المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الظاء المعجمة - لسان العرب - جـ ١٥

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل الظاء المعجمة

وَلَمْ تُعْرِبْهُ كَمَا تَقُولُ طَ دَ مُرْسَلَةَ اللَّفْظِ بِلَا إِعْرابٍ، فإِذا وَصَفْتَه وصَيَّرْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه كَمَا تُعْرِبُ الِاسْمَ، فتقولُ: هَذِهِ طاءٌ طَويلَةٌ، لمَّا وَصَفْتَه أَعْرَبْتَه. وشعرٌ طاوِيٌّ: قافِيَتُه الطاء.

طيا: الطَايَةُ: الصَّخْرَةُ العظِيمةُ فِي رَمْلَةٍ أَو أَرض لَا حِجارةَ بِهَا. والطَّايَة: السَّطْحُ الَّذِي يُنامُ عَلَيْهِ، وَقَدْ يُسَمَّى بِهَا الدُّكّانُ. قَالَ: وَتَوْدِيهُ التَّايَةِ «1» وَهُوَ أَن يَجْمَعَ بَيْنَ رؤوس ثَلَاثِ شَجَرَاتٍ أَو شَجَرَتَيْنِ، ثُمَّ يُلْقَى عَلَيْهَا ثَوْبٌ فيستظلَّ بِهَا. وَجَاءَتِ الإِبل طَايَاتٍ أَي قُطْعاناً، وَاحِدَتُهَا طَايَة؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ لَجَإٍ يَصِفُ إِبلًا:

تَرِيعُ طاياتٍ وتَمْشِي هَمْسا

‌فصل الظاء المعجمة

ظبا: الظُّبَة: حَدُّ السَّيْفِ والسِّنانِ والنَّصْل والخَنجر وَمَا أَشْبه ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ

قَيْلة: أَنها لمَّا خَرَجَتْ إِلى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَدركها عمُّ بناتِها قَالَ فأَصابَتْ ظُبَةُ سيفِه طَائِفَةً مِنْ قُرون رأْسه

؛ ظُبَة السَّيْفِ: حَدُّه، وَهُوَ مَا يَلي طَرَف السَّيْفِ، وَمِثْلُهُ ذُبابه؛ قَالَ الكميت:

يَرَى الرَّاؤُونَ، بالشَّفَرات، مِنَّا

وَقُودَ أَبي حُباحِبَ والظُّبِينا

وَالْجَمْعُ ظُبَاتٌ وظِبُونَ وظُبُونَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْنَا عَلَيْهِ بِالْوَاوِ لِمَكَانِ الضَّمَّةِ لأَنها كأَنها دَلِيلٌ عَلَى الْوَاوِ، مَعَ أَن مَا حُذِفَتْ لَامُهُ وَاوًا نَحْوَ أَب وأَخ وحَمٍ وهَنٍ وسَنَة وعِضَة فِيمَنْ قَالَ سَنَوات وعِضَوات أَكثر مِمَّا حُذِفَتْ لامُه يَاءً، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ الْمَحْذُوفُ مِنْهَا فَاءً وَلَا عَيْنًا، أَما امْتِنَاعُ الْفَاءِ فلأَن الْفَاءَ لَمْ يَطَّرِد حَذْفُهَا إِلا فِي مَصَادِرِ بَنَاتِ الْوَاوِ نَحْوَ عِدَة وزِنَة وحِدَة، وَلَيْسَتْ ظُبَة مِنْ ذَلِكَ، وأَوائل تِلْكَ الْمَصَادِرِ مَكْسُورَةٌ وأَول ظُبَةٍ مَضْمُومٌ، وَلَمْ يُحْذَفْ فَاءٌ مِنْ فُعْلة إِلا فِي حَرْفٍ شَاذٍّ لَا نَظِيرَ لَهُ وَهُوَ قَوْلُهُمْ فِي الصِّلة صُلة، وَلَوْلَا الْمَعْنَى وأَنَّا قَدْ وَجَدْنَاهُمْ يَقُولُونَ صِلَة فِي مَعْنَاهَا، وَهِيَ مَحْذُوفَةُ الْفَاءِ مِنْ وَصَلْت، لَمَا أَجَزْنا أَن تَكُونَ مَحْذُوفَةَ الْفَاءِ، فَقَدْ بَطَلَ أَن تَكُونَ ظُبَة مَحْذُوفَةَ الْفَاءِ، وَلَا تَكُونُ أَيضاً مَحْذُوفَةَ الْعَيْنِ لأَن ذَلِكَ لَمْ يأْت إِلا فِي سَهْ وَمَهْ، وَهُمَا حَرْفَانِ نَادِرَانِ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِمَا. وظُبَةُ السَّيْفِ وظُبَةُ السَّهْم: طَرَفُه؛ قَالَ بَشامة بْنُ حَرَى النَّهْشلي:

إِذا الكُماةُ تَنَحَّوْا أَن يَنالهُم

حَدُّ الظُّبَات، وصَلْناها بأَيدينا

وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: نَافِحُوا بالظُّبَى

؛ هِيَ جَمْعُ ظُبَة السَّيْفِ، وَهُوَ طَرَفُه وحَدُّه. قَالَ: وأَصل الظُّبَة ظُبَوٌ، بِوَزْنِ صُرَد، فَحُذِفَتِ الْوَاوُ وعوّض مِنْهَا الْهَاءُ. وَفِي حَدِيثِ

الْبَرَاءِ: فوضَعْتُ ظَبيبَ السَّيْفِ فِي بَطْنِهِ

؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ: هَكَذَا رُوِيَ وإِنما هُوَ ظُبَة السَّيْفِ، وَهُوَ طَرَفه، وَتُجْمَعُ عَلَى الظُّبَات والظُّبِين، وأَما الضَّبيب، بِالضَّادِ، فَسَيَلانُ الدَّمِ مِنَ الْفَمِ وَغَيْرِهِ؛ وَقَالَ أَبو مُوسَى: إِنَّمَا هُوَ بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرَهُ. وَيُقَالُ لِحَدِّ السِّكِّينِ: الغِرار والظُّبَة والقُرْنَةُ، ولِجانِبِها الَّذِي لَا يَقْطَعُ: الكَلُّ. والظُّبَة: جِنْسٌ مِنَ المَزاد. التَّهْذِيبَ: الظَّبْيَة شِبْهُ العِجْلة والمَزادة، وإِذا خَرَجَ الدجَّال تَخْرُجُ قُدَّامه امرأَة تُسَمَّى ظَبْيَةَ، وَهِيَ تُنْذِر الْمُسْلِمِينَ بِهِ. والظَّبْية: الجِراب، وَقِيلَ: الْجِرَابُ الصغير خاصة، وقيل: هو مِنْ جِلْدِ الظِّباء. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه أُهْدِي لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، ظَبْيَة فِيهَا خَرَزٌ فأَعطى الآهِلَ منها والعَزَبَ

؛

(1). قوله [وتوديه التاية إلخ] هكذا في الأصل.

ص: 22

الظَّبْيَةُ: جِراب صَغِيرٌ عَلَيْهِ شَعْرٌ، وَقِيلَ: شِبْه الخَريطة والكِيس. وَفِي حَدِيثِ

أَبي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبي أُسيد قَالَ: التَقَطْتُ ظَبْيَةً فِيهَا أَلف وَمِائَتَا دِرْهَمٍ وقُلْبانِ مِنْ ذَهَبٍ

أَي وَجَدْت، وتُصَغَّر فَيُقَالُ ظُبَيَّة، وَجَمْعُهَا ظِبَاء؛ وَقَالَ عَدِيّ:

بَيْتِ جُلُوفٍ طَيِّبٍ ظِلُّهُ،

فِيهِ ظِبَاءٌ ودَواخِيلُ خُوصْ

وَفِي حَدِيثِ

زَمْزَم: قِيلَ لَهُ احْفِرْ ظَبْيَة، قَالَ: وَمَا ظَبْيَةُ؟ قَالَ: زَمْزَم

؛ سُمِّيَتْ بِهِ تَشْبِيهًا بالظَّبية الخَريطة لِجَمْعِهَا مَا فيها. الظَّبْيُ: الْغَزَالُ، وَالْجَمْعُ أَظْبٍ وظِبَاءٌ وظُبِيٌّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَظْبٍ أَفْعُلٌ، فأَبدلوا ضَمَّةَ الْعَيْنِ كَسْرَةً لِتَسْلَمَ الْيَاءُ، وظُبِيٌّ عَلَى فُعُول مِثْلَ ثَدْيٍ وثُدِيّ، والأُنثى ظَبْيَة، وَالْجُمْعُ ظَبَيَاتٌ وظِبَاء. وأَرض مَظْبَاةٌ: كَثِيرَةُ الظِّباء. وأَظْبَتِ الأَرض: كثرَ ظِباؤها. وَلَكَ عِنْدِي مائةٌ سِنَّ الظَّبْيِ أَي هنَّ ثُنْيان لأَن الظَّبْيَ لَا يَزِيدُ عَلَى الإِثْناء؛ قَالَ:

فَجَاءَتْ كسِنِّ الظَّبْي، لَمْ أَرَ مِثْلَها

بَوَاءَ قَتيل، أَو حَلُوبَة جَائِعِ

وَمِنْ أَمثالهم فِي صِحَّة الْجِسْمِ: بِفُلَانٍ دَاءُ ظَبْيٍ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: مَعْنَاهُ أَنه لَا دَاءَ بِهِ، كَمَا أَن الظَّبْيَ لَا دَاءَ بِهِ؛ وأَنشد الأُموي:

فَلَا تَجْهَمِينا، أُمَّ عَمْرٍو، فإِنما

بِنا داءُ ظَبْيٍ، لَمْ تَخُنه عَوامِلُه

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الأُموي وداء الظَّبي أَنه إِذا أَراد أَن يَثِبَ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ وَثَب. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، أَمر الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ أَن يأْتي قَوْمَهُ فَقَالَ إِذَا أَتَيْتَهم فارْبِضْ فِي دَارِهِمْ ظَبْياً

؛ وتأْويله أَنه بَعَثَهُ إِلى قَوْمٍ مُشْرِكِينَ ليَتَبصَّر مَا هُمْ عَلَيْهِ وَيَتَجَسَّسَ أَخبارهم وَيَرْجِعَ إِلَيْهِ بِخَبَرِهِمْ وأَمره أَن يَكُونَ مِنْهُمْ بِحَيْثُ يَرَاهُمْ ويَتَبَيَّنُهُم وَلَا يَسْتَمْكِنُونَ مِنْهُ، فإِن أَرادوه بِسُوءٍ أَو رابَه مِنْهُمْ رَيْبٌ تَهَيّأَ لَهُ الهَرَب وتَفَلَّتَ مِنْهُمْ، فَيَكُونُ مِثْلَ الظَّبْي الَّذِي لَا يَرْبِض إِلا وَهُوَ مُتَبَاعِدٌ مُتَوَحِّشٌ بِالْبَلَدِ القَفْر، وَمَتَى ارْتَابَ أَو أَحَسَّ بفَزَع نَفَر، وَنَصَبَ ظَبْياً عَلَى التَّفْسِيرِ لأَن الرُّبوض لَهُ، فَلَمَّا حُوِّلَ فِعْلُهُ إِلى الْمُخَاطَبِ خَرَج قَوْلُهُ ظبْياً مفسِّراً؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي أَراد أَقِم فِي دَارِهِمْ آمِناً لَا تَبْرح كأَنك ظَبْيٌ فِي كِناسه قَدْ أَمِن حَيْثُ لَا يَرَى إِنْسًا. وَمِنْ أَمثالهم: لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ الظَّبْي ظِلَّه، وَذَلِكَ أَن الظَّبْيَ إِذا تَرَك كِناسه لَمْ يَعُد إِليه؛ يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ تأْكيد رَفْضِ الشَّيْءِ، أَيَّ شَيْءٍ كَانَ. وَمِنْ دُعَائِهِمْ عِنْدَ الشَّماتة: بهِ لَا بِظَبْيٍ أَي جَعَلَ اللهُ تَعَالَى مَا أَصابه لَازِمًا لَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ فِي زِيَادٍ:

أَقُولُ لَهُ لمَّا أَتانا نَعِيُّه:

بِهِ لَا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرَا

والظَّبْيُ: سِمَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ؛ وإِياها أَراد عَنْتَرَةُ بِقَوْلِهِ:

عَمْرَو بْنَ أَسْوَدَ فَا زَبَّاءَ قاربةٍ

ماءَ الكُلابِ عَلَيْهَا الظَّبْيُ، مِعْناقِ «1»

والظَّبْيَة: الحَيَاء مِنَ المرأَة وكلِّ ذِي حافِرٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: والظَّبْيَة جَهاز المرأَة وَالنَّاقَةِ، يَعْنِي حَيَاءَها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الظَّبْيَة للكَلْبة؛ وخَصَّ ابْنُ الأَعرابي بِهِ الأَتانَ والشاةَ والبَقَرةَ. والظَّبْيَةُ مِنَ الفَرس: مَشَقُّها وَهُوَ مَسْلَكُ الجرْدان فِيهَا. الأَصمعي: يُقَالُ لكلِّ ذَاتِ خُفٍّ أَو ظِلْفٍ الحَيَاءُ، ولكلِّ ذَاتِ حافرٍ الظَّبْيَة؛ وَلِلسِّبَاعِ كُلِّهَا الثَّفْر.

(1). فا زبَّاء أي فم زباء.

ص: 23

والظَّبْيُ: اسْمُ رَجُلٍ. وظَبْيٌ: اسمُ مَوْضِعٍ، وَقِيلَ: هُوَ كَثِيبُ رَمْل، وَقِيلَ: هُوَ وادٍ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ رَمْلة؛ وَبِهِ فُسِّر قولُ امْرِئِ الْقَيْسِ:

وتَعْطُو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأَنه

أَسارِيعُ ظَبْيٍ، أَو مَسَاويكُ إِسْحِل

ابْنُ الأَنباري: ظُبَاء اسْمُ كَثِيبٍ بِعَيْنِهِ؛ وأَنشد:

وكَفّ كَعُوَّاذِ النَّقا لَا يَضيرُها،

إِذا أُبْرِزَتْ، أَن لا يكونَ خِضابُ «1»

وعُوَّاذ النَّقا: دوابُّ تُشْبِهُ العَظَاء، وَاحِدَتُهَا عَائِذَةٌ تَلْزم الرملَ لَا تَبْرَحُه، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الظُّبَاءُ وادٍ بِتهامة. والظَّبْيَة: مُنْعَرَج الْوَادِي، وَالْجَمْعُ ظِبَاء، وَكَذَلِكَ الظُّبَة، وَجَمْعُهَا ظُباءٌ، وَهُوَ مِنَ الْجَمْعِ الْعَزِيزِ؛ وَقَدْ رَوَى بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ بِالْوَجْهَيْنِ:

عَرَفْتُ الديارَ لأُمّ الرَّهينِ

بينَ الظُّبَاء فَوَادِي عُشَرْ

قَالَ: الظُّبَاء جَمْعُ ظُبَة لمُنْعَرج الْوَادِي، وَجَعَلَ ظُبَاءً مِثْلَ رُخالٍ وظُؤارٍ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي جَاءَ عَلَى فُعال، وأَنكر أَن يَكُونَ أَصلَه ظُبًى ثُمَّ مَدَّه لِلضَّرُورَةِ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّي يَنْبَغِي أَن تَكُونَ الهمزةُ فِي الظُّبَاءِ بَدَلًا مِنْ ياءٍ وَلَا تَكُونُ أَصلًا، أَمّا مَا يَدْفَعُ كونَها أَصلًا فلأَنهم قَدْ قَالُوا فِي واحِدِها ظُبَة، وَهِيَ مُنْعَرَج الْوَادِي، واللامُ إِنما تُحْذَف إِذا كَانَتْ حرفَ علَّة، وَلَوْ جَهِلْنا قولَهم فِي الْوَاحِدِ مِنْهَا ظُبَة، لَحَكَمْنَا بأَنها مِنَ الْوَاوِ اتِّباعاً لِمَا وَصَّى بِهِ أَبو الْحَسَنِ مِنْ أَن اللَّام الْمَحْذُوفَةَ إِذا جُهِلَت حُكم بأَنها واوٌ، حَمْلًا عَلَى الأَكثر، لكنَّ أَبا عُبَيْدَةَ وأَبا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ رَوَيَاهُ بَيْنَ الظِّبَاء، بِكَسْرِ الظَّاءِ وَذَكَرَا أَن الْوَاحِدَ ظَبْية، فَإِذَا ظَهَرَتِ الْيَاءُ لَامًا فِي ظَبْيَةٍ وَجَبَ القَطْع بِهَا وَلَمْ يَسُغ العدولُ عَنْهَا، وَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ الظُّباء الْمَضْمُومُ الظَّاءِ أَحدَ مَا جَاءَ مِنَ الجُمُوع عَلَى فُعال، وَذَلِكَ نَحْوُ رُخال وظُؤَارٍ وعُراق وثُناء وأُناسٍ وتُؤَامٍ ورُباب، فَإِنْ قُلْتَ: فَلَعَلَّهُ أَراد ظُبًى جَمْعَ ظُبَة ثُمَّ مَدَّ ضَرُورَةً؟ قِيلَ: هَذَا لَوْ صَحَّ الْقَصْرُ، فأَما وَلَمْ يَثْبُتِ القصرُ مِنْ جِهَةٍ فَلَا وَجْهَ لِذَلِكَ لِتَرْكِكَ القياسَ إِلى الضَّرُورَةِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ، وَقِيلَ: الظِّبَاءُ فِي شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ هَذَا وادٍ بِعَيْنِهِ. وظَبْيَةُ: موضعٌ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذُرَيْحٍ:

فغَيْقَةُ فالأَخْيافُ، أَخْيافُ ظَبْيةٍ،

بِهَا مِنْ لُبَيْنى مَخْرَفٌ ومَرابِعُ

وعِرْقُ الظُّبْيَة، بِضَمِّ الظَّاءِ: مَوْضِعٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَميال مِنَ الرَّوْحاء بِهِ مسجدُ سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم. وَفِي حَدِيثِ

عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: مِنْ ذِي الْمَرْوَةِ إِلى الظَّبْيَة

؛ وَهُوَ مَوْضِعٌ فِي دِيَارِ جُهينة أَقْطعه النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، عَوْسَجَة الجُهَني. والظُّبْيَة: اسْمُ مَوْضِعٍ ذَكَرَهُ ابْنُ هِشَامٍ فِي السِّيرَةِ. وظَبْيَان: اسْمُ رجل، بفتح الظاء.

ظرا: الظَّرَوْرَى: الكَيِّسُ. رَجُلٌ ظَرَوْرَى: كَيِّسٌ. وظَرِيَ يَظْرَى إِذا كاسَ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: ظَرَى إِذا لَانَ، وظَرَى إِذا كاسَ، واظْرَوْرَى كاسَ وحَذِقَ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اطْرَوْرى، بِالطَّاءِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ. واظْرَوْرَى الرجلُ اظْرِيرَاءً: اتَّخَم فانْتَفَخ بَطْنُهُ، وَالْكَلِمَةُ واوِيَّة ويائِيَّة. واظْرَوْرَى بطْنُه إِذا انْتَفَخَ، وَذَكَرُهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي ضَرَا، بِالضَّادِ، وَلَمْ يَذْكُرْ هَذَا الْفَصْلَ. الأَزهري: قرأْت فِي نَوَادِرِ الأَعْراب الاطْرِيرَاء والاظْرِيراءُ البِطْنَةُ، وَهُوَ مُطْرَوْرٍ ومُظْرَوْرٍ،

(1). قوله [كعوّاذ النقا إلخ] هكذا في الأصول التي بأيدينا، ولا شاهد فيه على هذه الرواية، ولعله روي: كعوّاذ الظبا.

ص: 24

قَالَ: وَكَذَلِكَ المُحْبَنْطي والمُحْبَنْظِي، بِالظَّاءِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: اطْرَوْرَى بَطْنُه، بِالطَّاءِ. أَبُو زَيْدٍ اظْرَوْرَى الرجلُ غَلب الدَّسَمُ عَلَى قَلْبِه فانتفَخَ جوفُه فَمَاتَ، وَرَوَاهُ الشَّيْبَانِيُّ: اطْرَوْرى، وَالشَّيْبَانِيُّ ثِقَةٌ، وأَبو زَيْدٍ أَوثق مِنْهُ.

ابْنُ الأَنباري: ظَرَى بَطْنُه يَظْرِي إِذَا لَمْ يَتَمالَكْ لِيناً. وَيُقَالُ: أَصابَ المالَ الظَّرَى فأَهْزَلَه، وَهُوَ جُمُود الْمَاءِ لِشِدَّة البَرْدِ. ابْنُ الأَعرابي: الظَّارِي العاضُّ. وَظَرَى يَظْرِي إِذَا جَرَى.

ظلا: ابْنُ الأَعرابي: تَظَلَّى فلانٌ إِذَا لَزِمَ الظِّلالَ والدَّعَة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كَأَنَّ فِي الأَصل تَظَلَّلَ، فقُلبَت إحد اللَّامَاتِ يَاءً كَمَا قَالُوا تَظَنَّيْت من الظنّ.

ظما: ظمو

الظِّمْو مِنْ أَظْماء الإِبل لُغَةٌ فِي الظِّمْءِ. والظَّمَا، بِلَا هَمْزٍ: ذُبُولُ الشَّفَةِ مِنَ العَطَشِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ قِلَّة لحْمِه ودَمِه وَلَيْسَ مِنْ ذُبُولِ العَطَشِ، وَلَكِنَّهُ خِلْقَة محمودَةٌ. وكلُّ ذابلٍ مِنَ الحَرِّ ظَمٍ وأَظْمَى. والمَظْمِيُّ مِنَ الأَرضِ والزَّرْعِ: الَّذِي تَسْقِيهِ السَّماءُ، والمَسْقَوِيُّ: مَا يُسْقَى بالسَّيحِ. وَفِي حَدِيثِ

معاذٍ: وَإِنْ كَانَ نَشْرُ أَرضٍ يُسْلِمُ عَلَيْهَا صاحِبُها فَإِنَّهُ يُخْرِجُ مِنْهَا مَا أَعْطَى نَشْرُها: ربعَ المَسْقَوِيّ وعُشْرَ المَظْمِيّ

، وَهُمَا مَنْسُوبَانِ إِلَى المَظْمَى وَإِلَى المَسْقَى، مَصْدَرَي سَقَى وظَمَى. قَالَ أَبو مُوسَى: المَظْمِيُّ أَصله المَظْمَئيُّ فتُرك هَمْزُه، يعني في الرِّواية، قَالَ: وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي الْمُعْتَلِّ وَلَمْ يَذْكُرْهُ فِي الْهَمْزِ وَلَا تعرَّض إِلَى ذِكْرِهِ تَخْفِيفَهُ. والظَّمَى: قِلَّةُ دَمِ اللِّثَةِ ولَحْمِها، وَهُوَ يَعْتَري الحُبْش. رجلٌ أَظْمَى وامرأَة ظَمْيَاء وشَفَةٌ ظَمْيَاءُ: ليْسَتْ بوارِمة كَثِيرَةَ الدَّمِ ويُحْمَدُ ظَماها. وشَفَةٌ ظَمْيَاء بَيِّنَة الظَّمَى إِذَا كَانَ فِيهَا سُمْرَة وذُبُولٌ. ولِثَةٌ ظَمْيَاءُ: قَلِيلَةُ الدَّمِ. وعينٌ ظَمْياءُ: رَقِيقَةُ الجَفْن. وساقٌ ظَمْيَاءُ: قلِيلة اللَّحْمِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: مُعْتَرِقَةِ اللَّحْمِ. وظِلٌّ أَظْمَى: أَسْوَدُ. وَرَجُلٌ أَظْمى: أَسود الشَّفَة، والأُنْثَى ظَمْياء. ورُمْحٌ أَظْمَى: أَسْمَرُ. الأَصمعي: مِنَ الرِّماح الأَظْمى، غيرُ مَهْمُوزٍ، وَهُوَ الأَسْمَرُ، وقَناةٌ ظَمياءُ بَيِّنَةُ الظَّمى منقوصٌ. أَبو عَمْرٍو: ناقَةٌ ظَمْيَاءُ وَإِبِلٌ ظُمْيٌ إِذَا كَانَ فِي لَوْنِهَا سَوَادٌ. أَبو عَمْرٍو: الأَظْمى الأَسودُ، وَالْمَرْأَةُ ظَمْياء لسَوْداء الشَّفَتَين، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رجلٌ أَظْمَى أَسمر، وامرأَةٌ ظَمْيَاء، والفعلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ ظَمِيَ ظَمًى. وَيُقَالُ للفرسِ إِذَا كَانَ مُعَرَّقَ الشَّوَى: إِنَّهُ لأَظْمَى الشَّوَى، وإنَّ فُصُوصه لظِماءٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا رَهَلٌ وكانت مُتَوَتِّرَةً، ويُحْمَدُ ذَلِكَ فِيهَا، والأَصلُ فِيهَا الْهَمْزُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ يَصِفُ فَرَسًا أَنشده ابْنُ السِّكِّيتِ:

يُنْجِيه مِنْ مِثْلِ حَمامِ الأَغلالْ

وَقْعُ يَدٍ عَجْلَى ورِجْلٍ شِمْلالْ

ظَمْأَى النَّسَى مِنْ تحتِ رَيَّا مِنْ عالْ

والظَّمْيَان: شجرٌ يَنْبُتُ بنَجْدٍ يشبه القَرَظ.

ظنى: قَالَ الأَزهري: لَيْسَ فِي بَابِ الظَّاءِ وَالنُّونِ غيرُ التَّظَنِّي مِنَ الظنِّ، وأَصله التَّظَنُّنُ، فأُبْدل مِنْ إِحْدَى النُّوناتِ ياءٌ، وَهُوَ مثلُ تَقَضّى مِنْ تَقَضَّضَ.

ظوا: أَرض مَظْواةٌ ومَظْياةٌ: تُنْبتُ الظَّيّان، فأَما مَظْواةٌ فإنها من ظ وي، وأَما مَظْيَاةٌ فإِما أَن تَكُونَ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ، وَإِمَّا أَن تَكُونَ مَقْلُوبَةً مِنْ مَظْواةٍ، فَهِيَ عَلَى هَذَا مَفْعَلة.

ص: 25