الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سادساً: مكانته وثناء العلماء عليه:
لقد أثنى على الناجي غير واحد من العلماء، وشهدوا له بالفضل والعلم والزهد والحفظ.
قال السخاوي: "قد تكلم على الناس بأماكن بل وخطب مع مزيد تحريه وشدة إنكاره على معتقدي ابن عربي ونحوه
…
، محباً في أهل السنة منجمعاً عن بني الدنيا قانعاً باليسير، والثناء عليه مستفيض" (1).
ووصفه السيوطي "بمحدث دمشق"(2).
وأورد ترجمته في كتابه: نظم العقيان في أعيان الأعيان.
وقد قال في مقدمته: "هذا تأليف لطيف في تراجم أعيان العصر
…
قصرتُه على الأعيان، وأفراد الزمان، ولم أدع إليه الجَفَلي، ولا حشدت فيه بل انتقيت أماثل النبلاء" (3).
ووصفه الخضيري (4) بأنه شيخ عالم فاضل محدث محرر متقن معتمد خدم هذا الشأن بلسانه وقلمه، وطالع كثيراً من كتبه (5).
وختم تلميذه ابن الكيال كتابه "الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات" بقوله:
"ورضي الله عن سادتنا وقادتنا أصحاب سيدنا رسول الله أجمعين وعن العلماء العاملين، وعن علمائنا ومشايخنا وأئمتنا أئمة الهدى والدين، خصوصاً سيدنا وقدوتنا وشيخنا شيخ الإسلام والمسلمين، حافظ العصر، وأمير المؤمنين في حديث سيد المرسلين برهان الدين الناجي الشافعي"(6).
(1) الضوء اللامع 1/ 166.
(2)
نظم العقيان ص: 27.
(3)
المصدر السابق ص: 1.
(4)
لم يتبين لي من هو، لعله الخيضري.
(5)
انظر: الضوء اللامع 1/ 166.
(6)
الكواكب النيرات ص: 104.
ونعته ابن عزم (1) بـ "العلامة المتقن المحدث الحافظ"(2).
ووصفه نجم الدين الغزي بـ "الحافظ" في مواضع من كتابه "الكواكب السائرة" في أثناء ترجمة بعض تلاميذه (3).
ونعته في موضع آخر بـ "الإمام المعمر الأوحد"(4).
وأورد عن الشيخ يونس العيثاوي أنه قال: "أول اجتماعي بالشيخ كمال الدين (5) بن حمزة سألني عن محل إقامتي فقلت: بميدان الحصى فقال لي: هذه المحلة خصها الله تعالى بثلاثة أباريه كل منهم انفرد بعلم لا يشاركه فيه غيره: الشيخ إبراهيم الناجي بعلم الحديث
…
(6) " وذكر الباقين.
ونعته ابن الغزي (7) بـ "الشيخ الإمام المحدث الحافظ الحجة"(8).
ونعته ابن العماد بـ "الإمام العالم"(9).
(1) هو: محمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن عزم التميمي التونسي المالكي، مؤرخ من آثاره: دستور الأعلام بمعارف الأعلام، والمنهل العذب في أسماء الرب، توفي سنة إحدى وتسعين وثمانمائة.
الضوء اللامع 8/ 255، معجم المؤلفين 11/ 90.
(2)
دستور الأعلام بمعارف الأعلام ق/ 143/ أ.
(3)
الكواكب السائرة 2/ 6، 22، 87، 89.
(4)
المصدر السابق 2/ 4.
(5)
هو: كمال الدين محمد بن حمزة الحسيني الدمشقي الشافعي، ولد سنة خمسين وثمانمائة، قال ابن العماد:"أحد شيوخ الإسلام المعول عليهم بدمشق فقهاً وأصولاً وعربيةً وغير ذلك، وكان إماماً علامةً جامعاً لأشتات العلوم" مات سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة.
الكواكب السائرة 1/ 40، الشذرات 8/ 194، فهرس الفهارس 1/ 479.
(6)
الكواكب السائرة 1/ 43.
(7)
هو: محمد بن عبد الرحمن بن زين العابدين العامري الغزي الدمشقي الشافعي العلامة المحدث، كان مفتي الشافعية بدمشق، توفي سنة ألف ومائة وسبع وستين.
فهرس الفهارس 1/ 511، الأعلام 6/ 197.
(8)
ديوان الإسلام ق/ 285/ أ.
(9)
الشذرات 7/ 365.
ونعته عبد الحي الكتاني فقال: "هو الحافظ محدث الديار الدمشقية شيخ الإسلام"(1).
وعندما تحدث الكتاني عن حد الحافظ، وأورد أقوال العلماء في ذلك وذكر قول من قال: إن آخر الحفاظ السخاوي والسيوطي، وأن بهم ختم الفن، تعقب هذا القول بقوله:"من طالع وتوسع في تتبع تراجم الشاميين والمصريين واليمنيين والهنديين والمغاربة من القرن التاسع إلى الآن، لم يجد الزمان خلا عمن يتصف بأقل ما يشترط فيمن يطلق عليه اسم الحافظ في الأعصر الأخيرة"(2).
ثم جعل يعدد من وقف على وصفهم من الحفاظ من القرن التاسع حتى القرن الثالث عشر، وذكر في القرن العاشر تسعة عشر حافظاً من بينهم الحافظ الناجي (3).
وقد أوضح قبل ذلك شرط الحافظ عنده، وأود أن أورده، كما ذكر حتى يتبين مراده بالحافظ إذا أطلقه. قال رحمه الله: "وغاية ما يشترط فيه -أي: الحافظ- عندي الآن أن يكون على الأقل قد اشتهر بالتعاطي، والإتقان لهذه الصناعة، فأخذ فيها، وأخذ عنه، وأذعن من يعتبر إذعانه لقوله فيها بعد تجريبه عليه الصدق، والتحري فيما ينقل، أو يقول، وبعد الغور، وتم له سماع مثل الكتب الستة والمسانيد الأربعة على أهل الفن المعتبرين، وعرف الاصطلاح معرفة جيدة، ودرس كتب ابن الصلاح وحواشيه، وشروح الألفية وحواشيها، وترقى إلى تدوين معتبر في السنة وعلومها، أو عرف فيه بالإجادة قلمه، والاطلاع والتوسعة مذهبه، والاختيار والترجيح في ميادين الاختلاف نظره، مع اتساع في الرواية عمن هم في الأقاليم الأخرى، بعد الرحلة إليهم، وعرف العالي والنازل والطبقات والخطوب والوفيات، وحصل الأصول العتيقة، والمسانيد المعتبرة والأجزاء والمشيخات المفرقة، وجمع من أدوات
(1) فهرس الفهارس 2/ 668.
(2)
المصدر السابق 1/ 77.
(3)
المصدر السابق 1/ 78.
الفن ومتعلقاته أكثر ما يمكن أن يحصل عليه مع ضبطه وصونه لها واستحضاره لأغلب ما فيها، وما لا يستحضره عرف المظان له منها على الأقل ويشب ويشيخ وهو على هذه الحالة من التعاطي والإدمان والانقطاع له فمن حصل ما ذكر أو تحقق وصفه ونعته به جاز أن يوصف بالحفظ عندي بحسب زمانه ومكانه" (1).
هذا شرط الكتاني فيما أطلق عليه الحافظ، وبناء عليه جعل يسرد عدداً من الحفاظ ابتداء من القرن التاسع حتى القرن الثالث عشر، واعتبر الناجي من بين حفاظ القرن العاشر.
والكتاني معروف بسعة اطلاعه، وشمول معرفته، وغزارة علمه، ويكفي دليلاً على ذلك كتابه العظيم فهرس الفهارس والأثبات.
وقد جاء وصف الناجي بالحافظ في مواضع من كتاب "كشف الظنون"(2). وقال في معجم المصنفين (3): "كان عالماً بارعاً حافظاً لمتون الأحاديث واسع الدراية بأسانيدها".
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا يشهد للمؤلف بسعة الاطلاع ورسوخ القدم في هذا الفن، والتفنن في العلوم والأدب الجم في النقد، وسوف نفصل القول في ذلك عند الحديث عن الدراسة العامة للكتاب.
ولقد اطلع على هذا الكتاب الشيخ الألباني واستفاد منه فائدة كبيرة في عمله في كتاب الترغيب والترهيب -كما سبق بيان ذلك- ووصف الكتاب والمؤلف بقوله: "وهو لعمر الله كتاب هام جداً دل على أن مؤلفه رحمه الله كان على ثروة عظيمة من العلم، وجانب كبير من دقة الفهم، جاء فيه بالعجب العجاب، طرزه بفوائد تسر ذوي الألباب، قلما توجد في كتاب"(4).
(1) فهرس الفهارس 1/ 77 - 78.
(2)
كشف الظنون 1/ 131، 2/ 1355.
(3)
معجم المصنفين 4/ 394.
(4)
مقدمة صحيح الترغيب 1/ 63.