الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما بالنسبة للمرأة فلا بأس من كفها لشعرها عند الصلاة، لأن المرأة جرت العادة أن تتركه " أي ترسله" وجرت العادة أن تكف شعرها كذلك.
س21: ما هي الحكمة في النهي عن كف الثوب وما يلحق به
؟
ج/ ذكر الشوكاني (1) الحكمة من ذلك أن الثوب يسجد معه، وكذا فإنه يشبه عمل المتكبرين.
العشرون: أن يخص جبهته بما يسجد عليه، لأن هذا من شعار الرافضة " أي من علاماتهم " التي يتميزون بها، فإنهم يأخذون قطعة من طين من أرض مشهد الحسين يتبركون بها، ويسجدون عليها، فيكره أن يخص جبهته بنحو ذلك لما فيه من التشبه بأهل الباطل.
الحادي والعشرون: من المكروهات أن يمسح وهو في الصلاة أثر سجوده، والراجح في هذا أنه مكروه، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً {أن من الجفاء أن يكثر الرجل مسح جبهته قبل الفراغ من صلاته} (2). وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال {أربع من الجفاء، وذكر منها: أن يمسح الرجل جبهته قبل أن ينصرف} (3) ، ولأنه من العبث إلا عند الحاجة، ولذلك قال الإمام مالك رحمه الله في المدونة (4):(إذا كثر التراب في جبهته فلا بأس أن يمسح ذلك) ، وأما بعد الصلاة فإنه لا يكره.
الثاني والعشرون: الاستناد أثناء القيام في الصلاة بلا حاجة.
الاستناد لا يخلو من أحوال:
(1) نيل الأوطار2/ 334.
(2)
رواه ابن ماجه.
(3)
رواه ابن أبي شيبة.
(4)
1/ 108.
1.
إذا كان الاستناد لحاجة كمرض وكبر ونحو ذلك، فهذا لا بأس به، لحديث أم قيس بنت محصن {أن النبي - لما أسن وحمل اللحم اتخذ عموداً في مصلاه يعتمد عليه} (1).
2.
أن يكون الاعتماد لغير حاجة بحيث لو أزيل المعتمد عليه من عمود ونحوه لم يسقط، فهذا حكمه مكروه.
3.
أن يكون الاعتماد لغير حاجة بحيث لو أزيل المعتمد عليه من عمود ونحوه يسقط المعتمد عليه، فهذا حكمه أنه تبطل صلاته، لأن الفقهاء قالوا الاعتماد على شيء اعتماداً قوياً بحيث يسقط لو أزيل.
الثالث والعشرون: من المكروهات الذكر في الصلاة إذا وجد سببه، كما لو عطس فقال: الحمد لله أو جاءه خير يسره فقال: الحمد لله، أو حصلت له مصيبة فاسترجع، وإنما عدّوا ذلك من المكروهات قالوا خروجاً من الخلاف، لأن هناك من العلماء من يقول ببطلان الصلاة لو فعل ذلك.
والراجح في ذلك: أن المصلي يقول كل ذكر وجد سببه في الصلاة، كما هو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال في الاختيارات (2):(ويستحب أن يجيب المؤذن " أي وهو في الصلاة " ويقول مثل ما يقول، ولو في الصلاة، وكذلك يقول في الصلاة كل ذكر ودعاء وجد سببه في الصلاة) وبهذا قال ابن حزم في المحلى (3).
وبناءً على هذا إذا عطس فإنه يحمد اله كما صح ذلك في قصة معاوية بن أبي الحكم رضي الله عنه {أنه دخل مع النبي - في الصلاة فعطس رجل من القوم فقال: الحمد لله. فقال له معاوية: يرحمك الله، فرمى الناس معاوية بأبصارهم منكرين عليه ما قال، فقال واثكل أمياه، فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت، فلما انصرف من الصلاة دعاه النبي - قال معاوية: بأبي هو وأمي والله ما كهرني ولا نهرني وإنما
(1) رواه أبو داود.
(2)
ص39.
(3)
3/ 148.