المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌معرض المعرفة للأستاذ وداد شمندي إنما الأعمال بالإكمال لا ينكر إلا كل مكابر - مجلة «المعرفة» السورية - جـ ٣

[عادل العوا]

الفصل: ‌ ‌معرض المعرفة للأستاذ وداد شمندي إنما الأعمال بالإكمال لا ينكر إلا كل مكابر

‌معرض المعرفة

للأستاذ وداد شمندي

إنما الأعمال بالإكمال

لا ينكر إلا كل مكابر هذا الجهد الجبار الذي تبذله المعرف عندنا في سبيل نشر العلم والقضاء على الأمية، ومحاربة الجهل والانحطاط، يدلنا على ذلك وفرة المدارس والمعاهد التي دشنّها المعارف في العام الدراسي الحالي، ووفرت العقبات العلمية التي ذهبت للتخصص في معاهد أوربا وأميركا، أضف على ذلك هذا العدد الضخم من الأساتذة والمعلمين الذين تعاقدت معهم للتدريس في مختلف العلوم والفروع. إن هذه الوثبة الجريئة السريعة تثلج صدر كل سوري، وتبعث فيه روح الزهو والإعجاب والاعتزاز، إلا أننا تقريراً للواقع نقولإنما الأعمال بالإكمال فقد أمطرتنا المعارف ببلاغاته توجيهيه قيمة، تسدّد خطواتنا، وترشدنا إلى خير طرق التدريس في الصفوف الابتدائية، ثم تكرم بعض الإخوان بنشر نماذج عن كيفية تحضير الدروس، وكيفية إلقائها في الصفوف المذكورة، تقّبلناها كلها بالشكر والحمد والثناء، إلا إن وسائل الإيضاح المنّوه عنها في البلاغات ونماذج الدروس ما زالت تنقصنا ولا يتيسر لنا الحصول عليها بسهولة.

فقد رحنا نسأل عن ثمن (طقم كامل) من الأرقام وحروف الهجاء (المتحركة) المنفصلة والمتصلة مع الضوابط، فقالوا لنا أن (الطقم9 يكلف من 100 إلى 50 ليرة سورية.

فهل لوزارة المعارف الجليلة أن تضيف مأثرة جديدة إلى مآثرها العديدة، وتزودنا بالأرقام والحروف المتحركة المذكورة مع غيرها من وسائل الإيضاح المنوه عنها في البلاغات ونماذج تحضير الدروس؟

كما أن كل صف يجب أن يكون مزوداً أيضاً (بخزانة) خاصة لحفظ تلك

الوسائل وغيرها من المعدات الأخرى التي يحتاج إليها كل معلم في صفه أثناء التدريس لا سيما إذا كان عدد تلاميذ الصف يزيد عن الحد القانوني

هذا ما نرجوه تحقيقه إذا شاءت المعارف تطبيق ما ورد في بلاغاتها التوجيهية وبذلك وحده يأتي العمل على الوجه الأكمل، وتتحقق الغاية ويتم القصد

الأمومة والمدارس الداخلية

ص: 62

بالرغم من غلاء الأقساط المدرسية في هذه الأيام، ما زالت بعض العائلات تفضل وضع أولادها في الأقسام الداخلية من رياض الأطفال.

وهي خطة سيئة النتائج، وخيمة العواقب، ذلك أن علماء التربية والتهذيب في أميركا التي تفخر بان فيها أكبر عدد من المدارس الداخلية للأطفال، قد لا حظوا أن وضع الطفل في أمثال هذه المدارس، أو بين أيدي المربيات وأن كان يريح الأمهات إلى حد ما. . . إلا أنه يضعف عاطفة الأمومة في نفس الأم كما يضعف عاطفة البنوة في نفس الطفل، ومن شأنه أن يشجع الوالدين على الاستهتار بالمسؤولية الملقاة عليهما كآباء وأمهات، ويضعف من نفوذهم على أبنائهم، ويخلق في البيت جوا غير طبيعي أو يساعد على قيام عائلات مفككة لا تفاهم بين أفرادها.

فالطفل إذا غادر مدرسته، أو تخلت عنه مربيته، شعر وهو بين أبيه وأمه أنه غريب عنهما، ونشأ فضلا عن ذلك جاف الطبع، جامد العاطفة. ذلك لأن الإنسان مدين في الغالب بأكثر ما يعتمل في ذات نفسه من العواطف الكريمة، والمشاعر النبيلة، ورقة الحساسية، إلى عطف الأم التي تدلله، أو تحدب عليه، فإذا حرم هذا العطف، تقطعت بينه وبين الإنسانية بمعناها الصحيح، كل أصره، وكل صلة، وأصبح غريبان عن كثير من المشاعر والعواطف النبيلة.

العمل إلى جانب العلم

كثيرون من الطلاب عندنا ينشأون نشأة علمية محضة، لا تتيح لهم الاشتغال في الأعمال الحرة فيما إذا تعذر عليهم الحصول على وظيفة من وظائف الدولة، على

خلاف الحال في أميركا، فقد قرأت بحثاً عن التعليم الأميركي كله غرائب وطرائف لا أدري ماذا أذكر وماذا أدع منها، فكل نقطة فيه، تبين لنا لماذا بلغ الشعب الأميركي ما بلغ من القوة والحضارة والتفوق في الإنتاج والصناعة.

اجتزئ للقارئ نقطة واحدة، وهي أن 70 في المئة من طلبة الجامعات الأميركية وطالباتها يكسبون جميع مصروفاتهم أو جزء كبير من مصروفاتهم بعرق جبينهم وسواعدهم في أوقات الفراغ.

يقول كاتب هذا البحث إن عدد الطلاب والطالبات الجامعيين في أمريكا. يبلغ مليونا

ص: 63

ونصف مليون نسمة، وهم موزعون على أكثر من ألف كلية وجامعة، ويقدر مجموع ما يربحه هؤلاء الطلبة والطالبات من العمل بزهاء خمسين مليون دولار في السنة.

والجامعات ذاتها هي التي تتولى توجيه أبنائها وبناتها إلى العمل والكسب، ففي كل جامعة (مكتب تخديم) يسجل فيه الطلبة الراغبون في العمل أسماءهم، ويتصل المكتب بدور الأعمال، وبيوت التجارة، كما يتقدم إليه الأفراد وربات البيوت، فيدل الطلبة على الخدمات التي يستطيعون أداءها وقت فراغهم.

ولما كانت دور الأعمال تتطلب نوعا من الموظفين الذين يعملون جزءا من اليوم فقط، فإنها تستخدم هؤلاء الطلاب بضع ساعات من كل يوم، ينصرفون بعدها على كلياتهم ومحاضراتهم.

وكذلك تستطيع بعض الأسر المتوسطة التي لا تقدر على دفع راتب خادم طول النهار، أن تستأجر أحد الطلبة، أو أحدى الطالبات بضع ساعات كل يوم، لأداء بعض الخدمات المنزلية. وهكذا يعمل كثير من طلبة جامعات أميركا وطالباتها في الطهي والغسل والتنظيف في فترات فراغهم.

وقد أدى هذا الاتجاه إلي تمكين ألاف الطلاب والطالبات من التخرج في الجامعات حاملين أرقى إجازاتها، ولكن هناك ما هو أهم من ذلك، وهو تنشئة الشبان والفتيات على احترام العمل وتقديسه من ناحية، وعلى استقلالهم بأنفسهم وتكوين شخصياتهم منذ بداية الشباب

المدرسون سعداء

لا نعلم إذا كان هذا ينطبق على الحال عندنا في سورية

فقد ظهر من استفتاء في الولايات المتحدة، أن المهندسين ورجال الدين والمدرسين هم أسعد الرجال في حياتهم الزوجية بينما أن العمال ورجال الجيش يخيم الشقاء عليهم وعلى زوجاتهم.

النظافة من الإيمان

أهم ما يلتفت المفتشون إليه أنظار المعلمين أثناء جولاتهم التفتيشية، هو الاهتمام في الدرجة الأولى بالنظافة وشروط الصحة، وهم في ذلك على حق لان القذارة قد تسيء إلى سمعة المدرسة وتحمل أولياء الطلاب على مقاطعتها والانصراف عنها كما حدث أخيراً في

ص: 64

انكلترا، فقد احتج أهل كلا يدون في انكلترا على قذارة مدرسة المدينة وقرروا منع أبنائهم من الذهاب إليها إلى أن يعين متعهد يتولى تنظيف المدرسة.

وقد اشترك معهم في هذا الاحتجاج مدرسو المدرسة ومدرساتها.

وداد شمندي

ص: 65