الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديثٍ واحدٍ، كحديثٍ رواهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ عن أبي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بنِ حَرْبٍ، عن يحيى بنِ مَعِينٍ، عن عليِّ بنِ المدينيِّ، عن عبيدِ اللهِ بنِ مُعَاذٍ، عنْ أبيهِ، عن شعبةَ، عن أبي بكرِ بنِ حفصٍ، عن أبي سلمةَ، عن عائشةَ قالتْ:((كُنَّ أزواجُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يأخذنَ من شعورِهِنَّ حتَّى يكونَ كالوفرةِ)) . وأحمدُ والأربعةُ فوقَهُ خمستُهم أقرانٌ، كما قالَ الخطيبُ.
وقولي: (وقسمين) مفعولٌ مقدَّمٌ لاعْدُدْ، و (مدبجاً) بدل من قسمينِ، وغيرَهُ منصوبٌ عطفاً على: مدبجاً تقديرهُ. واعْدُدْ ذلكَ قسمينِ مدبجاً، وغيرَ مدبجٍ، و (انفرادُ) خبرُ مبتدأ محذوفٍ، أيْ: وهوَ انفرادُ، (فذْ) أيْ: انفرادُ أحدِ القرينينِ عنِ الآخرِ.
الإِخْوَةُ والأَخَوَاتُ
835.
... وَأَفْرَدُوا الأخْوَةَ بالتَّصْنِيفِ
…
فَذُوْ ثَلَاثَةٍ بَنُو حُنَيْفِ
…
أَرْبَعَةٌ أَبُوهُمُ السَّمَّانُ
…
وخَمْسَةٌ أَجَلُّهُمْ سُفْيَانُ
837.
... وسِتَّةٌ نَحْوُ بَنِي سِيْرِيْنَا
…
واجْتَمَعُوا ثَلَاثَةً يَرْوُونا
…
وَسَبْعَةٌ بَنُو مُقَرِّنٍ، وَهُمْ
…
مُهَاجِرُونَ لَيْسَ فِيهِمْ عَدُّهُمْ
839.
... وَالأَخَوَانِ جُمْلَةٌ كَعُتْبَةِ
…
أَخِي ابْنِ مَسْعُودٍ هُما ذُوْ صُحْبَةِ
قدْ أفردَ أهلُ الحديثِ هذا النوعَ بالتصنيفِ، وهوَ معرفةُ الأخوةِ منَ العلماءِ
والرواةِ، فصنَّفَ فيهِ عليُّ بنُ المدينيِّ ومسلمُ بنُ الحجاجِ، وأبو داودَ والنَّسَائيُّ، وأبو العباسِ السَّرَّاجُ
فمثالُ الأخوةِ الثلاثةِ سهلٌ وعبادٌ وعثمانُ بنو حُنيفٍ مُصَغَّراً ولا يضرُّ عندَ أهلِ العلمِ بالقوافي فتحُ نونِهِ في مقابلةِ كسرِ نونِ التصنيفِ، قالَ حسَّانُ بنُ ثابتٍ
صَلَّى الإلَهُ عَلَى الَّذِيْنَ تَتَابَعُوْا
…
يَوْمَ الرَّجِيْعِ فأُكْرِمُوا وأُثِيْبُوا
رَأْسُ السَّرِيَّةِ مَرْثَدٌ وَأَمِيْرُهُمْ
…
وَابْنُ البُكَيْرِ أَمَامَهُمْ وَخُبَيْبُ
ومثالُ الأربعةِ أولادُ أبي صالحٍ السَّمَّانِ، وهم سهيلٌ ومحمدٌ وصالحٌ وعبدُ اللهِ الذي يقالُ له عبَّادٌ، وفي الكاملِ لابنِ عَدِيٍّ إنَّهُ ليسَ في أولادِ أبي صالحٍ مَنِ اسْمُهُ محمدٌ؛ إنما هوُ سهيلٌ وعبادٌ وعبدُ اللهِ ويحيى وصالحٌ بنو أبي صالحٍ وليسَ فيهم محمدٌ انتهى فأَبدَلَ يحيى بمحمدٍ، وجَعَلَ عَبَّاداً وعبدَ اللهِ اثنينِ، وهو وَهَمٌ، وسيجيء في فصلِ الألقابِ أنَّ أحمدَ ويحيى وأبا داودَ في آخرينَ، قالوا إنَّ عبدَ اللهِ هو عبادٌ، ومما
يُستغربُ في الأخوةِ الأربعةِ بنو راشدٍ أبي إسماعيلَ السُّلَمِيِّ، وُلِدُوا في بَطْنٍ واحِدٍ وكانوا علماءَ، وهم محمدٌ وعمرُ وإسماعيلُ ولَمْ يسمِّ البخاريُّ والدارقطنيُّ الرابعَ، ومثالُ الخمسةِ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ وأخوتُهُ آدمُ وعِمرانُ ومحمدٌ وإبراهيمُ، وقدْ حدثوا كلُّهُم
وقولي أجلُّهم أيْ في العلمِ، واقتصر ابنُ الصلاحِ على كونهِم خمسةً؛ لكونهم همُ الَّذينَ رووا، وإلَاّ فقدْ ذكرَ غيرُ واحدٍ أنَّ أولادَ عُيينةَ عَشْرَةٌ
ومثالُ الستةِ بنو سِيْرِيْنَ، كلُّهم منَ التابعينَ، وهمْ محمدٌ وأنسٌ ويحيى ومَعْبَدٌ وحفصةُ وكريمةُ، هكذا سمَّاهم يحيى بنُ معينٍ، والنسائيُّ في الكنى، والحاكمُ في علومِ الحديثِ؛ ولكنَّهُ نقلَ في التاريخ عن أبي عليٍّ الحافظِ تسميتَهم فزادَ فيهم خالدَ بنَ سيرينَ مكانَ كريمةَ، فاللهُ أعلمُ، وذكرَ ابنُ سعدٍ في الطبقاتِ عمرةَ بنتَ سيرينَ، وسودةَ بنتَ سيرينَ، أمُهُمَا أمُّ ولدٍ كانتْ لأنسِ بنِ مالكٍ؛ ولكنْ لم أرَ مَنْ ذكرَ لهاتينِ روايةً، فلا يرِدانِ على ابنِ الصلاحِ
وقولي واجتمعوا ثلاثةً يروونَ أي اجْتَمَعَ منهم ثلاثةٌ في إسنادِ حديثٍ واحدٍ، يروي بعضهم عن بعضٍ، وقدْ يطارحُ بذلكَ، فيقالُ أي ثلاثةُ أخوةٍ روى بعضُهُمْ عَنْ بعضٍ أو يُقيدُ السؤالُ بكونِهم في حديثٍ واحدٍ وذلكَ فيما رواهُ الدارقطنيُّ في كتابِ العللِ بإسنادهِ من رِوايةِ هشامِ بنِ حسَّانَ، عنْ محمدِ بنِ سيرينَ، عنْ أخيهِ يحيى بنِ سيرينَ، عنْ أخيهِ أنسِ بنِ سيرينَ، عنْ أنسِ بنِ مالكٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لَبَّيْكَ حَجَّاً حقَّاً تَعَبُّداً وَرِقّاً وذكرَ محمدُ بنُ طاهرٍ المقدسيُّ في بعضِ تخاريجهِ أنَّ هذا الحديثَ رواهُ محمدُ بنُ سيرينَ عنْ أخيهِ
يحيى بنِ سيرينَ، عنْ أَخيهِ معبدٍ، عنْ أخيهِ أنسِ بنِ سيرينَ فعلى هذا اجتمعَ منهم أربعةٌ في إسنادٍ واحدٍ، وهوَ غريبٌ
ومثالُ السبعةِ بنو مُقَرِّنٍ المُزَنيِّ وَهُمْ النَّعْمَانُ، ومَعْقِلٌ، وعقيلٌ، وسويدٌ، وسنانٌ، وعبدُ الرحمنِ، قالَ ابنُ الصلاحِ وسابعٌ لم يسمَّ لنا
قلتُ قد سمَّاهُ ابنُ فتحونَ في ذيلِ الاستيعابِ عبدَ اللهِ بنَ مقرنٍ، وذكرَ أنَّهُ كانَ على ميْسرةِ أبي بكرٍ في قتالِ الرِّدَّةِ، وأنَّ الطبريَّ ذكرهُ كذلكَ، وذكرَ ابنُ فتحونَ قولاً أنَّ بني مُقَرِّنٍ عشرةٌ، فاللهُ أعلمُ
وذكرَ الطبريُّ أيضاً في الصحابةِ ضرارَ بنَ مقرنٍ، حضرَ فتحَ الحيرةِ، وذكرَ ابنُ عبدِ البرِّ ضرارَ بنَ مُقَرِّنٍ خَلَفَ أخاهُ لما قُتِلَ بنَهَاوَنْدَ
ومثالُ السبعةِ في التابعينَ بنو عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطابِ، وهم سالمٌ،
وعبدُ اللهِ، وحمزةُ، وعبيدُ اللهِ، وزيدٌ، وواقدٌ، وعبدُ الرحمنِ
ومثالُ الأخوينِ كثيرٌ في الصحابةِ ومَنْ بعدهم، كعبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، وعتبةَ بنِ مسعودٍ، كلاهما صحابيٌّ
ومما يستغربُ في الأخوينِ أنَّ موسى بنَ عُبيدةَ الرَّبَذيَّ بينهُ وبينَ أخيهِ عبدِ اللهِ ابنِ عُبيدةَ في العُمرِ ثمانونَ سنةً
قالَ ابنُ الصلاحِ ولمْ نطوِّلْ بما زادَ على السبعةِ لندرتِهِ، ولعدمِ الحاجةِ إليهِ في غرضِنا هنا قلتُ وأكثرُ ما رأيتُ من الأخوةِ الذكورِ المشهورينَ عشرةً، ومنهم بنو العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلِبِ، وهمْ الفَضْلُ، وعبدُ اللهِ، وعبيدُ اللهِ، وعبدُ الرحمنِ، وقُثَمُ، ومعبدٌ، وعونٌ، والحارثُ، وكَثيرٌ، وتَمَّامٌ وكانَ أصغرهمْ وكانَ العباسُ يحملهُ ويقولُ
تَمُّوا بِتَمَّامٍ فَصَارُوا عَشَرَهْ
ياربِّ فاجْعَلهُمْ كِرَامَاً بَرَرَهْ
واجْعَلْ لَهُمْ ذِكْرَاً وانمِ الثَّمَرَهْ
وكانَ لهُ ثلاثُ إناثٍ أمُّ كلثومَ، وأمُّ حبيبٍ، وأميمةُ