الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورياض وأنهار فدخله. فبينما هو يطوف به إذ رأى رقعة بصدره. فأمر بها فأزيلت وأتوتي بها فإذا فيها:
يا منزلا بالدير أصبح خالياً
…
يلاعب فيه شمأل ودبورُ
كأنك لم يسكنك بيض نواعم
…
ولم يتبختر في فنائك حورُ
وأبناء أملاك غواشم سادةٌ
…
صغيرهم عبد الأنام كبيرُ
إذا لبسوا ادرارهم فعوابسٌ
…
وإن لبسوا تيجانهم فبدورُ
على أنهم يوم اللقاء ضراغمٌ
…
وأيديهم يوم العطاء بحورُ
ليالي هشام بالرصافة قاطنٌ
…
وفيك ابنه يا دير وهو أميرُ
إذ الدهر غض والأخلافة لدنٌ
…
وعيش بني مروان فيك نضيرُ
وروضك مرتاد ولونك مزهرٌ
…
وعيش بني مروان فيك قريرُ
بلى! فسقاك الله صوب غمامة
…
عليك لها لعد الرواح بكورُ
تذكرت قومي خالياً فبكيتهم
…
بشجو ومثلي بالبكاء جديرُ
فعزيت نفسي وهي نفسٌ إذا جرى
…
لها ذكر قومي أنه وزفيرُ
لعل زماناً جار عليهم فلم يكن
…
لهم بالذي تهوى النفوس يدورُ
فيفرح محزونٌ وينعم بائسٌ
…
ويطلق من ضيق الوثاق اسيرُ
رويدك إنَّ اليوم يتبعه غدٌ
…
وإنَّ صروف الدائرات تدورُ
فلما قرأها المتوكل ارتاع وتطير وقال: أعوذ بالله من شر أقداره! واستدعى صاحب الدير وسأله عن الرقعة فقال: لا علم لي بها! ويذكر إنّه رجع حينئذ إلى بغداد فلم يلبث إلاّ أياما قلائل حتى قتله ابنه المنتصر رحمه الله تعالى. وقال الحماسي:
عسى سائل ذو حاجة إن منعته
…
من اليوم سؤلاً أنَّ يكون له غدُ
والشعر في هذا المعنى كثير.
إنَّ من بالنجف من ذي قدرةٍ لقريبٌ
.
النجف، بفتحتين: الموضع المرتفع لا يعلوه الماء. والنجف هنا: موضع بقرب الكوفة، وكان قوم من أهل الكوفة فروا من الطاعون إلى هذا الموضع فقال شريح: إنَّ