المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(11) - (4) - فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌بين يدي الكتاب

- ‌اسمه

- ‌مولده

- ‌نشأته

- ‌رحلته

- ‌مؤلفاته

- ‌هجرته

- ‌خطبة الكتاب

- ‌مقدمة الشارح

- ‌المقدمة

- ‌(1) - (1) - بَابُ اتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(2) - (2) - بَابُ تَعْظِيمِ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالتَّغْلِيظِ عَلَى مَنْ عَارَضَهُ

- ‌(3) - (3) - بَابُ التَّوَقِّي فِي الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(4) - (4) - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي تَعَمُّدِ الْكَذِبِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(5) - (5) - بَابُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا وَهُوَ يُرَى أَنَّهُ كَذِب

- ‌(6) - (6) - بَابُ اتِّبَاعِ سُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ

- ‌فائدة

- ‌(7) - (7) - بَابُ اجْتِنَابِ الْبِدَع وَالْجَدَلِ

- ‌(8) - (8) - بَابُ اجْتِنَابِ الرَّأْيِ وَالْقِيَاسِ

- ‌(9) - (9) - بَابٌ: فِي الْإِيمَانِ

- ‌(10) - (10) - بَابٌ: فِي الْقَدَرِ

- ‌(11) - (11) - بَابٌ: فِي فَضَائِلِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(11) - (1) - فَضْلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌(11) - (2) - فَضْلُ عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌(11) - (3) - فَضْلُ عُثْمَانَ رضي الله عنه

- ‌(11) - (4) - فَضْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌تنبيه

- ‌(11) - (5) - فَضْلُ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ رضي الله عنه

الفصل: ‌(11) - (4) - فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

(11) - (4) - فَضْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

===

(11)

- (4) - (فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وهي أول هاشمية ولدت هاشميًا، وهو أصغر أولاد أبي طالب الثلاثة؛ جعفر وعقيل وطالب، واتفق الجمهور على أنه أول من أسلم من الصبيان؛ لحديث:"أولكم واردًا على الحوض أولكم إسلامًا علي بن أبي طالب" وعن علي قال: عبدت الله تعالى قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة بخمس سنين، وعنه ما كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وغير خديجة، وأما أول من أسلم من الرجال .. فأبو بكر الصديق، وأول من أسلم من النساء .. فخديجة بنت خويلد.

واختلف في سن على حين أسلم: فقيل: خمس سنين، وقيل: ثمان، وقيل: اثنا عشر، وقيل: ثمانية عشر، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها إلا تبوك؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه مع أهله، وقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ وزوجه ابنته فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وله من العلم والشجاعة والحلم والزهد والورع وكرم الأخلاق ما لا يسعه كتاب.

بويع بالخلافة في اليوم الذي قتل فيه عثمان، واجتمع على بيعته أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار إلا نفر يسير، وسئل عنهم، فقال: أولئك قوم خذلوا الحق ولم يعضدوا الباطل، وتخلف عن بيعته معاوية في أهل الشام، والتحمت بينهما حروب لم يسمع بمثلها في الإسلام، ولم يزل له فيها الظهور

ص: 389

(112)

- 112 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ

===

على الفئة الباغية إلى أن وقع التحكيم وخُدِعَ فيه، وحينئذ خرجت الخوارج فكفروه وكفروا من معه، وقالوا: حكمت الرجال في دين الله، والله يقول: إن الحكمُ إلا لله، ثم اجتمعوا وشقوا عصا المسلمين، ونصبوا راية الخلاف، وسفكوا الدماء.

فخرج إليهم بمن معه وطلبهم إلى الرجوع، فأبوا إلا القتال، فقاتلهم بالنهروان واستأصل جميعهم، ولم ينج منهم إلا اليسير، فانتدب إليه رجل من بقية الخوارج، يقال له: عبد الرحمن بن ملجم، فضربه بالسيف المسموم ليلة السابع عشر من رمضان وقت الصبح في مسجد الكوفة، وكان على يخرج إلى المسجد أول الأذان يوقظ الناس لصلاة الصبح، فخرج ينادي: أيها الناس الصلاة الصلاة، فضربه ابن ملجم بالسيف على عاتقه، وقبض عليٌّ ليلة تسع عشرة من رمضان سنة أربعين، وخرجوا به ليلًا، فدفن بظهر الكوفة خوف أن ينبشه الخوارج.

واختلف في سنه: فقيل: سبع وخمسون، وقيل: ستون، وقيل: ثلاث وستون وهو الصحيح، وكانت مدة خلافته خمس سنين غير ثلاثة أشهر، وكان على أوصى الحسن، فقال له: إن أنا متُّ من ضربته، فاضربه ضربة كضربته، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المُثْلة ولو بالكلب العقور.

* * *

(112)

- 112 - (1)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي أبو الحسن الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).

قال: (حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي، ثقة، من

ص: 390

وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ لَا يُحِبُّنِي

===

التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(وأبو معاوية) محمد بن خازم التميمي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).

(وعبد الله بن نمير) الهمداني أبو هشام الكوفي، ثقة، من كبار التاسعة، مات سنة تسع وتسعين ومئة (199 هـ). يروي عنه:(ع).

كلهم (عن الأعمش) سليمان بن مهران الكوفي أبو محمد الكاهلي، ثقة حافظ قارئ، من الخامسة، مات سنة سبع وأربعين أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن عدي بن ثابت) الأنصاري الكوفي، ثقة، من الرابعة، رمي بالتشيع، مات سنة ست عشرة ومئة (116 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن زر بن حبيش) بن حباشة الأسدي أبي مريم الكوفي، ثقة مخضرم، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وثمانين، وله سبع وعشرون ومئة سنة. يروي عنه:(ع).

(عن علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته؛ رجاله كلهم كوفيون إلا عليًّا، وحكمه: الصحة.

(قال) علي: (عهد إلي) وأوصاني (النبي) الكريم (الأمي) الفصيح صلى الله عليه وسلم أنه) أي: أن الشأن والحال؛ أي: ذكر لي وأخبرني أنه (لا يحبني) أي: حبًّا لائقًا لا على وجه الإفراط؛ فإن الخروج عن الحد غير

ص: 391

إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضنِي إِلَّا مُنَافِقٌ.

(113)

-113 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ،

===

مطلوب وليس من علاماته، بل قد يؤدي إلى الكفر والطغيان؛ فإن قومًا قد خرجوا عن الإيمان بالإفراط في حب عيسى عليه السلام (إلا مؤمن) بالله ورسوله (ولا يبغضني) بلا سبب دنيوي يفضي إلى ذلك بالطبع (إلا منافق) أي: خارج عن طاعة الله وطاعة رسوله، وإلا .. فالبغض كما يجري في المعاملات المفضية إليه طبعًا ليس من النفاق أصلًا، كيف وقد سب العباس عليًّا في بعض ما جرى بينهما في مجلس عمر أشد سب؟ ! وهو مشهور. انتهى "سندي".

وقوله: (لا يحبني) حبًّا مشروعًا مطابقًا للواقع من غير زيادة ولا نقصان؛ ليخرج النصراني والخارجي، فمن أحبه وأبغض الشيخين مثلًا .. فما أحبه حبًّا مشروعًا أيضًا، وقوله:(ولا يبغضني إلا منافق) أي: حقيقة أو حكمًا. انتهى "تحفة الأحوذي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الإيمان، والترمذي في كتاب المناقب، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب الإيمان.

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث علي بحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(113)

- 113 - (2)(حدثنا محمد بن بشار) العبدي البصري المعروف ببندار.

(حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي البصري المعروف بغندر.

ص: 392

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ:"أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ ".

===

(حدثنا شعبة) بن الحجاج البصري.

(عن سعد بن إبراهيم) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة فاضل، من الخامسة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).

(قال) سعد: (سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص) الزهري أبا إسحاق المدني، ثقة من الثالثة، مات بعد المئة. يروي عنه:(خ م س ق).

حالة كونه (يحدث عن أبيه) سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب الزهري المدني رضي الله تعالى عنه، شهد بدرًا والمشاهد كلها، وهو أحد العشرة المبشرة وآخرهم موتًا، له مئتا حديث، واتفقا على خمسة عشر، وانفرد (خ) بخمسة، و (م) بثمانية عشر حديثًا.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا السند من سداسياته؛ رجاله ثلاثة منهم بصريون، وثلاثة مدنيون، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أنه) أي: أن النبي صلى الله عليه وسلم (قال لعلي) بن أبي طالب: (ألا ترضى) يا علي (أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ ) قال له ذلك حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك، فقال على: تخلفني في النساء والصبيان؟ كأنه استنقص تركه وراءه، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؛ يعني: حين استخلفه عند توجهه إلى الطور إذ قال له: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ} (1) أي: أما ترضى بأني أنزلتك مني في منزل كان ذلك المنزل لهارون

(1) سورة الأعراف: (142).

ص: 393

(114)

- 114 - (3) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أَخَبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ،

===

من موسى؟ وليس في هذا الحديث تعرض لكونه خليفة له صلى الله عليه وسلم بعده، كيف وهارون ما كان خليفة لموسى بعد موت موسى، بل توفي في حياة موسى عليهما السلام.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب علي بن أبي طالب، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب (4).

فدرجته: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث علي.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث علي بحديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(114)

- 114 - (3)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).

(حدثنا أبو الحسين) العكلي -بضم المهملة وسكون الكاف- نسبة إلى بطن من تميم تسمى عكل، زيد بن الحباب -بضم أوله المهمل وبموحدتين- الخراساني ثم الكوفي، الحافظ الجوال صدوق يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(م عم).

قال: (أخبرني حماد بن سلمة) بن دينار الربعي أو التميمي أو القرشي مولاهم أبو سلمة البصري، ثقة عابد أثبت الناس في ثابت، وتغير حفظه بأخرة، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين ومئة (167 هـ). يروي عنه:(م عم).

ص: 394

عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ فَنَزَلَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَأَمَرَ الصَّلَاةَ جَامِعَةً،

===

(عن علي بن زيد) بن عبد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله (بن جدعان) بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي أبي الحسن البصري أصله من مكة وكان يتشيع، ضعيف اتفقوا على ضعفه، من الرابعة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل: سنة إحدى وثلاثين ومئة، لا يجوز الاحتجاج به. يروي عنه:(م عم).

(عن عدي بن ثابت) الأنصاري الكوفي، ثقة، من الرابعة، مات سنة ست عشرة ومئة (116 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن البراء بن عازب) بن الحارث بن عدي الأنصاري الأوسي أبي عمارة الكوفي رضي الله تعالى عنه، له ثلاث مئة وخمسة أحاديث؛ اتفقا على اثنين وعشرين، وانفرد (خ) بخمسة عشر، و (م) بستة، استصغر يوم بدر وشهد أحدًا والحديبية، مات سنة اثنتين وسبعين (72 هـ).

وهذا السند من سداسياته؛ رجاله أربعة منهم كوفيون، واثنان بصريان، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه علي بن زيد ابن جدعان، فهو متفق على ضعفه.

(قال) البراء: (أقبلنا) من المدينة إلى مكة وذهبنا إليها (مع رسول الله صلى الله علبه وسلم في حجته التي حج) بها وهي حجة الوداع، (فنزل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (في بعض الطريق) إلى مكة منزلًا، (فأمر) بأن ينادى في الناس (الصلاةَ جامعةً) بنصب الجزأين في الرواية هنا؛ الأول على أنه مفعول به لمحذوف، والثاني على الحال منه، أي: ائتوا الصلاة وأقبلوا إليها حالة كونها جامعة؛ أي: مفعولة بالجماعة، ومن جهة العربية

ص: 395

فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَالَ: "أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ "، قَالُوا: بَلَى، قَالَ:"أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ؟ "، قَالُوا: بَلَى، قَالَ:"فَهَذَا وَلِيُّ مَنْ أَنَا مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ؛ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، اللَّهُمَّ؛ عَادِ مَنْ عَادَاهُ".

===

يجوز في هذه الجملة أربعة أوجه من الإعراب، كما بيناها في "نزهة الألباب".

(فأخذ) أي: أمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيد علي) بن أبي طالب، (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم لمن عنده:(ألستُ) بهمزة الاستفهام التقريري (أولى) وأحق (بـ) ولاية أمور (المؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى) أي: أنت أولى بهم من أنفسهم؛ لأن بلى يجاب بها لنفي النفي، فيكون إثباتًا، (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ألست أولى) وأحق (بـ) أمر (كل مؤمن) ومؤمنة (من نفسه؟ قالوا) أي: قال الحاضرون: (بلى) أي: أنت أولى بكل مؤمن من نفسه.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فهذا) الرجل الحاضر الذي أمسكت بيده وهو علي بن أبي طالب (ولي من أنا مولاه) أي: محبوب من أنا محبوبه، وناصر من أنا ناصره، وهو كل مؤمن (اللهم؛ والِ) أي: أحب وانصر (من والاه) أي: من أحبه ونصره، (اللهم؛ عاد) أي: أبغض واخذل (من عاداه) أي: من أبغضه وخذله.

وفي "السندي": قيل: سبب هذا الحديث أن عليًّا تكلم فيه بعض من كان معه في اليمن حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء أن يحبب إليهم.

قلت: ففي "جامع الترمذي": عن البراء بن عازب: بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشين للجهاد، وأمَّر على أحدهما عليًّا وعلى الآخر خالد بن

ص: 396

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

الوليد، وقال:"إذا كان القتال .. فليأخذ علي الراية"، فافتتح علي حصنًا من حصون الكفار، وأخذ منه جارية، قال البراء: فكتب لي خالد كتابًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يفشي به سره، قال البراء: فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الكتاب، فقرأ الكتاب فتغير لونه، ثم قال:"ما ترى في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله"، قال البراء: قلت: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، وإنما أنا رسول فسكت، قال الترمذي: هذ الحديث حسن.

وعلى هذا: "ألست أولى بالمؤمنين؟ " معناه: ألست أحق بالمحبة والتوقير والإجلال بمنزلة الأب للأولاد، يشير إلى ذلك قوله تعالى:{وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (1)، وقوله:"فهذا ولي من أنا مولاه" معناه: محبوب من أنا محبوبه.

قلت: ويدل على هذا المعنى قوله: "اللهم؛ وال من والاه" أي: أحب من أحبه بقرينة "اللهم؛ عاد من عاداه" وعلى هذا المعنى: فليس لهذا الحديث تعلق بالخلافة أصلًا، كما زعمت الرافضة، ويدل عليه أن العباس بن عبد المطلب وعليًّا ما فهما منه ذلك المعنى، كيف وقد أمر العباس عليًّا أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الأمر فينا أو في غيرنا، فقال له علي: إن منعنا .. فلا يعطينا أحد، أو كما قال.

هذا؛ وفي "الزوائد": إسناده ضعيف؛ لضعف علي بن جدعان.

قلت: معناه: وقد جاء بوجوه أخر؛ أي: بأسانيد صحيحة، كما ذكرنا آنفًا عن الترمذي.

(1) سورة الأحزاب: (6).

ص: 397

(115)

- 115 - (4) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أبْنُ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ

===

فهذا الحديث: حسن لغيره، كما حسن الترمذي آنفًا ما في معناه، فهو ضعيف السند، حسن المتن؛ لأن له شواهد كما في "الترمذي"، فغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث علي.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث علي بحديث آخر له رضي الله عنه، فقال:

(115)

- 115 - (4)(حدثنا عثمان) بن محمد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العبسي أبو الحسن الكوفي، ثقة حافظ شهير له أوهام، من العاشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (239 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

قال: (حدثنا وكيع) بن الجراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أوَّل سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

قال: (حدثنا) محمد بن عبد الرحمن (بن أبي ليلى) الأنصاري الأوسي أبو عبد الرحمن الكوفي الفقيه قاضي الكوفة.

ضعفه يحيى بن سعيد القطان وأحمد، وقال أبو داوود الطيالسي عن شعبة: ما رأيت أحدًا أسوأ حفظًا من ابن أبي ليلى، وبالجملة: اتفقوا على ضعفه فليس بحجة، وقال في "التقريب": صدوق سيئ الحفظ جدًّا، من السابعة مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(عم).

قال: (حدثنا الحكم) بن عتيبة -بالمثناة الفوقية مصغرًا- الكندي مولاهم

ص: 398

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ أَبُو لَيْلَى يَسْمُرُ مَعَ عَلِيٍّ، فَكَانَ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ، وَثِيَابَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ، فَقُلْنَا: لَوْ سَأَلْتَهُ

===

أبو محمد الكوفي، ثقة ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس، من الخامسة مات سنة ثلاث عشرة ومئة (113 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) يسار الأنصاري الأوسي أبي عيسى الكوفي، وثقه ابن معين وغيره، قال عبد الله بن الحارث: ما ظننت أن النساء ولدن مثله، وقال في "التقريب": ثقة، من الثانية، مات سنة ثلاث وثمانين (83 هـ). يروي عنه:(ع).

(قال) عبد الرحمن: (كان) أبي (أبو ليلى) الأنصاري الأوسي المدني الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، اسمه بلال أو بليل -بالتصغير- وقيل: داوود، وقيل: يسار -بالتحتانية- وقيل: أوس، شهد أحدًا وما بعدها، وعاش إلى خلافة علي. يروي عنه:(ت ق).

(يسمر) أي: يتحدث أوائل الليل (مع علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من سباعياته؛ رجاله خمسة منهم كوفيون، واثنان مدنيان، وحكمه: الضعف؛ لأن ابن أبي ليلى متفق على ضعفه.

(فكان) علي بن أبي طالب (يلبس ثياب الصيف) أي: ثيابًا تلبس في وقت الصيف وقت الحرارة (في) وقت (الشتاء) والبرودة، (و) يلبس (ثياب الشتاء) والبرودة (في) وقت (الصيف) والحرارة، قال عبد الرحمن:(فقلنا) لأبي ليلى: (لو سألته) أي: لو سألت عليًّا عن سبب مخالفته عادة الناس في لباسه .. لكان خيرًا، أو (لو) هنا للتمني، فسأله أبو ليلى عن سبب ذلك،

ص: 399

فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَيَّ وَأَنَا أَرْمَدُ الْعَيْنِ يَوْمَ خَيْبَرَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي أَرْمَدُ الْعَيْنِ، فَتَفَلَ فِي عَيْنِي ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ؛ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ"، قَالَ: فَمَا وَجَدْتُ حرًّا وَلَا بَرْدًا بَعْدَ يَوْمِئِذٍ، وَقَالَ:"لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ"، فَتَشَرَّفَ لَهُ النَّاسُ، فَبَعَثَ

===

(فقال) علي رضي الله عنه: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليَّ) رجلًا ليدعوني إليه (وأنا أرمد العين) أي: والحال أني وجع العين، والرمد -بفتحتين-: هيجان العين بالألم.

وقوله: (يوم) غزوة (خيبر) ظرف متعلق ببعث، فجئته، فقال لي: لم تخلفت عنا؟ (قلت: يا رسول الله؛ إني أرمد العين) أي: وجع العين، (فتفل) رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: بصق (في عيني) الوجعة بالإفراد، (ثم) بعدما بصق في عيني (قال: اللهم؛ أذهب عنه الحر والبرد) أي: وجعًا سببه الحر أو البرد، (قال) علي:(فما وجدت حرًّا) في وقت الصيف (ولا بردًا) في وقت الشتاء (بعد يومئذ) أي: بعد ذلك اليوم الذي بصق في عيني ودعا لي بإذهاب الحرارة والبرودة عني.

(وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم: والله (لأبعثن) لقتال أهل خيبر (رجلًا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ليس) ذلك الرجل (بفرَّار) بوزن علام صيغة مبالغة من الفرار، وليست مرادة؛ أي: ليس بفار من العدو أصلًا حتى يستأصلهم، (فتشرف) أي: تطلع وتمنى (له) أي: لذلك البعث (الناس) أي: الحاضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم لنفسه وانتظر لأجل ذلك الوصف الذي وصف به الرجل المبعوث من محبة الله ومحبة رسوله له، (فبعث) رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 400

إِلَى عَلِيٍّ فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ.

(116)

- 116 - (5) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،

===

(إلى علي) وهو متغيب عن المجلس؛ أي: بعث الرسول إلى علي ليحضر عنده فيعطيه الراية، فجاء علي (فأعطاها) أي: فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية (إياه) أي: عليًّا، وبعثه لقتال أهل خيبر، فقاتلهم ففتح الله تعالى خيبر علي يده رضي الله عنه.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه بهذا الوجه، ولكن أصل قصة إعطائه الراية وبعثه إلى خيبر ثابتة في "البخاري" في كتاب الفضائل، فضائل علي بن أبي طالب، وفي كتاب الجهاد من حديث سهل بن سعد الساعدي، ومن حديث سلمة بن الأكوع، وفي "الزوائد": إسناد هذا الحديث ضعيف؛ لأن محمد بن أبي ليلى شيخ وكيع ضعيف الحفظ لا يحتج بما تفرد به.

فدرجة هذا الحديث أنه صحيح لغيره؛ لأن له شاهدًا في "البخاري" وغيره، فالحديث: صحيح المتن، ضعيف السند، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استطرد المؤلف رحمه الله تعالى واستأنس للترجمة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(116)

- 116 - (5)(حدثنا محمد بن موسى) بن عمران القطان أبو جعفر (الواسطي) روى عن: معلي بن عبد الرحمن الواسطي، ويروي عنه:(خ م ق) ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق، من الحادية عشرة.

قال: (حدثنا المعلى بن عبد الرحمن) الواسطي، قال علي بن المديني:

ص: 401

عَنِ ابْنِ أَبي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ

===

ضعيف الحديث، وذهب إلى أنه كان يضع الحديث، قال: ورميت حديثه، وضعفه جدًّا، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: إنه ضعيف الحديث، كان حديثه لا أصل له، وقال مرة: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن عبد الحميد بن جعفر المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا تفرد، وقال الدارقطني: ضعيف كذاب، وبالجملة: اتفقوا على ضعفه، وقال في "التقريب": متهم بالوضع، وقد رمي بالرفض، من التاسعة. يروي عنه:(ق).

(عن) محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث (بن أبي ذئب) اسمه: هشام بن شعبة بن عبد الله القرشي أبي الحارث المدني، ثقة فقيه فاضل، من السابعة، مات سنة ثمان وخمسين ومئة (158 هـ)، وقيل: سنة تسع وخمسين ومئة. يروي عنه: (ع).

(عن نافع) العدوي مولاهم؛ مولى ابن عمر أبي عبد الله الفقيه المدني، ثقة ثبت فقيه مشهور، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة (117 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن) عبد الله (بن عمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما الصحابي الجليل أبي عبد الرحمن المكي.

وهذا السند من خماسياته؛ رجاله اثنان منهم واسطيان، واثنان مدنيان، وواحد مكي، وحكمه: الضعف؛ لأن المعلي بن عبد الرحمن متفق على ضعفه.

(قال) ابن عمر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين) ابنا علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين (سيدا شباب

ص: 402

أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا".

===

أهل الجنة) وهذه القطعة من هذا الحديث صحيحة؛ لأن لها شاهدًا عند الترمذي والنسائي؛ فقد رواها الترمذي والنسائي من حديث حذيفة بن اليمان، ورواها الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري، لكنها ذكرت للاستطراد في هذا الباب.

وقوله: (وأبوهما) علي بن أبي طالب (خير) أي: أفضل (منهما) تفرد به ابن ماجه، فهي زيادة ضعيفة، ذكرها للاستئناس للترجمة، والله أعلم.

والشباب - بالفتح والتخفيف - جمع شاب؛ وهو من بلغ إلى ثلاثين سنة، قيل: إضافة الشباب إلى أهل الجنة بيانية؛ فإن أهل الجنة كلهم شبان، فكأنه قيل: سيدا أهل الجنة، وحينئذ لا بد من اعتبار الخصوص؛ أي: ما سوى الأنبياء والخلفاء الراشدين، وقيل: المراد أنهما سيدا كل من مات شابًا ودخل الجنة، ولا يلزم أنهما ماتا شابين حتى يرد أنه لا يصح؛ فإنهما ماتا شيخين، ورُدَّ بأنه لا وجه حينئذ لتخصيص فضلهما على من مات شابًا، بل هما أفضل على كثير ممن مات شيخًا، وقد يقال: وجه التخصيص عدُّهما ممن مات شابًا، فانظر إلى عدم بلوغهما عند الموت أقصى من الشيخوخة، ولا يجوز أن يقال: عدهما شابين نظرًا إلى شبابهما حين الخطاب؛ لكونهما كانا صغيرين حينئذ لا شابين.

وفي "الزوائد": رواه الحاكم في "المستدرك" من طريق المعلي بن عبد الرحمن كالمصنف، والمعلى تُرك بوضع ستين حديثًا في فضل علي بن أبي طالب، قاله ابن معين، فالإسناد ضعيف، وأصله في "الترمذي" و"النسائي" من حديث حذيفة. انتهى.

قلت: أراد أن الترمذي والنسائي بلا زيادة: (وأبوهما خيرٌ منهما)، وقد رواه

ص: 403

(117)

- 117 - (6) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى قَالُوا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ،

===

الترمذي بدون هذه الزيادة من حديث أبي سعيد أيضًا. انتهى من "السندي".

وشارك المؤلف في رواية الجزء الأول من هذا الحديث: الترمذي في باب مناقب الحسن والحسين من حديث أبي سعيد الخدري وحذيفة بن اليمان، والنسائي في فضائل الحسن والحسين من حديث حذيفة.

فدرجته في جزئه الأول: أنه صحيح؛ لأن له شواهد، وإن كان سنده ضعيفًا، وغرضه: الاستطراد.

وانفرد ابن ماجه في رواية الجزء الثاني منه، فدرجته أنه ضعيف؛ لضعف سنده، وغرضه بسوقه: الاستئناس به للترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث علي بحديث حُبْشي بن جُنادة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(117)

- 117 - (6)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي.

(وسويد بن سعيد) الهروي، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(م ق).

(وإسماعيل بن موسى) الفزاري أبو محمد الكوفي، صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ)، وفائدة المقارنة بيان كثرة طرقه. يروي عنه:(د ت ق).

(قالوا: حدثنا شريك) بن عبد الله النخعي الكوفي، صدوق يخطئ كثيرًا، ولي القضاء على الكوفة، وكان عادلًا فاضلًا عابدًا شديدًا على أهل البدع، من الثامنة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة (178 هـ). يروي عنه:(م عم).

ص: 404