الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[مقتطفات مما نقل عن الإمام أبي جعفر الطحاوي]
الإمام أبو جعفر الطحاوي الحنفي: (1) .
يقول الإمام أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله تعالى - في أول رسالته عن العقيدة المنجية:
" هذا ذكر بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، وأبي يوسف يَعقوب بن إِبراهيم البَجلي، وأبي عبد الله مُحمد بن الحسن الشيباني، رضي الله عنهم أجمعين. وما يَعتقدون في أصول الدين، وما يَدينون به لرب العالمين.
نقول في توحيد الله مُعتقدين بتوفيق الله: إِن الله تبارك اسمه، وتعالى جدّه، وجلَّ ثناؤه، واحدٌ لا شريك له، ولا شيء مثله، ولا شيء يُعجزه، ولا إِله غيره، قديمٌ بلا ابتداء، دائمٌ بلا انتهاء، لا يَفْنى ولا يَبيد، ولا يكونُ إِلا ما يُريد، لا تَبلغه الأوهام، ولا تُدركه الأفهام، ولا يُشبه الأنام، حَيّ لا يَموت، قيّوم لا ينام. . . ".
(1) أحمد بن محمد بن سلامة المصري، أبو جعفر الطحاوي، انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر، وله التصانيف الكثيرة، توفي بالقاهرة سنة (321 هـ)، " سير أعلام النبلاء ":(15 / 27 - 32) .
وقال:
" وإن القرآن كلام الله، منه بَدأ بلا كيفية، قولًا، وأنزله على رسوله وحيًا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقًا، وأيقنوا أنه كلامُ الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوقٍ كَكلامٍ البريَة. فمن سمعه، فزعم أنه كلام البشر، فقد كفر. . . ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر، فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أن الله بصفاته ليس كالبشر. . . والرؤية حقّ لأهل الجنة، بغير إِحاطةٍ ولا كيفية، كما نطق به كتاب ربنا:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ - إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 - 23]
وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعَلِمَه، وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو كما قال، ومعناه على ما أراد، لا ندخل في ذلك مُتأولين بآرائنا، ولا متوهمين بأهوائنا، فإِنه ما سلم في دينه إِلا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالِمه. . . " إِلى آخر ما نَصَّتْ عليه الطَحاوية (1) .
(1)" متن العقيدة الطحاوية " لابن أبي العز الحنفي ص: (7) .