الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[قواعد مهمة في دراسة مسائل العقيدة]
[القرآن مصدر الأدلة النقلية والعقلية]
قواعد مهمة في دراسة مسائل العقيدة يتضح للمهتمين بكتب السلف في أصول الدين، والذين لهم تمرس بها، منهج أئمة السلف رحمهم الله في دراسة مسائل العقيدة، ومناقشات المخالفين والرد عليهم، وقد رأيت مناسبة ختم هذه الرسالة بإِيراد أهم القواعد والأسس في ذلك المنهج، وهي منقولة من مقدمة كتاب " شرح العقيدة الطحاوية " لابن أبي العز (1) أرجو أن يكون فيها فائدة للمهتمين بهذا الموضوع.
1 -
القرآن مصدر الأدلة النقلية والعقلية: تَضَمَّن القرآن الدعوةَ إِلى توحيد الله، وبَثَّ في الأنفس والآفاق دلائل التوحيد، ولَفَتَ نَظَرَ الإِنسان إليها، وحَثَّه على النظرِ والتفكير فيها، وبَيَّنَ بالبراهين العقلية إثباتَ صفاته، وصدقَ رُسُلِه، وأمْرَ المعاد، وغيرَ ذلك من أصول الدين، وأجاب عن مُعارضَةِ المشركين، وكَشَفَ شُبَهَهُم،
(1)" شرح العقيدة الطحاوية " ص (14 - 34) الطبعة الأولى (1048 هـ) ، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، والشيخ شعيب الأرنؤوط.
ونَقَضَ أقوالهم، وفَنَّد مزاعمهم.
وهذه الأدلة شرعيةٌ، لأن الشرعَ دلَّ عليها، وأرشد إليها.
وعقليةٌ، لأنها تُعْلَمُ صحتُها بالعقل.
فإِذا أخبر الله بالشيء، ودَلَّ عليه بالدلالات العقلية، صار مدلولًا عليه بخبره، ومدلولًا عليه بالدليل العقلي الذي يُعْلَمُ به، فيصير ثابتًا بالسمع والعقل، وكلاهما دَاخِلٌ في دلالةِ القرآن التي تُسمى الدلالةَ الشرعية.
ونقدُ السلف لعلم الكلام، لم يصدر عن انتقادهم المنهج العقلي، ولكنَّهم فَضَّلُوا المقاييس الشرعية، لأنها عقلية أيضًا، وهي أبلغُ وأكملُ من أدلة المتكلمين، مع تنزهها عن الأغاليط التي تشتمل عليها أدلتهم.
وقد جاءت هذه الأدلةُ بأسلوبٍ باهر متدفِّقٍ بالحيوية، وضربِ الأمثلة المستمدة من حياةِ الإِنسان، وما يُحيط به مهما اختلف جنسُه، أو بيئتُه، أو عصرُه، فهي أبلغُ من كل أُسلوبٍ، وأشدُّ تأثيرًا في النفس من أيِّ أسلوب آخر، وفيها مجالٌ واسعٌ للعقل يقضي فيها رغبتَه، ويُشْبعُ نهمتَه، مع