الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - ومن أفضل الصدقة ما يعطى الأقارب
؛ لحديث سلمان بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إن الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة، وصلة)) (1).
(1) النسائي، برقم 2581، والترمذي، برقم 658، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي،
2/ 223، وسيأتي تخريجه.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل، وكان أحب أمواله إليه بَيْرُحاء وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما
نزلت هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (1)، قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى يقول:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وإن أحبَّ أموالي إليَّ
بَيرُحاء (2) وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((بَخٍ (3)، ذلك مال رابح (4) ذلك مال رابح، وقد سمعتُ ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين)). فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه)). وفي لفظ:((فجعلها في حسان بن ثابت وأبي بن كعب)) (5).
قال الإمام النووي رحمه الله: ((وفي هذا الحديث من الفوائد
…
أن الصدقة على الأقارب أفضل من الأجانب إذا كانوا محتاجين، وفيه أن القرابة يرعى
(1) سورة آل عمران، الآية:92.
(2)
بيرحاء: حائط يسمى بهذا الاسم، وليس اسم بئر، شرح النووي، 7/ 89.
(3)
بَخٍ: معناه تعظيم الأمر وتفخيمه، وهي كلمة تقال عند الإعجاب، [شرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 90].
(4)
مال رابح: ومعناه بهذا اللفظ ظاهر، وأما لفظ ((رايح)) في بعض الأوجه: فمعناه رايح عليك أجره ونفعه في الآخرة، [شرح النووي، 7/ 91].
(5)
متفق عليه: البخاري، كتاب الزكاة، باب الزكاة على الأقارب، برقم 1461، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين، برقم 998.
حقها في صلة الأرحام، وإن لم يجتمعوا إلا في أبٍ بعيد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا طلحة أن يجعل صدقته في الأقربين، فجعلها في أبي بن كعب وحسان ابن ثابت، وإنما يجتمعان معه في الجد السابع)) (1).
وعن ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها أنها أعتقت وليدة في زمان رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:((لو أعطيتيها أخوالك كان أعظم لأجرك)) (2).
قال الإمام النووي رحمه الله: ((فيه فضيلة صلة الرحم، والإحسان إلى الأقارب، وأنه أفضل من العتق
…
وفيه الاعتناء بأقارب الأم إكراماً بحقها، وهو زيادة في برها، وفيه جواز تبرع المرأة بمالها بغير إذن زوجها)) (3).
وعن أبي سعيد رضي الله عنه في قصة زينب امرأة ابن مسعود: أنها قالت: يا نبي الله إنك أمرت اليوم بالصدقة وكان عندي حلي لي فأردت أن أتصدق بها، فزعم ابن مسعود أنه وولده أحقُّ من تصدقت به عليهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((صدق ابن مسعود: زوجك وولدك أحقّ من تصدقت به عليهم)) (4)؛ ولحديث زينب الآخر، وفيه: أنها أرسلت بلالاً يسأل النبي صلى الله عليه وسلم:
(1) شرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 91.
(2)
متفق عليه: البخاري، كتاب الهبة، باب بمن يبدأ بالهبة، برقم 594 ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين، برقم 999.
(3)
شرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 91.
(4)
متفق عليه: البخاري، كتاب الزكاة، باب الزكاة على الأقارب، برقم 1462، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين، والزوج، والأولاد، والوالدين ولو كانوا مشركين، برقم 1000.