الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعدم التفرّق في ذلك، بأن يجتمعوا في كل صلاة على إِمام واحد، ويكون ذلك الإِمام من أحد المقلدين للأربعة رضوان الله عليهم.
واجتمعت الكلمة حينئذ، وعُبدَ الله وحده، وحَصلت الألفة، وسقطت الكُلفة، وأمر عليَهم، واستتب الأمر من دون سفك دم، ولا هتك عرض، ولا مشقة على أحد، والحمد لله رب العالمين " (1) .
[جهود الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في الدعوة]
جهود الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في الدعوة: ولا يزال الأئمة من آل سعود ينصرون دعوة التوحيد في عهودهم جميعًا، على تفاوت بين عهد وآخر من حيث القوة والضعف، مُثبتين أن للدولة أهمية عظيمة في التمكين للدعوة.
ولا يقتضي هذا القول: أن الدعوة تخمد مطلقًا حين لا تجد سلطة تنصرها، ولكن يقتضي: أن الدولة حين تحمل الدعوة بإِخلاص وعلم وهمّة، فإِن التوحيد يكون
(1) المرجع السابق: ص (123 - 125) .
أوسع سيادة، وأعظم هيبة.
ويتضح ذلك من نصرة التوحيد، وإِعزازه، ونشره في عهد الإِمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله.
يقول المشايخ محمد بن عبد اللطيف، وسعد بن حمد بن عتيق، وعبد الله بن عبد العزيز العنقري، وعمر بن محمد بن سليم، ومحمد بن إِبراهيم بن عبد اللطيف رحمهم الله:
" ثم لما وقع الخلل من كثير من الناس من عدم القيام بشكر هذه النعمة ورعايتها، ابتلوا بوقوع التفرق والاختلاف وتسلط الأعداء، والرجوع إِلى كثير من عوائدهم السالفة، حتى مَنَّ الله في آخر هذا الزمان بظهور الإِمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل أيده الله ووفقه، وما مَنَّ الله به في ولايته من انتشار هذه الدعوة الإِسلامية، والملة الحنيفية، وقمع من خالفها، وإِقبال كثير من البادية والحاضرة على هذا الدين، وترك عوائدهم الباطلة، وكذلك ما حصل بسببه من ردع أهل المعاصي والمخالفات، وإقامة دين الله في الحرمين الشريفين - زادهما الله تعالى تشريفًا وتكريما - "(1) .
(1)" الدرر السنية في الأجوبة النجدية " جمع الشيخ عبد الرحمن بن قاسم (7 / 284 - 285) .
وكان أمر العقيدة جليًا لدى الملك عبد العزيز، إذ يقول رحمه الله:
" يسمّوننا بالوهابيّين، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش، نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض.
نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، وعقيدة جديدة، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح، ونحن نحترم الأئمة الأربعة، ولا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة، وكلهم محترمون في نظرنا.
هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإِسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إِليها، وهذه هي عقيدتنا، وهي عقيدة مبنية على توحيد الله عز وجل، خالصة من كل شائبة، منزهة عن كل بدعة " (1) .
وإِذ يستعمل الملك عبد العزيز سلطانه في التمكين للتوحيد والعقيدة المنجية في بلاده، فإِنه ينشرها خارج بلاده بوسيلتين اثنتين:
(1)" الملك الراشد " لعبد المنعم الغلامي: ص (369) .
1 -
بعث الدعاة.
2 -
نشر كتب التوحيد الخالص وعقيدة أهل السنة والجماعة.
وممّا أمر بنشره من كتب العقائد:
العقيدة الواسطية، والتوسل والوسيلة، ومنهاج السنة، والعبودية، وهي من مؤلفات شيخ الإِسلام ابن تيمية.
ومجموعة التوحيد، وهي مجموعة لشيخ الإِسلام ابن تيمية، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، والشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ سليمان آل الشيخ - حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -، والشيخ عبد الله العنقري، والشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن، والشيخ سليمان بن سحمان.
ولمعة الاعتقاد لابن قدامة. . .
وغير ذلك الكثير من الكتب المبينة لعقيدة أهل السنة والجماعة.
ولهذا السبب، سبب تسخير سلطة الدولة في نصرة الإسلام، وجدت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهي الدعوة الباعثة لعقيدة أهل السنة والجماعة، والمحيية
لشُعَبها، والمستجيبة لمقتضياتها، وجدت من الانتشار والتمكن، ما لم تجده دعوات أخرى كثيرة: فردية وجماعية.
فمنذ أن نهض هذا الداعية الإِمام، يدعو إِلى الله على بصيرة، وهذه الدعوة المباركة لا تزال تترسخ في جزيرة العرب، وتنتشر في العالم الإِسلامي كله بحمد الله وفضله.
وبرز هذا الانتشار في مدارس فكرية، ونشاط دعوي، وجهود متصلة لإِحياء تراث السلف الصالح.
إِن لانتشار الدعوة الإِسلامية في تاريخِ المسلمين الحديث، وحياتهم المعاصرة سببا، أو أسباباَ، ويأتي في مقدمة هذه الأسباب: دعوة الإِحياء العامة لمنهج أهل السنة والجماعة التي نهض بها شيخ الإِسلام محمد بن عبد الوهاب، والتي نصرها آل سعود، دولةً بعد دولة، وإماما بعد إِمام، منذ محمد بن سعود إِلى يوم الناس هذا.
فلا يزال المنهج الإِسلامي يحكم حياة المملكة العربية السعودية وشعبها في الاعتقاد والاجتهاد، والسلوك.