الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة)) (1).
2 - أمة محمد صلى الله عليه وسلم
-.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة، بيد أنهم أُوتوا الكتاب من قبلنا وأُوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه، هدانا الله له (قال: يوم الجمعة) فاليوم لنا، وغداً لليهود، وبعد غد للنصارى)) (2).
3 - الفقراء:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام، نصف يوم)) (3). وفي لفظ للترمذي: ((يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم وهو خمسمائة عام)) (4).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يدخل فقراء المسلمين قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً)) (5).
(1) مسلم، كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:((أنا أول من يشفع في الجنة، وأكثر الأنبياء تبعاً))،
1/ 188، برقم 196.
(2)
مسلم، كتاب الجمعة، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة 2/ 585، برقم 855.
(3)
أخرجه الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، برقم 2353، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب منزلة الفقراء، برقم 4122، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 275، وفي صحيح ابن ماجه، 2/ 396.
(4)
الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، برقم 2354، وانظر: الحديث السابق.
(5)
الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم، برقم 2355، وانظر: صحيح الترمذي، 2/ 275، وانظر: تحفة الأحوذي، 7/ 18 - 23.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفاً)) (1).
والجمع بين الحديثين والله أعلم: أن الفقراء منهم من يسبق الأغنياء بخمسمائة عام، ومنهم من يسبق بأربعين عاماً، بحسب أحوال الفقراء والأغنياء، كما يتأخر مكث العصاة الموحدين بسبب أحوالهم. ولا يلزم من سبق الفقراء في الدخول ارتفاع منازلهم عليهم؛ بل قد يكون المتأخر أعلى منزلة وإن سبقه غيره في الدخول، فالغني إذا حوسب على غناه فوُجِدَ قد شكر الله تعالى فيه، وتقرب إليه بأنواع البر، والخير، والصدقة، والمعروف كان أعلى درجة من الفقير الذي سبقه في الدخول، ولم يكن له تلك الأعمال،
ولاسيما إذا شاركه الغني في أعماله وزاد عليه فيها، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. فالمزية مزيتان: السبق، والرفعة، وقد يجتمعان وينفردان، فيحصل لواحد السبق والرفعة، ويعدمهما آخر، ويحصل لآخر السبق دون الرفعة، ولآخر الرفعة دون السبق، وهذا بحسب المقتضى للأمرين أو لأحدهما وعدمه وبالله التوفيق (2).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
(1) مسلم، كتاب الزهد، باب الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، 4/ 2285، برقم 2979.
(2)
انظر: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح للإمام ابن القيم، ص 134.