الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والسؤال هنا: لماذا لم يتابع بودلي شيخه درمنجهم في هذه المسألة؟!
والجواب: يكفيك ما ذكر وما سيذكر عن تدليس بودلي وخبثه!!
39-
ولا يؤمن بودلي بالمعجزات كغيره من كثير من المستشرقين
.
فالإسراء والمعراج ـ مثلاً ـ عنده أسطورة عربية. فتراه يقول في هذا الصدد: ".. إن دانتي قد تأثر بهذه الأسطورة العربية، فالتشابه ملحوظ في القضيتين، فيما يختص بوصف الجنة"، ويقول:".. فلا يوجد عن محمد ما يثبت أن هذه الرحلة الليلية قد تمت، وما كنت أدري أن مدني [صاحبه المسلم العربي الذي كان يرافقه في الحجاز] كان يقص عليَّ عقيدة يدين بها كثير من العرب، ويعتقدون في صحتها اعتقادهم في القرآن، استناداً إلى حديث متواتر، وإن كل ما جاء فعلاً عن هذه الرحلة الإلهية على لسان محمد، هو ما ذكر في سورة " الإسراء"، وفي هذه السورة خاصة لا توجد أية إشارة إلى ما ذكره مدني وما يعتقده العرب، وكل ما جاء عن الإسراء في هذه السورة هو: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1] ، وما الحكاية في الغالب إلا خرافة من الخرافات التي تذكر للتدليل على معجزات محمد، وما قال محمد يوماً إنه أتى بمعجزات"(1) .
(1) الرسول، ص 101ـ102.
ويقول في معرض الكلام عن غزوة بدر: ".. وإن الذين يعتقدون في المعجزات يقولون: إن شيئاً غير عادي قد وقع في هذه اللحظة، فإن جيشاً من الملائكة على رأسه جبريل، قد استجاب لنداء محمد، وشاركوا المسلمين في قتالهم.."(1) .
لأن بودلي لا يؤمن بأن القرآن وحي من الله، وليس بعد الكفر ذنب، فقصة الإسراء والمعراج التي يصفها بأنها أسطورة عربية، ثابتة بنص القرآن الكريم، وقد أشار هو بنفسه إلى الآية الدالة على هذا، وهي الآية الأولى من سورة الإسراء. ولم تكن الإشارة إليها في سورة الإسراء فقط - وهي السورة التي سميت باسم هذا الحادث - بل هناك إشارة أخرى لها في سورة النجم، حيث ذكر الله سبحانه وتعالى قصة المعراج وثمرته، كما في الآيات:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 13-18] .
والقصة ثابتة كذلك بالأحاديث الصحيحة المتواترة، وليس بحديث واحد متواتر يؤمن به المسلمون، كما أشار.
وليس صحيحاً أنه لا يوجد عن محمد صلى الله عليه وسلم ما يثبت أن هذه الرحلة الليلية قد تمت، كما يزعم بودلي! وذلك بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار.."(2)، و: ".. مررت ليلة أسري بي مررت على
(1) المرجع نفسه، ص 141.
(2)
أحمد: المسند (3/224) ، بسند صحيح كما قال محققو الموسوعة الحديثية (21/رقم 13340) ؛ أبو داود (4878) ، بإسناد صحيح.
قوم.." (1) ، و: ".. رأيت ليلة أسري بي.." (2) ، و: ".. لقيت ليلة أسري بي.." (3) ، و: ".. لما كانت الليلة التي أسري بي فيها، أتت عليَّ رائحة طيبة.." (4) .
إن من أكثر أحداث السيرة بمكة مرويات هي حادثة الإسراء والمعراج التي يشكك فيها بودلي. فمجموع روايتها عند البخاري عشرون رواية، عن ستة من الصحابة رضي الله عنهم، وعند مسلم نحواً من ثماني عشرة رواية، عن سبعة من الصحابة.
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم بحاجة إلى الادعاء بأنه أتى يوماً بمعجزات، بل الواقع من سيرته مملوء بالمعجزات، وقد تناول العلماء هذه المعجزات في مجلدات.
وأفردت لها فصلاً في السيرة النبوية، في الطبعة الثانية، إضافة إلى المبثوث في ثنايا أحداث السيرة التي ألفتها بحمد الله تعالى.
وخلاصة الأمر: لم تكن معجزة الإسراء والمعراج - التي يشكك فيها - وحدها التي ثبتت بنص من القرآن الكريم، فهناك أيضاً قصة انشقاق القمر
(1) أحمد: المسند (3/ 120) ، بإسناد حسن، وقال محققو الموسوعة الحديثية ـ المسند (19/ح12211) : حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، لكن قد توبع.. إلخ.
(2)
أحمد (2/253) ، وضعفه محققو الموسوعة (14/رقم 8640) .
(3)
أحمد (1/375) ، بإسناد صححه شاكر (5/185/ رقم 3556) وضعفه محققو الموسوعة الحديثية، المسند (6/19/ ح 3556) ؛ ابن ماجه (4081) ، بإسناد صحيح؛ الحاكم (4/88) ، وصححه ووافقه الذهبي.
(4)
أحمد (1/309) ، بإسناد صحيح كما قال شاكر (4/295ـ297/رقم 2822) ؛ وقال محققو الموسوعة الحديثية، المسند (5/ح 2819) : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الآية:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [القمر: 1-2] ، ووردت أحاديث في الصحيح (1) وغيرهما من عدة طرق تثبت وقوع هذه المعجزة.
بل كل ما حكاه القرآن من قصص الأنبياء والأمم الماضية، وما جاء فيه من أمور علمية أكدها العلم الحديث (2) ، هي من المعجزات الدالة على أنه وحي من الله.
ثم إن المعجزات الأخرى التي وقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما وقع لأي نبي من أنبياء الله المرسلين عليهم الصلاة والسلام. وممن جمعها فأوعى أكثر من غيره الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي في كتابه: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، الجزء التاسع، في تسعمائة صفحة، وستة أبواب من الجزء الثامن، والإمام البيهقي، في كتابه الموسوعي: دلائل النبوة، في ثمانية مجلدات، والإمام السيوطي، في كتابه: الخصائص الكبرى، في مجلدين، وأبو نعيم الأصبهاني، في جزأين.
إن معظم مرويات المعجزات صحيحة، وقد ألف بعض الباحثين المحدثين كتباً جمع فيها الصحيح من دلائل النبوة (3) .
وهل سيصدق بودلي بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم إذا قال إنه أتى بمعجزات؟ وأيهما أقوى وأبلغ في التصديق: القول أم الفعل؟ بالتأكيد الفعل أقوى وأبلغ في
(1) البخاري (3636ـ3637 و 3638) ؛ مسلم (2800و 2801 و 2802و 2803) .
(2)
انظر في هذا: موريس بوكاي: الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة.
(3)
انظر: الوادعي: المسند الصحيح من دلائل النبوة.
التصديق. فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعل، أي: يُجري الله على يديه الأفعال الخارقة للعادة، وهي المعجزات، وهذه المعجزات هي التي تقول: إن هذا نبي، هذا رسول، وهذا هو الدليل. وماذا يعني يا بودلي أن يعطي الرسول صلى الله عليه وسلم أبا قتادة ابن النعمان عرجوناً ويقول له:"خذ هذا العرجون، فتحصن به، فإنك إذا خرجت أضاء لك عشراً أمامك وعشراً خلفك"، قال: فخرجت، فأضاء لي العرجون مثل الشمعة.. القصة (1) .
فهل بالضرورة أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي قتادة: هذه معجزتي إليك، أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم ما أيده الله به، فأراد أن يحل لصاحبه مشكلة ظلمة الليل بفعل معجز لا يقع إلا على يد نبي مؤيد بالآيات من الله؟
وفوق هذا كله فإن معجزة الإسلام الخالدة التي تحدى بها العرب، أهل الفصاحة والبلاغة والبيان، هو القرآن الكريم نفسه (2)، كما في قوله تعالى:{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [الإسراء: 88] . وقوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [هود: 13] . وقوله تعالى:
(1) انظرها في: أبو نعيم: دلائل النبوة (2/562/رقم 505) ؛ الطبراني: المعجم الكبير (19/14) ؛ الهيثمي: مجمع الزوائد (9/319)، وقال: رواه أحمد والطبراني والبزار، ورجاله رجال الصحيح، انظر أحمد: المسند (3/65) ، ضمن حديث طويل، بعضه صحيح وبعضه حسن، كما قال محققو الموسوعة الحديثية -المسند (18/ح11624) . وقصة قتادة والعرجون رواها ابن خزيمة في صحيحه (1660) ، كما قالوا.
(2)
انظر كتابنا: السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، ط2، ج2.
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:23-24] . وهكذا تدرج القرآن في تحديه بمعجزته من الكل إلى الجزء.
أما تشكيكه في مشاركة الملائكة في القتال مع المسلمين ضد المشركين يوم بدر، فهو شك في غير محله، لأن هذه المشاركة ثابتة كذلك بنصوص قرآنية؛ منها قول الله سبحانه وتعالى:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9] ؛ وقوله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [الأنفال: 12] ؛ وثابتة بنصوص حديثية صحيحة؛ فقد روى مسلم (1) : "بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم (2) ، فنظر إلى المشرك أمامه، فخر مستلقياً، فنظر إليه، فإذا هو قد خطم أنفه، وشق وجهه كضربة السوط، فاخضرَّ ذلك أجمع. فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة".
(1) صحيحه (3/1384ـ1385/برقم 1763) .
(2)
اسم فرس الملك، كما قال النووي في شرح صحيح مسلم (12/86) ، وابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (1/467) .
وروى أحمد (1) أن ملكاً أسر العباس يوم بدر. وروى الأموي (2) وغيره أن الرسول صلى الله عليه وسلم خفق خفقة في العريش ثم انتبه، فقال:"أبشر يا أبابكر، أتاك نصر الله، هذا جبريل معتجر بعمامة، آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع [الغبار] ، أتاك نصر الله وعدته".
وروى البخاري (3) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: "هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب". وروى الحاكم (4) أنه كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء معتجر بها، نزلت الملائكة عليهم عمائم صفر.
(1) المسند (2/194/شاكر) ، بإسناد صحيح كما قال المحقق شاكر.
(2)
نقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية (3/312) ، من حديث ابن إسحاق بإسناد حسن لذاته.
(3)
البخاري /الفتح (15/181/رقم 3995) .
(4)
المستدرك (3/361) ، بإسناد صحيح.
40-
يزعم بودلي (5) أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما فرغ من غزوتي حنين والطائف عاد إلى مكة لإكمال شعائر الحج التي قطعتها غزوة حنين، ثم رجع إلى المدينة.
هذا خطأ تاريخي واضح. فالثابت تاريخياً أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقام بمكة عام الفتح تسعة عشر يوما، كما روى البخاري (6) ، وروى غيره أنه أقام بها نصف شهر (7) . ولم يؤد شعائر العمرة خلال إقامته بمكة، ولم يؤد شعائر الحج
(5) الرسول، ص 275.
(6)
الفتح (16/رقم 4298و 4299) .
(7)
الطبري: التاريخ (3/70) ، بإسناد مرسل موقوف على عروة، وله شاهد من رواية ابن إسحاق بإسناد حسن، كما ذكر الذهبي في مغازيه، ص 571
كذلك، لأن فتح مكة لم يكن أصلاً في أيام الحج، بل كان في رمضان (1) . وكان خروجه إلى حنين في السادس من شوال، وقيل في الثامن والعشرين من رمضان (2) . والذي حج بالناس سنة الفتح هو عتاب بن أسيد، الذي استعمله الرسول صلى الله عليه وسلم على مكة حين خرج إلى غزوة حنين والطائف (3) .
أما ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من غزوتي حنين والطائف هو رجوعه إلى مكة لأداء العمرة من الجعرانة، في ذي القعدة، ثم العودة إلى المدينة والوصول إليها في بقية ذي القعدة أو مطلع ذي الحجة (4) . ويبدو أن بودلي يخلط بين شعائر الحج وشعائر العمرة (5) . ولم يكن هذا الخطأ الوحيد عنده، فتراه ـ مثلاً ـ يقول إن من أول شعائر الحج خروج الحجاج من مكة إلى منى (6) . والصحيح أن أول شعائر الحج الإحرام. ويقول عن أحداث الحديبية:".. وقد خرج معه ألف وخمسمائة حاج محرمين في ثيابهم البيض متأهبين للحج.."، والصواب أنهم خرجوا معتمرين لا حجاجاً (7) .
(1) البخاري (4275) ؛مسلم (2/رقم 1113) ، ابن هشام (4/60) ؛ من حديث ابن إسحاق بسند حسن.
(2)
انظر ابن حجر: الفتح (16/139/شرح حديث ترجمة الباب؛ البيهقي: السنن الكبرى (3/151)، النسائي: السنن (3/100) .
(3)
ابن حجر: الإصابة (2/451) ، بإسناد حسن كما قال ابن حجر، وكما قال الألباني في تعليقه على أحاديث فقه السيرة للغزالي، ص 433.
(4)
ابن هشام (4/200ـ201) ، من حديث ابن إسحاق، بدون إسناد.
(5)
وعن عدد عُمَرِه صلى الله عليه وسلم وزمانها، انظر: سيد سابق: فقه السنة (1/750) ، فقد أورد حديث ابن عباس الذي رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، بسند رجاله ثقات، فيه أن عمره أربع: الحديبية، والقضاء، والجعرانة، والتي مع حجته.
(6)
الرسول، ص 288.
(7)
البخاري /الفتح (8/86/ح1778) .
41-
يزعم بودلي (1) أن أبابكر كان له زوجة تقضي الصيف في ضواحي المدينة.
وهذا خطأ، والصواب أنه كان لأبي بكر منزل بالسُّنح، وهي ضاحية من ضواحي المدينة، فيها منازل بني الحارث، أصهار أبي بكر، وكان بهذا المنزل زوجته الثانية بنت خارجة الحارثية [نسبة إلى بني حارث ـ قومها] الأنصارية. وكان عندها يوم بلغه وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم (2) . ولم تذكر المصادر أن هذه الزوجة كانت تقضي الصيف في ضواحي المدينة، ولذا فاستنتاج بودلي خاطئ. وقد ذكر درمنجهم (3) ـ شيخه ـ أن أبا بكر جاء إلى المدينة مهاجراً، فأقام بمنزل صغير بضاحية السُّنح.
(1) الرسول، ص 301.
(2)
البخاري /الفتح (16/رقم 4452، 4454) ، و (6/138/رقم 1241)، وقال ابن حجر عن السنح خلال شرحه لهذا الحديث:".. منازل بني الحارث بن الخزرج، وكان أبو بكر متزوجاً فيهم "، السمهودي: وفاء الوفا بأخبار المصطفى (4/1237) .
(3)
حياة محمد، ص 178.
42-
يقول بودلي (4) إن خبر مجيء الحجر الأسود من الجنة من الأساطير.
لقد تعددت الروايات حول مصدر الحجر الأسود، ومعظمها ضعيفة، ولكن وردت رواية صحيحة الإسناد عند الطبري (5) ، تفيد بأن جبريل جاء به
(4) الرسول، ص 16.
(5)
التفسير (3/70/رقم 2058) ، بإسناد صحيح.