المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تواريخ الرواة والوفيات - شرح التبصرة والتذكرة ألفية العراقي - جـ ٢

[العراقي]

فهرس الكتاب

- ‌اخْتِلَافُ أَلْفَاْظِ الشُّيُوْخِ

- ‌الزِّيَاْدَةُ فِيْ نَسَبِ الشَّيْخِ

- ‌الرِّوَاْيَةُ مِنَ النُّسَخِ الَّتِي إسْنَاْدُهَا وَاحِدٌ

- ‌تَقْدِيْمُ المَتْنِ عَلى السَّنَدِ

- ‌إذا قالَ الشَّيْخُ: مِثْلَهُ، أَوْ نَحْوَهُ

- ‌إِبْدَاْلُ الرَّسُوْلِ بِالنَّبِيِّ، وَعَكْسُهُ

- ‌السَّمَاْعُ عَلَى نَوْعٍ مِنَ الوَهْنِ، أَوْ عَنْ رَجُلَيْنِ

- ‌آدَاْبُ الْمُحَدِّثِ

- ‌آدَابُ طَالِبِ الْحَدِيْثِ

- ‌الْعَالِي وَالنَّازِلُ

- ‌ طلبُ الإسنادِ العالي سُنَّةٌ

- ‌ العلوُّ في الإسنادِ على خمسةِ أقسامٍ

- ‌ أقسامُ النزولِ

- ‌الغَرِيْبُ، وَالْعَزِيْزُ، وَالْمَشْهُوْرُ

- ‌غَرْيِبُ أَلْفَاْظِ الأَحَاْدِيْثِ

- ‌الْمُسَلْسَلُ

- ‌ التسلسلِ بأحوالِ الرواةِ القوليَّةِ

- ‌ التسلسلِ بأحوالِ الرواةِ الفعليَّةِ

- ‌ التسلسلِ بصفاتِ الرواةِ القوليةِ

- ‌أنواعُ التسلسلِ كثيرةٌ

- ‌النَّاسِخُ، وَالْمَنْسُوْخُ

- ‌ التصحيف

- ‌مُخْتَلِفُ الْحَدِيْثِ

- ‌خَفِيُّ الإِرْسَالِ، وَالْمَزِيْدُ فِي الإِسْنَادِ

- ‌ الإرسالُ على نوعينِ:

- ‌ويعرفُ خفيُّ الإرسالِ بأمورٍ:

- ‌مَعْرِفَةُ الصَّحابَةِ

- ‌ألَّفَ العلماءُ في مَعْرِفَةِ الصحابةِ كتباً كثيرةً

- ‌ حدِّ الصحابيِّ

- ‌ما تُعْرفُ بهِ الصحبةُ

- ‌ الصحابةُ كلُّهم عدولٌ

- ‌ المكثرونَ منَ الصحابةِ

- ‌ أكثرُ الصحابةِ فتوى

- ‌ العبادِلَةِ مِنَ الصحابةِ

- ‌ بيانِ مَنْ كانَ لهُ من الصحابةِ أتباعٌ يقولونَ برأيهِ

- ‌ بيانُ الذينَ انتهى إليهمُ العلمُ من أكابِرِ الصحابةِ

- ‌حصرُ الصحابةِ رضي الله عنهم بالعدِّ والإحصاءِ

- ‌الصحابةُ على طبقاتٍ

- ‌ أفضلَ الصحابةِ

- ‌ أوَّلُ الصحابةِ إسلاماً

- ‌ بيانُ آخرِ مَنْ ماتَ من الصحابةِ

- ‌ آخرهم موتاً على الإطلاقِ:

- ‌ آخرُ مَنْ ماتَ مقيَّداً بالنواحي

- ‌ آخرِ مَنْ ماتَ بالمدينةِ الشريف

- ‌ آخرُ مَنْ ماتَ بمكةَ

- ‌آخرُ مَنْ ماتَ منهم بالبصرةِ:

- ‌آخرُ مَنْ ماتَ منهم بالكوفةِ:

- ‌آخرُ مَنْ ماتَ بدمشقَ منهم:

- ‌آخرُ مَنْ ماتَ بحمصَ منهم:

- ‌آخرُ مَنْ ماتَ منهم بفلسطينَ:

- ‌آخرُ مَنْ ماتَ منهم بمصرَ:

- ‌آخرُ مَنْ ماتَ منهم باليمامةِ:

- ‌آخرُهم موتاً بِبَرْقَةَ:

- ‌آخرُ مَنْ ماتَ منهم بالباديةِ:

- ‌ آخرَ مَنْ ماتَ بِخُرَاسانَ منهم:

- ‌ آخرَ مَنْ ماتَ منهم بأصبهانَ:

- ‌آخرُ منْ ماتَ منهم بالطائفِ:

- ‌مَعْرِفَةُ التَّابِعِينَ

- ‌ حدِّ التابعيِّ

- ‌ التابعينَ طِباقٌ

- ‌ أفضلِ التابعينَ

- ‌ بيانٌ لأفضلِ التابعياتِ

- ‌ أكابرِ التابعينَ

- ‌المخضرَمونَ منَ التابعينَ

- ‌ أتباعِ التابعينَ

- ‌قدْ يُعدُّ بعضُ الصحابةِ في طبقةِ التابعينَ

- ‌رِوَايةُ الأَكَابِرِ عَنِ الأَصاغِرِ

- ‌رِوَايَةُ الأَقْرَانِ

- ‌الإِخْوَةُ والأَخَوَاتُ

- ‌رِوَايَةُ الآبَاءِ عَنِ الأبْنَاءِ وَعَكْسُهُ

- ‌السَّابِقُ واللَاّحِقُ

- ‌مَنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَاّ رَاوٍ وَاحِدٌ

- ‌مَنْ ذُكِرَ بِنُعُوتٍ مُتَعَدِّدةٍ

- ‌أَفْرَادُ العَلَمِ

- ‌الأَسْمَاءُ والكُنَى

- ‌ أقسامِ أصحابِ الكُنى

- ‌الأَلْقَابُ

- ‌الْمُؤْتَلِفُ والمُخْتَلِفُ

- ‌ المؤتَلِفُ والمختَلِفُ ينقسمُ إلى قسمينِ:

- ‌الْمُتَّفِقُ وَالْمُفْتَرِقُ

- ‌الأولُ: مَنِ اتفقتْ أسماؤهمْ، وأسماءُ آبائهم

- ‌ الثاني مِنْ أقسامِ المتفقِ والمفترقِ، وهوَ أنْ تتفقَ أسماؤهمْ وأسماءُ آبائهم وأجدادِهمْ

- ‌ الثالثِ: وهوَ أنْ تتفقَ الكُنْيَةُ والنِّسْبَةُ معاً

- ‌ الرابعِ وهوَ أنْ يتفقَ الاسمُ واسمُ الأبِ والنسبةُ

- ‌تَلْخِيْصُ المُتَشَابِهِ

- ‌المُشْتَبَهُ المَقْلُوبُ

- ‌مَنْ نُسِبَ إِلَى غَيْرِ أَبِيْهِ

- ‌المَنْسُوبُونَ إِلَى خِلَافِ الظَّاهِرِ

- ‌المُبْهَمَاتُ

- ‌تَوَارِيْخُ الرُّوَاةِ وَالوَفَيَاتِ

- ‌مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ والضُّعَفَاءِ

- ‌مَعْرِفَةُ مَنِ اخْتَلَطَ مِنَ الثِّقَاتِ

- ‌طَبَقَاتُ الرُّوَاةِ

- ‌المَوَالِي مِنَ العُلَمَاءِ والرُّوَاةِ

- ‌أَوْطَانُ الرُّوَاةِ وَبُلْدَانُهُمْ

الفصل: ‌تواريخ الرواة والوفيات

ومن ذلكَ أيضاً زوجُ فلانةَ، كحديثِ سُبَيْعةَ الأسلميةِ، أنها وَلَدَتْ بعدَ وفاةِ زوجِهَا بليالٍ

الحديث، وهوَ في الصحيحِ، وزوجها هوَ سعدُ بنُ خَوْلةَ

ومن ذلكَ ابنُ أُمِّ فُلانٍ، نحوُ حديثِ أُمِّ هانئ أنَّها قالتْ زعمَ ابنُ أمِّي أنَّهُ قاتلٌ رجلاً أَجَرْتُهُ

الحديث ابنُ أمِّهَا هوَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه كما هوَ مسمًّى في روايةِ مالكٍ في الموطأ، وكذلكَ ابنُ أمِّ مكتومٍ الأعمى، مؤذنُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، يردُ في الصحيحِ غيرَ مسمًّى، واختلِفَ في اسمِهِ، فقيلَ عبدُ اللهِ، وقيلَ عمرٌو، وقيلَ غيرُ ذلكَ

‌تَوَارِيْخُ الرُّوَاةِ وَالوَفَيَاتِ

وَوَضَعُوا التَّارِيْخَ لَمَّا كَذَبَا

ذَوُوْهُ حَتَّى بَانَ لَمَّا حُسِبَا

952.

... فَاسْتَكْمَلَ النَّبِيُّ والصِّدِّيْقُ

كَذَا عَلِيٌّ وَكَذَا الفَارُوْقُ

ص: 293

.. ثَلَاثَةَ الأَعْوَامِ والسِّتِّينَا

وَفِي رَبِيْعٍ قَدْ قَضَى يَقِيْنَا

954.

... سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةٍ، وَقُبِضَا

عَامَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ التَّالِي الرِّضَا

وَلِثَلَاثٍ بَعْدَ عِشْرِيْنَ عُمَرْ

وَخَمْسَةٍ بَعْدَ ثَلَاثِيْنَ غَدَرْ

956.

... عَادٍ بِعُثْمَانَ، كَذَاكَ بِعَلِيْ

فِي الأَرْبَعِيْنَ ذُو الشَّقَاءِ الأزَلِيْ

الحكمةُ في وضعِ أهلِ الحديثِ التاريخَ لوفاةِ الرواةِ ومواليدهِمْ وتواريخِ السماعِ وتاريخِ قدومِ فلانٍ مثلاً البلدَ الفلانيَّ؛ ليختبروا بذلكَ مَنْ لَمْ يعلموا صحةَ دعواه، كما روينا عنْ سُفيانَ الثوريِّ، قالَ لَمَّا استعملَ الرواةُ الكَذِبَ، استعملنا لهمُ التاريخَ أو كما قالَ وروينا في تاريخِ بغدادَ للخطيبِ، عنْ حسانِ بنِ يزيدَ، قالَ لَمْ نستعنْ على الكذابِيْنَ بمثلِ التاريخِ نقولُ للشيخِ سنةَ كمْ وُلِدتَ؟ فإذا أقرَّ بمولِدِهِ عرفنا صِدقَهُ من كذبِهِ وقالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ القاضي إذا اتَّهمتُمُ الشَّيخَ فحاسِبُوهُ بالسِّنَّيْنِ - بفتحِ النونِ المشددةِ تثنيةُ سِنٍّ وهوَ العُمُرُ - يريدُ احْسِبُوا سِنَّهُ وسِنَّ مَنْ كَتَبَ عنهُ، وسألَ إسماعيلُ بنُ عياشٍ رجلاً اختباراً أيَّ سنةٍ كتبتَ عنْ خالدِ بنِ مَعْدَانَ؟ فقالَ سنةَ ثلاثَ عشرةَ - يعني ومائة - فقالَ أنتَ تزْعُمُ أَنَّكَ سَمِعْتَ منهُ بعدَ موتِهِ بسبعِ سنينَ، قالَ إسماعيلُ ماتَ خالدٌ سنةَ ستٍّ ومائةٍ وقدْ روى يحيى بنُ صالحٍ عنْ إسماعيلَ أنَّهُ توفيَ سنةَ خمسٍ وقدْ وقعَ لِعُفَيْرِ بنِ مَعْدَانَ نظيرُ هذا معَ مَنْ ادَّعى أنَّهُ سمعَ من

ص: 294

خالدٍ؛ ولكنَّ عُفَيْراً قالَ إنَّهُ توفيَ سنةَ أربعٍ ومائةٍ وهوَ قولُ دُحَيمٍ، ومعاويةَ بنِ صالحٍ، وسليمانَ الخبائريِّ، ويزيدَ بنِ عبدِ ربهِ، وقالَ إنَّهُ قرأهُ في ديوانِ العطاءِ كذلكَ، ورجَّحهُ ابنُ حبانَ، وبهِ جزمَ الذهبيُّ في العبر وأما ابنُ سعدٍ فحكى الإجماعَ على أنَّهُ توفيَ سنةَ ثلاثٍ ومائةٍ، وهوَ قولُ الهيثمِ بنِ عديٍّ، والمدائنيِّ، ويحيى بنِ معينٍ، والفلاسِ، ويعقوبَ بنِ شيبةَ في آخرينَ وأما أبو عبيدٍ، وخليفةُ بنُ خَيَّاطٍ، فقالَا إنَّهُ بقيَ إلى سنةِ ثمانٍ ومائةٍ، ورجَّحهُ ابنُ قانعٍ، فاللهُ أعلمُ

وقدْ سألَ أبو عبدِ اللهِ الحاكمُ محمدَ بنَ حاتمٍ الكَشِّيَّ عنْ مولدهِ، لَمَّا حدَّثَ عن عَبْدِ بنِ حُمَيْدٍ، فقالَ سنةَ ستينَ ومائتينِ، فقالَ سَمِعَ هذا من عبدٍ بعدَ موتِهِ بثلاثَ عشرةَ سنةً وقالَ أبو عبدِ اللهِ الحُمَيْديُّ إنَّهُ ممَّا يجبُ تقديمُ التَّهمُّمِ بهِ وفياتُ الشيوخِ، قالَ وليسَ فيهِ كتابٌ كأنَّهُ يريدُ الاستقصاءَ، وإلَاّ ففيهِ كتبٌ، كالوفياتِ لابنِ زَبْرٍ، والوفياتِ لابنِ قانعٍ، وقدِ اتصلتِ الذيولُ على ابنِ زَبْرٍ إلى زماننا هذا، فذيَّلَ عليهِ الحافظُ أبو محمدٍ عبدُ العزيزِ بنُ أحمدَ الكَتَّانيُّ، وذيَّلَ على الكتانيِّ أبو محمدٍ هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ الأكفانيُّ ذَيْلاً صَغِيْراً نحو عشرينَ سنةً، وذيَّلَ على

ص: 295

الأكفانيِّ الحافظُ أبو الحسنِ عليُّ بنُ المفَضَّلِ، وذيَّلَ على ابنِ المفضّلِ الحافظُ أبو محمدٍ عبدُ العظيمِ ابنُ عبدِ القويِّ المنذريُّ بذيلٍ كبيرٍ مفيدٍ، وذيَّلَ على المنذريِّ الشريفُ عزُّ الدينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ الحسينيُّ، وذيَّلَ على الشريفِ المحدِّثُ شهابُ الدينِ أحمدُ بنُ أَيْبَكَ الدِّمياطيُّ إلى الطاعونِ، سنةَ تسعٍ وأربعينَ وسبعمائةٍ، وذيَّلتُ على ابنِ أَيْبَكَ والذيولُ المتأخرةُ أبسطُ منَ الأصلِ، وأكثرُ فوائدَ

والضميرُ في قولي ذَوُوْهُ يعودُ على الكذبِ؛ لتقدمِ الفعلِ الدالِ عليهِ

وقدْ ذكرَ ابنُ الصلاحِ عُيُوناً من ذلكَ هنا، فاقتصرَ على وفاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم والعشرةِ المشهودِ لهمْ بالجنةِ، ومَنْ عاشَ منَ الصحابةِ ستينَ في الجاهليةِ، وستينَ في الإسلامِ والأئمةِ الفقهاءِ الخمسةِ، والأئمةِ الحفاظِ الخمسةِ وسبعةٍ بعدَهمْ منَ الحفاظِ، انْتُفِعَ بتصانِيْفِهِم، فاقتصرتُ على ذلكَ تَبَعاً لهُ

وقدْ اخْتُلِفَ في مقدارِ سِنِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وصاحِبَيْهِ - أبي بَكْرٍ وعُمَرَ - وابنِ عمِّهِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنهم

فالصحيحُ في سِنِّهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ ثلاثٌ وستونَ سنةً، وهوَ قولُ عائشةَ، ومعاويةَ، وجريرِ بنِ عبدِ اللهِ البَجَليِّ، وابنِ عبَّاسٍ، وأنسٍ في المشهورِ عنهما وإنْ كانَ قدْ صحَّ عنْ أنسٍ أنَّهُ توفِّيَ على رأسِ ستينَ أيضاً، فالعربُ قدْ تتركُ الكسورَ، وتقتصرُ

ص: 296

على رؤوسِ الأعدادِ، وبهِ قالَ منَ التابعينَ ومَنْ بعدهم ابنُ المسيِّبِ، والقاسمُ، والشعبيُّ، وأبو إسحاقَ السبيعيُّ، وأبو جعفرٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ، ومحمدُ بنُ إسحاقَ، وصحَّحهُ ابنُ عبدِ البرِّ، والجمهورُ وقيلَ ستونَ سنةً، ثبتَ ذلكَ عنْ أنسٍ، ورويَ عنْ فاطمةَ بنتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهوَ قولُ عُرْوةَ بنِ الزبيرِ، ومالكٍ، وقيلَ خمسٌ وستونَ، رويَ ذلكَ عنِ ابنِ عباسٍ، وأنسٍ أيضاً ودَغْفَلِ بنِ حَنْظَلَةَ، وقيلَ اثنانِ وستونَ، رواهُ ابنُ أبي خيثمةَ، عنْ قتادةَ

ص: 297

وأمَّا أبو بكرٍ، فالأصحُّ فيهِ أيضاً أنَّهُ عاشَ ثلاثاً وستينَ، صحَّ ذلكَ عنْ معاويةَ، وأنسٍ، وهوَ قولُ الأكثرينَ، وبهِ جزمَ ابنُ قانعٍ، والمزيُّ، والذهبيُّ، وقيلَ عاشَ خمساً وستينَ، حكاهُ ابنُ الجوزيِّ، وقالَ ابنُ حبانَ في كتابِ الخلفاءِ كانَ لهُ يومَ ماتَ اثنانِ وستونَ سنةً وثلاثةُ أشهرٍ، واثنانِ وعشرونَ يوماً

وأمَّا عمرُ، فالأصحُّ فيهِ أيضاً أنَّهُ عاشَ ثلاثاً وستينَ، صحَّ ذلكَ أيضاً عنْ معاويةَ، وأنسٍ، وبهِ جزمَ ابنُ إسحاقَ، وهوَ قولُ الجمهورِ، ويدلُّ عليهِ قولهمْ: وُلِدَ بعدَ الفيلِ بثلاثَ عشرةَ سنةً، وفي مبلغِ سِنِّهِ ثمانيةُ أقوالٍ أخرَ:

قيلَ ستٌّ وستونَ، وهوَ قولُ ابنِ عبَّاسٍ وقيلَ خمسٌ وستونَ، وهوَ قولُ ابنِهِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ، والزهريِّ، فيما حكاهُ ابنُ الجوزيِّ عنهما وقيلَ إحدى وستونَ، وهوَ قولُ قتادةَ وقيلَ ستونَ، وبهِ جزمَ ابنُ قانعٍ في الوفياتِ وقيلَ تسعٌ وخمسونَ وقيلَ سبعٌ وخمسونَ وقيلَ ستٌّ وخمسونَ وهذهِ الأقوالُ الثلاثةُ رُويتْ عنْ نافعٍ مولى ابنِ عمرَ وقيلَ خمسٌ وخمسونَ، رواهُ البخاريُّ في التاريخِ عنِ ابنِ عمرَ، وبهِ جزمَ ابنُ حبَّانَ في كتاب الخلفاء

ص: 298

وأمَّا عليٌّ، فقالَ أبو نُعَيمٍ الفَضَلُ بنُ دُكَيْنٍ، وغيرُ واحدٍ إنَّهُ قُتِلَ وهوَ ابنُ ثلاثٍ وستينَ سنةً، وكذلكَ قالَ عبدُ اللهِ بنِ عمرَ، وصحَّحَهُ ابنُ عبدِ البرِّ، وهوَ أحدُ الأقوالِ المرويةِ عنْ أبي جعفرٍ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ وبهِ صدَّرَ ابنُ الصلاحِ كلامَهُ وقيلَ أربعٌ وستونَ وقيلَ خمسٌ وستونَ ورويَ هذانِ القولانِ عنْ أبي جعفرٍ محمدِ بنِ عليٍّ أيضاً، واقتصرَ ابنُ الصلاحِ مِنَ الخلافِ على هذهِ الأقوالِ الثلاثةِ وقيلَ اثنانِ وستونَ، وبهِ جزمَ ابنُ حبانَ في كتابِ الخلفاءِ وقيلَ ثمانٍ وخمسونَ، وهوَ المذكورُ في تاريخِ البخاريِّ، عنْ محمدِ بنِ عليٍّ وقيلَ سبعٌ وخمسونَ، وبهِ صدَّرَ ابنُ قانعٍ كلامَهُ، وقدَّمَه ابنُ الجوزيِّ والمزيُّ عندَ حكايةِ الخِلافِ

وأمَّا تاريخُ وفياتِهِمْ فتُوفِّيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في شهرِ ربيعٍ الأولِ سنةَ إحدى عشرةَ، ولا خلافَ بينَ أهلِ السِّيَرِ في الشهرِ، وكذلكَ لا خلافَ في أنَّ ذلكَ كانَ يومَ الاثنينِ، وممَّنْ صرَّحَ بهِ منَ الصحابةِ عائشةُ، وابنُ عباسٍ، وأنسٌ، ومنَ التابعينَ أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، والزهريُّ، وجعفرُ بنُ محمدٍ وآخرونَ، وإنما اختلفوا أيَّ يومٍ كانَ منَ الشهرِ؟ فجزمَ ابنُ إسحاقَ، ومحمدُ ابنُ سعدٍ، وسعيدُ بنُ عفيرٍ، وابنُ

حبانَ، وابنُ عبدِ البرِّ، بأنَّهُ يومُ الاثنينِ، لا ثنتي عشرةَ ليلةً خلتْ منهُ، وبِهِ

ص: 299

جزمَ ابنُ الصلاحِ أيضاً، والنوويُّ في شرحِ مسلمٍ، وغيرِهِ، والذهبيُّ في العبرِ، وصحَّحَهُ ابنُ الجوزيِّ، وبهِ صدَّرَ المزيُّ كلامَهُ، واستشكلَهُ السُّهيليُّ، كما سيأتي

وقالَ موسى بنُ عقبةَ إنَّهُ كانَ مستهلَ الشهرِ، وبهِ جزمَ ابنُ زَبْرٍ في الوفياتِ ورواهُ أبو الشيخِ ابنُ حيانَ في تاريخهِ، عنِ الليثِ بنِ سعدٍ وقالَ سليمانُ التيميُّ لليلتينِ خلتا منهُ، ورواهُ أبو مَعْشَرٍ عنْ محمدِ بنِ قيسٍ أيضاً

والقولُ الأولُ وإنْ كانَ قولَ الجمهورِ،، فقدِ استشكلَهُ السهيليُّ منْ حيثُ التاريخُ؛ وذلكَ لأنَّ الوقفةَ كانتْ في حجةِ الوداعِ يومَ الجمعةِ بالاتفاق، لحديثِ عمرَ - المتفقِ عليهِ -، وإذا كانَ كذلكَ فلا يمكنُ أنْ يكونَ ثاني عشرَ شهرِ ربيعٍ الأول منْ سنةِ إحدى عشرةَ يومَ الاثنينِ، لا على تقديرِ كمالِ الشهورِ الثلاثةِ، ولا على تقديرِ نقصانها، ولا على تقديرِ كمالِ بعضها ونقصِ بعضها؛ لأنَّ ذا الحجةِ أولُهُ الخميسُ، فإنْ نقصَ هوَ والمُحَرَّمُ وصَفَرٌ، كانَ ثاني عشرَ شهرِ ربيعٍ الأولِ يومَ الخميسِ، وإنْ كمُلَ الثلاثةُ كانَ ثاني عشرهُ يومَ الأحدِ، وإنْ نقصَ بعضها وكَمُلَ البعضُ، كانَ ثاني عشرهُ إمَّا الجمعةُ، أوْ السبتُ، وهذا التفصيلُ لا محيصَ عنهُ، وقدْ رأيتُ بعضَ أهلِ العلمِ يجيبُ عنْ هذا الإشكالِ بأنَّهُ تُفْرَضُ الشهورُ الثلاثةُ كواملَ، ويكونُ قولُهُمْ لاثنتي

ص: 300

عشرةَ ليلةً خلتْ منهُ، أي بأيامها كاملةً، فتكونُ وفاتُهُ بعدَ استكمالِ ذلكَ، والدخولِ في الثالثَ عشرَ، وفيهِ نظرٌ منْ حيثُ إنَّ الذي يظهرُ من كلامِ أهلِ السِّيَرِ نقصانُ الثلاثةِ، أوِ اثنينِ منها، بدليلِ ما رواهُ البيهقيُّ في دلائلِ النبوةِ بإسنادٍ صحيحٍ إلى سليمانَ التيميِّ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرِضَ لاثنتينِ وعشرينَ ليلةً منْ صَفَرٍ، وكانَ أولُ يومٍ مرضَ فيهِ يومَ السبتِ، وكانتْ وفاتُهُ اليومَ العاشرَ يومَ الاثنينِ لليلتينِ خلتا منْ شهرِ ربيعٍ الأولِ، فهذا يدلُّ على أنَّ أولَ صفرٍ يومُ السبتِ، فلزمَ نقصانُ ذي الحجةِ والمحرمِ، وقولُهُ فكانتْ وفاتُهُ اليومَ العاشرَ، أيْ منْ مرضِهِ، يدلُّ على نقصِ صفرٍ أيضاً، ويدلُّ على ذلكَ أيضاً ما رواهُ الواقديُّ عنْ أبي مَعْشَرٍ، عنْ محمدِ بنِ قيسٍ، قالَ اشتكى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه

وسلم - يومَ الأربعاءِ لإحدى عشرةَ بَقِيَتْ منْ صَفر إلى أنْ قالَ اشتكى ثلاثةَ عشرَ يوماً، وتوفيَ يومَ الاثنينِ لليلتينِ خلتا من ربيعٍ الأولِ فهذا يدلُّ على نقصانِ الشهورِ أيضاً؛ إلَاّ أنَّهُ جعلَ مدةَ مرضِهِ أكثرَ ممَّا في حديثِ التيميِّ، ويُجْمَعُ بينهما بأنَّ المرادَ بهذا ابتداؤهُ، وبالأولِ اشتدادهُ، والواقديُّ وإنْ ضُعِّفَ في الحديثِ، فهوَ منْ أئمةِ أهلِ السِّيَرِ، وأبو مَعْشَرٍ نجيحٌ مختلفٌ فيهِ، ويرجِّحُ ذلكَ ورودُهُ عنْ بعضِ الصحابةِ؛ وذلكَ فيما رواهُ الخطيبُ في الرواةِ عنْ مالكٍ منْ روايةِ سعيدِ بنِ مسلمِ بنِ قتيبةَ الباهليِّ، حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ، عنْ نافعٍ، عنِ ابنِ عمرَ، قالَ لمَّا قُبِضَ رسولُ اللهُ صلى الله عليه وسلم مرِضَ ثمانيةً، فتوفيَ لليلتينِ خلتا من ربيعٍ الأولِ

الحديث، فاتَّضحَ أنَّ قولَ سليمانَ التيميِّ ومَنْ وافقهُ راجحٌ، مِنْ حيثُ التاريخُ، وكذلكَ قولُ ابنِ شهابٍ مستهلُ شهرِ ربيعٍ الأولِ، فيكونُ أحدُ الشهورِ الثلاثةِ ناقصاً، واللهُ أعلمُ

وكذلكَ مِنَ المشكلِ قولُ ابنِ حِبَّانَ، وابنِ عبدِ البرِّ ثمَّ بدأ بهِ مرضُهُ الذي ماتَ منهُ يومَ الأربعاءِ، لليلتينِ بقيتا من صَفَرٍ إلى آخرِ كلامهما، فهذا ممَّا لا يمكنُ؛ لأنَّهُ

ص: 301

يقتضي أنَّ أولَ صَفَرٍ الخميسُ، وهوَ غيرُ ممكنٍ، وقولُ مَنْ قالَ لإحدى عشرةَ ليلةً بَقِيَتْ منهُ أولى بالصوابِ، وهوَ يقتضي وفاتَهُ ثاني شهرِ ربيعٍ الأولِ، وأمَّا وقتُ وفاتِهِ منَ اليومِ، فقالَ ابنُ الصلاحِ ضُحًى، قلتُ وفي صحيحِ مسلمٍ منْ حديثِ أنسٍ وآخرُ نظْرَةٍ نظرْتُها إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

الحديث وفيهِ فأَلْقَى السِّجْفَ، وتوفيَ منْ آخرِ ذلكَ اليومِ

وهذا يدلُّ على أنَّهُ تأخَّرَ بعدَ الضحى، والجمعُ بينهما أنَّ المرادَ أولُ النصفِ الثاني، فهوَ آخرُ وقتِ الضحى، وهوَ منْ آخرِ النهارِ باعتبارِ أنَّهُ منَ النصفِ الثاني، ويدلُّ عليهِ ما رواهُ ابنُ عبدِ البرِّ بإسنادِهِ إلى عائشةَ، قالتْ ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ - ارتفاعَ الضحى، وانتصافَ النهارِ يومَ الاثنينِ وذكرَ موسى بنُ عقبةَ في مغازيهِ، عنْ ابنِ شهابٍ توفيَ يومَ الاثنينِ حينَ زاغتِ الشمسُ، فبهذا يجمعُ بينَ مختلفِ الحديثِ في الظاهرِ، واللهُ أعلمُ

وتوفِّيَ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه سنةَ ثلاثَ عشرةَ، واختُلِفَ في أيِّ شهورِها توفيَ، فجزَمَ ابنُ الصلاحِ بأنَّهُ في جُمَادى الأولى، وهوَ قولُ الواقديِّ، وعمرِو بنِ عليٍّ الفَلَاّسُ، وكذا جزمَ بهِ المزيُّ في التهذيبِ، فقيلَ يومُ الاثنينِ، وقيلَ ليلةُ الثلاثاءِ لثمانٍ، وقيلَ لثلاثٍ بقينَ منهُ، وجزمَ ابنُ إسحاقَ، وابنُ زَبْرٍ، وابنُ قانعٍ، وابنُ حبانَ، وابنُ عبدِ البرِّ، وابن الجوزيِّ، والذهبيُّ في العبرِ بأنَّهُ في

ص: 302

جمادى الآخرةِ، فقالَ ابنُ حبانَ ليلةَ الاثنينِ لسبعَ عشرةَ مضتْ منهُ، وقالَ ابنُ إسحاقَ يومَ الجمعةِ لسبعِ ليالٍ بقينَ منهُ، وقالَ الباقونَ لثمانٍ بقينَ منهُ، وحكاهُ ابنُ عبدِ البرِّ عنْ أكثرِ أهلِ السِّيرَِ، إمَّا عشيةَ يومِ الاثنينِ، أوْ ليلةَ الثلاثاءِ، أقوالٌ حكاها ابنُ عبدِ البرِّ زادَ ابنُ الجوزيِّ بينَ المغربِ والعشاءِ منْ ليلةِ الثلاثاءِ

وتوفيَ عمرُ بنُ الخطَّابِ رضي الله عنه في آخرِ يومٍ منْ ذي الحِجَّةِ، سنةَ ثلاثٍ وعشرينَ، وقولُ المزيِّ، والذهبيِّ قُتِلَ لأربعٍ، أوْ ثلاثٍ بقينَ منْ ذي الحجةِ، فإنْ أرادا بذلكَ لمَّا طعنَهُ أبو لؤلؤةَ، فإنَّهُ طعنَهُ يومَ الأربعاءِ عندَ صلاةِ الصبحِ لأربعٍ، وقيلَ لثلاثٍ بقينَ منهُ، وعاشَ ثلاثةَ أيامٍ بعدَ ذلكَ، واتفقوا على أنَّهُ دُفِنَ مُسْتَهَلِّ المُحَرَّمِ سنةَ أربعٍ وعشرينَ، وقالَ الفلاسُ إنَّهُ ماتَ يومَ السبتِ غُرَّةَ المحرمِ سنةَ أربعٍ وعشرينَ

وتوفيَ عثمانُ بنُ عفانَ مقتولاً شهيداً سنةَ خمسٍ وثلاثينَ في ذي الحِجَّةِ أيضاً، قيلَ يومُ الجمعةِ، الثامنَ عشرَ منهُ، وهذا هوَ المشهورُ، وادَّعى ابنُ ناصرٍ الإجماعَ على ذلكَ، وليسَ بجيدٍ، فقدْ قيلَ إنَّهُ قُتِلَ يومَ الترويةِ لثمانٍ خلتْ منهُ، قالَهُ الواقديُّ، وادَّعى الإجماعَ عليهِ عندهُمْ، وقيلَ لليلتينِ بقيتا منهُ، وقالَ أبو عثمانَ النَّهْديُّ، قيلَ في وَسَطِ أيَّامِ التشريقِ، وقيلَ لثنتي عشرةَ خلتْ منهُ، قالَهُ الليثُ بنُ سعدٍ، وقيلَ لثلاثَ عشرةَ خلتْ منهُ، وبهِ صدَّرَ ابنُ الجوزيِّ كلامَهُ، وقيلَ في أوَّلِ سنةِ ستٍّ وثلاثينَ، والأولُ أشهرُ

ص: 303

وأمَّا ما وقعَ في تاريخ البخاريِّ مِنْ أنَّهُ ماتَ سنةَ أربعٍ وثلاثينَ، فقالَ ابنُ ناصرٍ هوَ خطأ مِنْ راويهِ

وأمَّا قاتلُهُ الذي أشرتُ إليهِ بقولي عَادٍ، فاختُلِفَ فيهِ، فقيلَ هوَ جبلةُ ابنُ الأيهمِ، وقيلَ سودانُ بنُ حمرانَ، وقيلَ رومانُ اليمانيُّ، وقيلَ رومانُ رجلٌ منْ بني أسدِ بنِ خزيمةَ، وقيلَ غيرُ ذلكَ، واختُلِفَ في مبلغِ سنِّهِ، فقيلَ ثمانونَ، قالَهُ ابنُ إسحاقَ، وقيلَ ستٌّ وثمانونَ، قالَهُ قتادةُ، ومعاذُ بنُ هشامٍ، عنْ أبيهِ، وقيلَ اثنتانِ وثمانونَ، قالَهُ أبو اليقظانِ، وادَّعى الواقديُّ اتفاقَ أهلِ السِّيَرِ عليهِ، وقيلَ ثمانٍ وثمانونَ سنةً، وقيلَ تسعونَ

وتوفِّيَ عليُّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه مقتولاً شهيداً في شهرِ رمضانَ سنةَ أربعينَ، واختُلِفَ في أيِّ أيامِ الشهرِ، أو لياليهِ قُتِلَ؟ فقالَ أبو الطفيلِ، والشعبيُّ، وزيدُ بنُ وَهْبٍ ضُرِبَ لثماني عشرةَ ليلةً خَلَتْ منْ رمضانَ وقُبِضَ في أولِ ليلةٍ من العشرِ الأواخرِ وقالَ ابنُ إسحاقَ يومَ الجمعةِ لسبعَ عشرةَ خلتْ منهُ، وقالَ ابنُ حبانَ ليلةَ الجمعةِ لسبعَ عشرةَ ليلةً خلتْ منهُ، فماتَ غداةَ يومِ الجمعةِ، وبهِ جزمَ الذهبيُّ في العبرِ، وقيلَ ليلةُ الجمعةِ لثلاثَ عشرةَ ليلةً خلتْ منهً، وبهِ صدَّرَ ابنُ عبدِ البرِّ كلامَهُ، وقيلَ لإحدى عشرةَ خَلَتْ منهُ، حكاهُ ابنُ عبدِ البرِّ أيضاً، وقيلَ لإحدى عشرةَ بقيتْ منهُ، قالَهُ الفلَاّسُ، وقالَ ابنُ الجوزيِّ ضُرِبَ يومُ الجمعةِ لثلاثَ عشرةَ بقيتْ منهُ، وقيلَ ليلةُ إحدى وعشرينَ، فبقيَ الجمعةَ والسبتَ، وماتَ ليلةَ الأحدِ، قالَهُ ابنُ أبي شيبةَ، وقيلَ

ص: 304

ماتَ يومَ الأحدِ، وأمَّا قولُ ابنِ زَبْرٍ قُتِلَ ليلةُ الجمعةِ لسبعَ عشرةَ مضتْ منهُ سنةَ تسعٍ وثلاثينَ، فوهمٌ، لَمْ أرَ مَنْ تابَعَهُ عليهِ، وكانَ الذي قتَلَهُ عبدُ الرحمنِ بنُ ملجمٍ المراديُّ أشقى الأخرينَ، كما في حديثِ صهيبٍ وذكرَ النسائيُّ منْ حديثِ عمارِ بنِ ياسرٍ، عنْ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ لعليٍّ أشقى الناسِ الذي عَقَرَ الناقةَ، والذي يضربُكَ على هذا، ووضعَ يدهُ على رأسِهِ، حتَّى تخضبَ هذهِ، يعني لحيتَهُ، وأشرتُ إلى ذلكَ بقولي ذُو الشَّقَاءِ الأزَلِيْ

957.

... وَطَلْحَةٌ مَعَ الزُّبَيْرِ جُمِعَا

سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِيْنَ مَعَا

أي: توفيَ طلحةُ بنُ عُبيدِ اللهِ، والزُّبيرُ بنُ العَوَّامِ في سنةٍ واحدةٍ، وهيَ سنةُ ستٍّ وثلاثينَ وفي شهرٍ واحدٍ، وقيلَ: في يومٍ واحدٍ، قُتِلَ كِلاهما في وقعةِ الجملِ، فكانَ طلحةُ أوَّلَ قتيلٍ قُتِلَ في الوقعةِ، وكانتْ وقعةُ الجملِ لعشرٍ خلونَ من جمادى الآخرةِ، هكذا جزمَ بهِ الواقديُّ، وابنُ سعدٍ، وخليفةُ بنُ خياطٍ، وابنُ زَبْرٍ، وابنُ عبدِ البرِّ، وابنُ الجوزيِّ، وآخرونَ.

ص: 305

قالَ خليفةُ: يومَ الجمعةِ، وقالَ ابنُ سعدٍ، وابنُ زَبْرٍ، وابنُ الجوزيِّ، والجمهورُ: يومَ الخميسِ. وقالَ الليثُ بنُ سعدٍ: إنَّ وقعةَ الجملِ كانتْ في جمادى الأولى، وكذا قالَ ابنُ حبانَ: إنَّ يومَ الجملِ لعشرِ ليالٍ خَلَوْنَ منْ جمادى الأولى، والأولُ هوَ المشهورُ المعروفُ في تاريخِ الجملِ، إنَّهُ في جمادى الآخرةِ. وتناقضَ فيهِ كلامُ ابنِ عبدِ البرِّ، فقالَ ما تقدمَ نقلُهُ عنهُ في ترجمةِ طلحةَ، وقالَ في ترجمةِ الزبيرِ: في جمادى الأولى، وَوَهِمَ في ذلكَ، وتَبِعَهُ ابنُ الصلاحِ في هذا فقالَ: إنَّ وفاتهما في جمادى الأولى، واختَلَفَ كلامُ المزيِّ أيضاً في " التهذيبِ " كابنِ عبدِ البرِّ، فقالَ في طلحةَ: جمادى الآخرةِ، وقالَ في الزبيرِ: جمادى الأولى، وسببُ ذلكَ كلامُ ابنِ عبدِ البرِّ، وكذلكَ قولُ أبي نُعيمٍ في طلحةَ: قُتِلَ في رجبٍ، وقولُ سليمانَ بنِ حربٍ: قُتِلَ في ربيعٍ، أوْ نحوِهِ، قولانِ مرجوحانِ.

والذي رمى طلحةَ هوَ مروانُ بنُ الحكمِ على الصحيحِ، وأمَّا الزبيرُ فقتلَهُ عمرُو بنُ جُرْمُوْزٍ، فقيلَ: قتلَهُ يومَ الجملِ، قالَهُ الواقديُّ، وابنُ عبدِ البرِّ، وابنُ الجوزيِّ، والمزيُّ، وقالَ البخاريُّ في "التاريخِ الكبيرِ": قُتِلَ في رجبٍ، وكذا قالَ ابنُ حبانَ في أولِ كلامِهِ، ثمَّ قالَ: إنَّهُ قُتِلَ منْ آخرِ يومٍ صبيحةَ الجملِ، وهذا يقتضي أنَّهُ في الحادي عشرَ منْ جمادى الآخرةِ، فاللهُ أعلمُ.

ص: 306

وأمَّا مبلغُ سِنِّهِمَا، فقالَ ابنُ حبانَ، والحاكمُ: إنَّهما كانا ابني أربعٍ وستينَ سنةً، وهوَ قولُ الواقديِّ في طلحةَ، وقيلَ فيهما غيرُ ذلكَ، فقيلَ: كانَ لطلحةَ ثَلاثٌ وستونَ، قالَهُ أبو نُعيمٍ، وقيلَ: اثنتان وستونَ، قالَهُ عيسى بنُ طلحةَ، وهوَ قولُ الواقديِّ، وقيلَ: ستونَ، قالَهُ المدائنيُّ، وبهِ صَدَّرَ ابنُ عبدِ البرِّ كلامَهُ، وقيلَ: خمسٌ وسبعونَ، حكاهُ ابنُ عبدِ البرِّ، وقالَ: ما أظنُّ ذلكَ، وقيلَ: كانتْ للزبيرِ سبعٌ وستونَ، وبهِ صدَّرَ ابنُ عبدِ البرِّ كلامَهُ، وقيلَ: ستٌّ وستونَ، وقيلَ: ستونَ، وقيلَ تسعٌ وخمسونَ، وقيلَ: خمسٌ وسبعونَ.

958.

... وَعَامَ خَمْسَةٍ وَخَمْسِيْنَ قَضَى

سَعْدٌ، وقَبْلَهُ سَعِيْدٌ فَمَضَى

سَنَةَ إحْدَى بَعْدَ خَمْسِيْنَ وَفِي

عَامِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِيْنَ تَفِي

960.

... قَضى ابْنُ عَوْفٍ، والأَمِيْنُ سَبَقَهْ

عَامَ ثَمَانِيْ عَشْرَةٍ مُحَقَّقَهْ

أي توفيَ سعدُ بنُ أبي وقاصٍ سنةَ خمسٍ وخمسينَ، قالَهُ الواقديُّ، والهيثمُ ابنُ عديٍّ، وابنُ نميرٍ، وأبو موسى الزمنُ، والمدائنيُّ، وحكاهُ

ص: 307

ابنُ زَبْرٍ، عنْ عمرِو بنِ عليٍّ الفلاسِ، ورَجَّحهُ ابنُ حبانَ، وقالَ المزيُّ إنَّهُ المشهورُ وقيلَ في وفاتِهِ غيرُ ذلكَ، فقيلَ سنةُ خمسينَ، وقيلَ إحدى وخمسينَ، وقيلَ أربعٍ وخمسينَ، حكاهُ ابنُ عبدِ البرِّ، عنِ الفلَاّسِ، والزبيرِ بنِ بكارٍ، والحسنِ بنِ عثمانَ وقيلَ ستٍّ وخمسينَ، وقيلَ سبعٍ وخمسينَ، وقيلَ ثمانٍ وخمسينَ، قالَهُ أبو نعيمٍ وكانتْ وفاتُهُ في قصرِهِ بالعقيقِ، وحُمِلَ على أعناقِ الرجالِ فَدُفِنَ بالبقيعِ، واختُلِفَ في مبلغِ سِنِّهِ، فقيلَ ثلاثٌ وسبعونَ، واقتصرَ عليهِ ابنُ الصلاحِ، وقيلَ أربعٌ وسبعونَ، وبهِ جزمَ الفَلَاّسُ، وابنُ زَبْرٍ، وابنُ قانعٍ، وابنُ حبانَ، وقيلَ اثنانِ وثمانونَ، وقيلَ ثلاثٌ وثمانونَ، قالَهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ وهوَ آخرُ العشرةِ موتاً رضي الله عنهم أجمعينَ

وتوفِّيَ سعيدُ بنُ زيدٍ سنةَ إحدى وخمسينَ، قالَهُ الواقديُّ، والهيثمُ بنُ عديٍّ، والمدائنيُّ، ويحيى بنُ بكيرٍ، وابنُ نميرٍ وخليفةُ بنُ خياطٍ، وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ سنةَ خمسينَ أو إحدى وخمسينَ، وكذا حكاهُ الواقديُّ عنْ بعضِ ولدِ سعيدِ بنِ زيدٍ،

ص: 308

وقالَ عبيدُ اللهِ بنُ سعدٍ الزهريُّ سنةَ اثنتينِ وخمسينَ وقالَ البخاريُّ في التاريخِ

الكبيرِ سنةَ ثمانٍ وخمسينَ ولا يصحُّ فإنَّ سعدَ ابنَ أبي وقاصٍ شهدَهُ، ونزَلَ في حفرتِهِ، وتوفيَ قبلَ سنةِ ثمانٍ على الصحيحِ، وكانتْ وفاتُهُ أيضاً بالعقيقِ، وحُمِلَ إلى المدينةِ، وقيلَ ماتَ بالكوفةِ ودُفِنَ بها، ولا يصحُّ، واخْتُلِفَ في مبلغِ سِنِّهِ، فقالَ المدائنيُّ ثلاثٌ وسبعونَ، وقالَ الفلاسُ أربعٌ وسبعونَ

وتوفِّيَ عبدُ الرحمنِ بنُ عَوْفٍ في سنةِ اثنتينِ وثلاثينَ، قالَهُ عروةُ بنُ الزبيرِ، والهيثمُ بنُ عديٍّ، والفَلَاّسُ، وأبو موسى الزمنُ، والمدائنيُّ، والواقديُّ، وخليفةُ بنُ خياطٍ، وابنُ بكيرٍ في روايةِ ابنِ البَرْقِيِّ، وابنُ قانعٍ، وابنُ الجوزيِّ، وقيلَ توفيَ سنةَ إحدى وثلاثينَ، وبهِ صدَّرَ ابنُ عبدِ البرِّ كلامَهُ، قالَ يحيى بنُ بكيرٍ في روايةِ الذهليِّ وأبو نعيمٍ الأصبهانيُّ سنةَ إحدى أو اثنتينِ، وقيلَ توفيَ سنةَ ثلاثٍ وثلاثينَ واختُلِفَ في مبلغِ سِنِّهِ، فقيلَ خمسٌ وسبعونَ، قالَهُ يعقوبُ بنُ إبراهيمَ بنِ سعدٍ، والواقديُّ، وابنُ زَبْرٍ، وابنُ قانعٍ وابنُ حبانَ، وأبو نعيمٍ الأصبهانيُّ، وبهِ صدَّرَ ابنُ عبدِ البرِّ كلامَهُ وقيلَ اثنتانِ وسبعونَ رويَ ذلكَ عنِ ابنِهِ أبي سلمةَ بنِ

ص: 309

عبدِ الرحمنِ، وقيلَ ثمانٍ وسبعونَ، قالَهُ إبراهيمُ بنُ سعدٍ، والأولُ أشهرُ، وعليهِ اقتصرَ ابنُ الصلاحِ

وتوفيَ أمينُ هذهِ الأمةِ أبو عبيدةَ بنُ الجراحِ، واسمهُ عامرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الجراحِ، سنةَ ثماني عشرةَ في طاعونِ عمواسَ، وهوَ ابنُ ثمانٍ وخمسينَ سنةً قالَهُ الواقديُّ، ومحمدُ بنُ سعدٍ، والفَلَاّسُ، وابنُ قانعٍ، وابنُ حبانَ، وابنُ عبدِ البرِّ، وغيرُهم، وهوَ متفقٌ عليهِ

وَعَاشَ حَسَّانُ كَذَا حَكِيْمُ

عِشْرِيْنَ بَعْدَ مِائَةٍ تَقُوْمُ

962.

... سِتُّوْنَ فِي الإِسْلَامِ ثُمَّ حَضَرَتْ

سَنَةَ أرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ خَلَتْ

وَفَوْقَ حَسَّانَ ثَلَاثَةٌ، كَذَا

عَاشُوْا، وَمَا لِغَيْرِهِمْ يُعْرَفُ ذَا

964.

... قُلْتُ حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ العُزَّى

مَعَ ابْنِ يَرْبُوْعٍ سَعِيْدٍ يُعْزَى

هَذَانِ مَعْ حَمْنَنَ وابْنُ نَوْفَلِ

كُلٌّ إلى وَصْفِ حَكِيْمٍ فَاجْمِلِ

966.

... وفِي الصِّحَابِ سِتَّةٌ قَدْ عَمَّرُوا

كَذَاكَ في المُعَمِّرِيْنَ ذُكِرُوا

ص: 310

في هذهِ الأبياتِ ذِكْرُ مَنْ عاشَ منَ الصحابةِ مائةً وعشرينَ سنةً، ستينَ في الجاهليةِ، وستينَ في الإسلامِ، قالَ ابنُ الصلاحِ شخصانِ منَ الصحابةِ عاشا في الجاهلية ستينَ سنةً، وفي الإسلامِ ستينَ سنةً، وماتا بالمدينةِ سنةَ أربعٍ وخمسينَ

أحدهما حكيمُ بنُ حِزامٍ، وكانَ مولدُهُ في جوفِ الكعبةِ قبلَ عامِ الفيلِ بثلاثَ عشرةَ سنةً

والثاني حَسَّانُ بنُ ثابتِ بنِ المُنْذِرِ بنِ حَرَامٍ الأنصاريُّ، وروى ابنُ إسحاقَ أنَّهُ وأباهُ - ثابتاً - والمنذرَ، وحراماً، عاشَ كلُّ واحدٍ منهمْ عشرينَ ومائةَ

ص: 311

سنةٍ، وذكرَ أبو نعيمٍ الحافظُ أنَّهُ لا يُعرَفُ في العربِ مثلُ ذلكَ لغيرهمْ -قالَ ابنُ الصلاحِ وقَدْ قيلَ إنَّ حسانَ ماتَ سنةَ خمسينَ

قلتُ اقتصرَ ابنُ الصلاحِ في هذا الفصلِ على اثنينِ، وقدْ زِدتُ عليهِ أربعةً اشتركوا معهما في ذلكَ، فصاروا ستةً مشتركينَ في هذا الوصفِ

فالأولُ حَسَّانُ بنُ ثابتٍ الأنصاريُّ، قالَ الواقديُّ إنَّهُ عاشَ مائةً وعشرينَ، وحكى ابنُ عبدِ البرِّ الاتفاقَ عليهِ، فقالَ لَمْ يختلفوا أنَّه عاشَ مائةً وعشرينَ سنةً، منها ستونَ في الجاهليةِ، وستونَ في الإسلامِ انتهى وقدْ خالفَ ابنُ حبانَ في ذلكَ فقالَ ماتَ وهوَ ابنُ مائةٍ وأربعِ سنينَ، وماتَ أبوهُ وهوَ ابنُ مائةٍ وأربعِ سنينَ، وماتَ جدُّهُ وهوَ ابنُ مائةٍ وأربعِ سنينَ، قالَ وقدْ قيلَ لكلِّ واحدٍ منهمْ عشرونَ ومائةُ سنةٍ واخْتُلِفَ في وفاتِهِ، فقيلَ سنةُ أربعٍ وخمسينَ، قالَهُ أبو عبيدِ القاسمُ بنُ سَلَاّمٍ، وبهِ جزمَ الذهبيُّ في العبرِ، وقيلَ سنةُ خمسينَ، حكاهُ ابنُ عبدِ البرِّ، وقيلَ سنةُ أربعينَ قالَهُ الهيثمُ بنُ عديٍّ، والمدائنيُّ، وأبو موسى الزمنُ، وابنُ قانعٍ، وكذا قالَ ابنُ حبانَ ماتَ أيامَ قُتِلَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وقيلَ إنَّهُ ماتَ قبلَ الأربعينَ في خلافةِ عليٍّ، وبهِ صدَّرَ ابنُ عبدِ البرِّ كلامَهُ

والثاني حَكِيْمُ بنُ حِزامِ بنِ خويلدٍ، وهوَ ابنُ أخي خديجةَ بنتِ خويلدٍ، أسلمَ في الفتحِ، وعاشَ ستينَ سنةً في الجاهليةِ، وستينَ في الإسلامِ، قالَهُ البخاريُّ حكايةً عنْ إبراهيمَ بنِ المنذرِ الحزاميِّ، وقالَهُ أيضاً مصعبُ ابنُ عبدِ اللهِ الزبيريُّ، وابنُ حبَّانَ، وابنُ عبدِ البرِّ، واختُلِفَ في وفاتِهِ، فقيلَ سنةُ أربعٍ وخمسينَ، قالَهُ الواقديُّ، والهيثمُ بنُ عديٍّ، وابنُ نميرٍ، والمدائنيُّ، ومصعبُ الزبيريُّ، وإبراهيمُ بنُ المنذرِ الحزاميُّ، وخليفةُ بنُ خياطٍ، وأبو عُبيدٍ القاسمُ بنُ سلامٍ، ويحيى بنُ بكيرٍ، وابنُ قانعٍ، وقالَ ابنُ حبانَ إنَّهُ الصحيحُ، وبهِ جزمَ ابنُ عبدِ البرِّ وقيلَ سنةُ ستينَ،

ص: 312

قالَهُ البخاريُّ وقيلَ سنةُ ثمانٍ وخمسينَ وقيلَ سنةُ خمسينَ، وكانتْ وفاتُهُ بالمدينةِ

والثالثُ حُويطِبُ بنُ عبدِ العُزَّى القرشيُّ العامريُّ منْ مسلمةِ الفتحِ، روى الواقديُّ عنْ إبراهيمَ بنِ جعفرِ بنِ محمودٍ عنْ أبيهِ، قالَ كانَ حُويطِبُ قدْ بلغَ عشرينَ ومائةَ سنةٍ، ستينَ سنةً في الجاهليةِ، وستينَ سنةً في الإسلامِ وقالَ ابنُ حبانَ سِنُّهُ سِنُّ حكيمِ بنِ حزامٍ، وعاشَ في الإسلامِ ستينَ سنةً، وفي الجاهليةِ ستينَ سنةً وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ أدركَهُ الإسلامُ وهوَ ابنُ ستينَ سنةً، أوْ نحوها وكانتْ وفاتُهُ سنةَ أربعٍ وخمسينَ، قالَهُ الهيثمُ ابنُ عديٍّ، وأبو موسى الزمنُ، ويحيى بنُ بكيرٍ، وخليفةُ بنُ خياطٍ، وأبو عبيدٍ القاسمُ بنُ سلامٍ، وابنُ قانعٍ، وابنُ حبانَ، وغيرُهمْ وقيلَ إنَّهُ ماتَ سنةَ اثنتينِ وخمسينَ، وكانتْ وفاتُهُ بالمدينةِ

والرابعُ سعيدُ بنُ يربوعَ القرشيُّ منْ مُسْلمةِ الفتحِ، ماتَ بالمدينةِ سنةَ أربعٍ وخمسينَ، ولهُ مائةٌ وعشرونَ سنةً، قالَهُ الواقديُّ، وخليفةُ بنُ خيَّاطٍ، وابنُ حبانَ، وكذا قالَ أبو عبيدٍ، وابنُ عبدِ البرِّ إنّهُ ماتَ سنةَ أربعٍ وخمسينَ، وقيلَ بلغَ مائةً وأربعاً وعشرينَ سنةً، وبهِ صدَّرَ ابنُ عبدِ البرِّ كلامَهُ، وماتَ بالمدينةِ، وقيلَ بمكةَ

ص: 313

والخامسُ حَمْنَنُ بنُ عوفٍ القرشيُّ الزهريُّ أخو عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ، وهوَ بفتحِ الحاءِ المهملةِ، وسكونِ الميمِ وفتحِ النونِ الأولى قالَ الدارقطنيُّ في كتابِ الأخوةِ والأخواتِ أسلمَ ولَمْ يهاجرْ إلى المدينةِ، وعاشَ في الجاهليةِ ستينَ سنةً، وفي الإسلامِ ستينَ سنةً وكذا قالَ ابنُ عبدِ البرِّ إنَّهُ عاشَ في الجاهليةِ ستينَ سنةً، وفي الإسلامِ ستينَ سنةً، وذكرَ بعضُ أهلِ التاريخِ، أنَّهُ توفيَ سنةَ أربعٍ وخمسينَ

والسادسُ مَخْرَمَةُ بنُ نَوفَلٍ القرشيُّ الزهريُّ، والِدُ المِسْورِ بنِ مخرمةَ منْ مسلمةِ الفتحِ، توفيَ سنةَ أربعٍ وخمسينَ، قالَهُ الهيثمُ بنُ عديٍّ، وابنُ نميرٍ، والمدائنيٌّ، وابنُ قانعٍ، وابنُ حبانَ وقدْ اختُلِفَ في مبلغِ سِنِّهِ، فقالَ الواقديُّ يقالُ إنَّهُ كانَ لهُ حينَ ماتَ مائةٌ وعشرونَ سنةً، وهكذا جَزَمَ بهِ أبو زكريا بنُ مَنْده في جزءٍ لهُ جمعَ فيهِ مَنْ عاشَ مائةً وعشرينَ منَ الصحابةِ وجزمَ ابنُ زَبْرٍ، وابنُ حبانَ، وابنُ

عبدِ البرِّ بأنَّهُ بلغَ مائةً وخمسَ عشرةَ سنةً، وكانتْ وفاتُهُ بالمدينةِ، وقدْ ذكرَ ابنُ منده في الجزءِ المذكورِ جماعةً آخرينَ منَ الصحابةِ عاشوا مائةً وعشرينَ سنةً؛ لكنْ لَمْ يعلمْ كونُ نصفِهَا في الجاهليةِ، ونصفِها في الإسلامِ؛ لتقدُّمِ وفاتِهِمْ على المذكورينَ، أوْ تأخّرِها، أو عدمِ معرفةِ التاريخِ لموتِهِمْ، فمنْهُمْ عاصمُ بنُ عَدِيِّ بنِ الجدِّ العَجْلانيُّ،

ص: 314

صاحبُ عُويْمِرٍ العَجْلَانيِّ في قصةِ اللِّعَانِ حكى ابنُ عبدِ البرِّ عنْ عبدِ العزيزِ بنِ عمرانَ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّهِ أنَّهُ عاشَ مائةً وعشرينَ سنةً، وكذا ذكرَ أبو زكريا بنُ منده، وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ توفيَ سنةَ خمسٍ وأربعينَ، وقدْ بلغَ قريباً منْ مائةٍ وعشرينَ سنةً، وقالَ الواقديُّ، وابنُ حبانَ بلغَ مائةً وخمسَ عشرةَ سنةً

ومنهمْ المُنتجعُ جدُّ ناجيةَ، ذكرَهُ العسكريُّ في الصحابةِ، وقالَ كانَ لهُ مائةٌ وعشرونَ سنةً، ولا يصحُّ حديثُهُ

ومنهمْ نافعُ أبو سليمانَ العبديُّ، روى إسحاقُ بنُ راهويهِ، عنْ ابنِهِ سليمانَ، قالَ ماتَ أبي ولهُ عشرونَ ومائةُ سنةٍ، وكذا ذكرَهُ ابنُ قانعٍ

ومنهمْ اللَّجْلَاجُ العامريُّ، ذكرَ ابنُ سُميعٍ، وابنُ حبانَ أيضاً أنَّهُ عاشَ مائةً وعشرينَ سنةً، وكذا حكاهُ ابنُ عبدِ البرِّ، عنْ بعضِ بني اللجلَاجِ

ومنهمْ سعدُ بنُ جنادةَ العوفيُّ الأنصاريُّ، وهوَ والِدُ عطيةَ العوفيِّ، ذكرَهُ ابنُ مَنْده في الصحابةَ، ولَمْ يذكرْ عمرَهُ، وذكرهُ أبو زكريا بنُ مَنْده فيمَنْ عاشَ كذلكَ

ص: 315

ومنهمْ عَدِيُّ بنُ حاتمٍ الطائيُّ، توفيَ سنةَ ثمانٍ وستينَ، عنْ مائةٍ وعشرينَ سنةً، قالَهُ ابنُ سعدٍ، وخليفةُ بنُ خياطٍ وقيلَ سنةُ ستٍّ وستينَ وقيلَ سنةُ سبعٍ وستينَ، ولَمْ يذكرْهُ ابنُ منده في الجزءِ المذكورِ

وَقُبِضَ الثَّوْرِيُّ عَامَ إحْدَى

مِنْ بَعْدِ سِتِّيْنَ وَقَرْنٍ عُدَّا

968.

... وَبَعْدُ في تِسْعٍ تَلِي سَبْعِيْنَا

وَفَاةُ مَالِكٍ، وَفي الخَمْسِيْنَا

وَمِائَةٍ أَبُو حَنِيْفَةٍ قَضَى

والشَّافِعِيُّ بَعْدَ قَرْنَيْنِ مَضَى

970.

... لأَرْبَعٍ ثُمَّ قَضَى مَأمُوْنَا

أحْمَدُ في إحْدَى وأَرْبَعِيْنَا

في هذهِ الأبياتِ وفياتُ أصحابِ المذاهبِ الخمسةِ، وقدْ كانَ الثوريُّ معدوداً فيهمْ، لهُ مقلدونَ إلى بعدِ الخمسمائةِ، وممَّنْ ذكرَهُ معهمْ الغزاليُّ في الإحياءِ، فتوفيَ أبو عبدِ اللهِ سفيانُ بنُ سعيدٍ الثوريُّ سنةَ إحدى وستينَ ومائةٍ بالبصرةِ، قالَهُ أبو داودَ الطيالسيُّ، وابنُ معينٍ، وابنُ سعدٍ وادَّعى الاتفاقَ عليهِ وابنُ حبانَ، وزادَ في شعبانَ في دارِ عبدِ الرحمنِ بنِ مهديٍّ، وقالَ يحيى بنُ سعيدٍ في أولها، واختُلِفَ في مولِدِهِ، فقالَ العجليُّ وغيرُ واحدٍ سنةَ سبعٍ وتسعينَ، وقالَ ابنُ حبانَ سنةَ خمسٍ وتسعينَ

ص: 316

وتوفي أبو عبدِ اللهِ مالكُ بنُ أنسٍ بالمدينةَ سنةَ تسعٍ وسبعينَ ومائةٍ، قالَهُ الواقديُّ، والمدائنيُّ، وأبو نعيمٍ، ومصعبُ بنُ عبدِ اللهِ، وزادَ في صَفَرٍ، وإسماعيلُ بنُ أبي أُوَيْسٍ، وقالَ في صبيحةِ أربعَ عشرةَ منْ شهرِ ربيعٍ الأولِ، وبهِ جزمَ الذهبيُّ في العبرِ واختُلِفَ في مولِدِهِ، فقيلَ سنةُ تسعينَ، وقيلَ إحدى، وقيلَ ثلاثٌ، وقيلَ أربعٌ، وبهِ جزمَ الذهبيُّ، وقيلَ سبعٌ

وتوفيَ أبو حَنِيفةَ النَّعْمانُ بنُ ثابتٍ سنةَ خمسينَ ومائةٍ، قالَهُ روحُ بنُ عبادةَ، والهيثمُ بنُ عديٍّ، وقعنبُ بنُ المحررِ، وأبو نعيمٍ الفضلُ بنُ دكينٍ وسعيدُ بنُ كثيرِ ابنِ عفيرٍ، وزادا في رجبٍ، وكذا قالَ ابنُ حبانَ، وقالَ ابنُ أبي خيثمةَ عنِ ابنِ معينٍ سنةَ إحدى وخمسينَ وقالَ مكيُّ بنُ إبراهيمَ البلخيُّ سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ والمحفوظُ الأولُ، وكانتْ وفاتُهُ ببغدادَ، وكانَ مولدُهُ سنةَ ثمانينَ، قالَهُ حفيدُهُ إسماعيلُ بنُ حمادِ بنِ أبي حنيفةَ

وتوفيَ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إدريسَ الشافعيُّ، سنةَ أربعٍ ومائتينِ، قالَهُ الفَلَاّسُ، ويوسفُ القراطيسيُّ، ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الحكمِ، وزادَ في آخرِ يومٍ من رجبٍ، وقالَ ابنُ يونسَ في ليلةِ الخميسِ آخرِ ليلةٍ من رجبٍ، وأمَّا ابنُ حبانَ، فقالَ

ص: 317

في شهرِ ربيعٍ الأولِ، ودُفِنَ عندَ مغيبِ الشمسِ بالفسطاطِ، ورجعوا ورأوا هلالَ شهرِ ربيعٍ الآخرِ والأولُ أشهرُ، وقالَ ابنُ عديٍّ إنَّهُ قرأهُ على لوحٍ عندَ قبرِهِ وكانَ مولدُهُ سنةَ خمسينَ ومائةٍ، فعاشَ أربعاً وخمسينَ سنةً، قالَهُ ابنُ عبدِ الحكمِ، والفَلَاّسُ، وابنُ حبانَ، وقالَ ابنُ زَبْرٍ ماتَ وهوَ ابنُ اثنتينِ وخمسينَ سنةً، والأولُ أشهرُ وأصحُّ

وتوفيَ أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حنبلٍ ببغدادَ سنةَ إحدى وأربعينَ ومائتينَ

على الصحيحِ المشهورِ، ولكنِ اختلفوا في الشهرِ الذي ماتَ فيهِ، وفي اليومِ، فقالَ ابنُهُ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ توفيَ يومَ الجمعةِ ضحوةً، ودفناهُ بعدَ العصرِ لاثنتي عشرةَ ليلةً خلتْ من ربيعٍ الآخرِ، وهكذا قالَ الفضلُ بنُ زيادٍ وقالَ نصرُ بنُ القاسمِ الفرائضيُّ يومَ الجمعةِ لثلاثَ عشرةَ بقينَ منهُ وقالَ ابنُ عمِّهِ حنبلِ بنُ إسحاقَ بنِ حنبلٍ ماتَ يومَ الجمعةِ في شهرِ ربيعٍ الأولِ وقالَ عباسٌ الدوريُّ، ومطينٌ لاثنتي عشرةَ خلتْ منهُ، زادَ عباسٌ يومَ الجمعةِ ببغدادَ، وأما مولدُهُ فكانَ في شهرِ ربيعٍ الأولِ سنةَ أربعٍ وستينَ ومائةٍ، نقلهُ ابناهُ عبدُ اللهِ، وصالحُ عنهُ

ص: 318

.. ثُمَّ البُخَارِيْ لَيْلَةَ الفِطْرِ لَدَى

سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ بِخَرْتَنْكَ رَدَى

972.

... وَمُسْلِمٌ سَنَةَ إحْدَى في رَجَبْ

مِنْ بَعْدِ قَرْنَيْنِ وَسِتِّيْنَ ذَهَبْ

ثُمَّ لِخَمْسٍ بَعْدَ سَبْعِيْنَ أبُو

دَاوُدَ، ثُمَّ التِّرْمِذِيُّ يَعْقُبُ

974.

... سَنَةَ تِسْعٍ بَعْدَهَا وَذُو نَسَا

رَابِعَ قَرْنٍ لِثَلَاثٍ رُفِسَا

في هذهِ الأبياتِ بيانُ وفياتِ أصحابِ الكتبِ الخمسةِ

فَتُوفِّيَ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ ليلةَ السبتِ، عندَ صلاةِ العشاءِ ليلةَ عيدِ الفطرِ سنةَ ستٍّ وخمسينَ، قالَهُ الحسنُ بنُ الحسينِ البزَّارُ قالَ ووُلِدَ يومَ الجمعةِ بعدَ الصلاةِ لثلاثَ عشرةَ ليلةً خَلَتْ منْ شوالٍ سنةَ أربعٍ وتسعينَ ومائةٍ وكانتْ وفاتُهُ بخَرْتَنْكَ - قريةٍ بقربِ سَمرقَندَ وذكرَ ابنُ دقيقِ العيدِ في شرحِ الإلمامِ أنها بكسرِ الخاءِ، والمعروفُ فتحُهَا، وكذا ذكرَهُ السمعانيُّ، وما ذُكرَ مِنْ أنَّهُ ماتَ بخَرْتَنْكَ، هوَ المعروفُ، وبهِ جزمَ السمعانيُّ وغيرُهُ، وذكرَ ابنُ يونسَ في تاريخِ الغرباءِ أنَّهُ ماتَ بمصرَ بعدَ الخمسينِ ومائتينِ، ولَمْ أرَهُ لغيرِهِ، والظاهرُ أنَّهُ وهمٌ

وقولي رَدَى، أي ذَهَبَ، فأمَّا بمعنى الهلاكِ فَرَدِيَ بكسرِ الدالِ

وتوفيَ أبو الحسينِ مسلمُ بنُ الحَجَّاجِ القُشَيْرِيُّ، عشيةَ يومِ الأحدِ ودُفِنَ يومَ الاثنينِ لخمسٍ بقينَ منْ رجبٍ سنةَ إحدى وستينَ ومائتينِ، قالَهُ محمدُ بنُ يعقوبَ بنِ الأخرمِ،

ص: 319

فيما حكاهُ الحاكمُ عنهُ، واختُلِفَ في مبلغِ سِنِّهِ، فقيلَ خمسٌ وخمسونَ، وبهِ جزمَ ابنُ الصلاحِ، وقيلَ ستونَ، وبهِ جزمَ الذهبيُّ في العبرِ والمعروفُ أنَّ مولدَهُ سنةُ أربعٍ ومائتينِ، فعلى هذا يكونُ عمرُهُ بينَ السِّنَّيْنِ المذكورينِ، وكانتْ وفاتُهُ بنيسابورَ

وتوفيَ أبو داودَ سليمانُ بنُ الأشعثِ السِّجِسْتَانيُّ بالبصرةِ يومَ الجمعةِ سادسَ عشرَ شوالٍ سنةَ خمسٍ وسبعينَ ومائتينِ، وكانَ مولدُهُ فيما حكاهُ أبو عبيدٍ الآجريُّ عنهُ في سنةِ ثنتينِ ومائتينِ

وتُوفِّيَ أبو عيسى محمدُ بنُ عيسى السُّلَمِيُّ التِّرْمِذِيُّ بها ليلةَ الاثنينِ لثلاثَ عشرةَ ليلةً مضتْ منْ شهرِ رجبٍ سنةَ تسعٍ وسبعينَ ومائتينِ، قالَهُ الحافظُ أبو العباسِ جعفرُ بنُ محمدٍ المُسْتَغْفِرِيُّ، وغُنْجَارٌ في تاريخِ بخارى، وابنُ ماكولا في الإكمالِ وأمَّا قولُ الخليليِّ في الإرشادِ أنَّهُ ماتَ بعدَ الثمانينَ ومائتينِ فقالَهُ على الظنِّ، وليسَ بصحيحٍ

وتُوفِّيَ أبو عبدِ الرحمنِ أحمدُ بنُ شُعَيْبٍ النَّسَائيُّ بفلسطينَ في صَفَرٍ سنةَ ثلاثٍ وثلاثمائةٍ، قالَهُ الطَّحَاويُّ، وابنُ يونسَ، وزادَ يومَ الاثنينِ لثلاثَ عشرةَ خَلَتْ منهُ، وكذا قالَ الحافظُ أبو عامرٍ العبدريُّ، أنَّهُ ماتَ في التاريخِ المذكورِ بالرَّمْلَةِ - مدينةِ فلسطينَ - ودُفِنَ ببيتِ المَقْدِسِ وقالَ أبو عليِّ الغَسَّانيُّ ليلةَ الاثنينِ وقالَ الدارقطنيُّ حُمِلَ إلى مَكَّةَ فماتَ بها في شعبانَ سنةَ ثلاثٍ وقالَ أبو عبدِ اللهِ بنُ مَنْده عنْ مشايخهِ

ص: 320

إنَّهُ ماتَ بمكةَ سنةَ ثلاثٍ وثلاثمائةٍ وكانَ مولدُهُ سنةَ أربعَ عشرةَ ومائتينِ، ونَسَا من كورِ نيسابورَ، وقيلَ منْ أرضِ فارسَ، قالَ الرشاطيُّ والقياسُ النَّسَويُّ

وقولي رُفِسَا، بيانٌ لسببِ موتِهِ، وهو ما حكى ابنُ مَنْده، عنْ مشايخهِ أنَّهُ سُئِلَ بدمشقَ عنْ مُعاويةَ، وما رُويَ منْ فضائِلِهِ، فقالَ ألا يرضى معاويةُ رأساً برأسٍ حتَّى يُفَضَّلَ، فما زالوا يرفسونَهُ في خصيَيْهِ حتَّى أُخْرِجَ منَ المسجدِ، ثمَّ حُمِلَ إلى مكةَ وماتَ بها وذكرَ الدارقطنيُّ أنَّ ذلكَ كانَ بالرَّمْلَةِ، وعاشَ النَّسَائيُّ ثمانياً وثمانينَ سنةً

ولَمْ يذكرِ ابنُ الصلاحِ وفاةَ ابنِ ماجه فتبعتُهُ، وكانتْ وفاتُهُ سنةَ ثلاثٍ وسبعينَ ومائتينِ، يومَ الثلاثاءِ، لثمانٍ بقينَ منْ شهرِ رمضانَ، قالَهُ جعفرُ بنُ إدريسَ، قالَ وسمعتُهُ يقولُ وُلِدتُ سنةَ تسعٍ ومائتينَ، وكذا قالهُ الخليليُّ في الإرشادِ أنَّهُ ماتَ سنةَ ثلاثٍ وسبعينَ، وقيلَ ماتَ سنةَ خمسٍ وسبعينَ

ثُمَّ لِخَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ تَفِي

الدَّارَقُطْنِيْ، ثُمَّتَ الحَاكِمُ فِيْ

976.

... خَامِسِ قَرْنٍ عَامَ خَمْسَةٍ فَنِي

وَبَعْدَهُ بِأرْبَعٍ عَبْدُ الغَنِيْ

ص: 321

.. فَفِي الثَّلَاثِيْنَ: أبُوْ نُعَيْمِ

وَلِثَمَانٍ بَيْهَقِيُّ القَوْمِ

978.

... مِنْ بَعْدِ خَمْسِيْنَ وَبَعْدَ خَمْسَةِ

خَطِيْبُهُمْ والنَّمَرِيْ في سَنَةِ

في هذهِ الأبياتِ بيانُ وفياتِ أصحابِ التصانيفِ الحسنةِ، بعدَ الخمسةِ المذكورينَ، قالَ ابنُ الصلاحِ سبعةٌ منَ الحُفَّاظِ في ساقتهم، أحسنوا التصنيفَ، وعَظُمَ الانتفاعُ بتصانيفِهِمْ في أعصارِنا فذكرهمْ، وهمْ

أبو الحسنِ عليُّ بنُ عمرَ الدَّارَقُطنيُّ البغداديُّ، توفيَ بها يومَ الأربعاءِ لثمانٍ خَلَوْنَ منْ ذي القعدةِ سنةَ خمسٍ وثمانينَ وثلاثمائةٍ، قالَهُ عبدُ العزيزِ الأزجيُّ، وكانَ مولدُهُ في سنةِ ستٍّ وثلاثمائةٍ، قالَهُ عبدُ الملكِ بنُ بشرانَ، زادَ غيرُهُ في ذي القعدةِ أيضاً، فعاشَ ثمانينَ سنةً

ثمَّ الحاكمُ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ النَّيْسَابوريُّ، المعروفُ بابنِ البَيِّعِ صاحبُ المستدركِ والتاريخِ وعلومِ الحديثِ وغيرها، توفيَ سنةُ خمسٍ وأربعمائةٍ بنيسابورَ، قالَهُ الأزهريُّ، وعبدُ الغافرِ في السياقِ، ومحمدُ بنُ يحيى المزكِي، وزادَ في صَفَرٍ وكانَ مولدُهُ أيضاً بنيسابورَ في شهرِ ربيعٍ الأولِ سنةَ إحدى وعشرينَ وثلاثمائةٍ

ثمَّ أبو محمدٍ عبدُ الغنيِّ بنُ سعيدِ بنِ عليٍّ الأزديُّ المصريُّ، توفيَ لسبعٍ خَلَوْنَ من صَفَرٍ سنةَ تسعٍ وأربعمائةٍ، قالَهُ أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدٍ العتيقيُّ، وعاشَ سبعاً وتسعينَ

ص: 322

ثمَّ أبو نُعيمٍ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ الأصبهانيُّ، صاحبُ الحليةِ ومعرفة الصحابةِ، وغيرِ ذلكَ، توفيَ بُكْرَةَ يومِ الاثنينِ لعشرينَ منَ المحرمِ سنةَ ثلاثينَ وأربعمائةٍ، قالَهُ يحيى بنُ عبدِ الوهابِ بنِ منده وسُئلَ عنْ مولِدِهِ، فقالَ في رجبٍ سنةَ ستٍّ وثلاثينَ وثلاثمائةٍ

ثمَّ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسينِ بنِ عليٍّ البيهقيُّ، صاحبُ التصانيفِ المشهورةِ، توفيَ بنيسابورَ، عاشرَ جمادى الأولى سنةَ ثمانٍ وخمسينَ وأربعمائةٍ ونُقِلَ تابُوتُهُ إلى بَيْهَقَ، قالَهُ السمعانيُّ، قالَ وكانَ مولدُهُ سنةَ أربعٍ وثمانينَ وثلاثمائةٍ

ثمَّ الخطيبُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ البغداديُّ، توفيَ بها في ذي الحجةِ سنةَ ثلاثٍ وستينَ وأربعمائةٍ، قالَهُ ابنُ شافعٍ، وقالَ غيرُهُ في سابعِ ذي الحجةِ، قالَ ومولدُهُ في جمادى الآخرةِ، سنةُ إحدى وتسعينَ وثلاثمائةٍ، وقيلَ سنةُ اثنتينِ، وهوَ المحكيُّ عنِ الخطيبِ نفسهِ وتوفيَ في هذهِ السنةِ أبو عمرَ يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ البَرِّ النَّمَرِيُّ القُرْطُبيُّ في سلخِ شهرِ ربيعٍ الآخرِ منها بشاطبةَ منَ

الأندلسِ، عنْ خمسٍ وتسعينَ سنةً، وخمسةِ أيامٍ، وكانَ مولدُهُ - فيما حكاهُ عنهُ

طاهرُ بنُ مفوزٍ - يومَ الجمعةِ، والإمامُ يخطبُ لخمسٍ بقينَ من شهرِ ربيعٍ الآخرِ سنةَ ثمانٍ وستينَ وثلاثمائةٍ

ص: 323