الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنَّ انبه في هذا الباب خصوصا على بعض ذلك ليقيس عليه من احب استعماله مستغنياً بذلك عن إعادة مثله في كل باب، فأقول:
أبى منبت العيد اَنِ أنْ يتغير
.
أخذناه من قول جميل بن عبد الله بن معمر العذاري:
بنو الصالحين الصالحون ومن يكن
…
لآباء صدق يلقهم حيث سيرا
أرى كل عودٍ نابتا في أرومةٍ
…
أبى منبت العيدان أنَّ يتغيرا
وقبل هذين البيتين يخاطب الحجاج:
أبوك حبابٌ سارق الضيف رحله
…
وجدي يا حجاج فارس شمرا
وشمر: اسم فرس أنثى، وآباء الصدق: آباء الخير ز الصلاح والكرم. ومعنى سير أكثر السير. والمعنى أنَّ من كان كريم الأصل، رفيع الحسب، جرى على ذلك حيثما ذهب، وكيفما انقلب. والأرومة، بفتح الهمز، وتضم، الأصل. قال زهير:
صبحنا الخزرجية مرهفات
…
أبار ذوي أرومتها ذووها
والجمع أروم. قال أيضاً:
له في الذاهبين أروم صدقٍ
…
وكان لكل ذي حسب أروم
وقوله: أبى منبت العيدان اَنِ الخ: يريد الناس أصول مختلفة، وأعراق متباينة، كما في حديث: الناس معادن، وكل أحد باق على أصله: فمن كان من أصل كرم لم يتحول منه، ومن كان من أصل لؤم لم ينحرف عنه وجعل الناس أعواداً وأعرقها منابت على طريق التمثيل.
إنَّ المحب لمن يهواه زوار
.
طلع رجل من حجيج المغرب إلى عرفة، فلقي شيخا كبيراً، فقال له الشيخ: من أين أنت؟ قال: من المغرب. قال: كم بينكم وبين هذا البيت؟ قال: نحو ستّة أشهر فقال الشيخ: اتحجون كل عام؟ قال: ل. فقال: الشيخ لو كنا منكم لم يفتنا الحج أبداً. فقال له الرجل: وممن أنت؟ قال: من كذا بلد، بعيد بمسيرة عام أو نحوه وانشد:
زر من تحب وإنَّ شطت بك الدار
…
وحال من دونه سهل وأوعار
لا يمنعنك بعد عن زيارته
…
إنَّ المحب لمن يهواه زوار