المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(11) - (2) - فضل عمر رضي الله عنه - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌بين يدي الكتاب

- ‌اسمه

- ‌مولده

- ‌نشأته

- ‌رحلته

- ‌مؤلفاته

- ‌هجرته

- ‌خطبة الكتاب

- ‌مقدمة الشارح

- ‌المقدمة

- ‌(1) - (1) - بَابُ اتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(2) - (2) - بَابُ تَعْظِيمِ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالتَّغْلِيظِ عَلَى مَنْ عَارَضَهُ

- ‌(3) - (3) - بَابُ التَّوَقِّي فِي الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(4) - (4) - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي تَعَمُّدِ الْكَذِبِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(5) - (5) - بَابُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا وَهُوَ يُرَى أَنَّهُ كَذِب

- ‌(6) - (6) - بَابُ اتِّبَاعِ سُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ

- ‌فائدة

- ‌(7) - (7) - بَابُ اجْتِنَابِ الْبِدَع وَالْجَدَلِ

- ‌(8) - (8) - بَابُ اجْتِنَابِ الرَّأْيِ وَالْقِيَاسِ

- ‌(9) - (9) - بَابٌ: فِي الْإِيمَانِ

- ‌(10) - (10) - بَابٌ: فِي الْقَدَرِ

- ‌(11) - (11) - بَابٌ: فِي فَضَائِلِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(11) - (1) - فَضْلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌(11) - (2) - فَضْلُ عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌(11) - (3) - فَضْلُ عُثْمَانَ رضي الله عنه

- ‌(11) - (4) - فَضْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌تنبيه

- ‌(11) - (5) - فَضْلُ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ رضي الله عنه

الفصل: ‌(11) - (2) - فضل عمر رضي الله عنه

(11) - (2) - فَضْلُ عُمَرَ رضي الله عنه

(100)

- 100 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ،

===

(11)

- (2) - (فضل عمر رضي الله عنه

يكنى أبا حفص، وهو ابن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قُرط بن رزاح بن زيد بن عبدي بن كعب بن لؤي، وفي كعب بن لؤي يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم، أسلم سنة ست من النبوة، وقيل: سنة خمس، بعد أربعين رجلًا وإحدى عشرة امرأة، وقيل: بعد ثلاث وثلاثين رجلًا، وقيل: إنه تمام الأربعين، ويُسمى الفاروق؛ لأنه فرق بإسلامه بين الحق والباطل، ونزل جبريل، فقال: يا محمد؛ استبشر أهل السماء بإسلام عمر.

حُفِظ له من الحديث خمس مئة وسبعة وثلاثون؛ في "الصحيحين" منها أحد وثلاثون، وتوفي شهيدًا رضي الله تعالى عنه، قتله أبو لؤلؤة المسمى بفيروز غلامُ المغيرة بن شعبة سنة ثلاث وعشرين، طعنه بسكين ذات طرفين، وطعن معه اثني عشر رجلًا مات منهم ستة، ثم رمى على العِلجِ رجلٌ من أهل العراق برنسًا، فحبسه بة فوجأ العِلج نفسه، وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة رضي الله عنه وأرضاه.

* * *

(100)

- 100 - 11) (حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي.

قال: (حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي مولاهم الكوفي مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من كبار التاسعة، مات سنة إحدى ومئتين (201 هـ). يروي عنه:(ع).

ص: 361

أَخْبَرَنِي الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَيُّ أَصْحَابِهِ كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ؟ قَالَتْ: أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّهُمْ، قَالَتْ: عُمَرُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّهُمْ، قَالَتْ: أَبُو عُبَيْدَةَ.

===

قال: (أخبرني) سعيد بن إياس (الجريري) -مصغرًا- نسبة إلى جُرير -مصغرًا- أحد أجداده؛ جُرير بن عباد بن ضُبيعة -مصغرًا- ابن قيس أبو مسعود البصري.

قال ابن معين: ثقة، وقال ابن علية: كَبِرَ في السن فاختلط، وقال في "التقريب": ثقة، من الخامسة، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله بن شقيق) العُقيلي -بالضم- أبو عبد الرحمن البصري.

وثقه أحمد وابن معين، وقال في "التقريب": ثقة فيه نصب، من الثالثة، مات سنة ثمان ومئة (108 هـ). يروي عنه:(م عم).

(قال) عبد الله: (قلت لعائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من خماسياته؛ رجاله اثنان منهم بصريان، واثنان كوفيان، وواحد مدني، وحكمه: الصحة.

(أي أصحابه) صلى الله عليه وسلم (كلان أحبَّ إليه؟ ) أي: عنده صلى الله عليه وسلم، (قالت) أحبُّهم إليه:(أبو بكر) الصديق، (قلت: ثم) بعد أبي بكر (أيُّهم) أحب إليه؟ (قالت: عمر، قلت: ثم أيُّهم؟ قالت: أبو عبيدة) عامر بن عبد الله بن هلال الفهري القرشي أمين هذه الأمة، وأحد العشرة المبشرة، له أربعة عشر حديثًا، انفرد له (م) بحديث، وسيأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب أبي بكر، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 362

(101)

- 101 - (2) حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ،

===

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به.

واعلم: أن المحبة تختلف بالأسباب والأشخاص؛ فقد يكون للجزئية، وقد يكون بسبب الإحسان، وقد يكون بسبب الحسن والجمال، وأسباب أخر لا يمكن تفصيلها، ومحبته صلى الله عليه وسلم لفاطمة بسبب الجزئية والزهد والعبادة، ومحبته لعائشة بسبب الزوجية والشفقة في الدين، ومحبة أبي بكر وعمر وأبي عبيدة بسبب القِدم في الإسلام وإعلاء الدين ووفور العلم، فإن الشيخين لا يخفى حالهما لأحد من الناس، وأما أبو عبيدة .. فقد فتح الله تعالى على يديه فتوحًا كثيرةً في خلافة الشيخين، وسماه صلى الله عليه وسلم أمين هذه الأمة.

والمراد في هذا الحديث: محبته صلى الله عليه وسلم لهذا السبب، فلا يضر ما جاء في الأحاديث الأُخر من شدة محبته صلى الله عليه وسلم لعائشة وفاطمة رضي الله عنهما؛ لأن تلك المحبة بسبب آخر. انتهى "تحفة الأحوذي".

* * *

ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(101)

- 101 - (2)(حدثنا إسماعيل بن محمد) بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن زكريا بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي (الطَّلْحِي) الكوفي. روى عن: عبد الله بن خراش، وروح بن عبادة، وداوود بن عطاء المدني، وجماعة، ويروي عنه:(ق)، وأبو زرعة، ومطين -وقال: مات سنة اثنتين وثلاثين ومئتين (232 هـ)، وكان ثقة- وعمرو بن عبد الله الأودي، وابن أبي عاصم، وعدة.

وقال أبو حاتم: ضعيف، وذكره ابن حبان في "الثقات"، من العاشرة، وقال في "التقريب": صدوق يهم.

ص: 363

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خِرَاشٍ الْحَوْشَبِيُّ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

===

قال: (حدثنا عبد الله بن خِراش) -بكسر الخاء المعجمة والراء المهملة- ابن حوشب الشيباني (الحوشبيّ) -بفتح أوله وبالمعجمة وبالموحدة- نسبة إلى جده حوشب، أبو جعفر الكوفي أخو نهار بن خِراش.

قال أبو زرعة: ليس بشيء ضعيف، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ذاهب الحديث ضعيف الحديث، قال البخاري: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ، وقال الساجي: ضعيف الحديث جدًّا ليس بشيء كان يضع الحديث. روى عنه: (ق)، له عنده حديثان في فضل عمر، و"المسلمون شركاء في ثلاثة"، وبالجملة: اتفقوا على تضعيفه جدًّا، وقال في "التقريب": ضعيف، وأطلق عليه ابن عمار الكذب، مات بعد الستين ومئة.

(عن العوَّام) بتشديد الواو (بن حوشب) بن يزيد الشيباني أبي عيسى الواسطي، ثقة ثبت فاضل، من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). روى عنه:(ع).

(عن مجاهد) بن جبر المخزومي مولاهم أبي الحجاج المكي المقري المفسر، ثقة إمام في التفسير وفي العلم، من الثالثة، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومئة (104 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من خماسياته؛ رجاله اثنان منهم كوفيان، وواحد طائفي، وواحد مكي، وواحد واسطي، وحكمه: الضعف؛ لاتفاقهم على ضعف عبد الله بن خراش، إلا أن ابن حبان ذكره في "الثقات"، وأخرج هذا الحديث من طريقه في "صحيحه"، والله أعلم.

ص: 364

قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ .. نَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ؛ لَقَدْ اسْتَبْشَرَ أَهْلُ السَّمَاءِ بِإِسْلَامِ عُمَرَ.

(102)

- 102 - (3) حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، أَنْبَأَنَا دَاوُودُ بْنُ عَطَاءٍ الْمَدَنِيُّ،

===

(قال) ابن عباس: (لما أسلم عمر) بن الخطاب رضي الله عنه .. (نزل جبريل) على النبي صلى الله عليه وسلم (فقال: يا محمد؛ لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر) أي: أظهروا الفرح والسرور بإسلامه؛ لأنه سبب لتقوية الدين الحق.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وهو: ضعيف جدًّا (17)(17)؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به.

* * *

ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة ثانيًا بحديث أُبي بن كعب رضي الله تعالى عنه، فقال:

(102)

- 102 - (3)(حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي) التيمي الكوفي، صدوق يهم، من العاشرة. يروي عنه:(ق).

قال: (أنبأنا داوود بن عطاء) المزني -بضم الميم وفتح الزاي وبنون- نسبة إلى مزينة بنت كلب، أبو سليمان (المدني) روى عن: موسى بن عقبة، وهشام بن عروة، وصالح بن كيسان، ويروي عنه:(ق)، وإسماعيل الطلحي، والأوزاعي، وغيرهم.

قال أبو حاتم: ليس بالقوي ضعيف الحديث منكره، وقال البخاري وأبو زرعة: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن عدي: في حديثه بعض النكرة، وقال الدارقطني: متروك الحديث وهو من أهل مكة، وقال ابن حبان: هو من أهل المدينة، يقال له: داوود بن أبي عطاء، كثير الوهم في الأخبار لا

ص: 365

عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَال: قَال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّل مَنْ يُصَافِحُهُ الْحَقُّ عُمَرُ، وَأَوَّل مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَأَوَّل مَنْ يَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ".

===

يحتج به بحال لكثرة خطئه، وقال في "التقريب": ضعيف، من الثامنة.

(عن صالح بن كيسان) المدني أبي محمد الغفاري، ثقة ثبت فقيه، من الرابعة، مات بعد الثلاثين أو بعد الأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن) محمد بن مسلم (ابن شهاب) الزهري أبي بكر المدني، ثقة متقن، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة (125 هـ)، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه:(ع).

(عن سعيد بن المسيب) بن حزن القرشي المخزومي أبي محمد المدني، أحد العلماء الأثبات والفقهاء السبعة بالمدينة، من كبار الثانية، مات بعد التسعين. يروي عنه:(ع).

(عن أبي بن كعب) بن قيس بن عبيد الأنصاري الخزرجي أبي المنذر المدني سيد القراء رضي الله تعالى عنه، كتب الوحي وشهد بدرًا وما بعدها، له مئة وأربعة وستون حديثًا، اتفقا على ثلاثة، وانفرد (خ) بأربعة، و (م) بسبعة، مات سنة (32 هـ) وصلى عليه عثمان، وقيل غير ذلك.

وهذا السند من سداسياته؛ رجاله كلهم مدنيون إلا إسماعيل بن محمد الطلحي؛ فإنه كوفي، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه داوود بن عطاء، وهو متفق على ضعفه، والله أعلم.

(قال) أبي بن كعب: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول من يصافحه الحق) ويأخذ بيده (عمر) بن الخطاب رضي الله عنه، (وأول من يسلم عليه) الحق عمر، (وأول من يأخُذ بِيَدِهِ) الحق (فيدخله الجنة) عمر رضي الله تعالى

ص: 366

(103)

- 103 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو عُبَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ

===

عنه، يحتمل أن المراد صاحب الحق؛ وهو الملك الذي كان إلهام الصواب بواسطته، ويحتمل أن المراد بالحق ما هو ضد الباطل، ومصافحته وتسليمه كناية عن ظهوره له قبل غيره في المشورة وغيرها، أو هو مبني على أن الأعراض لها صور تظهر فيها يوم القيامة، ثم إنه يدخل الجنة بواسطة توفيقه إياه، وهو المراد بقوله: "وأول من يأخذ بيده

" إلى آخره، ومرجع المعنيين إلى الفضل الجزئي بواسطة توفيقه للصواب، وحمل الحق على الله تعالى مع بعده يسلتزم الفضل الكلي على الأنبياء، فلا وجه له، فليتأمل. انتهى "سندي".

وفي "الزوائد": إسناده ضعيف؛ فيه داوود بن عطاء المدني، وقد اتفقوا على ضعفه وباقي رجاله ثقات، وقال السيوطي: قال الحافظ عماد الدين بن كثير في "جامع المسانيد" هذا الحديث منكر جدًّا، وما هو أبعد من أن يكون موضوعًا، والآفة فيه من داوود بن عطاء. انتهى.

قلت: فدرجته: أنَّه ضعيف جدًّا (18)(18)؛ لضعف سنده، وغرضه: الاستئناس به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة بحديث آخر لها رضي الله تعالى عنها، فقال:

(103)

-103 - (4)(حدثنا محمد بن عبيد) بن ميمون التبَّانُ -بفتح التاء المثناة من فوق وتشديد الباء- التيمي مولاهم (أبو عبيد المدني) صدوق يخطئ، من العاشرة. يروي عنه:(خ ق).

قال: (حدثنا عبد الملك) بن عبد العزيز بن عبد الله (بن) أبي سلمة

ص: 367

الْمَاجِشُونِ، حَدَّثَنِي الزَّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ أللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ؟ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خَاصَّةً".

===

(الماجِشُون) التيمي مولاهم أبو مروان المدني الفقيه مفتي أهل المدينة، صدوق له أغلاط في الحديث، من التاسعة، وكان رفيق الشافعي، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (213 هـ). يروي عنه:(س ق).

قال: (حدثني الزِّنجي) مسلم (بن خالد) المخزومي مولاهم المكي المعروف بالزنجي، فقيه صدوق كثير الأوهام، من الثامنة، مات سنة تسع وسبعين ومئة، أو بعدها. يروي عنه:(د ق).

(عن هشام بن عروة) بن الزبير بن العوّام الأسدي المدني.

(عن أبيه) عروة بن الزبير المدني.

(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من سداسياته؛ رجاله كلهم مدنيون إلا الزنجي؛ فإنه مكي، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه راويين مختلفين فيهما؛ لأن فيه عبد الملك الماجشون ضعفه بعض، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وفيه مسلم بن خالد الزنجي، قال البخاري: منكر الحديث، وضعفه أبو حاتم والنسائي وغيرهم، ووثقه ابن معين وابن حبان. انتهى "السندي".

(قالت) عائشة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم؛ أعز الإسلام بعمر بن الخطاب) حالة كونه (خاصة) أي: مخصوصًا من بين الناس بكونه سببًا لعزة الإسلام ونصره، ولفظ خاصة إما منصوب على الحالية من عمر، ولكن بتأويله بمشتق، أو منصوب على المفعولية المطلقة بفعل محذوف، تقديره: خُص عمر بذلك خاصةً، والله أعلم.

ص: 368

(104)

- 104 - (5) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ،

===

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، أو صحيحٌ لغيره؛ لأن له شاهدًا من حديث ابن عمر صححه الترمذي.

وفي "الزوائد": قال الترمذي في حديث ابن عمر: حسن صحيح،

وفي حديث ابن عباس: غريب، وتكلم في روايته وإسناده، وحديث عائشة ضعيف. انتهى.

وقوله: "اللهم؛ أعز الإسلام بعمر" أي: قوِّه وانصره واجعله غالبًا على الكفر؛ كقوله: {فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} (1)، وجاء أنه أظهر الإسلام بعد أن كان مختفيًا، وقوله:"خاصة" روايةُ الكتاب، وروايةُ الترمذي عن ابن عمر:"اللهم؛ أعز الإسلام بأحبِّ هذين الرجلين بأبي جهل أو بعمر"، وكان أحبهما إليه عمر، وروايته عن ابن عباس:"اللهم؛ أعز الإسلام بأبي جهل أو بعمر"، فلعل الخصوص باعتبار المآل والواقع، أو دعا أولًا بالترديد وثانيًا بعمر خاصة. انتهى من "السندي".

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عائشة بأثر علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فقال:

(104)

- 104 - (5)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).

(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقة حافظ، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أوَّل سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(1) سورة يس: (14).

ص: 369

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ، وَخَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ.

===

(حدثنا شعبة) بن الحجاج العتكي البصري، ثقة حافظ متقن، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن عمرو بن مرة) بن عبد الله بن طارق بن الحارث الهمداني المرادي الجَمَلي -بفتحتين- نسبة إلى جمل بن كنانة المرادي، أبي عبد الله الأعمى الكوفي، ثقة عابد لا يدلس ورمي بالإرجاء، من الخامسة، مات سنة ثمان عشرة ومئة (118 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله بن سلمة) -بكسر اللام- المرادي -بضم الميم- نسبة إلى مراد؛ بطن من مذحج الكوفي.

قال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة يعد في الطبقة الأولى من فقهاء الكوفة بعد الصحابة، وقال البخاري: لا يتابع في حديثه، وقال أبو حاتم: يعرف وينكر، وقال في "التقريب": صدوق تغير حفظه، من الثانية. يروي عنه:(عم).

(قال) عبد الله: (سمعت على) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته؛ رجاله أربعة منهم كوفيون، وواحد مدني، وواحد بصري، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

أي: سمعت عليًّا حالة كونه (يقول: خير الناس) وأفضلهم منزلة عند الله سبحانه وتعالى (بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أبو بكر) الصديق، (وخير الناس بعد أبي بكر عمر) بن الخطاب رضي الله عنهما.

ص: 370

(105)

- 105 - (6) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ، أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عُقَيْل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ

===

وهذا الأثر انفرد به ابن ماجه، ودرجته، أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث عائشة بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(105)

- 105 - (6)(حدثنا محمد بن الحارث) بن راشد بن طارق الأموي مولاهم؛ مولى عمر بن عبد العزيز، أبو عبد الله (المصري) المؤذن بالجامع بمصر. روى عنه:(ق)، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب، وقال في "التقريب": صدوق يغرب، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ).

قال: (أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم أبو الحارث المصري، ثقة ثبت إمام، من السابعة، مات سنة خمس وسبعين ومئة (175 هـ) في شعبان. يروي عنه:(ع).

قال: (حدثني عقيل) -بضم أوله- ابن خالد بن عقيل -بفتح أوله- الأموي مولاهم؛ مولى عثمان، المدني ثم الشامي ثم المصري، ثقة ثبت، من السادسة، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن) محمد بن مسلم (ابن شهاب) الزهري المدني الحافظ متفق على جلالته وإتقانه، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه:(ع).

قال: (أخبرني سعيد بن المسيب) بن حزن القرشي المخزومي أبو محمد المدني، ثقة ثبت، من كبار الثانية، مات بعد التسعين. يروي عنه:(ع).

ص: 371

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةِ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَنْبِ قَصْرٍ، قُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالَتْ: لِعُمَرَ،

===

(أن أبا هريرة) الدوسي المدني رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته؛ رجاله ثلاثة منهم مدنيون، وثلاثة مصريون، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

(قال: كنا جلوسًا) أي: جالسين (عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فـ (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (بينا) أصله: بين، فزيد فيه الألف، فكفته عن الإضافة إلى المفرد، فتلزم الإضافة إلى الجمل، وتتعلق بجوابها، وقوله:(أنا نائم) جملة أضيف إليها بينا، وجملة قوله:(رأيتني) جوابها -بضم التاء- للمتكلم، وهو من خصائص أفعال القلوب؛ أي: بين أوقات نومي، رأيت نفسي (في الجنة).

و(إذا) في قوله: (فإذا أنا) راءٍ (بامرأة تتوضأ إلى جنب قصر) أي: في جانب قصر وناحيته .. فُجائيَّةٌ؛ أي: بين أوقات نومي رأيتُ نفسي في الجنة، ففاجاني رؤيةُ امرأة تتوضأ في جانب قصر وضوءًا شرعيًا، ولا يلزم أن يكون على جهة التكليف، أو يؤول بانها كانت محافظة في الدنيا على العبادة، أو وضوءًا لغويًا لتزداد وضاءةً وحُسنًا.

وعبارة السندي هنا: لعل الوضوء هنا لتعظيم التسبيح والذكر؛ فإن الناس يذكرون الله هناك بلا تكليف للتلذذ، وإن لم يكن هناك حدث ولا وسخ، أو يكون تأويله صلاح المرأة في الدنيا وكثرة صلاتها ووضوئها. انتهى.

وهذه المرأة هي أم سليم، وكانت حينئذ في قيد الحياة، (قلت) لتلك المرأة:(لمن هذا القصر، فقالت) المرأة: هو (لعمر) بن الخطاب فأردت

ص: 372

فَذَكَرْتَ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا"، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَبَكَى عُمَرُ فَقَالَ: أَعَلَيْكَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ أَغَارُ؟ !

(106)

- 106 - (7) حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ،

===

دخوله لأنظره، (فذكرت غيرته) أي: غيرة عمر -بفتح الغين المعجمة- مصدر قولك: غار الرجل على أهله، من باب باع، (فوليت) عنه؛ أي: رجعت وذهبت (مدبرًا) عنه؛ أي: جاعلًا دبري على جهته، (قال أبو هريرة: فبكى عمر) لمَّا سمع ذلك سرورًا به وتشوُّقًا إليه.

(فقال: أعليك) بهمزة الاستفهام الإنكاري أنت مفدي (بأبي وأمي) من كل مكروه (يا رسول الله أغار؟ ! ) لا أغار عليك، قيل: هو من باب القلب، والأصل عليها أغار منك، ووُجد في بعض الروايات زيادة:(وهل رفعني الله إلا بك وهداني؟ ).

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، وأنها مخلوقة، وفي كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر، وأخرجه في التعبير، وفي غير ذلك، وأبو داوود في كتاب الخراج والإمارة والفيء، وباب القصر في المنام.

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضته: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث عائشة بحديث أبي ذر رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(106)

-106 - (7)(حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف) الباهلي البصري، وثقه ابن حبان، وقال في "التقريب": صدوق من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(م ت ق).

ص: 373

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ

===

(حدثنا عبد الأعلى) بن عبد الأعلى السامي -بالمهملة- أبو محمد البصري، وثقه ابن معين وأبو زرعة، وقال في "التقريب": ثقة من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن محمد بن إسحاق) بن يسار المطلبي مولاهم أبي عبد الله المدني، صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر، من صغار الخامسة، مات سنة خمسين ومئة (150 هـ)، ويقال بعدها. يروي عنه:(م عم).

(عن مكحول) الشامي أبي عبد الله الدمشقي كان إمام أهل الشام، وقال العجلي: تابعي ثقة، وقال ابن خِراش: شامي صدوق، وقال في "التقريب": ثقة فقيه كثير الإرسال مشهور، من الخامسة، مات سنة بضع عشرة ومئة (113 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن غضيف) بالغين المعجمة والضاد كذالك مصغرًا (ابن الحارث) ويقال: غطيف بن الحارث بن زُنيم السَّكوني الكندي، ويقال: الثُّماليِّ، أبي أسماء الحمصي مختلف في صحبته.

قال ابن أبي حاتم وأبو زرعة: غُضَيف بن الحارث له صحبة، وقال ابن سعد: في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام غُضيفُ بن الحارث. انتهى "السندي"، كان ثقة، وقال العجلي: غضيف بن الحارث: شامي تابعي ثقة، مات سنة بضع وستين. يروي عنه:(د س ق).

(عن أبي ذر) جندب بن جنادة الغفاري المدني أحد نجباء الصحابة تقدم إسلامه وتأخرت هجرته، له مئتا حديث وثمانون حديثًا؛ اتفقا على اثني عشر، انفرد (خ) بثلاثة، و (م) بتسعة عشر، مات بالرَّبذة سنة اثنتين وثلاثين (32 هـ) في خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه وعنهم أجمعين.

ص: 374

قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول: "إِنَّ اللهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ".

===

وهذا السند من سداسياته؛ ورجاله اثنان منهم مدنيان، واثنان شاميان، واثنان بصريان، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

(قال) أبو ذر: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله) سبحانه وتعالى (وضع الحق) والصواب، وأجراه (على لسان عمر) بن الخطاب حالة كونه (يقول به) أي: بالحق وعدّى (وضع) بعلى؛ لتضمينه معنى الإجراء.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب في تدوين العطاء.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: سبعة أحاديث:

الأول للاستدلال، والثاني والثالث للاستئناس، والبواقي للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 375