الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(4)
البيان النهائي (للمجلس الوطني للثورة الجزائرية) 1961
لقد اجتمع مجلس الثورة الجزائرية في مدينة طرابلس (ليبيا) من 9 إلى 27 آب - أوت - 1961 (*).
يتقدم مجلس الثورة الجزائرية بكل إجلال واحترام إلى الشعب الجزائري، كما ينحني بكل خشوع ترحما على أرواح كل الشهداء
الذين سقطوا في سبيل الواجب الوطني، كما يتقدم (المجلس) بتحياته إلى (جيش التحرير الوطني) المظفر، وكذلك لكل
المواطنين الموجودين في السجون والمعتقلات والمحتشدات الاستعمارية.
وقد درس المجلس الوطني للثورة الجزائرية مختلف التطورات التي حدثت في المجال العسكري والسياسي والديبلوماسي للكفاح الوطني للشعب الجزائري، كما درس المجلس الوطني للثورة الجزائرية آفاق مستقبل الحرب التحريرية للشعب الجزائري وصادق على النصوص المحددة للتوجيه، والأهداف المرجوة من الثورة الجزائرية.
(*) المرجع: ملفات وثائقية (24) ص 74 ومجلة (المجاهد) عدد 84 - 29 آب - أوت - 1961.
وعلى المستوى القتالي، فإن المجلس الوطني للثورة الجزائرية قد خصص أشغاله لوسائل القتال للثورة الجزائرية، وتعلقت قرارات المجلس الوطني للثورة الجزائرية على وجه الخصوص بتقوية العمليات العسكرية لجيش التحرير الوطني، وتجنيد الجماهير
الجزائرية، ورفع مستواها النضالي وتوجيهها السياسي والاجتماعي، واتخذت إجراءات على المستوى الخارجي من أجل توسيع مجال نشاط الثورة الجزائرية التي التزمت بسياسة عدم البدء، وهي سياسة ترمي الى تجنيد ما أمكن من المساندة المادية والسياسية والديبلوماسية، وفي الوقت ذاته إضعاف السمعة الدولية للاستعمار الفرنسي.
لقد حدد المجلس الوطني للثورة الجزائرية المحتوى الديموقراطي والاجتماعي لمعركة الشعب الجزائري، وهو المحتوى المستوحى من خط جبهة التحرير الوطني التي تمثل دليل الأمة، وهي قيم تهدف إلى تشييد مجتمع، وخلق اقتصاد يعمل لصالح الشعب وإنشاء نهضة ثقافية، كما حدد المجلس الوطني للثورة الجزائرية موقف الثورة الجزائرية على مستوى المغرب العربي، وكذلك على الصعيد الأفريقي، والافريقي - الآسوي، وهي المواقف التي تسعى إلى تحرير الشعوب من قبضة الاستعمار وأعوانه ومخلفاته وكل الأنظمة الامبرالية، والثورة الجزائرية تضع كفاحها في صف حركة الوحدة المغربية العربية والأفريقية.
ولم يفت المجلس الوطني للثورة الجزائرية أن يذكر أهمية المساعدة المادية والسياسية والديبلوماسية التي قدمتها كل من الدول الاشتراكية والافريقية والآسيوية ودول أمريكا اللاتينية للثورة
وإن المجلس الوطني للثورة الجزائرية قد أكد مواقف الثورة الجزائرية تجاه مسألة الحل السلمي على أساس احترام مبدأ حق الشعب الجزائري في الاستقلال وتقرير المصير، ويؤكد بأن هذا الحل ممكن في إطار مبادىء الحقوق الأساسية الضامنة للوحدة الترابية للقطر الجزائري بما في ذلك الصحراء ووحدة الشعب الجزائري، والتعاون القائم على قدم المساواة والمبني على احترام سيادة الشعب الجزائري.
يسجل المجلس الوطني للثورة الجزائرية بكل ارتياح التأييد المقدم للشعب الجزائري من طرف أغلبية البلدان الأفريقية، وقد ناقش ودرس إمكانيات تقوية وتدعيم كفاح الشعب الجزائري من أجل الدفاع عن سيادة ووحدة وطنه بما فيها الصحراء، وإحباط الأطماع الخارجية.
وقد درس المجلس الوطني للثورة الجزائرية مسائل التنظيم للثورة الجزائرية على ضوء التجربة المكتسبة منذ فاتح نوفمبر (1954) كما تم تقرير تمتين وتنسيق مركزية الأجهزة المسيرة.
إن المجلس الوطني للثورة الجزائرية قد عين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وكلفها بتنفيذ هذه القرارات.