الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكاتب: حافظ إبراهيم
مرثية محمد حافظ أفندي إبراهيم
في الأستاذ الإمام رضي الله عنه
سلام على الإسلام بعد محمد
…
سلام على أيامه النضرات
على الدين والدنيا على العلم والحجى
…
على البر والتقوى على الحسنات
لقد كنت أخشى عادي الموت قبله
…
فأصبحت أخشى أن تطول حياتي
فوا لهفي والقبر بيني وبينه
…
على نظرة من تلكم النظرات
وقفت عليه حاسر الرأس خاشعًا
…
كأني حيال القبر في عرفات
لقد جهلوا قدر الإمام فأنزلوا
…
تجاليده في موحش بفلاة [1]
ولو أضرحوا بالمسجدين لأنزلوا
…
بخير بقاع الأرض خير رفات
تباركت هذا الدين دين محمد
…
أيترك في الدنيا بغير حماة
تباركت هذا عالم الشرق قد قضى
…
ولانت قناة الدين للغمزات
***
زرعت لنا زرعًا فأخرج شطأه
…
وبنت ولما نجتن الثمرات
فواهًا له ألا يصيب موفقًا
…
يشارفه والأرض غير موات
مددنا إلى (الأعلام) بعدك راحنا
…
فردّت إلى أعطافنا صفرات
وجالت بنا تبغي سواك عيوننا
…
فعدن وآثرن العمى شرقات
وآذوك في ذات الإله وأنكروا
…
مكانك حتى سودوا الصفحات
رأيت الأذى في جانب الله لذة
…
ورحت ولم تهمهم له بشكاة
لقد كنت فيهم كوكبًا في غياهب
…
ومعرفة في أنفس نكرات
أبنت لنا التنزيل حكمًا وحكمة
…
وفرقت بين النور والظلمات
ووفقت بين الدين والعلم والحجى
…
فاطلعت نورًا من ثلاث جهات
وقفت لها (نوتو ورينان) وقفة
…
أمدك فيها الروح بالنفحات
وخفت مقام الله في كل موقف
…
فخافك أهل الشك والنزغات
وكم لك في إغفاءة الفجر يقظة
…
نفضت عليها لذة الهجعات
ووليت شطر البيت وجهك خاليًا
…
تناجي إله البيت في الخلوات
وكم ليلة عاندت في جوفها الكرى
…
ونبهت فيها صادق العزمات
وأرصدت للباغي على دين أحمد
…
شباة يراع ساحر النفثات
إذا مس حد الطرس فاض جبينه
…
بأسطار نور باهر اللمعات
كأن قرار الكهرباء بشقه
…
يريك سناه أيسرُ اللمسات
***
فيا سنة مرت بأعواد نعشه
…
لأنت علينا أشأم السنوات
حطمت لنا سيفًا وعطلت منبرًا
…
وأذويت روضًا ناضر الزهرات
أطفأت نبراسًا وأشعلت أنفسًا
…
على جمرات الحزن منطويات
رأى في لياليك المنجم ما رأى
…
فأنذر بالويل والعثرات
ونبأه علم النجوم بحادث
…
تبيت له الأبراج مضطربات
رمى السرطان الليث والليث خادر
…
وربَّ ضعيف نافذ الرميات
فأودى به ختلاً فمال إلى الثرى
…
ومالت له الأجرام منحرفات
وشاعت تعازى الشهب باللمح بينها
…
ويخطر بين اللمس والقبلات
تكاد الدموع الجاريات تقله
…
وتدفعه الأنفاس مستعرات
بكى الشرق فارتجت له الأرض رجة
…
وضاقت عيون الكون بالعبرات
ففي الهند محزون وفي الصين جازع
…
وفي مصر باك دائم الحسرات
وفي الشام مفجوع وفي الفرس نادب
…
وفي تونس ما شئت من زفرات
بكى عالم الإسلام عالم عصره
…
سراج الدياجي هادم الشبهات
ملاذ عياييل ثمال أرامل
…
غياث ذوي عدم إمام هداة
فلا تنصبوا للناس تمثال عبده
…
وإن كان ذكرى حكمة وثبات
فإني لأخشى أن يضلوا فيومئوا
…
إلى نور هذا الوجه بالسجدات
فيا ويح للشورى إذا جد جدها
…
وطاشت بها الأراء مشتجرات
ويا ويح للفتيا إذا قيل من لها
…
ويا ويح للخيرات والصدقات
بكينا على فرد وإن بكاءنا
…
على أنفس لله منقطعات
تعهدها فضل الإمام وحاطها
…
إحسانه والدهر غير موات
فيا منزلاً في (عين شمس) أظلني
…
وأرغم حسادي وغم عداتي
دعائمه التقوى وأساسه الهدى
…
فيه الأيادي موضع اللبنات
عليك سلام الله ما لك موحشاً
…
عبوس المغاني مقفر العرصات
لقد كنت مقصود الجوانب آهلاً
…
تطوف بك الآمال مبتهلات
مثابة أرزاق ومهبط حكمة
…
ومطلع أنوار وكنز عظات
_________
(1)
تجاليد الإنسان: جسمه.