الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[خاتمة]
خاتمة وهكذا أيّها المسلم مررنا - بإِيجاز - على مجمل اعتقاد سلفنا الصالح وأئمتنا المعتبرين، ورأينا كيف أنهم - في الجملة - متفقون، وأنهم ينزعون من منزعٍ واحد، كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، لم يكن بينهم اختلاف في المنهج.
وإِذ كُنَّا نقلنا عن كل منهم مجمل اعتقاده في أصول الدين، تحت عنوان مجمل عقيدة ذلك الإِمام، فليس المقصود أن له عقيدة تخالف معتقد الآخرين، ولكن المقصود ذكر ما أُثر عنه بلفظه في هذه المسائل.
والمقصود - أيضًا - أن نتأَسَّى - وخاصة العلماء والدعاة منا - بهؤلاء الأئمة، وأن لا نختلف حيث لم يختلفوا، وأن لا نُقدم على أمر العقيدة أي شيء، وأن يكون في منهج كل داعية، وكل جماعة تدعو إِلى الإِسلام الاهتمام بالعقيدة الإِسلامية، تأصيلًا وتحقيقًا، وفق ما نزل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما سار عليه أئمة السلف.
فإِذا كان ذلك، فإِن النتائج ستكون مباركةً في صلاح الأمة الإِسلامية واستقامتها على المنهج الحق.
وإن لم يكن ذلك - كما هو المُشاهد في كثير من الدعوات والجماعات في الوقت الحاضر - فإِن الشتات والفرقة وغلبة الهوى، هي التي ستسود الناس، وبالتالي لن تكون نهضة إِسلامية، وستَتَعثر الصحوة الإِسلامية التي تُعلق الآمال عليها، بفضل الله وتوفيقه في عودة المسلمين إِلى كتاب ربهم، وسنة نَبيهم صلى الله عليه وسلم، واعتصامهم بحبل الله، والتزامهم حكمه، وتطبيقهم شرعه.
نسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا أن يوفقنا لصالح العمل، ويهدينا للتي هي أقوم، وأن يُجنبنا كل زَلَل في ديننا ودنيانا، فهو القادر على ذلك، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إِلى يوم الدين.