الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يراه صواباً حسب قواعد المنهج العلمي في الترجيح والرد والقبول، بل كان عليه أن يتابع شيخه إميل درمنجهم، الذي استشهد بالرواية التي فيها: فوضع محمد يده على عنق الغلام علي، وقال:"هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم [أي بني عبد المطلب] ، فاسمعوا له وأطيعوا"(1) .
(1) إميل درمنجهم: حياة محمد، ص 92.
9-
جَعْلُه عدد المهاجرين المسلمين إلى الحبشة مائتي شخص بزعامة عثمان بن عفان رضي الله عنهم
، سنة 615م (2) .
وهذا خطأ تاريخي واضح، لأن المعروف أن عدد من هاجر من المسلمين إلى الحبشة في الهجرة الأولى كانوا اثني عشر رجلاً وأربع نسوة (3) ، وفي رواية ثانية أحد عشر رجلاً وأربع نسوة (4)، وفي رواية ثالثة: عشرة رجال وأربع نسوة (5) . وكان عدد الذين هاجروا في الهجرة الثانية ثلاثة وثمانين رجلاً وتسع عشرة امرأة، سوى أبنائهم الذين خرجوا معهم صغاراً أو ولدوا بالحبشة (6) . وفي رواية: نحواً من ثمانين رجلاً، بدون ذكر النساء (7) . وفي رواية ثلاثة
(2) الرسول، ص 67.
(3)
ابن سعد: الطبقات (1/2024) ، من حديث الواقدي، وفيه جهالة عبيد الله بن عباس الهذلي، وإسناده مرسل. فالخبر ضعيف.
(4)
المصدر نفسه (1/204) ، من حديث الواقدي واختاره ابن القيم في الزاد (3/23) .
(5)
ابن إسحاق: السير والمغازي، ص 224، بلاغاً، ابن هشام (1/399) ، من حديث ابن إسحاق بلاغا. ً
(6)
ابن هشام (1/408) ، من حديث ابن إسحاق بدون إسناد.
(7)
أحمد: المسند (6/ 185/4400) وحسن شاكر إسناده؛ وجود إسناده ابن كثير في التاريخ (4/173/تركي) ؛ وحسن إسناده ابن حجر في الفتح (7/189) ؛ وحسن إسناده الدكتور التركي في تحقيقه تاريخ ابن كثير (4/173/حاشية1) ؛ وضعفه محققو الموسوعة الحديثية، المسند (7/408/برقم4400) ، من أجل خديج بن معاوية.
وثمانين رجلاً وإحدى عشرة امرأة قرشية وسبع غرائب (1) ، وفي رواية نيفاً وثمانين رجلاً وست عشرة امرأة سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم معهم، أو ولدوا بها (2) .
وخلاصة الأمر أن عددهم لم يتعد المائة واثنين من الجنسين في الهجرة الثانية، وخمسة عشر رجلاً وامرأة في الهجرة الأولى، فكيف أوصلهم بودلي إلى مائتي شخص؟!!
والغريب أن شيخه آرفنج (3) يذكر أن عدد المهاجرين إلى الحبشة في الهجرة الثانية كان ثلاثة وثمانين رجلا وثماني عشرة من النساء غير الأطفال، وهذه رواية إمام المغازي محمد بن إسحاق عند ابن هشام.
فلا هو تابع شيخه آرفنج كعادته، ولا تابع المصادر التي أخذ عنها آرفنج، بل تابع تخميناته العشوائية!!
هكذا يكتب المستشرقون السيرة النبوية، ونتحمس لترجمتها إلى لغة القرآن دون التنبيه العلمي لما فيها من طامَّات. وليتنا نشرناها بلغتها الأصلية - أي كتاباتهم - مع دحض مزاعمهم وتصحيح أخطائهم، وبيان فساد منهجهم في التأليف والاستدلال والفهم.
(1) ابن سعد: الطبقات (1/207) ، من حديث الواقدي.
(2)
ابن إسحاق: السير والمغازي، ص 228، بإسناد موقوف على يونس بن بكير.
(3)
محمد وخلفاؤه ن ص 85.