الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(5) - (5) - بَابُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا وَهُوَ يُرَى أَنَّهُ كَذِب
(36)
- 36 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ أبْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ ألْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،
===
(5)
- (5) - (باب من حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا وهو يرى أنه كذب)
(36)
- 36 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي.
(حدثنا علي بن هاشم) بن البريد -بفتح الموحدة وبعد الراء تحتانية ساكنة- العبدي بموحدة مولاهم أبو الحسن الكوفي الخزاز -بمعجمات- أحد علماء الشيعة.
وثقه ابن معين، وقال في "التقريب": صدوق يتشيع، من صغار الثامنة، مات سنة ثمانين ومئة (180 هـ)، وقيل في التي بعدها. يروي عنه:(م عم).
(عن) عيسى بن عبد الرحمن (بن أبي ليلى) الأنصاري الكوفي، ثقة، من السادسة. يروي عنه:(عم).
(عن الحكم) بن عتيبة -بالفوقية مصغرًا- الكندي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة ثلاث عشرة ومئة، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) اسمه يسار الأنصاري الأوسي أبو عيسى الكوفي، أدرك مئة وعشرين صحابيًا.
وثقه ابن معين، وقال في "التقريب": ثقة، من الثانية، مات سنة ثلاث وثمانين (83 هـ) بوقعة الجماجم. يروي عنه:(ع).
عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ .. فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَيْنِ".
===
(عن علي) بن أبي طالب رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته، رجاله كوفيون إلا علي بن أبي طالب؛ فإنه مدني، وحكمه: الصحة.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حدث) وروى (عني حديثًا) لم أقله، ولم أفعله، ولم أقرره، (وهو) أي: والحال أن ذلك المحدث (يرى) - بضم الياء وفتحها- أي: يعلم أو يظن (أنه) أي: أن ذلك الحديث (كذب) أي: موضوع لم يقع من النبي صلى الله عليه وسلم .. (فهو) أي: ذلك المحدث (أحد الكاذبين) عليَّ.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به.
قوله: "وهو يرى" -بضم الياء- أي: يظن، قال النواوي: وذكر بعض الأئمة جواز فتح الياء من (يرى)، ومعناه: يعلم، ويجوز أن يكون بمعنى يظن أيضًا؛ فقد حكي رأى بمعنى ظن.
قلت: اعتبار الظن أبلغ وأشمل؛ فهو أولى، قال النووي: وقيد بذلك؛ لأنه لا يأثم إلا برواية ما يعلمه أو يظنه كذبًا، وأما ما لا يعلمه ولا يظنه .. فلا إثم عليه في روايته، وإن ظنه غيره كذبًا أو علمه.
قلت: وهذا يدل على أنه لا إثم على من يروي وهو في شك في كونه صادقًا أو كاذبًا، وكذا من يروي وهو غافل عن ملاحظة الأمرين، والأقرب أن الحديث يدل مفهومًا على أن غير الظان لا يعد من جملة الكاذبين عليه صلى الله عليه وسلم، وأما أنه لا ياثم .. فلا، فليتأمل. انتهى "السندي".
(37)
- 37 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا:
===
قوله: "فهو أحد الكاذبين" قال النواوي: المشهور روايته بصيغة الجمع؛ أي: فهو واحد من جملة الواضعين الحديث، والمقصود: أن الرواية مع العلم بوضع الحديث كوضعه، قالوا: هذا إذا لم يبين وضعه، وقد جاء بصيغة التثنية، والمراد أن الراوي له يشارك الواضع في الإثم، قال الطيبي: فهو كقولهم القلم أحد اللسانين، والجد أحد الأبوين، كأنه يشير إلى ترجيح التثنية بكثرة وقوعها في أمثاله، فهو المتبادر إلى الأفهام. انتهى "السندي".
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث علي بحديث سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(37)
- 37 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة).
(قال) أبو بكر: (حدثنا وكيع) بن الجراح بن مليح -بوزن فصيح- الرؤاسي أبو سفيان الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(ح) أي: حول المؤلف السند، (و) قال:(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي أبو بكر البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ). يروي عنه:(ع).
قال: (حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي أبو عبد الله البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(قالا) أي: قال كل من وكيع ومحمد:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ .. فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَيْنِ".
===
(حدثنا شعبة) بن الحجاج العتكي أبو بسطام البصري، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن الحكم) بن عتيبة الكندي الكوفي.
(عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) الأنصاري الكوفي.
(عن سمرة بن جندب) بن هلال الفزاري: نسبة إلى فزارة بن ذيبان؛ قبيلة كبيرة من قيس غيلان، نزيل البصرة، حليف الأنصار، الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، له مئة حديث وثلاثة وعشرون حديثًا؛ اتفقا على حديثين، وانفرد (خ) بحديثين، و (م) بأربعة أحاديث، قال ابن عبد البر: توفي بالبصرة، وقيل: بالكوفة سنة تسع وخمسين (59 هـ).
وهذان السندان من سداسياته؛ رجال الأول منها: أربعة منهم كوفيون، واثنان بصريان، والثاني: أربعة منهم بصريون، واثنان كوفيان وحكمهما: الصحة.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حدث عني حديثًا وهو) أي: والحال أنه (يرى) أي: يعلم أو يظن (أنه كذب) موضوع .. (فهو أحد الكاذبين) عليَّ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في المقدمة، باب (1)، الحديث (1).
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث علي بن أبي طالب.
* * *
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث علي رضي الله تعالى عنه، فقال:
(38)
- 38 - (3) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ،
===
(38)
- 38 - (3)(حدثنا عثمان) بن محمد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العبسي مولاهم أبو الحسن الكوفي، ثقة حافظ شهير له أوهام، قيل: كان لا يحفظ القرآن، وهو أكبر من أبي بكر بسنتين، من العاشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (239 هـ)، وله ثلاث وثمانون سنة. يروي عنه:(خ م د س ق).
قال: (حدثنا محمد بن فضيل) بن غزوان الضبي مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق رمي بالتشيع، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن الأعمش) سليمان بن مهران الكاهلي أبي محمد الكوفي، ثقة ثبت مدلس، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمانٍ وأربعين ومئة (148 هـ) في ربيع الأول. يروي عنه:(ع).
(عن الحكم) بن عتيبة الكندي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة ثلاث عشرة ومئة، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) الأنصاري الكوفي، ثقة، من الثانية، مات سنة ثلاث وثمانين (83 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم كوفيون إلا علي بن أبي طالب؛ فإنه مدني، وحكمه: الصحة، وغرضه بسوقه: بيان متابعة الأعمش لعيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى في رواية هذا الحديث عن الحكم بن
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ رَوَى عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ .. فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَيْنِ".
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، عَنْ شُعْبَةَ مِثْلَ حَدِيثِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ.
===
عتيبة، ولو قدم هذا السند على حديث سمرة بن جندب .. لكان أنسب، وفي بعض النسخ إسقاط هذا السند مع حديثه؛ لأن المتن مكرر مع السابق.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من روى عني حديثًا وهو يرى أنه كذب .. فهو أحد الكاذبين").
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، كما مر، وغرضه: المتابعة.
* * *
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه، فقال:
(حدثنا محمد بن عبد الله) بن نمير الهمداني أبو عبد الرحمن الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربع وثلاثين ومئتين (234 هـ). يروي عنه:(ع).
قال: (أنبأنا) أي: أخبرنا (الحسن بن موسى) البغدادي أبو علي (الأشيب) -بمعجمة ثم تحتانية- قاضي حمص وطبرستان والموصل، ثقة من التاسعة، مات سنة تسع أو عشر ومئتين (210 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن شعبة) بن الحجاج عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وقوله: (مثل حديث سمرة بن جندب) مفعول به لما عمل في المتابع؛ وهو الحسن بن موسى، والتقدير: أنبأنا الحسن بن موسى عن شعبة مثل حديث وكيع ومحمد بن جعفر عن شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن سمرة بن جندب.
وغرضه بسوق هذا السند: بيان متابعة الحسن بن موسى لوكيع ومحمد بن
(39)
- 39 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ،
===
جعفر في رواية حديث سمرة عن شعبة، ولو قدم هذا السند على السند الذي قبله .. لكان أنسب ليتصل المتابع بالمتابع، وفي بعض النسخ إسقاط هذا السند والسند الذي قبله، وإسقاطهما أولى أو ذكرهما على الترتيب الذي قررنا آنفًا، والله سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث علي بحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنهما، فقال:
(39)
- 39 - (4)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن سفيان) بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع الثوري أبي عبد الله الكوفي، ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، من رؤوس الطبقة السابعة، وكان ربما دلس، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ)، وله أربع وستون سنة. يروي عنه:(ع).
(عن حبيب بن أبي ثابت) اسمه قيس، وقيل: هند بن دينار الأسدي مولاهم أبي يحيى الكوفي.
وثقه العجلي والنسائي وابن معين وأبو زرعة، وقال في "التقريب": ثقة فقيه جليل، وكان كثير التدليس والإرسال، من الثالثة، مات سنة تسع عشرة ومئة (119 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن ميمون بن أبي شبيب) الربعي أبي نصر الكوفي.
وثقه ابن حبان، وقال في "التقريب": صدوق كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة ثلاث وثمانين (83 هـ) في وقعة الجماجم. يروي عنه:(م عم).
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ .. فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَيْنِ".
===
(عن المغيرة بن شعبة) بن أبي عامر بن مسعود الثقفي أبي محمد الكوفي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، شهد الحديبية وما بعدها، وأسلم زمن الخندق، له مئة وستة وثلاثون حديثًا؛ اتفقا على تسعة، وانفرد (خ) بحديث، و (م) بحديثين، قيل: أحصن ألف امرأة، مات سنة خمسين (50 هـ) على الصحيح.
وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم كوفيون، وحكمه: الصحة.
(قال) المغيرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب .. فهو أحد الكاذبين") عليَّ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في المقدمة، باب (1)، الحديث (1)، والترمذي في كتاب العلم، باب ما جاء فيمن روى حديثًا وهو يرى أنه كذب، الحديث (2662).
ودرجته أنه: صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث: أربعة:
الأول للاستدلال والثالث للمتابعة، والباقيان للاستشهاد.
وكلها صحيحة الإسناد والمتن.
والله سبحانه وتعالى أعلم