الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكاتب: حافظ إبراهيم
العام الهجري الجديد
(سنة 1327)[*]
أطلَّ على الأكوان والخلق تنظر
…
هلال رآه المسلمون فكبروا
تجلى لهم في صورة زاد حسنها
…
على الدهر حسنًا أنها تتكرَّر
فبشَّرَهم من وجهه وجبينه
…
وغُرته والناظرَين مبشر
وأذكرهم يومًا أغر محجلاً
…
به توّج التاريخ والسعد مسفر
وهاجر فيه خير داعٍ إلى الهدى
…
يحُف به من قوة الله عسكر
يماشيه جبريل وتسعى وراءه
…
ملائكة ترعى خطاه وتخفر
بيسراه برهان من الله ساطع
…
هدى وبيمناه الكتاب المطهر
فكان على أبواب مكة ركبه
…
وفي يثرب أنواره تتفجر
مضى العام ميمون الشهور مباركًا
…
تعدد آثار له وتسطر
مضى غير مذموم فإن يذكروا له
…
هناتٍ فطبع الدهر يصفو ويكدر
وإن قيل أودى بالألوف أجابهم
…
مجيب لقد أحيا الملايين فانظروا
إذا قيس إحسان امرئ بإساءة
…
فأربى عليها فالإساءة تغفر
ففيه أفاق النائمون وقد أتت
…
عليهم كأهل الكهف في النوم أعصر
وفي عالم الإسلام في كل بقعة
…
له أثر باق وذكر معطر
سلوا الترك عما أدركوا فيه من منى وما بدلوا في المشرقين وغيروا
وإن لم يقم إلا (نيازي) و (أنور)
…
فقد ملأ الدنيا نيازي وأنور
تواصوا بصبر ثم سلوا من الحجى
…
سيوفًا وجدُّوا جدَّهم وتدبروا
فسادوا وشادوا للهلال منازلاً
…
على هامها سعد الكواكب ينثر
تجلى بها عبد الحميد بوجهه
…
على شعبه والشاه خزيان ينظر
سلام على عبد الحميد وجيشه
…
وأمته ما قام في الشرق منبر
سلوا الفرس عن ذكرى أياديه عندهم
…
فقد كان فيه الفرس عميًا فأبصروا
جلا لهم وجه الحياة فشاقهم
…
فباتوا على أبوابها وتجمهروا
ينادون: أن مني علينا بنظرة
…
وأحيي قلوبًا أوشكت تنفطر
كلانا مشوق والسبيل ممهد
…
إلى الوصل لولا ذلك المتغشمر
أطلّي علينا لا تخافي فإننا
…
بسرك أوفى منه حولاً وأقدر
سلام عليكم أمة الفرس إنكم
…
خليقون إن تحيوا كرامًا وتفخروا
ولا أقرئ الشاه السلام فإنه
…
يريق دماء المصلحين ويهدر
وفيه هوى عبد العزيز وعرشه
…
وأخنى عليه الدهر والأمر مدبر
ولا عجب إن ثُل عرش مملك
…
قوائمه عود ودف ومزهر! !
فألقى إلى عبد الحفيظ بتاجه
…
ومرَّ على درَّاجة يتعثر!
وقام بأمر المسلمين موفق
…
على عهده مُرَّاكش تتحضر
وفي دولة الأفغان كانت شهوره
…
وأيامه بالسعد واليمن تزهر
أقام بها والعود ريان أخضر
…
وفارقها والعود فينان مثمر
وعوَّذها بالله من شر طامع
…
إذا ما رمى (إدوارد) أو راش قيصر
وفيه نمت في الهند للعلم نهضة
…
أرى تحتها سرًّا خفيًّا سيظهر
فتجري إلى العلياء والمجد شوطها
…
ويخصب فيها كل جدب وينضر
وفيه بدت في أفق (جاوة) لمعة
…
أضاءت لأهليها السبيل فبكروا
ويا ليته أولى الجزائر منة
…
تفك بها تلك القيود وتكسر
وفي تونس الخضراء يا ليته بنى
…
له أثرًا في لوحة الدهر يذكر
وفيه سرت في مصر روح جديدة
…
مباركة من غيرة تتسعر
خبت زمنا حتى توهمت أنها
…
تجافت عن الإبراء لولا كرومر
تصدى فأوراها وهيهات أن يرى
…
سبيلاً إلى إخمادها وهي تزفر
مضى زمن التنويم يا نيل وانقضى
…
ففي مصر أيقاظ على مصر تسهر
وقد كان (مورفين) الدهاء مخدرًا
…
فأصبح في أعصابنا يتخدر
شعرنا بحاجات الحياة فإن ونت
…
عزائمنا عن نيلها كيف نعذر
شعرنا وأحسسنا وباتت نفوسنا
…
من العيش إلا في ذرى العز تسخر
إذا الله أحيا أمة لن يردها
…
إلى الموت قهار ولا متجبر
رجال الغد المأمول إنا بحاجة
…
إلى قادة تبني وشعب يعمر
رجال الغد المأمول إنا بحاجة
…
إلى مصلح يدعو وداعٍ يذكر
رجال الغد المأمول إنا بحاجة
…
إلى حكمة تملي وكف تحرر
رجال الغد المأمول إنا بحاجة
…
إلى عالم يدري وعلم يقرر
رجال الغد المأمول إنا بحاجة
…
إليكم فسدوا النقص فينا وشمروا
رجال الغد المأمول لا تتركوا غدًا
…
يمر مرور الأمس والعيش أغبر
رجال الغد المأمول إن بلادكم
…
تناشدكم بالله أن تتذكروا
عليكم حقوق للبلاد أجلها
…
تعهد روض العلم فالروض مقفر
قصارى منى أوطانكم أن ترى لكم
…
يدًا تبتني مجدًا ورأسًا يفكر
فكونوا رجالاً عاملين أعزة
…
وصونوا حمى أوطانكم وتحرروا
ويا طالبي الدستور لا تسكنوا ولا
…
تبيتوا على يأس ولا تتضجروا
أعدوا له صدر المكان فإنني
…
أراه على أبوابكم يتخطر
ولا تنطقوا إلا صوابًا فإنني
…
أخاف عليكم أن يقال تهوروا
فما ضاع حق لم ينم عنه أهله
…
وما ناله في العالمين مقصر
لقد ظفر الأتراك عدلاً بسوءلهم
…
ونحن علي الآثار لا شك نظفر
هم لهم العام القديم مقدر
…
ونحن لنا العام الجديد مقدر
ثقوا بالأمير القائم اليوم إنه
…
بكم وبما ترجون أدرى وأخبر
فلا زال محروس الأريكة جالسًا
…
على عرش وادي النيل ينهى ويأمر
…
...
…
...
…
...
…
...
…
محمد حافظ إبراهيم
_________
(*) احتفل المصريون بدخول العام الهجري الجديد، وقررت الحكومة جعل أول يوم منه عيدًا رسميًّا تقفل فيه دواوينها وتعطل، ولقد نظم الشعراء القصائد في ذلك، فآثرنا أن نثبت منها هذه القصيدة.