الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" لَمَّا أُوحِيَ إِلَيَّ - أَوْ نُبِّئْتُ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - جَعَلْتُ لا أَمُرُّ بِحَجَرٍ وَلا شَجَرٍ إِلا قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ "
بَابٌ فِيمَا كَانَ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ عَلامَاتِ نُبُوَّتِهِ
2374 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ إِلَى قَيْصَرَ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَأَعْطَيْتُهُ الْكِتَابَ وَعِنْدَهُ ابْنُ أَخٍ لَهُ أَحْمَرُ أَزْرَقُ سَبْطُ الرَّأْسِ، فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ، كَانَ فِيهِ:«مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى هِرَقْلَ صَاحِبِ الرُّومِ» قَالَ: فَنَخَرَ ابْنُ أَخِيهِ نَخْرَةً وَقَالَ: لا تَقْرَأْ هَذَا الْيَوْمَ.
فَقَالَ لَهُ قَيْصَرُ: لِمَ؟ قَالَ: إِنَّهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ، وَكَتَبَ: صَاحِبِ الرُّومِ، وَلَمْ يَكْتُبْ: مَلِكِ الرُّومِ، فَقَالَ قَيْصَرُ: لِتَقْرَأَنَّهُ، فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ وَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ، أَدْخَلَنِي عَلَيْهِ وَأَرْسَلَ إِلَى الأُسْقُفِّ: وَهُوَ صَاحِبُ أَمْرِهِمْ - فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ ، وَأَقْرَأَهُ الْكِتَابَ، فَقَالَ لَهُ الأُسْقُفُّ: هَذَا الَّذِي كُنَّا نَنْتَظِرُ وَبَشَّرَنَا بِهِ عِيسَى، قَالَ لَهُ قَيْصَرُ: فَكَيْفَ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ لَهُ الأُسْقُفُّ! أَمَّا أَنَا فَمُصَدِّقُهُ وَمُتَبَّعُهُ، فَقَالَ لَهُ قَيْصَرُ: أَمَّا أَنَا فَإِنْ فَعَلْتُ ذَهَبَ مُلْكِي، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَأَرْسَلَ قَيْصَرُ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عِنْدَهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَنْ هَذَا الَّذِي خَرَجَ بِأَرْضِكُمْ مَا هُوَ؟ قَالَ: شَابٌّ، قَالَ: فَكَيْفَ حَسَبُهُ فِيكُمْ؟ قَالَ: هُوَ فِي حَسَبٍ مِنَّا، لا يَفْضُلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، قَالَ: هَذِهِ آيَةُ النُّبُوَّةِ، قَالَ: فَكَيْفَ صِدْقُهُ؟ قَالَ: مَا كَذَبَ قَطُّ ، قَالَ: هَذِهِ آيَةُ النُّبُوَّةِ، قَالَ: أَرَأَيْتَ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَيْكُمْ، هَلْ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: هَذِهِ آيَةُ النُّبُوَّةِ، قَالَ: هَلْ يُنْكَبُ أَحْيَانًا إِذَا قَاتَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ؟ قَالَ: قَدْ قَاتَلَهُ قَوْمٌ فَهَزَمَهُمْ وَهَزَمُوهُ، قَالَ: هَذِهِ آيَةُ النُّبُوَّةِ،
قَالَ: ثُمَّ دَعَا فَقَالَ: أَبْلِغْ صَاحِبَكَ أَنِّي أَعْلَمُ إِنَّهُ نَبِيٌّ، وَلَكِنْ لا أَتْرُكُ مُلْكِي، قَالَ: وَأَمَّا الأُسْقُفُّ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ أَحَدٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ فَيُحَدِّثُهُمْ وَيُذَكِّرُهُمْ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الأَحَدِ لَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ وَقَعَدَ إِلَى يَوْمِ الأَحَدِ الآخَرِ، فَكُنْتُ أَدْخُلُ إِلَيْهِ فَيُكَلِّمُنِي وَيَسْأَلُنِي، فَلَمَّا جَاءَ الأَحَدُ الآخَرُ انْتَظَرُوهُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ وَاعْتَلَّ عَلَيْهِمْ بِالْمَرَضِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا، وَبَعَثُوا إِلَيْهِ: لَتَخْرُجَنَّ إِلَيْنَا أَوْ لَنَدْخُلَنَّ عَلَيْكَ فَنَقْتُلُكَ، فَإِنَّا قَدْ أَنْكَرْنَاكَ مُنْذُ قَدِمَ هَذَا الْعَرَبِيُّ، فَقَالَ الأُسْقُفُّ: خُذْ هَذَا الْكِتَابَ، وَاذْهَبْ إِلَى صَاحِبِكَ وَاقْرَأْ عليه السلام، وَأَخْبِرْهُ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِهِ، وَصَدَّقْتُهُ، وَاتَّبَعْتُهُ، وَإِنَّهُمْ قَدْ أَنْكَرُوا عَلَيَّ ذَلِكَ، فَبَلِّغْهُ مَا تَرَى، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ رَجَعَ دِحْيَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ رُسُلُ عُمَّالِ كِسْرَى عَلَى صَنْعَاءَ، بَعَثَهُمْ إِلَيْهِ، وَكَتَبَ إِلَى صَاحِبِ صَنْعَاءَ يَتَوَعَّدُهُ يَقُولُ: لِتَكْفِيَنِي رَجُلًا خَرَجَ بِأَرْضِكَ يَدْعُونِي إِلَى دِينِهِ، أَوْ أُؤَدِّي الْجِزْيَةَ أَوْ لأَقْتُلُكَ، أَوْ لأَفْعَلَنَّ بِكَ، فَبَعَثَ صَاحِبُ صَنْعَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَوَجَدَهُمْ دِحْيَةُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ صَاحِبِهِمْ نَزَّلَهُمْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَلَمَّا مَضَتْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً تَعَرَّضُوا لَهُ، فَلَمَّا رَآهُمْ دَعَاهُمْ، فَقَالَ: اذْهَبُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ فَقُولُوا لَهُ: «إِنَّ رَبِّي قَتَلَ رَبَّهُ اللَّيْلَةَ» فَانْطَلَقُوا، فَأَخْبَرُوُه بِالَّذِي صَنَعَ، فَقَالَ: أَحْصُوا هَذِهِ اللَّيْلَةُ، قَالَ: أَخْبِرُونِي كَيْفَ رَأَيْتُمُوهُ، قَالُوا: مَا رَأَيْنَا مَلِكًا أَهْيَأَ مِنْهُ يَمْشِي فِيهِمْ لا يَخَافُ شَيْئًا، مُبْتذلا لا يُحْرَسُ، وَلا يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، قَالَ دِحْيَةُ: ثُمَّ جَاءَ الْخَبَرُ أَنَّ كِسْرَى قُتِلَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَمْ يُحَدِّثْ دِحْيَةُ إِلا بِهَذَا الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثَانِ آخَرَانِ.
2375 -
حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بنُ عَمْرٍو، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالُوا: إِنْ أَخْبَرَنَا بِمَا نَسْأَلُهُ عَنْهُ فَهُوَ نَبِيٌّ، فَقَالُوا: مِنْ أَيْنَ يَكُونُ الشَّبَهُ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: «إِنَّ نُطْفَةَ الرَّجُلِ غَلِيظَةٌ وَنُطْفَةُ الْمَرْأَةِ صَفْرَاءُ رَقِيقَةٌ، فَأَيُّهَمَا غَلَبَ صَاحَبَتْهَا فَالشَّبَهُ لَهُ، وَإِنِ اجْتَمَعَا كَانَ مِنْهَا وَمِنْهُ» قَالُوا: صَدَقْتَ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ وُجُوهٍ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ زِيَادَةٌ.
2376 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ، ثنا عَامِرُ بْنُ مُدْرِكٍ، ثنا عُتْبَةُ بْنُ يَقْظَانَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَخْوَالِهِ - يَعْنِي: عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدَ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ! إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا كَمَا تَذْكُرُ، فَأَخْبِرْنَا مِنْ أَيْنَ الشَّبَهُ؟ يُشْبِهُ الرَّجُلُ مَرَّةً أَعْمَامَهُ وَمَرَّةً أَخْوَالَهُ، فَقَالَ:«إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّهُمَا عَلا غَلَبَ الشَّبَهُ» .
2377 -
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، ثنا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ....
قُلْتُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ.