الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
353 - باب في سورة الصمد
1461 -
. . . مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} يردِّدُها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، وكأنَّ الرجلَ يتقالُّها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده، إنها لتعدِلُ ثُلُثَ القرآن".
حديث صحيح
أخرجه مالك في الموطأ (1/ 285/ 557 - رواية يحيى الليثي)(256 - رواية أبي مصعب الزهري)(212 - رواية أبي مصعب. ط التأصيل)(391 - رواية ابن القاسم بتلخيص القابسي)(96 - رواية الحدثاني)(172 - رواية الشيباني).
ومن طريقه: البخاري (5013 و 6643 و 7374)، والنسائي في المجتبى (2/ 171/ 995)، وفي الكبرى (2/ 19/ 1069) و (9/ 258/ 10467)، وابن حبان (3/ 71/ 791)، وأحمد (3/ 23 و 35 و 43)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (266)، وابن الضريس في فضائل القرآن (249)، وأبو القاسم البغوي في حديث مصعب الزبيري (141)، والطحاوي في شرح المشكل (3/ 251/ 1217)، وأبو أحمد الحاكم في عوالي مالك (95 و 199)، والجوهري في مسند الموطأ (591)، وابن بشران في الأمالي (1289)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1041)، والبيهقي في السنن (3/ 21)، وفي الشعب (5/ 7/ 2301)، وابن عبد البر في التمهيد (19/ 228)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 474/ 1209)، وفي التفسير (8/ 589)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (35/ 8)، وابن بشكوال في الغوامض (1/ 84). [التحفة (3/ 355/ 4104)، الإتحاف (5/ 269/ 5385)، المسند المصنف (28/ 542/ 12937)].
رواه عن مالك جمهور رواة الموطأ وغيرهم: عبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وأبو مصعب الزهري، وعبد الله بن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى الليثي، وإسحاق بن عيسى الطباع، ويحيى بن بكير، ويحيى بن سعيد القطان، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وإسماعيل بن أبي أويس، وسويد بن سعيد الحدثاني، ومحمد بن الحسن الشيباني.
وهذا لفظ القعنبي والتنيسي والنيسابوري وابن مهدي، وزاد: يرددها من السحر، وبنحوه رواية الجماعة، مثل: أبي مصعب وقتيبة بن سعيد ومصعب الزبيري وابن أبي أويس وغيرهم، وقد توهم رواية بعضهم أن أبا سعيد هو الذي سمع القارئ، وأنه هو الذي أخبر
النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ولكنه وقع لهم اختصار في السياق، مثل ما وقع ليحيى الليثي، حين قال: عن أبي سعيد الخدري، أنه سمع رجلاً يقرأ:
…
، وإنما سقط من روايته: أن رجلاً سمع رجلاً، والصواب كما في رواية الجماعة، أن أبا سعيد لم يكن هو السامع ولا السائل، والله أعلم.
ويبين ذلك: لفظ الطباع [عند أحمد]: أن رجلاً قال: يا رسول الله! إن لي جاراً يقوم الليل ولا يقرأ إلا: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، كأنه يقلِّلها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن".
ويزيد ذلك بياناً: رواية إسماعيل بن جعفر الآتية، وفيها: عن أبي سعيد الخدري، قال: أخبرني أخي قتادة بن النعمان؛ أن رجلاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ من السَّحَر
…
الحديث.
* قال البخاري بعد حديث مالك:
وزاد أبو معمر: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن مالك بن أنس، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري: أخبرني أخي قتادة بن النعمان؛ أن رجلاً قام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ من السحر: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} لا يزيد عليها، فلما أصبحنا أتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.
هكذا علقه البخاري في موضعين (5014 و 7374 م)[قال في الموضع الأول: زاد أبو معمر، وقال في الثاني: زاد إسماعيل بن جعفر].
* ووصله النسائي في الكبرى (7/ 263/ 7975) و (9/ 258/ 10468)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 320)، وأبو يعلى في المسند (3/ 119/ 1548)، وفي المعجم (109)، وفي المفاريد (60)، والطحاوي في شرح المشكل (3/ 252/ 1218)، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (519)، والبيهقي في السنن (3/ 21)، وفي الأسماء والصفات (62)، وفي الشعب (5/ 8/ 2302)، وابن عبد البر في التمهيد (19/ 229 و 230)، والشجري في الأمالي الخميسية (511 - ترتيبه)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (3/ 401/ 2616)، والضياء في فضائل القرآن (55)، وابن حجر في التغليق (4/ 386). [التحفة (7/ 517/ 11073)، المسند المصنف (28/ 542/ 12937)].
من طريق: محمد بن جهضم [الثقفي: ثقة]، وأبي معمر الهذلي إسماعيل بن إبراهيم القَطِيعي [ثقة مأموناً]:
حدثنا إسماعيل بن جعفر [ابن أبي كثير الأنصاري المدني: ثقة ثبت، من أقران مالك، شاركه في معظم شيوخه، مات في السُّنَّة التالية لوفاة مالك]، عن مالك بن أنس، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: أخبرني [أخي، قتادة بن النعمان؛ أن رجلاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ مِن السَّحَر {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
كُفُوًا أَحَدٌ (4)} يردِّدُها لا يزيد عليها، فلما أصبح أتى رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن فلاناً قام من الليل يقرأ من السَّحَر:{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)} يردِّدُها لا يزيد عليها، كأنه يتقالها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده! إنها لتعدل ثلث القرآن".
تنبيه: وقع في رواية بعضهم: عن عبد الله بن عبد الرحمن، انقلب على راويه؛ إنما هو: عبد الرحمن بن عبد الله، وقد نبه عليه النسائي.
* قال ابن عبد البر في التمهيد (19/ 227): "هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جماعة رواته فيما علمت، لم يتجاوز به أبو سعيد، وليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحد، وكذلك رواه يحيى القطان وغيره عن مالك"، ثم قال: "ورواه إسماعيل بن جعفر وإبراهيم بن المختار عن مالك بإسناده عن أبي سعيد عن قتادة بن النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقتادة بن النعمان: هو أخو أبي سعيد الخدري لأمه، وهو رجل من كبار الأنصار من بني ظفر من الأوس،
…
".
ثم قال: "هذا الحديث سمعه أبو سعيد وقتادة جميعاً من النبي صلى الله عليه وسلم، ورواية الموطأ وغيرها تدل على ذلك".
قلت: متابعة إبراهيم بن المختار لا أظنها تثبت:
فقد أسندها أبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (5/ 228)، وابن عبد البر في التمهيد (19/ 230).
من طريق: محمد بن حميد الرازي، وهو: حافظ؛ أجمع أهل بلده على ضعفه، وكذبه بعضهم، وهو كثير المناكير [راجع ما تحت الحديث رقم (1044)، والحديث رقم (1302)]، ثم إن إبراهيم بن المختار التميمي الرازي: صدوق، ضعيف الحفظ، يُتقَى من حديثه ما كان من رواية ابن حميد عنه، وهذا قد رواه عنه: محمد بن حميد الرازي، والله أعلم.
قلت: نظر البخاري في محله، من جهة صحة رواية إسماعيل بن جعفر عن مالك، وعدم شذوذها مع مخالفتها لرواية جماعة رواة الموطأ عن مالك، وذلك لأمور: منها: مكانة إسماعيل بن جعفر.
ومنها: كونه مدنياً بلدياً لمالك، بل ومن أقرانه.
ومنها: أنه زاد في الإسناد رجلاً، والقول لمن زاد إذا كان ثقة حافظاً.
لكن لما كان مالك من طبعه كثرة التوقي والتحرز، فلعله شك في هذا الحرف بعد أن حدث به إسماعيل، فامتنع من التحديث به، فقصر بإسناده، وجعله من مسند أبي سعيد.
ولم ينفرد البخاري بهذا النقد البارع، بل قال به أيضاً أبو حاتم الرازي والدارقطني، وكلام مسلم في التمييز (68) كأنه يشير إليه.
قال أبو حاتم في العلل (4/ 636/ 1695): "كذا رواه إسماعيل بن جعفر، وهو صحيح، ورواه جماعة من أصحاب مالك، عن مالك، يقصرون به".
قال ابن أبي حاتم: "قلت لأبي: هل تابع إسماعيلَ بن جعفر أحدٌ؟ قال: ما أعلمه إلا ما رواه ابن حميد، عن إبراهيم بن المختار، عن مالك، فإنه يتابع إسماعيل".
وقال الدارقطني في العلل (11/ 282/ 2285): "رواه القعنبي، ومعن، وأبو مصعب، وأصحاب الموطأ، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد.
وخالفهم: إسماعيل بن جعفر، وأبو صفوان الأموي عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، وعباد بن صهيب، فرووه عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن أخيه قتادة بن النعمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
واختلفوا على مالك في اسم ابن أبي صعصعة.
والقول: قول أبي معمر القطيعي، عن إسماعيل بن جعفر، وهو الصواب".
قلت: أبو صفوان الأموي عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان الدمشقي نزيل مكة: ثقة، وعباد بن صهيب: متروك، منكر الحديث [اللسان (4/ 390)]، ولا أظنه يثبت من حديث أبي صفوان.
قال ابن حجر في الفتح (9/ 59): [القارئ هو: قتادة بن النعمان،
…
، والذي سمعه لعله أبو سعيد راوي الحديث؛ لأنه أخوه لأمه، وكانا متجاورين، وبذلك جزم ابن عبد البر، فكأنه أبهم نفسه وأخاه".
قلت: إنما اعتمد ابن حجر على رواية أحمد (3/ 15) التي أخرجها من طريق ابن لهيعة [ويأتي ذكرها]، وابن لهيعة: ضعيف، وظاهر حديث مالك بروايتيه بخلافه، والله أعلم.
وللحديث طرق أخرى عن أبي سعيد:
* روى عمر بن حفص بن غياث [ثقة]، ومسدد بن مسرهد [ثقة ثبت]:
عن حفص بن غياث: حدثنا الأعمش: حدثنا إبراهيم، والضحاك المشرقي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ "، فشقَّ ذلك عليهم، وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: "الله الواحد الصمد: ثلث القرآن".
أخرجه البخاري (5015)، وابن الضريس في فضائل القرآن (256)، وأبو بكر الأنباري في حديثه (135)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1042)، والبيهقي في الشعب (5/ 9/ 2303)، والضياء في فضائل القرآن (54). [التحفة (3/ 346/ 4082)، المسند المصنف (28/ 545/ 12939)].
قال البخاري: "عن إبراهيم: مرسل، وعن الضحاك المشرقي: مسند".
قلت: لم ينفرد به حفص بن غياث، وهو: ثقة، من أثبت أصحاب الأعمش:
* تابعه: أبو خالد الأحمر [سليمان بن حيان: ثقة]، عن الأعمش، عن الضحاك
المشرقي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة"، قال: فشقَّ ذلك على أصحابه، فقالوا: من يطيق ذلك؟ قال: "يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} فهي ثلث القرآن".
أخرجه أحمد (3/ 8)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (3/ 8)، وأبو يعلى (2/ 295/ 1017 و 1018) و (2/ 357/ 1107)، وابن المقرئ في المعجم (468)، والحسن بن محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (4 و 25). [الإتحاف (5/ 257/ 5360)، المسند المصنف (28/ 545/ 12939)].
* وروي من وجه آخر عن أبي سعيد، بذكر قتادة بن النعمان [أخرجه ابن وهب في الجامع (3/ 38/ 63 - علوم القرآن برواية سحنون)، وأحمد (3/ 15)، وابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة (1/ 85)، [الإتحاف (5/ 246/ 5325)، المسند المصنف (28/ 545/ 12938)، [وفي إسناده: عبد الله بن لهيعة، وهو: ضعيف، وقد وهم في متنه، بقوله: "لتعدل نصف القرآن" أو "ثلثه"، شك فيه، كما وهم في سياقه أيضاً حين قال: بات قتادة بن النعمان يقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}، حتى أصبح].
* وروي من وجه آخر عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد، ولا يثبت عنه [أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 334)، [تفرد به عن أبي الصديق: عبد الحكم بن عبد الله، ويقال: ابن زياد القسملي، وهو: منكر الحديث. التهذيب (2/ 471). الميزان (2/ 536)].
وهذا الحديث: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن، جاء أيضاً من حديث عدد من الصحابة:
1 -
حديث أبي الدرداء:
رواه شعبة [وعنه: يحيى بن سعيد القطان، وبشر بن المفضل، وأبو داود الطيالسي، وعمرو بن مرزوق، وعبد الصمد بن النعمان]، وسعيد بن أبي عروبة [وعنه: يزيد بن زريع، وخالد بن الحارث، ومحمد بن بكر البرساني، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف]، وأبان بن يزيد العطار [ثقة، من طبقة الشيوخ من أصحاب قتادة]، وعمران بن مسلم القصير [صدوق]، وبكير بن أبي السميط [بصري، لا بأس به. مسند البزار (10/ 95/ 4158)، السنن الكبرى للنسائي (3/ 326/ 3148)، علل ابن أبي حاتم (1/ 226/ 657)، المجروحين (1/ 195)، التهذيب (1/ 247)]، وسعيد بن بشير [ضعيف]:
عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ " قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن". لفظ شعبة.
وفي رواية سعيد وأبان وبكير: "إن الله جزَّأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} جزءاً من أجزاء القرآن".
وفي رواية لأبان: "إن الله تعالى جزَّأ القرآن ثلاثة أجزاء، فـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ثلث القرآن".
أخرجه مسلم (811)، وأبو عوانة (2/ 488/ 3942 - 3944)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 406/ 1837) و (2/ 407/ 1838)، والنسائي في الكبرى (9/ 259/ 10469)، والدارمي (3753 - ط البشائر)، وأحمد (5/ 195) و (6/ 442 و 443 و 447)، والطيالسي (2/ 320/ 1067)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (269)، وعبد بن حميد (211)، وابن الضريس في فضائل القرآن (252)، وابن نصر في قيام الليل (160 - مختصره)، وأبو محمد الفاكهي في فوائده عن ابن أبي مسرة (188)، والطبراني في الأوسط (2/ 322/ 2105)، وفي مسند الشاميين (4/ 68/ 2749)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (10/ 330)، وابن بشران في الأمالي (771)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 168)، وفي تاريخ أصبهان (2/ 256)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1035)، وأبو الفضل الرازي في فضائل القرآن (105)، وابن الآبنوسي في مشيخته (77)، والبيهقي في الشعب (5/ 10 و 11/ 2304)، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 257)، والخطيب في الموضح (2/ 333)، وأبو الحسن الواحدي في التفسير الوسيط (4/ 570)، والبغوي في التفسير (8/ 589)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (3/ 401/ 2615)، وابن عساكر في المعجم (814)، والضياء في فضائل القرآن (57 و 58). [التحفة (7/ 458/ 10966)، الإتحاف (12/ 598/ 16165)، المسند المصنف (27/ 182/ 12214)].
قال أبو نعيم الأصبهاني بعدما أخرجه من طريق شعبة: "هذا حديث صحيح ثابت، رواه عن قتادة أصحابه: سعيد بن أبي عروبة، وهمام، وأبان، في آخرين،
…
".
* وانظر فيمن وهم في إسناده على سعيد بن أبي عروبة، وسلك فيه الجادة والطريق السهل: ما أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 360).
* وانظر أيضاً فيمن وهم في إسناده على شعبة، وسلك فيه الجادة والطريق السهل: ما أخرجه ابن المظفر في غرائب شعبة (213)[تفرد به عن شعبة: نصر بن حماد الوراق، وهو: متروك، ذاهب الحديث، منكر الحديث عن شعبة، له عنه أوابد، وكذبه ابن معين. الكامل (7/ 38)، تاريخ بغداد (13/ 281)، الميزان (4/ 250)، التهذيب (4/ 217)].
* ورواه إسحاق بن سليمان الرازي [ثقة]: نا معاوية بن يحيى، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن".
أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (1/ 273/ 508).
وهذا حديث منكر من حديث أبي إدريس الخولاني، ومعاوية بن يحيى الصدفي: ضعيف، روى عنه إسحاق بن سليمان الرازي أحاديث منكرة [التهذيب (4/ 113)].
* ولحديث أبي الدرداء إسناد آخر، وهم فيه راويه على هلال بن يساف، وصوابه من
حديث أبي أيوب، وسأذكر مصادره في حديث أبي أيوب [وانظر: علل ابن أبي حاتم (4/ 645/ 1702)].
2 -
حديث أبي هريرة:
رواه يزيد بن كيسان، وبشير بن سلمان أبو إسماعيل:
حدثنا أبو حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا احشدوا، فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن"، فحشد من حشد، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}، ثم دخل، فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبر جاءه من السماء فذاك الذي أدخله، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "إني قلت لكم: سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا إنها تعدل ثلث القرآن". وفي رواية:"إني كنت قلت لكم: سأقرأ عليكم ثلث القرآن، فإن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن". لفظ يزيد بن كيسان.
ولفظ بشير: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"أقرأ عليكم ثلث القرآن"، فقرأ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} حتى ختمها.
أخرجه مسلم (812)، وأبو عوانة (2/ 489/ 3945 - 3948)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 407/ 1839) و (2/ 408/ 1840)، والترمذي (2900)، وأحمد (2/ 429)، وإسحاق بن راهويه (1/ 332/ 221)، والبزار (17/ 156/ 9764)، وابن الضريس في فضائل القرآن (250 و 258 و 265)، وأبو يعلى (11/ 40/ 6180)، والطحاوي في المشكل (3/ 249/ 1212) و (3/ 255/ 1223)، وابن الأعرابي في المعجم (3/ 443/ 860) و (3/ 1067/ 2298)، والبيهقي في الشعب (5/ 11/ 2305) و (5/ 12/ 2306)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 58/ 1176)، وأبو الحسن الواحدي في التفسير الوسيط (4/ 570)، والضياء في فضائل القرآن (56). [التحفة (9/ 431/ 13394) و (9/ 451/ 13441)، الإتحاف (15/ 63/ 18873)، المسند المصنف (33/ 517/ 15699)].
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح، غريب من هذا الوجه"
* ورواه خالد بن مخلد القطواني [ليس به بأس، يؤخذ عنه حديثه عن أهل المدينة، وهذا منه، وروايته عن سليمان في الصحيحين. التهذيب (1/ 531)، الميزان (1/ 640)]، ومحمد بن خالد بن عثمة [بصري، لا بأس به]، ومعلى بن منصور [رازي، ثقة فقيه]، ويحيى بن عبد الحميد الحماني [صدوق حافظ؛ إلا أنه اتُّهم بسرقة الحديث. التهذيب (4/ 370)]، ومحمد بن معاوية [النيسابوري: متروك، كذبه جماعة. التهذيب (3/ 705)]:
حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن".
أخرجه الترمذي (2899)، وابن ماجه (3787)، وأبو عوانة (2/ 490/ 3949)، وابن الضريس في فضائل القرآن (248)، والطحاوي في شرح المشكل (3/ 254/ 1221
و 1222)، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 245). [التحفة (9/ 175/ 12671)، المسند المصنف (33/ 518/ 15700)].
قال الترمذي: "هذا حديث صحيح".
قلت: هو حديث صحيح، وإسناده مدني صحيح غريب.
* ورواه محمد بن أبي حميد، ويحيى بن عمير:
عن عمير مولى بني عدي [لا يُعرف]، سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن قبل أن ينام؟ "، قيل: يا رسول الله! ومن يطيق ثلث القرآن قبل أن ينام؟ قال: "يقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)}، فكأنما قرأ ثلث القرآن".
أخرجه الطيالسي (4/ 223/ 2601)، والحاكم (1/ 567)(2/ 621/ 2109 - ط الميمان)، وعنه: البيهقي في الشعب (5/ 38/ 2336). [الإتحاف (15/ 443/ 19663)].
قلت: وهذا حديث منكر؛ محمد بن أبي حميد المدني: منكر الحديث [التهذيب (3/ 549)، الميزان (3/ 531)]، ويحيى بن عمير المدني، وإن كان صالح الحديث [التهذيب (4/ 380)]؛ إلا أن في الإسناد إليه شيخ الحاكم، وهو: أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأسدي القاضي، وهو: كذاب [تأتي ترجمته في الأحاديث الواردة في فضل سورة الإخلاص، الشاهد السابع، حديث أنس]، وذلك فضلاً عن كون التابعي: لا يُعرف.
* وروي بإسناد آخر واهٍ عن أبي هريرة، وقرن بالإخلاص، سورتي الزلزلة والكافرون [أخرجه أبو أمية الطرسوسي في مسنده (16)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (686)][وهو حديث منكر باطل؛ تفرد به عبيس بن ميمون عن يحيى بن أبي كثير، وعبيس: متروك، منكر الحديث، عامة ما يرويه غير محفوظ. التهذيب (3/ 47)، الميزان (3/ 26)].
* وروي عن أبي هريرة موقوفاً عليه قوله، ولا يثبت [أخرجه الدارمي (3754 - ط البشائر)، [الإتحاف (14/ 453/ 17994)][راجع ما تقدم تحت الحديث رقم (1400)].
3 -
حديث أبي أيوب مرفوعاً: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ثلث القرآن" [أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 137)، والترمذي (2896)، والنسائي في المجتبى (2/ 171 - 172/ 996)، وفي الكبرى (9/ 12/ 1070) و (9/ 51/ 9868) و (9/ 252 - 254/ 10446 - 10452) و (9/ 255/ 10455 و 10456) و (9/ 257/ 10463)، والدارمي (3759 - ط البشائر)، وأحمد في المسند (5/ 418 و 418 - 419)، وفي العلل ومعرفة الرجال (3/ 65/ 4193)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (268)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 277/ 74)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 196/ 8064)، وفي المسند (7)، وعبد بن حميد (222)، والبزار (10/ 55/ 4119)، وابن الضريس في فضائل القرآن (254 و 259)، وأبو يعلى (2/ 357/ 1107)، والطحاوي في شرح المشكل (3/ 253/ 1219)، والمحاملي في الأمالي (48 و 49)، ومحمد بن مخلد العطار في جزء من حديثه (74)،
وابن الأعرابي في المعجم (1/ 276/ 516)، والطبراني في الكبير (4/ 166/ 4024 و 4025) و (4/ 167/ 4026 - 4029)، وابن عدي في الكامل (6/ 275)، وابن المقرئ في المعجم (43)، والدارقطني في العلل (6/ 102 و 103/ 1007)، وفي الأفراد (1/ 150/ 616 - أطرافه)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 117) و (4/ 154) و (7/ 134 و 168 و 169)، وفي تاريخ أصبهان (2/ 193 و 276)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1034 و 1037)، والحسن بن محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (3 و 4 و 6)، والبيهقي في الشعب (5/ 18/ 2312) و (5/ 19/ 2313)، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 256 و 258)، والخطيب في حديث الستة (1 و 2 و 4 - 19)، وأبو موسى المديني في اللطائف (636 و 700)، [التحفة (3/ 33/ 3502)، الإتحاف (4/ 395/ 4435) و (10/ 184/ 12539)، المسند المصنف (26/ 259/ 11856)][وفي سنده اختلاف شديد، والراجح فيه حديث زائدة عن منصور، وأن في إسناده امرأة مبهمة، وقع في رواية الترمذي وحده: عن امرأة أبي أيوب، وقد حسنه الترمذي لشواهده، وفي رواية إسرائيل عند الدارمي: عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب، قال: أتاها فقال: ألا ترينِ إلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: رُبَّ خير قد أتانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما هو؟، مما يدل على أنها لم تكن عنه أجنبية، وأنها صحابية عاصرت الواقعة؛ إذ تقول: رُبَّ خير قد أتانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت كبيرة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يخاطبها أبو أيوب بقوله: ألا ترينِ إلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟] [والصواب: ما رواه زائدة بن قدامة، وإسرائيل بن أبي إسحاق، وفضيل بن عياض، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ثلث القرآن"، أخرجه من هذا الوجه: الترمذي، والنسائي، والدارمي، وأحمد، وغيرهم، قال الترمذي:- "هذا حديث حسن، ولا نعرف أحداً روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة، وتابعه على روايته: إسرائيل والفضيل بن عياض، وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور، واضطربوا فيه"، وقال النسائي: "لا أعرف في الحديث الصحيح إسناداً أطول من هذا"، وحسنه الترمذي، وانتقاه الدارمي، وقال أبو علي صالح بن محمد جزرة عن أحد أسانيده التي وقع فيها الوهم: "هذا غلط، وسمعت يحيى بن معين، وسئل عنه؛ فقال: خطأ، والصواب: حديث الرببع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن ابن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب"، وقال يعقوب بن شيبة: "رواه منصور بن المعتمر، وهو من أثبت أهل الكوفة، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا عندنا هو الصحيح، ولا نعلمه روي حديث أطول إسناداً منه"، وقال الدارقطني: "رواه زائدة بن قدامة، فضبط إسناده"، وقال أيضاً: "والقول: قول زائدة بن
قدامة"، وقال أيضاً: "والحديث: حديث زائدة عن منصور، وهو أقام إسناده وحفظه"، وقال ابن عبد البر في التمهيد (7/ 255): "والصواب عندي فيه: حديث منصور، عن هلال، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب"، وقال الخطيب في حديث الستة: "وذكر يعقوب بن شيبة أنه أطول إسناد روي، والأمر على ذلك، فقد اجتمع فيه ستة من التابعين، بعضهم عن بعض، فأولهم: منصور بن المعتمر،
…
، والسادس: الامرأة الأنصارية التي لم تسم". وقال الذهبي: "هذا حديث صالح الإسناد من الأفراد، ولا نعلم حديثاً بين أحمد بن حنبل فيه وبين النبي صلى الله عليه وسلم تسعة أنفس سواه، وهو مما اجتمع في سنده ستة تابعيون، يروي بعضهم عن بعض، وهذا لا نظير له"]، [وانظر: علل ابن أبي حاتم (4/ 645/ 1702) و (4/ 685/ 1735)، التمييز لمسلم (69)] [قلت: هو حديث صحيح، رجاله كلهم ثقات، والمرأة المبهمة يغلب على الظن أنها امرأة أبي أيوب، كما جاء في رواية الترمذي، ويدل عليه رواية إسرائيل عند الدارمي، فهي صحابية، وعبد الرحمن بن أبي ليلى قد سمع من علي، وروايته عنه في الصحيحين، وقد روى عن جمع من الصحابة، فلا ينكر سماعه من امرأة أبي أيوب، وقد حسنه الترمذي، وعدَّه النسائي في جملة الحديث الصحيح، ويشهد له حديث أبي سعيد وأبي الدرداء وأبي هريرة، وكلها في الصحيح، والله أعلم].
4 -
حديث أبي بن كعب [أخرجه النسائي في الكبرى (9/ 254/ 10453 و 10454)، وأحمد (5/ 141)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (268 و 269)، وابن منيع في مسنده (6/ 310/ 5912 - إتحاف الخيرة)، والدارقطني في الأفراد (1/ 150/ 616 - أطرافه)، والخطيب في حديث الستة (16)، والضياء في المختارة (3/ 438 - 439/ 1239 و 1240)][التحفة (1/ 143/ 63) و (10/ 536/ 15527)، الإتحاف (1/ 244/ 94)، المسند المصنف (1/ 180/ 73)][وفي سنده اختلاف، يرجع إلى حديث أبي أيوب، قال الدارقطني في العلل (6/ 102/ 1007): "والحديث: حديث زائدة عن منصور، وهو أقام إسناده وحفظه"؛ يعني: حديث أبي أيوب].
[وروي بإسناد آخر عن أبي بن كعب][أخرجه ابن منيع في مسنده (6/ 310/ 5912 - إتحاف الخيرة)][وفيه: عبد الله بن عامر الأسلمي: ضعفوه. التهذيب (2/ 364)، الميزان (2/ 449)].
5 -
حديث عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة؟ "، قال: ومن يطيق ذلك؟ قال: "بلى، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} " [أخرجه النسائي في الكبرى (9/ 251 و 252/ 10441 - 10445)، والدارمي (3755 و 3756 - ط البشائر)، وابن حبان (6/ 314/ 2576)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (268)، وابن أبي شيبة (2/ 196/ 8064)، ويحيى بن معين في الثاني من فوائده (54)، والبزار (5/ 251/ 1866)، وابن الضريس في فضائل القرآن (243 و 262)، والطحاوي في
المشكل (3/ 248/ 1211)، والهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (1/ 443/424)، والطبراني في حديثه لأهل البصرة بانتقاء ابن مردويه (90)، وفي الكبير (9/ 8669/136) و (10/ 140/ 10245) و (10/ 160/ 10318) و (10/ 208/ 10484 و 10485)، وفي الأوسط (1/ 225/ 741) و (5/ 295/ 5359) و (8/ 228/ 8480)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (692)، وابن عدي في الكامل (5/ 383)، والدارقطني في الأفراد (2/ 11/ 3706 - أطرافه)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 117) و (7/ 168)، وأبو الفضل الرازي في فضائل القرآن (106)، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 255)، والخطيب في حديث الستة (1 و 2 و 4 و 5)] [التحفة (6/ 269/ 9202)، الإتحاف (10/ 184/ 12539)، المسند المصنف (19/ 82/ 8764)][وقد اختلف في رفعه ووقفه، وفي وصله وإرساله، ورفعه وهم][وأصح ما فيه: ما رواه عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود، قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن. موقوفاً عليه بإسناد صحيح، وله حكم الرفع][قال الدارقطني في العلل (5/ 73/ 718): "والموقوف أصح"].
* ولحديث ابن مسعود إسناد آخر، وهم فيه راويه على أبي إسحاق السبيعي، وقد أوردته في مصادر حديث أبي مسعود الأنصاري، وصوابه من قول عمرو بن ميمون أو من مرسله [وانظر: علل- ابن أبي حاتم (4/ 601/ 1169)] [وانظر أيضاً: علل الدارقطني (5/ 283/ 886)].
6 -
حديث أبي مسعود الأنصاري [أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 137)، والنسائي في الكبرى (9/ 255 - 257/ 10457 - 10462)، وابن ماجه (3789)، وأحمد (4/ 122)، والطيالسي (2/ 12/ 651)، وعبد الرزاق (3/ 371/ 6003)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (267 و 268)، والبزار (5/ 244/ 1856)، وابن الضريس في فضائل القرآن (247 و 255 و 257 و 261)، والطحاوي في شرح المشكل (3/ 250/ 1214 و 1215) و (3/ 251/ 1216)، وابن أبي حاتم في العلل (4/ 601/ 1669)، والطبراني في الكبير (10/ 160/ 10318) و (17/ 254/ 706) و (17/ 255/ 707 و 708)، وفي الأوسط (5/ 98/ 4783) و (6/ 129/ 599)، وفي الصغير (865)، وأبو بكر الأنباري في حديثه (128)، والدارقطني في العلل (5/ 283/ 886) و (6/ 179/ 1051)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 154) و (7/ 134 و 168)، وفي تاريخ أصبهان (1/ 436) و (2/ 194 و 276)، وفي معرفة الصحابة (4/ 2150/ 5403)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1025 و 1031 - 1034)، والحسن بن محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (23 و 24)، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 255)، والخطيب في تاريخ بغداد (15/ 290 - ط الغرب)، وفي حديث الستة (20 - 29)][التحفة (6/ 648 / 10001)، المسند المصنف (29/ 283/ 13409)][انظر: علل ابن أبي حاتم (4/ 601/ 1669)، علل الدارقطني (5/ 229/ 839) و (5/ 283/ 886) و (6/ 177/ 1051)] [وفي سنده اختلاف على أبي إسحاق
السبيعي، وجعله بعضهم من مسند ابن مسعود، وجعله بعضهم من مسند أبي أيوب، وصوابه بين كونه: من مرسل عمرو بن ميمون، كذا رواه عن أبي إسحاق: سفيان الثوري وزائدة بن قدامة ومعمر بن راشد، وبين كونه: مقطوعاً على عمرو بن ميمون قوله، كذا رواه شعبة وأبو بكر بن عياش، وانظر: علل ابن أبي حاتم (4/ 601/ 1669)، وأما رواية الثوري وشعبة ومسعر بن كدام وحصين بن عبد الرحمن وحجاج بن أرطأة، وغيرهم: عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود مرفوعاً، فقد استغربها النقاد وأنكروها على أبي قيس، حيث تفرد بها أبو قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود بهذا الوجه، وخالف الثقات. قال البخاري في التاريخ الكبير (3/ 137):"وكأن يحيى ينكر على أبي قيس حديثين: هذا [يعني: حديث "قل هو الله أحد ثلث القرآن" عن أبي مسعود]، وحديث هزيل عن المغيرة: مسح النبي صلى الله عليه وسلم على الجوربين". وقال النسائي في الكبرى (10461): "لم يتابعه أحد علمته على ذلك". وقال ابن عبد البر في التمهيد (7/ 255): "وهو عندي خطأ [يعني: حديث أبي قيس عن عمرو بن ميمون]، والله أعلم، والصواب عندي فيه: حديث منصور، عن هلال، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب"] [قلت: والحمل فيه على أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان؛ فإنه وإن وثقه: ابن معين وابن نمير والعجلي والدارقطني، وقال النسائي وأحمد - في رواية -: "ليس به بأس"؛ إلا أن أحمد قال في رواية أخرى: "لا يحتج به"، وفي ثالثة: "يخالف في أحاديثه"، وفي رابعة: "هو كذا وكذا" وحرك يده، وقال أبو حاتم: "ليس بقوي، هو قليل الحديث، وليس بحافظ"، قيل له: كيف حديثه؟ فقال: "صالح، هو لين الحديث". التهذيب (5/ 65)، الميزان (2/ 553)].
7 -
حديث أم كلثوم بنت عقبة [أخرجه النسائي في الكبرى (9/ 257 - 258/ 10464 - 10466)، والدارمي (3758 - ط البشائر)، ومالك في الموطأ (1/ 287/ 559)، وأحمد (6/ 404)، وعبد الرزاق (3/ 371/ 6004)، وغيرهم. راجع تخريجه بطرقه فيما تقدم تحت الحديث رقم (1400)][وفي سنده اختلاف على الزهري، وصوابه: ما رواه مالك ومعمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن قوله، مقطوعاً عليه، [قال الدارقطني في العلل (10/ 255/ 1994) و (15/ 360/ 4063): "وقول مالك أشبه بالصواب"][وانظر: علل ابن أبي حاتم (4/ 676/ 1728)، [قال ابن عبد البر في التمهيد (7/ 252): "لا يجوز أن يكون مثله رأياً"، ثم قال: "أدخلنا هذا في كتابنا؛ لأن مثله لا يقال من جهة الرأي، ولا بد أن يكون توقيفاً لأن هذا لا يدرك بنظر، وإنما فيه التسليم، مع أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه"].
8 -
حديث ابن عمر:
يرويه جعفر بن أبي جعفر الأشجعي، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه في سفرِ صلاة الفجر، فقرأ:{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} ، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، وقال:"قرأت بكم ثلث القرآن، وربعه".
وهو حديث منكر باطل، تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (13/ 129/ 1221) و (13/ 403/ 1256).
* ورواه ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، قال: رمقت عبد الله بن عمر خمساً وعشرين ليلةً، فما سمعته يقرأ في ركعتي الفجر إلا بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} ، قال: فقلت له: رمقتك منذ خمس وعشرين ليلة فما رأيتك قرأت في هاتين الركعتين إلا بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}؟ فقال ابن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما فيهما.
وقال ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن، و"{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} ، تعدل ربع القرآن، وهاتين الركعتين فيهما رغب الدهر"، وفي رواية: "فيهما من الرغائب والخير كله".
وهو حديث مضطرب، تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (13/ 401/ 1256).
9 -
حديث ابن عباس:
رواه يمان بن المغيرة العنزي، قال: حدثنا عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " {إِذَا زُلْزِلَتِ} " تعدل نصف القرآن، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} تعدل ربع القرآن".
أخرجه الترمذي (2894)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (268)، وابن الضريس في فضائل القرآن (298)، وابن عدي في الكامل (7/ 180)، والحاكم (1/ 566)(2/ 618/ 2103) - ط الميمان)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (10/ 263)، والبيهقي في الشعب (4/ 549/ 2284)، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 259)، والبغوي في التفسير (8/ 504)، والضياء في المنتقى من مسموعات مرو (126). [التحفة (4/ 528/ 5970)، الإتحاف (7/ 451/ 8193)، المسند المصنف (13/ 313/ 6439)].
قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
قلت: هو حديث منكر، لتفرد أبي حذيفة اليمان بن المغيرة البصري به عن عطاء، واليمان: منكر الحديث [التهذيب (4/ 452)، الميزان (4/ 460)].
10 -
حديث عبد الله بن عمرو [أخرجه أحمد (2/ 173)][الإتحاف (9/ 568/ 11949)، المسند المصنف (17/ 427/ 8263)][وفي إسناده: حيي بن عبد الله المعافري، وهو: منكر الحديث فيما تفرد به، ولم يتابع عليه، وقد يحسن حديثه إذا توبع. انظر: الكلام عن هذا الإسناد مفصلاً: الشاهد الخامس تحت الحديث رقم (447) (5/ 349/ 447 - فضل الرحيم)، وتخريج الذكر والدعاء (1/ 423/ 210). والراوي عنه: عبد الله بن لهيعة، وهو: ضعيف، وفيه قصة لأبي أيوب الأنصاري].
11 -
حديث أنس بن مالك:
روي عنه من طرق:
أ - روى يزيد بن هارون [ثقة متقن]، عن جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن".
أخرجه ابن ماجه (3788)، والطبراني في الأوسط (6/ 39/ 5730)، وابن عدي في الكامل (2/ 126 و 127)(3/ 55/ 3613 - 3615 - ط الرشد)، وابن المقرئ في المعجم (959)، والضياء في المختارة (7/ 60/ 2464 - 2466). [التحفة (1/ 527/ 1150)، المسند المصنف (3/ 116/ 1311)].
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن جرير بن حازم إلا يزيد بن هارون".
وأسنده ابن عدي من طريق وهب بن جرير مقروناً بيزيد بن هارون في رواية؛ لكنه لم يره محفوظاً من حديثه عن أبيه.
ثم قال ابن عدي: "وهذه الأحاديث عن قتادة عن أنس التي أمليتها: لا يتابع جريراً أحدٌ؛ إلا حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم يمد صوته بالقراءة، فإنه رواه همام أيضاً عن قتادة".
وهذا حديث منكر؛ وهم فيه جرير على قتادة، وسلك فيه الجادة والطريق السهل:
تفرد جرير بن حازم به عن قتادة دون أصحاب قتادة المشاهير سواء الحفاظ منهم أو الشيوخ، وجرير وإن كان في نفسه ثقة إلا أن تفرده عن قتادة فيه نظر.
ثم إن جريراً ليس من أصحاب قتادة المقدَّمين فيه بحيث يقبل تفردهم لو تفردوا، مثل شعبة وهشام الدستوائي وابن أبي عروبة، بل وليس هو في منزلة الشيوخ من أصحاب قتادة، مثل أبان وهمام وحماد وشيبان وغيرهم.
والأهم من ذلك: أن جرير بن حازم: ضعيف في قتادة، وإن كان ثقة في غيره، قال عبد الله بن أحمد:"سألت يحيى عن جرير بن حازم؟ فقال: ليس به بأس. فقلت له: إنه يحدث عن قتادة عن أنس أحاديث مناكير. فقال: ليس بشيء؛ هو عن قتادة: ضعيف"[العلل ومعرفة الرجال (3/ 10/ 3912)].
وقال الميموني عن أحمد: "كان حديثه عن قتادة غير حديث الناس يوقف أشياء، ويسند أشياء، ثم أثنى عليه، وقال: صالح، صاحب سنة وفضل"[ضعفاء العقيلي (1/ 199)، التهذيب (1/ 39)].
وقال ابن عدي في الكامل (2/ 130): "وهو مستقيم الحديث، صالح فيه، إلا روايته عن قتادة؛ فإنه يروي أشياء عن قتادة لا يرويها غيره".
وقال الذهبي في الميزان (1/ 393): "وفي الجملة: لجرير عن قتادة أحاديث منكرة".
ثم هو قد خالف ثقات أصحاب قتادة، وسلك الطريق السهل، فقد رواه جماعة من ثقات أصحاب قتادة من مسند أبي الدرداء:
رواه شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وأبان بن يزيد العطار، وعمران بن مسلم القصير، وبكير بن أبي السميط، وسعيد بن بشير [ضعيف]:
عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ " قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن". تقدم تخريجه في الشاهد الأول.
فإن قيل: لم ينفرد به جرير، تابعه أبو هلال:
فقد رواه موسى بن إسماعيل المنقري [ثقة ثبت]، قال: حدثنا أبو هلال، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"جزأ الله القرآن ثلاثة أجزاء، فـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} جزء منه". وفي رواية: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ثلث القرآن".
أخرجه الطحاوي في المشكل (3/ 249/ 1213)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 178)، والشجري في الأمالي الخميسية (514 - ترتيبه).
فيقال: هذه المتابعة لا تغني شيئاً من وجهين:
الأول: أبو هلال الراسبي محمد بن سليم: ليس بالقوي، يخالف أصحاب قتادة في حديثهم عنه، قال أحمد بن حنبل:"قد احتمل حديثه، إلا أنه يخالف في حديث قتادة، وهو مضطرب الحديث عن قتادة"، وسئل يحيى بن معين عن أبى هلال الراسبي: كيف روايته عن قتادة؟ فقال: "فيه ضعف، صويلح"[راجع ترجمته تحت الحديث رقم (574)].
والثاني: أن متنه هو متن حديث الجماعة عن قتادة، مما يؤكد وهمه في إسناده.
والحاصل: أن القول فيه قول الجماعة من أثبت أصحاب قتادة: شعبة وابن أبي عروبة، ومن تابعهما.
ب - وروى محمد بن موسى الحرشي البصري [لين الحديث]، قال: حدثنا الحسن بن سلم بن صالح العجلي، قال: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ: {إِذَا زُلْزِلَتِ} عدلت له بنصف القرآن، ومن قرأ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} عدلت له بربع القرآن، ومن قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} عدلت له بثلث القرآن".
أخرجه الترمذي (2893)، والبزار (13/ 361/ 7006)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 243)(1/ 457/ 323 - ط التأصيل)، وابن حبان في المجروحين (1/ 234)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1008)، والبيهقي في الشعب (4/ 551/ 2286)، والخطيب في تالي تلخيص المتشابه (2/ 432)، وفي المتفق والمفترق (1/ 664/ 381)، وأبو الحسن الواحدي في التفسير الوسيط (4/ 541)، وابن حجر في نتائج الأفكار (3/ 268). [التحفة (1/ 248/ 284)، المسند المصنف (3/ 114/ 1309)].
قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ الحسن بن سلم".
وقال العقيلي: "الحسن بن مسلم بن صالح العجلي: بصري، عن ثابت، مجهول بالنقل، وحديثه غير محفوظ من حديث ثابت، وقد روي بغير هذا الإسناد في {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} أحاديث صالحة الإسناد"، ثم قال:"والرواية في: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثك القرآن" من غير هذا الوجه بأسانيد صالحة، وأما {إِذَا زُلْزِلَتِ} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} فروايةٌ فيها لينٌ".
وقال ابن حبان: "يتفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات"، ثم ذكر حديثه هذا، ثم قال:"هذا الخبر بدا اللفظ باطل؛ إلا ذكر {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} فإن له أصلاً".
وقال البيهقي: "هذا العجلي مجهول".
وقال الذهبي في المغني (1484): "الحسن بن مسلم العجلي البصري؛ عن ثابت: فيه جهالة، وخبره منكر".
وقال في الميزان (1/ 493): "هذا منكر، والحسن لا يعرف، ولا روى عنه سوى محمد بن موسى الحرشي".
قلت: هو حديث منكر، الحسن بن سلم بن صالح العجلي، ويقال: الحسن بن سيار بن صالح، ويقال: الحسن بن مسلم بن صالح: مجهول، وحديثه غير محفوظ [التهذيب (1/ 396)].
* قلت: ورواه محمد بن الحسن [هو محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي المعروف بالتل: لين الحديث. التهذيب (3/ 541)، الميزان (3/ 512)، المجروحين (2/ 277)، فضل الرحيم الودود (6/ 475/ 574)]: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في كل ليلة؟ "، قالوا: ومن يطيق ذاك؟ قال: "يقرأ قل هو الله أحد".
أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 207/ 7287)، ومن طريقه: الضياء في المختارة (5/ 72 - 73/ 1698).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا محمد بن الحسن الأسدي".
قلت: وهما في وصله، إنما رواه ثابت مرسلاً:
فقد روى موسى بن إسماعيل [أبو سلمة التبوذكي: ثقة ثبت]، وعلي بن عثمان [اللاحقي: ثقة. تاريخ الإسلام (16/ 284)، اللسان (5/ 563)]، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله [يعني: مثل الرواية السابقة، بلفظ:"أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة؟ "، قالوا: ومن يستطيع ذلك يا رسول الله؟ قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ].
أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (264).
ج - وروى خلف بن عقبة [وقيل: خالد بن عقبة العنزي]: حدثنا أبو الزهراء، قال: دخلنا على أنس بن مالك فقرأ بأم الكتاب، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، وقال:"هي ثلث القرآن"، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يعني:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} .
أخرجه البزار (13/ 103/ 6469)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1038)، وعلقه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 375).
قال البزار: "ولا نعلم رواه عن أبي الزهراء إلا خلف بن عقبة، ولا نعلم حدث عن أنس إلا هذين الحديثين"؛ يعني: أبا الزهراء.
قال البرقاني في سؤالاته (130): "قلت للدارقطني: خلف بن عقبة، عن أبي الزهراء خادم أنس بن مالك، فقال: خلف بصري، وأبو الزهراء مجهول".
قلت: إسناده مجهول، أبو الزهراء: مجهول، وخلف بن عقبة: لا يُعرف [الجرح والتعديل (3/ 371)، اللسان (9/ 67)].
د - ورواه زيد بن أخزم أبو طالب الطائي [ثقة حافظ]: حدثنا محمد بن عباد الهنائي [صدوق]: حدثنا حميد بن مهران [ثقة]، عن أبي الزبرقان الهلالي، عن بريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن".
أخرجه البزار (14/ 96/ 7581)، والطبراني في الأوسط (2/ 299/ 2035) و (7/ 224/ 7336)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1039).
قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن بريد عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به زيد بن أخزم".
قلت: بريد بن أبي مريم مالك بن ربيعة السلولي البصري: تابعي، ثقة، سمع أنس بن مالك [جامع الترمذي (1632)]؛ لكن تفرد عنه بهذا الحديث دون بقية أصحابه الثقات: أبو الزبرقان الهلالي، ولا يُعرف اسمه، ولا يُعرف بغير هذا الإسناد [فتح الباب (3109)].
فهو حديث غريب غريب.
* خالف الناس في هذا الحديث، وقال: تعدل ربع القرآن:
هـ - رواه سفيان الثوري، وعبد الله بن الحارث بن عبد الملك المخزومي المكي، وابن أبي فديك، وجعفر بن عون، وأنس بن عياض، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وزيد بن الحباب [وهم ثقات]:
عن سلمة بن وردان، أن أنس بن مالك صاحب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رجلاً من صحابته فقال:"أي فلان، هل تزوجت؟ "، قال: لا، وليس عندي ما أتزوج به، قال:"أليس معك {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}؟ "، قال: بلى، قال:"ربع القرآن"[وفي رواية: "ثلث القرآن"]، قال:"أليس معك {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}؟ "، قال: بلى، قال:"ربع القرآن"، قال:"أليس معك {إِذَا زُلْزِلَتِ}؟ "، قال: بلى، قال:"ربع القرآن"، قال:"أليس معك"{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} ؟ "، قال: بلى، قال: "ربع القرآن"، قال: "أليس
معك آية الكرسي {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} ؟ "، قال: بلى، قال: "ربع القرآن"، قال: "تزوج، تزوخ، تزوج".
أخرجه مسلم في التمييز (67)، والترمذي (2895). وأحمد (3/ 146 و 221)، والبزار (12/ 352/ 6247) و (12/ 353/ 6248)، وابن الضريس في فضائل القرآن (297). وابن الأعرابي في المعجم (2/ 805)، وابن حبان في المجروحين (1/ 337)، وابن عدي في الكامل (4/ 358)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1026 و 1027)، والبيهقي في شعب الإيمان (4/ 550/ 2285) و (5/ 6/ 2300)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 379)، والواحدي في التفسير الوسيط (4/ 541). [التحفة (1/ 427/ 870)، المسند المصنف (3/ 115/ 1310)].
قال مسلم في التمييز ص (194): "ذكر خبر واهٍ يدفعه الأخبار الصحاح"، فأسند حديث سلمة بن وردان عن أنس، ثم قال:"هذا الخبر الذي ذكرناه عن سلمة عن أنس: خبر يخالف الخبر الثابت المشهور، فنقل عوام أهل العدالة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الشائع من قوله: "{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن"، فقال ابن وردان في روايته: إنها ربع القرآن، ثم ذكر في خبره من القرآن خمس سور، لِقول في كل واحد منها: ربع القرآن، وهو مستنكر غير مفهوم صحة معناه، ولو أن هذا الكتاب قصدنا فيه الأخبار عن سنن الأخبار بما يصح وبما يستقيم لما استجزنا ذكر هذا الخبر عن سلمة بلفظه باللسان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن روايته، وكذلك ما أخرجه من الأخبار المنكرة، ولكننا سوغنا روايته لعزمنا على إخبارنا فيه من العلة التي وصفنا، وسنذكر إن شاء الله ما صح من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} أنها تعدل ثلث القرآن".
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس، ولا عن غير أنس بهذا اللفظ".
وقال ابن حبان عن سلمة: "وكان يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديثه، وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، كأنه كان كبر وحطمه السن، فكان يأتي بالشيء على التوهم، حتى خرج عن حد الاحتجاج به".
وقال ابن عدي: "ولسلمة بن وردان غير ما ذكرت من الحديث، وليس بالكثير، وفي متون بعض ما يرويه أشياء منكرة، ويخالف سائر الناس".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (19/ 228): "والمحفوظ الثابت الصحيح في هذا الحديث وغيره: إنها لتعدل ثلث القرآن، دون شك".
قلت: هو حديث منكر عن أنس، تفرد به: سلمة بن وردان، وهو: منكر الحديث، وعامة حديثه عن أنس منكر [التهذيب (2/ 79)، الميزان (2/ 193)، وأنكر عليه هذا الحديث، وأتبعه بقول الحاكم: "رواياته عن أنس أكثرها مناكير"، ثم قال الذهبي: "وصدق الحاكم"].
* وقد روي عن أنس أيضاً في فضائل السور بنسبتها من القرآن [أخرجه ابن نصر في قيام الليل (161 - مختصره)][وهو حديث باطل، رواه عن أنس: يزيد بن أبان الرقاشي، وهو: ضعيف، يحدث عن أنس بن مالك بما فيه نظر، والراوي عنه: عمر بن رياح، أبو حفص الضرير البصري، وهو: متروك، ذاهب الحديث، يحدث عن ابن طاووس بالبواطيل، وقال الفلاس: "دجال"، وقال ابن عدي: "يروي عن ابن طاووس بالبواطيل؛ ما لا يتابعه أحد عليه، والضعف بيِّنٌ على حديثه" التهذيب (3/ 225)، الميزان (3/ 197)].
[وأخرجه مختصراً في فضل سورة الإخلاص، وأنها تعدل ثلث القرآن: أبو يعلى (3/ 57/ 1481) و (7/ 150/ 4118) و (7/ 163/ 4136)، والخطيب في المتفق والمفترق (3/ 1857/ 1441)][المسند المصنف (3/ 117/ 1312)][وهو حديث منكر؛ رواه عن أنس: يزيد بن أبان الرقاشي، وهو: ضعيف، يحدث عن أنس بن مالك بما فيه نظر، والراوي عنه: عبيس بن ميمون، وهو: متروك، منكر الحديث، عامة ما يرويه غير محفوظ. التهذيب (3/ 47)، الميز أن (3/ 26)].
* والحاصل: فإنه لا يثبت عن أنس حديث في: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن"، وإن كان قد ثبت عنه في فضلها، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
12 -
حديث سعد بن أبي وقاص [أخرجه البزار (4/ 47/ 1211)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 85)، والطبراني في الصغير (165 و 166)، والدارقطني في الأفراد (1/ 133/ 532 - أطرافه)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 140)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1023 و 1057)، والحسن بن محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (45)، والبيهقي في الشعب (4/ 559/ 2297) و (4/ 560/ 2298)، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 260)، وابن حجر في نتائج الأفكار (3/ 269)] [وهو حديث منكر؛ تفرد به: زكريا بن عطية الحنفي، وهو: منكر الحديث، وقد رواه بإسنادين مختلفين، مرة من مسند سعد، ومرة من مسند أبي هريرة، كلاهما في فضل سورة الإخلاص، مع اختلاف في الفضل، قال العقيلي: "لا يتابع عليه،
…
، يروى في: قل هو الله أحد أنها تعدل ثلث القرآن؛ أحاديث جياد من غير هذا الوجه"، وقال أبو حاتم في العلل (4/ 720/ 1764): "هذين حديثين منكرين، وزكريا بن عطية: منكر الحديث". الجرح والتعديل (3/ 599)، تاريخ الإسلام (5/ 316 - ط الغرب)، اللسان (3/ 511)].
13 -
حديث رجاء الغنوي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن أجمع"[أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 125)، والحسن بن محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (33)] [وهو حديث منكر؛ في إسناده: أحمد بن الحارث الغساني، وهو: متروك الحديث، له مناكير لا يتابع عليها. اللسان (1/ 423)، قال العقيلي:"ولا يعرف لرجاء الغنوي رواية، فأما الرواية في: "قل
هو الله أحد تعدل ثلث القرآن"؛ فثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه"، وساكنة بنت الجعد: مجهولة. الميزان (2/ 44)، ولا يُعرف لرجاء الغنوي صحبة، وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين (4/ 237)، وقال:"رجاء الغنوي: يروي المراسيل، أصيبت يده يوم الجمل، روت عنه ساكنة بنت الجعد الغنوية". وانظر: معرفة الصحابة لأبي نعيم (2/ 1127)، وقد تساهل في إثبات الصحبة له بغير برهان، بينما أصاب ابن عبد البر حين قال في الاستيعاب (770):"لا يصح حديثه، ولا تصح له صحبة"].
14 -
حديث معاذ بن جبل [أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 112/ 223)][وإسناده حسن غريب. راجع: تخريج أحاديث الذكر والدعاء (1/ 436/ 216)، فضل الرحيم الودود (14/ 290/ 1289)].
15 -
حديث جابر بن عبد الله [أخرجه البزار (3/ 85/ 2299)][وهو حديث غريب، من حديث أبي الزبير عن جابر].
16 -
حديث عمر بن الخطاب، وهو حديث طويل، مشهور بحديث الضب، يُروى في كتب الدلائل في قصة الأعرابي الذي أسلم حين تكلم الضبُّ وشهد برسالة نبينا صلى الله عليه وسلم، وموضع الشاهد منه: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا كلام رب العالمين، وليس بشِعر، إذا قرأت: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} مرة، فكأنما قرأت ثلث القرآن، وإذا قرأت: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} مرتين، فكأنما قرأت ثلثي القرآن، وإذا قرأت: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ثلاث مرات، فكأنما قرأت القرآن كله"، فقال الأعرابي: نعم الإله إلهنا، يقبل اليسير، ويعطي الجزيل،
…
الحديث [أخرجه الطبراني في الأوسط (6/ 127/ 5996)، وفي الصغير (948)، وأبو نعيم في الدلائل (275)، والحسن بن محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (2)، والبيهقي في الدلائل (6/ 36)، وقال: "قد أخرجه شيخنا أبو عبد الله الحافظ في المعجزات بالإجازة عن أبي أحمد بن عدي الحافظ،
…
". وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 383)، وضعفه، [تفرد به: محمد بن علي بن الوليد السلمي البصري، عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني: حدثنا معتمر بن سليمان: حدثنا كهمس بن الحسن: حدثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عبد الله بن عمر، عن أبيه عمر بن الخطاب بحديث الضب، قلت: وعلته هو هذا السلمي، والآفة منه، فقد قال فيه الإسماعيلي في معجمه (1/ 458): "منكر الحديث"، وقال الذهبي في الميزان (3/ 651): "روى أبو بكر البيهقي حديث الضب من طريقه بإسناد نظيف، ثم قال البيهقى: الحمل فيه على السلمي هذا. قلت: صدق والله البيهقي، فإنه خبر باطل"، واستنكره أيضاً ابن كثير في البداية والنهاية (9/ 37). وانظر: اللسان (7/ 360)] [قلت: هو حديث كذب، إنما يرويه عاصم بن النضر [بصري، ثقة]: ثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت كهمس بن الحسن، يحدث عن داود بن أبي هند، عن عامر، قال: لوددت أني لقيت هذا الكبش فنهيته عن قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لقد كنت مع ابن عمر سنتين فما حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا
بحديث الضب. أخرجه الطبراني في الكبير (13/ 73/ 13705)، وقال:"يعني بقوله: الكبش: الحسن البصري". قلت: حديث الضب، هو في قصة تقديم الضب على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إعراضه عن أكله، وأمره غيره بالأكل منه لكونه حلالاً.
فقد أخرج البخاري (7267)، ومسلم (1944)، وأبو عوانة (5/ 37/ 7698 و 7699)، والدارمي (294 - ط البشائر)، وابن حبان (12/ 71/ 5264)، وأحمد (2/ 84 و 137)، والطيالسي (3/ 452/ 2057)، وابن أبي شيبة (5/ 294/ 26227)، والبزار (12/ 9/ 5370)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (253 - مسند عمر)، والطحاوي في شرح المعاني (4/ 200)، وفي المشكل (8/ 334/ 3284)، وابن الأعرابي في المعجم (691)، والطبراني في الكبير (13/ 71 و 72/ 13702 و 13703) و (23/ 213/ 387)، والبيهقي (9/ 323)، وغيرهم. وانظر: التحفة (5/ 216/ 7111)، الإتحاف (8/ 484/ 9818)، المسند المصنف (15/ 466/ 7425).
من طرق: عن شعبة، عن توبة العنبري، قال: قال لي الشعبي: أرأيت الحسن حين يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ (وفي الصحيحين: قال لي الشعبي: أرأيت حديث الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم؟) والله لقد جالست ابن عمر بالمدينة كذا وكذا، ما سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثاً واحداً، فإنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فأُتوا بلحم، فقالت امرأة من أزواجه: أمسكوا فإنه ضب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كلوه فإنه حلال"، أو قال:"كلوا فإنه لا بأس به". لفظ الطيالسي، وزاد شعبة في رواية:"إنه ليس بحرام، ولكنه ليس من طعامي"].
* وأما معنى حديث: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} تعدل ثلث القرآن"، فقد قال ابن عبد البر بعد أن ساق جملة من أقوال من أمسك عن القول في معناه، وردَّ علمه إلى الله ورسوله، وقول من أجاب فيه، قال:"من لم يجب في هذا أخلص ممن أجاب فيه، والله أعلم".
ومما جاء في فضل سورة الاخلاص:
1 -
حديث عائشة:
يرويه ابن وهب: حدثنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال؛ أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه، عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن - وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن عائشة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ "، فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أخبروه أن الله يحبه".
أخرجه البخاري (7375)، ومسلم (813)، وأبو عوانة (2/ 490/ 3950)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 408/ 1841)، والنسائي في المجتبى (2/ 170 - 171/
993)، وفي الكبرى (2/ 18/ 1067) و (9/ 260/ 10471)، وابن حبان (3/ 73/ 793)، وابن منده في التوحيد (4)، والحسن بن محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (48)، والبيهقي في الأسماء والصفات (61)، وفي الشعب (5/ 14/ 2308)، والضياء في فضائل القرآن (59). [التحفة (11/ 859/ 17914)، المسند المصنف (39/ 189/ 18749)].
2 -
حديث أبي هريرة:
يرويه مالك بن أنس، عن عبيد الله بن عبد الرحمن، عن عبيد بن حنين - مولى آل زيد بن الخطاب -؛ أنه قال: سمعت أبا هريرة، يقول: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع رجلاً يقرأ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وجبت"، فسألته: ماذا يا رسول الله؟ فقال: "الجنة". فقال أبو هريرة: فأردت أن أذهب إليه، فأبشره، ثم فرقت أن يفوتني الغداء، فآثرت الغداء، ثم ذهبت إلى الرجل، فوجدته قد ذهب.
أخرجه مالك في الموطأ (1/ 286/ 558 - رواية يحيى الليثي)(257 - رواية أبي مصعب الزهري)(96 - رواية الحدثاني)(172 - رواية الشيباني).
ومن طريقه: الترمذي (2897)، والنسائي في المجتبى (2/ 171/ 994)، في الكبرى (2/ 18/ 1068) و (9/ 259/ 10470) و (10/ 350/ 11651)، والحاكم (1/ 566)(2/ 619/ 2105 - ط الميمان)، وأحمد (2/ 352 و 535)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (266)، والبزار (15/ 288/ 8784)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (691)، والجوهري في مسند الموطأ (579)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (10/ 332)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1045)، والبيهقي في الشعب (5/ 13/ 2307)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 476/ 1211)، وفي التفسير (8/ 589). [التحفة (10/ 47/ 14127)، الإتحاف (15/ 338/ 19423) و (16/ 292/ 20804)، المسند المصنف (33/ 519/ 15701)].
رواه عن مالك: عبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو مصعب الزهري، وعبد الرحمن بن القاسم، ويحيى بن بكير، ويحيى بن يحيى الليثي، وإسحاق بن سليمان، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، وعثمان بن عمر بن فارس، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن خالد بن عثمة، وسويد بن سعيد الحدثاني.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث مالك بن أنس، وابن حنين هو: عبيد بن حنين".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (7/ 254): "حديث صحيح".
قلت: هو حديث صحيح، قد شهد له بعد مالك بالصحة، أبو حاتم الرازي، حيث قال عن عبيد الله بن عبد الرحمن:"شيخ، وحديثه مستقيم"[الجرح والتعديل (5/ 323)]، وقد صححه أيضاً: الترمذي والحاكم وابن عبد البر، وقد أجل أبو حاتم هنا شيخ مالك،
فهاب أن يصفه بالجهالة على عادته، فكفى بمن روى عنه مالك من أهل المدينة ثقة وشرفاً، وقد سبق أن تكلمت مراراً عن شيوخ مالك، وأنه لم يكن يُدخل موطأه إلا الثقات، ولا يروي إلا عن ثقة [راجع مثلاً: الأحاديث المتقدمة برقم (623 و 812 و 1314)].
* وانظر فيمن وهم في إسناده على مالك: علل ابن أبي حاتم (4/ 715/ 1761)، علل الدارقطني (11/ 66/ 2128).
3 -
حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
رواه أبو عوانة، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وسفيان الثوري [وعنه: وكيع بن الجراح]، وشعبة [وعنه: أبو زيد الهروي سعيد بن الربيع]، والمسعودي [صدوق، وعنه: أبو النضر هاشم بن القاسم، وهو: ثقة ثبت، ممن سمع من المسعودي بعد الاختلاط]، وأبو حمزة السكري محمد بن ميمون [ثقة]، وشريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]:
عن مهاجر أبي الحسن، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كنت أسير مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلاً يقرأ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} حتى ختمها، فقال:"قد برئ هذا من الشرك"، ثم سرنا فسمع آخر يقرأ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، فقال:"أما هذا فقد غفر له". لفظ أبي عوانة، وزاد في رواية: فقصرت راحلتي؛ لأنظر من الذي قرأ فأبشره بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما دريت أي الناس هو. ورواه بنحوه مع الزيادة: أبو حمزة السكري [عند المستغفري].
ولفظ شعبة [عند الدارمي]: عن أبي الحسن مهاجر، قال: جاء رجلٌ زمنَ زياد إلى الكوفة، فسمعته يحدث: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له، قال: وركبتي تصيب - أو: تمسُّ - ركبته، فسمع رجلاً يقرأ:{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} ، قال:"برئ من الشرك"، وسمع رجلاً يقرأ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، قال:"غقر له".
ولفظ الثوري [عند ابن أبي شيبة]: عن مهاجر أبي الحسن، قال: سمعت شيخاً في إمارة ابن أبي الحكم يحدث، قال: بينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة، فسمع رجلاً يقرأ:{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما هذا فقد عوفي من الشرك"، وسمع رجلاً يقرأ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، فقال صلى الله عليه وسلم:"أما هذا فقد غفر له".
ولفظ أبي الأحوص [عند سعيد بن منصور]، عن أبي الحسن التيمي، قال: سمعت رجلاً يقول: كنت أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء،
…
فذكر نحوه، وفي آخره: فكففت راحلتي لأنظر من هو، فأبشره، فنظرت يميناً وشمالاً، فما رأيت أحداً.
أخرجه النسائي في الكبرى (7/ 262/ 7974) و (9/ 260/ 10472)، والدارمي (3748 - ط البشائر)، وأحمد (4/ 63 و 65) و (5/ 376 و 378)، ومسدد في مسنده (6/ 305/ 5903 - إتحاف الخيرة)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 404/ 129)، وابن أبي
شيبة في المسند (2/ 423/ 962)، وابن الضريس في فضائل القرآن (305)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1022 و 1053)، والبيهقي في دلائل النبوة (7/ 86)، وأبو الحسن الواحدي في التفسبر الوسيط (4/ 564). [التحفة (10/ 606/ 15678)، الإتحاف (16/ 665/ 21142)، المسند المصنف (35/ 347/ 17121)].
وهذا حديث صحيح، وجهالة الصحابي هنا لا تضر؛ فقد سمع منه مهاجر أبو الحسن، وشهد له بالصحبة، وأبو الحسن: تابعي، ثقة، أخرج له الشيخان، وله شاهد من حديث ابن مسعود.
4 -
حديث ابن مسعود:
رواه سليمان بن داود [سليمان بن داود بن حماد المهري: مصري، ثقة]، عن ابن وهب [ثقة حافظ]، قال: حدثنا عمرو بن الحارث [ثقة ثبت، إمام فقيه]، عن سعيد بن أبي هلال [مصري، أصله من المدينة، وهو ثقة]؛ أن أبا المصفى أخبره؛ أن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري أخبره، عن ابن مسعود، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ونحن نسير، فقرأ رجل من القوم:{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما صاحبكم فقد برئ من الشرك"، فذهبت أنظر من هو فأبشره، فقرأ رجل آخر:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما صاحبكم فقد غفر له".
أخرجه النسائي في الكبرى (9/ 260/ 10473). [التحفة 6/ 341/ 9374)، المسند المصنف (19/ 81/ 8763)].
قلت: هذا إسناد كوفي، ثم مدني، ثم مصري، ورجاله ثقات مشهورون، غير أبي المصفى المدني، فإنه: مجهول [التهذيب (4/ 589)، الميزان (4/ 573)، التقريب (1206)، وقالا: (مجهول)].
5 -
حديث جابر بن عبد الله:
يرويه يحيى بن معين، قال: ثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس الأنصاري، قال: سمعت طلحة بن خراش، يحدث عن جابر: أن رجلاً قام فركع ركعتي الفجر، فقرأ في الأولى:{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} ، حتى انقضت السورة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هذا عبد عرف ربه"، ثم قام فقرأ في الآخرة:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، حتى انقضت السورة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هذا عبد آمن بربه". قال طلحة: فأنا أستحب أن أقرأ بهاتين السورتين في هاتين الركعتين.
أخرجه ابن حبان (6/ 213/ 2460)، وغيره.
قال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 489): "هذا حديث حسن".
قلت: وهو كما قال، راجع تخريجه في فضل الرحيم الودود (13/ 407/ 1256).
6 -
حديث أنس بن مالك:
رواه مبارك بن فضالة [صدوق، مدلس، وقد صرح بالسماع]: حدثنا ثابت، عن
أنس؛ أن رجلاً قال: والله إني لأحب هذه السورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حبك إياها أدخلك الجنة".
أخرجه الترمذي (2901 م)، والدارمي (3757 - ط البشائر)، وا بن حبان (3/ 72/ 792)، وأحمد (3/ 141 و 150)، وعبد بن حميد (1306 و 1374)، والبزار (13/ 291/ 6870)، وابن الضريس في فضائل القرآن (278 و 285)، وابن نصر في قيام الليل (162 - مختصره)، وأبو يعلى (6/ 83/ 3336)، وابن الأعرابي في المعجم (3/ 1008/ 2153)، وابن عدي في الكامل (6/ 320)(9/ 488/ 15912 - ط الرشد)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (690)، وابن المقرئ في الثالث عشر من فوائده (14)، وابن سمعون في الأمالي (55)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1046 و 1047)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 475/ 1210). [التحفة (1/ 309/ 464 م)، الإتحاف (1/ 556/ 720)، المسند المصنف (3/ 119/ 1315)].
رواه عن مبارك بن فضالة: أبو النضر هاشم بن القاسم، ويزيد بن هارون، وأبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، وخلف بن الوليد، وحسين بن محمد، وعمرو بن عاصم الكلابي، وحوثرة بن أشرس [وهم ثقات].
* وانظر فيمن وهم في إسناده، فجعل حماد بن سلمة، بدل: مبارك بن فضالة: ما أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 320)(9/ 488/ 15912 - 15915 - ط الرشد)، وخطَّأه ابن عدي.
* ورواه عبد العزيز بن محمد [الدراوردي، وعنه: إسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وغيرهم، وهم: مدنيون، لا بأس بهم]، وسليمان بن بلال [مدني ثقة، وعنه: أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس، وهو: مدني ثقة]:
عن عبيد الله بن عمر، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ لهم في الصلاة يقرأ بها، افتتح بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} حتى يفرغ منها، ثم يقرأ بسورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه، فقالوا: إنك تقرأ بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزيك حتى تقرأ بسورة أخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بسورة أخرى، قال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمَّكم بها فعلت، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرونه أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال:"يا فلان، ما يمنعك مما يأمر به أصحابك، وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟ "، فقال: يا رسول الله إني أحبها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن حبها أدخلك الجنة". لفظ الدراوردي عند الترمذي، وفي الصحيح:"حبك إياها أدخلك الجنة".
ولفظ مصعب عن الدراوردي [عند ابن حبان]: أن رجلاً كان يلزم قراءة: {قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ (1)} في الصلاة مع كل سورة، وهو يؤمُّ بأصحابه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فقال: إني أحبها، قال:"حبها أدخلك الجنة".
ولفظ سليمان بن بلال [عند أبي عوانة]: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "لم تلزم قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}؟ "، قال الرجل: إني أحبها، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"فإن حبك إياها أدخلك الجنة".
أخرجه الترمذي (2901)، وابن خزيمة (1/ 269/ 537)، وابن حبان (3/ 74/ 794)، والحاكم (1/ 240)(1/ 522/ 797 - ط الميمان)، وأبو عوانة (2/ 490/ 3951 و 3952)، والبزار (13/ 358/ 6999)، وأبو يعلى (6/ 83/ 3335)، وأبو القاسم البغوي في حديث مصعب الزبيري (123)، والطبراني في الأوسط (1/ 275/ 898)، والدارقطني في الأفراد (1/ 169/ 724 - أطرافه)، وابن منده في التوحيد (5 - 7)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (10/ 331)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1048 و 1049)، والبيهقي في الشعب (5/ 15/ 2309) و (5/ 16/ 2310)، وفي السنن الصغرى (972)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 167 - ط الغرب)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (3/ 402/ 2617)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (52/ 428)، والضياء في المختارة (5/ 127 - 129/ 1749 - 1751)، وفي فضائل القرآن (53)، وابن حجر في التغليق (2/ 314 - 317)، وعلقه البخاري في صحيحه بتمامه (774 م)، قال: وقال عبيد الله عن ثابت
…
، فذكره. [التحفة (1/ 305/ 457)، الإتحاف (1/ 547/ 693)، المسند المصنف (3/ 119/ 1315)].
قال الترمذي: "هذا حديث حسن، غريب من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن عمر عن ثابت البناني"، ثم استشهد بحديث مبارك بن فضالة.
وقال ابن خزيمة: "خبر غريب غريب".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وقد احتج البخاري أيضاً مستشهداً بعبد العزيز بن محمد في مواضع من الكتاب".
وقال الدارقطني في العلل (12/ 37/ 2381): "يرويه عبيد الله بن عمر، ومبارك بن فضالة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وخالفهما حماد بن سلمة، فرواه عن ثابت، عن حبيب بن سبيعة، عن الحارث مرسلاً.
وحماد بن سلمة: أشبه بالصواب".
وقال في الأفراد: "غريب من حديث عبيد الله عن ثابت، تفرد به: عبد العزيز الدراوردي عنه".
قلت: قد روي أيضاً من وجه ثالث، ولا يثبت:
رواه شريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]، عن ثابت عن أنس، أن
رجلاً قال: يا رسول الله! إني أحب هذه السورة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، قال:"حبك إياها أدخلك الجنة".
أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (2/ 581/ 1143)، قال: نا إبراهيم بن جبلة [هو: إبراهيم بن معاوية بن جبلة البصري: محله الصدق. تاريخ بغداد (7/ 133 - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (6/ 290 - ط الغرب)]: نا أبو الوليد [هشام بن عبد الملك الطيالسي: ثقة ثبت]: نا شريك به.
قلت: ليس هو من حديث شريك، ولا يُعرف من طريقه، إنما هو حديث المبارك بن فضالة، وهو مشهور من حديثه.
فقد رواه جعفر المستغفري في فضائل القرآن (1046) من نفس الطريق، لكن جعله من حديث المبارك بن فضالة، لا من حديث شريك، وقد رواه جمع من الثقات والحفاظ عن أبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك عن المبارك به، منهم: أبو داود سليمان بن الأشعث، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن أيوب ابن الضريس، وأبو بكر بن أبي عاصم، والله أعلم.
* وروي أيضاً من حديث الحكم بن عطية عن ثابت به، والحكم: ليس بالقوي:
أخرجه ابن سمعون في الأمالي (56).
* وروي أيضاً من حديث الحسن بن أبي جعفر، عن ثابت به، والحسن هذا: بصري، منكر الحديث [انظر: التهذيب (1/ 386)، الميزان (1/ 482)].
أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (276)، وابن بشران في الأمالي (1238).
* قلت: إعلال الدارقطني لهذا الحديث برواية حماد المرسلة غير متجه لأمور:
الأول: لو كان هذا الحديث محفوظاً عن حماد بن سلمة؛ لما خفي على البخاري ولا على الترمذي، أما البخاري: فما كان ليعلقه في صحيحه بصيغة الجزم مع كونه معلولاً بعلة ظاهرة، وأما الترمذي: فما كان ليذر إعلاله بحديث حماد المرسل، كما جرت بذلك عادته في إعلال الأحاديث التي ظاهر أسانيدها الصحة، فيعلها بما ثبت موقوفاً أو مرسلاً.
الثاني: عدم الوقوف على طريق حماد المرسلة، فيما وقفت عليه من مصادر، ولا عزاها ابن رجب ولا ابن حجر لأحد غير الدارقطني في علله.
الثالث: أن الدارقطني في علله كثيراً ما يعتمد طرقاً لا تثبت إلى أصحابها فيعل بها الأسانيد الأخرى، وقد وقفت من ذلك على قدر ليس بالقليل، مما يدل على أنها كانت عادته، وأضرب لذلك مثالين فقط، وأحيل على أمثلة مشابهة:
أ - قال الدارقطني في العلل (8/ 59/ 1415): "ورواه مالك وسفيان بن حسين وبحر السقاء، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة".
قلت: ولا يصح من حديث مالك، تفرد به عنه أحد الهلكى، وهو: عبد الله بن محمد بن ربيعة بن قدامة القدامي المصيصي، روى عن مالك أحاديث موضوعة [انظر:
اللسان (4/ 557) وغيره]، ولم يسنده الدارقطني إلا من طريقه، فكيف يقال: رواه مالك؟ [أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 257)، والدارقطني في العلل (8/ 61/ 1415)].
ب - قال البرقاني عن الدارقطني في العلل (13/ 342/ 3222): "وسئل عن حديث أبي الزبير عن جابر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد، كما يعلمنا السورة من القرآن
…
، وذكر التشهد، فقال: يرويه الثوري، وابن جريج، وأيمن بن نابل، عن أبي الزبير، عن جابر،
…
".
قلت: وكلامه يشعر بثبوت ذلك عن الثوري وابن جريج، ولا يصح ذلك عنهما، لتفرد حميد بن الربيع عن أبي عاصم عنهما به، وحميد بن الربيع هذا، هو: ابن حميد بن مالك بن سحيم، أبو الحسن اللخمي الخزاز الكوفي، وهو: ذاهب الحديث، كان الدارقطني يحسن الظن به، ولم يبين الدارقطني هذا التفرد، وسكت عنه، مع كونه لم يخرجه إلا من طريقه.
وقد جزم جماعة من الحفاظ بتفرد أيمن بن نابل به عن أبي الزبير، وأنه لم يتابع عليه، مثل: البخاري، والنسائي، وابن المنذر، وخطؤوه فيه، حتى قال النسائي:"لا نعلم أحداً تابع أيمن بن نابل على هذه الرواية".
كما أن الدارقطني ذكر أيضاً في الاختلاف فيه على أبي الزبير: رواية عمرو بن الحارث عن أبي الزبير، ولا تصح عنه [راجع فضل الرحيم الودود (10/ 365/ 975)].
* وانظر أيضاً مثل ذلك في مواضع من كتب الدارقطني، مقارنة بما يقابله من فضل الرحيم الودود:
* علل الدارقطني (14/ 391/ 3744) و (10/ 198/ 1968). وانظر شرحه في فضل الرحيم الودود (6/ 119/ 518).
* التتبع (203). وانظر شرحه في فضل الرحيم الودود (7/ 141/ 621).
* علل الدارقطني (9/ 34/ 1628). وانظر شرحه في فضل الرحيم الودود (7/ 151/ 623).
* علل الدارقطني (141/ 289/ 3631). وانظر شرحه في فضل الرحيم الودود (7/ 286/ 653).
* علل الدارقطني (5/ 329/ 923). وانظر شرحه في فضل الرحيم الودود (11/ 407/ 1075).
* علل الدارقطني (6/ 182/ 1054). وانظر شرحه في فضل الرحيم الودود (12/ 247/ 1157).
* التتبع (160)، علل الدارقطني (12/ 164/ 2578). وانظر شرحه في فضل الرحيم الودود (12/ 261/ 1160).
* علل الدارقطني (14/ 276/ 3620). وانظر شرحه في فضل الرحيم الودود (12/ 437/ 1198).
* علل الدارقطني (5/ 291/ 892). وانظر شرحه في فضل الرحيم الودود الحديث رقم (1417).
* وهذا أيضاً مثال عجيب:
قال الدارقطني في العلل (5/ 27/ 686): "واختلف عن يونس بن أبي إسحاق في روايته لهذا الحديث عن أبيه، فقال هارون بن عمران عن يونس عن أبيه عن أبي عبيدة عن عبد الله، وقال الحسن بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي عبيدة وأبي الأحوص عن عبد الله، فأشبه أن يكون القولان عن يونس بن أبي إسحاق صحيحين".
قلت: كيف يصح القولان عن يونس؟! والحسن بن قتيبة: متروك [اللسان (3/ 106)]، وهارون بن عمران: مجهول [الجرح والتعديل (9/ 93). الثقات (9/ 238)].
* ويمكن عند التنزل أن يقال بقول ابن حجر:
قال ابن حجر في الفتح (2/ 258): "وذكر الدارقطني في العلل: أن حماد بن سلمة خالف عبيد الله في إسناده، فرواه عن ثابت عن حبيب بن سبيعة مرسلاً. قال: وهو أشبه بالصواب. وإنما رجَّحه لأن حماد سلمة مقدَّم في حديث ثابت، لكن عبيد الله بن عمر: حافظ حجة، وقد وافقه مبارك في إسناده، فيحتمل أن يكون لثابت فيه شيخان".
فإن قيل: رواية عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عمر متكلم فيها، فقد قال النسائي:"الدراوردي: ليس به بأس، حديثه عن عبيد الله بن عمر: منكر"، وقال أحمد:"أحاديثه عن عبيد الله بن عمر تشبه أحاديث عبد الله بن عمر"، وقال أبو داود:"روى عبد العزيز عن عبيد الله أحاديث مناكير"[شرح علل الترمذي (2/ 810). التهذيب (2/ 593)، وفيه قول أحمد: "وربما قلب حديث عبد الله بن عمر، يرويها عن عبيد الله بن عمر"].
قلت: إذا ثبت لدينا أن الحديث محفوظ عن عبيد الله بن عمر من وجه آخر، فإن ذلك يعني أن الدراوردي لم يهم في هذا الحديث بعينه على عبيد الله بن عمر، وأنه لم يقلبه، وهنا قد ثبت الحديث من رواية سليمان بن بلال عن عبيد الله بن عمر العمري، فدل أنه محفوظ عنه، ولم يهم فيه عليه عبد العزيز الدراوردي.
وبذلك يتبين أمران: الأول: أن عبد العزيز الدراوردي لم يهم في هذا الحديث على عبيد الله بن عمر، والثاني: أنه لم يتفرد به عنه، بل تابعه أحد ثقات المدنيين، وهو: سليمان بن بلال، ولذا جزم البخاري في صحيحه بتعليقه، حيث قال: وقال عبيد الله، لكنه لم يسنده لكونه كان عنده مسنداً من طريق الدراوردي، وليس على شرطه؛ كذا أخرجه الترمذي في سننه عن البخاري به، ولم يكن عند البخاري من طريق سليمان عن عبيد الله، وهو على شرطه، والله أعلم.
والحاصل: فإن حديث ثابت عن أنس: حديث صحيح، علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم، وصححه: ابن حبان والحاكم وأبو عوانة، وحسنه الترمذي، والله أعلم.
وقد روي من وجه آخر عن أنس بإسناد واهٍ بمرة: أخرجه ابن عدي في الكامل
(1/ 384)، وأبو الشيخ الأصبهاني في العظمة (86)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1051 و 1052 و 1078)، والحسن بن محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (30). [رواه عن أنس: أبان بن أبي عياش، وهو: متروك، والراوي عنه في رواية: ضرار بن عمرو الملطي، وهو: متروك، منكر الحديث. اللسان (4/ 340)، سؤالات البرذعي (2/ 374)، الجرح والتعديل (4/ 465)، الثقات (8/ 346)، المجروحين (1/ 252 و 380)، الكامل (4/ 100)، ضعفاء أبي نعيم (101)].
كما روي من وجه آخر أشد نكارة من سابقه: أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 150 و 169)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1050)، وأبو الفضل الرازي في فضائل القرآن (108)، [تفرد به من حديث محمد بن سيرين عن أنس، وجعله مرة أخرى من حديث الحسن وثابت عن أنس: جعفر بن جسر بن فرقد، وهو: منكر الحديث. اللسان (2/ 445)، عن أبيه جسر بن فرقد القصاب البصري، وهو: ضعيف، تركه جماعة، وقال ابن عدي: "وأحاديثه عامتها غير محفوظة". الكامل (2/ 168)، اللسان (2/ 435)].
7 -
حديث أنس بن مالك:
وله طرق وألفاظ كثيرة، منها:
أ - روى نوح بن قيس [صدوق]، عن محمد العطار، عن أم كثير الأنصارية، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} خمسين مرة غفر الله له ذنوب خمسين سنة".
أخرجه الدارمي (3760 - ط البشائر)، وابن نصر في قيام الليل (162 - مختصره)، وأبو يعلى (6/ 312/ 5917 - إتحاف الخيرة)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1062). [الإتحاف (2/ 414/ 2018)، المسند المصنف (3/ 119/ 1314)].
قلت: هو حديث منكر؛ أم كثير بنت يزيد الأنصارية: مجهولة، ولا تثبت لها صحبة [انظر: كنى البخاري (45)، تاريخ واسط (70)، فتح الباب (3993)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (6/ 3554/ 8031)، الإصابة (8/ 455)]، والراوي عنها: محمد العطار: لا يُدرى من هو [انظر: مسائل حرب الكرماني (1279)، تاريخ واسط (70)]، ولا يحتمل هذا الثواب العظيم بمثل هذا الإسناد المجهول.
قال الحافظ ابن كثير بعدما ذكره في تفسيره (8/ 524) من طريق أبي يعلى، قال:"إسناده ضعيف".
ب - وروى حاتم بن ميمون أبو سهل، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من قرأ كل يوم مائتي مرة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} محي عنه ذنوب خمسين سنة؛ إلا أن يكون عليه دين".
وفي رواية: "من قرأ في يوم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} مائتي مرة كتب له ألف وخمسمائة حسنة إلا أن يكون عليه دين".
وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه ثم قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} مائة مرة؛ فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب: يا عبدي ادخل على يمينك الجنة".
أخرجه الترمذي (2898)، وابن نصر في قيام الليل (162 - مختصره)، وأبو يعلى (6/ 103/ 3365)، وابن عدي في الكامل (3/ 370)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 396)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1065)، والحسن بن محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (28)، والبيهقي في الشعب (5/ 21/ 2316) و (5/ 22/ 2317)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 159 - ط الغرب)، وفي تلخيص المتشابه (2/ 607)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (153). [التحفة (1/ 247/ 281)، المسند المصنف (3/ 118/ 1313)].
قال الترمذي: "هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس. وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه أيضاً عن ثابت".
وقال ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 244): "هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
قلت: هو حديث منكر؛ وحاتم بن ميمون الكلابي: منكر الحديث عن ثابت [التهذيب (1/ 324)]، قال ابن حبان في المجروحين (1/ 271): "منكر الحديث على قلته، روى عن ثابت البناني ما لا يشبه حديثه، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وهو الذي يروي عن ثابت عن أنس
…
"؛ يعني: هذا الحديث، وقال ابن عدي: "يروي عن ثابت البناني أحاديث لا يرويها غيره"، ثم روى له هذا الحديث بلفظيه، ثم قال: "وفي حديثه بعض ما فيه، ومقدار ما يرويه في فضائل الأعمال".
ج - وروى حبان بن أغلب بن تميم [ضعيف. الجرح والتعديل (3/ 271 و 297)، الثقات (8/ 214)، اللسان (2/ 540)، الثقات لابن قطلوبغا (3/ 272)]: حدثنا أبي [أغلب بن تميم بن النعمان: منكر الحديث. اللسان (2/ 215)]:
ورواه أيضاً: الحسن بن أبي جعفر [بصري، منكر الحديث. انظر: التهذيب (1/ 386)، الميزان (1/ 482)]:
ورواه أيضاً: عبد الرحمن بن الحسن الأسدي أبو القاسم [كذاب، ادعى السماع من ابن ديزيل، ولم يسمع منه، قال صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ: "ضعيف، ادعى الرواية عن ابن ديزيل، فذهب علمه"، وقال الدارقطني: "رأيت في كتبه تخاليط"، ورماه بالكذب القاسم بن أبي صالح. تاريخ بغداد (11/ 595 - ط الغرب)، السير (16/ 15)، تاريخ الإسلام (8/ 46 - ط الغرب)، اللسان (5/ 96)]: حدثنا محمد بن أيوب الرازي [هو: ابن الضريس: ثقة حافظ. السير (13/ 449)، تذكرة الحفاظ (2/ 643)، وقد روى هذا الحديث في كتابه من طريقين عن الحسن بن أبي جعفر، لا من حديث صالح المري]:
حدثنا عبد الرحمن بن المبارك [ثقة]: حدثنا صالح المري [صالح بن بشير المري: منكر الحديث، حدث عن ثابت بالأباطيل. التهذيب (2/ 189)]:
ثلاثتهم؛ أغلب بن تميم، والحسن بن أبي جعفر، وصالح المري، قالوا: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} مائتي مرة حطَّ الله عنه ذنوب مائتي سنة".
أخرجه أبو بكر الباغندي في أماليه (77)، والبزار (13/ 360/ 7005)، وابن الضريس في فضائل القرآن (266)، وأبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (138)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1066 و 1067)، والبيهقي في الشعب (5/ 17/ 2311) و (5/ 20/ 2315)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 134 - ط الغرب)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (152).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر وأغلب بن تميم، وهما متقاربين في سوء الحفظ، والحسن أشهر وأفقه".
وعدَّ الذهبي هذا الحديث في الميزان (1/ 482) من بلايا الحسن بن أبي جعفر.
قلت: هو حديث منكر؛ وتتابع أمثال هؤلاء المتروكين في روايته عن ثابت البناني لا يزيده إلا وهناً.
* وروي فيه عن ثابت عن أنس مرفوعاً بفضل آخر غير ما تقدم [أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (269)][وفي إسناده: عنبسة أبو سليمان الكوفي، وهو: مجهول. فتح الباب (3485)].
كما روي في فضل سورة الإخلاص أيضاً عن أنس حديث آخر في فضل معاوية بن معاوية الليثي، وفيه صلاة الجنازة على الغائب [أخرجه ابن سعد في الطبقات (5/ 131)، وابن الضريس في فضائل القرآن (271)، وأبو يعلى (7/ 258/ 4268)، وأبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (2634)، والطبراني في الكبير (19/ 428/ 1040)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2506/ 6081)، والبيهقي في السنن (4/ 51)، وفي الدلائل (5/ 246)، وابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1423)، [المسند المصنف (3/ 485/ 1662)][وفي إسناده: محبوب بن هلال، وهو: مجهول، وحديثه منكر. الجرح والتعديل (8/ 389)، الكامل (6/ 443)، اللسان (6/ 466)].
[وأخرجه من وجه آخر: ابن منيع في مسنده (6/ 310/ 5913 - إتحاف الخيرة)، وابن سعد في الطبقات (5/ 130)، وابن الضريس في فضائل القرآن (273)، وأبو يعلى (7/ 256 - 257/ 4267)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 342)، وابن حبان في المجروحين (2/ 181)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (10/ 331)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2506/ 6080)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1080 و 1081)، والبيهقي في السنن (4/ 50)، وفي الدلائل (5/ 245)، وفي الشعب (5/ 26/ 2321)،
وابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1424)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (45/ 69)، وفي المعجم (1177)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (479)] [وفي إسناده: العلاء بن زيد، أو ابن زيدل: متروك، منكر الحديث، اتهمه بالوضع: ابن المديني، وابن حبان، والحاكم، وكذبه أبو الوليد الطيالسي، وحديثه هذا باطل. راجع ترجمته: تخريج أحاديث الذكر والدعاء (1/ 124/ 63)، التهذيب (3/ 344)] [وروي نحوه من مراسيل سعيد بن المسيب والحسن البصري، ولا يثبت.
أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (272)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (4/ 438/ 3237)، والطبراني في الكبير (19/ 429/ 1041)، والبيهقي في الشعب (5/ 24/ 2320)[وقد سرقه بعضهم، فوضع له إسناداً وجعله من مسند أبي أمامة: انظر: ما أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 116/ 7537)، وفي الأوسط (4/ 163/ 3874)، وفي مسند الشاميين (2/ 12/ 831)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (180)، والحسن بن محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (9)، وابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1424)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 239). وانظر: المجروحين (2/ 181). قال ابن عبد البر: "أسانيد هذه الأحاديث ليست بالقوية"].
وقد تصرف الضعفاء والمتروكون والكذابون في حديث أنس هذا في فضل سورة الإخلاص على وجوه متعددة، وأتوا فيه بعجائب [انظر مثلاً: ما أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (694 و 695)، وابن عدي في الكامل (3/ 504 - ط العلمية)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (10/ 330)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1054 و 1063 و 1070 و 1071 و 1078 و 1079)، والحسن بن محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (5 و 32 و 39 و 43 و 47)، والبيهقي في الشعب (5/ 23/ 2318)].
8 -
حديث معاذ بن أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} حتى يختمها عشر مرات بنى الله له بها قصراً في الجنة"، قال عمر بن الخطاب: إذاً نستكثر يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الله أكثر وأطيب"[أخرجه أحمد (3/ 437)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 96)، والطبراني في الكبير (20/ 183/ 397) و (20/ 184/ 398)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (693)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 29)، وجعله من مسند كعب][من طريق: زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه مرفوعاً، وهو حديث منكر؛ سهل بن معاذ بن أنس: ضعيف. تقدمت ترجمته مفصلة عند الحديث رقم (1110). وزبان بن فائد: ضعيف، قال أحمد: "أحاديثه مناكير"، وقال ابن حبان: "منكر الحديث جداً، ينفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة، لا يحتج به"، وقال أيضاً: "ليس بشيء". العلل ومعرفة الرجال (3/ 115/ 4481)، ضعفاء العقيلي (2/ 96)، الجرح والتعديل (3/ 616)، المجروحين (1/ 313) و (1/ 348)، الكامل (3/ 153)، التهذيب (1/ 621)].
9 -
حديث جبير بن مطعم [أخرجه أبو يعلى (13/ 414/ 7419)، وجعفر المستغفري
في فضائل القرآن (1028)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (10/ 314)، [المسند المصنف (7/ 51/ 3474)][وهو حديث باطل؛ روي بإسنادين، مدارهما على سليمان بن الحكم بن أيوب الخزاعي العلاف القديدي، وليس بالمشهور. الجرح والتعديل (4/ 107)، المستدرك (5/ 376/ 4320 - ط الميمان)، وقد اضطرب فيه، فرواه مرة عن إسماعيل بن خالد الخزاعي، ولم أهتد إليه، ومرة بإسناد آخر عن: إسماعيل بن داود بن مخراق، وهو: منكر الحديث، يروي عن مالك بن أنس وسليمان بن بلال وأهل المدينة ما لا أصل له، قال ابن حبان: "يسرق الحديث ويسويه". اللسان (2/ 119)، المجروحين (1/ 129)، وفيه أيضاً: الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي، وهو: متروك، منكر الحديث، كذبه جماعة، وقال فيه أحمد: "الحكم بن عبد الله الأيلي: أحاديثه موضوعة". اللسان (3/ 244)، تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1/ 453/ 114)، المجروحين (1/ 248)، ورواه الثعلبي من غير طريق سليمان بن الحكم العلاف، لكنه من طريق: يعقوب بن حميد بن كاسب، وهو: حافظ، له مناكير وغرائب، عن إسماعيل بن داود به].
10 -
حديث جابر بن عبد الله، مرفوعاً:"ثلاث من جاء بهن مع إيمانٍ دخل من أي أبواب الجنة شاء، وزُوِّج من الحور العين حيث شاء: من عفا عن قاتله، وأدَّى ديناً خفياً، وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} "، قال: فقال أبو بكر: أو إحداهن يا رسول الله؟، قال:"أو إحداهن"[أخرجه أبو يعلى (3/ 332/ 1794)، والطبراني في الأوسط (3/ 347/ 3361)، وفي الدعاء (673)، وا لأزدي في المخزون (41)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 552/ 1537)، وفي الحلية (6/ 243)، والحسن بن محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (53)][المسند المصنف (5/ 137/ 2512)][وهو حديث منكر؛ تفرد به: عمر بن نبهان البصري، وهو: ضعيف، لا يتابع في حديثه، ويروي المناكير عن المشاهير. انظر: التهذيب (3/ 252)، الميزان (3/ 227)، وشيخه أبو شداد: لا يُعرف. فتح الباب (3749)، اللسان (9/ 92)، وجابر راوي الحديث قيل: هو الراسبي، المخزون (41)، الاستيعاب (287)، معرفة الصحابة (2/ 552/ 1537)، أسد الغابة (645)، قال ابن منده: "هذا حديث غريب؛ إن كان محفوظاً"].
[وقد روي نحوه من حديث أم سلمة، ولا يثبت أيضاً][أخرجه ابن أبي عاصم في الديات (99)، وأبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (1487)، والطبراني في الكبير (23/ 395/ 945)][وهو حديث منكر؛ تفرد به: رواد بن الجراح، وهو: ضعيف؛ اختلط، وكثرت مناكيره، وتركه بعضهم لأجل ذلك، حتى قال ابن عدي: "وعامة ما يروي عن مشايخه لا يتابعه الناس عليه". التهذيب (1/ 612)، الميزان (2/ 55)، الكامل (3/ 176)].
[كما روي نحوه أيضاً من حديث ابن عباس، ولا يثبت أيضاً] [أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (135)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (225)، وابن
عساكر في تاريخ دمشق (62/ 35)] [في إسناده: الخليل بن مرة البصري نزيل الرَّقة، وهو: ضعيف، قال فيه البخاري: "فيه نظر"، وقال مرة: "منكر الحديث". انظر: التهذيب (1/ 555)، الإكمال لمغلطاي (4/ 226)، الميزان (1/ 617)، وفي إسناده أيضاً من تكلم فيه، وروي مرة أخرى من طريق: حماد بن عبد الرحمن الكلبي، وهو: شيخ مجهول، منكر الحديث. التهذيب (1/ 484)؛ فهو حديث منكر].
وقد روي في فضائل سورة الإخلاص أحاديث كثيرة جداً غير ما تقدم ذكره، لكنها أحاديث موصوعة أو منكرة، رويت عن: سهل بن سعد، وابن عباس، وجرير بن عبد الله البجلي، والبراء بن عازب، وأبي بن كعب، والنعمان بن بشير، وعائشة، وابن عمر، وأبي هريرة، وأيفع بن عبد، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن أبي أوفى، وعبد الله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، وأبي أمامة، وأنس بن مالك؛ من وجوه كثيرة عن أنس [أخرجها: أحمد (5/ 266)، وابن منيع في مسنده (6/ 310/ 5912 - إتحاف الخيرة)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (878)، والطبراني في الكبير (2/ 340/ 2419) و (8/ 215/ 7866)، وفي الأوسط (6/ 57/ 5785) و (7/ 66 - 67/ 6867)، وفي الصغير (1134)، وفي الدعاء (890)، وابن عدي في الكامل (5/ 149)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (375 و 460)، والدارقطني في الأفراد (2/ 343/ 551 - أطرافه)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (472)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (10/ 330 - 331)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (2/ 213) و (10/ 114)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1055 و 1056 و 1058 و 1060 و 1061 و 1064 و 1068 - 1076 و 1078 و 1079 و 1279)، والحسن بن محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (5 و 7 و 10 - 14 و 18 و 26 و 28 و 31 و 32 و 34 و 38 و 39 و 42 - 44 و 46 و 47 و 50 و 52 - 54)، والبيهقي في الشعب (5/ 23/ 2318)، والشجري في الأمالي الخميسية (510 - ترتيبه)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 281)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1192). وانظر: العلل لابن أبي حاتم (2/ 355/ 428)، الكامل لابن عدي (8/ 440 - ط العلمية)] [رواها جماعة من الوضاعين، والكذابين، والمتهمين، مثل: أبي عصمة نوح بن أبي مريم، وعمرو بن جرير أبي سعيد البجلي، ومروان بن سالم الغفاري، وسيف بن محمد الثوري الكوفي، ويوسف بن عطية الوراق الكوفي أبي المنذر، وهارون بن كثير، وداود بن سليمان الجرجاني، وسهل بن صقير، وعمرو بن ثابت، وعبد المنعم بن بشير، ومقاتل بن سليمان، ودينار أبي مِكيَس الحبشي، وكادح بن رحمة، ويغنم بن سالم بن قنبر، وإسماعيل بن شهاب بن خراش، وأبي الورقاء فائد بن عبد الرحمن الكوفي العطار، وعثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان القرشي الأموي الشامي، وإسحاق بن بشر الكاهلي الكوفي، وعَبِيدة بن حسان العنبري السنجاري، وحمزة بن أبي حمزة النصيبي، ونصر بن حماد الوراق، وصلة بن سليمان العطار، ومخلد بن عبد الواحد، ومحمد بن مناذر، وجماعة من