الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدهن، ولا تقرب فراش زوجها، حتى تأخذ ثأرها من محمد وأصحابه (1) .
فأين هذه الرواية من كلام بودلي؟ ! إنه التشويه المتعمد لحقائق التاريخ (2) .
(1) الواقدي: المغازي (1/124) .
(2)
إن التشويه المتعمد لحقائق التاريخ سمة بارزة في كتابات المستشرقين المغرضين، وقد وقفنا على أمثلة كثيرة من هذا النوع من التشويه عند دراستنا لكتابات لامنس في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي. وتجدر الإشارة هنا إلى بحثنا الثاني عن لامنس بعنوان:" افتراءات المستشرق لامنس على التاريخ الإسلامي"، والذي فيه الكثير من الأمثلة.
17-
ويشوه سيرة والدة عمرو بن العاص رضي الله عنه:
يزعم بودلي (3) أن والدة عمرو بن العاصرضي الله عنه كانت عاهرة في الجاهلية.
لقد أخذ بودلي هذا الزعم من شيخه درمنجهم (4) ، واختصره وزاد فيه على الرغم من أن درمنجهم لم يذكر مصدراً أو مرجعاً لروايته هذه. أشار مترجم كتاب درمنجهم إلى العربية ـ زعيتر ـ إلى عدم الوقوف على مصدره. ولم نقف بدورنا على هذه الرواية في المصادر الموثوقة. ولا يعدو هدفه من هذا الزعم سوى الإساءة إلى أحد رموز الإسلام، عمرو بن العاص رضي الله عنه.
(3) الرسول، ص 66.
(4)
حياة محمد، ص 96.
18-
يزعم بودلي أن هنداً بنت عتبة رضي الله عنها وعدت وحشياً الحبشي بالعتق إن هو قتل حمزة بن عبد المطلب
(5) .
الثابت في الصحيح أن الذي وعد وحشياً بالعتق إن هو قتل حمزة هو
(5) الرسول، ص 157، 162.
مولاه جبير بن مطعم، ثأراً لعمه طعيمة بن عدي، الذي قتله حمزة بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم صبراً وهو في الأسر، حين العودة من غزوة بدر (1) .
وفي رواية للواقدي (2) أن التي وعدته بالحرية إن هو قتل حمزة، هي مولاته ابنة الحارث بن عامر بن نوفل، ويروي بصيغة التمريض، وبجملة اعتراضية، فيذكر:"ويقال كان جبير بن مطعم". وتقول هذه الرواية نفسها: إن وحشياً عندما أيقن بمقتل حمزة على يده، تذكر هنداً وما لقيت على أبيها وعمها وأخيها يوم بدر، فشق بطن حمزة، وأخرج كبده، وجاء بها إلى هند، وقال لها: ماذا لي إن قتلت قاتل أبيك؟ قالت: سَلَبي، فمد إليها كبد حمزة، فمضغتها، ثم لفظتها، ثم أعطته ثيابها وحليها، ووعدته بعشرة دنانير حين رجوعها إلى مكة، وطلبت منه أن يريها مصرع حمزة وجسده، ففعل، فمثلت به (3) .
ولم نقف على رواية تشير إلى أن هنداً وعدت وحشياً بالحرية إن هو قتل حمزة يوم بدر، ويبدو أن بودلي قد اعتمد على تخليط أحد أساتذته المستشرقين (4) .
(1) البخاري /الفتح (15/245 ـ 249/ح4072)، أحمد: الفتح الرباني (21/59 ـ 60) ؛ ابن هشام (3/102 ـ 105) ، من حديث ابن إسحاق بسند البخاري وحديثه.
(2)
المغازي، (1/285) .
(3)
المصدر نفسه (1/286) .
(4)
وقد تكرر منه الفعل كما لاحظت وستلاحظ حتى نهاية هذه الدراسة، وهذا من أبرز أخطاء مناهج المستشرقين في الدراسات الإسلامية.