الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن محمد بن عمر بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت جعفراً ملكاً يطير في الجنة تدمى قادمتاه، ورأيت زيداً دون ذلك، فقلت: ما كنت أظن أن زيداً دون جعفر، فأتاه جبريل فقال: إن زيداً ليس بدون جعفر، ولكنا فضلنا جعفراً لقرابته منك.
وعن خالد بن سلمة المخزومي قال: لما جاء مصاب زيد وأصحابه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله بعد ذلك، فلقيته ابنته، فلما رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم أجهشت في وجهه بالبكاء، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى انتحب، فقيل: ما هذا يا رسول الله؟ قال: هذا شوق الحبيب إلى الحبيب.
وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني رفعت إلى الجنة، فاستقبلتني جارية، فقلت: لمن أنت يا جارية؟ قالت: لزيد بن حارثة، وإذا أنا بأنهار ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذةٍ للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، ورمانها كأنه الدلاء عظماً، وإذا بطائرها كأنه بختكم هذه، فقال عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل أعد لعباده الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
زيد بن الحسن بن علي
ابن أبي طالب العلوي الحسني والد الحسن بن زيد أمير المدينة. وفد على الوليد بن عبد الملك لخصومة وقعت بينه وبين أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية في ولاية صدقات علي بالمدينة.
قال محمد بن المهاجر قاضي اليمامة: سألت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن متعة النساء ويقول: هي حرام إلى يوم القيامة.
وحدث زيد بن أبيه الحسن بن علي بن أبي طالب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ نضل موضع سجوده بماء حتى يسليه على موضع السجود.
وعن زيد بن الحسن: أنه رأى ابن عباس تطيب بالمسك.
وعن أبي معشر قال:
كان علي بن أبي طالب اشترط في صدقته أنها إلى ذي الدين والفضل من أكابر ولده. قال: فانتهت صدقته في زمن الوليد بن عبد الملك إلى زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فنازعه فيها أبو هاشم عبد الله بن محمد فقال: أنت تعلم أني وإياك في النسب سواء إلى جدنا علي، وإن كانت فاطمة لم تلدني وولدتك، فإن هذه الصدقة لعلي، وليست لفاطمة، وأنا أفقه منك وأعلم بالكتاب والسنة، حتى طالت المنازعة بينهما، فخرج زيد من المدينة إلى الوليد بن عبد الملك، وهو بدمشق، فكبر عنده على أبي هاشم، وأعلمه أن له شيعة بالعراق يتخذونه إماماً، وأنه يدعو إلى نفسه حيث كان، فوقع ذلك في نفس الوليد، ووقر في صدره، وصدق زيداً فيما ذكر، وحمله منه على جهة النصيحة، وتزوج نفيسة ابنة زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكتب الوليد إلى عامله بالمدينة في إشخاص أبي هاشم إليه، وأنفذ بكتابه رسولاً قاصداً يأتي بأبي هاشم، فلما وصل إلى باب الوليد أمر بحبسه في السجن فمكث فيه مدة.
فوفد في أمره علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فقدم على الوليد، فكان أول ما افتتح به كلامه حين دخل عليه أنه قال: يا أمير المؤمنين، ما بال آل أبي بكر، وآل عمر، وآل عثمان يتقربون بآبائهم فيكرمون ويحبون، وآل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقربون به فلا ينفعهم ذلك!؟ فيم حبست ابن عمي عبد الله بن محمد طول هذه المدة؟ قال: بقول ابن عمكما زيد بن الحسن، فإنه أخبرني أن عبد الله بن محمد ينتحل اسمي، ويدعو إلى نفسه، وأن له شيعة بالعراق، وقد اتخذوه إماماً. قال له علي بن الحسين: أو ما يمكن أن يكو بين ابني العم منازع ووحشة كما يكون بين الأقارب، فيكذب أحدهما على الآخر؟ وهذان كان بينهما كذا وكذا، فأخبره خبر صدقة علي بن أبي طالب وما جرى فيها، حتى زال عن قلب الوليد ما كان قد خامره، ثم قال له: فأنا أسألك بقرابتنا من نبيك صلى الله عليه وسلم لما خليت سبيله. فقال: قد فعلت. فخلى سبيله، وأمره أن يقيم بحضرته.
فأقام أبو هاشم بدمشق يحضر مجلس الوليد، ويكثر عنده ويسامره، حتى إذا كان