الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي عاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به"، ويسمي حاجته.
* ولفظ معن بن عيسى [عند البخاري (7390)]: حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن أبي الموالي، قال: سمعت محمد بن المنكدر، يحدث عبد الله بن الحسن، يقول: أخبرني جابر بن عبد اللّه السلمي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمهم السورة من القرآن، يقول:"إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللَّهُمَّ إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللَّهُمَّ فإن كنت تعلم هذا الأمر - ثم تسميه بعينه - خيرًا لي في عاجل أمرِي وآجله - قال: أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللَّهُمَّ وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به".
قلت: وفي رواية معن هذه قرينة دالة على حفظ عبد الرحمن بن أبي الموالي لإسناد هذا الحديث، وأنه لم يهم فيه، ولم يسلك فيه جادة أهل المدينة، حيث حفظ فيه قصةً، وواقعةً حضرها بنفسه، حيث كان بحضرة محمد بن المنكدر وهو يحدث عبدَ الله بن الحسن، ويخبره بأنه سمع جابرًا يحدث بحديث الاستخارة، وهذا مما يبعد وقوع سلوك الجادة المدَّعى في قول أحمد بنكارة هذا الحديث؛ بل حفظه ابن أبي الموالي، حيث سمعه من ابن المنكدر، وسمعه ابن المنكدر من جابر، وحدث به ابنُ المنكدر عبدَ الله بن الحسن، وكان ابن أبي الموالي حاضرًا فسمع الحديث وحدث به، وعنه اشتهر بعد ذلك، فهو حديث صحيح ثابت، كما ذهب إلى ذلك البخاري وغيره، وراجع الموضع المذكور من تخريج أحاديث الذكر والدعاء، ففيه زيادة بيان، واللّه أعلم.
* * *
367 - باب في الاستعاذة
1539 -
. . . إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عمر بن الخطاب، قال: كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس: من الجبن، والبخل، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر.
* حديت صحيح
سبق تخريجه بطرقه في أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1168/ 617).
* * *
1540 -
. . . المعتمر، قال: سمعت أبي، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات".
* حديث متفق على صحته
أخرجه البخاري (2823 و 6367)، ومسلم (2706/ 50 و 51)، وقد سبق تخريجه بطرقه في أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1125/ 563).
* رواه عن سليمان التيمي: ابنه معتمر بن سليمان، وإسماعيل بن عليه، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن زريع، وعبد الله بن المبارك، وبشر بن المفضل، وغيرهم.
* * *
1541 -
قال أبو داود: حَدَّثَنَا سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، قالا: حَدَّثَنَا يعقوب بن عبد الرحمن - قال سعيد: الزُّهري -، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس بن مالك، قال: كنت أخدم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فكنت أسمعه كثيرًا يقول:"اللَّهمَّ أعوذ بك من الهمِّ والحَزَنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبةِ الرِّجال"، وذكر بعض ما ذكره التيمي.
* حديث صحيح
أخرجه البخاري (2893 و 5425 و 6363 و 6369)، وقد سبق تخريجه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (1/ 366/ 177).
رواه عن عمرو بن أبي عمرو: إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، ويعقوب بن عبد الرحمن الزُّهري، وعبد العزيز بن عبد الله الماجشون، وسليمان بن بلال، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومحمد بن إسحاق [وهم ثقات]، وموسى بن عبيدة الربذي [ضعيف]، وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام [صدوق، صحيح الكتاب، يخطئ من حفظه]، ويحيى بن محمد بن قيس أبو زكير [مدني، نزيل البصرة، حديثه صالح في المتابعات، واستشهد به مسلم]، وغيرهم.
وهو حديث مطول، وله أطراف متعددة، وقد رواه بعضهم مختصرًا.
* ولفظ إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، أنه سمع أنس بن مالك، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: "التمس غلامًا من غلمانكم يخدمني"، فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال".
فلم أزل أخدمه حتى أقبلنا من خيبر، وأقبل بصفية بنت حيي قد حازها، فكنت أراه
يحوِّي لها وراءه بعباءة أو بكساء، ثم يردفها وراءه، حتى إذا كنا بالصهباء صنع حيسًا في نطع، ثم أرسلني فدعوت رجالًا فأكلوا، وكان ذلك بناءه بها، ثم أقبل حتى إذا بدا له أُحُد، قال:"هذا جبل يحبنا ونحبه"، فلما أشرف على المدينة قال:"اللَّهُمَّ إني أحرم ما بين جبليها، مثل ما حرم به إبراهيم مكة، اللَّهُمَّ بارك لهم في مُدِّهم وصاعهم"[البخاري (5425)].
* ولفظ يعقوب، عن عمرو، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لأبي طلحة: "التمس غلامًا من غلمانكم يخدُمُني حتى أخرجَ إلى خيبر"، فخرج بي أبو طلحة مُردِفي، وأنا غلامٌ راهقتُ الحُلُمَ، فكنتُ أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرًا يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال".
ثم قدمنا خيبر فلما فتح اللّه عليه الحِصن، ذُكر له جمالُ صفية بنت حتى بن أخطب، وقد قُتل زوجُها، وكانت عروسًا، فاصطفاها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لنفسه، فخرج بها حتى بلغنا سدَّ الصهباء، حلَّت فبنى بها، ثم صنع حيسًا في نِطَعٍ صغير، ثم قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:"آذِن مَن حولك"، فكانت تلك وليمة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة، قال: فرأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يحوِّي لها وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره، فيضع ركبته، فتضع صفيةُ رجلها على ركبته حتى تركب، فسرنا حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحُد، فقال:"هذا جبل يحبنا ونحبه"، ثم نظر إلى المدينة، فقال:"اللَّهُمَّ إني أُحرِّم ما بين لابتيها بمثل ما حرم إبراهيم مكة، اللَّهُمَّ بارك لهم في مُدِّهم وصاعهم". [البخاري (2893)].
* وقد صح هذا الدعاء عن أنس من وجه آخر:
رواه زائدة بن قدامة، عن المختار بن فلفل، عن أنس، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال".
أخرجه البزار (12/ 345/ 6229) و (14/ 55/ 7500)، بإسناد صحيح إلى زائدة.
وهو حديث صحيح.
* * *
1542 -
. . . مالك، عن أبي الزُّبَير المكي، عن طاووس، عن عبد اللّه بن عباس؛ أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن، يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات".
* حديث صحيح
أخرجه مالك في الموطأ (1/ 573/295)، ومن طريقه: مسلم (590)، وقد تقدم تخريجه مستوفى في فضل الرحيم الودود (10/ 410/ 984).
1543 -
. . . هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر الغنى والفقر".
* حديث متفق على صحته
أخرجه البخاري (6368 و 6375 و 6376 و 6377)، ومسلم (589)، وقد سبق تخريجه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (1/ 196/ 107).
رواه عن هشام بن عروة: عيسى بن يونس [واللفظ له]، ووهيب بن خالد، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وجرير بن عبد الحميد، وسلام بن أبي مطيع، وعبد العزيز بن المختار، وعلي بن مسهر، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، ومعمر بن راشد [وهم ثقات]، وقد رواه أكثرهم مطولًا، واختصره بعضهم.
* ولفظ وهيب [عند البخاري (6368)]: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر، وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، اللَّهُمَّ اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب".
* ولفظ وكيع [عند البخاري (6375)]: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمغرم والمأثم، اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، ومن شر فتنة المسيح الدجال، اللَّهُمَّ اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب".
* ولفظ ابن نمير [عند مسلم]: "اللَّهُمَّ فإني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللَّهُمَّ اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما بامحدت بين المشرق والمغرب، اللَّهُمَّ فإني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم".
* قال البيهقيّ في السنن (7/ 12): "وهذا حديث ثابت، قد أخرجاه في الصحيح، وفيه دلالة: على أنه إنما استعاذ من فتنة الفقر دون حال الفقر، ومن فتنة الغنى دون حال الغنى".
* * *
1544 -
. . . حماد: أخبرنا إسحاق بن عبد اللّه، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة؛ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الفقر، والقلة، والذلة، وأعوذ بك من أن أَظَلِمَ، أو أُظلَمَ".
* حديث شاذ، وصوابه: مروي بإسناد ضعيف
وقد سبق تخريجه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1154/ 601)[قد ذكره الدارقطني في العلل (10/ 325/ 2035)، ولم يقض فيه بشيء، وتصرف النسائي والذهبي يدل على إعلاله، وكذلك عزوف مسلم عن إخراجه].
* قال الأثرم: "سمعت أبا عبد اللَّه سئل عن قول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بك من الفقر"، كيف هذا، وفي الفقر ما فيه من الفضل؟ فقال: إنما استعاذ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من فقر القلب". [سؤالات الأثرم (22)].
قلت: كان الأولى الاعتراض عليه بحديث عائشة السابق، في التعوذ من فتنة الغنى، ومن فتنة الفقر، لا من نفس الغنى؛ فقد كان في الصحابة أغنياء، ولا من نفس الفقر؛ فقد كان أكثر الصحابة فقراء، وتوجيه البيهقيّ للحديث أوجه، بأنه إنما استعاذ من فتنة الفقر دون حال الفقر، ومن فتنة الغنى دون حال الغنى، وأما حديث أبي ذر بأن المراد بالفقر فقر القلب؛ فهو حديث غريب، وفيه شبهة انقطاع:
* رواه الليث بن سعد [ثقة ثبت، حجة إمام فقيه]، وعبد اللّه بن وهب [ثقة حافظ]، وعبد اللّه بن صالح [أبو صالح المصري، كاتب الليث: صدوق، كان كثير الغلط، وكانت فيه غفلة، وقد تفرد في هذا الحديث بذكر السماع بين معاوية بن صالح، وبين عبد الرحمن، ولا يثبت]:
عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي ذر، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟ "، قلت: نعم يا رسول الله، قال:"فترى قلة المال هو الفقر؟ "، قلت: نعم يا رسول الله، قال:"إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب".
ثم سألني عن رجل من قريش، فقال:"هل تعرف فلانًا؟ "، قلت: نعم يا رسول اللّه، قال:"فكيف تَراه" أو: "تُراه؟ "، قلت: إذا سأل أُعطي، وإذا حضر أُدخل، ثم سألني عن رجل من أهل الصفة، فقال:"هل تعرف فلانًا؟ "، قلت: لا والله، ما أعرفه يا رسول الله، قال: فما زال يحليه، وينعته حتى عرفته، فقلت: قد عرفته يا رسول اللّه، قال:"فكيف تَراه" أو: "تُراه؟ "، قلت: رجل مسكين من أهل الصفة، فقال:"هو خير من طلاع الأرض من الآخر"، قلت: يا رسول الله أفلا يعطى من بعض ما يعطى الآخر؟ فقال: "إذا أعطي خيرًا فهو أهله، وإن صرف عنه فقد أعطي حسنة".
أخرجه النسائي في الكبرى (10/ 382/ 11785)، وابن حبان (2/ 461/ 685)، والطبراني في مسند الشاميين (3/ 174/ 2020)، والحاكم (4/ 327)، والسهمي في تاريخ جرجان (140)، والبيهقي في الشعب (4 1/ 484/ 9861)، وأبو منصور الديلمي في مسند الفردوس (8/ 133/ 3150 - زهر الفردوس). [التحفة (8/ 417/ 11905)، الإتحاف (14/ 109/ 17483)، المسند المصنف (27/ 441/ 12414)].
قلت: وهذا حديث غريب، من أفراد معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي، وهو: صدوق، له إفرادات وغرائب وأوهام، ولأجل ذلك تكلم فيه من تكلم، والأكثر على توثيقه، وقد أكثر عنه مسلم، لكن أكثره في المتابعات والشواهد، ولذا فإن معاوية بن صالح إذا تبين لنا أنه وهم، أو أخطأ، أو تفرد بما لم يتابع عليه: لم نقبل منه حديثه [راجع: فضل الرحيم الودود (7/ 358/ 666)].
ويغلب على ظني انقطاعه، فإن معاوية يروي عن عبد الرحمن بن جبير بواسطة شريح بن عبيد، راجع: ما تحت الحديث السابق برقم (1352).
* وروي من وجه ثانٍ [أخرجه أبو الشيخ في أمثال الحديث (76) [ولا يثبت؛ وهو حديث منكر].
* وروي من وجه ثالث [أخرجه الطَّبراني في الكبير (2/ 154/ 1643)، [وإسناده مجهول. راجع: فضل الرحيم الودود (7/ 425/ 676)].
* والذي في الصحيح من هذا المعنى عن أبي ذر:
ما رواه الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: كنت مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فلما أبصر أحدًا، قال:"ما أحب أنه تحوَّل لي ذهبًا، يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث، إلا دينارًا أرصده لدَين"، ثم قال: "إن الأكثرين هم الأقلون،
…
"
…
الحديث [أخرجه البخاري (2388 و 6268 و 6444)، ومسلم في الزكاة (94/ 32)].
* * *
1545 -
. . . يعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر، قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوِيل عافيتِك، وفُجاءَة نِقمتِك، وجميع سخطك".
* حديث صحيح
أخرجه مسلم (2739)، وقد سبق تخريجه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1115/ 559).
* رواه عن يعقوب بن عبد الرحمن الزُّهري المدني نزيل الإسكندرية [ثقة]: عبد الغفار بن داود [واللفظ له]، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وعبد اللّه بن وهب [وفي
روايته اختلاف لا يضر، حيث قرن يعقوب بن عبد الرحمن بحفص بن ميسرة، فوصله الأول، وأرسله حفص، والوصل محفوظ؛ إذ هو زيادة من ثقة؛ وقد قصر به حفص الصنعاني، وهو: لا بأس به، وضبطه يعقوب المدني، وأهل بلد الراوي أولى بحديثه من الغرباء] [وانظر: أطراف الغرائب والأفراد (1/ 534/ 3058)، [وقد صححه مسلم، والحاكم، والبغوي، والجوزقاني].
ولفظ ابن بكير [عند مسلم]: كان من دعاء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك".
* * *
1546 -
. . . بقية: حَدَّثَنَا ضَارة بن عبد اللّه بن أبي السُّلَيك [الألهاني]، عن دُوَيد بن نافع: حَدَّثَنَا أبو صالح السمان، قال: قال أبو هريرة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو يقول: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الشقاق، والنفاق، وسوء الأخلاق".
* حديث منكر
أخرجه النسائي في المجتبى (8/ 264/ 5471)، وفي الكبرى (7/ 217/ 7853)، والبزار (15/ 385/ 8992)، والطبراني في الدعاء (1386)، وابن عدي في الكامل (5/ 164 - ط العلمية)(6/ 313/ 9674 - ط الرشد)، والبيهقي في الدعوات (349)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 22 - ط الغرب)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (322 و 1220). [التحفة (9/ 67/ 12314)، المسند المصنف (33/ 419/ 15610)].
رواه عن بقية بن الوليد: عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي [ثقة]، ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي [صدوق].
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى إِلَّا عن أبي هريرة بهذا الإسناد".
وقال ابن عدي: "وضبارة هذا له غير ما ذكرت من الحديث قليل، ولا أعلم يروي عنه غير بقية".
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن أبي صالح السمان دون بقية أصحابه على كثرتهم من أهل المدينة وغيرها: دويد بن نافع، وهو: دمشقي سكن مصر، ولا يحتمل تفرد مثله عن أبي صالح المدني، وليس هو من أصحابه، ولا هو بالمشهور، ولا بالحافظ، وغاية ما يقال فيه: صدوق، ولا يبلغ ذلك، بل قال فيه الدارقطني:"ليس بقوي"، وأنكرت عليه أحاديث تفرد بها عن الزُّهري وعن أبي صالح، وليس له في الكتب الستة عن أبي صالح سوى هذا الحديث، وتفرد به عنه: ضبارة بن عبد اللّه بن مالك بن أبي السليل، وقيل: السليك، وهو: مجهول، روى أحاديث مناكير عن دويد بن نافع [راجع ترجمتهما في فضل
الرحيم الودود (5/ 234/ 425)]، وبقية بن الوليد: إليه المنتهى في جهالة شيوخه [الميزان (2/ 322)]، واللّه أعلم.
وانظر كلام ابن القطان الفاسي في بيان الوهم والإيهام (4/ 658/ 2219) عن إسناد هذا الحديث، وبيان جهالة ضبارة هذا.
وقد ضعف إسناده: النووي في الأذكار (1190).
* ورواه عبد الرزاق، عن معمر [ثبت في الزُّهري وابن طاووس، وقد يهم في حديث غيرهما]، عن زيد بن أسلم، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق، ومن سيئ الأخلاق".
أخرجه معمر بن راشد في الجامع (10/ 440/ 19639).
قلت: وهذا مرسل أو معضل؛ فإن زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر: روى عن بعض الصحابة، وكان يرسل، وهو مكثر عن التابعين، واللّه أعلم.
* * *
1547 -
. . . ابن إدريس، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة".
* حديث حسن
سبق تخريجه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1152/ 599)[قال ابن حجر في نتائج الأفكار (3/ 88): "حديث حسن"، وصحح إسناده النووي في الأذكار (1187)].
* * *
1548 -
. . . الليث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أخيه عباد بن أبي سعيد؛ أنه سمع أبا هريرة، يقول: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الأربع: من علمٍ لا ينفعُ، ومن قلبٍ لا يخشعُ، ومن نفسٍ لا تشبعُ، ومن دعاءٍ لا يُسمعُ".
* حديث صحيح
سبق تخريجه بطرقه وشواهده في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1158/ 603) و (3/ 1128/ 567).
* * *
1549 -
. . . المعتمر، قال: قال أبو المعتمر: أُرى أن أنس بن مالك حَدَّثَنَا؛
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من صلاةٍ لا تنفعُ،
…
"، وذكر دعاءً آخر.
* حديث صحيح
سبق تخريجه بطرقه وشواهده في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1157/ 603) و (3/ 1128/ 567).
* * *
1550 -
. . . منصور، عن هلال بن يساف، عن فروة بن نوفل الأشجعي، قال: سألت عائشة أم المؤمنين، عما كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يدعو به، قالت: كان يقول: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من شرِّ ما عمِلتُ، ومن شرِّ ما لم أعملْ".
* حديث صحيح
أخرجه مسلم (2716)، وقد سبق تخريجه بطرقه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1129/ 570). [التحفة (11/ 649/ 17430)، الإتحاف (17/ 437/ 2581)، المسند المصنف (39/ 147/ 18713)].
* قال الدارقطني في العلل (14/ 336/ 3681): "يرويه هلال بن يساف، عن فروة بن نوفل، حدث به عنه: منصور، وحصين بن عبد الرحمن، والأعمش، فاتفقوا عنه، غير أن في رواية الأعمش زيادة: أسألك من خير ما عملت، ومن خير ما لم أعمل.
ورواه عبدة بن أبي لبابة، عن هلال بن يساف، واختلف عنه؛ فرواه وكيع، عن الأوزاعي، عن عبدة، عن هلال، عن فروة بن نوفل، عن عائشة.
وخالفه الوليد بن مسلم، والفريابي، فروياه عن الأوزاعي، عن عبدة، عن هلال، عن عائشة، وقولهما عن الأوزاعي: أصح من قول وكيع عنه.
والصواب: قول منصور، وحصين، والأعمش، عن هلال ".
* قلت: قد اشتهر هذا الحديث عن منصور بن المعتمر [رواه عنه: جرير بن عبد الحميد، وشيبان بن عبد الرحمن، والفضيل بن عياض، وإبراهيم بن طهمان، وزياد بن عبد اللّه البكائي]، وعن حصين بن عبد الرحمن [رواه عنه: شعبة بن الحجاج، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وسليمان بن طرخان، وعبد اللّه بن إدريس، وخالد بن عبد اللّه، ومحمد بن فضيل، وحصين بن نمير، وسويد بن عبد العزيز الدمشقي]، وهو غريب من حديث الأعمش، ولا يُعرف من حديثه.
والقول في هذا الحديث هو قول من حفظ وضبط الإسناد؛ فزاد فيه: فروة بن نوفل [كما عند مسلم في صحيحه، وهو ظاهر صنيع النسائي، وصوبه الدارقطني].
وأما الأوزاعي: فقد اختلفت الرواية عنه: فرواه الوليد بن مسلم، وموسى بن شيبة، وقالا فيه: أن هلال بن يساف حدثه [يعني: حدث عبدة بن أبي لبابة]؛ أنه سأل عائشة،
…
، فجعل السائل هو هلال بن يساف.
بينما رواه عنه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وقال فيه: حَدَّثَنِي ابن يساف، قال: سئلت عائشة، فأبهم السائل؛ وأشعر بوجود واسطة بين هلال وعائشة.
ثم رواه على الصواب، وضبط الإسناد: وكيع بن الجراح، فقال فيه: عن هلال بن يساف، عن فروة بن نوفل، عن عائشة. فأثبت الواسطة، وتابع منصورًا وحصينًا.
ومسلم عمد إلى إخراج حديث وكيع دون حديث أصحاب الأوزاعي، وذلك لكون وكيع بن الجراح من أحفظ الخلق، قال فيه أحمد:"كان مطبوع الحفظ، وكان وكيع حافظًا حافظًا، وكان أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيرًا كثيرًا"، وقال فيه أيضًا:"ما رأيت مثل وكيع في الحفظ والإسناد والأبواب، مع خشوع وورع"، وقد تتابع العلماء والمحدثون في الثناء على وكيع بما يطول المقام بذكرهم، حتى إن مجالس الحديث بمكة كانت تخلو من أصحابها إذا قدم عليهم وكيع، والحاصل: أن وكيعًا قد ضبط الرواية التي تحملها عن الأوزاعي، وحدث كلُّ واحد من أصحاب الأوزاعي بالوجه الذي تحمله عنه، وهنا يظهر لي: أن الأوزاعي وقع له شيء من الاضطراب في إسناد هذا الحديث، فكان مرة يضبطه بذكر الواسطة، ومرة يقصر به، والعهدة في هذا كله على الأوزاعي نفسه، وأنه قد قصر بإسناده لما أسقط فروة من الإسناد، كذلك فانه يلاحظ أن هذا الحديث لم يروه عن الأوزاعي جملةٌ وافرة من أصحابه، كما يقع لنا كثيرًا في حديث الأوزاعي، فتجد أصحابه يتتابعون على رواية الحديث الواحد، وبنتشر حديث أصحابه بين الناس، بينما هذا الحديث؛ فإني لم أقف له سوى على رواية الوليد بن مسلم، ورواية أبي المغيرة أعلى اختلاف بينهما على الأوزاعي]، ورواية موسى بن شيبة، وهو: مجهول، ليس من أصحاب الأوزاعي، بينما زاد الدارقطني في العلل رواية محمد بن يوسف الفريابي، وزاد في التتبع رواية ابن أبي العشرين والوليد بن مزيد، ولم أقف على شيء من ذلك، والحاصل: فإن أصحاب الأوزاعي قد اختلفوا عليه، وأضبطهم للرواية المحفوظة: وكيع، كما يدل عليه صنيع مسلم.
وحاصل ما تقدم أنه لا عتب على مسلم في إخراج رواية وكيع عن الأوزاعى، والتي أصاب فيها، دون الرواية التي انتشرت عند أصحاب الأوزاعي وقد قصر بإسنادها؛ فالصواب فيما ذهب إليه مسلم، وأخطأ الدارقطني حين تتبع هذا الحديث على مسلم، وانتقده عليه، فقال في التتبع (216):"وأخرج أيضًا عن عبد اللّه بن هاشم، عن وكيع، عن الأوزاعي، عن عبدة، عن هلال، عن فروة، عن عائشة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل".
قال أبو الحسن: هذا حديث مسلم لم يسنده غير وكيع، وخالفه ابن أبي العشرين، والوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد، وأبو المغيرة، وغيرهم: لم يذكروا فيه فروة،
وقال: عن هلال: سئلت عائشة. رواه جماعة من مسلم عن وكيع [كذا].
وحدثناه ابن مالك، عن عبد اللّه بن أحمد، عن أبيه، عن وكيع مثله".
والله الموفق للصواب.
* * *
1551 -
قال أبو داود: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن حنبل: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن الزُّبَير.
(ح) وحدثنا أحمد: حَدَّثَنَا وكيع، المعنى، عن سعد بن أوس، عن بلال العبسي، عن شتير بن شكل، عن أبيه - في حديث أبي أحمد: شكل بن حميد -، قال: قلت: يا رسول اللّه، علمني دعاءً، قال:"قل: اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي".
* حديت حسن غريب
سبق تخريجه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1136/ 583).
رواه عن سعد بن أوس: وكيع بن الجراح، ومحمد بن عبد الله بن الزُّبَير أبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبيد الله بن موسى [وهم ثقات]، وغيرهم.
* * *
1552 -
. . . مكي بن إبراهيم: حَدَّثَنِي عبد اللّه بن سعيد، عن صيفي مولى أفلح مولى أبي أيوب، عن أبي اليَسَر؛ أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يدعو:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهدْم، وأعوذ بك من التردِّي، وأعوذ بك من الغَرَقِ، والحَرَقِ، والهرَم، وأعوذ بك أن يتخبَّطَني الشيطانُ عند الموتِ، وأعوذ بك أن أموتَ في سبيلك مدبرًا، وأعوذ بك أن أموتَ لديغًا".
* حديث صحيح
أخرجه أحمد (3/ 427)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 319)، والهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (3/ 402/ 1521) و (3/ 403 / 1522)، والطبراني في الكبير (19/ 170/ 381)، والبيهقي في الدعوات (339). [التحفة (7/ 550/ 11124)، الإتحاف (13/ 130/ 16393)، المسند المصنف (24/ 10/ 10740)].
رواه عن مكي بن إبراهيم البلخي [وهو: ثقة ثبت]: عبيد الله بن عمر القواريري [واللفظ له]، وأحمد بن حنبل، ويعقوب بن سفيان، وعباس بن محمد الدوري، وعلي بن بحر بن بكري [وهم ثقات، أكثرهم أئمة نقاد].
ولفظ أحمد: "اللَّهُمَّ اني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغَمِّ، والغرق، والحرق، والهرم، وأعوذ بك أن يتخبَّطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا، وأعوذ بك أن أموت لديغًا".
وزاد لفظة الغم أيضًا: يعقوب بن سفيان، وعباس بن محمد الدوري، والقواريري [من رواية محمد بن علي بن عبد اللّه بن مهران، حمدان الوراق، وهو: ثقة حافظ. الثقات (9/ 143)، سؤالات السلمي (330)، طبقات الحنابلة (1/ 308)، تاريخ بغداد (3/ 61)، المقصد الأرشد (2/ 468)، السير (13/ 49)، التذكرة (2/ 590)].
* خالفهم فوهم في إسناده:
عبد الصمد بن الفضل البلخي [ثقة. الإرشاد (3/ 942)، الثقات (8/ 416)، علل الدارقطني (5/ 138/ 773)، تاريخ الإسلام (6/ 774 - ط الغرب)، الثقات لابن قطلوبغا (6/ 365)]: ثنا مكي بن إبراهيم: ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن جده أبي هند، عن صيفي مولى أبي أيوب، عن أبي اليسر السلمي، واسمه كعب بن عمرو؛ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهدم، والتردي، والهرم، والغم، والغرق، والحرق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا، وأعوذ بك أن أموت لديغًا".
أخرجه الحاكم (1/ 531)(2/ 541/ 1969 - ط الميمان)(3/ 90/ 1965 - ط المنهاج القويم). [الإتحاف (13/ 30/ 16393)].
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
قلت: هو شاذ بهذه الزيادة في الإسناد، تفرد بها عبد الصمد، وقد رواه جماعة من الحفاظ بدونها، إنما هو عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن صيفي مولى أفلح، وقد سمع منه هذا الحديث؛ كما سيأتي بيانه.
* وهذا الحديث قد سبق تخريجه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء [3/ 1151/ 598)، ولكني أعدت تخريجه هنا لبيان بعض الفوائد الإسنادية.
* * *
1553 -
. . . عيسى، عن عبد الله بن سعيد: حَدَّثَنِي مولى لأبي أيوب، عن أبي اليَسَر، زاد فيه:"والغم".
* حديث صحيح
أخرجه الطَّبراني في الدعاء (1363). [التحفة (7/ 550/ 11124)، المسند المصنف (24/ 10/ 10740)].
رواه عن عيسى بن يونس [وهو: ثقة مأمون]: إبراهيم بن موسى بن يزيد التميمي الرازي [ثقة حافظ]، وعلي بن بحر بن بري القطان [بغدادي، ثقة مأمون].
قال علي بن بحر [عند الطَّبراني]: ثنا عيسى بن يونس، عن عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند: حَدَّثَنِي مولى لأبي أيوب الأنصاري، قال: سمعت أبا اليسر كعب بن عمرو رضي الله عنه، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ، يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهدم والتردي، وأعوذ بك من الغم والغرق، والحريق والهرم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان، وأعوذ بك أن أقتل في سبيلك مدبرًا، وأعوذ بك أن أموت لديغًا".
* وإسناده صحيح إلى عيسى بن يونس، وفي هذا الإسناد فوائد:
* منها: سماع عبد اللّه بن سعيد من صيفي مولى أبي أيوب، وهذا مما يؤكد وهم زيادة جده أبي هند في الإسناد، وتابعه على ذلك غندر؛ كما سيأتي.
* ومنها: إثبات سماع صيفي من أبي اليسر؛ فاتصل بذلك الإسناد، وصح به الحديث، والحمد لله.
* ومنها: تسمية أبي اليسر، وأنه كعب بن عمرو بن عباد الأنصاري السَّلَمي.
* ومنها: سماع الصحابي أبي اليسر لهذا الدعاء من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مباشرة بلا واسطة.
* ومنها: زيادة لفظة الغم، مما يؤكد ثبوتها في الحديث.
وقد سبق تخريج هذا الحديث في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1151/ 598)، ولكني أعدت تخريجه هنا لبيان بعض الفوائد الإسنادية.
* تابع مكي بن إبراهيم [وهو: ثقة ثبت]، وعيسى بن يونس [وهو: ثقة مأمون]، على إسناده بدون ذكر أبي هند في الإسناد:
الفضل بن موسى السيناني [ثقة]، ومحمد بن جعفر غندر [ثقة]:
عن عبد الله بن سعيد، عن صيفي مولى أبي أيوب [وفي رواية غندر: حَدَّثَنَا صيفي مولى أبي أيوب الأنصاري]، عن أبي اليسر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهُم إني أعوذ بك من التردي، والهدم، والغرق، والحريق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا، وأعوذ بك أن أموت لديغًا". لفظ الفضل بن موسى.
ولفظ محمد بن جعفر: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغرق، والحريق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا، وأعوذ بك أن أموت لديغًا".
أخرجه النسائي في المجتبى (8/ 282/ 5531) و (8/ 283/ 5533)، وفي الكبرى (7/ 238/ 7917) و (7/ 239/ 7919)، والطبراني في الكبير (19/ 170/ 381)، وأبو طاهر المخلص في العاشر من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (209)(2364 - المخلصيات)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (321). [التحفة (7/ 550/ 11124)، المسند المصنف (24/ 10/ 10740)].
تنبيه: وقع في بعض النسخ للنسائي، وفي المجتبى، من رواية غندر: عن أبي
الأسود، وهو خطأ، صوابه: عن أبي اليسر، قلت في تخريج الذكر والدعاء: قال الحافظ المزي في تحفة الأشراف (8/ 307 / 11124): "هكذا رواه أبو بكر بن السني عن النسائي، وهو وهم، ورواه غيره عن النسائي، فقال: عن أبي اليسر [السلمي]، وهو الصواب. وكذلك رواه أحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي عن محمد بن المثني"[انظر: تهذيب الكمال (33/ 38)، تهذيب التهذيب (10/ 13)، الإصابة (4/ 15)، التقريب (1108)].
* ورواه أبو ضمرة أنس بن عياض [ثقة]، واختلف عليه:
أ - فرواه علي بن بحر [ثقة]، وهارون بن موسى بن أبي علقمة الفروي [أبو موسى المدني: لا بأس به]، ويعقوب بن حميد [هو: ابن كاسب المدني، نزيل مكة: حافظ له مناكير وغرائب، وأسند مراسيل]:
قالوا: حَدَّثَنَا أبو ضمرة [أنس بن عياض]، قال: حَدَّثَنِي عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، عن جده أبي هند، عن صيفي، عن أبي اليسر السلمي، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهدم، والتردي، والهرم، والغرق، والحريق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأن أُقتل في سبيلك مدبرًا، وأن أموت لديغًا".
أخرجه أحمد (3/ 427)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 460/ 1919)، وفي الجهاد (269) [وسقط من إسناده في الجهاد دون الآحاد: عن جده أبي هند]، والطبراني في الدعاء (1362). [الإتحاف (13/ 30/ 16393)، المسند المصنف (24/ 10/ 10740)].
ب - "خالفهم فتابع الجماعة بإسقاط أبي هند من الإسناد:
يونس بن عبد الأعلى [مصري، ثقة]، وإبراهيم بن حمزة الزبيري [ليس به بأس]:
أخبرني أنس بن عياض، عن عبد الله بن سعيد، عن صيفي، عن أبي اليسر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهدم، والتردي، والهرم، والغم، والغرق، والحريق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأن أقتل في سبيلك مدبرًا، و [أعوذ بك] أن أموت لديغًا".
أخرجه النسائي في المجتبى (8/ 283/ 5532)، وفي الكبرى (7/ 239/ 7918)، والدولابي في الكنى (1/ 186)، والطبراني في الكبير (19/ 170/ 381). [التحفة (7/ 550/ 11124)، المسند المصنف (24/ 10/ 10740)].
قلت: وهذا الوجه أولى بالصواب، حيث تابع فيه أبو ضمرة بقية الثقات ممن روى الحديث عن عبد الله بن سعيد، بغير واسطة بينه وبين صيفي، لا سيما مع ثبوت سماعه منه في الإسناد، كما أن عبد اللّه بن سعيد لا يُعرف بالرواية عن جده أبي هند.
* وعلى هذا فإن هذا الحديث قد رواه جماعة من الثقات: مكي بن إبراهيم [في المحفوظ عنه]، وعيسى بن يونس، والفضل بن موسى السيناني، ومحمد بن جعفر غندر، وأنس بن عياض [في المحفوظ عنه]:
عن عبد اللّه بن سعيد، عن صيفي مولى أبي أيوب [وفي رواية عيسى وغندر: إثبات سماع عبد اللّه بن سعيد من شيخه]، عن أبي اليسر [وفي رواية عيسى: سمعت أبا اليسر].
فهو إسناد صحيح، متصل، رجاله ثقات، سمع بعضهم من بعض.
* قال ابن أبي حاتم في العلل (5/ 420/ 2085): "سألت أبي عن حديث؛ رواه وكيع، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن أبي اليسر بن عمرو؛ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الحرق والغرق والغم والهم، وكان يقول: "أعوذ بك من أن يموت لديغًا".
قال أبي: يرويه ابن ضمرة، عن عبد الله بن سعيد، عن جده أبي هند، عن صيفي، عن أبي اليسر، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وهو أشبه".
قلت: لم يستوعب أبو حاتم ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ولم يورد رواية واحد من جماعة الثقات الذين رووه على الوجه الصحيح، فضلًا عن ثبوت سماع عبد الله من صيفي، واختلاف أصحاب أبي ضمرة عليه، فمنهم من رواه عنه كالجماعة، وهو الأشبه بالصواب، فدل ذلك على ضعف رواية من زاد في الإسناد رجلًا؛ بحيث لا يمكن الاعتماد عليه في إثبات الزيادة، واللّه أعلم، وعليه: فالمحفوظ رواية الجماعة، كما قدمت بيانه، لا سيما وأن النسائي لم يورد في إسناده اختلافًا، حيث أخرجه من ثلاثة طرق، في أحدها التصريح بسماع عبد الله بن سعيد من صيفي، وقد احتج به وترجم له؛ كالمصحح له، واللّه الموفق للصواب.
ورواية وكيع التي ساقها ابن أبي حاتم لم أقف عليها، ولم تشتهر عنه، ولم يخرجها أحد من أصحاب السنن والصحاح والمسانيد والمصنفات، ولم يتابع عليها بتسمية مولى أبي أيوب: يحمى بن عبد اللّه بن صيفي، والله أعلم.
* وللحديث شاهد بمعناه من حديث أبي هريرة؛ لكنه منكر [أخرجه أحمد (2/ 356)، والنسائي في الكبرى (7/ 203/ 7814)، [المسند المصنف (33/ 421/ 15613)، [وهو حديث منكر؛ تفرد به عن سعيد المقبري: إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني؛ وهو: متروك، منكر الحديث، التهذيب](1/ 79)، الميزان (1/ 52)، [قال النسائي بعده: لا إبراهيم بن الفضل: متروك الحديث"].
* * *
1554 -
. . . حماد: أخبرنا قتادة، عن أنس؛ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من البرص، والجنون، والجذام، ومن سيء الأسقام".
* حديث صحيح
أخرجه ابن حبان (3/ 295/ 1017)، وأحمد (3/ 192)، والطيالسي (3/ 499/ 2120)، وابن أبي شيبة (6/ 18/ 29129)، وأبو يعلى (5/ 277/ 2897)، والطبراني في
الدعاء (1342)، وابن عدي في الكامل (3/ 57)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 197)، والضياء في المختارة (6/ 340/ 2363 و 2364) و (6/ 342/ 2366 و 2367). [التحفة (1/ 530/ 1159)، الإتحاف (2/ 198/ 1540)، المسند المصنف (3/ 56/ 1256)].
رواه عن حماد بن سلمة: موسى بن إسماعيل، وبهز بن أسد، وإبراهيم بن الحجاج، وأبو داود الطيالسي، وحسن بن موسى، وأبو نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز القشيري، وبشر بن السري [وهم ثقات].
* تابع حماد بن سلمة على هذا اللفظ عن قتادة:
* همام بن يحيى [ثقة، من أصحاب قتادة، وعنه: أبو داود الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث]، عن قتادة، عن أنس، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الجنون، والجذام، والبرص، وسيء الأسقام".
أخرجه النسائي في المجتبى (8/ 270/ 5493)، وفي الكبرى (7/ 224/ 7876)، والبزار (13/ 448/ 7212)، والضياء في المختارة (6/ 341/ 2365). [التحفة (1/ 622/ 1424)، المسند المصنف (3/ 56/ 1256)].
وهذا حديث صحيح.
* ورواه معمر بن راشد، عن قتادة؛ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الجنون، والبرص، والجذام، وسيء الأسقام".
أخرجه معمر في الجامع (10/ 439/ 19634).
هكذا تابعهما معمر على لفظه؛ إِلَّا أنه قصر بإسناده، فأرسله، ومعمر بن راشد: ثقة، لكنه سيئ الحفظ لحديث قتادة لأنه إنما جلس إليه وهو صغير فلم يحفظ عنه [انظر: شرح علل الترمذي (698)].
وقد سبق تخريجه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1125/ 563) و (3/ 1154/ 600)، وأعدت تخريجه هنا لفصل الطرق بألفاظها عن قتادة.
* وقد روي لفظ حديث الباب من وجه آخر عن أنس، بإسناد ضعيف، رواه عن أنس: يزيد بن أبان الرقاشي، وهو: ضعيف [أخرجه تمام في الفوائد (1389)].
* وهذا الحديث يرويه عن قتادة:
أ - حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى:
عن قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من البرص، والجنون، والجذام، وسيء الأسقام".
وتابعهما معمر على لفظه؛ إِلَّا أنه قصر بإسناده فأرسله.
ب - ورواه هشام بن أبي عبد اللّه الدستوائي [ثقة ثبت، من أثبت الناس في قتادة] [وعنه: ابنه معاذ، ووكيع بن الجراح، وروح بن عبادة، وعبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وأبو قطن عمرو بن الهيثم، وأبو داود
الطيالسي، وهم ثقات]، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من العجز والكسل، والبخل والجبن، والهرم، وعذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا، وفتنة الممات".
أخرجه النسائي في المجتبى (8/ 257/ 5448) و (8/ 260/ 5459)، وفي الكبرى 71/ 209/ 7831) و (7/ 213/ 7842)، وأبو عوانة (2/ 202/ 1550 - إتحاف المهرة)، وأحمد (3/ 208 و 214 و 231)، وابن أبي شيبة (3/ 51/ 12036) و (5/ 332/ 26616) و (6/ 18 / 29137)، وأبو يعلى (5/ 370/ 3018) و (5/ 402/ 3074)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (2/ 577/ 858 - مسند عمر)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 308)، والبيهقي في إثبات عذاب القبر (197)، وفي الدعوات (348)، وابن عبد البر في التمهيد (6/ 66). [التحفة (1/ 612/ 1390)، الإتحاف (2/ 202/ 1550)، المسند المصنف (3/ 55/ 1255)].
وهذا حديث صحيح. [سبق تخريجه بطرقه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1125/ 563)، وأعدت تخريجه هنا لفصل الطرق بألفاظها عن قتادة].
ج - وجمع بين هذه الخصال في حديث واحد، مما يدل على أن قتادة كان يفرقه:
شيبان بن عبد الرحمن النحوي [ثقة، من أصحاب قتادة، وعنه: آدم بن أبي إياس، وعبد الصمد بن النعمان، ومحمد بن مسروق الكندي، وغيرهم]، عن قتادة، عن أنس، قال: كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يدعو، يقول:"اللَّهُمَّ إتي أعوذ بك من العجز والكسل، والبخل والهرم، والقسوة والنفلة، والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر، والشرك والنفاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم، والجنون، والبرص والجذام، وسيء الأسقام". لفظ عبد الصمد [عند ابن حبان].
ولفظ آدم [عند الطَّبراني]: كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من القسوة والغفلة، والعيلة [والذلة] والمسكنة، وأعوذ بك من الفسوق والشقاق والنفاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم، والجنون [والبرص] والجذام، وسيء الأسقام".
ولفظه [عند الحاكم]: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم والقسوة، والغفلة، والعيلة والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر، والفسوق والشقاق والنفاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم، والجنون والجذام والبرص، وسيء الأسقام".
أخرجه ابن حبان (3/ 300/ 1023)، والبزار (13/ 451/ 7222)، والطبراني في الدعاء (1343)، وفي الصغير (316)، والحاكم (1/ 530)(2/ 539/ 1965 - ط الميمان)(3/ 88/ 1961 - ط المنهاج القويم)، والبيهقي في الدعوات (348)، والضياء في المختارة (6/ 343 - 345/ 2368 - 2371). [الإتحاف (2/ 198/ 1540)، المسند المصنف (3/ 57/ 1257)].
قال الطَّبراني: "لم يروه بهذا التمام إِلَّا شيبان، تفرد به: آدم".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
قلت: شيبان بن عبد الرحمن التيمي النحوي أبو معاوية، وإن كان ثقة؛ إِلَّا إنه تفرد بهذه الزيادة: "
…
، والقسوة والغفلة، والعيلة والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر، والفسوق والشقاق والنفاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم،
…
"، ولم يتابعه عليها أحد ممن روى الحديث عن قتادة، لا سيما هشام الدستوائي، أحد الحفاظ الثلاثة المقدَّمين في قتادة، كما أنه لم يتابع عليها ممن روى الحديث عن أنس، فقد روى هذا الحديث عن أنس بنحو لفظ الدستوائي عن قتادة؛ جماعة من أصحاب أنس، منهم: سليمان التيمي، وعمرو بن أبي عمرو، وشعيب بن الحبحاب، وعبد العزيز بن صهيب، وحميد الطويل [راجع: تخريج أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1125/ 563) و (1/ 366 / 177)].
وعليه: فإن حديث شيبان عن قتادة: حديث غريب، والله أعلم.
* * *
1555 -
قال أبو داود: حَدَّثَنَا أحمد بن عبيد الله الغداني: أخبرنا غسان بن عوف: أخبرنا الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال:"يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ "، قال: همومٌ لزمتني، وديونٌ يا رسول الله، قال: أفلا أعلِّمُك كلاما إذا أنتَ قلتَه أذهبَ الله همك، وقضى عنك دَينَك؟ "، قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: "قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال"، قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله همي، وقضى عني ديني.
* حديث غريب
سبق تخريجه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (1/ 367/ 177).
أخرجه من طريق أبي داود: البيهقيّ في الدعوات (305)، والمزي في تهذيب الكمال (23/ 106)، وابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 397). التحفة (3/ 458/ 4340)، المسند المصنف (28/ 527/ 12921)].
قال أبو عبيد الآجري: "سألت أبا داود عن غسان بن عوف، الذي يحدث عن الجريري بحديث الدعاء، فقال: شيخ بصري، وهذا حديث غريب".
وقال ابن حجر: "هذا حديث غريب".
وقال: "أخرجه أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب الدعاء، عن عقبة بن مكرم، عن الغداني، عن غسان بن وهب، فإن كان محفوظًا؛ فلعل وهبًا جده، أو كنيته فتصحفت الأداة".
قلت: تفرد به عن سعيد بن إياس الجريري [وهو: ثقة، كان قد اختلط، وهو كثير الأصحاب، وحديثه مبثوث في الكتب الستة وغيرها، وقد روى عنه جماعات من الثقات والحفاظ والأئمة]، دون بقية أصحابه على كثرتهم: غسان بن عوف، وهو: ضعيف، قال العقيلي: ولا يتابع على كثير من حديثه" الضعفاء الكبير (3/ 439) التهذيب (3/ 375)، الميزان (3/ 335)]، وفي تفرده عن الجريري بهذا الإسناد: نكارة ظاهرة.
* وقد صح هذا الدعاء من حديث أنس، بدون قيد الصباح والمساء، وبدون القصة، وقد تقدم قريبًا برقم (1541)[أخرجه البخاري (2893 و 5425 و 6363 و 6369)، وقد سبق تخريجه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (1/ 366/ 177)].
آخر كتاب الصلاة
* * *