الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زيد بن أقم بن زيد بن قيس
ابن النعمان بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث ابن الخزرج، أبو عمرو، ويقال: أبو عامر، ويقال: أبو سعد ويقال: أبو سعيد، ويقال: أبو أنيسة الأنصاري له صحبة، وسكن الكوفة.
قال أنس بن مالك: حزنت على من أصيب بالحرة من قومي، فكتب إلي زيد بن أرقم، وبلغه شدة حزني، فأخبرني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار. وشك ابن الفضل أحد رواة الحديث في أبناء أبناء الأنصار، قال ابن الفضل: فسأل أنساً بعض من كان عنده عن زيد بن أرقم فقال: هو الذي يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أوفى الله بإذنه.
قال ابن شهاب: وسمع رجلاً من المنافقين ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: لئن كان هذا صادقاً لنحن شرٌّ من الحمير. فقال زيد بن أرقم: فقد والله صدق، ولأنت شر من الحمار. فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجحده القائل، فأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم:" يحلفون بالله ما قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا ". فكان ما أنزل الله عز وجل من هذه الآية تصديقاً لزيد بن أرقم.
قال يزيد بن حيان:
انطلقت أنا وحصين وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم في داره، فقال حصين: يا زيد، لقد لقيت خيراً كثيراً ولرأيت خيراً كثيراً: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، فحدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وشهدت معه. قال: أي أخي، كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوه، وما لم أحدثكم فلا تكلفونيه، ثم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور فحث على كتاب الله ورغب فيه وأهل بيتي: أذكركم الله في أهل بيتي. فقال حصين: يا زيد، ومن أهل بيته؟ أليست نساؤه؟ قال: إن نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. فقال: من هم؟ قال: آل عباس، وآل علي، وآل عقيل، وآل جعفر. قال: كل هؤلاء يحرم الصدقة.
مات زيد بن أرقم بالكوفة أيام المختار سنة ست وستين، وقيل: مات سنة ثمان وستين وله عقب. وأول مشاهده المريسيع وقيل: ذو العشيرة، وشهد معه علي المشاهد، وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة.
قال عروة بن الزبير: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد نفراً من أصحابه استصغرهم، فلم يشهدوا القتال، منهم عبد الله بن عمرو بن الخطاب، وهو يومئذ ابن أربع عشرة سنة، وأسامة بن زيد، والبراء بن عازب، وعرابة بن أوسٍ، ورجل من بني حارثة، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، ورافع. قال: فتطاول له رافعٌ فأذن له، فسار معهم، وخلف بقيتهم، فجعلهم حرساً للذراري والنسء بالمدينة.
وقال عبد الله بن جفر المخرمي: أول غزوة غزاها زيد بن أرقم: المريسيع وهو غلام صغير، ما غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثلاث غزوات أو أربعاً، وشهد مؤتة رديف عبد الله بن رواحة.
حدث زيد بن أرقم: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على زيد يعوده من مرض كان به، فقال: ليس عليك من مرضك هذا بأس، ولكنه كيف بك إذا عمرت بعدي، فعميت؟ قال: إذاً أحتسب، وأصبر. قال: إذاً تدخل الجنة بغير حساب، قال فعمي بعدما مات النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رد الله عليه بصره، ثم مات. وفي حديث آخر بمعناه: لتلقين الله يوم القيامة وليس عليك ذنب.
وعن زيد بن أرقم قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعنا ناس من العرب، وكنا نبتدر الماء، وكان الأعراب يسبقوننا، ويسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض، ويجعل حوله حجارة، ويجعل عليها نطعاً حتى يجيء أصحابه. قال: فجاء رجل من الأنصار، فأرخى زمام ناقته لتشرب، فأبى أن يدعه، فانتزع حجراً ففاض الماء، فرفع الأعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجه، فأتى عبد الله بن أبي رأس المنافقين، وكان من أصحابه، فغضب عبد الله بن أبي، وقال:" لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا " يقول: من حوله من الأعراب، وكانوا يحضرون رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام فقال عبد الله لأصحابه: إذا انفضوا من عند محمد فأتوا محمداً بالطعام، فليأكل هو ومن عنده، ثم قال لأصحابه: إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الأعز منها الأذل. قال زيد: وأنا رديف عمي. قال: فسمعت عبد الله، وكنا أخواله، فأخبرت عمي، فانطلق فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحلف، وجحد. قال: فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبني. قال: فجاء عمي فقال: ما أردت إلى أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذبك، وكذبك المسلمون. قال فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد قط.
قال: فبينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ خفقت برأسي من الهم، إذ أتاني