الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخَير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ويُؤثِرون كلام الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس. ويقدمون هَدْي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد وبهذا سموا أهل الكتاب والسنة.
وسُمُّوا أهل الجماعة؛ لأن الجماعة هي الاجتماع، وضدّها الفرقة، وإِن كان لفظ الجماعة قد صار اسمًا لنفس القوم المجتمعين.
والإِجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين.
وهم يَزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلق بالدين، والإجماع الذي ينضبط، هو: ما كان عليه السلف الصالح، إِذ بعدهم كثر الاختلاف، وانتشرت الأمة " (1) .
[أثر المنهج في استقامة الاعتقاد وتوسطه]
أثر المنهج في استقامة الاعتقاد وتوسطه: لصحة المنهج أثرها في استقامة الاعتقاد وتوسطه، فما من امرئ، أو ما من جماعة التزمت المنهج القويم في
(1)" مجموع الفتاوى لابن تيمية ": (3 / 151 - 157) .
التلقي والفهم، إِلا استقام اعتقادها واعتدل بتوفيق الله.
ولقد وضّح ابن تيمية رحمه الله أثر المنهج الحق - في الاعتقاد - وجلاه بقوله:
" هم الوسط - أي الفرقة الناجية - في فرق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط في الأمم:
فهم وسط في باب (صفات الله) سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجَهمية، وأهل التمثيل المُشبِّهة.
وهم وسط في باب (أفعال الله تعالى) بين القَدَرية والجَبْرية.
وفي باب (وعيد الله) بين المرجِئة والوَعيديّة من القدريّة وغيرهم.
وفي باب (أسماء الإِيمان والدين) بين الحَرورية والمعتزلة، وبين المُرجئة والجَهمية.
وفي (أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرَّوافض والخوارج " (1) .
(1) المرجع السابق: ص (141) .