الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البابُ الرَّابعُ عَشَر
في فتحِ يُوشَعَ بَيتَ المَقدِس
قال أهلُ السِّيَر: أَمَرَ اللهُ عز وجل يُوشَعَ بنَ النُّونَ
(1)
بالسَّيْر إلى أَرِيحَا؛ لحَربِ مَن فيها مِن الجَبَّارِينَ، وهي التي امتَنَعَ بنُو إسرائِيلَ عن دُخُولِها، فماتُوا في التِّيهِ، ومات مُوسَى وهارُونُ في التِّيهِ، ومات الكُلُّ سوى يُوشَعَ وكالبٍ. وإنَّمَا دَخَلَ يُوشع بأبنائهم.
فدَخَلُوا عليهم، فقَتَلُوهم. فكانت العِصَابَةُ مِن بني إسرَائِيلَ تجتَمِعُ على عُنق الرَّجُل حتَّى يَقطَعُونَها. وكان القِتالُ يومَ الجُمُعةِ، فخافُوا مِن دُخُول السَّبتِ، فقال يُوشَعُ:«اللَّهُمَّ! احبِس الشَّمسَ» ، فوَقَفَت بينَهَا وبينَ المَغرِبِ قِيدَ رُمْحٍ، فثَبَتَت مِقدارَ سَاعةٍ حتَّى افتَتَحَها وقَتَلَ أعداءَهُ، وهَدَمَ أَرِيحَا ومَدائِنَ المُلُوك.
35 -
[أخبَرَنا ابنُ الحُصَين
(2)
، أنبا أحمدُ بنُ المُذهِب
(3)
، أخبَرَنا أحمدُ ابنُ جعفرٍ، حدَّثَنا عبدُ الله بنُ أحمدَ، حدَّثَني أبي
(4)
، ثنا أَسوَدُ بنُ عامِرٍ، حدَّثَنا أبُو بكرٍ، عن
(5)
هشامٍ، عن ابنِ سِيرينَ،
(1)
في «ن» ، و «م»: نون.
(2)
هو هبةُ الله بنُ مُحمَّد بن عبدِ الواحد الشَّيبانِيُّ أبو القاسم ابنُ الحُصَين، شيخُ ابنِ الجَوزِيِّ. وشيخُهُ هو: أبُو عليٍّ الحسنُ بنُ عليِّ بن المذهِب التَّمِيمِيُّ. وشيخُهُ هو: أبُو بكرٍ القَطِيعِيُّ أحمدُ بنُ جعفر بنِ حمدانَ بنِ مالكٍ.
(3)
في «م» : أخبرنا أبو الحصين أحمد بن المذهِب!
(4)
هو في «مسنده» (2/ 325)، بإسنادٍ صحيح.
(5)
في «ن» ، و «م»: بن. والتَّصويب من «مُسنَد أحمد» .
عن أبي هُريرَة رضي الله عنه،]
(1)
قال: قال رسُولُ الله عليه السلام: «إِنَّ الشَّمسَ لَم تُحبَس عَلَى بَشَرٍ، إِلَّا لِيُوشَعَ بنِ نُونَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيتِ المَقدِسِ» .
قال وهبُ بنُ مُنَبِّهٍ: كان يُسرَجُ في بيتِ المَقدِس ألفُ قِنديلٍ. وكان يَخرُجُ زيتٌ مِن طُورِ سَيناءَ مثلُ عُنُق البَعِير حتَّى يُصَبَّ في [القَنادِيل]
(2)
ولا يُمَسُّ بالأَيدِي، و [كانت]
(3)
تَنحَدِرُ نارٌ من السَّماء بَيضَاءُ فيُسرَجُ بها. وكان على السِّرَاجِ ابنا هارُونَ، فأوحَى اللهُ إلَيهِما:«أن لا تَسرُجا بنارِ الدُّنيا» ، فأبطَأَت النَّارُ عنهما عَشِيَّةً، فعَمَدُوا إلى نارٍ من نار الدُّنيا، فأَسرَجَا بها، فانحَدَرَت النَّارُ فأَحرَقَتهُما. فخَرَج الصَّريخُ إلى مُوسَى. فخَرَج إلى المَوضِع الذي كان يُناجِي فيه ربَّه، فقال:«أَيْ رَبِّ! ابنَا هارُونَ أخي، قد عَلِمتَ منزِلَتَهما مِنِّي ومَكَانِي، فانحَدَرَت النَّارُ فأحرَقَتهُما؟» ، فقال له:«يا مُوسَى! هكذا أَفعَلُ بأولِيَائِي إذا عَصَونِي، فكَيفَ بِأعدَائِي؟!»
(4)
.
* * *
(1)
سقطٌ من «الأصل» . وهو في «ن» ، و «م» .
(2)
في «الأصل» : القنديل. وما أثبتُّه من «ن» ، و «م» .
(3)
في «الأصل» : كان. وما أثبتُّه من «ن» ، و «م» .
(4)
أخرَجَ نحوَهُ الخطيبُ الواسطيُّ في «فضائله» (135 - بتحقيقي). وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا.