الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنادى
ص وَمِنْه المنادى ش وَمن الْمَفْعُول بِهِ المنادى وَذَلِكَ لِأَن قَوْلك يَا عبد الله أَصله أدعوا عبد الله فَحذف الْفِعْل وأنيب يَا عَنهُ ص وَإِنَّمَا ينصب مُضَافا ك يَا عبد الله أَو شبهه ك يَا حسنا وَجهه وَيَا طالعا جبلا وَيَا رَفِيقًا بالعباد أَو نكرَة غير مَقْصُودَة كَقَوْل الْأَعْمَى يَا رجلا خد بيَدي ش يَعْنِي أَن الْمُنَادِي إِنَّمَا ينصب لفظا فِي ثَلَاث مسَائِل إِحْدَاهَا أَن يكون مُضَافا كَقَوْلِك يَا عبد الله وَيَا رَسُول الله وَقَالَ الشَّاعِر أَلا يَا عباد الله قلبِي متيم بِأَحْسَن من صلى وأقبحهم بعلا
الثَّانِيَة أَن يكون شَبِيها بالمضاف وَهُوَ مَا اتَّصل بِهِ شَيْء من تَمام مَعْنَاهُ وَهَذَا الَّذِي بِهِ التَّمام إِمَّا أَن يكون اسْما مَرْفُوعا بالمنادى كَقَوْلِك يَا مَحْمُودًا فعله وباحسنا وَجهه وَيَا جميلا فعله وَيَا كثيرا بره أَو مَنْصُوبًا بِهِ كَقَوْلِك يَا طالعا جبلا أَو مخفوضا بخافض مُتَعَلق بِهِ كَقَوْلِك يَا رَفِيقًا بالعباد وَيَا خيرا من زيد أَو مَعْطُوفًا عَلَيْهِ قبل النداء كَقَوْلِك يَا ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ فِي رجل سميته بذلك الثَّالِثَة أَن يكون نكرَة غير مَقْصُودَة كَقَوْل الْأَعْمَى يَا رجلا خُذ بيَدي وَقَول الشَّاعِر فيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغن نداماى من نَجْرَان أَن لَا تلاقيا
ص والمفرد الْمعرفَة يبْنى على مَا يرفع بِهِ ك يَا زيد وَيَا زَيْدَانَ وَيَا زيدون وَيَا رجل لمُعين ش يسْتَحق الْمُنَادِي الْبناء بأمرين إِفْرَاده وتعريفه ونعني بإفراده أَن لَا يكون مُضَافا وَلَا شَبِيها بِهِ ونعني بتعريفه أَن يكون مرَادا بِهِ معِين سَوَاء كَانَ معرفَة قبل النداء كزيد وَعَمْرو أَو معرفَة بعد النداء بِسَبَب الإقبال عَلَيْهِ كَرجل وإنسان تُرِيدُ بهما معينا فَإِذا وَجب فِي الِاسْم هَذَانِ الْأَمْرَانِ اسْتحق أَن يبْنى على مَا يرفع بِهِ لَو كَانَ معربا تَقول يَا زيد بِالضَّمِّ وَيَا زَيْدَانَ بِالْألف وَيَا زيدون بِالْوَاو وَقَالَ الله تَعَالَى يَا نوح قد جادلتنا يَا جبال أوبي مَعَه ص فصل وَتقول يَا غُلَام بِالثلَاثِ وبالياء فتحا وإسكانا وبالألف ش إِذا كَانَ المنادى مُضَافا إِلَى يَاء الْمُتَكَلّم كغلامي جَازَ فِيهِ سِتّ لُغَات إِحْدَاهَا يَا غلامي بِإِثْبَات الْيَاء الساكنة كَقَوْلِه تَعَالَى يَا عبَادي لَا خوف عَلَيْكُم وَالثَّانيَِة يَا غُلَام بِحَذْف الْيَاء الساكنة وإبقاء الكسرة دَلِيلا عَلَيْهَا قَالَ الله تَعَالَى يَا عباد فاتقون
الثَّالِثَة ضم الْحَرْف الَّذِي كَانَ مكسورا لأجل الْيَاء وَهِي لُغَة ضَعِيفَة حكوا من كَلَامهم يَا أم لَا تفعلي بِالضَّمِّ وَقُرِئَ قَالَ رب أحكم بِالْحَقِّ بِالضَّمِّ الرَّابِعَة يَا غلامي بِفَتْح الْيَاء قَالَ الله تَعَالَى يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم الْخَامِسَة يَا غُلَاما بقلب الكسرة الَّتِي قبل الْيَاء الْمَفْتُوحَة فَتْحة فتنقلب الْيَاء ألفا لتحركها وانفتاح مَا قبلهَا قَالَ الله تَعَالَى يَا حسرتا على مَا فرطت فِي جنب الله يَا أسفا على يُوسُف السَّادِسَة يَا غُلَام بِحَذْف الْألف وابقاء الفتحة دَلِيلا عَلَيْهَا كَقَوْل الشَّاعِر وَلست براجع مَا فَاتَ مني بلهف وَلَا بليت وَلَا لَو اني أَي بِقَوْلِي يَا لهف
وَقَوْلِي وَتقول يَا غُلَام بِالثلَاثِ أَي بِضَم الْمِيم وَفتحهَا وَكسرهَا وَقد بيّنت تَوْجِيه ذَلِك ص وَيَا أَبَت وَيَا أمت ويابن أم وَيَا بن عَم بِفَتْح وَكسر وإلحاق الْألف أَو الْيَاء للأولين قَبِيح وللآخرين ضَعِيف ش إِذا كَانَ المنادى الْمُضَاف إِلَى الْيَاء أَبَا أَو أما جَازَ فِيهِ عشر لُغَات السِّت الْمَذْكُورَة ولغات أَربع أخر إِحْدَاهَا إِبْدَال الْيَاء تَاء مَكْسُورَة وَبهَا قَرَأَ السَّبْعَة مَا عدا ابْن عَامر فِي يَا أَبَت الثَّانِيَة إبدالها تَاء مَفْتُوحَة وَبهَا قَرَأَ ابْن عَامر الثَّالِثَة يَا أبتا بِالتَّاءِ وَالْألف وَبهَا قرئَ شاذا
الرَّابِعَة يَا أبتي بِالتَّاءِ وَالْيَاء وَهَاتَانِ اللغتان قبيحتان والأخيرة أقبح من الَّتِي قبلهَا وَيَنْبَغِي أَن لَا تجوز إِلَّا فِي ضَرُورَة الشّعْر وَإِذا كَانَ المنادى مُضَافا إِلَى مُضَاف إِلَى الْيَاء مثل يَا غُلَام غلامي لَا يجز فِيهِ الا اثبات الْيَاء مَفْتُوحَة أَو سَاكِنة إِلَّا إِن كَانَ ابْن أم أَو ابْن عَم فَيجوز فيهمَا أَربع لُغَات فتح الْمِيم وَكسرهَا وَقد قَرَأت السَّبْعَة بهما فِي قَوْله تَعَالَى قَالَ ابْن أم إِن الْقَوْم استضعفوني قَالَ يَابْنَ أم لَا تَأْخُذ بلحيتي وَالثَّالِثَة اثبات الْيَاء كَقَوْل الشَّاعِر يَا بن أُمِّي وَيَا شَقِيق نَفسِي أَنْت خلفتني لدهر شَدِيد
وَالرَّابِعَة قلب الْيَاء ألفا كَقَوْلِه يَا بنة عَمَّا لَا تلومي واهجعي وَهَاتَانِ اللغتان قليلتان فِي الِاسْتِعْمَال