المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وقولهم: البركات في الحركات - زهر الأكم في الأمثال والحكم - جـ ١

[الحسن اليوسي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌وصلى الله على سيدنا محمّد وآله وصحبه

- ‌الأمثال وما يلتحق بها

- ‌السمط الأول

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأول:

- ‌معنى المثل والحكمة

- ‌الفصل الثاني

- ‌فائدة المثل والحكمة وفضلهما

- ‌الفصل الثالث:

- ‌فضل الشعر

- ‌الفصل الرابع:

- ‌الأمثال الشعرية

- ‌خاتمة

- ‌في اصطلاح الكتاب

- ‌باب الألف

- ‌أبى الحقين العذرة

- ‌أتى الأبد، على لبد

- ‌أتتك بحائنٍ رجلاه

- ‌أتيته صكة عمي

- ‌أتتهم فالية الأفاعي

- ‌يأتيك كل غد بما فيه

- ‌إحدى حظيات لقمان

- ‌الأخذ سلجان، والقضاء ليان

- ‌الأخذ سريط، والقضاء ضريط

- ‌اتخذ فلان حمارا للحاجات

- ‌أخذ الليل جملاً

- ‌أخذهم ما قدم وما حدث:

- ‌خذ من جذع ما أعطاك:

- ‌خذ من الرضفة ما عليها:

- ‌خذه ولو بقرطي مارية:

- ‌آخر البز على القلوص:

- ‌آخر أقلها شربا

- ‌أخوك أم الذئب

- ‌أخوك البكري ولا تأمنه

- ‌إذا دخلتَ أرض الحُصيبِ فهرول

- ‌إذا رغب الملك عن العدل، رغبت الرعية عن الطاعة

- ‌إذا ارجحن شاصياً فارفع يداً:

- ‌إذا سمعت بسرى القين فاعلم أنه مصبحٌ

- ‌إذا اشتريت فاذكر السوق

- ‌إذا طلبت الباطل أنجح بك

- ‌إذا عز أخوك فهن

- ‌إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

- ‌إذا نزل بك الشر فاقعد

- ‌إذا نزل القضاء عمي البصر:

- ‌إذا لم تغلب فاخلب

- ‌مأرب لا حفاوة:

- ‌آكل من أرضة

- ‌آكل من سوس

- ‌يأكلك الأسد ولا يأكلك الكلب

- ‌آلف من حمام مكة

- ‌آلف من غراب عقدة

- ‌إليك يساق الحديث

- ‌أمر مبكياتك لا أمر مضحكاتك

- ‌الأمور مخلوجة وليست بسلكى

- ‌تأمير الأراذل، تدمير الأفاضل

- ‌الأمر أشد من ذلك

- ‌آمن من حمام مكة

- ‌أما الدَّينُ فلا دِن

- ‌أنا بالقُوس، وأنت بالقرقوس، متى نجتمع

- ‌أنا تئق وأنت مئق فكيف نتفق

- ‌أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب

- ‌أنا كلف، وأنت صلف، فكيف نأتلف

- ‌أنا اتلوص قبل أن أرمى

- ‌أنا من هذا الأمر فالج بن خلاوة

- ‌أنا من هذا الأمر كحاقن الإهالة

- ‌أنا النذير العريان

- ‌أنت شَولة الناصحة

- ‌أنت صاحبة النعامة

- ‌أنتِ غيري نغرةٌ

- ‌إن جرجر العود فزده وقراً

- ‌أن ذهب عَير فعير في الرهط

- ‌الإيناس قبل الابساس

- ‌إن أعيى فزوده نوطاً

- ‌أنفك منك وإن كان أجدع

- ‌إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً

- ‌أن كنت ذا طب فطب لعينيك

- ‌أن يكن هذا من الله يمضه

- ‌إن لا حظية فلا ألية

- ‌إن لا أكن صنعاً فإني أعتثم

- ‌لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم

- ‌إنّ البغاث بأرضنا يستنسر

- ‌إنّ البكري ليحسن السعدي

- ‌إنّ تحت طريقته لعنداوة

- ‌إنّ الجواد عينه فرارة

- ‌إنّ الحذر لا يغني من القدر

- ‌إنّ الرثيئة تفثاً الغضب

- ‌إنَّ الرقين تغطي أفن الأفين

- ‌إنَّ السقط يحرق الحرجة

- ‌إنَّ الشفيق بسوء الظن مولع

- ‌إنَّ الشقراء لم يعد شرها رجليها

- ‌إنَّ الشقي وافد البراجم

- ‌إنَّ العصا قرعت لذي الحلم

- ‌إنَّ فلاناً باقعة

- ‌إنّه لذو بزلاء

- ‌إنّه ليسر حسوا في لرتغاء

- ‌إنّه لساكن الريح

- ‌إنّه لشرَّابٌ بأنقع

- ‌إنّه لصل أصلال

- ‌إنّه لضعيف العصا

- ‌إنّه لضل إضلال

- ‌إنّه لعض

- ‌إنّه للين العصا

- ‌إنّه لنقاب

- ‌إنّه لنكد الحظيرة

- ‌إنّه لهتر اهتار

- ‌إنّه لواقع الطائرِ

- ‌انك لا تجني من الشوك العنب

- ‌إنكم لتكثرون عند الفزع، وتقلون عند الطمع

- ‌إنَّ في المرنعة لكل قوم مقنعة

- ‌إنَّ في مض لمطمعا

- ‌إنَّ الله ليؤيد هذا الدين بالرَّجل الفَاجِر

- ‌إنَّ الله لن يرفع شيئاً من الدنيا إلاّ وضعه

- ‌إنَّ الُّلهَي تفتح الَّلهي

- ‌إنّما يجزي الفتى ليس الجمل

- ‌إنّما سميت هانئاً لتهنأ

- ‌إنّما اشتريت الغنم حذار العازبة

- ‌إنّما القرم من الأفيل

- ‌إنّما هو كبارح الأروى

- ‌إنَّ مع اليوم غدا

- ‌إنَّ من بالنجف من ذي قدرةٍ لقريبٌ

- ‌إنَّ من البيان لسحراً

- ‌إنَّ من الشعر لحكمة

- ‌إنَّ من الشر خيراً

- ‌إنَّ منكم منفَّرين

- ‌إنَّ الهدايا على مقدار مهديها

- ‌أهل مكة أعرف بشعابها

- ‌أينما أذهب ألق سعداً

- ‌أيُّ داءٍ أدوى من البخلِ

- ‌إياك أعني واسمعي يا جارة

- ‌إنه ابن إحداها

- ‌إن كذبت فحلبت قاعداً

- ‌إن كذبت فشربت عبوقاً بارداً

- ‌إنَّ فلاناً لتدب عقاربه

- ‌إنّه لفي حور بور

- ‌إنّه لوابصة سمع

- ‌إذا امتلأت القربة ترشحت

- ‌أبى منبت العيد اَنِ أنْ يتغير

- ‌إنَّ المحب لمن يهواه زوار

- ‌إنَّ الحر حر

- ‌إنَّ الحسان مظنة للحاسد

- ‌إنَّ التخلق يأتي دونه الخلُقُ

- ‌إنَّ السم مشروب

- ‌إنَّ الكريم إذا خادعته انخدع

- ‌إنَّ ليتاً وإنَّ لوّاً عناءُ

- ‌أي الرجال المهذبُ

- ‌باب الباء

- ‌بحث عن حتفه بظلفه

- ‌أبخر من الأسد

- ‌أبخر من صقر

- ‌البدل أعور

- ‌برح الخفاء

- ‌أبرد من حبقر

- ‌بر الكريم طبعٌ، وبر البخيل دفعٌ

- ‌أبر من هرة

- ‌بالرفاء والبنين

- ‌برق لمن لا يعرفك

- ‌أبرما قرونا

- ‌أبصر من عقاب

- ‌أبصر من غراب

- ‌أبصر من فرس

- ‌أبصر من المائح باست الماتح

- ‌أبصر من هدهدٍ

- ‌أبصر من وطواطٍ بالليل

- ‌بصبصن إذ حدين بالأذناب

- ‌بضرب خبابٍ وريش المقعدِ

- ‌أبطأتَ بالجواب، حتى فات الصواب

- ‌أبطأ من غراب نوح

- ‌أبطأ من فندٍ

- ‌البطنة، تذهب الفطنة

- ‌بطني وعطري، وسائري ذري

- ‌أبعد من بيض الأنوق

- ‌أبعدي عني ظلك، أحمل حملي وحملك

- ‌بعض الشر أهون من بعضٍ

- ‌بعلة الورشان يأكل رطب المشان

- ‌البغاث بأرضنا يستنسر

- ‌أبلعني ريقي

- ‌يبلغ الخضم بالقضم

- ‌بلغ السكين العظم

- ‌بلغ السيل الزبى

- ‌بلغ الشظاظ الوركين

- ‌بلغ الله بك اكلا العمر

- ‌بلغ من العلم اطوريه

- ‌ابله من ضب

- ‌ابنك أبن ايرك، ليس بذي أب غيرك

- ‌ابنك أبن بوحك

- ‌ابنك من دمى عقبيك

- ‌به لا بظبي

- ‌باءت عرار بكحلٍ

- ‌بال حمارٌ فاستبال أحمرة

- ‌بالت عليه الثعالب

- ‌بات فلان بليلةٍ ابن المنذر

- ‌باتت المرأة بليلةٍ حرةٍ

- ‌باتت بليلة شيباء

- ‌باتت بليلة أنقد

- ‌بيدي لا بيد عمرو

- ‌بيدين ما أوردها زائدة

- ‌بيض القطا يحضنه الأجدلُ

- ‌بين الصبح لذي عينين

- ‌وقولهم: بفلان تقرن الصعبة

- ‌وقولهم: بعد اللتيا والتي

- ‌وقولهم: هو ابن زوملتها

- ‌وقولهم: هو بين سمع الأرض وبصرها

- ‌وقولهم: البركات في الحركات

- ‌كأنها تهفي على القلوب

- ‌باب التاء والمثناة

- ‌تتابعي بقر

- ‌أتبع الفرس لجامها، والناقة زمامها، والدلو رشاءها

- ‌اتبع من الظل

- ‌اتجر من عقرب

- ‌تحفة المؤمن الموت

- ‌أتخم من الفصيل

- ‌تركت الرأي ببقة

- ‌ترك الخداع من أجرى من المائة

- ‌تركت فلانا بملاحس البقر أولادها

- ‌تركته ترك الظبي ظله

- ‌تركته كجوف الحمار

- ‌تركتهم لحما على وضم

- ‌ترك الوطن أحد السباءين

- ‌اتق مأثور القول

- ‌تلك التجارة لا انتقاد الدرهم

- ‌تمرة خير من جرادة

- ‌التمر في البئر على ظهر الجمل

- ‌اتميميا مرة وقيسيا أخرى

- ‌تيسي جعار

- ‌تحت طريقتك عنداوة

- ‌تركته باست الأرض

- ‌تركته على أنقى من الراحة

الفصل: ‌وقولهم: البركات في الحركات

حتى لقيه فقال له: أنظر هل ترى لضربتك التي ضربتني أثراً! قال: لا! فقال له حينئذ: يبرؤ جرح السوء، ولا يبرؤ كلام السوء. يعني قوله فيه إنّه كان أبخر، وافترسه. ولنحو هذا يقول العامة في مثل آخر: من ذا يقدر إنَّ يقول للأسد: فوك أبخر؟

‌وقولهم: البركات في الحركات

.

وقد ورد في مدح السفر والحضر على التحول والتحرك لنيل الأوطار كلام كثير. قال صلى الله عليه وسلم: " سافروا تصحوا، وأغزو تستغنموا! ". ويروى: " سافروا تصحوا وتغنموا! ". وقال: " الأرض أرض الله والعباد عباد الله: فحيث وجد أحدكم رزقه، فليتق الله وليقم ". وقال: " ما مات ميت بأرض غربةٍ إلاّ قيس به من مسقط رأسه إلى منقطع أثره في الجنة ". وقال: " موت الغريب شهادة ". وقال: " من مات غريباً مات شهيداً ". وفي التوراة: أبن أدم، احدث سفرا احدث لك رزقا. وفيها أيضاً: ابد آدم، خلقت من الحركة إلى الحركة: فتحرك وأنا معك!. وفي بعض الكتب: امدد يدك إلى باب من العمل، أفتح لك باباً من الرزق! وقال صلى الله عليه وسلم لوفد من قيس: ما المروءة فيكم؟ قالوا: العفة والحرفة. وقال موسى بن عمران عليه السلام: لا تلوموا السفر! فإني أدركت فيه ما لم يدرك أحد، يريد أنَّ الله كلمه. ونظمه أبو تمام بقوله:

فإن موسى صلى على روحه

الله صلاة كثيرة القدس

صار نبياً وعظم بغيته

في جذوة للصلاة أو قبس

قيل: وقد قال رجل لمعروف الكرخي: يا أبا محفوظ، أتحرك لطلب الرزق أمثال اجلس؟ قال: بل تحرك، فإنه أصلح لكّ! فقال له: أتقول هذا؟ قال: ما أنا قلته، ولكن عز وجل أمر به حين قال:) وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا (، ولو شاء أن ينزله عليها فعل. وفي هذا أنشد الثعالبي:

ص: 213

ألم تر أنَّ الله أوحى لمريم

فهزي إليك الجذع تساقط الرطب

ولو شاء أن تجنيه من غير هزها

جنته ولكن كل شيء له سبب

وقال المأمون: لا شيء ألذ من السفر في كفاية، لأنك تحل يوم محلة لم تحللها، وتعاشر قوماً لم تعاشرهم. وقالوا: ربما أسفر السفر، عن الظفر. وقالوا: إنَّ من فضائل السفر أنَّ صاحبه يرى من عجائب الأمصار، ومحاسن الآثار، وأمثال يزيد علما بقدرة الله، ويدعو إلى شكر نعمته. وقالوا: السفر يشد الأبدان، وينشط الكسلان، ويسلي الثكلان، ويشهي الطعام، إذ ليس بينك وبين بلدٍ نسب، فخير البلاد ما حمل. وكتب أبن رشيق إلى بعض إخوانه: مثل الرجل القاعد، أعزك الله! كمثل الماء الراكد، وإنَّ ترك تغير، وإنَّ حرك تكدر؛ ومثل المسافر كالسحاب الماطر، هؤلاء يدعونه نقمة، وهؤلاء يدعونه نعمة. فإذا اتصلت أيامه، ثقل مقامة، وكثر لوامه. فاجمع لنفسك فرجة الغيبة، وفرحة الأوبة! وقالوا: المسافر يسمع العجائب، ويكشف التجارب، ويحلب المكاسب. أوحش أهلك إذا كان انسك في إيحاشهم، واهجر وطنك إذا نبت عنك نفسك! وقيل لأعشى بكر: إلى كم ذا الاغتراب؟ أما ترضى بالدعة؟ فقال: لو دامت الشمس يوماً عليكم لمللتموها. وأخذ أبو تمام فقال:

وطول مقام المرء في الحي مخلق

لديباجته فأغترب تتجدد

فإني رأيت الشمس زيدت محبة

إلى الناس أنَّ ليست عليهم بسرمد

وقال الحكماء: لا تنال الراحة إلاّ بالتعب، ولا تدرك الدعة إلاّ بالنصب. وقال أبو تمام:

ولكني لم أحو وفراً مجمعا

ففزت به إلاّ بشمل مبدد

ولم تعطني الأيام يوماً مسكنا

ألذ به إلاّ بنوم مشرد

وقال لنابغة الجعدي في هذا المعنى الذي نحن فيه:

إذا المرء لم يطلب معاشاً لنفسه

شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا

فسر في بلاد الله والتمس الغنى

تعش ذا الديار أو تموت فتعذرا

وقال أبن صارة:

ص: 214

سافر فأن الفتى من بات مفتتحا

قفل النجاح بمفتاح من السفر

إنَّ شئت خضرتها يا أبن الرجاء فكن

في طي غبر الفيافي ثاني الخضر

ولا يصدنك عن وجه تصعبه

قد ينبغ الكوثر السلسال من حجر

وقال الآخر:

تخوفي طول السفار وإنني

لتقبيل كف العامري سفير

ذريني أرد ماء المفاوز آجنا

إلى حيث ماء المكرمات نمير

وإنَّ خطيرات المهالك ضمن

لراكبها أن الجزاء خطير

وقال الآخر:

لا يمنعنك خفض العيش في دعةٍ

نزوع نفس إلى أهل وأوطان

تلقى بكل بلاد أنت ساكنها

أهلا بأهلٍ وجيرانا بجيران

وقال البحتري:

وإذا الزمان كساك حلة معدمً

فليس له حلل النوى وتغرب

وقال الآخر:

ليس ارتحالك ترداد لغنى سفرا

بك المقام على خسف هو السفر

وقال أبو الفتح البستي:

فالحر حر عزيز النفس حيث ثوى

والشمس في كل برج ذات أنوار

وقال ديك الجن:

وليس المرء ذو العزمات إلاّ

فتى تلقاه كل غد بلاد

وقال الآخر:

يقيم الرجال الأغنياء بأرضهم

وترمي النوى بالمقترنين المراميا

وقال البحتري:

وإذا ما تنكرت لي بلاد

أو صديق فإنني بالخيار

وقال أبو الطيب:

إذا لم أجد في بلدة ما أريده

فعندي لأخرى عزمة وركاب

وقال:

ص: 215

ما بلد الإنسان غير الموافق

ولا أهله الأدنون غير الأصادق

وقال الآخر:

غب عن بلادك وارج حسن مغبة

إنَّ كنت حقا تشتكي الإقلالا

فالبدر لم يحجب به إبداره

إلاّ بغير يطلب الإقبالا

وقلت أنا من جملة قصيدة:

لا يكسك الوطن الأليف مذلة

أن كنت تكتسب العلى بتغرب

فالجار من يدنو إليك مواتياً

في كل أرض بالجوار الأطيب

ومن احتبك مودة ونصيحةً

في حالتيك فذاك خير الأقرب

وهذا باب لا يحصى. وقد أكثروا في عكس هذا المقصد، وهو مدح الإقامة والإخلاد إلى الراحة وانتظار الفرج واستمطار الرجاء. قال الأعشى:

ومن يغترب عن قومه لا يزل يرى

مصارع مظلوم مجراً ومسحبا

وتدفن منه الصالحات وإنَّ يسئ

يكن ما أساء النار في رأس كبكبا

وقال زهير:

فقري في بلادك إنَّ قوما

متى يدعوا بلادهم يهنوا

وقال الآخر:

لقرب الدار في الاقتدار خير

من العيش الموسع في اغتراب

وقال الآخر:

وما زلت أقطع عرض البلا

د من المشرقين إلى المغربين

وأدرع الخوف تحت الرجا

واستصحب الجدي والفرقدين

واطوي وانشر ثوب الهمو

م إلى أنَّ رجغت بخفي حنين

وقال الآخر:

يعطي الفتى فينال في دعةٍ

ما لم ينل بالكد والتعب

فأطلب لنفسك فضل راحتها

إذ ليست الأشياء بالطلب

إنَّ كان لأرزق بلا سبب

فرجاء ربك أعظم السبب

ص: 216

وقال الآخر:

قد يرزق الخافض المقيم وما

شد لعنس رحلا ولا قتبا

ويحرم المال ذو المطية والر

حل ومن لا يزال مغتربا

وقال الآخر:

قد يرزق المرء لم تتعب رواحله

ويحرم الرزق بالأسفار والتعب

إني وعمرك لا أحصي ذوي حمق

الرزق اغرى بهم من لاصق الجرب

وقال الآخر:

إلاّ رب باغي حاجة لا ينالها

وآخر قد تقضى له وهو جالس

وقال الآخر:

قد يرزق المرء لا من حسن حيلته

ويصرف الرزق عن ذي الحيلة الداهي

ما مسني من غنى يوم ولا عدم

إلاّ وقولي فيه الحمد لله

وقلت أنا من جملة قصيدة:

لا ولا بالحجى تنال الأماني

لا ولا الجهل رائد الحرمان

فالغنى بالحظاء لا بالتعني

والثمى بالقضاء لا بالتواني

كم لبيب ذي نجدة مات هزلا

وغبي يحفه ألف هان

وكريم اذيل بعد اعتزاز

ووضيع يسمو على كيوان

قسمة قدرات وأحكم مبن

اها قضاء المهيمن الديان

ولنرجع إلى المقصود خشية الطول.

وقولهم: بأضدادها تتبين الأشياء. ونظمه أبو الطيب حيث قال:

من يظلم اللؤماء في تكليفهم

إنَّ يصبحوا وهم له أكفاء

ويذمهم وبهم عرفنا فضله

وبضدها تتبين الأشياء

ونحوه قول أبي تمام:

كثرة السفر يمنة وشمالا

أضعفت في نفيسة العقيان

ونحوه قول المعري:

ص: 217

والشيء لا يكثر مداحه

إلاّ إذا قيس إلى ضدهِ

لولا غضا نجدي وقلامه

لم يئن بالطيب على رندهِ

وقد يعاب الامتداح بنحو هذا بتبه امتداح بكمال إضافي، وقلما يخلو شيء من نحو هذا الكمال. والجواب أنَّ القصد إلى بيان كون الكمال إضافي لا حقيقيا، بل إلى بيان أنَّ الكمال اتضح غاية الاتضاح وإنَّ سبب اتضاحه كذا. والشيء قد يكون في غاية الكمال والفضل ويخفى لشدة ظهوره ولا يعرف إلى بالقياس لغيره. فلو لم يخلق الله المرض لم يعرف حسن الصحة؛ وكذا الفقر والغنى والمرارة والحلاوة ونحو ذلك. ولو لم يخلق الليل لمّا عرفت فائدة النهار كما قال حبيب:

بين البين فقدها قلما

تعرف فقدا للشمس حتى تغيبا

ولهذا ورد في الخير إنّه يرى المؤمن النار وما أبدله به الجنة؛ وكذا الكافر بالعكس. وشاع في ألسنة العامة قولهم: لا تمدحني حتى تجرب غيري، كما قال حبيب:

وإساءات ذي الإساءة يذكر

نك يوماً إحسان ذي الإحسانِ

وقال أيضاً:

إساءة دهر اذكرت حسن فعله

إليَّ ولولا الشري لم يعرف الشهدُ

وأما قول أبي الطيب:

زانت الليل غرة القمر الطا

لع فيه ولم يشنها سوادهُ

فمراده به المبالغة في الثناء، وإنَّ طلعة الممدوح تكشف الظلماء مع غلبتها الأنوار، وأو أضاف إشراق طلعته إلى النهار لم يكن لذلك كبير فضل، من حيث إنَّ الشيء يظهر بالنهار ولو ضعيفا. ولم يعتبر هو ما مر، وإنّما اعتبر ما اعتبره النابغة حيث اعترض على حسان قوله: يلمعن بالضحى. وكان النابغة تضرب له قبة بسوق عكاظ، فيعرض عليه الشعراء أشعارهم. فدخل عليه يوما حسان بن ثابت وعنده الأعشى، وقد كان أنشده شعرا له فاستحسنه، وإذا بالخنساء فأنشدت:

يا صخر وراد ماء قد تناذره

أهل المياه وما في ورده عارُ

مشي السبنتى إلى هيجاء معضلة

لها سلاحان: أنياب وأظفارُ

فما عجول على بوٍّ تحن له

لها حنينان: إعلان وإسرارُ

ص: 218

ترتع ما غفلت حتى إذا ذكرت

فإنما هي إقبال وإدبارُ

يوماً بأوجع مني يوم فارقني

صخرٌ والدهر إحلاء وإمرارُ

وإنَّ صخراً لوالينا وسيدنا

وإنَّ صخرا إذا نشتو لنحَّارُ

وإنَّ صخراً لتأتم الهداة به

كأنه علمٌ في رأسه نارُ

جوابُ قاصيةٍ جزارُ ناصيةٍ

عقاد ألويةٍ للعيش جرارُ

حامي الحقيقة محمود الخليقة

مهدي الطريقة نقاع وضرارُ

لم تره جارة يمشي بساحتها

لريبة حين يخلى بيته الجارُ

فقال لها النابغة: لولا أنَّ أبا بصير يعني الأعشى أنشدني قبلك لقلت أنك أشعر الإنس والجن فقال حسان: أنا اشعر منك ومنها ومن أبي بصير، حيث أقول:

لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى

وأسيافنا يقطرن من نسجه دما

وليدنا بني العنقاء وأبن محرق

فاكرم بنا خالا واكرم بنا أبنما!

فقال له النابغة: انك لشاعر لولا انك قلت الجفنات فقللت العدد ولو قلت الجفان كان اكثر؛ وقلت يلمعن بالضحى، ولو قلت يشرقن بالدجى كان ابلغ وقلت يقطرن ولو قلت يجرين كان ابلغ؛ وفخرت بما ولدت ولم تفغر بمن ولدك على انك يا بني لا تحسن أن تقول:

فانك كالليل الذي هو مدركي

وإن خلت أنَّ المنتآى عنك واسعُ

فقام حسان خجلا منكسرا.

فائدتان: الأولى قول النابغة: أشعر الإنس والجن أو الجن والإنس خطأ في العربية. فإن المعطوف في حكم المعطوف عليه واسم التفضيل إنّما يضاف على ما هم بعض منه، غير إنّه إن كانت الرواية تأخير الجن أمكن أن يستسهل في التابع ما لا يسوغ في المتبوع.

الثاني: بيت النابغة الذي تبجح به وفخر به على حسان هو من جيد الشعر، وقد اعترضه الأصمعي في انتصاره للرشيد على البرامكة. فإنَ النهار سواء هو والليل في الإدراك واللحاق ولا مزية لليل حتى يخص بالذكر. وقصة محاضرتهم مشهورة. قلت: وأنت إذا علمت وأنصفت عرفت أن ليس لحاق النهار كلحاق الليل الذي تنقطع

ص: 219

الحركات لإقباله ويستكن كل أحد لغشيانه، ويخضع تحت أطنابه: فتشبيه الملك به أحق. وليتنبه الأديب إلى كلام النابغة وانتقاداته ليعرف مبلغ شعراء الجاهلية في معرفة الشعر والغوص على المعاني ويقدرهم حق قدرهم في هذا الباب ويعرف أنَّ البلاغة طوع إيمانهم وإنها تدب على ألسنتهم دبيب النمل، وتجري منهم مجرى الدم وتسري في أفكارهم سريان العذب السلسال، حتى يعرف مقدار من تحداهم رب العزة بكلامه فأعجزهم، وأنهم لأمر ما عجزوا وأذعنوا. فلا يغتر الفتى الجاهل اليوم ويتوهم إذا سمع شقاشق أهل إعصاره أنَّ أولائك أغمار. وقولهم للإنسان غير المستوطن: بيته على ظهره. وأصله في السلحفاة. ومثله قول الشاعر:

حيثما كنت لا أخلف رحلا

من رآني فقد رآني ورحلي

وقد آن أن أذكر ما يتيسر من الأمثال الشعرية في هذا الباب وما يجري على نمطها. وينخرط في سفطها. قالوا:

ومن يكن الغراب له دليلا

يدل به على جيف الكلابِ

يريدون أنَّ من اتخذ الدنيء مرتادا واللئيم قوادا فهو يسوقه إلى سخفه أو يقع به إلى حتفه. وقال الآخر:

ومن لم يكن عقربا يتقى

مشت بين أثوابه العقربُ

وهو مثل قول العامة: من لم يكن ذئبا أكلته الذئاب. وقول أبن دريد:

من ظلم الناس تحاموا ظلمه

وعز فيهم جانباه واحتمى

وهم لمن لان جانبه

أظلم من حيات أنباث السفا

وقال مسكين الدارمي:

رب مهزولٍ سمينٌ عرضه

وسمين الجسم مهزول النسب

أي رب وهزول البدن والجسم كريم الأب رفيع النسب صين الحسب، وبالعكس. وقال رجل من مذحج:

إنَّ السوية إن إذا استغنيتم

وأمنتم فأنا البعيد الأجنبُ

وإذا تكون كريهة ادعى لها

وإذا يحاس الحيس يدعى جندبُ

ص: 220

هذا وجدكم الصغار بعينه

لا أم لي إنَّ كان ذاك ولا أبُ!

والمثل هو البيت الوسط وفي معناه مثل من أمثال النساء يقلن: الطرية للهاتي، والقسية لأخواتي. وقال النابغة:

ولست بمستبق أخا لا تلمه

على شعث أي الرجال المهذب؟

ومثله قول الآخر:

وإن كنت لم تصحب سوى ذي كمالة

فأين من الأخوان من هو كاملُ؟

وقولي من قصيدة:

وإذا تبتغي صديقا بلا ذا

مر فعش مفردا عن الخلانِ

وقال أبو عبد الله بن شرف في معنى بيت النابغة:

ولا تعتب على نقص الطباع أخا

فإنَ بدر الدجى لم يعط تكميلا

وقال لبيد:

ذهب الذين يعاش في أكنافهم

وبقيت في خلف كجلد الأجربِ

وقال أبن شرف في معناه:

كم خانني الدهر في أوفى الورى فمضى

به وخلف مرذولا فمرذولا

وقال الآخر:

ألا إنّما الدنيا غضارة أيكة

إذا اخضر منها جانب جف جانبُ

الغضارة: الطين اللازب الأخضر وتطلق أيضاً على الخصب والنعمة.

وقال أبن شرف في معنى البيت:

ولم يزل ثمر الدنيا لقاطفه

رطبا ويبسا وماجوجا ومعسولا

وقال الآخر:

وإنَّ امرئ قد سار تسعين حجة

على منهلٍ من ورده لقريبُ

وقال الآخر:

وأجرا من رأيت بظهر غيب

على عيب الرجال ذوو العيوبِ

وقال أبن شرف في معناه:

ولم تجد قط عيابا ومفتخرا

إلاّ على العيب والعوراء مجبولا

ص: 221

وقيل للأحنف بن قيس: دلني على رجل كثير العيوب! فقال: اطلبه عيابا فانه لا يعيب الناس إلاّ بفضل ما فيه! وقال امروء القيس:

وانك لم يفخر عليك كفاخر

ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب

وفي البيت مثلان سيأتيان إن شاء الله تعالى. ومثله أبي تمام:

وضعيفة فإذا أصابت قدرة

قتلت: كذلك قدرة الضعفاء

وقال الآخر:

راحت مشرقة ورحت مغرباً:

شتان بين مشرق ومغرب!

ومثله ما انشد الأصمعي من قول الشاعر:

أذكرك مجالس بني أسد

بعدوان فنحن إليهم القلب

الشرق منزلهم ومنزلنا

غرب: وأين الشرق والغرب؟

من كل أبيض جل زينته

مسك أحم وصارم عضب

مدجج يدعى بشكته

وعقيره بفنائه تحبو

وقال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي:

السيف أصدق أنباءً من الكتب

في حده الحد بين الجد واللعب

بيض الصفائح لا سود الصحائف في

متونهن جلاء الشك والريب

والعلم في شهب الأرماح لامعة

بين الخميسين في السبعة الشهب

وقال أيضاً:

إذا المرء لم يستخلص الحزم نفسه

فذروته للحادثات وغاربه

أعذلتنا ما أخشن الليل مركبا

وأخشن منه في الملمات راكبه

دعيني وأهوال الزمان أفانها

فأهواله العظمى تليها رغائبه

فإن نحن الحسام الهندواني إنّما

خشونته ما لم تفلل مضاربه

وقال:

لأمر عليهم أنَّ تتم صدوره

وليس عليهم أن تتم عواقبه

وقال أيضاً:

ص: 222

سلي هل عمرت القفر وهو سباسب

وأدرت ربعي من ركابي سباسبا

وغربت حتى لم أجد ذكر مشرقٍ

وشرقت حتى قد نسيت المغاربا

خطوب إذا لاقيتهم رددني

جريحا كأني قد لقيت الكتائبا

ومن لم يسلم للذنوب أصبحت

خلائقه طراً عليه نوائبا

وقد يكهم السيف المسمى منية

وقد يرجع المرء المظفر خائبا

فآفة ذا ألا يصادف مضربا

وآفة ذا ألا يصادف ضاربا

وقال أيضاً:

كانت لنا ملعب نلهو بزخرفه

وقد ينفس عن جد الفتى اللعب

وعاذل هاج لي بالعذل مأربة

باتت عليه هموم الصدر تصطخب

لمّا أطال ارتجال العذل قلت له:

الحزم يثني خطوب الدهر لا الخطب

وقال:

مالي أرى جلبا فعما وليست أرى

سوقا ومالي أرى سوقا ولا جلب؟

أرض بها عشب جرف وليس بها

ماء وأخرى بها ماء ولا عشب

وقال أيضاً في أبي دلف:

يرى اقبح الأشياء أوبة آملٍ

كسته يد المأمول حلة خائب

وأحسن من نور تفتحه الصبا

بياض العطايا في سواد المآرب

وقال:

ولو كان يفني الشعر أفناه ما قرت

حياضك منه في العصور الذواهب

ولكنه صوب العقول إذا انجلت

سحائب منه أعقبت بسحائب

وقال أيضاً:

وما الأسد الضرغام يوما بعاكسٍ

ريمته إن أن أو بصبص الكلب

وقال أيضاً:

لو رأى الله أنَّ للشبيب فضلا

جاورته الأبرار في الخلد شيبا

وقال أيضاً:

ص: 223

والحظ يعطاه غير طالبه

ويحز الدر غير محتلبه

وقال أيضاً:

فاض اللئام وغاضت الاحساب

واجتثت العلياء والآداب

فكأن يوم البعث فاجأهم فلا

أنسب بينهم ولا أسباب

وقال:

ما إن سمعت ولا أراني سامعا

أبداً بصحراء عليها باب

من كل مفقود الحياء فوجه

من غير بواب له بواب

ما زال وسواسي لعقلي خادعا

حتى رجا مطرا وليس سحاب

ما كنت ادري لا دريت بأنه

يجري بأفنية البيوت سراب

وقال أيضاً يهجو يوسف السراج:

سمعت بكل داهية نآد

ولم اسمع بسراج أديب

أما لو إنَّ جهلك عاد علما

إذا لنفذت في علم الغيوب

ومالك بالغريب يد ولكن

تعاطيك الغريب من الغريب

فلو نشر المقابر عن زهير

لصرح بالعويل وبالنحيب

متى كانت قوافيه عيالا

على تسفير بقراط الطبيب؟

وقال أيضاً:

هو الدهر لا يشوي وهن المصائب

واكثر آمال الرجال كواذب

وقال:

وقلت: أخي قالوا: أخ ذو قرابة

فقلت لهم: إنَّ الشكول اقرب

نسيبي في عزمي ورأيي ومذهبي

وإنَّ باعدتنا في الأصول المناسب

وقال:

على إنّها الأيام قد صرن كلها

عجائب حتى ليس فيها عجائب

وقال أيضاً:

إنَّ ريب الزمان يحسن إنَّ يهدي

الرزايا إلى ذوي الاحساب

ص: 225

فلهذا يجف بعد اخضرار

قبل روض الوهاد روض الروابي

وقال أيضاً:

ومن يكن طيبا فلا عجب

إنَّ يأكل الناس من أطيابه

وقال أيضاً:

غير مستأنس بشيء إذا غبت

سوى ذكرك الذي لا يغيب

أنت دون الجلاس انسي وإنَّ كنت

بعيدا فالأنس منك قريب

وقال أيضاً:

لعمر مع الرمضاء والنار تلتظي

ارق وأحفى منك في ساعة الكرب

متى ابتغي النصف من قلب صاحب

إذا لم يكن قلبي شفيقا على قلب

وقال أيضاً يعاتب أبا دلف:

أقمت شهورا في فنائك خمسة

لقى حيث لا تهمي علي جنوب

فإنَ نلت ما أملت فيك فإنني

جدير وإلاّ فالرحيل قادب

وقال أيضاً:

يا أيها الملك النائي برؤيته

وجوده لمراعي جوده كثب

ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا

إنَّ السماء ترجى حين تحتجب

وقال أيضاً:

لعمرك لليأس غير المريب

خير من الطعم الكاذب

وللريث تحفزه بالنجاح

خير من الأمل الخائب

وقال أيضاً يصف غيثا:

لم أر عيرا جمة الدؤوب

تواصل التهجير بالنأويب

ابعد من أين ومن لغوب

منها غداة الشار والمهضوب

نجائب ولين من نجيب

شبائه الأعناق بالعجوب

كالليل أو كاللوب أو كالنوب

منقادة لعارض غريب

كالشمعة التفت على النقيب

آخذة بطاعة الجنوب

ناقصة لمرر الخطوب

تكف غرب الزمان العصيب

ص: 226