المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بالدنيا وشهواتها؛ فهو لم يخلق لها، [إنما] خلق، ليعمل فيها - صدقة التطوع في الإسلام

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌أولاً: مفهوم صدقة التطوع: لغة واصطلاحاً

- ‌الصدقة لغة:

- ‌والصدقة اصطلاحاً:

- ‌والعطية:

- ‌والعطية اصطلاحاً:

- ‌والتطوع اصطلاحاً:

- ‌ثانياً: فضل صدقة التطوع، لها فضائل كثيرة جداً، منها ما يأتي:

- ‌1 - صدقة التطوع تكمِّل زكاة الفريضة وتجبر نقصها

- ‌2 - تُطفئ الخطايا وتكفرها

- ‌3 - من أسباب دخول الجنة والعتق من النار

- ‌4 - الصدقة تدخل الجنة ولو بشق تمرة

- ‌5 - من أسباب النجاة من حرِّ يوم القيامة

- ‌6 - الصدقة من أسباب النصر، والرزق

- ‌7 - الصدقة تعوِّد المسلم على صفة الجود والكرم

- ‌8 - الصدقة تحفظ النفس عن الشُّح

- ‌9 - الصدقة تجلب البركة والزيادة والخلف من الله تعالى

- ‌10 - تشرح الصدر وتدخل السرور على المنفق المتصدق

- ‌11 - الصدقة تُلحق المسلم بالمؤمن الكامل

- ‌12 - الصدقة يحصل بها قضاء الحاجات، وتفريج الكربات

- ‌13 - الصدقة من أسباب رحمة الله تعالى للعبد

- ‌14 - الصدقة من الإحسان، والله يحب المحسنين

- ‌15 - يترتب على الصدقة الأجر العظيم الذي يربيه الله تعالى ويضاعفه لصاحبه

- ‌16 - المتصدِّق ابتغاء مرضاة الله تعالى، يفوز بثناء الله عليه

- ‌17 - المتصدق يحصل على مضاعفة الأجر على حسب إخلاصه لله تعالى

- ‌18 - الصدقة تجعل المجتمع المسلم كالأسرة الواحدة، يرحم القوي الضعيف

- ‌19 - بذل المال خير للمتصدق إذا كان زائداً عن كفايته

- ‌20 - صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصنائع المعروف تنجي من مصارع السوء

- ‌21 - الصدقة دواء للأمراض

- ‌ثالثاً: أفضل صدقات التطوع

- ‌1 - من أفضل الصدقات التصدق بسقي الماء

- ‌2 - الصدقة على ذي الرحم الذي يضمر العداوة في باطنه من أفضل الصدقات

- ‌3 - أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح، فيغتنم حياته قبل موته

- ‌4 - ومن أفضل الصدقة جهد المقل الذي هو قدر ما يحتمله حال قليل المال

- ‌5 - من أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى

- ‌6 - ومن أفضل الصدقة ما يعطى الأقارب

- ‌7 - أفضل النفقات النفقة على العيال والأهل والأقربين:

- ‌رابعاً: الإخلاص شرط في قبول الصدقات:

- ‌1 - الإخلاص أعظم ما أمر الله به

- ‌2 - الإخلاص شامل لأنواع العبادات

- ‌3 - إسلام الوجه لله: هو الإخلاص

- ‌4 - الإخلاص يحصل به الأجر العظيم

- ‌5 - الإخلاص تجارة رابحة

- ‌6 - الإخلاص تُوفَّى به الأجور

- ‌7 - مضاعفة الحسنات للمنفقين المخلصين

- ‌8 - الجزاء بأحسن من العمل

- ‌9 - إنما الأعمال بالنيات

- ‌10 - احتساب الرجل نفقة أهله صدقة

- ‌11 - بالإخلاص يحصل الأجر على فعل المباح

- ‌12 - إنما الدنيا لأربعة

- ‌13 - يكتب للعبد المسلم ما نوى

- ‌14 - إحسان الله العظيم إلى عباده المؤمنين

- ‌خامساً: آداب الصدقة: للصدقة آداب عظيمة

- ‌1 - الاحتساب في كل ما ينفقه المسلم

- ‌2 - الإنفاق من المال الحلال الطيب

- ‌3 - لا يحقرن من الصدقة شيئاً

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌4 - المسارعة والمسابقة في إخراج الصدقة؛ للأحاديث الآتية:

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌5 - الإنفاق سرًّا وعلانية رجاء الأجر الكبير من الله تعالى

- ‌ الآيات القرآنية

- ‌الآية الأولى:

- ‌الآية الثانية:

- ‌الآية الثالثة:

- ‌الآية الرابعة:

- ‌الآية الخامسة:

- ‌الآية السادسة:

- ‌ الأحاديث في الإنفاق

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌6 - الإنفاق مما يحب المتصدق؛ للأدلة الآتية:

- ‌الدليل الأول:

- ‌الدليل الثاني:

- ‌الدليل الثالث:

- ‌الدليل الرابع:

- ‌الدليل الخامس:

- ‌7 - عدم الإيكاء، لمنع الصدقة

- ‌8 - عدم الحرص على المال، وحطام الدنيا الزائلة؛ للأحاديث الآتية:

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌9 - التوسط في الصدقة: فلا إسراف، ولا تقتير

- ‌سادساً: صدقة إطعام الطعام ثوابها عظيم: وهي على النحو الآتي:

- ‌1 - الإطعام لوجه الله تعالى ثوابه كبير

- ‌2 - اقتحام العقبة من أسبابه إطعام المساكين

- ‌3 - إطعام الجائع فيه الثواب العظيم

- ‌4 - إطعام الطعام من أسباب دخول الجنة

- ‌5 - أعد الله الغرف العاليات، لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام

- ‌6 - خير الإسلام إطعام الطعام وإفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف

- ‌7 - ثواب إطعام الطعام عند الله تعالى يوم القيامة

- ‌8 - خصال دخول الجنة في يومٍ، منها إطعام المسكين

- ‌9 - إطعام الجائع وإسقاء الظمآن من أسباب دخول الجنة

- ‌10 - إدخال السرور على المؤمن المسكين بإطعامه سبب لدخول الجنة

- ‌سابعاً: الصدقة على الحيوان، بالسقي والإطعام، والإحسان

- ‌1 - دخل رجل الجنة بسقي كلب

- ‌2 - دخلت امرأة بغي الجنة بسقي كلب

- ‌3 - دخلت امرأة النار بحبس هرة

- ‌4 - ثواب كبير لمن غرس غرساً فأُكل منه

- ‌ثامناً: صدقة القرض الحسن والعارية والمنيحة:

- ‌1 - أجر القرض مثل إعتاق الرقبة

- ‌3 - القرض يضاعف أضعافاً في الأجر

- ‌4 - من أقرض مسلماً مرتين كان كصدقة بهذا المال مرة

- ‌5 - الأجر العظيم لمن منح منيحة ابتغاء وجه الله تعالى

- ‌6 - التنفيس عن المعسر أو الوضع عنه ينجي الله به من كرب يوم القيامة

- ‌7 - إنظار المعسر أو الوضع عنه يُظِلُّ الله به في ظل عرشه

- ‌تاسعاً: الصدقة الجارية والوقف لله تعالى:

- ‌عاشراً: الصدقة من صفات المؤمنين المتقين المحسنين

- ‌1 - قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ

- ‌2 - وقال سبحانه: {(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ

- ‌3 - وقال تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ*الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ

- ‌4 - وقال تعالى: {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}

- ‌5 - وقال سبحانه: {تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّايَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ}

- ‌6 - وقال تعالى: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}

- ‌7 - وقال سبحانه: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}

- ‌8 - وقال تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}

- ‌الحادي عشر: صدقة الوصية بعد الموت:

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الثاني عشر: الهدية، و‌‌العطية، و‌‌الهبةصدقات بالنية

- ‌العطية

- ‌الهبة

- ‌الهدية:

- ‌الوصية:

- ‌الصدقة:

- ‌وهناك فروق بين هذه التبرعات على النحو الآتي:

- ‌1 - العطية: تشمل هذه الأسماء كلها إلا الوصية

- ‌2 - كل ما جاز عقد البيع عليه، جازت هبته والوصية به

- ‌3 - الهبة أو العطية أو الهدية:

- ‌4 - الهبة والعطية والهدية يعتبر لها القبول حال الحياة

- ‌5 - الوصية تكون من الثلث فأقل لغير وارث

- ‌6 - صحة وصية الصغير المميز دون هبته

- ‌7 - العطية في مرض الموت المخوِّف تشارك الوصية في أكثرالأحكام

- ‌8 - أحكام الهدية، والهبة، والصدقة، والعطية

- ‌الثالث عشر: أنواع صدقات التطوع:

- ‌1 - الصدقة بالمال على حسب أنواعه، والحاجة إليه

- ‌2 - جميع أنواع المعروف تكون صدقة

- ‌3 - التسبيح، والتهليل، والتكبير، والتحميد، من الصدقات

- ‌4 - خُلِقَ الإنسانُ على ثلاثمائة وستين مفصلٍ على كل مفصل صدقة

- ‌5 - الإمساك عن الشر صدقة

- ‌6 - العدل بين الناس، وإعانتهم، والكلمة الطيبة، صدقات

- ‌7 - صلاة الضحى تُجزيء عن ثلاثمائة وستين صدقة

- ‌8 - التسبيح والتكبير، والتحميد في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة

- ‌9 - الدلالة على فعل الصدقات صدقات مثلها

- ‌10 - لا يترك الله تعالى من العمل شيئاً

- ‌الرابع عشر: مبطلات الصدقات

- ‌1 - الرياء يبطل الصدقة إذا قارنها

- ‌2 - المن والأذى يبطل الصدقات

- ‌3 - الغلول لا تقبل الصدقة منه

- ‌الخامس عشر: موضوعات متنوعة في الصدقات

- ‌1 - المبادرة بالصدقة واغتنام إمكانها قبل أن يحال بين المسلم وبينها

- ‌2 - ضرب المثل للمنفق والبخيل

- ‌3 - ثبوت أجر المتصدق وإن وقعت الصدقة في يد غير أهلها

- ‌4 - إذا تصدَّق على ابنه وهو لا يشعر

- ‌5 - صدقة الخازن إذا تصدق بأمر صاحب المال

- ‌6 - أجر الخادم إذا تصدق بأمر صاحبه غير مفسدٍ

- ‌7 - أجر المرأة إذا تصدقت أو أطعمت من بيت زوجها غير مفسدة

- ‌8 - صدقة العبد بإذن مواليه

- ‌9 - من أنفق زوجين في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة

- ‌10 - صدقة كفالة اليتيم

- ‌11 - الساعي على الأرملة والمسكين، له الأجر العظيم

- ‌12 - الصدقة الخالصة سماها الله قرضاً حسناً

- ‌13 - لا يشتري المسلم صدقته

- ‌14 - الشفاعة في الصدقة

- ‌15 - صدقة الكافر يثاب عليها إذا أسلم ومات على الإسلام

- ‌16 - الصدقة على السائل ولو أفحش في المسألة

- ‌17 - الصدقة إذا بلغت محلها جازت لمن حُرِّمت عليه

- ‌18 - الصدقة في عشر ذي الحجة

- ‌19 - الصدقة في رمضان

- ‌20 - الصدقة على الجيران

- ‌21 - فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره

- ‌22 - مصارف صدقة التطوع مصارف عامة

- ‌السادس عشر: صدقة إعتاق الرقاب:

- ‌1 - قال الله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ *

- ‌2 - لعظيم أجر عتق الرقاب

- ‌3 - جعلها الله تعالى من أعمال البر والتقوى

- ‌4 - جاءت فيها الأحاديث الكثيرة جدًّا

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌السابع عشر: المنافسة العظيمة في الصدقات:

- ‌1 - صدقات أبي بكر رضي الله عنه

- ‌الصدقة الأولى: إنفاق ماله في إعتاق الرقاب:

- ‌الصدقة الثانية: إنفاق جميع ماله في الهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الصدقة الثالثة: تصدُّقه بماله كله وعمر بالنصف في غزوة تبوك:

- ‌2 - صدقات عثمان رضي الله عنه

- ‌الصدقة الأولى: عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة وجد أن الماء العذب قليل

- ‌الصدقة الثانية: توسعته لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الصدقة الثالثة: الصدقة العظيمة الكثيرة في غزوة تبوك

- ‌الثامن عشر: وصول ثواب الصدقات عن الأموات إليهم لما يأتي:

- ‌1 - ما يفعله الولد الصالح من الأعمال الصالحة

- ‌3 - عن ابن عباس رضي الله عنهما: ((أن سعد بن عبادة - أخا بني ساعدة - توفيت أمه وهو غائب عنها

- ‌4 - عن سعد بن عبادة قال: قلت: يا رسول الله: إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها

- ‌5 - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي مات وترك مالاً ولم يُوصِ

- ‌التاسع عشر: القناعة والعفة:

- ‌1 - مفهوم القناعة:

- ‌2 - مدح القناعة والعفة جاء في ذلك أحاديث

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌3 - غنى النفس

- ‌4 - الرضى بالقليل

- ‌العشرون: أنواع المسألة: الجائزة والممنوعة: على النحو الآتي:

- ‌1 - المسألة المذمومة وردت في أحاديث

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌2 - المسألة الجائز وردت في أحاديث

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌3 - لا يسأل بوجه الله إلا الجنة

- ‌4 - قبول العطاء من غير مسألة ولا إشراف

- ‌الحادي والعشرون: الزهد و‌‌الورع:

- ‌الورع:

- ‌((الزهد على ثلاثة أوجه:

- ‌الأول: ترك الحرام، وهو زهد العوام

- ‌والثاني: ترك الفضول من الحلال، وهو زهد الخواص

- ‌الثالث: ترك ما يشغل عن الله، وهو زهد العارفين

- ‌أما الأدلة من الكتاب الكريم العزيز:

- ‌1 - فقال الله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا

- ‌2 - وقال الله تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ

- ‌3 - وقال عز وجل: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ

- ‌4 - وقال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا

- ‌5 - وقال تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَعُلُوًّا فِي الْأَرْضِ

- ‌6 - وقال تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}

- ‌7 - وقال الله تعالى: {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

- ‌8 - وقال سبحانه: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ

- ‌9 - وقال الله عز وجل: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ

- ‌10 - وقال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ

- ‌11 - وقال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُوالْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}

- ‌12 - وقال تعالى عن مؤمن آل فرعون: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ

- ‌وأما الأدلة من السنة المطهرة

- ‌1 - أما فعله فمنه حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((خرج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشبع

- ‌2 - وقالت: ((ما أكل آل محمد أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر))

- ‌3 - وقالت: ((إنا كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلَّة في شهرين

- ‌4 - وقال صلى الله عليه وسلم: ((لو كان لي مثل أُحد ذهباً ما يسرني أن لا يمر عليَّ ثلاث

- ‌5 - وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه اضطجع على حصير فأثَّر في جنبه

- ‌6 - وقال أبو هريرة رضي الله عنه: ((ما شبع آل محمد من طعام ثلاثة أيام حتى قبض))

- ‌7 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدَم وحشوُهُ ليف))

- ‌8 - ومع هذا كله يقول صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً))

- ‌9 - وقال صلى الله عليه وسلم: ((قد أفلح من أسلم، ورُزِق كفافاً، وقنَّعَه الله بما آتاه))

- ‌10 - دخل النبي صلى الله عليه وسلم السوق يوماً فمرَّ بجدي صغير الأذنين ميت

- ‌11 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت الآخرة همه

- ‌12 - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحب دنياه أضرَّ بآخرته

- ‌13 - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه لما حضرته الوفاة قال:

- ‌14 - أول من يدخل الجنة: الأتقى الأزهد في الدنيا:

- ‌1 - أول من يدخل الجنة: محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - أمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - الفقراء:

الفصل: بالدنيا وشهواتها؛ فهو لم يخلق لها، [إنما] خلق، ليعمل فيها

بالدنيا وشهواتها؛ فهو لم يخلق لها، [إنما] خلق، ليعمل فيها للآخرة، فلا ينبغي أن يُشغل بها عمَّا خلق له)) (1).

‌الحديث الخامس:

حديث عمرو بن عوف الأنصارى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح أهل البحرين وأمَّر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمالٍ من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافت (2) صلاة الصبح مع النبي

صلى الله عليه وسلم، فلما صلى بهم الفجر انصرف، فتعرَّضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، وقال:((أظنُّكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء)) قالوا: أجل يا رسول الله، قال:((فأبشروا وأمِّلُوا (3) ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها (4) كما تنافَسُوها، وتُهلككم كما أهلكتهم)) (5).

وفي رواية للبخاري: ((وتُلهيكم كما ألهتهم)) (6).

(1) سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم 6435 - 6440، وكان فجر الأربعاء في 17/ 10/1419هـ قبل موته رحمه الله بشهرين؛ فإنه توفي يوم الخميس 20/ 1/1420هـ.

(2)

فوافت: أي أتت، يقال: وافيته موافاةً: أتيته، ووافيت القوم: أتيتهم. المصباح المنير، 2/ 667، والقاموس المحيط، ص 1731.

(3)

أمِّلوا: هذا أمر بالرجاء يقال: أمَلَهُ أملاً، وأمَّلهُ: رجاه وترقبه. القاموس المحيط، ص 1244، والمصباح المنير، 1/ 22، والمعجم الوسيط، 1/ 113.

(4)

فتنافسوها: أي تتحاسدون فيها فتختلفون، وتتقاتلون فيُهلك بعضكم بعضاً. انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 7/ 113.

(5)

الحديث 3158، طرفاه في: كتاب المغازي، باب 5/ 23، برقم 4015، وكتاب الرقاق، باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، 7/ 221، برقم 6425. وأخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق، 4/ 2273، برقم 2961.

(6)

من الطرف رقم 6425.

ص: 49

ظهر في مفهوم هذا الحديث التحذير من التنافس في الدنيا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم))، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فوائد هذا الحديث:((وفيه أن المنافسة في الدنيا قد تجر إلى هلاك الدين)) (1)، ((لأن المال مرغوب فيه فترتاح النفس لطلبه، فتمنع منه، فتقع العداوة المقتضية للمقاتلة، المفضية إلى الهلاك)) (2).

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وتلهيكم كما ألهتهم))، دليل على أن الانشغال بالدنيا فتنة، قال الإمام القرطبي رحمه الله:((تلهيكم)) أي تشغلكم عن أمور دينكم وعن الاستعداد لآخرتكم (3)، كما قال الله عز وجل:{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ*حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} (4).

وهذا يؤكد للمسلم أن التنافس في الدنيا والانشغال بها شرٌّ وخطرٌ؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض))، قيل: وما بركات الأرض؟ قال: ((زهرة الدنيا))، ثم قال: ((إن هذا المال خَضِرةٌ حُلوةٌ

من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع)) وفي لفظ لمسلم: ((

إن هذا المال خضِرٌ حلوٌ، ونعم صاحب المسلم هو، لمن أعطى منه المسكين واليتيم، وابن السبيل))، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ((وإنه من

(1) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 6/ 363.

(2)

فتح الباري، 11/ 245.

(3)

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 7/ 133.

(4)

سورة التكاثر، الآيتان: 1 - 2.

ص: 50

يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع، [ويكون عليه شهيداً يوم القيامة])) (1).

وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((نعم المال الصالح للمرء الصالح)) (2).

وعن قيس بن حازم قال: دخلنا على خباب رضي الله عنه نعوده

فقال:

((إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا، وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب، ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوتُ به))، ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطاً له فقال:((إن المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب)) (3).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ((أي الذي يوضع في البنيان، وهو محمول على ما زاد على الحاجة)) (4)، وذكر رحمه الله آثاراً كثيرة في ذم البنيان ثم قال:((وهذا كله محمول على ما لا تمس الحاجة إليه مما لا بد منه للتوطن وما يقي البرد والحر)) (5).

(1) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: البخاري، كتاب الرقاق، باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، 7/ 222، برقم 6427، ومسلم، كتاب الزكاة، باب تخوف ما يخرج من زهرة الدنيا، 2/ 727، برقم 1052، وما بين المعكوفين من رواية مسلم.

(2)

البخاري في الأدب المفرد، برقم 299، وقال العلامة ابن باز رحمه الله في حاشيته على بلوغ المرام، حديث 619:((بإسناد صحيح)). وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، 127.

(3)

متفق عليه: البخاري، كتاب المرضى، باب تمني المريض الموت، 7/ 12، برقم 5672، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب كراهية تمني الموت لضر نزل به، 4/ 2064، برقم 2681.

(4)

فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 10/ 129.

(5)

فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 11/ 93.

ص: 51

وقد بين الله عز وجل حقيقة الدنيا:

فقال عز وجل: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (1).

وقال عز وجل: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ

وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (2).

وقال عز وجل: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا* الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (3).

ولا شك أن الإنسان إذا لم يجعل الدنيا أكبر همه وفقه الله وأعانه، فعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول ربكم تبارك وتعالى: يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غِنىً وأملأ يديك رزقاً، يا ابن آدم لا تباعد عني فأملأ قلبك فقراً وأملأ يديك شغلاً)) (4).

(1) سورة يونس، الآية:24.

(2)

سورة الحديد، الآية:20.

(3)

سورة الكهف، الآيتان: 45 - 46.

(4)

الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، 4/ 326، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة،

3/ 347: ((وهو كما قالا)). وصححه في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 3165.

ص: 52

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنىً وأسد فقرك، وإن لم تفعل ملأت يديك شغلاً ولم أسد فقرك)) (1). قال ذلك عندما تلا: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ} (2).

ولا شك أن كل عمل صالح يُبتغى به وجه الله فهو عبادة.

وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كانت

الدنيا همه فَرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتِبَ له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة)) (3).

وقد ذم الله الدنيا إذا لم تستخدم في طاعة الله عز وجل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكرُ الله، وما والاهُ، وعالمٌ، أو متعلمٌ)) (4)، وهذا يؤكد أن الدنيا مذمومة مبغوضة من الله وما فيها، مبعدة من رحمة الله إلا ما كان طاعة لله عز وجل (5)؛

(1) الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب: حدثنا قتيبة، 4/ 642، برقم 2466، وحسنه، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب الهم بالدنيا، 2/ 1376، برقم 4108، وأحمد، 2/ 358، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، 2/ 443، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، 3/ 346. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 3166، وفي صحيح الترمذي، 2/ 593.

(2)

سورة الشورى، الآية:20.

(3)

ابن ماجه، كتاب الزهد، باب الهم بالدنيا، 4/ 1375، برقم 4105، وصحح الألباني إسناده في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 950، وصحيح الجامع، 5/ 351.

(4)

الترمذي بلفظه، كتاب الزهد، باب: حدثنا محمد بن حاتم، 4/ 561، برقم 2322، وحسنه، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب مثل الدنيا، 2/ 1377 برقم 4112، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 34، برقم 71، و1/ 6، برقم 7.

(5)

قوله: ((وما والاه)) أي: ما يحبه الله من أعمال البر وأفعال القرب، وهذا يحتوي على جميع الخيرات، والفاضلات ومستحسنات الشرع. وقوله:((وعالم أو متعلم)) والرفع فيها على التأويل: كأنه قيل: الدنيا مذمومة لا يُحمدُ مما فيها ((إلا ذكر الله، وما والاهُ، وعالمٌ أو متعلم)) والعالم والمتعلم: العلماء بالله الجامعون بين العلم والعمل، فيخرج منه الجهلاء، والعالم الذي لم يعمل بعلمه، ومن يعلم علم الفضول وما لا يتعلق بالدين، انظر: شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، 10/ 3284 - 3285، ومرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، للملا علي القاري، 9/ 31، وتحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي، 6/ 613.

ص: 53