الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
90-علية بنت المهدي
ترجمتها
هي علية بنت المهدي بن المنصور، أخت هارون الرشيد. شاعرة تحسن صناعة الغناء وكان أخوها إبراهيم بن المهدي يأخذ الغناء عنها. قسمت وقتها بين عبادةٍ وسماع الغناء. لقبها العباسة وأشيع أنها كانت على علاقة مع جعفر بن يحيى البرمكي وزير أخيها مما لم يثبت قطعاً. لها ديوان شعر، وكانت وفاتها ببغداد عام 210 هجرية. وذكر كتابنا (شاعرات العرب) أن مولدها كان 160 هجرية ووفاتها كانت 216 هجرية.
متفرقات من شعرها (مشفوعة بالمناسبات أحياناً)
قالت في الهوى: (من الخفيف)
ليس خطب الهوى بخطب يسير
…
ليس ينبيك عنه مثل خبير
ليس أمر الهوى يدبر بالرأي
…
ولا بالقياس والتفكير
ومن شعرها في ملالة العاشق للمعشوق: (من البسيط)
إني كثرت عليه في زيارته
…
فمل، والشيء ممول إذا كثرا
ورابني منه أني لا أزال أرى
…
في طرفه قصراً عني إذا نظرا
ومن شعرها في الغزل: (من الوافر)
كتمت اسم الحبيب عن العباد
…
ورددت الصبابة في فؤادي
فوا شوقي إلى أيام خلي
…
لعلي باسم من ِأهوى أنادي
ومن شعرها في منادمة الراح: (من السريع)
خلوت بالراح أناجيها
…
آخذ منها وأعاطيها
نادمتها إذا لم أجد صاحباً
…
أرضاه أن يشركني فيها
ومن شعرها في التذكر والوجد: (من البسيط)
لم ينسينك سرور، لا، ولا حزن
…
وكيف لا؟ كيف ينسى وجهك الحسن؟
ولا خلا منك لا قلبي ولا جسدي
…
كلي بكلك مشغول ومرتهن
وحيدة الحسن ما لي عنك مذ كلفت
…
نفسي بحبك إلا الهم والحزن
نور تولد من شمسٍ ومن قمرٍ
…
حتى تكامل فيه الروح والبدن
ولها شعر: (من الطويل)
أليست سليمى تحت سقف يكنها
…
وإياي هذا في الهوى لي نافع
ويلبس الليل البهيم إذ دجا
…
وتبصر ضوء الصبح والفجر ساطع
تدوس بساطاً قد أراه وأنثني
…
أطاه برجلي كل ذا لي نافع
طلب الرشيد أن تأتيه عليه بالرقة فذهبت وقالت في طريقها: (من البسيط)
اشرب وغن على صوت النواعير
…
ما كنت أعرفها لولا ابن منصور
لولا الرجاء لمن أملت رؤيته
…
ما جزت بغداد في خوف وتغريد
ولما ذهب إلى الري أخذها معه فعملت له صوتاً وغنته إياه: (من الطويل)
ومغترب بالمرج يبكي لشجوه
…
وقد غاب عنه المسعدون على الحب
إذا ما أتاه الركب من نحو أرضهم
…
تنشق يستشفي برائحة الركب
وكان لها وكيل يقال له سباع فعزلته وحبسته لما اعتقدته فيه من خيانةٍ، فجاء جيرانها يشهدون له بالصدق وحسن المذهب وكتبوا رقعةً في ذلك، فكتبت فيها:(من الطويل)
ألا أيهذا الراكب العيس بلغن
…
سباعاً وقل إن ضم داركم السفر
أتسلبني مالي وإن جاء سائل
…
رققت له إن حطه نحوك الفقير
كشافية المريض بعائدة الزنى
…
تؤمل أجراً حيث ليس لها أجر
وغنت الأمين بشعرٍ هو آخر ما قالته: (من البسيط)
أطلت عاذلتي لومي وتفنيدي
…
وأنت جاهلة شوقي وتسهيدي
لا تشرب الراح بين المسمعات وزر
…
ظبياً غريراً نقي الخد والجيد
قد رنحته شمول فهو منجدل
…
يحكي بوجنته ماء العناقيد
قام الأمين فأغنى الناس كلهم
…
فما فقير على حالٍ بموجود
وقالت: (من الطويل)
وحدثني عن مجلس كنت زينه
…
رسول أمين والنساء شهود
فقلت له كُرَّ الحديث الذي مضى
…
وذكرك من بين الحديث أريد
وشت جارية اسمها طغيان بعلية إلى رشا الذي تحب، فقالت تهجوها:(من الطويل)
لطغيان خف مذ ثلاثين حجة
…
جديد فلا يبلى ولا يتخرق
وكيف بلا خف هو الدهر كله
…
على قدميها في الهواء معلق
فما أخرقت ولم تبل جورباً
…
وأما سراويلاتها فتمزق
وقالت في أخيها الرشيد وقد زارها مرة: (من الكامل)
تفديك أختك قد حبوت بنعمةٍ
…
لسنا نعدلها الزمان عديلا
إلا الخلود وذاك قربك سيدي
…
لا زال قربك والبقاء طويلا
وحمدت ربي في إجابة دعوتي
…
فرأيت حمدي عند ذاك قليلا
وقالت مرة تعاتبه على عدم دعوتها مع أختها: (من البسيط)
ما لي نسيب وقد نودي بأصحابي
…
وكنت والذكر عندي رائح غاد
أنا التي لا أطيق الدهر فرقتكم
…
فرق لي يا أخي من طول إبعاد
وعتب عليها أنها بعد حجها أقامت أياماً في طيرناباذ. فقالت: (من الخفيف)
أي ذنب أتيته أي ذنبٍ
…
أي ذنبٍ لولا رجائي بربي؟
بمقامي بطيرناباذ يوماً
…
بعده ليلة على غير شرب
ثم باكرتها عقاراً شمولاً
…
تفتن الناسك الحليم وتصبي
قهوة قرقفا تراها جهولاً
…
ذات حلم فراجة كل كرب
ولحنتها له وأسمعته إياها فرضي عنها. ومن قولها في (طل) وهو غلام علقت به: (من الطويل)
أيا سروة البستان طال تشوقي
…
فهل لي إلى (طلٍ) لديك سبيل
متى يلتقي من ليس يقضى خروجه
…
وليس لمن يهوى إليه دخول
عسى الله أن نرتاح من كربةٍ لنا
…
فيلقى اغتباطاً خلة وخليل
وقالت في روعة الحب: (من الطويل)
تحبب فإن الحب داعية الحب
…
وكم من بعيد الدار مستوجب القرب
تبصر فإن حدثت أن أخا هوى
…
نجا سالماً فارج النجاة من الحب
وأطيب أيام الفتى يومه الذي
…
يروع بالهجران فيه وبالعتب
إذا لم في الحب سخط ولا
…
رضى فأين حلاوات الرسائل والكتب؟
وقالت في مناجاة من تحب: (من البسيط)
يا موري الزند قد أعيت قوادحه
…
اقبس إذا شئت من قلبي بمقباس
ما أقبح الناس في عيني وأسمجهم
…
إذا نظرت فلم أبصرك في الناس!
وقالت تكني باسم زينب عن غلامٍ أحبته اسمه رشا: (من مجزوء الكامل)
أضحى الفؤاد بزينبا
…
صباً كئيباً متعبا
أصبحت من كلفي بها
…
أدعي سقيماً منصبا
ولقد كنيت عن اسمها
…
عمداً لكي لا تغضبا
فجعلت زينب سترة
…
وكتمت أمراً معجبا
قالت لقد عز الوصا
…
ل ولم أجد لي مذهبا
والله لا نلت المو
…
دة أو تنال الكوكبا
ونمي خبر الغلام (رشا) إلى أخيها الرشيد فأبعده، وقيل قتله. وعلقت بعده بغلامٍ اسمه (طل) فقال لها الرشيد:"والله ائن ذكرته لأقتلنك". فدخل عليها يوماً على حين غفلةٍ وهي تقرأ القرآن فسمعها تقرأ (فإن لم يصبها وابل) فما نهى عنه أمير المؤمنين ذلك لأن الكلمة بعد (وابل) فطل فضحك وقال: ولا كل هذا وقالت في العذل والحب: (من الكامل)
يا عاذلي قد كنت عاذلاً
…
ابتليت فصرت صباً ذاهلا
الحب أول ما يكون مجانة
…
فإذا تحكم صار شغلاً شاغلا
أرضى فيغضب قاتلي فتعجبوا
…
يرضى القتيل ولا يرضي القاتلا
وقالت في الحب وعلائقه: (من الرمل)
وضع الحب على الجور فلو
…
أنصف المعشوق فيه لسمج
ليس يستحسن في نعت الهوى
…
عاشق يحسن تأليف الحجج
وقليل الحب صرفاً خالصاً
…
لك خير من كثير قد مزج
لا تعيبن من محب ذلة
…
ذلة العاشق مفتاح الفرج
ومن شعرها تشكوها تشكو أعباء الحب: (من السريع)
ما لي أرى الأبصار بي جافية
…
لم تلتف مني إلى ناحية
لا ينظر الناس إلى المبتلى
…
وإنما الناس مع العافية
صحبي سلوا ربكم العافية
…
فقد دهتني بعدكم داهية
صار مني بعدكم سيدي
…
فالعين من هجرانه باكية
وقد جافني سيدي ظالماً
…
فأدمعي منهلة واهية
ومن قولها (طل) : (من السريع)
قد كان كلفته زمناً
…
يا طل من وجد بكم يكفي
حتى أتيتك زائراً عجلاً
…
أمشي على حتفٍ إلى حتفي
وقالت وهي تقصده وتكني عنه بريب: (من السريع)
القلب مشتاق إلى (ريب)
…
يا ربما هذا من العيب
قد تيمت قلبي فلم أستطع
…
إلا البكا يا عالم الغيب
خبأت في شعري اسم الذي
…
أردته كالخبء في الجيب