الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمَا فتئ وَمَا انْفَكَّ وَمَا برح وَمَا دَامَ فيرفعن الْمُبْتَدَأ اسْما لَهُنَّ وينصبن الْخَبَر خَبرا لَهُنَّ نَحْو وَكَانَ رَبك قَدِيرًا ش النواسخ جمع نَاسخ وَهُوَ فِي اللُّغَة من النّسخ بِمَعْنى الْإِزَالَة يُقَال نسخت الشَّمْس الظل إِذا أزالته وَفِي الِاصْطِلَاح مَا يرفع حكم الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر وَهُوَ ثَلَاثَة أَنْوَاع مايرفع الْمُبْتَدَأ وَينصب الْخَبَر وَهُوَ
كَانَ وَأَخَوَاتهَا
وَمَا ينصب الْمُبْتَدَأ وَيرْفَع الْخَبَر وَهُوَ إِن وَأَخَوَاتهَا وَمَا ينصبهما مَعًا وَهُوَ ظن وَأَخَوَاتهَا وَيُسمى الأول من بَاب كَانَ اسْما وفاعلا وَيُسمى الثَّانِي خَبرا ومفعولا وَيُسمى الأول من معمولي بَاب إِن اسْما وَالثَّانِي خَبرا وَيُسمى الأول من معمولي بَاب ظن مَفْعُولا أَولا وَالثَّانِي مَفْعُولا ثَانِيًا
كَانَ وَأَخَوَاتهَا
وَالْكَلَام الْآن فِي بَاب كَانَ وَأَلْفَاظه ثَلَاث عشرَة لَفْظَة وَهِي على ثَلَاثَة أَقسَام مَا يرفع الْمُبْتَدَأ وَينصب الْخَبَر بِلَا شَرط وَهِي ثَمَانِيَة كَانَ وَأمسى وَأصْبح وأضحى وظل وَبَات وَصَارَ وَلَيْسَ وَمَا يعْمل هَذَا الْعَمَل بِشَرْط أَن يتَقَدَّم عَلَيْهِ نفي أَو شبهه وَهُوَ أَرْبَعَة زَالَ وبرح وفتئ وانفك فالنفي نَحْو قَوْله تَعَالَى وَلَا يزالون مُخْتَلفين وَشبهه هُوَ النَّهْي وَالدُّعَاء
فَالْأول كَقَوْلِه صَاح شمر وَلَا تزل ذَاكر الْمَوْت فنسيانه ضلال مُبين وَالثَّانِي كَقَوْلِه أَلا يَا اسلمي يَا دَار مي على البلي وَلَا زَالَ منهلا بجرعائك الْقطر
وَمَا يعمله بِشَرْط أَن يتَقَدَّم عَلَيْهِ مَا المصدرية الظَّرْفِيَّة وَهُوَ دَامَ كَقَوْلِه تَعَالَى وأوصاني بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاة مَا دمت حيآ أَي مُدَّة دوامي حَيا وَسميت مَا هَذِه مَصْدَرِيَّة لِأَنَّهَا تقدر بِالْمَصْدَرِ وَهُوَ الدَّوَام وظرفية لِأَنَّهَا تقدر بالظرف وَهُوَ الْمدَّة ص وَقد يتوسط الْخَبَر نَحْو فَلَيْسَ سَوَاء عَالم وجهول ش يجوز فِي هَذَا الْبَاب أَن يتوسط الْخَبَر بَين الِاسْم وَالْفِعْل كَمَا يجوز فِي بَاب الْفَاعِل أَن يتَقَدَّم الْمَفْعُول على الْفَاعِل قَالَ الله تَعَالَى وَكَانَ حَقًا
علينا نصر الْمُؤمنِينَ أَكَانَ للنَّاس عجبا أَن أَوْحَينَا وَقَرَأَ حَمْزَة وَحَفْص لَيْسَ الْبر أَن توَلّوا وُجُوهكُم بِنصب الْبر وَقَالَ الشَّاعِر سَلِي إِن جهلت النَّاس عَنَّا وعنهم فَلَيْسَ سَوَاء عَالم وجهول
وَقَالَ الآخر لَا طيب للعيش مَا دَامَت منغصة لذاته باد كار الْمَوْت والهرم
وَعَن ابْن درسْتوَيْه أَنه منع تَقْدِيم خبر لَيْسَ وَمن ابْن معط فِي ألفيته تَقْدِيم خبر دَامَ وهما محجوجان بِمَا ذكرنَا من الشواهد وَغَيرهَا ص وَقد يتَقَدَّم الْخَبَر إِلَّا خبر دَامَ وَلَيْسَ ش للْخَبَر ثَلَاثَة أَحْوَال أَحدهَا التَّأْخِير عَن الْفِعْل واسْمه وَهُوَ الأَصْل كَقَوْلِه تَعَالَى وَكَانَ رَبك قَدِيرًا الثَّانِي التَّوَسُّط بَين الْفِعْل واسْمه كَقَوْلِه تَعَالَى وَكَانَ حَقًا علينا نصر الْمُؤمنِينَ وَقد تقدم شرح ذَلِك
وَالثَّالِث التَّقَدُّم على الْفِعْل واسْمه كَقَوْلِك عَالما كَانَ زيد وَالدَّلِيل على ذَلِك قَوْله تَعَالَى أَهَؤُلَاءِ إيَّاكُمْ كَانُوا يعْبدُونَ فإياكم مفعول يعْبدُونَ وَقد تقدم على كَانَ وَتقدم الْمَعْمُول يُؤذن بِجَوَاز تقدم الْعَامِل وَيمْتَنع ذَلِك فِي خبر لَيْسَ ودام فَأَما امْتِنَاعه فِي خبر دَامَ فبالاتفاق لِأَنَّك إِذا قلت لَا أصحبك مَا دَامَ زيد صديقك ثمَّ قدمت الْخَبَر على مَا دَامَ لزم من ذَلِك تَقْدِيم مَعْمُول الصِّلَة على الْمَوْصُول لِأَن مَا هَذِه مَوْصُول حر فِي يقدر بِالْمَصْدَرِ كَمَا قدمْنَاهُ وَإِن قَدمته على دَامَ دون مَا لزم الْفَصْل بَين الْمَوْصُول الْحرفِي وصلته وَذَلِكَ لَا يجوز لَا تَقول عجبت مِمَّا زيدا تصْحَب وَإِنَّمَا يجوز ذَلِك فِي الْمَوْصُول الأسمي غير الْألف وَاللَّام تَقول جَاءَنِي الَّذِي زيدا ضرب وَلَا يجوز فِي نَحْو جَاءَ الضَّارِب زيدا أَن تقدم زيدا على ضَارب وَأما امْتنَاع ذَلِك فِي خبر لَيْسَ فَهُوَ اخْتِيَار الْكُوفِيّين والمبرد وَابْن السراج وَهُوَ الصَّحِيح لِأَنَّهُ لم يسمع مثل ذَاهِبًا لست وَلِأَنَّهَا فعل جامد فَأَشْبَهت عَسى وخبرها لَا يتَقَدَّم بِاتِّفَاق وَذهب الْفَارِسِي وَابْن جني إِلَى الْجَوَاز مستدلين بقوله تَعَالَى أَلا يَوْم يَأْتِيهم لَيْسَ مصروفا عَنْهُم وَذَلِكَ لِأَن يَوْم مُتَعَلق بمصروفا وَقد تقدم على لَيْسَ وَتقدم الْمَعْمُول يُؤذن بِجَوَاز تقدم الْعَامِل وَالْجَوَاب أَنهم توسعوا فِي الظروف مَا لم يتوسعوا فِي غَيرهَا وَنقل عَن سِيبَوَيْهٍ القَوْل بِالْجَوَازِ وَالْقَوْل بِالْمَنْعِ ص وتختص الْخَمْسَة الأول بمرادفة صَار ش يجوز فِي كَانَ وَأمسى وَأصْبح وأضحى وظل أَن تسْتَعْمل
بِمَعْنى صَار كَقَوْلِه تَعَالَى وبست الْجبَال بسا فَكَانَت هباء منبثا وكنتم أَزْوَاجًا ثَلَاثَة فأصبحتم بنعمته إخْوَانًا ظلّ وَجهه مسودا وَقَالَ الشَّاعِر أمست خلاء وَأمسى أَهلهَا احتملوا أخنى عَلَيْهَا الَّذِي أخنى على لبد
وَقَالَ الآخر أضحى يمزق أثوابي ويضربني أبعد شيبي يَبْغِي عِنْدِي الأدبا ص
وَغير لَيْسَ وفتئ وَزَالَ بِجَوَاز التَّمام أَي الِاسْتِغْنَاء عَن الْخَبَر نَحْو وَإِن كَانَ ذُو عسرة فنظرة إِلَى ميسرَة فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ خَالِدين فِيهَا مَا دَامَت السَّمَوَات وَالْأَرْض ش وَيخْتَص مَا عدا فتئ وَزَالَ وَلَيْسَ من أَفعَال هَذَا الْبَاب بِجَوَاز اسْتِعْمَاله تَاما وَمعنى التَّمام أَن يسْتَغْنى بالمرفوع عَن الْمَنْصُوب كَقَوْلِه تَعَالَى وَإِن كَانَ ذُو عسرة فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ خَالِدين فِيهَا مَا دَامَت السَّمَوَات وَالْأَرْض وَقَالَ الشَّاعِر تطاول ليلك بالإثمد وَبَات الخلي وَلم ترقد وَبَات وباتت لَهُ لَيْلَة كليلة ذِي العائر الأرمد وَذَلِكَ من نباء جَاءَنِي وخبرته عَن بني الْأسود
وَمَا فسرنا بِهِ التَّمام هُوَ الصَّحِيح وَعَن أَكثر الْبَصرِيين أَن معنى تَمامهَا دلالتها على الْحَدث وَالزَّمَان وَكَذَلِكَ الْخلاف فِي تَسْمِيَة مَا ينصب الْخَبَر نَاقِصا لم سمي نقصا فعلى مَا اخترناه سمي نَاقِصا لكَونه لم يكتف بالمرفوع وعَلى قَول الْأَكْثَرين لِأَنَّهُ سلب الدّلَالَة على الْحَدث وتجرد للدلالة على الزَّمَان وَالصَّحِيح الأول
ص وَكَانَ يجواز زيادتها متوسطة نَحْو مَا كَانَ أحسن زيدا ش ترد كَانَ فِي الْعَرَبيَّة على ثَلَاثَة أَقسَام نَاقِصَة فتحتاج إِلَى مَرْفُوع ومنصوب نَحْو وَكَانَ رَبك قَدِيرًا وتامة فتحتاج إِلَى مَرْفُوع دون مَنْصُوب نَحْو وَإِن كَانَ ذُو عشرَة وزائدة فَلَا تحْتَاج إِلَى مَرْفُوع وَلَا إِلَى مَنْصُوب وَشرط زيادتها أَمْرَانِ أَحدهمَا أَن تكون بِلَفْظ الْمَاضِي وَالثَّانِي أَن تكون بَين شَيْئَيْنِ متلازمين ليسَا جارا ومجرورا كَقَوْلِك مَا كَانَ أحسن زيدا أَصله مَا أحسن زيدا فزيدت كَانَ بَين مَا وَفعل التَّعَجُّب وَلَا نعني بزيادتها أَنَّهَا لم تدل على معنى أَلْبَتَّة بل أَنَّهَا لم يُؤْت بهَا للإسناد ص وَحذف نون مضارعها المجزوم وصلا إِن لم يلقها سَاكن وَلَا ضمير نصب مُتَّصِل ش تخْتَص كَانَ بِأُمُور مِنْهَا مجيئها زَائِدَة وَقد تقدم وَمِنْهَا جَوَاز حذف آخرهَا وَذَلِكَ بِخَمْسَة شُرُوط وَهِي أَن تكون بِلَفْظ الْمُضَارع وَأَن تكون مجزومة وَأَن لَا تكون مَوْقُوفا عَلَيْهَا وَلَا مُتَّصِلَة بضمير نصب وَلَا بساكن وَذَلِكَ كَقَوْلِه تَعَالَى وَلم أك بغيا أَصله أكون فحذفت الضمة للجازم وَالْوَاو للساكنين وَالنُّون للتَّخْفِيف وَهَذَا الْحَذف جَائِز والحذفان الْأَوَّلَانِ واجبان وَلَا يجوز الْحَذف فِي نَحْو لم يكن الَّذين كفرُوا من أهل الْكتاب لأجل اتِّصَال السَّاكِن بهَا فَهِيَ مَكْسُورَة لأَجله فَهِيَ متعاصية على الْحَذف لقوتها بالحركة وَلَا فِي نَحْو إِن يكنه فَلَنْ تسلط عَلَيْهِ
لاتصال الضَّمِير الْمَنْصُوب بهَا والضمائر ترد الْأَشْيَاء إِلَى أُصُولهَا وَلَا فِي الْمَوْقُوف عَلَيْهَا نَص على ذَلِك ابْن خروف وَهُوَ حسن لِأَن الْفَصْل الْمَوْقُوف عَلَيْهِ إِذا دخله الْحَذف حَتَّى بَقِي على حرف وَاحِد أَو حرفين وَجب الْوَقْف عَلَيْهِ بهاء السكت كَقَوْلِك عه وَلم يعه ف لم يَك بِمَنْزِلَة لم يع فالوقف عَلَيْهِ بِإِعَادَة الْحَرْف الَّذِي كَانَ فِيهِ أولى من اجتلاب حرف لم يكن وَلَا يُقَال مثله فِي لم يع لِأَن إِعَادَة الْيَاء تُؤدِّي إِلَى إِلْغَاء الْجَازِم بِخِلَاف لم يكن فَإِن الْجَازِم اقْتضى حذف الضمة لَا حذف النُّون كَمَا بَينا ص وحذفها وَحدهَا معوضا عَنْهَا مَا فِي مثل أما أَنْت ذَا نفر وَمَعَ اسْمهَا فِي مثل إِن خيرا فَخير وَالْتمس وَلَو خَاتمًا من حَدِيد ش من خَصَائِص كَانَ جَوَاز حذفهَا وَلها فِي ذَلِك حالتان فَتَارَة تحذف وَحدهَا وَيبقى الِاسْم وَالْخَبَر ويعوض عَنْهَا مَا وَتارَة تحذف مَعَ اسْمهَا وَيبقى الْخَبَر وَلَا يعوض عَنْهَا شَيْء فَالْأول بعد أَن المصدرية فِي كل مَوضِع أُرِيد فِي تَعْلِيل فعل بِفعل كَقَوْلِهِم أما أَنْت مُنْطَلقًا انْطَلَقت أَصله انْطَلَقت لِأَن كنت مُنْطَلقًا فَقدمت اللَّام وَمَا بعْدهَا على الْفِعْل للاهتمام بِهِ أَو لقصد الِاخْتِصَاص فَصَارَ لِأَن كنت مُنْطَلقًا انْطَلَقت ثمَّ حذف الْجَار اختصارا كَمَا يحذف قِيَاسا من أَن كَقَوْلِه تَعَالَى فَلَا جنَاح عَلَيْهِ أَن يطوف بهما أَي فِي أَن يطوف بهما ثمَّ حذفت كَانَ اختصارا أَيْضا فانفصل الضَّمِير فَصَارَ أَن أَنْت ثمَّ زيد مَا عوضا فَصَارَت أَن مَا أَنْت ثمَّ أدغمت النُّون فِي الْمِيم فَصَارَ أما أَنْت وعَلى ذَلِك قَول الْعَبَّاس بن مرداس
أَبَا خراشة أما أَنْت ذَا نفر فَإِن قومِي لم تأكلهم الضبع أَصله لِأَن كنت فَعمل فِيهِ مَا ذكرنَا
وَالثَّانِي بعد إِن وَلَو الشرطيتين مثلا ذَلِك بعد إِن قَوْلهم الْمَرْء مقتول بِمَا قتل بِهِ إِن سَيْفا فسيف وَإِن خنجرا فخنجر وَالنَّاس مجزيون بأعمالهم إِن خيرا فَخير وَإِن شرا فشر وَقَالَ الشَّاعِر لَا تقربن الدَّهْر آل مطرف إِن ظَالِما أبدا وَإِن مَظْلُوما