الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويقول كذلك {اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك} (1) ، {اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد} (2) ، ولا بأس من الزيادة على ذلك، لأن المقام مقام دعاء، وكذلك لو فرض أن الإنسان لا يستطيع أن يدعو بهذا الدعاء لعدم حفظه إياه فله أن يدعو بما شاء مراعياً في ذلك آداب الدعاء.
2 -
أن يكون القنوت في الوتر " أي في الفرائض " بسبب نازلة كما تقدم مشروعية ذلك عند وجود النازلة، فهذا لا يدعو بدعاء القنوت الذي علمه الرسول - الحسن، ولا يدعو بقوله {اللهم أهدنا فيمن هديت
…
} ، بل يقنت بدعاء مناسب للنازلة التي نزلت، فلم يرد عن النبي - أبداً لا في حديث صحيح ولا ضعيف أنه يدعو بمثل هذه الأدعية في قنوت النوازل، إنما كان يدعو بالدعاء المناسب لتلك النازلة، فمرة {دعا - لقوم من المستضعفين أن ينجيهم الله، فقام حتى قدموا (3)} حيث قدموا في صبيحة يوم العيد، فيكون مدة قنوته لهم خمسة عشر يوماً.
{وقنت على قوم دعا عليهم على رعل وذكوان وعصيّة شهراً كاملاً} (4) ، فقيل إنهم قدموا مسلمين تائبين فأمسك، ودعا على قوم معينين باللعنة فقال (اللهم العن فلاناً وفلاناً حتى نزل قوله تعالى {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} (5)(6) ، فأمسك فصار دعاء النبي - بالقنوت دعاءً مناسباً وعلى قدر الحاجة ولم يستمر.
س97: إذا انتهى من الدعاء في القنوت وكذا في الدعاء خارج الصلاة هل يمسح وجهه بيده أم لا
؟
(1) رواه الخمسة من حديث علي رضي الله عنه حتى قوله " كما أثنيت على نفسك ".
(2)
لحديث الحسن السابق، ولما روى الترمذي عن عمر " الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك ".
(3)
رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4)
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق.
(5)
(آل عمران: من الآية128)
(6)
كما في حديث أبي هريرة السابق.
ج/ الأقرب أن ذلك لا يسن، لأن الأحاديث الواردة في ذلك كحديث عمر رضي الله عنه ضعيفة، وحديث عمر رضي الله عنه هو {كان رسول الله - إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه} (1) ، ولا يمكن أن نثبت سنة بحديث ضعيف، وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، قال شيخ الإسلام في الفتاوى (2):(وأما مسح وجهه بيديه فليس عندي فيه إلا حديث أو حديثان لا تقوم بهما حجة) ، وقد وردت أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما تثبت {أن رسول الله - يدعو ويرفع يديه} (3) ولا يمسح بهما وجهه، ومثل هذه السنة التي ترد كثيراً وتتوافر الدواعي على نقلها إذا لم تكن معلومة في المؤلفات المعتبرة كالصحيحين دل ذلك على أنه لا أصل لها، وعلى هذا فالأفضل أن لا يمسح، ولكن لا تنكر على من يمسح اعتماداً على تحسين الأحاديث الواردة في ذلك، لأن هذا مما يختلف فيه الناس، ذكر ذلك الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى (4)، وقد سئل الإمام مالك:(عن الرجل يمسح بكفيه وجهه عند الدعاء فأنكر ذلك وقال وقال: ما علمت)(5)، وقال المرزوي أيضاً:(وأما أحمد بن حنبل فحدثني أبو داود وقال: سمعت أحمد وسئل عن الرجل يمسح وجهه بيديه إذا فرغ من الوتر فقال: لم أسمع فيه بشيء، ورأيت أحمد لا يفعله).
النوع الثاني من صلاة التطوع: السنن الرواتب، وهو المرتبة الخامسة في الأفضلية، لأن ترتيب صلوات التطوع على الصحيح على النحو الآتي:
1 -
الكسوف وسيأتي بيان أحكامه في باب صلاة الكسوف.
2 -
الوتر على الصحيح، وقد تقدم بيان أحكامه.
3 -
الاستسقاء وسيأتي بيان ذلك في باب الاستسقاء.
(1) رواه الترمذي وهو ضعيف لأن مداره على حماد بن عيسى الجهني وهو ضعيف لا يحتج به وقد ضعف الحديث العراقي والنووي وابن الجوزي وقال يحيى بن معين وأبو زرعة " حديث منكر "، وزاد أبو زرعة: أخاف أن لا يكون له أصل.
(2)
الفتاوى22/ 519.
(3)
كحديث أنس في استسقائه في خطبة الجمعة كما ورد عند البخاري ومسلم.
(4)
الممتع5/ 55،56.
(5)
كتاب الوتر للمرزوي صـ 236.