- ‌ باب تحريم لبس الرجل ثوباً مزعفراً

- ‌ باب النهي عن صمت يومٍ إلَى الليل

- ‌ باب تحريم انتساب الإِنسان إِلَى غير أَبيه وَتَولِّيه إِلَى غير مَواليه

- ‌ باب التحذير من ارتكاب ما نهى الله عز وجل أَو رسوله صلى الله عليه وسلم عنه

- ‌ باب ما يقوله ويفعله من ارتكب منهياً عنه

- ‌كتاب المنثورات والملح

- ‌ بابُ المنثورات والملح

- ‌ باب الاستغفار

الفصل: ‌باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات

أَلا كُلُّ شيْءٍ مَا خَلا اللهَ بَاطِلُ

متفقٌ عليه.

ص: 180

56-

‌باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار عَلَى القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات

قَالَ الله تَعَالَى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً، إِلَاّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً} [مريم:59،60] وقال تَعَالَى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ، وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً} [القصص:79،80] وقال تَعَالَى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر:8] وقال تَعَالَى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً} [الإسراء:18] .

والآيات في الباب كثيرةٌ معلومةٌ.

1/491-وعن عائشةَ، رضي الله عنها، قالت: مَا شَبعَ آلُ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ. متفقٌ عَلَيْهِ.

وفي رواية: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم مُنْذُ قَدِمَ المَدِينةَ مِنْ طَعامِ البرِّ ثَلاثَ لَيَال تِبَاعاً حَتَّى قُبِض.

2/492-وعن عُرْوَةَ عَنْ عائشة رضي الله عنها، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: وَاللَّه يَا ابْنَ أُخْتِي إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إلى الهِلالِ ثمَّ الهِلالِ. ثُمَّ الهلالِ ثلاثةُ أَهِلَّةٍ في شَهْرَيْنِ. وَمَا أُوقِدَ في أَبْيَاتِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم نارٌ

ص: 180

قُلْتُ: يَا خَالَةُ فَمَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قالتْ: الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالمَاءُ إِلَاّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جِيرانٌ مِنَ الأَنْصَارِ. وَكَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ وَكَانُوا يُرْسِلُونَ إِلى رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم مِنْ أَلبانها فَيَسْقِينَا. متفقٌ عَلَيْهِ.

3/493-وعن أَبي سعيدٍ المقْبُريِّ عَنْ أَبي هُرَيرةَ رضي الله عنه. أَنه مَرَّ بِقَوم بَيْنَ أَيْدِيهمْ شَاةٌ مَصْلِيةٌ. فَدَعَوْهُ فَأَبى أَنْ يَأْكُلَ، وقال: خَرج رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم مَنْ الدُّنْيَا ولمْ يشْبعْ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ. رواه البخاري.

"مَصْلِيَّةٌ"بفتحِ الميم: أَيْ: مَشْوِيةٌ.

4/494-وعن أَنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: لمْ يأْكُل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خِوَانٍ حَتَّى مَات، وَمَا أَكَلَ خُبزاً مرَقَّقاً حَتَّى مَاتَ. رواه البخاري.

وفي روايةٍ لَهُ: وَلا رَأَى شَاةَ سَمِيطاً بِعَيْنِهِ قطُّ.

5/495-وعن النُّعمانِ بن بشيرٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم وَمَا يَجِدُ مِنْ الدَّقَلِ مَا يَمْلأُ بِهِ بَطْنَهُ، رواه مسلم.

الدَّقَلُ: تمْرٌ رَدِيءٌ.

6/496-وعن سهل بن سعدٍ رضي الله عنه، قال: ما رَأى رُسولُ صلى الله عليه وسلم النّقِيّ منْ حِينَ ابْتعَثَهُ اللَّه تَعَالَى حتَّى قَبَضَهُ اللَّه تَعَالَى، فقِيلَ لَهُ هَلْ كَانَ لَكُمْ في عهْد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مَنَاخلُ؟ قَالَ: مَا رَأى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مُنْخَلَا مِنْ حِينَ ابْتَعثَهُ اللَّه تَعَالَى حَتَّى قَبَضُه اللَّه تَعَالَى، فَقِيلَ لهُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غيرَ منْخُولٍ؟ قَالَ: كُنَّا نَطْحُنَهُ ونَنْفُخُهُ، فَيَطيرُ مَا طارَ، وَمَا بَقِي ثَرَّيْناهُ. رواه البخاري.

قَوْله:"النَّقِيّ": هُوَ بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياءِ. وهُوَ الخُبْزُ الحُوَّارَى، وَهُوَ: الدَّرْمَكُ، قَوْله:"ثَرَّيْنَاهُ"هُو بثاءٍ مُثَلَّثَةٍ، ثُمَّ رَاءٍ مُشَدَّدَةٍ، ثُمَّ ياءٍ مُثَنَّاةٍ مِنْ تَحْت ثُمَّ نون، أَيْ: بَلَلْناهُ وعَجَنَّاهُ.

7/497-وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ذاتَ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ، فَإِذا هُوَ بِأَبي بكْرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما، فَقَالَ:"مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُما هذِهِ السَّاعَةَ؟ "قَالا: الجُوعُ يَا رَسولَ اللَّه.

ص: 181

قالَ:"وَأََنا، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لأَخْرَجَني الَّذِي أَخْرَجَكُما. قُوما"فقَاما مَعَهُ، فَأَتَى رَجُلاً مِنَ الأَنْصارِ، فَإِذَا هُوَ لَيْسَ في بيتهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ المرَأَةُ قالَتْ: مَرْحَباً وَأَهْلاً. فقال لَهَا رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَيْنَ فُلانٌ"قالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا الماءَ، إِذْ جاءَ الأَنْصَاريُّ، فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قالَ: الحَمْدُ للَّه، مَا أَحَدٌ اليَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيافاً مِنِّي فانْطَلقَ فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وتَمْرٌ ورُطَبٌ، فَقَالَ: كُلُوا، وَأَخَذَ المُدْيَةَ، فَقَالَ لَهُ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إِيَّاكَ وَالحَلُوبَ"فَذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذلكَ العِذْقِ وشَرِبُوا. فلمَّا أَنْ شَبعُوا وَرَوُوا قَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لأَبي بكرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما:"وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هذَا النَّعيمِ يَوْمَ القِيامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هذا النَّعِيمُ" رواه مسلم.

قَوْلُها:"يَسْتَعْذبُ"أَيْ: يَطْلبُ الماءَ العَذْبَ، وهُوَ الطَّيبُ. وَ"العِذْقُ"بكسر العين وإسكان الذال المعجمة: وَهُو الكِباسَةُ، وهِيَ الغُصْنُ. وَ"المُدْيةُ"بضم الميم وكسرِها: هي السِّكِّينُ. وَ"الحلُوبُ"ذاتُ اللبَن. وَالسؤالُ عَنْ هَذَا النعِيم سُؤالُ تَعدِيد النِّعَم لا سُؤالُ توْبيخٍ وتَعْذِيبٍ. واللَّهُ أَعْلَمُ وَهَذَا الأنصارِيُّ الَّذِي أَتَوْهُ هُوَ أَبُو الهَيْثمِ بنُ التَّيِّهان رضي الله عنه، كَذا جاءَ مُبَيناً في روايةِ الترمذي وغيره.

8/498-وعن خالدِ بنِ عُمَرَ العَدَويِّ قَالَ: خَطَبَنَا عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ، وكانَ أَمِيراً عَلى البَصْرَةِ، فَحمِدَ اللَّه وأَثْنى عليْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا بعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بصُرْمٍ، ووَلَّتْ حَذَّاءَ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَاّ صُبَابَةٌ كَصُبابةِ الإِناءِ يتصابُّها صاحِبُها، وإِنَكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْها إِلَى دارٍ لَا زَوالَ لهَا، فانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُم فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لَنا أَنَّ الحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفِير جَهَنَّمَ فَيهْوى فِيهَا سَبْعِينَ عَاماً لَا يُدْركُ لَها قَعْراً، واللَّهِ لَتُمْلأَنَّ.. أَفَعَجِبْتُمْ،؟ ولَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْراعَيْنِ مِنْ مَصاريعِ الجَنَّةِ مَسيرةَ أَرْبَعِينَ عَاماً، وَلَيَأْتِينَّ عَلَيها يَوْمٌ وهُوَ كَظِيظٌ مِنَ الزِّحامِ، وَلَقَدْ رأَيتُني سابعَ سبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مالَنا طَعامٌ إِلَاّ وَرَقُ الشَّجَرِ، حَتَّى قَرِحَتْ أَشْداقُنا، فالْتَقَطْتُ بُرْدَةً فشَقَقْتُها بيْني وَبَينَ سَعْدِ بنِ مالكٍ فَاتَّزَرْتُ بنِصْفِها، وَاتَّزَر سَعْدٌ بنِصفِها، فَمَا أَصْبَحَ اليَوْم مِنَّا أَحَدٌ إِلَاّ أَصْبَحَ أَمِيراً عَلى مِصْرٍ مِنْ الأَمْصَارِ. وإِني أَعُوذُ باللَّهِ أَنْ أَكْونَ فِي نَفْسي عَظِيماً. وعِنْدَ اللَّهِ صَغِيراً. رواهُ مسلم.

قَوْله:"آذَنَتْ"هُوَ بَمدِّ الأَلِفِ، أَيْ: أَعْلَمَتْ. وَقَوْلُه:"بِصُرْمٍ": هُوَ بضم الصاد. أيْ: بانْقطاعِها وَفَنائِها. وَقوله"ووَلَّتْ حَذَّاءَ"هُوَ بحاءٍ مهملةٍ مفتوحةٍ، ثُمَّ ذال معجمة مشدَّدة، ثُمَّ أَلف ممدودَة. أَيْ:

ص: 182

سَريعَة وَ"الصُّبابةُ"بضم الصاد المهملة: وهِي البقِيَّةُ اليَسِيرَةُ. وقولُهُ:"يَتَصابُّها"هُوَ بتشديد الباءِ قبل الهاء. أَيْ: يجْمَعُها. وَالكَظِيظُ: الكثيرُ المُمْتَلئُ. وَقَوْلُه:"قَرِحَتْ"هُوَ بفتحِ القاف وكسر الراءِ، أَيْ: صارَتْ فِيهَا قُرُوحٌ.

9/499-وعن أَبي موسى الأَشْعَريِّ رضي الله عنه قَالَ: أَخْرَجَتْ لَنا عائِشَةُ رضي الله عنها كِساء وَإِزاراً غَلِيظاً قالَتْ: قُبِضَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في هَذَيْنِ. متفقٌ عَلَيْهِ.

10/500-وعنْ سَعد بن أَبي وَقَّاصٍ. رضي الله عنه قَالَ: إِنِّي لأَوَّلُ العَربِ رَمَى بِسَهْمِ في سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَقَدْ كُنا نَغْزُو مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَاّ وَرَقُ الحُبْلَةِ. وَهذا السَّمَرُ. حَتى إِنْ كانَ أَحَدُنا لَيَضَعُ كما تَضَعُ الشاةُ مالَهُ خَلْطٌ. متفقٌ عَلَيْهِ.

"الحُبْلَةِ"بضم الحاءِ المهملة وإِسكانِ الباءِ الموحدةِ: وَهِيَ والسَّمُرُ، نَوْعانِ مَعْروفانِ مِنْ شَجَرِ البَادِيَةِ.

11/ٍ501-وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه. قَالَ: قالَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ رزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتاً" متفقٌ عليه.

قَالَ أَهْلُ اللُّغَة والْغَرِيبِ: معْنَى"قُوتاً"أَيْ مَا يَسدُّ الرَّمَقَ.

12/502-وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: واللَّه الَّذِي لَا إِلهَ إِلَاّ هُوَ، إِنْ كُنْتُ لأعَتمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الأَرْضِ مِنَ الجُوعِ، وإِنْ كُنْتُ لأشُدُّ الحجَرَ عَلَى بَطْني منَ الجُوعِ. وَلَقَدْ قَعَدْتُ يوْماً على طَرِيقهِمُ الذي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي، وعَرَفَ مَا فِي وجْهي ومَا فِي نَفْسِي، ثُمَّ قال:"أَباهِرٍّ،،"قلتُ: لَبَّيْكَ يَا رسولَ اللَّه، قَالَ:"الحَقْ"ومَضَى، فَاتَّبَعْتُهُ، فدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ، فَأُذِنَ لِي فدَخَلْتُ، فوَجَدَ لَبَناًفي قَدحٍ فَقَالَ:"مِنْ أَيْنَ هذَا اللَّبَنُ؟ "قَالُوا: أَهْداهُ لَكَ فُلانٌ أَو فُلانة قَالَ:"أَبا هِرٍّ،،"قلتُ: لَبَّيْكَ يَا رسول اللَّه، قَالَ:"الْحَقْ إِلى أَهْل الصُّفَّةِ فادْعُهُمْ لِي". قَالَ: وأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضيَافُ الإِسْلام، لَا يَأْوُون عَلى أَهْلٍ، وَلَا مَالٍ، وَلَا عَلَى أَحَدٍ، وكانَ إِذَا أَتَتْهُ صدقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ. ولَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئاً، وإِذَا أَتَتْهُ هديَّةٌ أَرْسلَ إِلَيْهِمْ وأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا، فسَاءَني ذلكَ فَقُلْتُ: وَمَا هذَا اللَّبَنُ في أَهْلِ الصُّفَّةِ؟ كُنْتَ أَحَقَّ أَن أُصِيب منْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذا جاءُوا أَمَرنِي، فكُنْتُ أَنا أُعْطِيهِمْ، وَمَا عَسَى أَن يبْلُغَني منْ هَذَا اللَّبَنِ، ولمْ يَكُنْ منْ طَاعَةِ اللَّه وطَاعَةِ رسوله صلى الله عليه وسلم بدٌّ. فأَتيتُهُم فدَعَوْتُهُمْ،

ص: 183

فأَقْبَلُوا واسْتأْذَنوا، فَأَذِنَ لهُمْ وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ قَالَ:"يَا أَبا هِرّ،،"قلتُ: لَبَّيْكَ يَا رسولَ اللَّه، قَالَ:"خذْ فَأَعْطِهِمْ"قَالَ: فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْت أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يردُّ عليَّ الْقَدَحَ، فَأُعطيهِ الآخرَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يروَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَليَّ الْقَدحَ، حتَّى انْتَهَيتُ إِلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وََقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ، فَنَظَرَ إِليَّ فَتَبَسَّمَ، فَقَالَ:"أَبا هِرّ"قلتُ: لَبَّيْكَ يَا رسول اللَّه قَالَ:"بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ"قلتُ صَدَقْتَ يَا رسولَ اللَّه، قَالَ:"اقْعُدْ فَاشْرَبْ"فَقَعَدْتُ فَشَربْتُ: فَقَالَ:"اشرَبْ"فشَربْت، فَمَا زَالَ يَقُولُ:"اشْرَبْ"حَتَّى قُلْتُ: لا وَالَّذِي بعثكَ بالحَقِّ ما أَجِدُ لَهُ مسْلَكاً، قَالَ:"فَأَرِني"فأَعطيْتهُ الْقَدَحَ، فحمِدَ اللَّه تَعَالَى، وَسمَّى وَشَربَ"الفَضَلَةَ" رواه البخاري.

13/503-وعن مُحَمَّدِ بنِ سِيرينَ عن أَبي هريرةَ، رضي الله عنه، قَالَ: لَقَدْ رأَيْتُني وإِنِيّ لأَخِرُّ فِيما بَيْنَ مِنْبَرِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم إِلَى حُجْرَةِ عائِشَةَ رضي الله عنها مَغْشِيّاً عَلَيَّ، فَيجِيءُُ الجَائي، فيَضَعُ رِجْلَهُ عَلى عُنُقي، وَيرَى أَنِّي مَجْنونٌ وما بي مِن جُنُونٍ، وما بي إِلَاّ الجُوعُ. رواه البخاري.

14/504-وعن عائشةَ، رضي الله عنها، قَالَتْ: تُوُفِّيَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ودِرْعُهُ مرْهُونَةٌ عِند يهودِيٍّ في ثَلاثِينَ صَاعاً منْ شَعِيرٍ. متفقٌ عَلَيْهِ.

15/505-وعن أَنس رضي الله عنه قَالَ: رَهَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دِرْعهُ بِشَعِيرٍ، ومشيتُ إِلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخُبْزِ شَعيرٍ، وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ، وَلَقَدْ سمِعْتُهُ يقُولُ:" مَا أَصْبحَ لآلِ مُحَمَّدٍ صاعٌ وَلَا أَمْسَى وَإِنَّهُم لَتِسْعَةُ أَبْيَاتٍ"رواه البخاري.

"الإِهَالَةُ"بكسر الهمزة: الشَّحْمُ الذَّائِبُ. وَالسَّنِخَةُ"بِالنون والخاءِ المعجمة، وَهِي: المُتَغَيِّرةُ.

16/506-وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: لَقدْ رَأَيْتُ سبْعينَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، مَا مِنْهُم رَجلٌ عَلَيهِ رِدَاء، إِمَّا إِزارٌ وإِمَّا كِسَاءٌ، قَدْ ربطُوا في أَعْنَاقِهم فمِنهَا مَا يَبْلُغُ نِصفَ السَّاقيْنِ، وَمِنهَا مَا يَبلُغُ الكَعْبَينِ، فيجمعُهُ بِيَدِهِ كَراهِيَةَ أَن تُرَى عَوْرَتُهُ. رواه البخاري.

ص: 184

17/507-وعن عائشةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ فِرَاشُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مِن أدَمٍ حشْوُهُ لِيف. رواه البخاري.

18/508-وعن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا جُلُوساً مَعَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم إِذْ جاءَ رَجُلٌ مِن الأَنْصارِ، فسلَّم علَيهِ، ثُمَّ أَدبرَ الأَنْصَارِيُّ، فقال رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يَا أَخَا الأَنْصَارِ، كَيْفَ أَخِي سعْدُ بنُ عُبادةَ؟ "فَقَالَ: صَالحٌ، فَقَالَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مَنْ يعُودُهُ مِنْكُمْ؟ "فَقام وقُمْنا مَعَهُ، ونَحْنُ بضْعَةَ عشَر مَا علَينَا نِعالٌ وَلا خِفَافٌ، وَلا قَلانِسُ، وَلَا قُمُصٌ نَمْشِي في تلكَ السِّبَاخِ، حَتَّى جِئْنَاهُ، فاسْتَأْخَرَ قَوْمُهُ مِنْ حَوْله حتَّى دنَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابُهُ الَّذِين مَعهُ. رواه مسلم.

19/509-وعن عِمْرانَ بنِ الحُصَينِ رضي الله عنهما، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ:"خَيْرُكُمْ قَرنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يلوُنَهم، ثُمَّ الَّذِينَ يلُونَهُم" قَالَ عِمرَانُ: فَمَا أَدري قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّتَيْن أَو ثَلاثاً "ثُمَّ يَكُونُ بَعدَهُمْ قَوْمٌ يشهدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلا يُوفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهمْ السِّمَنُ" متفقٌ عَلَيْهِ.

20/510-وعن أَبي أُمامة رضي الله عنه قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يَا ابْنَ آدمَ: إِنَّكَ إِنْ تَبْذُل الفَضلَ خَيْرٌ لَكَ، وَأَن تُمْسِكهُ شرٌّ لَكَ، ولَا تُلامُ عَلى كَفَافٍ، وَابدأ بِمنْ تَعُولُ "رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

21/511-وعن عُبَيد اللَّه بِن مِحْصَنٍ الأَنْصارِيِّ الخَطْمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "منْ أَصبح مِنكُمْ آمِناً في سِرْبِهِ، مُعَافَىً في جَسدِه، عِندهُ قُوتُ يَومِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحذافِيرِها".رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.

"سِرْبِهِ"بكسر السين المهملة، أَي: نَفْسِهِ، وقِيلَ: قَومِه.

ص: 185

22/512-وعن عبدِ اللَّه بن عمرو بنِ العاصِ رضي الله عنهما، أَن رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ:"قَدْ أَفَلَحَ مَن أَسلَمَ، وكَانَ رِزقُهُ كَفَافاً، وَقَنَّعَهُ اللَّه بِمَا آتَاهُ "رواه مسلم.

23/513-وعن أَبي مُحَمَّد فَضَالَةَ بنِ عُبَيْد الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلى الإِْسلام، وَكَانَ عَيْشهُ كَفَافاً، وَقَنِعَ" رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسن صحيح.

24/514-وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَبِيتُ اللَّيَالِيَ المُتَتَابِعَةَ طَاوِياً، وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشاءَ، وَكَانَ أَكْثَرُ خُبْزِهِمْ خُبْز الشَّعِيرِ. رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح.

515-

وعن فضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه، أَن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى بِالنَّاسِ يَخِرُّ رِجَالٌ مِنْ قَامَتِهِمْ في الصَّلاةِ مِنَ الخَصَاصةِ وَهُمْ أَصْحابُ الصُّفَّةِ حَتَّى يَقُولَ الأَعْرَابُ: هُؤُلاءِ مَجَانِينُ، فَإِذَا صلَّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم انْصَرفِ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ:"لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ عِنْدَ اللَّه تَعَالَى، لأَحْبَبْتُمْ أَنْ تَزْدادُوا فَاقَةً وَحَاجَةً "رواه الترمذي، وقال حديثٌ صحيحٌ.

"الخَصاصَةُ": الْفَاقَةُ والجُوعُ الشَّديدُ.

26/516-وعن أَبي كَريمَةَ المِقْدامِ بن معْدِ يكَرِب رضي الله عنه قالَ: سمِعتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقَولُ: "مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطنِه، بِحسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبُهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ، فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ".

رواه الترمذي وقال: حديث حسن."أُكُلاتٌ"أَيْ: لُقمٌ.

27/517-وعن أَبي أُمَامَةَ إِيَاسِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيِّ الحارثيِّ رضي الله عنه قَالَ: ذَكَرَ أَصْحابُ رَسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يوْماً عِنْدَهُ الدُّنْيَا، فَقَالَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أَلا تَسْمَعُونَ؟ أَلا تَسْمَعُونَ؟ إِنَّ الْبَذَاذَة مِن الإِيمَان إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الإِيمَانِ"ي عْني: التَّقَحُّلَ. رواهُ أَبو داود.

ص: 186

"الْبَذَاذَةُ": بِالْبَاءِ المُوَحَّدةِ وَالذَّالَينِ المُعْجمَتَيْنِ، وَهِيَ رَثاثَةُ الهَيْئَةِ، وَتَرْكُ فَاخِرِ اللِّبَاسِ وأَمَّا"التَّقَحُّلُّ"فَبِالْقَافِ والحاء، قَالَ أَهْلُ اللُّغَة: المُتَقَحِّل: هُوَ الرَّجُلُ الْيَابِسُ الجِلدِ مِنْ خُشُونَةَ الْعَيْشِ، وَتَرْكِ التَّرَفَّهِ.

28/518-وعن أبي عبدِ اللَّه جابر بن عبدِ اللَّه رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَنَا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَأَمَّرَ عَلَينَا أَبَا عُبَيْدَةَ رضي الله عنه، نتَلَقَّي عِيراً لِقُرَيْشٍ، وَزَّودَنَا جِرَاباً مِنْ تَمْرٍ لَمْ يجِدْ لَنَا غَيْرَهُ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدةَ يُعْطِينَا تَمْرةً تَمْرَةً، فَقِيل: كَيْف كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ بِهَا؟ قَالَ: نَمَصُّهَا كَمَا يَمَصُّ الصَّبِيُّ، ثُمَّ نَشْرَبُ عَلَيهَا مِنَ المَاءِ، فَتَكْفِينَا يَوْمَنَا إِلى اللَّيْلِ، وكُنَّا نَضْرِبُ بِعِصيِّنا الخَبَطَ، ثُمَّ نَبُلُّهُ بِالمَاءِ فَنَأْكُلُهُ. قَالَ: وانْطَلَقْنَا عَلَى ساَحِلِ البَحْرِ، فرُفعَ لنَا عَلَى ساحِلِ البَحْرِ كهَيْئَةِ الكَثِيبِ الضَّخْمِ، فَأَتيْنَاهُ فَإِذا هِي دَابَّةٌ تُدْعى العَنْبَرَ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَيْتَةٌ، ثُمَّ قَالَ: لا، بلْ نحْنُ رسُلُ رسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وفي سبيلِ اللَّه، وقَدِ اضْطُرِرتمْ فَكلُوا، فَأَقَمْنَا علَيْهِ شَهْراً، وَنَحْنُ ثَلاثُمائَة، حتَّى سَمِنَّا، ولقَدْ رَأَيتُنَا نَغْتَرِفُ مِن وقْبِ عَيْنِهِ بالْقِلالِ الدُّهْنَ ونَقْطَعُ منْهُ الْفِدَرَ كَالثَّوْرِ أَو كقَدْرِ الثَّوْرِ، ولَقَدْ أَخَذَ مِنَّا أَبُو عُبيْدَةَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً فأَقْعَدَهُم في وقْبِ عَيْنِهِ وَأَخَذَ ضِلَعاً منْ أَضْلاعِهِ فأَقَامَهَا ثُمَّ رَحَلَ أَعْظَمَ بَعِيرٍ مَعَنَا فَمَرَّ منْ تَحْتِهَا وَتَزَوَّدْنَا مِنْ لحْمِهِ وَشَائِقَ، فَلمَّا قدِمنَا المديِنَةَ أَتَيْنَا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَذكْرَنَا ذلكَ لَهُ، فَقَالَ:"هُوَ رِزْقٌ أَخْرَجَهُ اللَّه لَكُمْ، فَهَلْ معَكمْ مِنْ لحْمِهِ شَيء فَتطْعِمُونَا؟ " فَأَرْسلْنَا إِلَى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مِنْهُ فَأَكَلَهُ. رواه مسلم.

"الجِرَابُ": وِعاء مِنْ جِلْدٍ مَعْرُوف، وَهُو بكَسِر الجيم وفتحِها، والكسرُ أَفْصحُ. قَوْلُهُ:"نَمَصُّهَا"بفتح الميم"والخَبْطَ"وَرَقُ شَجَرٍ مَعْرُوف تَأْكُلُهُ الإِبلُ."وَالكَثِيبُ"التَّلُّ مِنَ الرَّمْلِ،"والوَقْبُ": بفتحِ الواوِ وإِسكان القافِ وبعدهَا بَاءٌ موحدةٌ، وَهُو نقرة العيْن"وَالقِلالُ"الجِرَارُ."والفِدَرُ"بكسرِ الفاءِ وفتح الدال: القِطعُ."رَحَلَ البَعِيرَ"بتخفيفِ الحاءِ أيْ جعلَ عليه الرحْلَ. و"الْوَشَائق"بالشينِ المعجمةِ والقافِ: اللَّحْمُ الَّذي اقْتُطِعَ ليقَدَّدَ مِنْه، واللَّه أعلم.

29/519-وعن أَسْمَاءَ بنْتِ يَزِيدَ رضي الله عنها قالت: كانَ كُمُّ قمِيصِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إِلى الرُّصْغِ رواه أَبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن.

"الرُّصْغُ"بالصادِ والرُّسْغُ بالسينِ أَيضاً: هوَ المُفْصِلُ بينْ الكَفِّ والسَّاعِدِ.

30/520-وعن جابر رضي الله عنه قَالَ: إِنَّا كُنَّا يَوْم الخَنْدَقِ نَحْفِرُ، فَعَرضَتْ كُدْيَةٌ شَديدَةٌ،

ص: 187

فجاءُوا إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: هَذِهِ كُدْيَةٌ عَرَضتْ في الخَنْدَقِ. فَقَالَ: "أَنَا نَازِلٌ"ثُمَّ قَامَ وبَطْنُهُ معْصوبٌ بِحَجرٍ، وَلَبِثْنَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لَا نَذُوقُ ذَوَاقاً، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المِعْول، فَضرَب فَعَادَ كَثيباً أَهْيَلَ، أَوْ أَهْيَمَ.

فقلتَ: يَا رسولَ اللَّه ائْذَن لي إِلى البيتِ، فقلتُ لامْرَأَتي: رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْئاً مافي ذلكَ صبْرٌ فِعِنْدَكَ شَيءٌ؟ فقالت: عِندِي شَعِيرٌ وَعَنَاقٌ، فَذَبحْتُ العَنَاقَ، وطَحَنْتُ الشَّعِيرَ حَتَّى جَعَلْنَا اللحمَ في البُرْمَة، ثُمَّ جِئْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وَالعجِينُ قَدْ انْكَسَرَ والبُرْمَةُ بيْنَ الأَثَافِيِّ قَد كَادَتَ تَنْضِجُ.

فقلتُ: طُعَيِّمٌ لي فَقُمْ أَنْت يَا رسولَ اللَّه وَرَجُلٌ أَوْ رَجُلانِ، قَالَ:"كَمْ هُوَ؟ "فَذَكَرتُ لَهُ فَقَالَ:"كثِير طَيِّبٌ، قُل لَهَا لَا تَنْزِع البُرْمَةَ، ولا الخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ حَتَّى آتيَ"فَقَالَ:"قُومُوا"فقام المُهَاجِرُون وَالأَنْصَارُ، فَدَخَلْتُ عليها فقلت: وَيْحَكِ جَاءَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وَالمُهَاجِرُونَ، وَالأَنْصارُ وَمن مَعَهم، قالت: هَلْ سأَلَكَ؟ قلتُ: نَعَمْ، قَالَ:"ادْخُلوا وَلا تَضَاغَطُوا"فَجَعَلَ يَكْسِرُ الخُبْزَ، وَيجْعَلُ عليهِ اللحمَ، ويُخَمِّرُ البُرْمَةَ والتَّنُّورَ إِذا أَخَذَ مِنْهُ، وَيُقَرِّبُ إِلى أَصْحَابِهِ ثُمَّ يَنْزِعُ فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ وَيَغْرفُ حَتَّى شَبِعُوا، وَبَقِيَ مِنه، فَقَالَ:"كُلِي هذَا وَأَهدي، فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ "متفقٌ عَلَيْهِ.

وفي روايةٍ: قَالَ جابرٌ: لمَّا حُفِرَ الخَنْدَقُ رَأَيتُ بِالنبيِّ صلى الله عليه وسلم خَمَصاً، فَانْكَفَأْتُ إِلى امْرَأَتي فقلت: هَلْ عِنْدَكِ شَيْء، فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خَمَصاً شَدِيداً؟ فَأَخْرَجَتْ إِليَّ جِراباً فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ، داجِنٌ فَذَبحْتُهَا، وَطَحنتِ الشَّعِير فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي، وَقَطَّعْتُهَا في بُرَمتِهَا، ثُمَّ وَلَّيْتُ إِلَى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: لَا تفضحْني برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وَمَنْ معَهُ، فجئْتُه فَسَارَرْتُهُ فقلتُ يَا رسول اللَّه، ذَبَحْنا بُهَيمَةً لَنَا، وَطَحَنْتُ صَاعاً مِنْ شَعِيرٍ، فَتَعالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ مَعَكَ، فَصَاحَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"يَا أَهْلَ الخَنْدَق: إِنَّ جَابِراً قدْ صنَع سُؤْراً فَحَيَّهَلاًّ بكُمْ"فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ وَلا تَخْبِزُنَّ عجِينَكُمْ حَتَّى أَجيءَ". فَجِئْتُ، وَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقْدُمُ النَّاسَ، حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتي فقالتْ: بِك وَبِكَ، فقلتُ: قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ. فَأَخْرَجَتْ عَجِيناً فَبسَقَ فِيهِ وبارَكَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلى بُرْمَتِنا فَبَصَقَ وَبَارَكَ، ثُمَّ قال:"ادْعُ خَابزَةً فلْتَخْبزْ مَعكِ، وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُم وَلا تَنْزلُوها"وَهُمْ أَلْفٌ، فَأُقْسِمُ بِاللَّه لأَكَلُوا حَتَّى تَركُوهُ وَانَحرَفُوا، وإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ، وَأَنَّ عَجِينَنَا لَيخْبَز كَمَا هُوَ.

ص: 188

قَوْلُه:"عَرَضَت كُدْيَةٌ": بضم الكاف وإِسكان الدال وبالياءِ المثناة تَحْتَ، وَهِيَ قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ صُلْبَةٌ مِنَ الأَرْضِ لا يَعْمَلُ فيها الْفَأْسُ."وَالْكَثِيبُ"أَصْلُهْ تَلُّ الرَّمْلِ، والمُرَادُ هُنَا: صَارتْ تُراباً ناعِماً، وَهُوَ مَعْنَى"أَهْيَلَ". وَ"الأَثَافي": الأَحْجَارُ الَّتي يَكُونُ عَلَيْهَا القِدرُ. وَ"تَضَاغَطُوا": تَزَاحَمُوا. وَ"المَجاعَةُ": الجُوعُ، وَهُوَ بفتحِ الميم. وَ"الخَمصُ"بفتحِ الخاءِ المعجمة والميم: الجُوعُ. وَ"انْكَفَأْتُ": انْقَلَبْتُ وَرَجَعْتُ. و"الْبُهَيمَةُ"بضم الباءِ: تَصغير بَهْمَة، وَهِيَ الْعنَاقُ بفتح العين وَ"الدَّاجِنُ": هِيَ الَّتي أَلِفَتِ الْبيْتَ. وَ"السُّؤْر": الطَّعَام الَّذِي يُدْعَى النَّاسُ إَلَيْه وَهُوَ بُالْفارِسيَّةِ، وَ"حَيَّهَلا"أيْ: تَعَالوا. وَقَوْلها"بكَ وَبكَ"أَي: خَاصَمَتْهُ وَسَبَّتْهُ، لأَنَّهَا اعْتَقْدَت أَنَّ الَّذي عندهَا لَا يَكفيهم، فَاسْتَحْيَتْ وَخَفِيَ علَيْهَا مَا أَكَرَم اللَّه سبحانه وتعالى بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ هذِهِ المُعْجِزَةِ الظَّاهِرةِ والآيَةِ الْبَاهِرَةِ."بَسقَ"أَي: بصَقَ، وَيُقَالُ أَيضاً: بَزقَ ثَلاثُ لُغَاتٍ. وَ"عَمَد"بفتح الميم: قصَد. وَ"اقْدَحي"أَي: اغرِفي، والمِقْدَحةُ: المِغْرفَةُ. وَ"تَغِطُّ"أَي لِغَلَيَانِهَا صَوْتٌ. واللَّه أعلم.

31/521-وعن أَنس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ أَبو طَلْحَةَ لأُمِّ سُلَيْم: قَد سَمعتُ صَوتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضَعِيفاً أَعرِفُ فِيهِ الجُوعَ، فَهَل عِندَكِ مِن شيءٍ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَأَخْرَجَتْ أَقَرَاصاً مِن شَعيرٍ، ثُمَّ أَخَذَت خِمَاراً لَهَا فَلَفَّتِ الخُبزَ بِبَعضِه، ثُمَّ دسَّتْهُ تَحْتَ ثَوبي وَرَدَّتْني بِبَعضِه، ثُمَّ أَرْسلَتْنِي إِلى رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَذَهَبتُ بِهِ، فَوَجَدتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم جالِساً في المَسْجِدِ، ومَعَهُ النَّاسُ، فَقُمتُ عَلَيهِمْ، فقالَ لي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ "فقلت: نَعم، فَقَالَ:"أَلِطَعَام"فقلت: نَعَم، فَقَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"قُومُوا"فَانْطَلَقُوا وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيديِهِم حَتَّى جِئتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخبَرتُهُ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمِّ سُلَيمٍ: قَد جَاءَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بالنَّاسِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ؟ فقالتْ: اللَّهُ وَرسُولُهُ أَعْلَمُ.

فَانطَلَقَ أَبُو طَلْحةَ حتَّى لَقِيَ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأَقبَلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مَعَه حَتَّى دَخَلا، فَقَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"هَلُمِّي مَا عِندَكِ يَا أُمِّ سُلَيْمٍ"فَأَتَتْ بِذلكَ الخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ رسولُ اللَّه ففُتَّ، وعَصَرَت عَلَيه أُمُّ سُلَيمٍ عُكَّةً فَآدَمَتْهُ، ثُمَّ قَالَ فِيهِ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّه أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ:"ائذَن لِعَشَرَةٍ"فَأَذِنَ لَهُم، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائذَن لِعَشَرَةٍ"فَأَذنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حتى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجوا، ثُمَّ قَالَ:"ائذَنْ لِعَشَرَةٍ"فَأَذِنَ لهُم حَتَّى أَكل القَوْمُ كُلُّهُم وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ سَبْعونَ رَجُلاً أَوْ ثَمَانُونَ. متفقٌ عَلَيْهِ.

ص: 189