الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والبادي، فهجرة البادي أن يجيب إذا دعي. ويطيع إذا أمر، والحاضر أعظمهما بليةً وأفضلهما أجراً.
وعن زهير بن الأقمر قال: لما قتل علي بن أبي طالب قام الحسن خطيباً، فقام شيخ من أزد شنوءة فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحبني فليحب هذا الذي على المنبر فليبلغ الشاهد الغائب، ولولا عزمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثت أحداً.
قال أبو كثير الزبيدي: قدمت على معاوية أو على يزيد بن معاوية، وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص فحدثناه عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول: الصلوات كفارات لما بعدهن. قال: فحدثنا أن آدم خرجت به شأفة في إبهام رجله، ثم ارتفعت إلى أصل قدميه، ثم ارتفعت إلى ركبتيه، ثم ارتفعت إلى حقويه، ثم ارتفعت إلى أصل عنقه، فقام فصلى، فنزلت عن منكبيه، ثم صلى فنزلت إلى حقويه، ثم صلى فنزلت إلى ركبتيه ثم صلى فنزلت إلى قدميه ثم صلى فذهبت.
زهير بن جناب بن هبل
ابن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب ابن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة الكلبي شاعرٌ جاهلي كان مع الحارث بن أبي شمر الجفني.
وجناب بالجيم وبعدها نون، وتحت الباء نقطة في اليمن ثم في بني كلب بنو جناب بن هبل، قبيلة عظيمة فيهم شرف، ومنهم بنو عليم بن جناب، ومن سادتهم زهير بن جناب وأخوه عدي بن جناب، وكان يحمق. وقيل: إن زهيراً عاش ثلاث مئة سنة، زهير سيد قضاعة شاعر فارس.
سمع النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها وهي تتمثل بقول زهير بن جناب الكلبي من الكامل
ارفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه
…
يوماً فتدركه العواقب ما جنى
يجزيك لو يثني عليك وإن من
…
أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: الشعر الذي كنت تمثلين به قالت: أنشدته إياه. قال: يا عائشة، إنه لا يشكر الله تعالى من لا يشكر الناس.
قالوا: ومن المعدودين من المعمرين من قضاعة زهير بن جناب، عاش أربع مئة سنة وعشرين سنة، وكان سيداً مطاعاً شريفاً في قومه، ويقال: كانت فيه عشر خصال لم يجتمعن في غيره من أهل زمانه: كان سيد قومه، وخطيبهم، وشاعرهم، ووافدهم إلى الملوك، وطبيبهم والطب في ذلك الزمان شرف وحازي قومه والحزاة الكهان، وكان فارس قومه، وله البيت فيهم، وله العدد منهم.
وقيل: إنه عاش حتى هرم، وغرض من الحياة، وذهب عقله، فلم يكن يخرج إلا ومعه بعض ولده. وإنه خرج ذات عشية إلى مال له، فنظر إليه فاتبعه بعض ولده، فقال له: ارجع إلى البيت قبل الليل، فإني أخاف أن يأكلك الذئب، فقال: قد كنت، وما أخشى بالذئب، فذهبت مثلاً. ويقال: إن قائل هذا خفاف بن ندبة.
وقيل: إن زهيراً عاش ثلاث مئة سنة وخمسين سنة، وكبر حتى خرف، وكان يتحدث بالعشي بين القلب يعني الآبار وكان إذا انصرف عند الليل شق عليه،
فقالت امرأته لميس الأرأشية لابنها خداش بن زهير: اذهب إلى أبيك حين ينصرف، فخذ بيده، فقده. فخرج حتى انتهى إلى زهير فقال: ما جاء بك يا بني؟ فقال: كذا وكذا. قال: اذهب. فأبى، فانصرف تلك الليلة معه، ثم كان من الغد، فجاءه الغلام، فقال له: انصرف، فأبى، فسأل الغلام، فكتمه، فتوعده فأخبره الغلام الخبر، فأخذه فاحتضنه، فرجع به، ثم أتى أهله، فأقسم زهير بالله لا يذوق إلا الخمر، فمكث ثمانية أيام ثم مات.
وذكر ابن الكلبي:
أن زهير بن جناب أوقع بالعرب مئتي وقعة، وقيل خمس مئة وقعة، وهو ضعيف. وكان زهير على عهد كليب بن وائل، وكان قد أسر مهلهلاً، ولم يكن في العرب أنطق من زهير بن جناب ولا أوجه عند الملوك. وكان لشدة رأيه يسمى كاهناً.
قالوا: وشرب زهير الخمر صرفاً حتى مات، وشربها أبو براء عامر بن مالك بن جعفر صرفاً حتى مات، وشربها عمرو بن كلثوم التغلبي صرفاً حتى مات. قال: ولم يبلغنا أن أحداً فعل ذلك من العرب إلا هؤلاء.
وقال زهير بن جناب الكلبي لبنيه: يا بني، عليكم باصطناع المعروف واكتسابه، وتلذذوا بطيب نسيمه، وارضوا بمودات صدور الرجال من أيمانه، فرب رجل قد صفر من ماله فعاش به هو وعقبه من بعده.
وفي حديث آخر: يا بني، عليكم بالزهد في الدنيا تربحوا أبدانكم، ولا تعدوا استكثاراً من حرام مالاً، وتنكبوا كل حديث مشنوع، ولا تقبلوا من الأخبار إلا ما يجوز في الرأي.