الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أ. أفعال من جنس الصلاة، فهذه يشرع لها سجود السهو، كما لو زاد ركوعاً أو سجدة ونحو ذلك سهواً.
ب. أفعال من غير جنس الصلاة، كالأكل والشرب في الصلاة إذا وقع من الإنسان سهواً، فلا يشرع له سجود السهو، وهل تبطل الصلاة أم لا؟ تقدم بيان صور ذلك فليراجع (1).
س47: متى يجب سجود السهو
؟
ج/ تقدم أن سجود السهو واجب لكل فعل أو ترك إذا تعمده الإنسان بطلت صلاته إذا كان من جنس الصلاة، وقد تقدم ذكر أمثلة على ذلك (2).
س48: متى يستحب سجود السهو
؟
ج/ سجود السهو تارة يكون واجباً كما تقدم، وتارة يكون مستحباً، ويكون مستحباً إذا ترك مسنوناً سهواً كان من عادته أنه يأتي به، كما لو ترك دعاء الاستفتاح سهواً وكان من عادته قراءته، فإنه يستحب له أن يسجد للسهو ولا يجب عليه، أما لو ترك المسنون عمداً فصلاته صحيحة ولا يشرع له سجود السهو لعدم وجود السبب وهو السهو، قال السعدي رحمه الله:(فإذا ترك مسنوناً لم تبطل الصلاة ولم يشرع السجود لتركه سهواً، فإن سجد فلا بأس، ولكنه يقيد بمسنون كان من عادته أن يأتي به فتركه سهواً، أما المسنون الذي لم يخطر على باله، أو كان من عادته تركه، فلا يحل السجود لتركه، لأنه لا موجب لهذه الزيادة) أ. هـ (3).
س49: ما الحكم لو سلم المصلي من الصلاة قبل إتمامها
؟
ج/ لا يخلو الأمر من حالتين:
(1) ينظر صـ 34.
(2)
ينظر صـ37.
(3)
الإرشاد صـ53.
1 -
إن كان ذلك عمداً بطلت الصلاة، لأنه على غير ما أمر الله به ورسوله - وقد قال النبي - {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} (1) ، فالله تعالى قد فرض صلاة الظهر مثلاً أربعاً، فإذا سلم من ثلاث أو من ركعتين متعمداً فقد أتى بما ليس عليه أمر الله ولا أمر رسوله - فتبطل.
2 -
إذا سلم قبل إتمامها سهواً، وهذه الحالة لا تخلو من قسمين:
أ- إذا سلم قبل إتمام الصلاة سهواً ظاناً أنها تمت.
مثال ذلك: لو كان يصلي الظهر فسلم من ثلاث ركعات سهواً وهو يظن أنه صلى أربعاً، فهذا إن ذكر قريباً ولم يطل الفصل فإنه يتم ما بقي من صلاته، ويسجد للسهو بعد السلام.
قال في الشرح الكبير (2): (من سلم قبل إتمام صلاته ساهياً ثم علم قبل طول الفصل ولم ينتقض وضوئه، فصلاته صحيحة لا تبطل بالسلام
…
ولا نعلم في جواز الإتمام في حق من نسي ركعة فما زاد، خلافاً) ، بدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال {صلى بنا رسول الله - إحدى صلاتي العشي (3) ، " قال ابن سيرين: وسماها أبو هريرة ولكن نسيت أنا " قال: فصلى بنا ركعتين ثم سلم، فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان، ووضع يده اليمنى على اليسرى، وشبك بين أصابعه {ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى} وخرجت السرعان من أبواب المسجد، فقالوا قصرت الصلاة؟ وفي القوم أبوبكر وعمر فهابا أن يكلماه " وفي القوم رجل في يديه طول يقال له ذو اليدين " قال يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال لم أنسَ ولم تقصر، فقال: أكما يقول ذو اليدين؟ قالوا: نعم، فتقدم فصلى ما ترك، ثم سلّم، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه فكبر، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر، فربما سألوه ثم سلم؟ قال: فنبئت أن عمران بن
(1) رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها.
(2)
1/ 331.
(3)
العشي: ما بين زوال الشمس إلى غروبها، قال تعالى (وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار) غافر (55).