المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌وصف النسخة الخطية اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة على نسختين خطيتين - مجموع رسائل الحافظ العلائي جـ ١

[صلاح الدين العلائي]

فهرس الكتاب

- ‌إهداء

- ‌ترجمة الحافظ العلائي

- ‌أولًا: اسمه ونسبه:

- ‌ثانيًا: مولده:

- ‌ثالثًا: شيوخه:

- ‌رابعًا: تلامذته:

- ‌خامسًا: الوظائف التي شغلها

- ‌سادسًا: مصنفاته:

- ‌سابعًا: ثناء العلماء عليه:

- ‌ثامنًا: مذهبه:

- ‌تاسعًا: وفاته:

- ‌منهج تحقيق الرسائل

- ‌جزء في ذكر كليم اللَّه موسى بن عمران صلوات اللَّه وسلامه عليه وما يتعلق بقبره

- ‌التوصيف العلمي للنسخة الخطية

- ‌نسخة المؤلف

- ‌النسخة المساعدة

- ‌توثيق الكتاب

- ‌رِسَالَةٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ عز وجل {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا}

- ‌التوصيف العلمي للنسخة الخطية

- ‌ثوثيق الكتاب

- ‌رِسَالةٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ عز وجل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}

- ‌التوصيف العلمى للنسخة الخطية

- ‌توثيق الكتاب:

- ‌رِسَالَة في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ عز وجل {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}

- ‌التوصيف العلمي للنسخة الخطية

- ‌توثيق الكتاب:

- ‌تَحْرِيرُ الْمَقَالِ فِي تَحْرِيمِ الْحَلَالِ

- ‌التوصيف العلمي للنسخة الخطية

- ‌توثيق الكتاب:

- ‌خَاتِمَةٌ

- ‌آخر تحرير المقال في تحريم الحلال

- ‌مَسْأَلَة فِي مُضَاعَفَةِ الثَّوَابِ فِي الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ

- ‌وصف النسخة الخطية

- ‌توثيق الكتاب:

- ‌تَحْقِيقُ مَنِيفِ الرُّتْبَةِ لِمَنْ ثَبَتَ لَهُ شَرِيفُ الصُّحْبَةِ

- ‌وصف النسخة الخطية

- ‌توثيق الكتاب:

- ‌الْمَسْأَلَةُ الأُولَى: فِيمَا يَثْبُتُ بِهِ اسْمُ الصُّحْبَةِ حَتَّى يَنْطَلِقَ عَلَى مَنْ قَامَ بِهِ اسْمُ الصَّحَابِيّ

- ‌المسألة الثانية: فيما تثبت به الطرق المتقدمة

- ‌المسألة الثالثة: فى تقرير عدالة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌فَصْلٌ

- ‌رَفْعُ الْإِشْكَالِ عَنْ حَدِيثِ صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّال

- ‌وصف النسخة الخطية

- ‌توثيق الكتاب:

- ‌العُدَّةُ عِنْدَ الْكَرْبِ وَالشِّدَّةِ

- ‌وصف النسخة الخطية

- ‌توثيق الكتاب:

الفصل: ‌ ‌وصف النسخة الخطية اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة على نسختين خطيتين

‌وصف النسخة الخطية

اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة على نسختين خطيتين لم أظفر بغيرهما:

النسخة (د).

وهي النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (88) مجاميع م، وهي نسخة متقنة جدًّا مكررة ومقابلة إلا أنها ناقصة.

- اسم الناسخ: غير معروف.

- تاريخ النسخ: غير معروف.

- نوع النسخ: نسخ معتاد.

- عدد الأوراق: 16 ورقة.

النسخة (ب).

وهي نسخة خطية محفوظة بمكتبة برلين ضمن مجموع وقد حصلت عليها من مكتبة المكنز الإِسلامي.

- اسم الناسخ: غير معروف.

- تاريخ النسخ: 1130 هـ بالقسطنطينية.

- نوع النسخ: نسخ معتاد.

- عدد الأوراق: 10 ورقات.

‌توثيق الكتاب:

لم أجد من نسب هذه الرسالة للإمام الحافظ العلائي، إلا أنه قد وُجِدَ على طرة النسختين الخطيتين نسبة هذه الرسالة للإمام العلائي.

ص: 338

طرة النسخة الخطية

ص: 339

الورقة الأولى من النسخة الخطية

ص: 340

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر

الحمد للَّه رب العالمين، وصلواته على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلامه.

قال اللَّه تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (1).

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ".

أخرجاه في "الصحيحين"(2).

وعن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ فَإذَا رَجُلٌ يَدْعُو يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْاَلُكَ بأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ".

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ عز وجل بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ".

أخرجه أبو داود والترمذي وَالنسائي وابن ماجه في سننهم، وصححه ابن حبان أيضًا في "صحيحه" والحاكم (3).

وروى ابن حبان أيضًا في "صحيحه" عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَلقَةٍ فَقَامَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَلَمَّا قَعَدَ لِلتَّشَهُدِ دَعَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلْكَ بأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ".

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ عز وجل بِاسْمِهِ الْأَعَظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى"(4).

(1) الأعراف: الآية 180.

(2)

"صحيح البخاري"(2736)، و"صحيح مسلم"(2677) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(3)

"سنن أبي داود"(1439)، "جامع الترمذي"(3475)، "سنن النسائي الكبرى"(7666)، "سنن ابن ماجه"(3857)، "صحيح ابن حبان"(892)، "المستدرك"(1/ 683).

(4)

"صحيح ابن حبان"(893).

ص: 341

رواه أبو داود والنسائي أيضًا (1)، وقال فيه الحاكم: صحيح على شرط مسلم (2).

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ فَمَرَّ كَلْبٌ فَمَا بَلَغَتْ يَدُهُ رِجْلَهُ حَتَّى مَاتَ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَنِ الَّذِي دَعَا عَلَى هَذَا الْكَلْبِ آنِفًا"؟

فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أنَا يَا رَسُولَ اللَّه.

فَقَالَ: "لَقَدْ دَعَوْتَ اللَّهَ عز وجل بِاسْمِهِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، فَلَوْ دَعَوْتَ لِجَمِيع أُمَّةِ مُحمَّدٍ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ، كَيْفَ تَدْعُو"؟

فَقَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُكَ (3) لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ اكْفِنَا هَذَا الْكَلْبَ بِمَا شِئْتَ فَمَا بَرحَ حَتَّى مَاتَ.

رواه أبو بكر القَطِيعِي في "أماليه"(4).

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا بِهَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَإنَّهُ لَمْ يَدْعُ بهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءِ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ".

رواه الترمذي والنسائي (5).

وأخرجه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" ولفظه (6): قال سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى الاسْمِ الْأَعْظَم الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ الدَّعْوَةُ الَّتِي دَعَا بِهَا يُونُسُ عليه السلام حَيْثُ نَادَى فِي الظُّلُمَاتِ الثَّلاثِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ".

فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّه هَل كَانَت لِيُونَسَ عليه السلام خَاصَّةً أَمْ لِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّة؟

(1)"سنن أبي داود"(1495)، "سنن النسائي"(3/ 52).

(2)

"المستدرك"(1/ 683).

(3)

في "العدة للكرب والشدة" للضياء، زاد بعدها:"بأن لك الحمد".

(4)

ومن طريق القطيعي رواه الحافظ الضياء في كتاب "العدة للكرب والشدة"(رقم 16).

(5)

"جامع الترمذي"(3505)، "سنن النسائي الكبرى"(10492).

(6)

"المستدرك"(1/ 685).

ص: 342

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ عز وجل {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: الآية 88] ".

وعن أنسٍ رضي الله عنه أن عائشة رضي الله عنها قالت: "يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِى اسْمَ اللَّهِ الْعَظِيم.

فَقَالَ لهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قُومِي فَتَوَضَّئِي ثُمَّ ادْعِي حَتَّى أَسْمَعَ".

قَالَت: فَفَعَلْتُ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى كُلِّهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَم، وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ وَبِاسْمِكَ الْكَبِيرِ الْأَكْبَرِ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَصَبْتِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ".

رواه الطبراني في كتاب "الدعاء" له (1).

وقال ابن عباس رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ"(2).

وعند مسلمٍ في روايةٍ أخرى: "كَلِمَاتُ الْفَرَجِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعِليُّ الْعَظِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ"(3).

وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: لَقَّنَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ وَأَمَرَنِي إِذَا نَزَلَ بِيَ كَرْبٌ أَوْ شَدَائِدٌ أنْ أقُولَهُنَّ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبحَانَ اللَّهِ وَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين".

رواه النسائي وابن حبان والحاكم (4).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه أمر رفع رأسه إلى السماء فقال: "سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ" وإذا اجتهد في الدعاء قال: "يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ".

(1)"الدعاء"(118)، وفيه راو لم يسم.

(2)

رواه البخاري (6345)، ومسلم (2730).

(3)

لم أجد هذا اللفظ في "صحيح مسلم" وهو في "مسند عبد بن حميد"(رقم 657)، واللَّه تعالى أعلم.

(4)

"سنن النسائي الكبرى"(7673)، "صحيح ابن حبان"(865)، "المستدرك"(1/ 688).

ص: 343

رواه الترمذي (1).

وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهَا عِنْدَ الْكَرْبِ أَوْ فِي الْكَرْبِ: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا".

رواه أبو داود والنسائي (2).

وأخرجه الطبراني ولفظه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جمع بني عبد المطلب فقال لهم: "إِنْ نَزَلَ بِأَحَدٍ مِنْكُمْ هَمٌّ أَوْ غَمٌّ أَوْ كَرْبٌ أَوْ لَأوَاء أَوْ بلَاَءٌ أَوْ سُقمْ فَلْيَقُلْ: اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ"(3).

وفي روايةٍ عند ابن أبي الدنيا فيه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ غَمٌّ أَوْ سُقمٌ أَوْ شِدَّةٌ أَوْ أزل أَوْ لَأوَاء فَقَالَ: اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيئًا؛ كُشِفَ ذَلِكَ عَنْهُ"(4).

وعن ثوبان رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَاعَهُ أَمْرٌ قَالَ: "اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لَا شَرِيكَ لَهُ".

رواه النسائي (5).

وروى أيضًا (6) عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "دَعَوَاتُ الْمَكْرُوب: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ".

وأخرجه ابن حبان أيضًا في "صحيحه"(7).

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قَالَهَا إِبرْاهِيمُ عليه السلام

(1)"جامع الترمذي"(3436) وقال: حسن غريب.

(2)

"سنن أبي داود"(1525)، "سنن النسائي الكبرى"(10483).

(3)

"الدعاء"(1025).

(4)

"الفرج بعد الشدة"(1/ 79 رقم 51)، وعندها "ذل" بدلًا من "أزل".

(5)

"السنن الكبرى"(10493).

(6)

"سنن النسائي الكبرى"(10487).

(7)

"صحيح ابن حبان"(970).

ص: 344

حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} .

رواه البخاري (1).

وعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَاسْتَمَعَ الْإِذْنَ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخ فَيَنْفُخُ" فَكَأَنَّ ذَلِكَ شَقَّ عَلَى أصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُمْ: "قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا"(2).

وعن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا نَزَلَ بِهِ هَمٌّ أَوْ غَمٌّ: "يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ".

رواه الحاكم في "صحيحه"(3).

وروى النسائي من حديث عليٍّ رضي الله عنه أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ حَالَةَ الْقِتَالِ فَإذَا هُوَ سَاجِدٌ وَيَقُولُ: "يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ" فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ (4).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما كَرَبَنِي أَمْرٌ إِلَّا تَمَثَّلَ لِي جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ: يَا مُحَمَّد قُلْ: تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا".

رواه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين"(5).

وروى أيضًا فيه عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ نَزَلَ بِهِ كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ فَلْيَتَحَيَّن الْمُنَادِي -يَعْنِي الْمُؤَذنَ- فَإِذَا كَبَّرَ كَبَّرَ، وَإِذَا تَشَهَّدَ تَشَهَّدَ، وَإِذَا قَالَ: حَيِّ عَلَى الصَّلَاة قَالَ: حَيّ عَلَى الصَّلَاة، وَإِذَا قَالَ: حَيِّ عَلَى الْفَلَاح قَالَ: حَيِّ عَلَى الْفَلَاح، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الصَّادِقَةِ الْمُسْتَجَابِ لَهَا دَعْوَةِ الْحَقِّ وَكَلِمَةِ

(1)"صحيح البخاري"(4563).

(2)

رواه الترمذي (2431)، وابن حبان (823). وقال الترمذي: حديث حسن.

(3)

"المستدرك"(1/ 689) وقال: صحيح الإسناد، وضعفه الذهبي في التلخيص.

(4)

"السنن الكبرى"(10447).

(5)

"المستدرك"(1/ 689) وصححه.

ص: 345

التَّقْوَى أَحْيِنَا عَلَيْهَا وَأَمِتْنَا عَلَيْهَا وَابْعَثْنَا عَلَيْهَا وَاجْعَلْنَا مِنْ خِيَارِ أَهْلِهَا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا، ثُمَّ يَسْأَل حَاجَتَهُ" (1).

وعن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بكُّلِّ اسْمُ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا من خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبيعَ قَلْبِي وَنُورَ بَصَرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي؛ إِلَّاَ أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَجًا".

فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا.

قَالَ: "بَلَى يَنْبَغِي لِكُلِّ مَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ".

رواه الإمام أحمد في "مسنده" وابن حبان والحاكم في صحيحيهما (2).

وعن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ فَلَقِيَ الْعَدُوَّ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يَا مَالِكُ يَوْمَ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ".

قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ الرِّجَالَ تُصْرَعُ وَتَضْرِبُهَا الْمَلَائِكَةُ مِنْ بَيْن يَدَيهَا وَمِن خَلْفِهَا.

رواه الطبراني في كتاب "الدعاء"(3) له.

وروى فيه أيضًا بإسنادٍ صحيح عن عبد اللَّه بن جعفر رضي الله عنه قال: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ خَرَجَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مَاشِيًا إِلَى الطَّائِفِ عَلَى قَدَمَيْهِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يُجِيبُوهُ، فَانْصَرَفَ فَأَتَى ظِلَّ شَجَرَةٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين وَأَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِين، إِلَى مَنْ تَكِلْنِي إِلَى عَدُوٌّ يَتَجَهَّمُنِي أَمْ إِلَى صَدِيقٍ مَلَّكْتَهُ أَمْري، إِنْ لَمْ تكُنْ غَضْبَان عَلَيَّ فَلَا أُبَالِي، غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشرَقَتْ لَهُ

(1)"المستدرك"(1/ 731) وصححه الحاكم، وضعفه الذهبي في التلخيص.

(2)

"مسند أحمد"(1/ 391)، "صحيح ابن حبان"(972)، "المستدرك"(1/ 690).

(3)

"الدعاء"(1033)، ورواه في "المعجم الأوسط" (8163) بإسناده. قال الهيثمي (5/ 328): فيه عبد السلام بن هاشم وهو ضعيف.

ص: 346

الظُّلُمُاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ أَوْ يَحِلَّ بِي سَخَطُكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ" (1).

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألَا أُعَلِّمُكُم الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مُوسَى عليه السلام حِينَ جَاوَزَ الْبَحْرَ بِبَنِي إسْرَائِيل"؟

فَقُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قال: "قُولُوا: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الْمُشْتَكَى، وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّه الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ".

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: فَمَا تَرَكتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

رواه الطبراني في "معجمه الصغير"(2) بإسنادٍ جيدٍ.

وروى فيه أيضًا عن أنسٍ رضي الله عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا طَلَبْتَ حَاجَةً فَأَحْبَبْتَ أَنْ تَنْجَحَ فَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْحَكِيمُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُو الْحَيُّ الْحَلِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَب الْعَرْشِ الْعَظِيم، الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} اللَّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِن كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، اللَّهُمَّ لَا تَدْع لِي ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتَهَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين"(3).

وروى الترمذي وابن ماجه من حديث عبد اللَّه بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ تبارك وتعالى أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ

(1)"الدعاء"(1036).

(2)

"المعجم الصغير"(339)، ورواه في "المعجم الأوسط"(3394) أيضًا، وقال الهيثمي (1/ 183): فيه من لم أعرفهم.

(3)

"المعجم الصغير"(341)، ورواه في "المعجم الأوسط"(3398) أيضًا، وقال الهيثمي (1/ 157): فيه عباد بن عبد الصمد، وهو ضعيف.

ص: 347

فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ ثُمَّ لِيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لِيُثْنِي عَلَى اللَّهِ عز وجل وَيُصَلِّي عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ لِيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَسَلَامَةً مِنْ كُلِّ إِثْمٍ لَا تَدَعَ لِي ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا حَاجَةَ هِيَ لَكَ رِضًا إِلَّا قَضَيْتَهَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ" (1).

وعن محجن بن الأدرع رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٌ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ" ثَلَاثَ مَرَّاتِ.

أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(2).

وعن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنهما قال: عُرِضَ هَذَا الدُّعَاءُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَنْ دَعَا بِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فِي سَاعَةٍ مِن يَوْمِ جُمُعَةِ إِلَّا اسْتُجِيبَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ هَذَا: سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا بَدِيع السَّمَوَاتِ وِالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ".

رواه الحافظ ضياء الدين في تخريجه (3).

وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكْثَرَ مِنَ الاسْتِغَفاِر أَوْ قَالَ: مَنْ لَزِمَ الاسْتِغفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ".

(1)"جامع الترمذي"(479)، و"سنن ابن ماجه"(1384)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال.

(2)

"صحيح ابن خزيمة"(724)، والحديث رواه أبو داود (985)، والنسائي (3/ 52)، والحاكم (1/ 400) وصححه على شرط الشيخين.

(3)

"العدة للكرب والشدة" للحافظ الضياء (رقم 21)، والحديث رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 115)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1414) وقال: هذا حديث لا يصح.

ص: 348

رواه أبو داود والنسائي (1).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ كَانَ دَوَاءً من تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ دَاء أَيْسَرُهَا الْهَمُّ".

رواه الحاكم في "مستدركه"(2).

وروى (3) أيضًا عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ للَّهِ مَلَكًا مُوَكَّلًا بِمَنْ يَقُولُ: يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، فَمَنْ قَالَهَا ثَلَاثًا قَالَ الْمَلَكُ: إِنَّ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكَ فَسَلْ حَاجَتَكَ"(4).

وروي بسندٍ فيه مقال عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما أهبط اللَّه آدم إلى الأرض قام وجاه الكعبة فصلى ركعتين فألهمه اللَّه عز وجل هذا الدعاء: اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي، وتعلم ما في نفسي فأغفر لي ذنبي، اللهم إني أسألك إيمانًا يباشر قلبي، ويقينا صادقًا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضني بما قسمت لي.

قال: فأوحى اللَّه عز وجل إليه يا آدم إني قد قبلت توبتك وغفرت لك ذنبك ولن يدعني أحد بعد بهذا الدعاء إلا غفرت له ذنبه وكفيته الهم من أمره، واتجرت له من وراء كل تاجر، وأقبلت الدنيا إليه راغمة وإن لم يردها" (5).

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دَخَلَ رَسُولُ اللَّه رضي الله عنه ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ لَهُ:"يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ"؟

قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

(1)"سنن أبي داود"(1518)، "سنن النسائي الكبرى"(10290).

(2)

"المستدرك"(1/ 727) وصححه الذهبي، فتعقبه الذهبي وضعفه.

(3)

توجد ورقة ساقطة من النسخة (د).

(4)

"المستدرك"(1/ 728).

(5)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(6/ 117)، وقال الهيثمي (10/ 292): وفيه النضر بن طاهر وهو ضعيف.

ص: 349

قَالَ: "أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّه هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ".

قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ: "قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بكَ من غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ".

قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأذْهَبَ اللَّهُ هَمِّي وَقَضَى دَيْنِي.

رواه أبو داود (1).

وعن أبي وائلٍ رضي الله عنه قال: أتى عليًّا رضي الله عنه رجلٌ فقال: يا أمير المؤمنين إني عجزت عن مكاتبتي فأعني، قال: أَلَا أُعَلِّمَكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ أحُدٍ دَيْنًا لَأَدَّاهَا اللَّهُ عَنْكَ، قَالَ: قُلِ "اللَّهُمَّ اكْفِني بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ".

رواه الترمذي والحاكم في "مستدركه"(2).

وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: "ألا أعلمك يا معاذ دعاءً تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينًا لأداه اللَّه تعالى عنك".

قال: "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا ورحيم والآخرة تعطيهما من تشاء وتمنعهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من تشاء".

رواه الطبراني في "معجمه"(3)، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" بلفظٍ آخر.

وعن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل عليها فقال: هل سمعت من

(1)"سنن أبي داود"(1555).

(2)

"جامع الترمذي"(3563)، و"المستدرك"(1/ 721).

قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

(3)

"المعجم الصغير"(558). وقال الهيثمي (10/ 299): رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات.

ص: 350

رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دعاءً كان يعلمناه وذكر أن عيسى بن مريم عليهما السلام كان يعلمه أصحابه ويقول: لو كان على أحد جبل دين ذهبًا لقضاه اللَّه عنه: "اللَّهُمَّ فَارِجَ الْهَمِّ كَاشِفَ الْغَمِّ مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ رَحْمَانَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَنْتَ تَرْحَمنِي فَارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ".

قالت عائشة رضي الله عنها: كان لأسماء بنت عميس عليَّ ثلاثة دنانير فكانت تدخل عليَّ فأستحيي أن أنظر في وجهها لأني لا أجد ما أقضيها فكنت أدعو بذلك الدعاء فما لبثت إلا يسيرًا حتى رزقني اللَّه تعالى رزقًا ما هو بصدقةٍ تصدق بها علي ولا ميراث ورثته فقضاه اللَّه عني وقسمت في أهلي منه (1).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما أنا أمشي مع رسول اللَّه استقبله رجل رث الثياب رث الهيئة مسقام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يَا فُلَانُ مَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى"؟

قال: الفقر والسقم.

قال: "أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْكَ الْفَقْرُ وَالسُّقْمُ"؟

فقال: ما يسرني بِهَذَا أني شهدت معك بدرًا وأحدًا.

قال أبو هريرة: فقلت: يا رسول اللَّه علمنيهن.

قال: "قُلْ: تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شرِيكٌ في الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا".

قال: فلقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة بعد أيام فقال: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا الَّذِي أَرَى مِنْ حُسْنِ حَالِكَ"؟

فقال: يا رسول اللَّه ما زلت أقول الكلمات منذ علمتنيهن.

رواه الطبراني في كتاب "الدعاء"(2) له.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا قال: جَاءَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ خَادِمًا

(1) رواه البزار (62)، والحاكم (1/ 696) وضعفه البزار جدًّا، وكذا الذهبي في تلخيص المستدرك.

(2)

"الدعاء"(1045).

ص: 351

فَقَالَ لَهَا: "قُولِي: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيم رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإنْجِيلِ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ".

رواه الترمذي وابن ماجه (1).

وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم واتبعته فقال: "انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى نَدْخُلَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ" فدخلنا عليها فإذا هي نائمة مضطجعة، فقال:"يَا فَاطِمَةُ مَا يُنِيمُكِ هَذِهِ السَّاعَةَ"؟

قالت: ما زلت البارحة محمومة.

قال: "فَأَيْنَ الدُّعَاء الَّذِي عَلَّمْتُكِ"؟

قالت: نسيته.

قال: "قُولِي: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ وَلَا تَكِلْنِي إِلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَلَا إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ".

رواه الطبراني في كتاب "الدعاء"(2) له.

وروى فيه أيضًا عن سويد بن غفلة قال: أصابت عليًّا رضي الله عنه فاقة فقال لفاطمة رضي الله عنها: لو أتيت رسول اللَّه فسألتيه وكان عند أم أيمن فدقت الباب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن هذا لدق فاطمة ولقد أتتنا في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها فقومي فافتحي لها الباب" فقامت ففتحت لها الباب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا فاطمة لقد أتيتينا في ساعة ما عودتينا أن تأتينا في مثلها".

فقالت: يا رسول اللَّه الملائكة طعامها التسبيح والتحميد فما طعامنا؟

فقال: "والذي بعثني بالحق ما اقتبس في بيت آل محمد نار مذ ثلاثين يوما ولقد

(1)"جامع الترمذي"(3400)، و"سنن ابن ماجه"(3831).

(2)

"الدعاء"(1046).

ص: 352

أتتنا أعنز فإن شئت أمرت لك بخمسة أعنز وإن شئت علمتك خمس كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام".

فقالت: بل علمني الخمس كلمات التي علمكهن جبريل.

فقال: "قولي: يا أول الأولين، ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا راحم المساكين، ويا أرحم الراحمين".

فقالت: فانصرفت حتى دخلت على عليٍّ رضي الله عنه فقالت: ذهبت من عندك بالدنيا فأتيتك بالآخرة (1).

وفيه أيضًا عن عمر رضي الله عنه قال: جاء رجال أصحاب الصفة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فشكوا إليه الحاجة.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يَكَادُ الْفَقْرُ أَنْ يَكُونَ كُفْرًا، وَكَادَ الْحَسَدُ أَنْ يَسْبِقَ الْقَدَرَ، قُولُوا: اللَّهُمَّ رَبّ السَّمَواتِ السَّبعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَاغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ"(2).

وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهُ هَذَا الدُّعَاء وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ بِهِ أَهْلَهُ كُلَّ صَبَاحٍ: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ وَمِنْكَ وَبِكَ وَإِلَيْكَ اللَّهُمَّ مَا قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ أو حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ كُلِّه مَا شِئْتَ كَانَ وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهَ وَاللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ مَا صَلَّيْتُ مِن صَلَاةٍ فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتَ وَمَا لَعَنْتُ مِن لَعْنَةٍ فَعَلَى مَنْ لَعَنْتَ، أَنْتَ وَلِيَّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ، اللَّهُمَّ إِنِي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بِالْقَدَرِ وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَلَذَّةَ النَّظَرٍ إِلَى وَجْهِكَ الْكَرِيم وَشَوْقًا إِلَى لِقَائِكَ مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ أعُوذُ بكَ اللَّهُمَّ أَنْ أَظْلِمَ أوْ أَظْلَمَ أَوْ أَعْتَدِيَ أَوْ يُعْتَدَى عَلَيَّ أَوْ أَكْتَسِبَ خَطِيئَةً مُحْبِطَةً أَوْ أَذنب ذَنْبًا لَا تَغْفِرْهُ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَام فَإنِّي أَعْهَدُ إِليْكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَأُشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيدًا أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ

(1)"الدعاء"(1047).

(2)

"الدعاء"(1048).

ص: 353

لَكَ لَكَ الْمُلْكُ وَلَكَ الْحَمْدُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَأَشْهَدُ أَنَّ وَعْدَكَ حَقٌّ وَلِقَاءَكَ حَقٌّ وَأنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فَتَكِلْنِي إِلَى ضَيعَةٍ وَعَوْرَةِ وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ وَإِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَإنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ".

رواه الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه في "مسنده"(1) بإسنادٍ حسنٍ.

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أصبح وأمسى دعا بهذه الدعوات: "اللهم أنت أحق من ذكر وأحق من عبد وأنصر من أبتغي وأرأف من ملك وأجود من سئل وأوسع من أعطى أنت الملك لا شريك لك والفرد لا ندَّ لك كل شي هالك إلا وجهك لن تطاع إلا بإذنك ولن تعصى إلا بعلمك تطاع فتشكر وتعصى فتغفر أقرب شهيد وأنت حفيظ حلت دون النفس وأخذت بالنواصي وكتبت الآثار ونسخت الآجال القلوب لك مفضية والسر عندك علانية الحلال ما أحللت والحرام ما حرمت والدين ما شرعت والأمر ما قضيت والخلق خلقك والعبد عبدك وأنت اللَّه الرءوف الرحيم أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض وبكل حق هو لك وبحق السائلين عليك أن تعينني وأن تجيرني من النار بقدرتك".

رواه الطبراني في كتاب "الدعاء"(2) له.

وعن عثمان بن حنيفٍ رضي الله عنه أنه كان عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاء له ضرير فشكى إليه ذهاب بصره وقال: يا رسول اللَّه ليس لي قائد وقد شق عليَّ، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ائت الميضأة فتوضأ ثم صلي ركعتين ثم قل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيِّ الرَّحْمَةِ يَا محمد إِنِّي أتوجه بِكَ إِلَى رَبِّي فيجلى بصري"، وفي روايةٍ أخرى:"يا محمد أتوجه بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي لِتُقْضَى اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ".

قال عثمان: فواللَّه ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم

(1)"المسند"(21158).

(2)

"الدعاء"(318).

ص: 354

يكن به ضرر قط.

رواه أبو داود والترمذي (1) وغيرهما، وصححه الحاكم في "مستدركه"(2).

وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: كان رجل على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتجر من المدينة إلى بلاد الشام ومن بلاد الشام إلى المدينة ولا يصحب القوافل توكُّلًا منه على اللَّه عز وجل، فبينما هو جاء من الشام يريد المدينة إذ عرض له لصٌّ على فرسٍ فصاح بالتاجر قف فوقف وقال له: شأنك بمالي وخلِّ سبيلي، فقال له اللصُّ: المال مالي وإنما أريد نفسك، فقال له التاجر: ما تريد بنفسي شأنك والمال وخلِّ سبيلي، قال: فردَّ عليه اللصُّ مثل المقالة الأولى، فقال له التاجر: أنظرني حتى أتوضأ وأصلي فأدعو ربي عز وجل، فقال: افعل ما بدا لك، قال: فقام التاجر فتوضأ وصلى أربع ركعات ثم رفع يديه إلى السماء فكان من دعائه أن قال:

يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد، أسألك بقدرتك وبنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وأسألك بقدرتك التي اقتدرت بها على جميع خلقك وبرحمتك التي وسعت كل شيءٍ، لا إله إلا أنت، يا مغيث أغثني، ثلاث مرات.

فلما فرغ من دعائه إذا هو بفارسٍ على فرسٍ أشهب وعليه ثياب بيض وبيده حربة من نور فلما نظر اللصُّ إلى الفارس ترك التاجر ومرَّ نحو الفارس، فلما دنا منه طعنه الفارس طعنةً فقتله ثم جاء إلى التاجر فقال له: قم فقد قتله اللَّه تعالى، فقال له التاجر: من أنت؟

فقال: اعلم أني ملك من السماء الثالثة حين دعوت الأولى سمعنا لأبواب (السماء)(3) تعتعة قلنا: أمر حدث حتى دعوت الثانية ففتحت أبواب السماء (ولها شرر كشرر)(4) النار، ثم دعوت الثالثة فهبط جبريل عليه السلام من قبل السماء وهو ينادي

(1)"جامع الترمذي"(3578)، وقال: حسن صحيح غريب.

(2)

"المستدرك"(1/ 707).

(3)

سقط من (د). والمثبت من (ب)، "الرسالة القشيرية".

(4)

غير واضح في (د). والمثبت من (ب)، "الرسالة القشيرية".

ص: 355

من لهذا المكروب، فدعوت ربي أن يوليني قتله.

واعلم يا عبد اللَّه أنه من دعا بدعائك هذا في كلِّ كربةٍ وكل شدَّةٍ ونازلةٍ فرَّج اللَّه عنه وأعانه.

قال: وجاء التاجر سالمًا حتى دخل المدينة وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقصته فقال: "لَقَدْ لَقَّنَكَ اللَّهُ أَسْمَاءَهُ الْحُسْنَى الَّتِي إِذَا دُعِيَ بِهَا أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهَا أَعْطَى".

رواه أبو القاسم القشيري في كتاب "الرسالة"(1).

وَمِمَّا رُوِيَ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فِي هَذَا الْمَعْنَى:

عن [فقيه](2) قالَ: بلغنا أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أصابه همٌّ أو غمٌّ أو كربٌ يقول: "حسبي الرب من العباد، وحسبي الخالق من المخلوق، حسبي الرازق من المرزوق، حسبي الذي هو حسبي، حسبي اللَّه ونعم الوكيل، حسبي اللَّه لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم"(3).

وعن محمد بن علي الباقر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم عليًّا دعوةً يدعو بها عند ما أهمه فكان رضي الله عنه يعلمها ولده: "يا كائنًا قبل كلِّ شيءٍ ويا ربًّا يكون كل شيء، ويا كائنًا بعد كلِّ شيءٍ، افعل بي كذا وكذا"(4).

وعن الضحاك رضي الله عنه قال: دعاء موسى حين توجَّه إلى فرعون، ودعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ودعاء كل مكروب:"كنت وتكون وأنت حيٌّ لا تموت، تنام العيون وتنكدر النجوم وأنت حيٌّ قيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم"(5).

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الفرج بعد الشدة"(6) عن الفضل بن الربيع عن

(1)"الرسالة القشيرية"(ص 131 - 132).

(2)

في (د، ب): بقية. تحريف، والمثبت من التخريج.

(3)

رواه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(53) من طريق الخليل بن مرة عن فقيه أهل الأردن بلاغا، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع"(4343).

(4)

رواه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(74).

(5)

رواه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(70).

(6)

"الفرج بعد الشدة"(74).

ص: 356

أبيه قال: خرج أبو جعفر المنصور سنة سبعٍ وأربعين ومائة فلما قدم المدينة قال: أبعث إلى جعفر بن محمد يعني الصادق من يأتيني به قتلني اللَّه إن لم أقتله فأمسكت عنه رجاء أن ينساه فأغلظ لي في الثانية فقلت جعفر بن محمد بالباب يا أمير المؤمنين فقال له: ائذن له فأدخلته فلما دنونا من الباب قام فحرك شفتيه فدخل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال المنصور: لا سلم اللَّه عليك يا عدو اللَّه تلحد في سلطاني وتبغي الغوائل في ملكي قتلني اللَّه إن لم أقتلك.

فقال له جعفر بن محمد: يا أمير المؤمنين إن سليمان أعطي فشكر وإن أيوب ابتلى فصبر وإن يوسف ظُلم فغفر، فنكس طويلًا ثم رفع رأسه إليَّ وقال: إلى وعندي يا أبا عبد اللَّه البريء الساحة السليم الباحة القليل الغائلة، جزاك اللَّه من ذي رحم أفضل ما يجزي ذوي الأرحام عن أرحامهم، ثم تناول يده فأجلسه معه على فرشه ثم دعا بالغالية فطيبه بيده حتى حسبت أن لحيته تقطر منها ثم قال: في حفظ اللَّه وكلاءته يا ربيع الحق أبا عبد اللَّه جائزته وكسوته، فانصرف فلحقته فقلت: إني قد رأسط قبلك ما لم تر ورأيت بعدك ما قد رأيت، وقد رأيتك تحرك شفتيك فما الذي قلت؟

قال: نعم إنك رجل منا أهل البيت ولك محبة وود وهو دعاء أحفظه عن آبائي عليهم السلام قلت: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفك الذي لا يرام وارحمني بقدرتك عليَّ أنت ثقتي ورجائي، رب كم من نعمة أنعمت بها علي قلَّ لك عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قلَّ لك عندها صبري فيا من قلَّ عند نعمه شكري فلم يحرمني، ويا من قلَّ عند بلائه صبري فلم يخذلني، ويا من رآني عند البلايا فلم يفضحني، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع معروفه أبدًا، ويا ذا النعم التي لا تحصى عددًا، أسألك أن تصلي على سيدنا محمد وعلى آل محمد، اللهم إنه عبد من عبادك ألقيت عليه سلطانًا من سلطانك فخذ بسمعه وبصره وقلبه إلى ما فيه صلاح أمري، وبك أدرأ في نحره وأعوذ بك من شره، أعني على ديني بدنياي، وأعني على آخرتي بتقواي، واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة اغفر لي ما لا يضرك وأعطني ما لا ينقصك إنك أنت الوهاب، يا إلهي أسألك فرجًا قريبًا وصبرًا جميلًا ورزقًا

ص: 357

واسعًا وأسألك العافية من كل بلية وأسألك الشكر على العافية، وأسألك دوام العافية، وأسألك الغنى عن الناس ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم.

وروى ابن أبي شيبة في "مصنفه" بإسنادٍ صحيحٍ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا أتيت سلطانًا مهيبًا تخاف أن يسطو عليك فقل: اللَّه أكبر اللَّه أكبر اللَّه أعز من خلقه جميعًا، اللَّه أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ باللَّه الذي لا إله إلا هو ممسك السماوات السبع أن تقع على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه من الجن والإنس، اللهم كن لي جارًا من شرهم جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك ثلاث مرات (1).

وعن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا تخوف أحدكم السلطان فليقل: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كن لي جارًا من شرِّ فلان ويسمي الذي يريده وشرِّ الجن والإنس وأتباعهم أن يفرط عليَّ أحد منهم عز جارك وجلَّ ثناؤك ولا إله غيرك".

رواه الطبراني (2).

وروى أيضًا (3) عن محمد بن سهل القصار قال: حدثني أبي أنه كان في مجلس الحجاج وهو يعرض خيلًا وعنده أنس بن مالك رضي الله عنه فقال له الحجاج: يا أبا حمزة هل رأيت عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مثل هذه الخيل، فغضب أنس وقال رأيت عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أفضل وخيرًا منها خيل يغدى بها ويراح بها في سبيل اللَّه وإنما متخذون هذه رياءً بينكم فقال له الحجاج: أيها الشيخ لولا كتاب أتانا من أمير المؤمنين يحفظك لفعلت بك وفعلت، فقال له أنس رضي اللَّه تعالى عنه كلا لقد علمني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما أحترز به من كل شيطان رجيم ومن كل جبار عنيد، فجثا الحجاج على ركبتيه وقال: علمنيهن يا عم، فقال: لست لها بأهل، فدس إلى عياله وولده فأبوا عليه.

(1)"مصنف ابن أبي شيبة"(6/ 23).

(2)

"الدعاء"(1056).

(3)

"الدعاء"(1059).

ص: 358

قال محمد بن سهل: قال أبي: حدثني بعض بنيه أنه قال بسم اللَّه على نفسي وديني، بسم اللَّه على ما أعطانيه ربي، بسم اللَّه على أهلي ومالي اللَّه أكبر ربي لا أشرك به شيئًا أجرني من كل شيطان رجيم ومن شر كل جبار عنيد إن وليي اللَّه الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين فإن تولوا فقل حسبي اللَّه لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم".

رواه العثماني في "فوائده" من طريقٍ أخرى (1).

وروى العلاء بن زيد الثقفي بنحو هذه القصة وفيه فقال أنس رضي الله عنه: علمني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلمات إذا تكلمت بهن لم أخف من سلطان سطوه ولا من شيطان عتوه وقد تكلمت بهن الغداة. . (2). فقال: إنه علمني الكلام الذي علمك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال يا بني قل سبع مراتٍ بعد صلاة الصبح: بسم اللَّه على نفسي وديني، بسم اللَّه على أهلي ومالي، بسم اللَّه على كل شيء أعطاني ربي، بسم اللَّه خير الأسماء، له الأرض والسماوات، لا يضر مع اسمه داء، بسم اللَّه رب السماوات والأراضين ورب العرش العظيم، بسم اللَّه افتتحت وعلى اللَّه توكلت، ما شاء اللَّه كان وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا باللَّه، باسم رب جبريل وميكائيل أشهد أن محمدًا رسول اللَّه، اللَّه أكبر لا إله إلا اللَّه الحليم الكريم، لا إله إلا اللَّه له الحمد سبحان اللَّه رب العالمين، لا إله إلا اللَّه رب السموات والأراضين، رب العرش العظيم، اللهم إني أسألك من خيرك الذي لا يعطيه غيرك لا إله إلا أنت، عز جارك وجل ثناؤك، اجعلني في عياذك من كل سوء ومن كل شيطان رجيم، إن وليي اللَّه الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين فإن تولوا فقل حسبي اللَّه لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (3).

وعن عبد الرحمن بن زياد قال: بلغني أنه من دخل على ذي سلطانٍ فقال: بسم

(1) إلى هنا انتهت نسخة دار الكتب.

(2)

طمس في (ب).

(3)

عزاه الهندي في "كنز العمال"(2/ 771) لأبي الشيخ في "الثواب" عن أبان عن أنس.

ص: 359

اللَّه ربي لا إله إلا اللَّه لا حول ولا قوة إلا باللَّه؛ وقاه اللَّه شره وسدده في منطقه.

وعن أبي مجلز لاحق بن حميد قال: من خاف من أمير ظلمه فقال: رضيت باللَّه ربًّا وبالاسلام دينًا وبحمدٍ صلى الله عليه وسلم، وبالقرآن حكمًا وإمامًا؛ نجاه اللَّه منه.

وروى ابن أبي الدنيا في كتابه عن يحيى بن سليم أنه بلغه أن ملك الموت عليه السلام استأذن ربه أن يسلم على يعقوب فأذن له فأتاه فسلم عليه فقال له: بالذي خلقك أقبضت روح يوسف؟

فقال: لا.

ثم قال: أفلا أعلمك كلمات لا تسأل اللَّه شيئًا إلا أعطاك؟

قال: بلى.

قال: فقل: يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدًا ولا يحصيه غيره.

قال: فما طلع الفجر حتى أتي بقميص يوسف عليه السلام (1).

وعن إبراهيم بن خلاد قال: نزل جبريل عليه السلام على يعقوب فشكا إليه ما هو فيه فقال له جبريل: ألا أعلمك دعاءً إذا أنت دعوت به فرج اللَّه عنك؟

قال: بلى.

قال: قل: يا من لا يعلم كيف هو إلا هو، ويا من لا يبلغ كنه قدرته غيره فرج عني؛ فأتاه البشير (2).

وعن مدلج بن عبد العزيز عن شيخٍ من قريش أن جبريل عليه السلام هبط على يعقوب عليه السلام فقال: يا يعقوب تملق ربك.

قال: يا جبريل كيف أقول؟

قال: قل: يا كثير الخير، يا دائم المعروف.

قال: فأوحى اللَّه إليه: لقد دعوتني بدعاءٍ لو كان ابناك ميتين لنشرتهما لك (3).

(1)"الفرج بعد الشدة"(38).

(2)

"الفرج بعد الشدة"(40).

(3)

"الفرج بعد الشدة"(45).

ص: 360

وعن أبي سعيد مؤذن الطائف أن جبريل أتى يوسف عليه السلام فقال: اشتد عليك الحبس؟

قال: نعم.

قال: قل: اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوب، وثبت رجاءك في قلبي، واقطعه عمن سواك حتى لا أرجو أحد غيرك (1).

وعن الخطاب بن عثمان قال: حدثنا محمد بن عمر [عن](2) رجل من أهل الكوفة؛ أن جبريل عليه السلام حين دخل على يوسف عليه السلام السجن قال له: قل: اللهم يا شاهدًا غير غائبٍ، ويا قريبًا غير بعيدٍ، ويا غالبًا غير مغلوبٍ، اجعل لي من أمري فرجًا ومخرجًا وارزقني من حيث لا أحتسب (3).

وروى ابن أبي حاتمٍ في كتاب "الدعاء" عن موسى بن عقبة أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما بعثت إلى أحدٍ أحب إليَّ منك أفلا أعلمك دعاءً اختبأته لك لم أعلمه أحدًا قبلك تدعو به في الرغبة والرهبة: يا نور السموات والأرض، ويا بديع السموات والأرض، ويا ذا الجلال والإكرام، يا غوث المستغيثين ومنتهى رغبة العابدين، ومنفس المكروبين، ومفرج المهمومين، وصريخ المستصرخين، ومجيب دعوة المضطرين، كاشف كل كرب، ثم تسأل كل حاجةٍ من حوائج الدنيا والآخرة (4).

وروي عن جعفر بن محمد رحمه الله أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دعا يوم أُحدٍ بهذا الدعاء: يا صريح المكروبين، ومجيب المضطرين، وكاشف الكرب العظيم، اكشف كرب وهمي فإنك ترى حالي وحال أصحابي، قال: فصرف اللَّه عنه عدوه.

(1)"الفرج بعد الشدة"(44).

(2)

ليس في (ب). والمثبت من "الفرج بعد الشدة".

(3)

"الفرج بعد الشدة"(39).

(4)

رواه الطبراني في "الدعاء"(1459) عن ابن عمر بنحوه.

ص: 361

وعن معروف الكرخي رحمه الله قال: اجتمعت اليهود على قتل عيسى عليه السلام بزعمهم فأهبط اللَّه عز وجل جبريل عليه السلام عليه وفي باطن جناحه مكتوب: اللهم إني أعوذ باسمك الأعز الأجل، وأدعوك باسمك اللهم الأحد الصمد، وأدعوك باسمك اللهم العظيم الوتر، وأدعوك اللهم باسمك الكبير المتعالي الذي ملأ الأركان كلها أن تكشف عني ضرَّ ما أمسيت وأصبحت فيه؛ فأوحى اللَّه تعالى إلى جبريل عليه السلام أن ارفع عبدي إليَّ (1).

وروى جعفر بن محمد الصادق رحمه الله أن الحسن بن علي رضي الله عنهما أراد أن يكتب إلى معاوية كتابًا يستمحنه فيه فغلبت عيناه فرأى في النوم النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أتكتب إلى مخلوقٍ تسأله حاجتك وتاع أن تسأل ربك، قل: اللهم إني أسألك في كل أمرٍ ضعفت عنه حيلتي ما لم تنته إليه رغبتي ولم يخطر على بالي ولم يجر على لساني، وأن تعطيني من اليقين ما يحجز في أن أسأل أحدًا من العالمين إنك على كل شيء قدير؛ فلما انتبه قال ذلك ودعا به فلم يلبث إلا قليلًا حتى بعث إليه معاوية بمائة وخمسين ألفًا (2).

وروى الإمام أبو بكر الطُّرطُوشي (3) رحمه الله في كتابه "سراج الملوك" أن ملك صقلية أرق ذات ليلة ومنع النوم فأرسل إلى قائد البحر وقال له انفذ الآن مركبًا إلى أفريقية يأتون بأخبارها، فعمد القائد مركبًا وأرسله، فلما أصبحوا إذا بالمركب موضعه لم يبرح، فقال له الملك: أليس قد فعلت ما أمرتك به؟

قال: نعم، امتثلت أمرك وأنفذت المركب فرجع بعد ساعة وسيحدثك مقدم المركب فجاء ومعه رجل، فقال له الملك: ما منعك أن تذهب حيث أمرت؟

(1) رواه ابن عساكر (47/ 473).

(2)

رواه ابن عساكر (13/ 166) بنحوه.

(3)

هو محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب الطرطوشي الفهري الإمام أبو بكر الأندلسي المالكي المتوفى بالإسكندرية سنة 520 عشرين وخمسمائة.

من تصانيفه: بدع الأمور ومحدثاتها، بر الوالدين، رسالة العدة عند الكروب والشدة، سراج الملوك.

ص: 362

قال: ذهبت بالمركب فبينما أنا في جوف الليل والبحارون يجدفون إذا أنا بصوت يقول: يا اللَّه يا اللَّه يا غياث المستغيثين يكررها مرات، فلما استقر صوته في أسماعنا ناديناه مرارًا لبيك لبيك وجدفنا بالمركب نوح الصوت وهو ينادي يا غياث المستغيثين ونحن نجيبه فألفينا هذا الرجل غريقًا في آخر رمقٍ من الحياة فاستقيناه من البحر وسألناه عن حاله، فقال: كنا مقفلين من أفريقية فغرقت سفيتتنا منذ أيام وما زلت أسبح حتى وجدت الموت فلم أشعر إلا بالغوث من ناحيتكم.

فسبحان من أسهر هذا الملك في قصره حتى استخرج هذا الغريق من تلك الظلمات ظلمة البحر وظلمة الليل وظلمة الوحشة، لا إله إلا هو سبحان {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: 62] فسبحانه لا إله إلا هو.

تمت الأدعية المسماة بـ "العدة عند الكرب والشدة" وللَّه سبحانه المنة وبه التوفيق والعصمة وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى اللَّه وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

كتبت في القسطنطينية في شوال سنة 1130.

* * *

ص: 363