المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌{أول مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه*} - مسند أحمد - ت شاكر - ط دار الحديث - جـ ١

[أحمد بن حنبل]

الفصل: ‌{أول مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه*}

{أول مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه*}

82 -

حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحق عن حارثة قال: جاء ناس من أهل الشام إلى عمر فقالوا: إنا قد أصبنا أموالاً وخيلاً ورقيقاً نحب أن يكون لنا فيها زكاة وطهورُ، قال: ما فعله صاحباي قبلي فأفعله، واستشار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وفيهم علي، فقال عليَّ: هو حسن إن لم يكن جزيةً راتبةً يؤخذون بها من بعدك.

83 -

حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن الحكم عن أبي وائل: أن الصُبَيَّ بن معبد كان نصرانياً تغلبياً أعرابياً، فأسلم، فسأل: أى العمل أفضل؟ فقيل له: الجهاد في سبيل الله عز وجل، فأراد أن يجاهد، فقيل له: حججت؟ فقال: لا، فقيل: حُجَّ واعتمرْ ثم جاهدْ، فانطلق حتى إذا كان بالحوائط أهلَّ بهما جميعًا، فرآه زيد بِن صوحانَ وسَلْمانُ بن ربيعة، فقال: لهو أضل من جمله، أو: ما هو بأهدى من ناقته! فانطلق إلى عمر فأخبره بقولهما، فقال: هُديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، قال الحكم: فقلت

* أصح الأسانيد عن عمر:

الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن عمر.

الزهري عن السائب بن يزيد عن عمر.

(82)

إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. أبو إسحق: هو السبيعي. حارثة هو ابن مضرب- بكسر

الراء المشددة- العبدي الكوفي، وهو تابعى ثقة. وانظر 112، 218 والمنتقى 1988.

(83)

إسناده صحيح. الصبي: بضم الصاد وفتح الباء وتشديد الياء، بصيغة التصغير، وهو تابعى ثقة، رأى عمر وعامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والحديث رواه أيضاً بمعناه أبو داود والنسائي وابن ماجة. "الحوابط" مكان بالحجاز، ذكر الهمداني في صفة جزيرة العرب ص 218 س

16 في قصيدة العجلاني التي ذكره فيها أسماء "المنازل والمناهل والأودية والقرى الحجازية".

ولم أجده في معجم البلدان. وفى ح "الحوائط" والظاهر أنه خطأ. وانظر نيل الأوطار 5: 46 وعون المعبود 2: 92 - 93 وما سيأتي 169.

ص: 200

لأبى وائل: حدثك الصبي فقال: نعم.

84 -

حدثنا عفان حدثنا شعبة عن أبي إسحق قال سمعت عمرو ابن ميمون قال: صلى بنا عمر بجمع الصبحَ ثم وقف وقال: إن المشركين كانوا لا يُفيضون حتى تطلع الشمش، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهم ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس.

85 -

حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عاصم بن كلَيب قال: قال أبي: فحدثنا به ابن عباس قال: وما أعجبك من ذلك كان عمر إذا دعا الأشياخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دعاني معهم، فقال:. لا تتكلم حتى يتكلموا، قال: فدعانا ذات يوم أو ذات ليلة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر ما قد علمتم، فالتمسوها في العشر الأواخر وترًا، ففي أي الوتر ترونها.

86 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت عاصم بن

(84) إسناده صحيح. ورواه الجماعة إلا مسلماً. انظر المنتقى رقم 2598. جمع: علم للمزدلفة.

(85)

إسانده صحيح. عاصم بن كليب: ئقة. أبوه: كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي: تابعي ثقة، ذكره بعضهم في الصحابة وهماً، انظر الإصابة 5:331. وقول عاصم "قال أبي: فحدثنا به ابن عباس " فيه اختصار، يظهر أنه سبق كلامهم في شيء يتعلق بليلة القدر، فروي لهم كليب شيئاً. ثم قال لهم: "فحدثنا به ابن عباس" يريد أنه أخبر ابن عباس بما سمع فقال له ابن عباس: "وما أعجبك من ذلك" إلخ. وانظر السنن الكبرى للبيهقي 4: 308 - 309.

وسيأتى الحديث مختصراً 298.

(86)

إسناده ضعيف لانقطاعه، بجهالة الرجل الذي روى عنه عاصم بن عمرو. وروى ابن ماجة 214:1ما يتعلق بالصلاة في البيت، من طريق طارق عن عاصم قال:"خرج نفر من أهل العراق إلى عمر" ثم رواه نحوه من طريق أبي إسحق عن عاصم عن عمير مولى عمر بن الخطاب عن عمر. ونقل شارحه عن الزوائد: "مدار الطريقين عن عاصم بن عمرو، وهو ضعيف، ذكره العقيلى في الصعفاء، وقال البخاري: لم يثبت حديثه". ونقل ابن حزم في المحلى 2: 178 ما يتعلق بالحائض من طريق أبى إسحق عن عاصم: "أن نفراً سألوا عمر" ثم =

ص: 201

عمرو البَجَلي يحدث عن رجل من القوم الذين سألوا عمر بن الخطاب فقالوا له: إنما أتيناك نسألك عن ثلاث: عن صلاة الرجل في بيته تطوعًا، وعن الغسل من الجنابة، وعن الرجل ما يَصْلح له من امرأته إذا كانت حائضاً؟ فقال: أسُحَّارأنتم! لقد سألتموني عن شيء ما سألني عنه أحد منذ سألتُ عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: صلاة الرجل في بيته تطوعًا نور، فمن شاء نوَّر بيته، وقال في الغسل من الجنابة: يغسل فرجه ثم يتوضأ ثم يفيض على رأسه ثلاثا، وقال في الحائض له ما فوق الإزار.

87 -

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعَة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن ابن عمر أنه قال: رأيت سعد بن أبي وقاص يمسح على خفيه بالعراق حين يتوضأ فأنكرت ذلك عليه، قال: فلما اجتمعنا عند عمر بن الخطاب، قال لي: سل أباك عما أنكرت عليّ من مسح الخفين، قال: فذكرت ذلك له، قال: إذا حدثك سعد بشيء فلا ترد عليه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الخفين.

88 -

حدثتا هرون بن معروف قال حدثنا ابن وهب عن عمرو بن.

= قال ابن حزم: "وروي أيضاً عن أبي إسحق عن عمير مولى عمر مثله". فهذا يدل على أن الحديث كله روي بالطريقين: موصولا ومرسلا. والموصول إسناده صحيح، خلافاً لما قال صاحب الزوائد، فإن عميراً مولى عمر ذكره ابن حبان في الثقات. وعاصم بن عمرو: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 348:"سألت أبي عنه، فقال: هو صدوق، وكتبه البخاري في كتاب الضعفاء، فسمعت أبي يقول: يحول من هناك".

(87)

إسناده صحيح. ابن لهيعة: هو عبد الله، وهو ثقة تكلموا فيه من قبل حفظه بحد احتراق كتبه، ونحن نرى تصحيح حديثه إذا رواه عنه ثقة حافظ من المعروفين. أبو النضر: هو سالم مولى عمر بن عبيد الله. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن.

(88)

إسناده صحيح. وهو مختصر ما قبله، ويؤيد رواية ابن لهيعة. وقد رواه البخاري 1/ 51 من طريق عمرو بن الحرث.، وعلقه من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن أبي النضر. وانظر ما-

ص: 202

الحرث عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمر عن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه مسح على الخفين، وأن عبد الله بن عمر سأل عمر عن ذلك؟ فقال: نعم، إذا حدثك سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فلا تسأل عنه غيره.

89 -

حدثنا عفان حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن سالم ابن أبي الجعد الغَطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري: أن عمر بن الخطاب قام على المنبر يوم الجمعة فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أبا بكر ثم قال: رأيت رؤيا لا أراها إلا لحضور أجلي،

رأيتُ كأن ديكاً نقرني نقرتين، قال: وذكر لي أنه ديك أحمر فقصصتها على أسماء بنت عُمَيس امرأة أبي بكر، فقالت: يقتلك رجل من العجم، قال: وإنّ الناس يأمرونني أن أستخلفَ، وإن الله لم يكن ليُضيع دينه وخلافته التي بعث بها نبيه صلى الله عليه وسلم، وإن يَعْجَل بما أمر فإن الشورى في هؤلاء الستة الذين مات نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، فمن بايعتم منهم فاسمعوا له وأطيعوا، وإني أعلم أن أناسًا سيطعنون في هذا الأمر، أنا قاتلتهم بيدي هذه على الإسلام، أولئك أعداء الله الكفّار والضلال وايم الله ما أترك فيما عهد إلي ربي فاستخلفني شيئاً أهمَّ إليَّ من الكلالة، وأيم الله ما أغلظ لي نبي الله صلى الله عليه وسلم في شيء منذ صحبته أشدَّ ما أغلظ لي في شأن الكلالة، حتى طعن بإصبعيه في صدري، وقال: تكفيك آية الصيف التي نزلت في آخر سورة النساء، وإني إنْ

= يأتى 237، 1452، 3462 وانظر الفتح1/ 264.

(89)

إسناده صحيح. معدان بن أبى طلحة اليعمري: ثقة. وأثبت في ح "معبد" بدل "معدان" وهو خطأ. وفي ذخائر المواريث 5632 أنه رواه مسلم والنسائي وابن ماجة.

ص: 203

أعشْ فسأقضي فيها بقضاء يعلمه مَن يَقرأ ومَن لا يقرأ، وإني أُشهد الله على أمَراء الأمصار، إني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم ويبيّنوا لهم سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويرفعوا إلي ما عمي عليهم، ثم إنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين، هذا الثوم والبصل، وأيم الله لقد كنت أرى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم يجد ريحَهما من الرجل فيأمر به فيؤخذ بيده فيخرج به من المسجد حِتى يؤتى به البقيع: فمن أكلهما لابدّ فليمتهما طبخاً، قال: فخطب الناس يوم الجمعة وأصيبَ يوم الأربعاء.

90 -

حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر قال: خرجت أنا والزبير والمقداد ابن الأسود إلى أموالنا بخيبر نتعاهدها، فلما قدمناها تفرقنا في أموالنا، قال: فعدي علىّ تحت الليل وأنا نائم على فراشي، ففدعت يداى من مرفقي، فلما أصبحت استصرخ عليَّ صاحباي فأتياني فسألاني عمن صنع هذا بك؟ قلت: لا أدري، قال: فاصلحا من يدي، ثم قدموا على عمر، فقال: هذا عمل يهود، ثم قام في الناس خطيباً، فقال: أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على أنَّا نخرجهم إذا شئنا، وقد عدوا على عبد الله بن عمر، ففدعوا يديه كما بلغكم مع عدوتهم على الأنصار قبله، لا نشك أنهم أصحابهم، ليس لنا هناكْ عدوّ غيرهم، فمن كان له مال بخيبر فليلحق به، فإني مخرج يهود، فأخرجهم.

91 -

حدثنا حسن بن موسى وحسين بن محمد قالا حدثنا شيبان

(90) إسناده صحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

ابن إسحق: هو محمد بن إسحق بن يسار المطلبي صاحب السيرة، وهو ثقة، تكلم فيه بغير حجة.

(91)

إسناده صحيح، شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي. يحيى: هو ابن أبى كثير. وقوله "فقال: أيضاً" يريد: فقال: والوضوء أيضاً، فاختصر، كما هو ثابت في سائر روايات هذا الحديث، مثل ما يأتي برقم 199.

ص: 204

عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن عمر بن الخطاب بينا هو يخطب يوم الجمعة إذ جاء رجل، فقال عمر: لم تحتبسون عن الصلاة؟ فقال الرجل: ما هو إلا أنْ سمعت النداء، فتوضأت، فقال: أيضا؟ أو لم تسمعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل".

92 -

حدثنا حسن بن موسى قال حدثنا زهير قال حدثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان قال: جاءنا كتاب عمر ونحن بأذربيجان: يا عتبة بن فرقد، واياكم والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن لبوس الحرير، وقال "إلا هكذا"، ورفع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعيه.

93 -

حدثنا حسن قال حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو الأسود أنه سمع محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة يحدث عن أبي سنان الدؤلي: أنه دخل على عمر بن الخطاب وعنده نفر من المهاجرين الأوّلين، فأرسل عمر إلى سفطٍ أتي به من قلعة من العراق، فكان فيه خاتم، فأخذه بعض بنيه فأدخله في فيه، فانتزعه عمر منه، ثم بكى عمر، فقال له من عنده: لم تبكى، وقد فتح الله لك وأظهرك على عدوك وأقرَّ عينك؟ فقال عمر: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا تفتح الدنيا على أحدٍ إلا ألقى الله عز وجل بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة"، وأنا أشفق من ذلك.

94 -

حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثنى نافع عن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يصنع أحدنا إذا هو أجنب ثم أراد أن ينام قبل أن يغتسل؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليتوضأ

(92) إسناده صحيح، أبو عثمان: هو النهدي، واسمه عبد الرحمن بن مل.

(13)

إسناده صحيح، أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة. محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات.

(94)

إسناده صحيح.

ص: 205

وضوءه للصلاة ثم لينم".

95 -

حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لما توفي عبيد الله بن أُبي دُعى رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه، فقام إليه، فلما وقف عليه يريد الصلاة تحوَّلت حتى قمت في صدره، فقلت: يا رسول الله، أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا كذا وكذا؟ يعدّد أيامه، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم، حتى إذا أكثرت عليه قال "أخّرْ عني يا عمر ، إني خيرت فاخترت، وقد قيل {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} لو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت"، قال: ثم صلى عليه ومشى معه فقام

على قبره حتى فرغ منه، قال: فعجبٌ لي وجراءتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله

ورسوله أعلم، قال: فوالله ما كان إلا يسيرًا حتى نزلت هاتان الآيتان: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله عز وجل.

96 -

حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدثني عنه نافع مولاه قال: كان عبد الله بن عمر يقول: إذا لم يكن للرجل إلا ثوب

(95) إسناده صحيح، وذكر ابن كثير في التفسير 4: 218 أن الترمذي رواه وصححه، وأن البخاري رواه من حديث عقيل عن الزهري. وقوله "أخر عني" أي تأخر، وقيل معناه: أخر عني رأيك.

(96)

إسناده صحيح، وهو موقوف على عمر وعبد الله ابنه، ونافع يشك في رفعه، وسيأتي في مسند ابن عمر 6356. وقول ابن إسحق "حدثني عنه نافع مولاه" يريد "مولى ابن عمر" فأعاد الضميرين على متأخر لفظاً.

ص: 206

واحد فليأتزر به ثم ليصلّ، فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول ذلك، ويقول: لا تلتحفوا بالثوب إذا كَان وحده كما تفعل اليهود، قال نافع: ولو قلت لك إنه أسند ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجوت أن لا أكون كذبت.

97 -

حدثنا مؤمل حدثنا حمّاد قال حدثنا زياد بن مخراقٍ عن شهر عن عقبة بن عامر قال: حدثنى عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من مات يؤمن بالله واليوم الآخر قيل له: ادخل الجنة من أي أبواب الجنة الثمانية شئت".

98 -

حدثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا جعفر يعنى الأحمر عن مطرّفٍ عن الحكم عن مجاهد قال: حذف رجلٌ ابنا له بسيف فقتله، فرفع إلى عمر، فقال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يقاد الوالد من ولده"، لقتلتك قبل أن تبرح.

99 -

حدثنا أسود بن عامر- قال حدثنا زهير عن سليمان الأعمش حدثنا إبراهيم عن عابس بن ربيعة قال: رأيت عمر نظر إلى الحجر فقال: أما والله لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبَّلتك، ثم قبَّله.

(97) إسناده صحيح، مؤمل: هو ابن إسماعيل العدوي، وهو ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما. حماد: هو ابن سلمة. شهر، بفتح الشين وسكون الهاء: هو ابن حوشب، وهو ثقة، تكلم فيه بعضهم بغير حجة.

(98)

إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإن مجاهد بن جبر ولد في خلافة عمر، فلم يسمع منه وروايته عنه مرسلة. جعفر: هو ابن زياد الأحمر. مطرف: هو ابن طريف. الحكم: هو ابن عتيبة.

وللحديث طرق أخرى. أنظر السنن الكبرى للبيهقى 8: 38 - 39 وتلخيص الحبير 336.

(99)

إسناده صحيح، زهير: هو ابن معاوية. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. عابس بن ربيعة: هو النخعي الكوفي، وهو تابعى مخضرم ثقة. والحديث له طرق كثيرة، رواه أصحاب الكتب الستة. انظر المنتقى 2536.

ص: 207

100 -

حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهريَّ قال: أخبرنا السائب بن يزيد ابن أخت نمرٍ أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله ابن السعديّ أخبره: أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالاً فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ قال: فقلت: بلى، فقال عمر: فما تريد إلى ذلك؟ قال: قلت: أفراساً وأعبداً وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقةً على المسلمين، فقال عمر: فلا تفعل، فإني قد كنت أردت الذي أردت، فكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرةً مالاً فقلت: أعطه أفقر إليه منى، قال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: خذه فتموله وتصدق به، فما جاءك من

هذا المال وأنت غير مشرفٍ، لا سائل فخذه، ومالا فلا تتبعه نفسك.

101 -

حدثنا سكن بن نافع الباهلي قال حدثنا صالح عن الزهريّ قال حدثني ربيعة بن درّاج: أن علي بن أبي طالب سبَّح بعد العصر ركعتين

(100) إسناده صحيح، قال الحافظ في التهذيب 3: 66 - 67 في ترجمة حويطب: "روى له الشيخان والنسائي حديثاً واحداً في العمالة، وهو الذي اجتمع في إسناده أربعة من الصحابة".

يريد هذا الحديث. والصحابة الأربعة: هم السائب وحويطب وعبد الله بن السعدي وعمر.

(101)

إسناده فقطع، وإن كان ظاهره الاتصال. فإن الزهري ولد بين سنة 50 وسنة 58 وربيع ابن دراج الجمحي قديم، من مسلمة الفتح، عاش إلى عهد عمر، وقيل قتل يوم الجمل، فكلمة "حدثني ربيعة بن دراج" في هذا الإسناد وهم، ولعله من صالح بن أبي الأخضر الراوي عن الزهري. فإن الحديث سيأتي مختصراً 106 من طريق معمر "عن الزهري عن ربيعة" وقد أطال الحافظ الكلام على هذا الحديث في الإصابة 2: 198 ورجح رواية أبي زرعة عن أبي صالح عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن ابن شهاب كتب إليه يذكر أن ابن محيريز أخبره عن ربيعة بن دراج " وفي رواية من طريق بشر بن عبد الله بن محيريز عن عم له قال: صليت خلف عمر، إلخ، فهذا العم هو ربيعة بن دراج. قال الحافظ:"فهذا الاختلاف على الزهري من أصحابه، وأرجحها رواية أبي صالَّح عن الليث". وانظر أيضاً =

ص: 208

في طريق مكة، فرآه عمر فتغيظ عليه، ثم قال: أما والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها.

102 -

حدثنا محمد بن يزيد حدثنا محمد بن إسحق قال حدثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن رجل من قريش من بنى سهم عن

= تعجيل المنفعة 127. صالح: هو ابن أبي الأخضر اليمامي. ثقة، وقد تكلموا فيه بأنه يخطيء، ولم يضعفوه بما يقدح في روايته. سكن بن نافع: هو من شيوخ أحمد ويكنى أبا الحسن، ذكره ابن الجوزي في كتاب مناقب أحمد في شيوخه، (ص 41). وقصر جداً الحافظ بن حجر في ترجمته في التعجيل فقال:"السكن بن نافع الباهلي، روى عن عمران بن حدير. روى عنه أبو خلاد المؤدب والحرث بن أبي أسامة، قال أبو حاتم الرازي: شيخ" ولم يقل غير هذا، مع أن أحمد يتحرى شيوخه، فلا يروي إلا عن الثقات منهم وانظر 110.

(102)

إسناده ضعيف، لانقطاعه بجهالة الرجل من قريش من بنى سهم. ولكن رواه أبو داود 3: 28 من طريق "حماد بن سلمة عن ابن إسحق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبى ماجدة" ثم قال أبو داود: "روى عبد الأعلى عن ابن إسحق، قال: ابن ماجدة رجل من بنى سهم" ثم رواه كذلك بإسناده، ثم رواه من طريق سلمة بن الفضل "حدثنا ابن إسحق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي ماجدة السهمي عن عمر". فهذه الروايات قد ترفع شبهة الانقطاع، ويكون صوابه "عن عبد الرحمن بن يعقوب عن رجل من قريش من بنى سهم يقال له ماجدة ". وماجدة هذا ترجم له في التهذيب في الكنى "أبو ماجد "217:12 وذكر أنه هو علي بن ماجدة كما تدل عليه الرواية الأخرى في أبي داود (في رواية اللؤلؤي لسنن أبي داود) ثم نقل عن ابن أبي حاتم عن أبيه قال: "علي بن ماجدة السهمى عن عمر: مرسل". ثم قال الحافظ: "فيحتمل أن يكون كنية على بن ماجدة أبا ماجدة، فتكون الروايتان

صحيحتين". وترجم له في "علي بن ماجد" 7: 375 وأشار إلى هذا الحديث وقال:"قال البخاري في تاريخه. قال لي إسحق. حدثنا محمد بن سلمة عن العلاء عن رجل من بني سهم عن علي بن ماجدة. سمع عمر، فذكره. قال: وقال لنا حجاج: حدثنا حماد بن سلمة عن ابن إسحق عن العلاء عن ابن ماجدة عن عمر، لم يصح إسناده. قال ابن حبان في =

ص: 209

رجل منهم يقال له ماجدة قال: عارَمْتُ غلاما بمكة فعض أذني فقطع منها، أوعضضت أذنه فقطعت منها، فلما قدم علينا أبو بكر حاجا رفعنا إليه، فقال انطلقوا بهما إلى عمر بن الخطاب، فإن كان الجارح بلغ أن يقتص منه فليقتص، قال فلما انتُهي بنا إلى عمر نظر إلينا، فقال: نعم قد بلغ هذا أن

يقتص منه، ادعو إلي حجامًا، فلما ذكر الحجام قالْ: أما إني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" قد أعطيت خالتي غلاماً وأنا أرجو أن يبارك الله لها فيه، وقد نهيتها أن تجعله حجّاماً أو قصّاباً أو صائغاً".

103 -

حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال وحدثني العلاء بن عبد الرحمن عن رجل من بني سهم عن ابن ماجدة السهمى أنه قال: حج علينا أبو بكر في خلافته، فذكر الحديث.

= الثقات: على بن ماجدة أبو ماجدة". وترجم له أيضا في التعجيل 381 - 382 وذكر الروايات ثم قال: "فأما من قال ابن ماجدة أو أبو ماجدة أو على بن ماجدة فالجمع بينها واضح، لأن من قال على بن ماجدة ذكر أباه- كذا، ولعله: اسمه- ومن قال ابن ماجدة أبهمه، ومن قال اُبو ماجدة كناه، لأنه ممن وافقت كنيته اسم أبيه، كما جزم به ابن حبان، ومن قال في روايته ماجدة فقد شذَّ، لإطباق أصحاب ابن إسحق على خلاف ما قال". فقد ظهر من كل هذا اضطراب هذا الإسناد وأنه لم يصح كما قال البخاري، وأن أبا حاتم غلط جداً إذ زعم أن رواية "علي بن ماجدة السهمى عن عمر" مرسلة، لأن الحديث هنا وعند أبي داود صريح في أنه كان غلاماً في خلافة أبي بكر، وأن عمر قضى بينه وبين خصمه، ولولا اضطراب الرواية في إسمه وفي انقطاعها بينه وبين العلاء بن عبد الرحمن لصح الحديث. والعلاء بن عبد الرحمن الحرقي: ثقة، وسيأتي 7211 قول عبد الله بن أحمد: "سألت أبي

عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه وسهيل عن أبيه؟ فقال: لم أسمع أحداً ذكر العلاء إلا بخير، وقدم أبا صالح على العلاء"، عارمت: خاصمت وفاتنت، من العُرام، بضم العين، وهو الشدة والقوة والشراسة.

(103)

هو مكرر ما قبله. حج علينا: أبي حج فقدم علينا، أو حج قادماً علينا.

ص: 210

104 -

حدثنا عبيدة بن حميد عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: خطب عمر الناس فقال: إن الله عز وجل رخص لنبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء، وإن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد مضى لسبيله، فأتموا الحج والعمرة، كما أمركم الله عز وجل، وحصنوا فروج هذه النساء.

105 -

حدثنا عبيدة بن حُميد حدثني عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيرقد الرجل إذا أجنب؟ قال: "نعم إذا توضأ".

106 -

حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا ابن المبارك قال حدثنا مَعْمَر عن الزهري عن ربيعة بن دَرَّاج: أن عليا صلى بعد العصر ركعتين، فتغيَّظ عليه عمر وقال: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عنها.

107 -

حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثنا شريح بن عُبيد قال: قال عمر بن الخطاب: خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش، قال: فقرأ ({إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ، وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ، قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ}

(104) إسناده صحيح، أبو سعيد: هو الخدري الصحابى.

(105)

إسناده صحيح، والحديث مختصر 94.

(106)

إسناده ضعيف لانقطاعه، سبق الكلام عليه في 101 وهو مختصر منه.

(107)

إسناده ضعيف لانقطاعه وستأتي لشريح رواية مرسلة عن علي أيضا بهذا الإسناد 896، شريح بن عبيد الحمصي: تابعي متأخر، لم يدرك عمر. في ح "ابن عبيدة" وهو خطأ.

صفوان: هو ابن عمرو بن هرم السكسكى، مات سنة 155، ووقع في التهذيب 4: 429 "سنة 100" وهو خطأ، صححناه من التاريخ الصغير للبخاري 179 والخلاصة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الحمصي. والحديث في تفسير ابن كثير 472:8 ومجمع الزوائد:62:9

ص: 211

قال: قلت: كاهن، قال:{وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ، تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ،وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ،لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ،ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ،فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} إلى آخر السورة، قال: فوقع الإسلام في قلبي كل موقع.

108 -

حدثنا أبو المغيرة وعصام بن خالد قالا حدثنا صفوان عن شِريحِ بن عبيد وراشد بن سعد وغيرهما قالوا: لما بلغ عمر بن الخطاب سَرْغ حدث أن بالشأم وباءً شديداً، قال: بلغني أن شدةَ الوباء في الشأم فقلت: إن أدركني أجلي وأبو عُبيدة بن الجراح حي استخلفته، فإن سألني اللهُ: لم استخلفته على أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ قلت: إنما سمعت رسولك صلى الله عليه وسلم

يقول: "إن لكل نبي أميناً وأميني أبو عُبيدة بن الجرّاح"، فأنكر القومُ ذلك، وقالوا: ما بال عُلْيَا قريش؟ يعنون بني فهْر، ثم قال: فإن أدركني أجلي وقد توفي أبو عبيدة استخلفتُ معاذ بن جَبل، فإن سألني ربي عز وجل: لم استخلفته؟ قلتُ سمعتُ رسولك صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه يُحشر يوم القيامة بين يَدَي العلماء نبذةً".

109 -

حدثنا أبو المغيرة حدثنا ابن عيَّاش قال حدثنى الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: وُلد لأخي أمّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلامٌ، فسَموْه الوليد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

(108) إسناده ضعيف، لانقطاعه، شريح: لم يدرك عمر، كما في الحديث السابق وكذلك راشد ابن سعد الحمصى: لم يدرك عمر، وانظر 1682، 1683 سرغ، بفتح السين والراء، وبسكون الراء أيضا: قرية بوادي تبوك من طريق الشأم.

(109)

إسناده ضعيف، لانقطاعه. سعيد بن المسيب لم يدرك عمر إلا صغيرا، فروايته عنه مرسلة إلارواية صرح فيهاْ أنه يذكر فيها يوم نعي عمر النعمان بن مقرن على المنبر. ثم إن ذكر عمر في الإسناد خطأ، لعله من ابن عياش، وهو إسماعيل بن عياش، قال الحافظ في القول المسدد 15: "وغاية ما ظهر في طريق إسماعيل بن عياش من العلة أن ذكر عمر فيه لم يتابع عليه،=

ص: 212

"سميتوه بأسماء فراعنتكم؟ ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد، لهو شرّ على هذه الأمةِ- من فرعونَ لقومه".

110 -

حدثنا بَهْزٌ حدثنا أَبَان عن قَتَادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال: شهد عندي رجالٌ مَرْضيُّون، منهم عمر، وأرضاهم عندي عمر: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لا صَلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، ولا صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس ".

111 -

حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثنا عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير عن الحرث بن معاوية الكندي: أنه ركب إلى عمر بن الخطاب يسأله عن ثلاث خلالٍ، قال: فقدم المدينة فسأله عمر: ما أقدمك؟ قال: لأسألك عن ثلاث خلال، قال: وما هن؟ قال: ربما كنت أنا والمرأة في بناء

= والظاهر أنه من رواية أم سلمة، لإطباق معمر والزبيدي عن الزهري وبشر بن بكر والوليد بن مسلم عن الأوزاعي على عدم ذكر عمر فيه". وهذا أيضا ليس بشيء لأبي لم أجد في الروايات التى ذكرها الحافظ أن ابن المسيب روى هذا الحديث عن أم سلمة، فإن كل الروايات عن ابن أم المسيب: "ولد لأخي أم سلمة" إلخ ليس فيها "عن أم سلمة". وهذا الحديث مما ادعى فيه بعض الحفاظ أنه موضوع، منهم الحافظ العراقي، وقد أطال الحافظ ابن حجر الرد عليه لإثبات أن له أصلا، في كتاب "القول المسدد" (ص 5 - 6 و 11 - 16) وفي كثير مما قال تكلف ومحاولة. والظاهر عندي ما قلت: أنه ضعيف لانقطاعه.

(110)

إسناده صحيح. بهز: هو ابن أسد العمي. أبان: هو ابن يزيد العطار. أبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. والحديث أخرجه أصحاب الكتب الستة أيضا. وانظر101، 106 وعون المعبود 1: 492 - 493 والسنن الكبرى للبيهقى 2: 451 - 452.

(111)

إسناده صحيح. الحرث بن معاوية الكندي: ذكره بعضهم في الصحابة، ورجح الحافظ أنه تابعي مخضرم، وترجم له في الإصابة1: 304 والتعجيل 79 - 80 وله ترجمة في التاريخ الكبير للبخاري 1/ 2/ 279.

ص: 213

ضيق فتحضر الصلاة، فإن صليتُ أنا وهي كانت بحذائي، وإن صلتْ خلفي خرجت من البناء؟ فقال عمر: تستر بينك وبينها بثوب ثم تصلي بحذائك إن شئت، وعن الركعتين بعد العصر؟ فقال: نهاَّنَي عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وعن القصَص فإنهم أرادوني على القصص؟ فقال: ما شئت، كأنه كره- أن يمنعه، قال: إنما أردت أن أنتهي إلى قولك؟ قال: أخشىِ عليك أن تقُص فترتفع عليهم في نفسك، ثم تقصَّ فترتفع، حتى يُخيَّل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريَّا، فيضعكَ الله تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك.

112 -

حدثنا بشرُ بن شُعيب بن أبي حمزة قال حدثني أبي عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر أخبره أن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم"، قال عمر: فوالله ما حلفتُ بها منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها، ولا تكلمتُ بها ذاكراً ولا آثراً.

113 -

حدثنا أبو اليَمَان حدثنا أبو بكر بن عبد الله عن راشد بن سعد عن عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليَمَان: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذ من الخيل والرقيق صدقة.

(112) إسناده صحيح. بشر بن شعيب: ثقة، تكلم بعضهم في سماعه من أبيه، ولكنه صرح بالسماع منه هنا وفيما سيأتي مرارا، مثل 11860، 13385، 13386 زعم بعضهم أن أحمد امتنع عن الحديث عنه، مع أن حديثه ثابت في المسند كما ترى. "لا ذاكرا ولا آثرا" أي ما تكلمت بها مبتدئا من نفسي ولا رويت عن أحد أنه حلف بها، "والآثر" المخبر عن غيره.

(113)

إسناده ضعيف، لانقطاعه، راشد بن سعد: لم يدرك عمر، ولأن أبا بكر بن عبد الله بن أبي مريم ضعيف لاختلاطه وسوء حفظه. وانظر 82.

ص: 214

114 -

حدثنا علي بن إسحق أنبأنا عبد الله، يعني ابن المبارك، أنبأنا محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مَقامي فيكم فقال" استوصوا بأصحابي خيرًا، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب، حتى إن الرجل ليبتديء بالشهادة قبل أن يسئلها. فمن أراد منكم بحْبَحَة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، لا يخلونّ أحدكم بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما، ومن سرَّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن"

115 -

حدثنا أبو اليمان حدثنا أبو بكر عن حَكيم بن عمير وضَمرة بن حبيب قالا: قال عمر بن الخطاب: من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هَدْي عمرو بن الأسود.

(114) إسناده صحيح. وعلقه البخاري في التاريخ الكبير 1/ 1/ 102من طريق ابن المبارك، ثم قال:"وقال لنا عبد الله بن صالح: حدثنى الليث قال: حدثني يزيد بن الهاد عن ابن دينار عن ابن شهاب: أن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وقال بعضهم عن ابن دينار عن أبي صالح. وحديث ابن الهاد أصح، وهو مرسل، إرساله أصح". وهذا تعليل من البخاري للحديث بعلة غير قادحة، فإن محمد بن سوقة ثقة ثبت مرضي، وقد وصل الحديث، فإرسال من أرسله لا يضر. وانظر 177 والرسالة للشافعي بتحقيقي وشرحي برقم 1315 وقد خرجنا الحديث هناك. "البحبحة" بموحدتين مفتوحتين وحاءين مهملتين الأولى ساكنة والثانية مفتوحة: التمكن في المقام والحلول.

(115)

إسناده ضعيف، لانقطاعه، ضمرة بن حبيب: ثقة، ولكنه لم يدرك عمر. حكيم بن عمير: ثقة أيضا ولكنه لم يدرك عمر. أبو بكر: هو ابن عبد الله بن أبي مريم، وهو ضعيف كما مضى 113. عمرو بن الأسود: هو عمرو بن الأسود العنسى أبو عياض، تابعي قديم، الظاهر أنه مخضرم، ويقال اسمه "عمير" له ترجمة في الإصابة 5: 122 والتهذيب 8: 4 - 6 وأشار الحافظ في الموضعين إلى هذا الأثر.

ص: 215

116 -

حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال حدثنا زائدة حدثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال عمر: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركب، فقال رجل: لا وأبي، فقال رجل:"لا تحلفوا بآبائكم"، فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

117 -

حدثنا عصام بن خالد وأبو اليمان قالا: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا هريرة قال: لا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله الله، فمن قال لا إله الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله تعالى"، قال أبو بكر: والله لأقاتلن، قال أبو اليمان: لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها، قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله عز وجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق.

118 -

حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي حدثنا عمرو بن شعيب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(116) إسناده صحيح. زائدة: هو ابن قدامة الثقفي. سماك: هو ابن حرب، وهو ثقة، وما تكلم به فيه بعضهم غير قادح. وانظر 112.

(117)

إسناده صحيح. عصام بن خالد: هو الحضرمي الحمصي. وأثبت في ح "عاصم" وهو خطأ. والحديث مطول 67. (العناق) بفتح العين: هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم سنة.

(118)

إسناده ضعيف، لانقطاعه، عمرو بن شعيب: ثقة، ولكنه لم يدرك جد أبيه "عبد الله بن عمرو" وهو يروي عن أبيه "شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو" عن جده أبي جد أبيه "عبد الله بن عمرو" ومتن الحديث صحيح ورد من طرق أخرى ثابتة، انظر 110.

ص: 216

قال "لا صلاة بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغيب الشمس".

119 -

حدثنا الحكم بن نافع حدثنا ابن عياش عن أبي سبأ عتبة ابن تميم عن الوليد بن عامر اليزني عن عروة بن مغيث الأنصاري عن عمر ابن الخطاب قال: قضى النبى صلى الله عليه وسلم أن صاحب الدابة أحق بصدرها.

120 -

حدثنا أبو اليمِان الحكم بن نافع حد ثنا أبو بكر بن عبد الله عن راشد بن سعد عن حمرةَ بن عبد كَلال قال: سار عمر بن الخطاب إلى الشأم بعد مسيره الأول كان إليها، حتى إذا شارفها، بلغه ومن معه أن الطاعون فاشٍ فيها، فقال له أصحابه: ارجع ولا تَقَحَّم عليه، فلو نزلتها وهو

(119) إسناده صحيح. أبوسبأ- بفتحتين- عتبة بن تميم التنوخي، والوليد بن عامر اليزني: ذكرهما ابن حبان في الثقات. عروة بن معتب: نقل الحافظ في الإصابة 4: 239 والتعجيل 286 أن بعضهم ذكره في الصحابة، منهم البخاري في التاريخ، ولكني لم أجده في تاريخي البخاري: الكبير والصغير. وذكر أيضا أن الرواة اختلفوا في هذا الحديث على إسماعيل بن عياش، فبعضهم جعله من حديث عروة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضهم جعله من حديث عروة عن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما هنا، وهذه زيادة من ثقة فتقبل، ويصح الإسناد لاتصاله ورفع شبهة الإرسال. "معتب" بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد التاء المثناة المكسورة وآخره باء موحدة، ويقال أيضا بسكون العين وكسر التاء مخففة، وحكى فيه الخطيب وابن ماكولا قولا آخر أنه "مغيث" بكسر الغين المعجمة وبالياء التحتية وآخره ثاء مثلثة، وهذا هو الثابت في نسخ المسند وانظر مجمع الزوائد 107:8.

(120)

إسناده ضعيف، لضعف أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، حمرة: بضم الحاء وبالراء المهملة، وذكر الحافظ في التعجيل 103 أن ابن حبان ذكره في الثقات "فيمن اسمه حمزة بفتح أوله وبالزاي، فصحف، وضبطه المحققون بضم أوله وبالراء المهملة، وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة. وقال "صحب عمر". وترجم له أيضا في المخضرمين من الإصابة 2: 65 ونقل عن ابن يونس أنه قال: "شهد فتح مصر" وترجم له أيضا في لسان الميزان 2: 359 - 360 وأشار إلى هذا الحديث من طريق آخر ثم قال: "ورواه أبو اليمان عن=

ص: 217

بها لم نر لك الشخوص عنها فانصرف راجعا إلى المدينة، فَعَرَّسَ من ليلته تِلك وأنا أقرب القوم منه، فلما انبعث انبعثت معه في أثره فسمعته يقول: ردوني عن الشأم بعد أن شارفت عليه لأن الطاعون فيه، ألا وما منصرفي عنه مؤخر في أجلي، وما كان قدوميه معجلي عن أجلي، ألا ولو قدمت المدينة

ففرغت من حاجات لا بد لي منها لقد سرت حتى أدخل الشأم ثم أنزل حمص، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ليبعثن الله منها يوم القيامة سبعين ألفا لا حساب ولا عذاب عليهم، مبعثهم فيما بين الزيتون وحائطها في الَبْرث الأحمر منها".

121 -

حدثنا عبد الله بن يزيد أخبرنا حَيْوة أخبرنا أبو عَقيل عن ابن عمه عن عقبة بن عامر: أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يحدث أصحابه، فقال "من قام إذا استقلت الشمس فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين غفر له خطاياه فكان كما ولدته أمه" قال عقبة بن عامر: فقلت: الحمد لله الذيْ رزقني أن أسمع هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي عمر بن الخطاب وكان تجاهي جالسا: أتعجب من هذا؟ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجب من هذا قبل أن تأتي، فقلت: وما ذاك بأبي أنت وأمي؟ فقال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من توضأ فأحسن

= أبي بكر، وليس في حديثه سمعت عمر، بل قال: عن عمر". وهذا خطأ ظاهر من الحافظ.

لعله لم ير الحديث في المسند، فإنه هنا صريح في سماعه من عمر، ولكن العلة ضعف أبي بكر بن أبى مريم وانظر مجمع الزوائد 10: 61 "البرث" بفتح الباء وسكون الراء: الأرض اللينة، قال ابن الأثير:"يريد بها أرضا قريبة من حمص، قتل بها جماعة من الشهداء والصالحين".

(121)

إسناده ضعيف، لجهالة ابن عم أبي عقيل. حيوة: هو ابن شريح. أبو عقيل: هو زهرة بن معبد بن عبد الله بن هشام التيمي، وهو ثقة: والحديث في أصله صحيح، رواه مسلم 1: 82 - 83 وأبو داود1: 65 - 66 من طريق معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس =

ص: 218

الوضوء ثم رفع نظره إلى السماء فقال: أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء".

122 -

حدثنا سليمان بن داود، يعني أبا داود الطيالسي، قال حدثنا أبو عَوَانة في داود الأودي عن عبد الرحمن المسْلي عن الأشعث بن قيس قال: ضفْتُ عمر فتناول امرأته فضربها، وقال: يا أشعث، احفظ عني ثلاثا حفظتهَن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تسأل الرجل فيم ضرب امرأته، ولا تنم إلا على وتر، ونسيت الثالثة".

123 -

حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا يزيد، يعني الرِشْك عن معاذة عن أم عمرو ابنة عبد الله أنها سمعت عبد الله بن الزبير يقولَ: سمعت عمر بن الخطاب يقول في خطبته: أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من يلبس الحرير في الدنيا فلا يكساه في الآخرة".

الخولاني، ومن طريق معاوية أيضا عن أبي عثمان عن جبير بن نفير، كلاهما عن عقبة بن عامر. ثم رواه أبو داود عن الحسين بن عيسى عن عبد الله بن يزيد المقرئ بإسناده هنا نحوه. وفي مجمع الزوائد 2: 250 - 251 حديث نحو هذا عن مالك بن قيس عن عقبة، وقال:"رواه أبو يعلى، ومالك بن قيس: لم أجد من ذكره ". وانظر ما مضى 97. وسيأتي مختصرا في مسند عقبة بن عامر 4: 150 - 151 ح.

(122)

إسناده ضعيف، داود بن يزيد الأودي: ليس بقوي، يتكلمون فيه. عبد الرحمن المسلي: شبه المجهول، ذكر الحافظ في التهذيب 6: 304 أنه ليس له في أبي داود والنسائي وابن ماجه إلا هذا الحديث، وقال: "صححه الحاكم، وأما أبو الفتح الأزدي فذكر عبد الرحمن هذا في الضعفاء وقال: فيه نظر، وأورد له هذا الحديث. المسلي، بضم الميم وسكون السين: نسبة إلى بني مسلية، وهى قبيلة من كنانة أو من مذحج. والحديث في مسند الطيالسي ص 10.

(123)

إسناده صحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. يزيد الرشك. هو يزيد =

ص: 219

124 -

حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال: أخبرني عمر بن الخطاب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "ليسيرن الراكب في جنبات المدينة ثم ليقول: لقد كان في هذِا حاضر من المؤمنِين كثير"[قال عبد الله] قال أبي أحمد بن حنبل: ولم يجُزْ به حسن الأشْيب

جابراً.

125 -

حدثنا هرون حدثنا ابن وهب حدثني عمرو بن الحرث أن عمر بن السائب حدثه أن القاسم بن أبي القاسم السَّبَئي حدثه عن قاص الأجناد بالقسطنطينية أنه سمعه يحدث أن عمر بن الخطاب قال: يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدن على مائدة يدار عليها بالخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بإزار، ومن كانت تؤمن بالله واليوم الآخر فلا تدخل الحمام".

ابن أبي يزيد الضبعى، و"الرشك" بكسر الراء وسكون الشين المعجمة، وهي لقبه. كلمة فارسية، معناها: الكبير اللحية. معاذة: هي بنت عبد الله العدوية العابدة. أم عمرو: هي بنت عبد الله بن الزبير، روت هذا الحديث عن أبيها.

(124)

إسناده صحيح. يحيى بن إسحق: هو السيلحيني. وقول عبد الله عن أبيه "لم يجز به حسن الأشيب جابرا" يريد أن حسن بن موسي الأشيب، شيخ أحمد، روى هذا الحديث عن ابن لهيعة، فجعله من حديث جابر عن النبى صلى الله عليه وسلم، لم يذكر فيه عمر بن الخطاب، فيكون مرسل صحابي، ورواية حسن الأشيب ستأتي في مسند جابر 14731.

(125)

إسناده ضعيف، لجهالة قاص القسطنطنية وهو مجهول لم أعرفه، وقد سماه في التعجيل عبد الله بن يزيد قاص الأجناد بالقسطنطينية ثم قال لا أعرفه- وهذا كلام الحسيني، ثم تعقبه الحافظ فقال إنه لم يقع في المسند مسمى ولكنه وقع مسمى "عبد الله بن يزيد قاص مسلمة بالقسطنطينية6/ 27في ط الحلبي. ولكنه مع هذا يظل مجهولا. والقاسم بن أبي القاسم: ثقة. وعمر بن السائب بن أبي راشد المصري: ثقة. "السبئي" بفتح المهملة والموحدة بعدهما همزة بغير مد. كما نص عليه الحافظ في التعجيل 340. وانظر مجمع الزائد 1: 277 وما سيأتى 8258، 14704.

ص: 220

126 -

حدثنا أبو سَلَمة الخزاعي أنبأنا ليث، ويونس حدثنا ليث، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان ابن عبد الله، يعني ابن سراقة، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة، ومن جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت"، قال: قال يونس: أويرجع، "ومن بنى لله مسجدا يذكر فيه اسم الله تعالى بنى الله له به بيتا في الجنة".

127 -

حدثنا عفَّان حدثنا أبو عَوانة عن سليمان الأعمش عن شَقيق عن سَلْمانَ بن ربيعة قال: سمعت عمر يقول: قَسَمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة، فقلت: يا رسول الله، لَغَيْرُ هؤلاء أحق منهم، أهل الصُّفَّة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم تُخيروني بين أن تسألوني بالفُحْشِ وبَيْنَ أن تُبَخِلوني، ولستُ بباخلٍ".

(126) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عثمان بن عبد الله بن سراقة: هو عثمان بن عبد الله بن عبد الله

ابن سراقة، كما في ابن سعد 5:181. وهو ابن زينب بنت عمر بن الخطاب، وكانت أصغر ولد عمر، ولم يدرك عثمان جده. وقد أشار الحافظ في التهذيب 7:.13 إلى هذا الحديث، وكاد يميل إلى أنه موصول، ولكن في هذا تكلف كثير. والحديث رواه ابن ماجة 2: 89 من طريق يونس عن الليث. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة الحافظ البغدادي. يونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي الحافظ. ليث: هو ابن سعد."حتى يستقل" أبي حتى يذهب ويحتمل ويرحل.

(127)

إسناده صحيح، شقيق: هو أبو وائل شقيق بن سلمة. سلمان بن ربيعة: هو سلمان الخيل، لأنه كان يلي الخيول في زمن عمر، وهو من كبار التابعين، ويقال أنه له صحبة.

والحديث رواه مسلم 1: 287 من طريق جرير عن الأعمش. وفي ح "إنكم تخيروني أنكم تسألوني بالفحش" وهو خطأ ظاهر، صححناه من ك هـ. وبحاشية ك نسخة "إنهم يخيروني بين أن يسألوني بالفحش وبين أن يبخلوني".

ص: 221

128 -

حدثنا عفان حدثنا خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عاصم ابن عبيد الله عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الحدَث توضأ ومسح على الخفين.

129 -

حدثنا عفان حدثنا حمّاد بن سَلَمة عن علي بن زيد عن أبي رافع: أن عمر بن الخطاب كان مستندًا إلى العباس وعنده ابن عمر وسعيد بن زيد، فقال: اعلموا أني لم أَقُل في الكلالة شيئاً، ولم أستخلف من بعدي أحداً، وأنه من أدرك وفاتي من سبي العرب فهو حر من مال الله عز وجل، فقال سعيد بن زيد: أما إنك لو أشرت برجل من المسلمين لائْتَمنَك الناس، وقد فعل ذلك أبو بكر وائتمنه الناس، فقال عمر: قد رأيت من أصحابي حرصاً سيئاً. وإني جاعل هذا الأمر إلى هؤلاء النفر الستة الذين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، ثم قال عمر: لو أدركني أحد رجلين ثم جعلت هذا الأمر إليه لوَثقت به: سالمٌ مولى أبي حذيفة، وأبو عبيدة بن الجراح.

130 -

حدثنا عفان حدثنا همَّام حدثنا قتادة حدثني أبو العالية عن ابن عباس قال: شهد عندي رجال مرضيُّون فيهم عمر، وأرضاهم عندي عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس".

(128) إسناده ضعيف، عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب: ضعيف وانظر88.

(129)

إسناده صحيح. على بن زيد: هو ابن جدعان. أبو رافع: هو نفيع بن رافع الصائغ، تابعي كبير أدرك الجاهلية. وانظر 89.

(130)

إسناده صحيح. وهو مكرر 110 وانظر 111، 118.

ص: 222

131 -

حدثنا عفان حدثنا وُهَيب حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس: أن عمر بن الخطاب أكبَّ على الركن فقال: إني لأعلم أنك حجرٌ، ولو لم أر حبيبي صلى الله عليه وسلم قبَّلك أو استلمكَ ما استلمتُك ولا قبَّلتُك، لقدكان لكم في رسول الله أسوة حسنة.

132 -

حدثنا عفان حدثنا حماد أنبأنا عمار بن أبى عمار أن عمر ابن الخطاب قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في يد رجل خاتماً من ذهب، فقال:"ألق ذا، فألقاه، فتختم بخاتَم من حديد، فقال: ذا شرٌ منه، فتختم بخاتم من فضة، فسكت عنه".

133 -

حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة حدثنا عاصم، وحُسين ابن علي عن زائدة عن عاصم عن زِر عن عبد الله قال: لما قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار: منّا أمير، ومنكم أميرٌ، فأتاهم عمر فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمَرَ أبا بكر أن يؤمَّ الناس؟ فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدمَ أبا بكر.

134 -

حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لَهيعة عن أبي الزبير عنِ جابر: أن عمر بن الخطاب أخبره أنه رأى رجلا توضأ للصلاة فتركَ موضع

(131) إسناده صحيح. عبد الله بن عثمان بن خثيم: ثقة. وفي ح "عبد الله حدثنا عثمان بن خثيم" وهو خطأ. وانظر 99.

(132)

إسناده ضعيف، لانقطاعه. عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم: ثقة، ولكنه متأخر، يروي عن إبن عباس وأبي هريرة وغيرهما، ولم يدرك عمر. وانظر ما يأتي 6518، 6680،

(133)

إسناده صحيح. حسين بن على: هو الجعفي شيخ أحمد، يروي أحمد هذا الحديث عنه وعن معاوية بن عمرو، كلاهما عن زائدة، وهو ابن قدامة. عاصم: هو ابن أبى النجود، بفتح النون وضم الجيم. زر: هو ابن حبيش، بالتصغير. عبد الله هو ابن مسعود.

(134)

إسناده صحيح. ورواه مسلم1: 85 من طريق معقل عن أبي الزبير.

ص: 223

ظُفْرٍ على ظهر قدمه، فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"ارجِعْ فأحْسنْ وضوءك، فرجع فتوضأ ثم صلى".

135 -

حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا الهيَثْم بن رافع الطاطريّ، بصريّ، حدثني أبو يحيى رجل من أهل مكة. عن فَرُّوخ مولى عثمان: أن عمر وهو يومئذ أمير المؤمنين خرجِ إلى المسجد فرأى طعاماً منثورًا فقال، ما هذا الطعام؟ فقالوا: طعامٌ جلب إلينا، قال بارك الله فيه وفيمن جلبه، قيل: يا أمير المؤمنين، فإنه قد احتكر، قال: ومَن احتكره؟ قالوا: فَرُّوخ مولى عثمان وفلان مولى عمر، فأرسل إليهما فدعاهما، فقال: ما حملكما على احتكار طعام المسلمين؟ قالا: يا أمير المؤمنين، نشتري بأموالنا ونبيع، فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من احتكر على المسلمين

طعامهم ضربه الله بالإفلاس أو بجذُام"، فقال فرّوخ عندَ ذلك: يا أمير المؤمنين، أعاهدُ الله وأعاهدكَ أن لا أعود في طعام أبداً، وأما مولى عمر فقال: إنما نشتري بأموالنا ونبيع، قال أبو يحيى: فلقد رأيتُ مولى عمر مجذوماً.

136 -

حدثنا أبو اليَمَان أنبأنا شعيب عن الزهري حدثنا سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: سمعت عمر يقول: كان النبى صلى الله عليه وسلم: يعطيني العطاء فأقول: أعطه أفقرَ إليه منى، حتى أعطاني مرةً مالاً، فقلت: أعطه أفقر

(135) إسناده صحيح، الهيثم بن رافع الطاطري: ثقة، وثقه ابن معين وغيره، و "الطاطري" بطاءين مفتوحتين، وفى الأنساب للسمعاني أن هذه النسبة بمصر والشأم تطلق على من يبيع الكرابيس والثياب البيض. أبو يحيى المكي، وفروخ مولى عثمان: ذكرهما ابن حبان في الثقات. والحديث رواه ابن ماجة 2: 5 مختصراً من طريق أبي بكر الحنفى عن الهيثم قال شارحه السندي: "وفى الزوائد: إسناده صحيح ورجاله موثقون". وأشار إليه البخاري في التاريخ الكبير4/ 2/ 216 - 217 فذكره بإسناده عن إسحق عن الإمام أحمد. وليس لإنكار الذهبى هذا الحديث وجه، انظر الميزان 3: 263، 387 وانظر ما يأتي4880.

(136)

إسناده صحيح، وانظر 100.

ص: 224

إليه مني، فقال النبى صلى الله عليه وسلم:" خذه فتموَّلْه وتصدَّقْ به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرِفٍ ولا سائل فخذه، وما لا فلا تُتْبعْهُ نفسَك".

137 -

حدثنا هرون حدثنا ابنُ وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه- قال: سمعتُ عمر يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعَطيني العطاء، فذكر معناه.

138 -

حدثنا حَجَّاج حدثنا ليثٌ حدثني بُكَيرٌ عن عبد الملكِ بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب قال: هَشَشْت يوماً فقبَّلتُ وأنا صائم، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: صنعتُ اليومَ أمراً عظيماً فقبَّلتُ وأنا صائم، فقِال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أرأيتَ لو تمضمضتَ بماء وأنتَ صائم؟ " قلت: لا بأس بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ففيمَ؟ "

139 -

حدثنا يونس بن محمد حدثنا داود، يعني ابنَ أبي الفرات،

(137) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

(138)

إسناده صحيح، حجاج: هو ابن محمد المصيصي. ليث: هو ابن سعد. بكير: هو ابن عبد الله بن الأشج. عبد الملك: هو عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري، تابعي ثقة.

والحديث أخرجه أيضاً أبو داود والنسائي، والحاكم في المستدرك 1: 431 صححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبى. وفي نيل الأوطار 287:4: "أخرجه النسائي وقال إنه منكر، وقال أبو بكر البزار لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه. وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم"، وما أدري ما وجه النكارة فيه؟ ولذلك نقل الذهبي في الميزان 149:2 كلام النسائي ثم قال: "رواه بكير بن الأشج، وهو مأمون، عن عبد الملك، وقد روى عنه غير واحد، فلا أدري ممن هذا؟ ".

(139)

إسناده صحيح، أبو الأسود: هو الدؤلي. داود بن أبي الفرات: هو الكندي المروزي أبو عمر، نزل البصرة. وثقه ابن معين وأبو داود، ومات مع حماد بن سلمة في عام، وهو دواد ابن عمرو بن أبى الفرات، قاله الذهبي في الميزان 324:1، وفرق بينه وبين "داود ابن الفرات" الأشجعي المدني، ذاك "داود بن بكر بن أبي الفرات" وفات هذا الفرق الحافظ بن=

ص: 225

عن عبد الله بن بُريَدة عن أبي الأسود أنه قال: أتيتُ المدينةَ، فوافيتُها وقد وقع فيها مرض، فهم يموتون موتاً ذريعاً، فجلست إلى عمر بِن الخطاب، فمرت به جنازة، فأُثني على صاحبها خيرٌ، فقال عمر: وجبتْ، ثم مرَّ بأخرى، فأثني على صاحبها خير، فقال عمر: وجبت، ثم مرّ بالثالثة فأثني عليها شر، فقال عمر: وجبت، فقال أبو الأسود: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُّيما مسلم شهد له أربعةٌ بخير أدخله الله الجنة"، قال: فقلنا: وثلاثة؟ قال: فقال: "وثلاثة"،، قال: قلنا: واثنان، قال:"واثنان"، قال ثم لم نسأله عن الواحد.

140 -

حدثنا أبو سعيد حدثنا ابن لهُيعة حدثنا بُكير عن سعيد بن المسيب عن عمر قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، والفتحَ في رمضان، فأفطرنا فيهما.

141 -

حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا المثنَّي بن عوِف العَنَزِيّ، بصريّ، قال أنبأنا الغَضْبَان بن حنظلة: أن أباه حنظلة بن نعيم وفَدَ

= حجر، فلم يترجم لداود الكندي في التعجيل. عبد الله بن بريدة: هو ابن الحصيب الأسلمي، وهو ثقة.

(140)

إسناده ضعيف، لانقطاعه. سعيد بن المسيب لم يدرك أن يسمع من عمر، كما مضى في 109.

(141)

إسناده صحيح، المثنى بن عوف العنزي: وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس به بأس. وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/419 ولم يذكر فيه جرحاً. الغضبان بن حنظلة: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري أيضاً4/ 1/ 107 - 108. أبو حنظلة بن نعيم: تابعى قديم له إدراك، وثقه ابن حبان. وأشار الحافظ في الإصابة 2: 66 إلى أن هذا الحديث رواه أيضاً- الدولابي في الكنى من طريق أبي عاصم "حدثنا عمي غضبان بن حنظلة بن نعيم عن أبيه قال: كنت فيمن وفد إلى عمر" إلخ، فهذا وصل للإسناد: لولاه لكان ظاهر الإسناد الذي هنا منقطعاً. وأبو عاصم: هو الغنوي، يروي عن أبي الطفيل، ويروي عنه حماد=

ص: 226

إلى عمر، فكان عمر إذا مرّ به إنسان من الوفد سأله: ممن هو؟ حتى مرّ به أبي، فسأله: ممن أنت؟ فقال: من عَنَزَة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حيّ من ههنا مبغي عليهم منصورون".

142 -

حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا يزيدُ بن أبي حبيب عن مَعْمر: أنه سأل سعيد بن المسيب عن الصيام في السفر؟ فحدثه عن عمر بن الخطاب أنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوتين في شهر رمضان: يوم بدر ويوم الفتح، فأفطرنا فيهما.

143 -

حدثنا أبو سعيد حدثنا دَيْلم بن غزْوان، عبدي، حدثنا ميمون الكُرْدِيِّ حدثني أبو عثمان عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن أخْوَف ما أخاف على أمتما كلُّ منافقٍ عليمِ اللسان".

144 -

حدثنا أبو سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد حدثنا صالح ابن محمد بن زائدة عن سالم بن عبد الله: أنه كان مع مَسلَمة بن عبد الملك في أرض الروم، فوُجد في متاع رجل غلول، فسأل سالم بن عبد الله. فقال: حدثنى عبد الله عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من وجدتم فى متاعه غلولا فأحرقوه"، قال: وأحْسبه قال: واضربوه، قال: فأَخرج متاعه فى السوق قال: فوجد فيه مصحفاً، فسأل سالماً؟ فقال: بعه وتصدق بثمنه.

= ابن سلمة ومحمد بن الحسن العنبري، قال ابن معين: ثقة، وله ترجمة في التهذيب والميزان. وانظر مجمع الزوائد 10:51.

(142)

إسناده ضعيف-، لانقطاعه. وهو مطول 140.

(143)

إسناده صحيح، أبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن ملَّ. ميمون الكردي: وثقة أبو داود وابن حبان وغيرهما. ديلم بن غزوان: وثقه ابن معين وابن حبان وغيرهما. في ح "ويلم"، بالواو، وهو خطأ، صوابه "ديلم" بالدال وسيأتى الحديث 310.

(144)

إسناده ضعيف، صالح بن محمد بن زائدة: هو أبو واقد الليثي الصغير، قال البخاري.

"منكر الحديث، تركه سليمان بن حرب، روى عن سالم عن أبيه عن عمر رفعه: من =

ص: 227

145 -

حدثنا أبو سعيد وحسين بن محمد قالا حدثنا إسرائيل عن أبى إسحق عن عمرو بن ميمون عن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يتعَّوذ من خمسٍ: من البخل، والجبن، وفتنة الصدر، وعذاب القبرْ، وسُوء العَمَل.

146 -

حدثنا أبوسعيد حدثنا ابن لَهيعة قال: سمعتُ عَطَاء بن دينار عن أبي يزيد الخوْلاني أنه سمع فَضَالة بن عُبيد يقول: سمعتُ عمر ابن الخطاب أنه سمع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الشهداء ثلاثةِ: رجل مؤمن جيّد الإيمان لقي العدِوَّ فصدق الله حتى قُتل، فذلك الذي يَرفع إليه الناسُ

أعناقَهم يوم القيامة، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسَه حتى وقعت قلنسوته، أو قلنسوة عمر، ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدوَّ فكأنما يُضرب جلده بشوك الطَّلْح أتاه سهم غرب فَقَتَله، هو في الدرجة الثانية، وِرجل مؤمن جيد الإيمان خَلَط عملا صالحاً وآخر سيئاً، لقي العدوَّ فصدقَ الله حتى قُتل: فذلك في الدرجة الثالثة".

= وجدتموه قد غل فأحرقوا متاعه، لا يتابع عليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: صلوا على صاحبكم.

ولم يحرق متاعه. عامة أصحابنا يحتجون بهذا الحديث في الغلول، وهو حديث باطل ليس له أصل، وصالح هنا لا يعتمد عليم". والحديث رواه أبو داود 3: 21 والحاكم في المستدرك 2: 127 - 128 وصححه ووافقه الذهبي. عبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي.

(145)

إسناده صحيح، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحق السبيعي، يروي عن جده أبي إسحق. وسيأتي تفسير "فتنة الصدر" في 388.

(146)

إسناده حسن، عطاء بن دينار المصري الهذلي: ثقة، وقال البخاري: ليس به بأس، وقال ابن يونس: مستقيم الحديث ثقة معروف بمصر. أبو يزيد الخولانى المصري الكبير: قال الذهبى: لا يعرف. فضالة بن عبيد: صحابي شهد أُحداً وما بعدها. والحديث رواه الترمذي (3: 8 - 9 تحفة الأحوذي) عن قتيبة عن ابن لهيعة، وقال:"حديث حسن غريب" وأشار إليه البخاري في كتاب الكنى برقم 783. قوله "قلنسوته أو قلنسوة عمر" الذىِ في الترمذي.

"حتى وقعت قلنسوته، فلا أدري: قلنسوة عمر أراد أم قلنسوة النبي صلى الله عليه وسلم"، وهو أوضح. وانظر ما يأتى 150.

ص: 228

147 -

حدثنا أبو سعيد حدثنا عبد الله بن لَهيعة حدثنا عَمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده عن عمر أن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقاد والد من ولد"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "يرث المالَ من يرث الوَلاء".

148 -

حدثنا حسن حدثنا ابن لَهيعة حدثنا عَمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يقاد لولدٍ من والده".

149 -

حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا الضحَّاك بن شُرَحْبِيل

(147) إسناده صحيح، عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص: ثقة، وإنما تكلموا في روايته عن أبيه عن جده، حتى تأول بعضهم أن "جده" في مثل هذا هو محمد ابن عبد الله بن عمرو! وهو خطأ، فإن المراد "عن جد أبيه" يعنى عبد الله بن عمرو، فإن محمداً مات وترك ابنه شعيباً صغيراً فرباه جده عبد الله بن عمرو، حتى لقد كان يدعوه أباه، ففى السنن الكبرى للبيهقى 92:5 - 93: "عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال: كنت أطوف مع أبي عبد الله بن عمرو بن العاص" فسماه أباه، وهو أبوه الأعلى، وهذا شيء جائز معروف. والصحيح أن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو موصولة، قال ابن عبد البر في التقصي 254 - 255:"حديث عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده: مقبول عند أكثر أهل العلم بالنقل". ثم روي بإسناده عن على بن المدينى قال: "سمع عمرو بن شعيب من أبيه، وسمع أبوه من عبد الله بن عمرو بن العاص". وقد ذكرت الأدلة مفصلة

على صحة ذلك في شرحي على الترمذي 140:2 - 144. وقد صرح شعيب في الإسناد الذي بعد هذا بأنه "عن عبد الله بن عمرو". ومتن هذا الحديث في الحقيقة حديثان: في قود الوالد بولده، والثاني في ميراث الولاء. فالأول رواه أيضاً الترمذي 2: 307 من طريق حجاج ابن أرطاة عن عمرو بن شعيب بإسناده، وذكر أنه روي أيضاً عن عمرو بن شعيب مرسلا، وقال:"وهذا حديث فيه اضطراب". وكذلك رواه ابن ماجة 2: 76 من طريق حجاج. والثاني رواه الترمذي 3: 186 من طريق ابن لهيعة بإسناده، وقال:"هذا حديث ليس إسناده بالقوي".

يريد لأن فيه ابن لهيعة. وانظر مجمع الزوائد 6: 288 و 4: 231. وانظر أيضاً ما مضى98 وما يأتى 346.

(148)

إسناده صحيح، وهو بعض الحديث قبله.

(149)

إسناده صحيح، الضحاك بن شرحبيل الغافقي المصري: قال أبو زرعة: لا بأس به صدوق.=

ص: 229

عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب أنه قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مرةً مرة.

150 -

حدثنا يحيى بن إسحق أنبأنا ابن لَهيعة عن عطاء بن دينار عن أبي يزيد الخَولاني قال: سمعتُ فَضَالة بن عبيد يقول: سمعت عمر ابن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الشهداء أربعة: رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله فَقُتلُ، فذلك الذي يَنْظر الناس إليه هكذا، ورفع رأسَه حتى سقطت قلنسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أِوقلنسوُة عمر، والثاني رجل مؤمن لقي العدو فكأنما يُضرب ظهره بشَوك الطلح، جاءه سهم غربٌ فقتله، فذاك في الدرجة الثانية، والثالث رجل مؤمن خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً ولقي العدو فصدَقَ الله عز وجل حتى قُتل، قال: فذاك في الدرجة الثالثة، والرابع رجل مؤمن أسرف على نفسه إصرافاً كثيراً، لقي

العدوَّ فصدقَ الله حتى قتل، فذلك في الدرجة الرابعة.

151 -

حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رِشْدِينُ بن سعد حدثنى أبو عبد الله الغافقيّ عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه توضأ عامَ تبوكَ واحدةً واحدةً.

152 -

حدثنا حسن حدثنا ابن لَهيعة حدثنا أبو الزبير عن جابر أن

= وذكره ابن حبان في الثقات، أسلم والد زيد: هو مولى عمر، من كبار التابعين. والحديث أشار إليه الترمذي 1: 51 من طريق رشدين بن سعد عن الضحاك، وقال: "ليس هذا بشىء، ولعله من أجل رشدين بن سعد. ورواية رشدين ستأتي 151.

(150)

إسناده حسن، هو مطول 146 وسبق الكلام عليه.

(151)

إسناده ضعيف، رشدين بن سعد: ضعيف. أبو عبد الله الغافقى: هو الضحاك بن شرحبيل.

وهو مكرر 149 فيكون صحيحَاً لغيره، وسبقت الإشارة إليه.

(152)

إسناده صحيح، حسن: هو ابن موسى الأشيب. وانظر 124، وسيأتى في مسند جابر برقم 14790. "أو لايعرفها" صححناه من ك. وفي ح "أولا يعبر بها" وهو تكرار لا معني له.

ص: 230

عمر بِن الخطاب أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سيخرج أهل مكة ثم لا يَعْبُر بها أو لا يعرفها إلا قليل، ثم تمتلىء وُتبْنى، ثم يخرجون منها فلا يعودون فيها أبداً".

153 -

حدثنا الحسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير عن جابر أن عمر بن الخطاب أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا توضأ لصلاة الظهر فترك موضع طُفر على ظهر قدمه، فأبصره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"ارجعْ فأحْسِنْ وضوءك"، فرجع فتوضأ ثم صلى.

154 -

حدثنا هُشَيم قال: زعم الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن ُعُتبة بن مسعود عن ابن عباس عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبدُ الله ورسولُه".

155 -

حدثنا هُشيم أنبأنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عنِ ابن عباس قال: نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوار بمكة {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قال: كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، قال: فلما سمع ذلك المشركون سبُّوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به،

فقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} أي بقراءتك فيسمعَ المشركون فيسبُّوا القرآن، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عن أصحابك فلا تسمعهم

(153) إسناده صحيح، وهو مكرر 134.

(154)

إسناده صحيح، هشيم بن بشير الواسطي: ثقة حجة، إلا أنهم تكلموا في سماعه من الزهري، وأنه سمع منه صحيفة فطارت منه فلم يحفظ منها إلا قليلا، وأنه يدلس في بعض روايته. وقوله هنا "زعم الزهري" قد يؤيد أنه لم يسمعه منه، ولكن الحديث ورد بأسانيد أخرى عن الزهري، فتبين أنه صحيح عنه. "هشيم" بضم الهاء. "بشير" بفتح الباء. وانظر 164 ، 331، 391.

(155)

إسناده صحيح، أبو بشر: هو جعفر بن إياس. والحديث ليس من مسند عمر. وقد نقله ابن كثير في التفسير 5: 245 عن المسند، وقال:"أخر جاه في الصحيحين". وفى ابن كثير: =

ص: 231

القرآن حتى يأخذوه عنك، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} .

156 -

حدثنا هُشَيم أنبأنا علي بن زيد عن يوسف بن مهْرَان عن ابن عباس قال: خطب عمر بن الخطاب، وقال هُشيم مرَّة: خطبنا، فحمد الله تعالى وأثنى عليه، فذكر الرجم، فقال: لا تُخْدَعُنَّ عنه، فإنه حدٌ من حدود الله تعالى، أَلا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجَمَ ورجَمَنا بعده، ولولا أن يقول قائلون زاد عمر في كتاب الله عز وجل ما ليس منه لكتبتُه في ناحية من المصحف: شهد عمرُ بن الخطاب، وقال هُشَيم مَرَّةً: وعبد الرحمن بن عوف وفلانٌ وفلانٌ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رَجم ورجَمْنا من بعده، ألا وإنه سيكون من بعدكم قوم يكذّبون بالرجم وبالدجَّال وبالشفاعة وبعذاب القبر وبقوم يخرجون من النار بعد ما امتَحَشوا.

157 -

حدثنا هُشيم أنبأنا حميد عن أنسٍ قال: قال عمر: وافقتُ ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله، لو اتخذنا من مَقَام إبراهيم مُصَلّى، فنزلتْ:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} وقلت: يا رسِول الله، إن نساءك يَدْخُل عليهنّ البرُّ والفاجر، فلو أمرتهن أن يحْتجبن، فنزلت آية الحجاب، واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة، فقلتَ لهن:{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} قال: فنزلت كذلك.

= "سبوا القرآن وسبوا من أنزله". وسيأتي بهذا الإسناد في مسند ابن عباس 2808.

(156)

إسناده صحيح، يوسف بن مهران البصري: وثقة أبو زرعة وابن سعد، وله ترجمة في التاريخ الكبير للبخاري4/ 2/ 375. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 50:6عن المسند.

وانظر ما يأتي 197 ،249، 276، 302، 352.331، 391. "امتحشوا" بالبناء للفاعل وبالبناء

للمفعول: من المحش، وهو احتراق الجلد وظهور العظم.

(157)

إسناده صحيح، حميد: هو ابن أبي حميد الطويل.

ص: 232

158 -

حدثنا عبد الأعلى بنِ عبد الأعلى عن مَعْمر عن الزهري عن عروة بن الزُبير عن الِمسْوَر بن مَخْرمة: أن عمر بن الخطاب قال: سمعتُ هشام بن حكيم بن حِزام يقرأ سورة الفرقان، فقرأ فيها حروفًا لمِ يكن نبي الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، قال: َ فأردت أن أساوره وأنا في الصلاة، فلما فَرَغ قلت: من أقرأكَ هذه القراءة؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: كذبتَ والله، ما هكذا أقرأك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذت بيده أقوده فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إنك أقرأتني سورة الفرقان، واني سمعت

هذا يقرأ فيها حروفاً لم تكن أقرأتنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقرأ يا هشام"، فقرأ كما كان قرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هكذا: أُنزلتْ"، ثم قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: "إن القرآن نزل على سبعة أحرفٍ".

159 -

حدثنا عمرو بن الهيثم حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عنْ النعمان بن بَشير عن عمر قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَلْتَوي ما يجد ما يملأ به بطنه منَ الدَّقَلِ.

160 -

حدثنا ابن أبي عديّ عن حُميدٍ عن أنس قال عمر: وافقت ربي عز وجل في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلث: يا رسول الله، لو اتخذتَ المقام مصلى؟ قال: فأنزل الله عز وجل {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} ، وقلت: لو حجبت عن أمهات المؤمنين فإنه يدخل عليك البر والفاجر، فأنزلت آية الحجاب، قال: وبلغني عن أمهات المؤمنين شيء، فاستقريتهن أقول لهن: لتكفن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ليبدلنه الله بكن أزواجاً

(158) إسناده صحيح، وسيأتى أيضاً 277، 278 ،297.296. وستأتى الإشارة إليه في 3275.

(159)

إسناده صحيح، "الدقل" بفتح الدال والقاف: رديء التمر ويابسه.

(160)

إسناده صحيح، ابن أبى عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبى عدي. والحديث مكرر 157.

ص: 233

خيراً منكن مسلمات، حتى أتيت على إحدى أمهات المؤمنين، فقالت: يا عمر، أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تَعظَهُنَّ، فكففت، فأنزل الله عز وجل {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ} الآية.

161 -

حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي أن يحيى بن أبي كثير حدثه عن عكرمة مولى ابن عباس قال: سمعت ابن عباس يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالعقيق يقول: "أتاني الليلة آتٍ من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك وقل: عمرة في حجة" قال الوليد: يعني ذا الحليفة.

162 -

حديث سفيان عن الزهري سمع مالك بن أوس بن الحدثان سمع عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال سفيان مرة: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الذهب بالورِق ربا إلا هاء وهاء، والبُرُّ بالبُرِّ رباً إلا هاء وهاء، والشعير بالشعيرر بًا إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر رباً إلا هاء وهاء.

163 -

حدثنا سفيان عن الزهري سمع أبا عبيدٍ قال: شهدت العيد

(161) إسناده صحيح، العقيق ها هنا: هو الذي ببطن وادي ذي الحليفة، وهو الأقرب منها، كما

قال ياقوت في معجم البلدان، وكما فسره الوليد بن مسلم هنا. ووهم ابن الأثير في النهاية فجعله العقيق الذي بالمدينة.

(162)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. "الحدثان" بفتح الحاء والدال المهملتين وبالثاء المثلثة. "هاء وهاء" هو أن يقول كل واحد من البيعين "ها" فيعطيه ما في يده، كالحديث الآخر "إلا يداً بيد" يعني مقايضة في المجلس، قاله في النهاية.

(163)

إسناده صحيح، أبو عبيد: هو سعد بن عبيد مولى ابن أزهر، ويقال مولى عبد الرحمن بن عوف، وسيأتي الحديث 224، 225، 282، وانظر 427.

ص: 234

مع عمر، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام هذين اليومين، أما يوم الفطر ففطركم من صومكم، وأما يوم الأضحى فكلوا من لحم نسككم.

164 -

حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبده ورسوله".

165 -

حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر: أنه سأل النبى صلى الله عليه وسلم: أينام أحدنا وهو جنب؟ قال: "يتوضأ وينام إن شاء"، وقال سفيان مرة: ليتوضأ ولينم.

166 -

حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر حمل على فرس في سبيل الله عز وجل، فرآها أو بعض نتاجها يباع، فأراد شراءه، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فقال:"اتركها توافكَ أو تَلقَها جميعًا"، وقال مرتين: فنهاه وقال: "لا تشتره، ولا تَعُدْ في صدقتَك".

167 -

حدثنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر ابن ربيعة يحدث عن عمر يبلغ به النبي، وقال سفيان مرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم

(164) إسناده صحيح، وهو مكرر 154.

(165)

إسناده صحيح، عبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر، والحديث مكرر 105.

(166)

إسناده صحيح.

(167)

إسناده ضعيف، عاصم بن عبيد الله: ضعيف وقد ورد معناه من حديث ابن مسعود، نسبه السيوطي في- الجامع الصغير، برقم 3227 لأحمد والترمذي والنسائي، وصححه الترمذي، ومن حديث ابن عمر أيضاً برقم 3228 ونسبة للدارقطني والطبراني ورمز له بالضعف.

ص: 235

قال: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث".

168 -

حدثنا سفيان عن يحيى عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص قال: سمعت عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنية، ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله عز وجل فهجرته إلى ما هاجر إليه، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".

169 -

حدثنا سفيان عن عبدة بن أبي لبابة عن أبي وائل قال: قال الصُّبَيُّ بن مَعْبَد: كنت رجلا نصرنياً فأسلمت، فأهللت بالحج والعمرة، فسمعني زيد بن صُوحان وسَلمان بن ربيعة وأنا أهل بهما، فقالا: لهذا أضل من بعير أهله، فكأنما حُمِل عليَّ بكلمتهما جبلٌ، فقدمت على عمر فأخبرته، فأقبل عليهما فلامهما، وأقبل عليّ فقال: هُديت لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، قال عبدة: قال أبو وائل: كثيراً ما ذهبت أنا ومسروق إلى الصُّبَيّ نسأله عنه.

170 -

حدثنا سفيان عن عَمرو عن طاوس عن ابن عباس: ذُكر لعمر أن سَمُرَة، وقال مرةً: بلغ عمر أن سمرةَ باع خمراً، قال: قاتَل الله سمُرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لعن الله اليهودَ حرمت عليهم الشحوم فجَمَلوها فباعوها".

(168) إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد الأنصاري.

(169)

إسناده صحيح، وهو مكرر 83.

(170)

إسناده صحيح، عمرو: هو ابن دينار. "جملوها" بتخفيف الميم: أذابوها واستخرجوا دهنها.

ص: 236

171 -

حدثنا سفيان عن عمرو ومَعْمرٍ عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحَدَثَان عن عمر بن الخطاب قال: كانت أموال بنى النَّضير مما أفاء الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم يوجف المسلمون عليه بخيلٍ ولاركاب، فكانت لرِسول الله صلى الله عليه وسلم خالصةً وكان ينفق على أهله منها نفقة سنة، وقال مرةً: قُوتَ سنة، وما بقى جعله في الكُراع والسّلاح عُدَّةً في سبيل الله عز وجل.

172 -

حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن مالك بن أوس قال: سمعتُ عمر يقول لعبد الرحمن بن عَوف وطلحة والزبير وسعد: نَشَدْ تُكم بالله الذي تقوم السماء والأرض به، أعلمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنا لا نورث، ماتركنا صدقة؟ " قالوا: اللهم نعم.

173 -

حدثنا سفيان عن يزيدَ بن أبي زياد عن أبيه عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الولد للفِرَاش".

174 -

حدثنا ابن إدريس أنبأنا ابن جريج عن ابن أبي عمَّار عن

(171) إسناده صحيح، وانظر 55، 58، وهو مخنصر 1781، 1782.

(172)

إسناده صحيح، وانظر 78، 79.

(173)

هذا إسناد مشكل، وأخشى أن يكون خطأ في النسخ من الناسخين، فإن يزيد بن أبي زياد وإن كان يروي عنه سفيان بن عيينة إلا أنهم لم يذكروا أنه يروي عن أبيه أبي زياد، ولم يذكروا أبا زياد هذا في الرواة أصلا، والحديث رواه ابن ماجة1/ 316عن ابن أبي شيبة سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالولد للفراش، ورواه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 402 من طريق الشافعي عن ابن عيينة بإسناده وفيه قصة، وهذا إسناد صحيح، أبو يزيد المكي والد عبيد الله: ذكره ابن حبان في الثقات. فيحتمل جداً أن يكون هذا الإسناد هو الأصل هنا، ثم أخطأ الناسخون.

(174)

إسناده صحيح، ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي. ابن أبي عمار: هو=

ص: 237

عبد الله بن بَابيه عن يَعْلَى بن أُمَية قال: سألتُ عمر بن الخطاب قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} وقد أمنَ الله الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: "صدَقةٌ تَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته".

175 -

حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمشُ عن إبراهيم عن عَلْقمَةَ قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة، قال أبو مُعاوية: وحدثنا الأعمش عن خَيْثمة عن قيس بن مَرْوان أنه أتى عمر فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة وتركتُ بها رجلاً يملي المصاحفَ عنِ ظهر قلبه، فغضب وانتفخَ حتى كاد يملأ ما بيين شُعبتَىِ الرَّحْل، فقال: ومن هو ويحك؟ قال: عبد الله ابن مسعود، فما زال يُطْفأَ ويسرَّى عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها، ثم قال: ويحك والله ما أعلمُهُ بقيَ من الناس أحدٌ هو أحقُّ بذلك منه، وسأحدّثك عن ذلك، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايزال يسمرُ عند أبي بكر الليلةَ كذاك في الأمر من أمر المسلمين، وانه سَمَرَ عنده ذات ليلةٍ وأنا معه،

= عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار القرشي المكي، وكان يلقب بالقسّ لعبادته، وهو صاحب القصة المعروفة مع سلامة، وهو ثقة، عبد الله بن بابيه: ثقة، والحديث رواه مسلم وأهل السنن وصححه الترمذي، انظر تفسير ابن كثير2/ 557 - 558، وانظر حديث ابن عباس 1852.

(175)

هو حديث واحد بإسنادين، جمعهما أبو معاوية، وهي إسنادان صحيحان، إبراهيم: هو

ابن يزيد النخعي، علقمة: هو ابن قيس بن عبد الله النخعى، خيثمة: هو ابن عبد الرحمن، قيس بن مروان: هو الجعفي الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات، في ح في أول الإسناد الثانى " قال معاوية وهو خطأ، "الرحل" بسكون الحاء المهملة، وفي ح بالجيم، وهو خطأ، وانظرشرحنا على الترمذي1/ 315 - 318 وما سيأتى 265.

ص: 238

فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه، فإذا رجل قائم يصلى في المسجد فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمعِ قراءته، فلما كدنا أن نعرفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سره أن يقرأ القرآنَ رطباً كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أُمّ عبد"، قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رِسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له:"سل تُعطَهْ، سل تُعْطَهْ"،

قال عمر: قلت: والله لأغْدُونَّ إليه فلأُبشّرنَّه، قال: فغدوتُ لأبشّره فوجدتُ أبا بكر قد سبقني إليه فبشّره، ولا واللهَ ما سبقتُه إلى خير قط إلَاّ وسبقني إليه.

176 -

حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن إبرهيم عن عابس بن ربيعة قال: رأيتُ عمر يُقبّل الحجرَ ويقول: إني لأقبّلك وأعلم أنكَ حجر" ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلك لم أقبلك.

177 -

حدثنا جرير عن عبد الملك بن عُمير عن جابر بن سَمُرة قال: خطب عمرُ الناسَ بالجابية فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في مثل مقامي هذا فقال: "أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم يحلفُ أحدُهم على اليمين قبلَ أن يُستحلف عليها، ويشهد

على الشهادة قبل أن يُستشهد، فمن أحَبّ منكم أن ينال بُحْبُوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطانَ مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ولا يخلونّ رجل بامرأة، فإن ثالثهما الشيطانُ، ومن كان منكم تسره حسنته وتسوؤه سيئته فهو مؤمن".

178 -

حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عني إبراهيم عن علقمة

(176) إسناده صحيح، وهو مكرر 99 وانظر 131.

(177)

إسناده صحيح.، وهو مطول 144، جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي الرازي.

(178)

إسناده صحيح، وهو مختصر 175.

ص: 239

عن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسْمرُ عند أبي بكر الليلةَ كذلك في الأمر من أمر المسلمين وأنا معه.

179 -

حدثنا إسماعيل عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة: عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة قال: قال عمر: ما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء أكثرَ مما سألته عن الكَلَالة، حتى طَعن بإصبعه في صدري وقال:"تكفيك آيةُ الصَّيْف التي في آخر سورة النساء".

180 -

حدثنا يحيى حدثنا شعبة حدثنا قتادة عن سَعيد بن المسُيَّب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الميتُ يُعَذَّب في قبره بالنياحة عليه".

181 -

حدثنا يحيى عن عبد الملك حدثنا عبد الملك حدثنا عبد الله مولى أسماء قال: أرسلتني أسماء إلى ابن عمر: أنه بلغها أنك تُحرِّم أشياء ثلاثة: الَعَلم في الثوب، وميثرة الأرجوان، وصومَ رجب كلّه، فقالَ: أما ما ذكرت من صوم رجب فكيف بمن يصومُ الأبد، وأما ما ذكرت من العَلَم في الثِوب فإني سمعتُ عمر يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة".

182 -

حدثنا يحيى بن سعيد وأنا سألته، حدثنا سليمانُ بن المغيرة

(179) إسناده صحيح، وهو مختصر 89، وانظر 129، إسماعيل: هو ابن علية.

(180)

إسناده صحيح، يحيى هو ابن سعيد القطان.

(181)

إسناده صحيح، عبد الملك: هو ابن أبى سليمان العرزمي، عبد الله مولى أسماء: هو عبد الله ابن كيسان، وأسماء: هي بنت أبي بكر."الميثرة بكسر الميم: من مراكب العجم تعمل من حرير أو ديباج تتخذ كالفراش الصغير تحشى بقطن أو صوف، يجعلها الراكب تحته على الرحال فوق الجمال، "الأرجوان" بضم الهمزة: صبغ أحمر شديد الحمرة: وانظر 14735.

(182)

إسناده صحيح، وانظر 4864.

ص: 240

حدثنا ثابت عن أنس قال: كنَّا مع عمر بين مكة والمدينة. فتراءينا الهلالَ، وكنتُ حَديد البصر فرأيته، فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟ قال: سأراه وأنا مستلق على فراشِي، ثم أخذ يحدثنا عن أهل بدرٍ قال: إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيُرينَا مَصَارِعهم بالأمس، يقول:"هذا مصرَّعُ فلان غداً إن شاء الله تعالى، وهذا مصرع فلان غداً إن شاء الله تعالى، قال: فجعلوا يصرعون عليها، قال: قلت: والذي بعثك بالحق ما أخطؤا تِيكَ، كانوا يُصْرعُون عليها، ثم أمَر بهم فطُرحوا في بئر، فانطلق إليهم فقال "يا فلان، يا فلانُ، هل وجدتم ما وعدَكم الله حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني الله حِقَّا"، قال

عمر: يا رسول الله، أتكلم قوماً قد جيَّفُوا؟ قال:"ما أنتم بأسْمعَ لما أقول منهم، ولكن لا يستطيعون أن يُجيبوا".

183 -

حدثنا يحيى حدثنا حسين المُعَلمِ حدثنا عَمرو بن شُعيب

(183) إسناده صحيح، حسين المعلم: هو حسين بن ذكوان، وهكذا ثبت هذا الحديث في المسند محذوفًا منه أوله غير متصل بشيء، وقد رواه أبو داود3/ 86من طريق عبد الوارث عن حسين المعلم، ورواه البيهقي في السنن الكبرى10/ 304من طريق أبي داود، ورواه ابن ماجة2/ 85 - 86 من طريق أبي أسامة عن حسين المعلم. ولم أجد الحديث كاملا في هذا المسند، فرأيت إثبات لفظ ابن ماجة، إذ هو أطول الروايات التى أشرنا إليها:" قال: تزوج رئاب بن حذيفة بن سعيد بن سهم أم وائل بنت معمر الجمحية، فولدت له ثلاثة، فتوفيت أمهم، فورثها بنوها رباعها وولاء مواليها، فخرج بهم عمرو بن العاص إلى الشأم، فماتوا في طاعون عمواس، فورثهم عمرو وكان عصبتهم، فلما رجع عمرو بن العاص جاء بنو معمر يخاصمونه في ولاء أختهم إلى عمر، فقال عمر: أقضي بينكم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول: "ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان"، قال: فقضى لنا به، وكتب لنا به كتاباً فيه شهادة عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت وآخر، حتى إذا استخلف عبد الملك بن مروان توفي مولى لها وترك ألفي دينار، فبلغنى أن ذلك القضاء قد غير، فتخاصموا إلى هشام بن إسماعيل، فرفعنا إلى عبد الملك، فأتيناه بكتاب عمر، فقال: إن كنت لأرى أن هذا من القضاء الذي لا يشك فيه، وما كنت أرى أن أمر =

ص: 241

عن أبية عن جده قال: فلمارَجَع عَمْرو جاء بنو مَعْمرِ بن حَبيب يخاصمونه في ولاء أختهم إلى عمر بن الخطاب، فقال: أقضي بينكم بِما سمعت منِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان"، فقَضى لنا به.

184 -

[قال أحمد بن حنيلِ]: قرأتُ على يحيى بن سعيد عن عثمان بن غيَاث حدثني عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وحُميد بن عبد الرحمنَ الحمْيري قالا: لقينا عبدَ الله بن عمر، فذكرنا القدر وما يقولون فيه، فِقال: إذا رَجعتم إليهم فقولوا: إن ابنَ عمر منكم بريء وأنتم منه برآء، ثلاث مرار، ثم قال: أخبرني عمر بن الخطاب أنهم بيْنا هم جلوس أو قعودٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يمشي، حسنُ الوجه حسن الشعر عليه ثيابُ بَياضٍ فنظر القوم بعضُهم إلى بعضٍ: ما نعرفُ هذا، وما هذا بصاحب سفرٍ،

= أهل المدينة بلغ هذا: أن يشكوا في هذا القضاء، فقضى لنا فيه، فلم نزل فيه بعد". وفى هامش عون المعبود زيادة من نسخة واحدة صحيحة من نسخ أبي داود نصها:"حدثنا أبو داود حدثنا أبو سلمة قال: حماد عن حميد قال: الناس يتهمون عمرو بن شعيب في هذا الحديث، قال أبو داود: وروي عن أبي بكر وعمر وعثمان خلاف هذا الحديث، إلا أنه روي عن علي بن أبي طالب بمثل هذا". ومعاذ الله أن يتهم عمرو بن شعيب في ذلك، فإنه ثقة صدوق، وإنما الخلاف في إرسال أحاديثه ووصلها كما أشرنا إليه فيما مضى 147 ورجحنا وصلها وصحتها ولله الحمد.

(184)

إسناده صحيح، والحديث رواه مسلم في أول كتاب الإيمان1/ 17 - 18 من طريق كهمس عن عبد الله بن بريدة، ثم رواه عن محمد بن حاتم عن يحيى القطان عن عثمان بن غياث، ولم يسق لفظه، بل قال:"واقتص الحديث كنحو حديثهم عن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم، وفيه شيء من زيادة وقد نقص منه شيئاً". وانظر 367، 368، 374، 375، 2926، 5639، 5856، 5857 وانظر أيضاً 19.

ص: 242

ثم قال: يارسول الله، آتيك؟ قال:"نعم"، فجاء فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخذيه، فقال: ما الإسلام؟ قال: "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وتقيمُ الصلاةَ وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحجُّ البيتَ"، قال: فما الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته والجنة والنار والبعث بعد

الموت والقدر كلَّه"، قال: فما الإحسان؟ قال: "أنْ تعملَ لله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، قال: فمتى الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، قال: فما أشراطها، قال: "إذا العُراة الحُفاة العالَةُ رعَاءُ الشاء تَطاوَلوا في البنيان ووَلَدَت الإماء ربَّاتهنَّ"، قال: ثم قال: "عليَّ الرجلَ"، فطلبوه فلم يَروا شيئاً، فمكث يوميَن أوثلاثة ثم قال: "يا ابن الخطاب، أتدري من السائل عن كذا وكذا؟ لما قال: الله ورسولهُ أعلم، قال:"ذلكَ جبريلُ جاء يعلَّمكم دينكم". قال: وسأله رجلٌ من جُهَينة أو مُزَينة فقال: يا رسول الله، فيما نعمل، أفي شيء قد خلا أو مَضَى أو في شيء يُسْتأنف

الآن؟ قال: "في شيء قد خلا أو مضَى"،ِ فقال رجل أو بعض القوم: يا رسول الله، فيما نعمل؟ قال:"أهل الجنة يُيَسَّرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ُيَيَسَّرون لعمل أهل النار". قال يحيى: هو هكذا، يعنى كما قرأتَ عليّ.

185 -

حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا سَلمَة بن كُهيل قالِ: سمعتُ أبا الحَكَم قال: سألت ابنَ عباس عن نبيذ الجَرّ والدُّباَّءِ فقال: نهى

(185) إسناده صحيح، أبو الحكم: هو عمران بن الحرث السلمي الكوفي، ثقة، وأما قوله في آخر الحديث:"وحدثنى أخى عن أبي سعيد" فإني لم أعرف من الذي قال هذا: أسلمة بن كهيل أم أبو الحكم؟ ولم أعرف هذا الأخ الذي روى عن أبي سعيد، ومعنى الحديث ثابت عن أبي سعيد في روايات كثيرة، ستأتي في مسنده إن شاء الله، "الجر": جمع جرة، وهى الإناء المعروف من الفخار، الدباء: القرع، المزفت: الإناء الذي طلى بالزفت، وهو نوع من القار، وسيأتي أوله في مسند ابن عباس 1852.

ص: 243

رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر والدبّاء وقال: "من سره أن ُيحرَّم ما حَرَّم الله تعالى ورسوله فليحرِّم النبيذ"، قال: وسألت ابن الزبير فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والجر، وال: وسألت ابنَ عمر فحدَّث عن عمر: أن النب صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمُزفَّت، قال: وحدثني أخي عن أبي. سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الجر والدباَء والمزَفَّت والبُسر والتمر.

186 -

حدثنا يحيى بن سعيد أنا سألتُه حدثنا هِشامِ حدثنا قَتَادة عن سالم بن أبي الجَعْد عن مَعْدان بن أبي طلحة: أن عمر خطب يوم جمعة فذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم وذكر أبا بكر، وقال: إني قد رأيت كأن ديكاً قد نقرني نقرتين، ولا أراه إلا لحضور أجلي، وإن أقواما يأمروني أن أستخلف، وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته والذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وإني علمت أن أقواما سيطعنون في هذا الأمر، أنا ضربتهم بيدي هذه على الإسلام، فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال، وإني لا أدع بعدي شيئا أهم إلي من الكلالة، وما أغلظ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء منذ صاحبته ما أغلظ لي في الكلالة، وما راجعته في شيء ما راجعته في الكلالة، حتى طعن بإصبعه في صدري، وقال: "يا عمر، ألا تكفيك آية الصيف التي في

آخر سورة النساء؟ " فإن أعش أقضي فيها قضية يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن، ثم قال: اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار، فإنما بعثتهم ليعلَّموا الناس دينهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويقسموا فيهم فيئهم ويعدلوا عليهم ويرفعوا إليَّ ما أشكل عليهم من أمرهم، أيها الناس، إنكم تأكلون من

(186) إسناده صحيح، هشام: هو الدستوائي. "أنا سألته" يريد الإمام أحمد أنه سأل يحيى القطان فحدثه بهذا الحديث، وهو مختصر 89 ومطول 179.

ص: 244

شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخذ بيده فأخرج إلى البقيع، ومن أكلهما فليمتهما طبخاً.

187 -

حدثنا عبد الله بن نمير عن مجالد عن عامر عن جابر بن عبد الله قال: سمعتِ عمر بن الخطاب يقول لطلحة بن عبيد الله: ما لي أراك قد شعثت واغْبَرَرْت منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلك ساءك يا طلحة إمارة ابن عمك؟ قال: معاذ الله، إني لأحْذَركم أن لا أفعل. ذلك، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إني لأعلم كلمة لا يقولها أحد عند حضرة الموت إلا وجد روحه لها رَوْحاً حين تخرج من جسده وكانت له نوراً يوم القيامة"، فلم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، ولم يخبرني بها، فذلك الذي دخلني، قال عمر فأنا أعلمها، قال: فلله الحمد. فما هي؟ هي الكلمة التي قالها لعمه: لا إله إلا الله، قال طلحة: صدقت.

188 -

حدثنا جعفر بن عون أنبأنا أبو عميسٍ عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرؤون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: وأي آيةٍ هي؟ قال: قوله عز وجلا {ِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} قال: فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي

(187) إسناده صحيح، مجالد: هو ابن سعيد الهمداني، عامر: هو الشعبي، وانظر 252، 447، 1384، 1386، في ح "مجاهد" بدل "مجالد" وهو خطأ، صححناه من ك هـ،" إمارة ابن عمك" يريد أبا بكر، فإنهما يجتمعان في "عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة".

(188)

إسناده صحيح، أبو عميس، بالتصغير: هو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المسعودي، والحديث رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، انظر تفسير ابن كثير3/ 67.

ص: 245

نزلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في يوم الجمعة.

189 -

حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف: أن رجلا رمى رجلاً بسهم فقتله، وليس له وارث إلا خال، فكتب في ذلك أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر، فكتب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له".

190 -

حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي يعفور العبدي قال سمعت شيخاً بمكة في إمارة الحجاج يحدث عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يا عمر، إنك رجل قوي. لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، والا فاستقبله فهلل وكبر".

191 -

حدثنا وكيع حدثنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر: أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره"،

(189) إسناده صحيح، حكيم بن حكيم، بفتح الحاء فيهما: وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له الترمذي وابن خزيمة، والحديث رواه الترمذي وحسنه3/ 182 وابن ماجة2/ 86، وانظر المنتقى 3316، وسيأتى الحديث مطولا 323.

(190)

إسناده ضعيف، لإبهام الشيخ الذي روى عنه أبو يعفور، أبو يعفور العبدي: اسمه وقدان، وقيل واقد، وثقه ابن معين وابنْ المديني وغيرهما وانظر مجمع الزوائد 3/ 241.

(191)

إسناده صحيح، وهو مختصر 184، ولكنه جعله هنا من حديث ابن عمر، ولعله سهو من الناسخين، فإن رواية كهمس قد أشرنا هناك بلى أنها في مسلم، وهي هناك من حديث ابن عمر عن أبيه: في ح "يحيى بن معمر" وهو خطأ.

ص: 246

فقال له جبريل عليه السلام: صدقت، قال: فتعجبنا منه يسأله ويصدقه، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ذاك جبريل أتاكم يعلمكم معالم دينكم".

192 -

حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عروة عن عاصم بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أقبل الليل، وقال مرة: جاء الليل من ها هنا وذهب النهار من ها هنا فقد أفطر الصائم"، يعني المشرق والمغرب.

193 -

حدثنا يزيد أنبأنا إسرائيل بن يونس عن عبد الأعلى الثعلبى

(192) إسناده صحيح، عاصم: هو ابن عمر بن الخطاب. في ح "هشام بن عروة عن أبيه عن عروة" وزيادة "عن" خطأ، وسيأتي بهذا الإسناد 383، والحديث من مسند عمر كما ترى، ولكن وقع في المنتقي برقم 2162 أنه "عن ابن عمر" ونسبه للمسند والصحيحين، وهو خطأ، لم ينبه عليه الشوكاني 4/ 299، والحديث في البخاري 4/ 171 من فتح الباري، ومسلم 1/ 303 كلاهما من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمرعن عمر.

(193)

إسناده ضيف، لانقطاعه، فإن عبد الرحمن بن أبي ليلى كان صغيراً جداً في حياة عمر، ولد لست بقين من خلافته، كما قال هو نفسه فيما رداه عنه الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 300 وكما في التهذيب أيضا، فأما قوله هنا "كنت مع عمر" إلخ فإنه عندنا خطأ من عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وهو صدوق يهم، وقد ضعفه أحمد وأبو زرعة وغيرهما، قال الحافظ في التهذيب:"وصحح الطبري حديثه في الكسوف، وحسن له الترمذي، وصحح له الحاكم، وهو من تساهله" وسيأتي الحديث برقم 307 من طريقه أيضاً عن ابن أبي ليلى قال "كنت مع البراء بن عازب وعمر بن الخطاب" ورواه ابن سعد في الطقات 6/ 75 عن مالك بن إسماعيل عن إسرائيل عن عبد الأعلى فدار الحديث كله على عبد الأعلى، ورواه ابن حزم في المحلى 6/ 238 من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن على بن عبد الأعلى عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء، وصححه ابن حزم، فهذا موصول، فإما أن الحديث عن ابن أبي ليلى عن البراء، وإما أن يكون ابن أبي ليلى شهد ذلك من عمر وهو صغير جداً وكان البراء حاضراً، ثم لما حدثه =

ص: 247

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كنت مع عمر فأتاه رجل فقال إني رأيت الهلال هلال شوال، فقال عمر: يا أيها الناس أفطروا، ثم قام إلى عسٍ فيه ماء فتوضأ ومسح على خفيه، فقال الرجل: والله يا أمير المؤمنين ما أتيتك إلا لأسألك عن هذا، أفرأيت غيرك فعله؟ فقال: نعم، خيراً مني وخير الأمة، رأيت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فعل مثل الذي فعلت وعليه جبة شامية ضيقة الكمين، فأدخل يده من تحت الجبة، ثم صلى عمر المغرب.

194 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قتادة عن سليمان عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يحرّم الضب ولكن قذره، وقال غير محمد: عن سليمان اليشكري.

195 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن عبد الله بن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه استأذنه في العمرة فأذن له، فقال:"يا أخي لا تنسنا من دعائك"، وقال بعد في المدينة:"يا أخي أشركنا في دعائك" فقال عمر: ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس، لقوله: يا أخي.

196 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة، وحجاج قال سمعت

= به البراء ذكره، وإن كان هذا بعيداً مستغرباً، والله أعلم، وانظر.87، ،88، 128.

(194)

إسناده ضعيف، لانقطاعه فإن قتادة لم يسمع من سليمان بن قيس اليشكري، كما جزم بذلك البخاري ويحيى بن معين، سعيد: هو ابن أبي عروبة، وفي عدم تحريم الضب حديثان آخران. من رواية أبي الزبير عن جابر عن عمر في صحيح مسلم2/ 115.

(195)

إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله بن عمر، قوله "عن عمر" سقط من ح وأثبتناه من ك، والحديث رواه الترمذي4/ 275وصححه، رواه أبو دواد وابن ماجة، انظر ذخائر المواريث 5842.

(196)

إسناده ضعيف، لضعف عاصم، ولكن معناه مضى جزءاً من حديث آخر صحيح، وهو =

ص: 248

شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر عن عمر: أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت ما نعمل فيه، أقد فرغ منه أو في شيء مبتدأ أو أمر مبتدع؟ قال:"فيما قد فرغ منه"، فقال عمر: ألا نتكل؟ فقال: "اعمل يا ابن الخطاب، فكل ميَسر، أما من كان من أهل السعادة فيعمل للسعادة، وأما أهل الشقاء فيعمل للشقاء".

197 -

حدثنا هشيم حدثنا الزهري عن عبيد الله بن عتبة بن مسعود أخبرنا عبد الله بن عباس حدثنا عبد الرحمن بن عوف: أن عمر ابن الخطاب خطب الناس فسمعه يقول: ألا وإن أناساً يقولون ما بال الرجم؟ في كتاب الله الجلد؟ وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمناه بعده، ولولا أن يقول قائلون، أو يتكلم متكلمون: أن عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه، لأثبتها كما نزلت.

198 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت يزيد بن خمير يحدث عن حبيب بن عبيد عن جبير بن نفير عن ابن السمط: أنه أتى أرضاً يقال لها دُومين، من حمص على رأس ثمانية عشر ميلاً، فصلى ركعتين، فقلتُ له: أتصلي ركعتين؟ فقال: رأيتُ عمر بن الخطاب بذي الحُلَيْفة يصلي ركعتين، فسألته، فقال: إنما أفعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال: فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

= 184 ، وقوله في هذا الإسناد "وحجاج قال: سمعت شعبة" معناه أن أحمد رواه عن محمد بن جعفر وحجاج بن محمد المصيصي، كلاهما عن شعبة، فقال الأول: "حدثنا شعبة" وقال الثاني "سمعت شعبة".

(197)

إسناده صحيح، وانظر 156.

(198)

إسناده صحيح، "خمير" بضم الخاء المعجمة، ابن السمط: هو شرحبيل بن السمط الكندي، وهو مخضرم اختلف في صحبته.

ص: 249

199 -

[قال أحمد بن حنبل]: قرأت على عبد الرحمن بن مهديّ: مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر قال: دخل رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد يوم الجمعة وعمر بن الخطاب يخطب الناس، فقال عمر: أية ساعةٍ هذه؟ فقال: يا أمير المؤمنين، انقلبت من السوق فسمعت النداء فما زدت على أن توضأت، فقال عمر: والوضوء أيضًا وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل؟!.

200 -

حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحق عن عمرو ابن ميمون عن عمر بن الخطاب قال: كان المشركون لا يفيضون من جمع حتى تشرق اْلشمس على ثبيبرٍ، فخالفهم النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأفاض قبل أن تطلع الشمس.

201 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج حدثني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرني عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً".

202 -

حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه: أن عمر بن الخطاب بينا هو قائم يخطب يوم الجمعة فدخل رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فناداه عمر: أيَّةُ ساعة هذه؟ فقال: إني شُغلت اليومَ فلم أنقلبْ إلى أهلي حتى سمعت النداء، فلم أزد على أن توضأت، فقال عمر:

(199) إسناده صحيح، وانظر 91.

(200)

إسناده صحيح، أبو إسحق: هو السبيعي، عمرو بن ميمون: هو الأودي، والحديث مكرر 84 مع زيادة ونقص. ثبير، بفتح الثاء المثلثة: جبل بين مكة وعرفة.

(201)

إسناده صحيح،

(202)

إسناده صحيح، وهو مكرر 199.

ص: 250

الوضوء أيضاً وقد علمتم، وفى موضع آخر، وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان يأمر بالغسل.

203 -

حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عكرمة يعنى ابن عمار حدثني سماك الحنفي أبو زميل قال: حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر ابن الخطاب قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد، فلان شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كلا، إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة"، ثم قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن الخطاب، اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا

المؤمنون"، قال: فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون.

204 -

حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا داود يعنى ابن أبي الفرات حدثني عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود الديلى قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض، فهِم يموتون موتاً ذريعاً، فجلست إلى عمر بن الخطاب فمرت به جنازة، فأُثْنِي على صاحبها خير، فقال عمر: وجبت، ثِم مرَّ بأخرى، فأُثنِيَ على صاحبها خيرٌ، فقال: وجبت، ثم مرّ بالثالثة، فأُثنِي على صاحبها شَر، فقال عمر: وجبت، فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة"، قال: قلنا: أو ثلاثة؟ قال: "أو ثلاثة"، فقلنا: أو اثنان؟ قال: "أو اثنان"، ثم لم نسأله عن الواحد.

(203) إسناده صحيح، عكرمة بن عمار العجلي: ثقة، وشذ ابن حزم فضعفه جداً، بل كاد يرميه بالوضع، في الإحكام 6/ 24 وقد رددت عليه هناك، سماك بن الوليد الحنفي أبو زميل، بضم الزاي: ثقة.

(204)

إسناده صحيح، عبد الله بن يزيد: هو المقري، عبد الله بن بريدة: بضم الباء الموحدة وبالراء،

وفي ح "يزيد" بدل "بريده" وهو خطأ، والحديث مكرر 139.

ص: 251

205 -

حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حَيْوَة أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول إنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول سمع عمر بن الخطاب يقول: إنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً".

206 -

حدثنا أبو عبد الرحمن حدثني سعيد بن أبي أيوب حدثنى عطاء بن دينار عن حكيمِ بن شريك الهذلي عن يحيى بن ميمون الحضرمي عن ربيعة الجُرَشيَّ عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم"، وقال أبو عبد الرحمن مرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

207 -

حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير الهمداني أبي عمر قال: سمعت حبيب بن عبيد يحدّث عن جبير بن نفير

(205) إسناده صحيح، أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقري. حيوة: هو ابن شريح. بكر ابن عمرو: هو المحافري المصري. أبو تميم الجيشاني: هو عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم الرعيني، وأصلة من اليمن، وهاجر زمن عمر، وشهد فتح مصر، ومات قديماً.

(206)

إسناده صحيح، سعيد بن أبي أيوب: أثبت في ح "سعيد بن أيوب" وهو خطأ، عطاء بن دينار: سبق في 146، حكيم بن شريك الهذلي: ذكره ابن حبان في الثقات، وجهله أبو حاتم، يحيى بن ميمون الحضرمي: تابعى ثقة، ربيعة بن عمرو، أو ابن الحرث، أو ابن الغاز، الجرشي، بضم الجيم وفتح الراء: ثقة، وقيل إنه صحابي، والحديث رواه أبو داود 4/ 365 عن الإمام أحمد.

(207)

إسناده صحيح، وهو مختصر 198. "أبي عمر" كنية يزيد بن خمير، وأثبت في ك "عن يزيد بن خمير الهمداني عن ابن عمر رضي الله عنه" وهو خطأ عجيب صححناه من ك هـ

ص: 252

عن ابن السمط: أنه خرج مع عمر إلى ذي الحليفة، فصلى ركعتين، فسألته عن ذلك، فقال: إنما أصنع كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

208 -

حدثنا أبو نوح قُرَاد أنبأنا عكرمة بن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زُميل حدثنى ابن عباس حدثنى عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدرٍ، قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلثمائة ونَيَّف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مدَّ يديه وعليه رداؤه وإزاره. ثم قال: "اللهم أين ما وعدتنى، اللهم أنجز ما وعدتني، اللهم

إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبداً"، قال: فما زال يستغيث ربه عز وجل ويدعوه حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فرداه، ثم التزمه من ورائه، ثم قال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك وأنزل الله عز وجل:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)} فلما كان يومئذ والتقوا، فهزم الله عز وجل المشركين، فقتل منهم سبعون رجلا، وأسر منهم سبعون رجلاً، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعلياً وعمر، فقال أبو بكر: يانبي الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، فإني أرى أن تأخذ منهم

(208) إسناده صحيح، قراد، بضم القاف وتخفيف الراء: اسمه عبد الرحمن بن. غزوان، وهو ثقة، وتكلم فيه بعضهم بما لا يجرح، ومن الغريب أن الدارقطنى وثقه كما في التهذيب، ولكنه قال في السنن 161:"قراد شيخ مجهول"، والحديث نقله ابن كثير في تفسيره عن المسند4/ 18 - 19 وقال:" ورواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن جرير وابن مردويه من طرق عن عكرمة بن عماربه، صححه علي بن المديني والترمذي، وقالا: لا يعرف إلا من حديث عكرمة بن عمار اليمانى"، ونقله أيضَاً2/ 285 - 286 من طريق ابن أبي حاتم عن أبى بكر بن أبي شيبة عن قراد مختصراً.

ص: 253

الفدية، فيكون ما أخذنا منهم قوةً لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم فيكون لنا عضداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما ترى يا ابن الخطاب؟ " قال: قلت: والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنني من فلان، قريباً لعمر، فأضرب عنقه، وتمكن عليَّا من عقيلٍ فيضرب عنقه.، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة

للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم، وقادتهم، فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، فأخذ منهم الفداء، فلما أن كان من الغد، قال عمر: غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر، وإذا هما يبكيان، فقلت: يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيتِ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الذي عَرَض عليّ أصحابك من الفداء، لقد عُرِض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة، لشجرةٍ قريبة"، وأنزل الله عز وجل:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} ألي قوله {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} من الفداء، ثم أحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أحدٍ من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدرٍ من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون، وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه، وسال الدم على وجهه، وأنزل الله تعالى:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} الآية بأخذكم الفداء.

209 -

حدثنا أبو نوح حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن

(209) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير عن المسند 7/ 518 وقال:"ورواه البخاري والترمذي والنسائي من طريق مالك، وقال على بن المديني: هذا إسناد مدني جيد، لم نجده إلا عندهم"، وقوله "نزرت رسول الله" أى ألححت عليه في المسئلة إلحاحاً أدبك =

ص: 254

أبيه عمر بن الخطاب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، قال: فسألته عن شيء ثلاث مرِاتٍ فلم يرد عليّ، قال: فقلت لنفسي: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، نَزَرْت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فلم يرد عليك، قال: فركبت راحلتي فتقدمت مخافة أن يكون نزل في شيء، قال فإذا أنا بمناد ينادي: يا عمر، أين عمر؟ قال: فرجعت وأنا أظن أنه نزل فيَّ شيء، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نزلت عليّ البارحة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ (2)} .

210 -

حدثنا أبو النضر حدثنا المسعوديّ عن حكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحَوْتَكيّة، قال: أُتي عمر بن الخطاب بطعامٍ، فدعا إليه رجلا فقال: إنا صائم، ثم قال: وأيّ الصيام تصوم؟ لولا كراهية أن أزيد أو أنقص لحدثتكم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه الأعرابي بالأرنب، ولكن أرسلوا إلى عمّار، فلما جاء عمّار قال: أشاهدٌ أنت رسول الله في يوم جاءه الأعرابي بالأرنب؟ قال: نعم، فقال: إني رأيت بها دماً، فقال: كلوها، قال: إني صائم، قال: وأي الصيام تصوم؟ قال: أول الشهر وآخره، قال: إن كنت صائمًا فصم الثلاث عشرة والأربع عشرة والخمس عشرة.

= بسكونه عن جوابك، يقال " فلان لا يعطى حتى ينزر" أي يلح عليه، قاله في النهاية، ورواية ابن كثير، "ألححت كررت على رسول الله".

(210)

إسناده ضعيف، حكيم بن جبير الأسدي: ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود وغيرهم. المسعودي: هو عبد الرحمن بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، ابن الحوتكية: هو يزيد بن الحوتكية التميمي، وهو أحد أخوال موسى بن طلحة بن عبيد الله، وذكره ابن حبان في الثقات، وفى هذا الحديث اضطراب على موسى بن طلحة، فمن ذلك أن النسائي رواه عنه عن ابن الحوتكية عن أبي زر، ورواه عنه بطرق أخرى 1/ 328 - 329.

ص: 255

211 -

حدثنا أبو النضر حدثنا أبو عقيل حدثنا مجالد بن سعيد أخبرنا عامر عن مسروق بن الأجدع قال: لقيت عمر بن الخطاب فقال لي: من أنت؟ قلت: مسروق بن الأجدع، فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الأجدع شيطان"، ولكنك مسروق بن عبد الرحمن، قال عامر: فرأيته في الديوان مكتوباً: مسروق بن عبد الرحمن، فقلت: ماهذا؟ فقال: هكذا سماني عمر.

212 -

حدثنا إسحق بن عيسى حدثنا ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن العزل عن الحرة إلا بإذنها.

213 -

حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال حدثنا هشام يعني

(211) إسناده حسن، مجالد بن سعيد، صدوق تكلموا في حفظه، أبو عقيل: هو عبد الله بن عقيل الثقفي، وهو ثقة، والحديث رواه أبو داود 4/ 444 - 445 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن هاشم بن القاسم وهو أبو النضر.

(212)

إسناده صحيح، محرر بن أبي هريرة: ذكره ابن حبان في الثقات، والحديث رواه أيضاً ابن ماجة1/ 304 عن الحسن الخلال عن إسحق بن عيسى، وضعفه صاحب الزوائد بابن لهيعة، وابن لهيعة عندنا ثقة، وانظر المنتقى 3639.

(213)

إسناده صحيح، هشام بن سعد: هو المدني القرشى، وهو صدوق، وضعفه بعضهم، لكن

قال أبو داود: "هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم" ونحن نرجح هذا لأن البخاري وصفه في التاريخ الكبير4/ 2/200 بأنه "يتيم زيد بن أسلم" فهو أجدرأن يحفظ حديثه، والحديث رواه يحيى بن آدم في الخراج رقم 106 بتحقيقنا عن ابن المبارك عن هشام بن سعد، ورواه أيضاً 107 عن عبد الله بن إدريس عن مالك عن زيد ابن أسلم، ورواه أبو عبيد في الأموال رقم 143 بتحقيق الأخ الشيخ حامد الفقي عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، ورواه البخاري من طريق مالك، كما بينا هناك وانظر 284.

ص: 256

ابن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر يقول: لئن عشت إلى هذا العام المقبل لا يفتح للناس قرية إلا قسمتها بينهم كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر.

214 -

حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة، فحلفت: لا وأبي، فهتف بي رجل من خلفي فقال:"لا تحلفوا بآبائكم"، فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم.

215 -

حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن عمر قال: لئن عشت إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب.

216 -

حدثنا سليمان بن داود أبو داود حدثنا شريك عن عاصم ابن عبيد الله عن أبيه عن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين.

217 -

حدثنا سليمان بن داود أبو داود حدثنا سلام يعنا أبا

(214) إسناده صحيح، وهو مكرر 116.

(215)

إسناده صحيح، أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي، سفيان: هو الثوري، وهذا موقوف، ومضى مرفوعاً 201. وسيأتي مرفوعاً 219.

(216)

إسناده ضعيف، لانقطاعه لأن عبيد الله بن عاصم بن عمر متأخر، إنما يروي عن التابعين، ولضعف ابنه عاصم أيضاً، والحديث مختصر 128، وانظر 88، 193.

(217)

إسناده صحيح، سيار بن المعرور التميمي المازني: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن المديني: مجهول، وأبوه "المعرور" بالعين المهملة، وضبطه الذهبي في المشتبه 44، 492 بالمعجمة، وحكى قو، أنه بالمهملة، وقال الحافظ في اللسان 3/ 130 - 131:"تفرد ابن معين بأن عين والده معجمة، ولا أدري من أين أخذ ذلك"، سلَاّم أبو الأحوص: هو =

ص: 257

الأحوص عن سماك بن حرب عن سيار بن المعرور قال: سمعت عمر يخطب وهو يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى هذا المسجد ونحن معه، المهاجرون والأنصار، فإذا اشتد الزحام فليسجد الرجل منكم على ظهر أخيه، ورأى قوماً يصلون في الطريق فقال: صلوا في المسجد.

218 -

[قال أحمد بن حنبل]،: قرأت على يحيى بن سعيد: زهير قال حدثنا أبو إسحق عن حارثة بن مضرّب: أنه حج مع عمر بن الخطاب فأتاه أشراف أهل الشأم، فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا أصبنا [من أموالنا] رقيقاً ودوابَّ فخذ من أموالنا صدقةً تطهرّنا بها وتكون لنا زكاة، فقال: هذا شيء لم يفعله اللذان كانا من قبلي، ولكن انتظروا حتى أسأل المسلمين.

219 -

حدثنا روح ومؤمل قالا حدثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير

= سلام بن سليم الحنفي الحافظ، والحديث في مسند الطيالسي رقم 70 مختصراً، ويروي ابن حزم في المحلى 4/ 84 بإسناده عن أحمد بن حنبل:"حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان اْلثوري عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن زيد بن وهب عن عمر بن الخطاب قال: إذا اشتد الحر فليسجد أحدكم على ثوبه، وإذا اشتد الزحام فليسجد على ظهر رجل". وهذا إسناد صحيح، ولم أجده في المسند، فلا أدري أهو في موضع آخر، أم هو كتاب آخر، من كتب الإمام.

(218)

إسناده صحيح، زهير: هو ابن معاوية الجعفي، وقوله "زهير" يريد أنه قرأ على يحيى ما يأتي "زهير" إلخ، يعنى أن يحيى رواه عن زهير وقرأه عليه أحمد، ومثل هذا كثير في الأسانيد، وهذا هو الثابت في ك هـ، ولكن اشتبه الأمر على مصحح ح فأثبته "يحيى بن سعيد بن زهير"وهو خطأ، وزيادة "من أموالنا" زدناها من ك، والحديث رواه ابن حزم في المحلى 5/ 229 من طريق أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد عن زهير بن معاوية، والحديث مختصر 82 وانظر 113.

(219)

إسناده صحيح، وهو مكرر 201 وانظر 215.

ص: 258

عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن عشت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلماً".

220 -

حدثنا عتاب بن زياد حدثنا عبد الله يعنى ابن المبارك أخبرنا يونس عن الزهري عن السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الرحمن بن عبدٍ عن عمر بن الخطاب [قال عبد الله: وقد بلغ به أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم]، قال: من فاته شيء من ورده، أو قال: من جزئه من الليل فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى الظهر فكأنما قرأه من ليلته.

221 -

حدثنا أبو نوح قراد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثنى ابن عباس حدثنى عمر قال: لما كان يوم بدر قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلثمائة ونيف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبيُّ القبلة ثم مدَّ يديه وعليه رداؤه وإزاره، ثم قال:"اللهم أين ما وعدتنى، اللهم أنجز ما وعدتنى، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدًا"، قال: فما زال يستغيث ربه

(220) إسناده صحيح، السائب بن يزيد: صحابي صغير، حج به أبوه مع النبى صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع سنين، عبد الرحمن بن عبد: هو القاريّ، بتشديد الياء، نسبة إلى "القارة" بفتح الراء المخففة، وهى قبيلة مشهورة بجودة الرمي، قوله "قال عبد الله" إلخ، هو عبد الله بن أحمد ابن حنبل، يحكي أن أباه رفع هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس موقوفاً على عمر.

(221)

إسناده صحيح، وهو تكرار للحديث 208 بإسناده ولفظه، وما ندري كيف هذا، ولكنه ثابت هكذا في كل الأصول، فلم نستجز حذفه، حرصاً على إثبات الكتاب على أصله، وقد وقع في ح في هذه الرواية نقص بعض ألفاظ زدناها من ك هـ وهى ثابتة في الرواية السابقة.

ص: 259

ويدعوه حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه [فرداه، ثم التزمه من ورائه، ثم قال: يانبي الله، كفاك منا شدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك] وأنزل الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)} فلما كان يومئذ والتقوا فهزم الله المشركين، فقتل منهم سبعون رجلاً، وأسر منهم سبعون رجلاً، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعليّا وعمر، فقال أبو بكر: يانبي الله، هؤلاء بنو العمّ والعشيرة والإخوان، فإني أرى أن تأخذ منهم الفداء، فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار، وعسى الله عز وجل أن يهديهم فيكونون لنا عضداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماترى يا ابن الخطاب؟ فقال: قلت والله ما أرى ما رأى أبو. بكر، ولكني أرى أن تمكننى من فلان، قريبٍ لعمر، فأضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل

فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا- هوادةٌ للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم، فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء، فلما كان من الغد قال عمر: غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو قاعد وأبو بكر، وأذا هما يبكيان، فقلت: يارسول الله، أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الذي عرض عليّ أصحابك من الفداء، ولقد عرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة، لشجرة قريبة"، وأنزل الله تعالى:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ (67)} إلى قوله {لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ (68)} من الفداء، ثم أحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أحدٍ من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل سبعونً منهم، وفرّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، وسال الدم على وجهه، فأنزل الله:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ (165)}

ص: 260

مِثْلَيْهَا} إلي قوله {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} بأخذكم الفداء.

222 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن ابن عباس قال: لم أزل حريصاً على أن أسأل عمر ابن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} حتى حج عمر وحججت معه، فلما كنا ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة، فتبرز، ثبم أتاني فسكبت على يديه فتوضأ، فقلت يا أمير المؤمنين، من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله تعالى:{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} فقال عمر: واعجباً لك يا ابن عباس! قال الزهري: كره والله ما سأله عنه ولم يكتمه عنه، قال: هي حفصة وعائشة، قال: ثم أخذ يسوق الحديث، قال: كنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، قال: وكان منزلي في بني أميه بن زيد بالعوالي، قال: فتغضبت يوماً على امرأتي، فإذا هي تراجعنى، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك! فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم

(222) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير عن المسند 8/ 408 - 410 وقال:"وقد رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن الزهري به". وقوله "رمال حصير" هو بضم الراء وتخفيف الميم، وهو ما رُمل، أبي نسج، يقال "رمل الحصير"، ونظيره "الركام والحطام" لما ركم وحطم، وقال بعضهم "الرمال" جمع "رمل" بمعنى مرمول، وقوله في هذا الموضع "ح وحدثناه يعقوب" إلخ: هو تحويل للسند في هذا الحرف، يريد أن يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثه إياه عن صالح عن الزهري فقال"رمال" بدل "رمل"، عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور القرشي المدني: ذكره ابن حبان في الثقات، ونقل الحافظ =

ص: 261

إلى الليل، قال: فانطلقت فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم، قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟ قالت نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسوله، فإذا هي قد هلكت؟ لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئأ، وسليني ما بدا لك؟ ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله منك، يريد عائشة، قال: وكان لي جارٌ من الأنصار، وكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينزل يوماً وأنزل يوماً، فيأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك، قال: وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا، فنزل صاحبي يوماً، ثم أتاني عشاء فضرب بابي، ثم ناداني، فخرجت إليه، فقال: حدث أمر عظيم! قلت: وماذا، أجاءت غسان؟ قال: لا، بل أعظم من ذلك وأطول، طلق الرسول نساءه، فقلت: قد خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظن هذا كائناً، حتى إذا صليت. الصبح شددت عليّ ثيابي، ثم نزلت، فدخلت على حفصة وهي تبكي، فقلت: أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: لا أدري، هو هذا معتزل في هذه المشربة، فأتيت غلاماً له أسود فقلت: استأذن لعمر، فدخل الغلام ثم خرج إليّ، فقال: قد ذكرتك

له فصمت، فانطلقت حتى أتيت المنبر، فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم، فجلست قليلاً، ثم غلبني ما أجد، فأتيت الغلام فقلت: استأذن لعمر، فدخل الغلام ثم خرج عليّ فقال: قد ذكرتك له فصمت: فخرجت فجلست إلى المنبر، ثم غلبني ما أجد، فأتيت الغلام فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي فقال: قد ذكرتك له فصمت، فوليت مدبراً، فإذا الغلام

= في التهذيب عن الخطيب أنه لم يرو عن غير ابن عباس ولم يرو عنه الزهري وانظر 339 - 2103 - 2744 - 2753.

ص: 262

يدعوني، فقال: ادخل فقد أذن لك، فدخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو متكيء على رَمل حصير [ح وحدثناه يعقوب في حديث صالح قال: رمال حصير]، قد أثر في جنبه، فقلت: أطلقت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءك؟ فرفع رأسه إلي وقال: "لا"، فقلت: الله أكبر، لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، فتغضبت على امرأتي يوماً فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك! فوالله إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فقلت: قد خاب من فعل ذلك منهن وخسر، أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله فإذا هي قد هلكت؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، فدخلت على حفصة فقلت لا يغرّك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فتبسم أخرى، فقلت: أَسْتأَنسُ يا رسول الله؟ قال: "نعم"، فجلست فرفعت رأسي في البيت، فوالله ما رَأيت فيه شيئاً يرد البصر إلا أهبةً ثلاثة، فقلت: ادع يا رسول الله أن يوسع على أمتك، فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله، فاستوى جالساً، ثم قال:"أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا"، فقلت استغفر لي يا رسول الله، وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهراً من شدة موجدته عليهن، حتي عاتبه الله عز وجل.

223 -

حدثنا عبد الرازق أخبرني يونس بن سليم قال: أملى عليّ

(223) إسناده صحيح، نقله ابن كثير في التفسير6/ 2 - 3 عن المسند ثم قال:"ورواه الترمذي في تفسيره، والنسائي في الصلاة من حديث عبد الرزاق به، وقال الترمذي: منكر، لا نعرف أحداً رواه غير يونس بن سليم، ويونس لا نعرفه" كذا قال، ولم أجده في سنن =

ص: 263

يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن

= النسائي، وهو في الترمذي 4/ 151 - 152 من طريق عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن الزهري، ثم رواه من طريق عبد الرزاق أيضاً عن يونس بن سليم عن يونس بن يزيد عن الزهري، ثم قال:"هذا أصح من الحديث الأول، سمعت إسحق بن منصور يقول: روى أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن يونس بن يزيد عن الزهري هذا الحديث، قال أبو عيسى: ومن سمع من عبد الرزاق قديماً فإنهم إنما يذكرون فيه عن يونس بن يزيد، وبعضهم لا يذكر فيه عن يونس بن يزيد، ومن ذكر فيه عن يونس بن يزيد فهو أصح، وكان عبد الرزاق ربما ذكر في هذا الحديث يونس بن يزيد، وربما لم يذكره، واذا لم يذكر فيه يونس فهو مرسل" ولم يقل غير هذا، فالظاهر أن ما نسبه ابن كثير للترمذي سهو منه، وأنه كلام النسائي، لأن في الخلاصة أن النسائي قال:"لا أعرفه". ويونس بن سليم الصنعاني هذا: ذكره ابن حبان في الثقات، وفي التهذيب عن النسائي قال:"ثقة"، فلا أدري أهذا سهو آخر على النسائي، أم هو قول آخر له؟ وفى التاريخ الكبير للبخاري4/ 2/ 413:"قال أحمد بن حنبل: سألت عبد الرزاق عنه، فقال: كان خير، من عين بقة! فظننت أنه لا شيء"! و"عين بقة" هذه غلط، فاتت على مصححي الكتاب، وصحفها بعضهم إلى "غير ثقة"، وصحتها عن التاريخ الصغير للبخاري 214:" قال أحمد: قال عبد الرزاق: يونس بن سليم خير من برق، يعني عمرو بن برق، قال أحمد: فلما ذكر هذا عند ذاك علمت أن ذا ليس بشيء"، وعمرو بن برق هو عمرو بن عبد الله بن الأسوار اليماني، وفيه ضعف، فالظاهر أن توثيق ابن حبان ليونس بن سليم صحيح، لأن عبد الرزاق فضله على عمرو بن برق، ثم وجدت الحديث رواه الحاكم في المستدرك 1/ 535 بإسنادين أحدهما من طريق السند، وصححه ووافقه الذهبي، فهذا موافقة من الحاكم والذهبي على توثيق يونس بن سليم، وفى آخر رواية الحاكم "قال عبد الرزاق: ويونس بن سليم هذا كان عمه والياً على أيلة، قال: أرسلني عمي إلى يونس بن يزيد حتى أملى علي أحاديث". والحديث نسبه السيوطي في الدر المنثور 5/ 2 أيضاً لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والعقيلي والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة.

ص: 264

ابن عبدٍ القاريّ سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه دوي كدويّ النحل، فمكثنا ساعةً، فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال:"اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنَّا وأرضنا، ثم قال: لقد أنزلت علىّ عشر آياتٍ من أقامهن دخل الجنة"، ثم قرأ علينا:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)} حتى ختم العشر.

224 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف: أنه شهد العيد مع عمر بن الخطاب، فصلى قبل أن يخطب بلا أذان ولا إقامة، ثم خطب فقال: يا أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام هذين اليومين، أما أحدهما فيوم فطركم من صيامكم وعيدكم، وأما الأخر فيوم تأكلون فيه من نسككم.

225 -

حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محصد بن إسحق حدثنا الزهري عن سعد أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب، فذكر الحديث.

(224 - 225) إسناداه صحيحان، أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف: هو سعد بن عبيد مولى ابن أزهر، وهو من فقهاء المدينة، مجمع على ثقته، أدرك النبى صلى الله عليه وسلم ولم يثبت له عنه رواية، والإسناد الثاني في ح "الزهري عن سعيد عن سعدْ بن أبى عبيد"،. وهو خطأ، صححناه من ك هـ، والحديث مكرر 163.

ص: 265

226 -

حدثنا عبد الرزاق حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن عمر قبل الحجر ثم قال: قد علمت أنك حجر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك.

227 -

حدثنا هشيم أخبرني سيَّار عن أبي وائل أن رجلا كان نصرانيا يقال له الصُّبَيُّ بن معبد أسلم، فأراد الجهاد. فقيل له: ابدأ بالحج، فأتى الأشعري فأمره أن يُهل بالحج والعمرة جميعاً، ففعل، فبينما هو يلبي إذ مر يزيد بن صوحان وسلمان بن ربيعة، فقال أحدهما لصاحبه: لهذا أضل من بعيرأهله، فسمعها الصبي، فكبر ذلك عليه.، فلما قدم أتى عمر فذكر ذلك له، فقال له عمر: هديت لسنة نبيك، قال: وسمعته مرة أخرى يقول: وفقت لسنة نبيك.

228 -

حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر عند أبي بكر الليلة كذاك في الأمر من أمر المسلمين وأنا معه.

229 -

حدثنا أبو معاوية حدثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت الأصَيْلِعَ، يعني عمر، يقبل الجر ويقول: إني لأقبلك وأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك لم أقبلك.

(226) إسناده صحيح، عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة في حفظه سيء. والحديث مكرر 176. وانظر 190.

(227)

إسناده صحيح، سيار: هو أبو الحكم العنزي الواسطي. والحديث مكرر 169. وانظر254

(228)

إسناده صحيح، وهو قمة من الحديث 175.

(229)

إسناده صحيح. عبد الله بن سرجس، بفتح السين وسكون الراء وكسر الجيم: صحابى.

والحديث مطول 226.

ص: 266

230 -

حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن عمر: قلت: يا رسول الله، أيرقد أحدنا وهو جنب؟ قال "نعم إذا توضأ".

231 -

حدثنا ابن نميرأخبرنا هشام عن أبيه عن عاصم عن عمر ابن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطرت".

232 -

حدثنا أبو كامل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب (ح) وحدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري، المعنى، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة: أن نافع بن عبد الحرث لقي عمر بن الخطاب بعسفان، وكان عمر استعمله على مكة، فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ قال: استخلفت عليهم ابن أبزى، قال: وما ابن أبزى؟ فقال: رجل من موالينا، فقال عمر: استخلفت عليهم مولى؟ فقال: إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض قاضي، فقال عمر أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال:"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين".

233 -

حدثنا محمد بن فضيل حدثنا إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين عن أبي البختري قال: قال عمر لأبي عبيدة بن الجراح: ابسط يديك حتى أبايعك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أنت أمين هذه

(230) إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عمر بن الخطاب، والحديث مكرر 165.

(231)

إسناده صحيح. وهو مختصر 192.

(232)

إسناده صحيح. أبو الطفيل: صحابي معروف. نافع بن عبد الحرث: هو الخزاعي، قال ابن عبد البر:"كان من كبار الصحابة وفضلائهم، ويقال إنه أسلم يوم الفتح فأقام بمكة ولم يهاجر". وله مسند سيأتي. ابن أبزى: هو عبد الرحمن بن أبزى، مختلف في صحبته، والراجح أنه صحابي. قوله "قاضي" كذا هو بإثبات الياء في ك هـ وهو جائز، وحذفت الياء في ح على الجادة. والحديث رواه مسلم224:1.

(233)

إسناده ضعيف، لانقطاعه. أبو البختري: هو سعد بن فيروز، وهو تابعى ثقة، ولكنه لم يدرك عمر، فروايته عنه مرسلة. وهكذا قال الهيثمي5/ 183. مسلم البطن: هو ابن =

ص: 267

الأمة"، فقال أبوعبيدة: ما كنت لأتقدم بين يدي رجل أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم

أن يؤمنا فأمنا حتى مات.

234 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن سلمان بن ربيعة عن عمر قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة فقلت: يارسول الله، لغير هؤلاء أحق منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنهم خيروني بين أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني، فلست بباخل".

235 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم: هل ينام أحدنا وهو جنب؟ قال "نعم، ويتوضأ وضوءه للصلاة".

236 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أيوب عن نافع. عن ابن عمر: أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.

237 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا عبيد الله بن عمر عن نافع قال: رأى ابن عمر سعد بن مالك يمسح على خفيه، فقال ابن عمر: وإنكم لتفعلون هذا؟ فقال سعد: نعم فاجتمعنا عند عمر، فقال سعد: يا أمير المؤمنين أفت ابن أخي في المسح على الخفين، فقال عمر: كنا ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم نمسح على خفافنا، فقال ابن عمر: وإن جاء من الغائط والبول؟ فقال عمر: نعم، وإن جاء من الغائط والبول، قال نافع: فكان ابن عمر بعد ذلك يمسح عليهما ما لم يخلعهما، وما يوقت لذلك وقتا. فحدثت به معمرا فقال:

= عمران، ويقال ابن أبي عمران. إسماعيل بن سميع الحنفى الكوفي: تابعي ثقة مأمون.

(234)

إسناده صحيح. وهو مكرر 127.

(235، 236) إسنادهما صحيحان. وهي مكرر 230.

(237)

إسناده صحيح. وانظر 87، 88، 128، 193، سعد بن مالك: هو سعد بن أبي وقاص."فاجتمعا": في ح هـ "فاجتمعنا" وهو خطأ، صح من ك، ولأن نافعا لم يدرك عمر. والذي يقول "فحدثت به معمرا" إلخ هو عبد الراق.

ص: 268

حدثنيه أيوب عن نافع مثله.

238 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان قال: صرفت عند طلحة بن عبيد ورقا بذهب، فقال: أنظرني حتى يأتينا خازننا من الغابة، قال: فسمعها عمر بن الخطاب، فقال: لا والله، لا تفارقه حتى تستوفي منه صرفه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء".

239 -

حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: لما ارتد أهل الردة في زمان أبي بكر قال عمر: كيف تقاتل الناس يا أبا بكر، وقد قال رسول "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله؟ " فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليها قال عمر: فو الله ما هو إلا أن رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق.

240 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال عمر: كنت في ركب أسير في غزاة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فحلفت فقلت: لا وأبي، فنهرني رجل من خلفي وقال: لا تحلفوا بآبائكم، فالتفت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم.

(238) إسناده صحيح. وهو مختصر 162.

(239)

إسناد ظاهره الانقطاع. فإن رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عمر مرسلة، لأنه لم

يدركه. ولكن سبق الحديث 67، 117 عنه عن أبي هريرة موصولا. وقوله "عناقا" في ك "عقالا" وبهامشها نسخة "عناقا". و"العقال" الحبل الذي يعقل به البعير.

(240)

إسناده صحيح، وهو مكرر 214، وانظر 112.

ص: 269

241 -

حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر قال: سمعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحلف بأبي، فقال "إن الله ينهاكم أن تحلفو! بآبائكم"، قال عمر: فوالله ما حلفت بها بعد ذاكرا ولا آثرا.

242 -

حدثنا خلف بن الوليد حدثنا خالد عن خالد عن أبي عثمان عن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في الحرير في إصبعين.

243 -

حدثنا يحيى بن سعيد التيمي عن أبي عثمان قال: كنا مع عتبة بن فرقد، فكتب إليه عمر بأشياء يحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان فيما كتب إليه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا يلبس الحرير في الدنيا إلا من ليس له في الآخرة منه شيء، إلا هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى"، قال أبو عثمان: فرأيت أنها أزرار الطيالسة حين رأينا الطيالسة.

244 -

حدثنا يحيى عن ابن جريج حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبي عمار عن عبد الله بن بابيه عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب: إقصار الناس الصلاة اليوم، وإنما قال الله عز وجل {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} فقد ذهب ذاك اليوم؟ فقال: عجبت مما عجبتَ منه، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته".

245 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج سمعت عبد الرحمن بن

(241) إسناده صحيح. وهو مكرر 112، وانظر 240.

(242)

إسناده صحيح. خالد: هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن الطحان. عن خالد: هو ابن مهران الحذاء. عن أبي عثمان: وهو النهدي. والحديث مختصر 92 وانظر 123، 181.

(243)

إسناده صحيح. التيمى: هو سليمان بن طرخان. وانظر ماقبله.

(244، 245) إسناداه صحيحان. وهو مكرر 174.

ص: 270

عبد الله بن أبي عمار يحدث، فذكره.

246 -

حدثنا يحيى عن ابن أبي عروبة حدثنا قتادة عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر: إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها، فدعوا الربا والريبة.

247 -

حدثنا يحيى حدثنا شعبة حدثنا قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الميت يعذب في قبره بالنياحة عليه".

248 -

حدثنا يحيى عن عبد الله أخبرنا نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يعذب الميت ببكاء أهله عليه".

249 -

حدثنا يحيى عن يحيى قال: سمعت سعيد بن المسيب: أن عمر قال: إياكم أن تَهْلِكوا عن أية الرجم، لا بخد حدين في كتاب الله، فقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد رجم وقد رجمنا.

250 -

حدثنا يحيى حدثنا حميد عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث، ووافقني ربي في ثلاث. قلت: يا رسول الله، لو اتخذت من

(246) إسناده ضيف، لانقطاعه، سعيد بن المسيب لم يسمع من عمر، كما بينا في 109 ابن أبي عروبة: هو سعيد بن أبي عروبة. والحديث رواه ابن ماجة 21:2 ونقله ابن كثير في تفسيره 2: 58 عن المسند، ونسبه السيوطي أيضا في الدر المنثور 1: 365 لابن جرير وابن المنذر.

(247)

إسناده صحيح. وهو مكرر 180 بإسناده ولفظه.

(248)

إسناده صحيح. عبيد: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم: والحديث مكرر ما قبله.

(249)

إسناده ضعيف، لانقطاعه، سعيد بن المسيب عن عمر: مرسل. يحيى: هو ابن سعيد القطان. عن يحيى: هو ابن سعيد الأنصاري. وانظر 197.

(250)

إسناده صحيح. وهو مكرر 160.

ص: 271

مقام إبراهيم مصلى؟ فأنزل الله {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} ، قلت يا رسول الله، إنه يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب؟ فأنزل الله آية الحجاب، وبلغني معاتبة النبي عليه السلام بعض نسائه، قال: فاستقريت أمهات المؤمنين، فدخلت عليهن، فجعلت أستقريهن واحدة واحدة: والله لئن انتهيتن وإلا ليبدلن الله رسوله خيرا منكن، قال: فأتيت على بعض نسائه قالت: يا عمر، أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تكون أنت تعظهن! فأنزل الله عز وجل {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} .

251 -

حدثنا يحيى عن شعبة حدثني أبو ذبيان سمعت عبد الله بن الزبير يقول: لا تُلبسوا نساءكم الحرير، فإني سمعت عمر يحدث يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة"، وقال عبد الله بن الزبير من عنده: ومن لم يلبسه في الآخرة لم يدخل الجنة، قال الله تعالى {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} .

252 -

حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا عامر، وحدثنا محمد بن

(251) إسناده صحيح. أبو ذبيان: هو خليقة بن كعب التميمي، وهو ثقة "ذبيان" بكسر الذال المعجمة. ويجوز ضمها، وثبت بالضبطين معا في صحيح البخاري 150:7من الطبعة السلطانية 243:10 من فتح الباري. وضبط في الخلاصة "ذئبان مثنى ذئب" وهو شاذ.

والحديث رواه البخاري، ورواه مسلم152:1 والنسائي 2: 297 والدولابي في الكنى 1: 171 كلهم من طريق شعبة. وانظر 243.

(252)

إسناده في ظاهره ضعيف، لانقطاعه. فإن عامرا الشعبى لم يدرك عمر ولا طلحة، روايته عنهما مرسلة. ولكن مضى الحديث موصولا 187 عن الشعبى عن جابر بن عبد الله. محمد بن عبيد: هو محمد بن عبيد بن أبي أمية الأحدب. وفي روايته "إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن الشعبي" والتى قبلها في هذا الإسناد رواية يحيى القطان عن إسماعيل "حدثنا عامر" فالأخرى لا تعلل الأولى، لعل إسماعيل سمعه أولا من رجل =

ص: 272

عبيد حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن الشعبي قال: مر عمر بطلحة، فذكر معناه، قال: مر عمر بطلحة فرآه مهتما، قال: لعلك ساءك إمارة ابن عمك؟ قال: يعنى أبا بكر، فقال: لا، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما لأعلم كلمة لا يقولها الرجل عند موته إلا كانت نورا في صحيفته، أو وجد لها روحا عند الموت، قال عمر: أنا أخبرك بها، هى الكلمة التي أراد بها عمه، شهادة أن لا إله إلا الله، قال فكأنما كشف عنى غطاء، قال: صدقت، لو علم كلمة هي أفضل منها لأمره بها.

253 -

حدثنا يحيى عن ابن جريج حدثني سليمان بن عتيق عن عبد الله بن بابيه عن يعلى بن أمية قال: طفت مع عمر بن الخطاب، فلما كنت عند الركن الذي يلى الباب مما يلي الحجر أخذت بيده ليستلم، فقال: أما طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى، قال: فهل رأيته يستلمه؟ قلت: لا، قال: فانفذ عنك: فإن لك في رسول الله إسوة حسنة.

254 -

حدثنا يحيى عن الأعمش حدثنا شقيق حدثني الصبي بن

= عن الشعبى ثم سمعه من الشعبى، فرواه مرة هكذا ومرة وهكذا.

(253)

إسناده صحيح. سليمان بن عتيق: حجازي، وثقه النسائى وابن حبان. وسيأتى الحديث في مسند يعلى بن أمية (222:4 ح) "عن عبد الله بن بابيه عن بعض بنى يعلى بن أمية" وكذلك سيأتى 313، فهذا فيه مجهول، قال الحافظ في التعجيل (ص 542):"لعله صفوان"، يعني صفوان بن يعلى بن أمية، وهذا محتمل: وانظر مجمع الزوائد 3: 240 ولكن يعل هذا الحديث بأن الاُحاديث الصحاح ثبت فيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استلم الحجر وأن عمر رآه وروى عنه ذلك. انظر 229، 190. وقوله "فانفذ عنك" أي دعه وتجاوزه، يقال "سر عنك" و "انفذ عنك" أي امض عن مكانك وجزه، قاله في النهاية.

وفي ح "فانفذ عندك" وهو خطأ، صححناه من ك هـ ومما سيأتى في مسند يعلى وصححه مصحح مجمع الزوائد فجعله "فابعد عنه"!!.

(254)

إسناده صحيح. وهو مكرر 227.

ص: 273

معبد، وكان رجلا من بنى تغلب، قال: كنت نصرانيا قأسلمت، فاجتهدت فلم آلُ، فأهللت بحجة وعمرة، فمررت بالعذيب على سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان، فقال أحدهما: أبهما جميعا؟ فقال له صاحبه: دعه لهو أضل من بعيره، قال: فكأنما بعيري على عنقي، فأتيت عمر فذكرت ذلك له، فقال لي عمر: إنهما لم يقولا شيئا، هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.

255 -

حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثنى نافع عن ابن عمر عن عمر أنه قال: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف في المسجد الحرام ليلة؟ فقال له:"فأوف بنذرك".

256 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن صبي بن معبد التغلبى قال: كنت حديث عهد بنصرانية، فأردت الجهاد أو الحج، فأتيت رجلا من قومي يقال له هديم، فسألته، فأمرني بالحج، فقرنت بين الحج والعمرة، فذكره.

257 -

حدثنا وكيع حدثنا سفيان، وعبد الرحمن عن سفيان عن

(255) إسناده صحيح: ورواه الشيخان أيضا، كما في المنتقى 2283.

(256)

إسناده صحيح. وهو مكرر 254. "هديم" بالتصغير، ويقال "أديم" بالهمزة بدل الهاء.

انظر الإصابة103:1. وفي سنن أبي داود أنه "هديم بن ثرملة" قال في عون المعبود 92:2 - 93: "هكذا في بعض النسخ، وهو غلط، فإنه هديم بن عبد الله كما في رواية النسائي، وكذا قاله ابن ماكولا وابن الأثير والحافظ ابن حجر وغيرهم".

(257)

إسناده ضعيف، لانقطاعه، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر، كما فصلنا في 193. وقد رواه أحمد هنا عن شيوخ ثلاثة: وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هرون، وفصل روايتهم، فرواية وكيع فيها الرواية عن سفيان عن زبيد، مرة يقول:"عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر" ومرة يقول: "عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أراه عن عمر"، وعبد الرحمن بن مهدي يقول:"عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر" =

ص: 274

زبيد الإيامي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر قال: صلاة السفر ركعتان، وصلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان، تمام غير قصر، على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، قال سفيان: وقال زبيد مرة: أراه عن عمر، قال عبد الرحمن على غير وجه الشك، وقال يزيد يعنى ابن هرون: ابن أبي ليلى قال: سمعت عمر.

258 -

حدشماوكيع حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر: أنه وجد فرسًا كان حَمَل عليها في سبيل الله تباع في

على غير وجه الشك، ويزيد بن هرون يقول:"ابن أبي ليلى قال: سمعت عمر"، وهذه رواية لو صحت صح الحديث، ولكنها رواية شاذة. ذكر الحافظ في التهذيب 6: 261 - 262 أن أبا خيثمة رواه في مسنده عن يزيد بن هرون كذلك أيضا، وقال:"قال أبو خيثمة، تفرد به يزيد بن هرون هكذا، ولم يقل أحد: سمعت عمر، غيره، ورواه يحيى بن سعيد وغير واحد عن سفيان عن زبيد عن عبد الرحمن عن الثقة عن عمر، وراه شريك عن زبيد عن عبد الرحمن عن عمر، ولم يقل سمعت، وقال ابن خيثمة في تاريخه: وقد روى سماعه من عمر من طرق، وليست بصحيح". والحديث رواه النسائي 209:1 وابن ماجة170:1من طريق شريك عن زبيد، وقال النسائي عقيبه:"عبد الرحمن بن أبا ليلى لم يسمع من عمر". ورواه النسائي أيضا 211 - 212 من طريق شعبة و232 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن زبيد عن ابن أبى ليلى عن عمر. ورواه ابن ماجة170:1 من طريق يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن زبيد "عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن عمر". ورواه ابن حزم في المحلى 4: 265 من طريق النسائي من طريق يزيد بن زياد بن أبي الجعد كرواية ابن ماجة. فهذا

الإسناد بزيادة" كعب بن عجرة "إسناد صحيح متصل، صح به هذا المنقطع هنا، لأن يزيد بن زياد بن أبي الجعد ثقة، وثقه أحمد وابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات. وبهذا التفصيل تعرف تقصير الشوكاني 3: 250 في كلامه على هذا الحديث.

(258)

إسناده صحيح، وهو مختصر 166.

ص: 275

السوق، فأراد أن يشتريها، فسأل النبىَّ صلى الله عليه وسلم؟ فنهاه، وقال: لا تعودنَّ في صدقتك.

259 -

حدثنا وكيع عن ابن أبي خالد عن قيس قال: رأيت عمر وبيده عَسيبُ نخلِ وهو يجلس الناس، يقول: اسمعوا لقول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجَاء مولى لأبي بكر يقال له شديد بصحيفة فقرأها على الناس، فقال: يقول أبو بكر: اسمعوا وأطيعوا لما في هذه الصحيفة، فوالله ما ألوتكم، قال قيس: فرأيت عمر بعد ذلك على المنبر.

260 -

حدثنا مُؤمل حدثنا سفيان عن سلمة عن عمران السُّلمي قال: سألت ابن عباس عن النبيذ، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر والدباء فلقيت ابن عمر فسألته فأخبرني، فيما أظن، عن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم! نهى عن نبيذ الجر والدباء، شك سفيان، قال: فلقيت ابن الزبير فسألته، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر والدباء.

261 -

حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان

(259) إسناده صحيح، ابن أبي خالد. هو إسمعيل. قيس: هو ابن أبي حازم. شديد: هو مولى لأبي بكر، لانعرف من خبره غير هذا الخبر، وذكره الحافظ في الإصابة فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم 222:3 - 223 ومن المحتمل جداً أن تكون له صحبة، بل هو أقرب. وهذا الحديث رواه الطبري في التاريخ 4: 51 - 53 من طريق سفيان بن عيينة عن إسمعيل ابن أبي خالد. وقال الهيثمى 5/ 184 رجاله رجال الصحيح.

(260)

إسناده صحيح، مؤمل: هو ابن إسمعيل العدوي. سلمة: هو ابن كهيل. عمران: هو ابن الحرث السلمي أبو الحكم. والحديث مختصر 185. وشك شفيان هنا في ذكر عمر لا يعل الحديث، فقد جزم به شعبة هنا وفيما يأتي 360.

(261)

إسناده حسن، أبو سنان: هو عيسى بن سنان الحنفي القسملي، بفتح القاف والميم، صدوق في حديثه لين، وذكره ابن حبان في الثقات، عبيد بن آدم: ذكره ابن حبان في =

ص: 276

عن عُبيد بن آدم وأبي مريم وأبي شعيب: أن عمر بن الخطاب كان بالجابية، فذكر فتح بيت المقدس، قال: فقال أبو سلمة: فحدثني أبو سنان عن عبيد بن آدم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب: أين ترى أن أصلي؟ فقال: إن أخذت عني صليت خلف الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك! فقال عمر: ضاهيت اليهودية، لا، ولكن أصلى حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقدم إلى القبلة فصلى، ثم جاء فبسط رداءه، فكنس الكناسة في ردائه وكنس الناس.

262 -

حدثنا أبو نعيم حدثنا مالك يعني ابن مغْوَلٍ قال سمعت الفضيل بن عمرو عن إبراهيم النخعي عن عمر قال: سَألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلالة؟ فقال " تكفيك آية الصيف"، فقال: لأن أكون سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم.

263 -

حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله حدثنا سفيان عن

= الثقات. وقد شرح هنا بالسماع من عمر، له ترجمة في التعجيل 286، وهو غير عبيد ابن آدم العسقلاني شيخ النسائي، المترجم في التهذيب 58:7. أبو مريم: الراجح عندي أنه عبد الله بن زياد الكوفي، أبو شعيب، قال العراقي: "لا يعرف" وتعقبه الحافظ في التعجيل 495 بأنه "لا وجود له، ولا أدري كيف وقع له هذا؟ فإنه إنما يتبع غالبا شيخنا الهيثمي، وليس هذا في كراس الهيثمي، وفتشت مسند عمر مرارا فلم أجد له في مسند عمر ذكرا "! ثم قال: "وليس فيه لأبي شعيب ذكر أصلا، وليس في الكنى لأبي أحمد الحاكم ممن يكنى أبا شعيب أحد يروي عن عمر"! هكذا قال الحافظ وجزم، وهو وهم منه عجيب! فأبو شعيب في المسند كما ترى، وانظر الكنى للدولابي:111:2 قوله

"فقال أبو سلمة": هو حماد بن سلمة.

(262)

إسناده ضعيف، لانقطاعه. إبراهيم النخعي: لم يدرك عمر، ولد بعد وفاته بدهر. أبو نعيم:

هو الفضل بن دكين، وانظر 186.

(263)

إسناده صحيح. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير أبو أحمد الزبيري الكوفي. =

ص: 277

عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنه تصيبني الجنابة؟ فأمره أن يغسل ذكره ويتوضأ وضوءه للصلاة.

264 -

حدثنا عفان حدثنا همام عن قتادة عن قزعة قال: قلت لابن عمر: يعذب الله هذا الميت ببكاء هذا الحي؟ فقال: حدثني عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كذبت على عمر، ولا كذب عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

265 -

حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الحسن بن عبيد الله حدثنا إبراهيم عن علقمة عن القرثع عن قيس أو ابن قيس، رجل من جعفي، عن عمر بن الخطاب قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه وأبو بكرَ على عبد الله بن مسعود وهو يقرأ، فقام فسمع قراءته، ثم ركع عبد الله وسجد، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سل تعطه، سل تعطه" قال: ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه من ابن أم عبد"، قال: فأدلجت إلى عبد الله بن مسعود لأبشره بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلما ضربت الباب، أوقال: سمع صوتي قال: ما جاء بك هذه

= سفيان: هو الثوري. عبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وانظر 236. وفي الحديث اختصار، فإنه يسأل عن النوم بعد الجنابة، فلم يذكر النوم في هذه الرواية. وانظر أيضا 359

(264)

إسناده صحيح. قزعة، بفتح القاف والزاي والعين: هو ابن يحيى أو ابن الأسود أبو الغادية

البصري، تابعي ثقة، وانظر 248.

(265)

إسناده صحيح. الحسن بن عبيد الله: هو أبو عروة النخعي، ثقة. القرثع، بفتح القاف والثاء ولينهما راء ساكنة: هو الضبي الكوفي، تابعى ثقة كان من القراء الأولين. قيس أو ابن قيس: شك من الراوى وهو قيس بن أبي قيس،. واسم أبيه مروان. وقد مضى باسم "قيس بن مروان" في 175، والحديث هناك عن علقمة عن عمر، وعن خيثمة عن قيس بن مروان عن عمر. فالظاهرأن علقمة سمعه من عمر ومن القرثع عن قيس عن عمر. وانظر 228.

ص: 278

الساعة؟ قلت: جئت لأبشرك بما قال رسول الله، قال: قد سبقك أبو بكر، قلت: إن يفعل فإنه سباق بالخيرات، ما استبقنا خيرا قط إلا سبقنا إليها أبو بكر.-

266 -

حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال: لما أقبل أهل اليمن جعل عمر يستقري الرفاق فيقول: هل فيكم أحد من قرن؟ حتى أتى على قرن. فقال: من أنتم؟ قالوا: قرن، فوقع زمام عمر أو زمام أويس، فناوله أحدهما الآخر، فعرفه، فقال عمر: ما اسمك؟ قال أنا أويس، فقال: هل لك والدة؟ قال: نعم، قال: فهل كان بك من البياض شيء؟ قال: عم، فدعوت الله عز

وجل فأذهبه عني إلا موضبع الدرهم من سرتي، لأدكر به ربي، قال له عمر: استغفر لي، قال: أنت حق أن تستغفر لي، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: إنما سمعت رسول لله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن خير التابعين رجل يقال له أويس، وله والدة، وكان به ياض فدعا الله عز وجل فأذهبه عنه إلا موضع في سرته "، فاستغفر له، ثم دخل في غمار الناس: فلم در أين وقع، قال: فقدم الكوفة، قال: وكنا بختمع في حلقة فنذكر الله، وكان يجلس معنا، فكان إذا كر هو وقع حديثه من قلوبنا موقعا لا يقع حديث غيره، فذكر الحديث. 267 - حدثنا عبد الملك ن أبي الشوارب حدثنا عبد الواحد بن زياد

(266) إسناده صحيح. أسير: التصغير، ويقال "يسير" بإبدال الهمزة ياء، وهو ثقة. والحديث رواه مسلم 2: 273 - 274 ختصراومطولا. (267) في إسناده نظر، فلم أجد ترجمة لعبد الملك بن أبي الشوارب شيخ أحمد، وهو كرار للحديث 265. وعبد الملك هذا لم يذكره الحافظ في التعجيل، ولا ذكره ابن الجوزي في شيوخ حمد. وإنما ترجم في التهذيب لابنه "محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب " وهو من أقران أحمد، ومات عده سنة 244. وسقط من هذا الإسناد ذكر "علقمة" وهو ثابت في الإ سناد السابق.

ص: 279

حدثنا الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن القرثع عن قيس أو ابن قيس رجل من جعفي، عن عمر بن الخطاب، فذكر نحو حديث عفان.

268 -

حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس: أن عمر بن الخطاب لما عولت عليه حفصة، فقال: يا حفصة أما سمعت النبي يقول "المعول عليه يعذب؟ " قال: وعول صهيب، فقال عمر: يا صهيب، أما علمت أن المعول عليه يعذب.

269 -

حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد حدثنا يزيد الرشك عن معادة عن أم عمرو ابنة عبد الله أنها سمعت عبد الله بن الزبير يحدث أنه سمع عمر بن الخطاب يخطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لبس الحرير في الدنيا فلا يكساه في الآخرة".

270 -

حدثنا عفان حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أبو العالية عن ابن عباس: حدثني رجال مرضيون فيهم عمر، وقال عفان، مرة: شهد عندي رجال مرضيون وأرضاهم عندي عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا صلاة بعد صلاتين: بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى

تغرب الشمس".

271 -

حدثنا عفان حدثنا أبان حدثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس، بمثل هذا: شهد عندي رجال مرضيون.

272 -

حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب: أن اليهود قالوا لعمر: إنكم تقرؤون آية. لو أنزلت فينا لاتخذنا

(268) إسناده صحيح. "عولت": رفعت صوتها بالبكاء والصياح. وانظر 264.

(269)

إسناده صحيح. وهو مكرر 123. وانظر 251. "معاذة" في ح " معاذ" وهو خطأ، صححناه من ك هـ ومما مضى.

(270، 271) إسناداه صحيحان. وهو مكرر 130.

(272)

إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. والحديث مكرر 188.

ص: 280

ذلك اليوم عيدا، فقال: إنما لأعلم حيث أنزلت، وأي يوم أنزلت، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت، يوم عرفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة، قال سفيان:

وأشك "يوم جمعة" أولا، يعني {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} .

273 -

حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبطحاء، فقال:"بم أهللت؟ " قلت: بإهلال كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم، فقال "هل سقت من هدي؟ " قلت: لا، قال "طف بالبيت وبالصفا والمروة ثم حل"، فطفت بالبيت وبالصفا والمروة، ثم أتيت امرأة من قومي فمشطتني وغسلت رأسى، فكنت أفتى الناس بذلك بإمارة أبي بكر وامارة عمر، فإنما لقائم في الموسم إذ جاءني رجل فقال: إنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في شأن النسك، فقلت: أيها الناس، من كنا أفتيناه فتيا فهذا أمير المؤمنين قادم عليكم فبه فائتموا فلما قدم قلت: ما هذا الذي قد أحدثت في شأن النسك؟ قال: إن نأخذ بكتاب الله تعالي فإن الله تعالى قال {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} ، وأن نأخذ بسنة نبينا فإنه لم يحل حتى نحر الهدي.

274 -

حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال: رأيت عمر يقبل الحجر ويقول: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولكني رأيت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بكْ حفيا.

275 -

حدثنا عبد الرحمن عن سفيان، وعبد الرزاق أنبانا سفيان عن

(273) إسناده صحيح. وسيأتى في مسند أبي موسى الأشعري بأطول من هذا (393:4ح).

ونسبه السيوطى في الدر المنثور 216:1 للبخاري ومسلم والنسائي. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

(274)

إسناده صحيح. إبراهيم بن عبد الأعلى الجعفي: ثقة. وهو مختصر 229، وانظر 253.

(275)

إسناده صحيح. وهو مطول 200، أبو إسحق: هو السبيعي، وفي النسخ الثلاث هنا "ابن إسحق" وهو خطأ واضح، فالحديث حديث السبيعي في الأسانيد الماضية، وفي كل الروايات، وليس لابن إسحق رواية عن عمرو بن ميمون. وسيأتي على الصواب 295. =

ص: 281

أبي إسحق عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر، قال عبد الرزاق: سمعت عمر: إن المشركين كانوا لا يفيضون من جمع حتى تشرق الشمس على ثبير، قال عبد الرزاق: وكانوا يقولون: أشرق ثبير، كيما نغير، يعني فخالفهم النبى صلى الله عليه وسلم، فدفع قبل أن تطلع الشمس.

276 -

حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن الزهري عن عبيد الله ابن عبد الله عن ابن عباس قال: قال عمر: إن الله تعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم، فقرأنا بها وعقلناها ووعيناها، فأخشى أن يطول بالناس عهد فيقولوا إنا لا نجد آية الرجم فتترك فريضة أنزلها الله تعالى، وإن الرجم في كتاب الله تعالى حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الأعتراف.

277 -

حدثناعبد الرحمن عن مالك عن الزهري عن عروة عن عبد الرحمن بن عبد عن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في الصلاة على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، فأخذت بثوبه فذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله إني سمعته يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال:"اقرأ"، فقرأ القراءة التي سمعتها منه، فقال "هكذا أنزلت"، ثم قال لي:"أقرأ"، فقرأت، فقال "هكذا أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر".

278 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عروة عن

= وقوله "قال عبد الرزاق: سمعت عمر"معناه أن رواية عبد الرحمن بن مهدي" عن عمرو ابن ميمون قال قال عمر" فلم يصرح بالسماع، ورواية عبد الرزاق "عن عمرو بن ميمون سمعت عمر" فصرح بالسماع.

(276)

إسناده صحيح. وانظر 246، 197، 156.

(277، 278) إسناداه صحيحان. وهو مكرر 158. وانظر شرحنا على رسالة الشافعي رقم 752

ص 273 - 274.

ص: 282

المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري: أنهما سمعا عمر يقول: مررت بهشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان، فذكر معناه.

279 -

حدثنا عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد عن عبد الله بن السعدي قال: قال لي عمر: ألم أحدث أنك تلى من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة لم تقبلها؟ قال: نعم، قال: في تريد إلى ذاك؟ قال: أنا غني، لي أعبد ولي أفراس، أريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين، قال: لا تفعل، فإني كنت أفعل مثل الذي تفعل، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول، أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال:"خذه، فإما أن تموله وإما أن تصدق به، وما آتاك الله من هذا المال وأنت غير مشرف له ولا سائله فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك".

280 -

حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهرى عن السائب بن يزيد قال: لقى عمر عبد الله بن السعدي، فذكر معناه، إلا أنه قال: تصدق به، وقال: لا تتبعه نفسك.

281 -

حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال: حملت على فرس في سبيل الله، فأضاعه صاحبه، فأردت أن أبتاعه، وظننت أنه بائعه برخص، فقلت: حتى أسأل

(279) إسناده صحيح. على أنه قد حذف في هذا الإسناد "حويطب بن عبد العزى" بين السائب بن يزيد وعبد الله بن السعدي، فلعل السائب سمعه منهما، أو لعله أرسله في هذا الإسناد، وقد سبق موصولا بذكر حويطب برقم 100. وانظر 136، 137.

(280)

إسناده صحيح. وهو مكرر ما قبله.

(281)

إسناده صحيح. وهو مطول 258. عبد الرحمن: هو ابن مهدي.

ص: 283

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لا تبتعه وأن أعطاكة بدرهم، فإن الذي يعود في صدقته فكالكلب الذي يعود في قيئه".

282 -

قرأت على عبد الرحمن عن مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى ابن أزْهر أنه قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب، فصلى ثم انصرف فخطب الناس فقال: إن هذين يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما، يوم فطركم من صيامكم، والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم.

283 -

حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يحيى بن أبي إسحق عن سالم بن عبد الله قال: كان عمر رجلا غيورا، فكان إذا خرج للصلاة اتبعته عاتكة ابنة زيد، فكان يكره خروجها ويكره منعها، وكان يحدن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا استأذنتكم نساؤكم إلى الصلاة فلا تمنعوهن".

284 -

حدثنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر.

285 -

حدثنا إسماعيل حدثنا سلمة بن عَلْقمة عن محمد بن سيرين قال: نبئت عن أبي العَجْفَاء السُّلمي قال: سمعت عمر يقول: ألا

(282) إسناده صحيح. وهو مكرر 225.

(283)

إسناده ضعيف، لانقطاعه. سالم بن عبد الله بن عمر لم يدرك جده عمر ولم يسمع منه.

وانظر مجمع الزوائد 2: 33.

(284)

إسناده صحيح. وانظر 213.

(285)

إسناده صحيح. وإن كان ظاهره الانقطاع، يقول ابن سيرين "نبئت عن أبي الجعفاء، وأبو الجعفاء: اسمه "هرم" بفتح الهاء وكسر الراء "بن نسيب" بفتح النون وكسر السين، وثقه ابن معين والدارقطني وابن حبان. وقد سمع ابن سيرين هذا الحديث من أبي العجفاء كما سيأتي 340 فالظاهر أنه سمعه منه ومن غيره عنه، فتارة يرويه هكذا، وتارة يقول "عن أبي =

ص: 284

لا تُغْلوا صُدُق النساء، ألا لا تُغْلوا صُدُق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه، ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية، وإن الرجل ليبتلى بصدقة امرأته، وقال مرة: وإن الرجل ليغلي بصدقة امرأته حتى تكون لها عداوة في نفسه، وحتىَ يقول: كلفت إليك علق القربة، قال: وكنت غلاما عربيا مولدا لم أدر ما علق القربة، قال: وأخرى تقولونها لمن قتل في مغازيكم ومات: قتل فلان شهيدا، ومات فلان شهيدا، ولعله أن يكون قد أوقر عجز دابته أو دفَّ راحلته ذهبا أو ورقا يلتمس التجارة، لا تقولوا ذاكم، ولكن قولوا كما قال النبي، أوكما قال محمد صلى الله عليه وسلم "من قتل أومات في سبيل الله فهو في الجنة".

= العجفاء"، كما سيأتي 287. وقال البخاري في التاريخ الصغير 112 - 113 "قال سلمة ابن علقمة عن ابن سيرين نبئت عن أبي العجفاء عن عمر، في الصداق. قال هشام عن ابن سيرين: حدثنا أبو العجفاء. وقال بعضهم عن ابن سيرين عن ابن أبي العجفاء عن أبيه، في حديثه نظر". وهشام هو ابن حسان الأزدي، قال سعيد بن أبي عروبة:"ما رأيت أحفظ عن محمد بن سيرين من هشام". والحديث رواه الحاكم في المستدرك 2: 175 - 176 من طريق يزيد بن هرون عن ابن عون عن ابن سيرين "عن أبى العجفاء". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه أيوب

السختياني وحبيب بن الشهيد وهشام بن حسان وسلمة بن علقمة ومنصور بن زاذان وعوف بن أبي جميلة ويحيى بن عتيق، كل هذه التراجم من روايات صحيحة عن محمد بن سيرين. وأبو العجفاء السلمي اسمه هرم بن حيان، وهو من الثقات". وتعقبه الحافظ الذهبى في اسمه وقال:"بل هرم بن نسيب" ولم يتعقبه في تصحيح الحديث.

ورواه أيضا أبو داود 2: 199 والترمذي 2: 183 - 184 والنسائي 2: 87 - 88 وابن ماجة298:1 - 299 والبيهقى في السنن الكبرى 7: 234، بعضهم طوله وبعضهم اختصره. قال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح". وفى أكثر هذه الروايات "عن ابن =

ص: 285

286 -

حدثنا إسماعيل أنبأنا الجريري سعيد عن أبي نضرة عن أبي فراس قال: خطب عمر بن الخطاب فقال: يا أيها الناس، ألا إنا إنما كنا نعرفكم إذ بين ظهرينا النبى صلى الله عليه وسلم، وإذ ينزل الوحي، واذ ينبئنا الله من أخباركم، ألا وإن النبى صلى الله عليه وسلم قد انطلق، وقد انقطع الوحي، وإنما نعرفكم بما

سيرين عن أبي العجفاء" ولكن حكاية البخاري أن هشام بن حسان قال عن ابن سيرين "حدثنا أبو الجعفاء" والرواية الآتية 340 رواية سفيان بن عيينة عن أيوب عن ابن سيرين "سمعه من أبي الجعفاء" صريحتان في وصل الحديث، لأنهما من رواية رجلين من أثبت الناس في حديث ابن سيرين، وهي أيوب السختياني وهشام بن حسان. سلمة بن علقمة التميمي البصري: ثقة حافظ متقن. إسماعيل شيخ أحمد: هو ابن علية. "صدق النساء" بضمتين: جمع صداق أيضا، "بصدقة امرأته": الصدقة، بفتح الصاد والقاف وضم الدال وآخرها تاء: الصداق أيضا، ويجوز فيها فتح الدال وإسكانها مع فتح الصاد، ويجوز ضم الصاد مع ضم الدال وإسكانها. "علق القربة" بفتح العين واللام: هو حبل القربة الذي تعلق به، يريد: تحملت لأجلك كل شيء حتى علق القربة. وفى بعض الروايات "عرق القربقة" بفتح العين والراء، قال في النهاية: " أي تكلفت إليك وتعبت حتى عرقت كعرق القربة، وعرقها: سيلان مائها. وقيل: أراد بعرق القربة عرق حاملها من ثقلها. وقيل: أراد إني قصدتك وسافرت إليك واحتجت إلى عرق القربة، وهو ماؤها. وقيل: أراد تكلفت لك ما لم يبلغه أحد وما لا يكون، لأن القربة لا تعرق. وقال الأصمعى: عرق القربة معناه الشدة، ولا أدري ما أصله". وقال الزمخشري في الفائق:"جشمت إليك عرق القربة أو علق القربة: هذا مثل تضربه العرب في الشدة والتعب، وفيه أقاويل ذكرتها في كتاب المستقصى في أمثال العرب"."أو دفَّ راحلته": دف الراحلة. بفتح الدال: جانب كورها، وهو السرج.

ْ (286) إسناده حسن. أبو فراس: هو النهدي، وسماه بعضهم "الربيع بن زياد" وفيه نظر. وقال ابن سعد في الطبقات7/ 1/89:"وكان أبو فراس شيخا قليل الحديث". وفى الميزان أنه لا يعرف، وفي التقريب:"مقبول". "ولا تجمروهم". تجمير الجيش. جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إلى أهلهم.

ص: 286

نقول لكم: من أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه، ومن أظهر منكم لنا شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه، سرائركم بينكم وبين ربكم، ألا إنه قد أتى على حين وأنا أحسب أن من قرأ القرآن يريد الله وما عنده، فقد خيل إلى بآخرة ألا إن رجالا قد قرؤوه يريدون به ما عند الناس، فأريدوا الله بقراءتكم، وأريدوه بأعمالكم، ألا إني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي، فو الذي نفسي بيده إذن لأقصنه منه، فوثب عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين، أو رأيت إن كان رجل من المسلمين على رعية فأدب بعض رعيته أئنك لمقتصه منه؟. قال: إي والذي نفس عمر بيده، إذن لأقصنه منه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه، ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تجمروهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم.

287 -

حدثنا إسماعيل مرة أخرى: أخبرنا سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين قال: نبئت عن أبي العجفاء قال: سمعت عمر يقول: ألا لا تغلوا صدق النساء، فذكر الحديث، قال إسماعيل: وذكر أيوب وهشام وابن عون عن محمد عن أبي العجفاء عن عمر، نحوا من حديث سلمة، إلا أنهم قالوا: لم يقل محمد نبئت عن أبي العجفاء.

288 -

حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قال: كنت عند عبد الله بن عمر ونحن ننتظر جنازة أم أبان ابنة عثمان بن عفان، وعنده عمرو بن عثمان، فجاء ابن عباس يقوده قائده، قال: فأراه أخبره بمكان ابن عمر، فجاء حتى جلس إلى جنبي، وكنت بينهما، فإذا صوت

(287) إسناده صحيح، وهو مكرر 285 وسبق الكلام عليه مفصلا.

(288 - 290) أسانيده صحاح، وانظر268وما سيأتى 4865.

ص: 287

من الدار، فقال ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه"، فأرسلها عبد الله مرسلة، قال ابن عباس: كنا مع أمير المؤمنين عمر، حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو برجل نازل في ظل شجرة، فقال لي: انطلق فاعلم من ذاك فانطلقت، فإذا هو صهيب، فرجعت إليه فقلت: إنك أمرتني أن أعلم لك من ذاك وإنه صهيب، فقال: مروه فليلحق بنا، فقلت: إن معه أهله، قال: وإن كان معه أهله، وربما قال أيوب مرة: فليلحق بنا، فلما بلغنا المدينة لم يلبث أمير المؤمنين أن أصيب، فجاء صهيب فقال: وا أخاه! واصاحباه؟ فقال عمر: ألم تعلم، أو لم تسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه؟ " فأما عبد الله فأرسلها مرسلة، وأما عمر فقال: ببعض بكاء، فأتيت عائشة فذكرت لها قول عمر، فقالت: لا والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الميت يعذب ببكاء أحد، ولكن رسول صلى الله عليه وسلم قال "إن الكافر ليزيده الله عز وجل ببكاء أهله عذابا. وإن الله لهو أضحك وأبكى، ولا تزر وازرة وزر أخرى. قال أيوب: وقال ابن أبي مليكة: حدثنا القاسم قال: لما بلغ عائشة قول عمر وابن عمر قالت: إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين، ولكن السمع يخطيء.

289 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج أخبرني عبد الله بن أبي مليكة، فذكر معنى حديث أيوب، إلا أنه قال: فقال ابن عمر لعمرو بن عثمان وهو مواجهه: ألا تنهى عن البكاء؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه.

290 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج أخبرني عبد الله بن أبي مليكة قال: توفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة فحضرها ابن عمر وابن عباس، وإني لجالس بينهما، فقال ابن عمر لعمرو بن عثمان وهو مواجهة: ألا تنهى عن البكاء؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله

ص: 288

عليه،، فذكر نحو حديث إسماعيل عن أيوب عن ابن أبي مليكة.

291 -

حدثنا حسين بن محمد حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال عمر: كنت في ركب أسير في غزاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلفت فقلت: لا وأبي، فهتف بي رجل من خلفي: لا تحلفوا بآبائكم، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

292 -

حدثنا محمد بن ميسر أبو سعد الصاغاني حدثنا محمد بن "إسحق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: كان عمر يحلف على أيمان ثلاث: يقول: والله ما أحد أحق بهذا المال من أحد، وما أنا بأحق به من أحد، والله ما من المسلمين أحد إلا وله في هذا المال نصيب إلا عبدا مملوكا، ولكنا على منازلنا من كتاب الله تعالى وقسمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالرجل وبلاؤه في الإسلام، والرجل وقدمه في الإسلام، والرجل وغناؤه في الإسلام، والرجل وحاجته، ووالله لئن بقيت بهم ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظه من هذا المال وهو يرعى مكانه.

293 -

حدثنا عبد القدوس بن الحجاج حدثنا صفوان حدثني أبو

(291) إسناده صحيح. حسين بن محمد: هو حسين بن محمد بن بهرام المؤدب المروذي، بتشديد الراء وكسر الراء وكسر الذال. ويقال "المروروذي"، منسوب لمرو الروذ، وهو ثقة.

والحديث مكرر 240 وانظر 241.

(292)

إسناده صحيح. محمد بن ميسر: سبق في 45. محمد بن إسحق سبق في 90.

(293)

إسناده حسن. صفوان: هو ابن عمرو السكسكي، وهو ثقة. زهير بن سالم: هو العنسي الشامي، ضعفه الدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات. عمير: هو ابن سعد بن عبيد ابن النعمان بن قيس، وهو من فضلاء الصحابة وزهادهم، يقال له: نسيج وحده، استعمله عمر على حمص، مات في خلافة عثمان أو بعدها، وأخطأ من زعم أنه مات في خلافة عمر، فإن الطبري ذكره في تاربخه 5: 42 في عمال عمر على الأمصار حين مقتله، ثم ذكر في سنة 31 ص 69 أنه مرض في إمارة عثمان مرضا طال به، وأنه =

ص: 289

المخارق زهير بن سالم: أن عمير بن سعد الأنصاري كان ولاه عمر حمص، فذكر الحديث، قال عمر، يعني لكعب: إني أسألك عن أمر فلا تكتمني، قال: والله لا أكتمك شيئا أعلمه، قال: أخوف شيء تَخَوَّفه على أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: أئمة مضلين، قال عمر: صدقت، قد أسر ذلك إلي وأعلمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

294 -

حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب: فقال سالم: فسمعت عبد الله بن عمر يقول: قال عمر: أرسلوا إلى طبيبا ينظر إلى جرحي هذا، قال: فأرسلوا إلى طبيب من العرب، فسقى عمر نبيذا، فشبَّه النبيذ بالدم حين خرج من الطعنة التي تحت السرة، قال: فدعوت طبيبا آخر من الأنصار من بني معاوية. فسقاه لبنا فخرج اللبن من الطعنة صلدا أبيض، فقال له الطبيب: يا أمير المؤمنين اعْهَدْ، فقال عمر: صدقنى أخو بني معاويه ولو قلت غير ذلك كذبتك، قال: فبكى عليه القوم حين سمعوا ذلك فقال: لا تبكوا علينا، من كان باكيا فليخرج، ألم تسمعوا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:"يعذب الميت ببكاء أهله عليه"، فمن أجلْ ذلك كان عبد الله لا يقرأن يبكى عنده على هالك من ولده ولا غيرهم.

295 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا الثوري عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمونِ قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان أهل الجاهلية لا يُفيضون من جمْع حتى يروا الشمس على ثَبِير، وكانوا يقولون: أَشرِقْ ثَبير، كيما

= استعفى عثمان من إمارة حمص فأعفاه وضمها إلى معاوية. وخلط بعض المتقدمين بينه وبين عمير بن سعد الذي كان ابن امرأة الجُلاس بن سويد بن الصامت وكان يتيما في حجره، وقد فصل بينهما ابن سعد في الطبقات4/ 2/88 - 89 فهما أثنان.

(294)

إسناده صحيح. يقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. صالح: هو إبن كيسان. وانظر 290.

(295)

إسناده صحيح. وهو مكرر 275.

ص: 290

نغير، فأفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل طلوع الشمس.

296 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عروة عن الِمسْوَر بن مَخرمة وعبد الرحمن بن عبد القريّ أنهما سمعا عمر يقول: مررت بهشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان فيما حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت قراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أن أساوره في الصلاة، فنظرت حتى سلم، فلما سلم لببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التى تقرؤها؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلت له: كذبت، فوالله إن النبي صلى الله عليه وسلم لهو أقرأني هذه السورة التي تقرؤها، قال: فانطلقت أقوده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أرسله يا عمر، اقرأ ياهشام"، فقرأ عليه القراءة التى سمعته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هكذا أنزلت"، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:"اقرأ يا عمر"، فقرأت القراءة التي أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"هكذا أنزلت"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا منه ما تيسر".

297 -

حدثنا الحكم بن نافع أنبأنا شعيب عن الزهري حدثني عروة عن حديث المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاريّ أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف

كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فنظرت حتى

(296) إسناده صحيح. وهو مطول 278. "فنظرت حتى سلم" أي انتظرت، يقال "نظرته وانتظرته" بمعنى واحد.

(297)

إسناده صحيح. وهو مكرر ما قبله.

ص: 291

سلم فلما سلم، فذكر معناه.

298 -

حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن أبيه عن ابن عباس قال: قال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان منكم ملتمساً ليلة القدر فليلتمسها في العشر الأواخر وتراً".

299 -

حدثنا محمد بن بشر حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمران: أن عمر قيل: ألا تستخلف؟ فقال: إن أتْركْ فقد ترك من هو خير مني، رسول الله صلى الله عليه وسلم، وان أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، أبو بكر.

300 -

حدثنا يزيد أنبأنا يحيى بن سعيد أن محمد بن إبراهيم أخبره أنه سمع علقمة بن وقاص الليثى يقول: إنه سمع عمر بن الخطاب وهو يخطب الناس وهو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما العمل بالنية، وإنما لامريء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر اليه".

301 -

حدثنا يزيد حدثنا عاصم عن أبي عثمان النهدي عن عمر

(298) إسناده صحيح. حسين بن على: هو الجعفي. زائدة: هو ابن قدامة. عاصم: هو ابن كليب الجرمي. والحديث مختصر 85.

(299)

إسناده صحيح. محمد بن بشر، هو ابن الفرافصة العبدي، وهو ثقة. وانظر 332186.

(300)

إسناده صحيح. يزيد: هو ابن هرون. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.

(301)

إسناده صحيح. عاصم: هو ابن سليمان الأحول "الركب" بضمتين: جمع "ركاب"، يريد أن يدعوا الاستعانة بها على ركوب الخيل. "وانزوا نزوا" أي ثبوا على الخيل وثبا، لما في ذلك من القوة والنشاط. "وعليكم بالمعدية" يريد خشونة اللباس والعيش، تشبها بمعد ابن عدنان جد الحرب، وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش، ففي التنعم اللين والطراوة، ثم يتبعها الضعف والذلة. وانظر 243.269.

ص: 292

ابن الخطاب أنه قال: اتّزورا وارتَدُوا وانتعلوا، وألقوا الخفاف والسراويلات، وألقوا الرُّكُبَ، وانْزُوا نزواً، وعليكم بالَمعَدّية، وارموا الأغراض، وذروا التنعم وزيّ العجم، وإياكم والحرير، فإن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه، وقال:"لا تلبسوا من الحرير إلا ما كان هكذا"، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعيه.

302 -

حدثنا يزيد أنبأنا يحيى عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال: إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم، وأن يقول قائل: لا نجد حدين في كتاب الله تعالى، فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم ورجمنا بعده.

303 -

حدثنا يزيد أنبأنا العوَّام حدثني شيخ كان مرابطاً بالساحل، قال: لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب فقال: حدثنا عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس مِن ليلة إلا والبحر يُشرِف فيها ثلاث مرات على الأرض يستأذن الله في أنَ ينفَضِخ عليهم، فيكفه الله عز وجل".

304 -

حدثنا يزيد أخبرنا عبد الملك: عن أنس بن سيرين قال:

(302) إسناده ضعيف، لإرساله، سعيد بن المسيب لم يدرك أن يروي عن عمر، وهو مكرر 249. وانظر 276، 197.

(303)

إسناده ضعيف، لجهالة الشيخ لذي روى عنه العوام بن حوشب. أبو صالح مولى عمر مجهول أيضاً ذكر في التعجيل برقم 3131 ورمز له الحافظ برمز عبد الله بن- أحمد عن غير أبيه، وهو خطأ، فإن حديثه هنا عن أبيه الإمام، من أصل المسند لا من الزيادات.

وذكره الدولابي في الكنى 10:2قال: "أبو صالح مولى عمر بن الخطاب الذي يروي عنه في قصة التجارة في البحر" ولم يزد. "ينفضخ" بالخاء المعجمة، أي ينفتح ويسيل، يقال "انفضخ الدلو" إذا دفق ما فيه من الماء. وفي ح بالحاء المهملة، وهو خطأ صححناه من ك هـ.

(304)

إسناده صحيح، عبد الملك هو ابن أبي سليمان العرزمي، بفتح العين وسكون الراء وفتح

الزاي وهو ثقة مأمون ثبت، تكلم فيه شعبة بما لا يقدح.

ص: 293

قلت لابن عمر: حدثني عن طلاقك امرأتك؟ قال طلقتها وهي حائض، قال: فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مُرْه فليراجعها، فإذا طهرت فليطلقْها في طهرها"، قال: قلت له: هل اعتددت بالتي طلقتها وهي حائض؟ قال: فمالي لا أعتد بها وإن كنت قد عجزت واستحمقت؟!.

305 -

حدثنا يزيد أنبأنا أصبغ عن أبي العلاء الشامي قال: لبس أبو أُمامة ثوباً جديداً، فلما بلغ ترقوته قال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استجدْ ثوباً فلبسه فقال حين يبلغ ترقوته: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق، أو قال: ألقي، فتصدق به، كان في ذمة الله تعالى وفى جوار الله وفى كنف الله، حيَّاً وميتَّاً، حيَّاً وميتَّاً، حيَّاً وميتَّاً".

306 -

حدثنا يزيد أنبأنا محمد بن إسحق عن نافع عن ابن عمر عليه

(305) إسناده ضعيف، أبو العلاء الشامي: لا يعرف اسمه، ولم أجد فيه جرحَاً ولا تعديلا. أصبغ: هو ابن زيد بن علي الجهني، وثقه ابن معين وأبو داود والدارقطني. أبو أمامة: هو الباهلي. والحديث رواه الترمذي 4: 275 وابن ماجة 2: 192 كلاهما من طريق يزيد ابن هرون. قال الترمذي: "هذا حديث غريب وقد رواه يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة"، وراية يحيى بن أيوب رواها الحاكم 4: 193 من طريق عبد الله بن المبارك عن يحيى، وقال:"هذا حديث لم يحتج الشيخان بإسناده، ولم أذكر أيضاً في هذا الكتاب مثل هذا على أنه حديث تفرد به إمام خراسان عبد الله بن المبارك عن أئمة أهل الشأم" ونقل المباركفوري شارح الترمذي أن الحاكم

صححه وهو خطأ كما ترى، فإنه ضعفه باعتذاره عن إخراجه.

(306)

إسناده صحيح، وهو مطول263.

ص: 294

عن عمر بن الخطاب قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله، أحدنا إذا أراد أن ينام وهو جنب كيف يصنع قبل أن يغتسل؟ قال:"يتوضأ وضوءه للصلاة ثم ينام".

307 -

حدثنا يزيد أنبأنا وَرْقاء، وأبو النضر قال حدثنا ورقاء، عن عبد الأعلى الثعلبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: كنت مع البراء بن عازب وعمر بن الخطاب في البقيع ينظر إلى الهلال، فأقبل راكب، فتلقاه عمر فقال: من أين جئت؟ فقال: من العرب، قال: أهللت؟ قال: نعم، قال عمر: الله أكبر، إنما يكفي المسلمين الرجل، ثم قام عمر فتوضأ فمسح على خفيه، ثم صلى المغرب، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع، قال أبو النضر: وعليه جبة ضيقة الكمين، فأخرج يده من تحتها ومسح.

308 -

حدثنا يزيد أخبرنا جرير أنبأنا الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال: خرج رجل من طاحية مهاجراً يقال له بيرح بن أسد، فقدم المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيام، فرآه عمر فعلم أنه غريب، فقال له: من أنت؟ قال:

(307) إسناده ضعيف، لانقطاعه، وإن كان ظاهره الاتصال. وقد فضلنا القول فيه في الرواية الماضية 193 وانظر 237.

(308)

إسناده صحيح، جرير: هو ابن حازم. الزبير بن الخريت: تابعى ثقة. أبو لبيد: هو لمازة، بكسر اللام وتخفيف الميم وبالزاي، بن زبار، بفتح الزاي وتشديد الباء الموحدة وآخره راء، وهو تابعي ثقة أيضاً، بيرح بن أسد الطائي. ذكره الحافظ في الإصابة 1: 182 فيمن كان على عهد رسول الله ولم يلقه، وقال:"قال الرشاطى: قدم المدية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأيام، وكان قد رآه، كذا قال". والحديث نسبه الحافظ في الإصابة أيضاً لابن أبي خيثمة، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 52 عن المسند، وقال:"رجاله رجال الصحيح غير لمازة بن زبار، وهو ثقة ، ورواه أبو يعلى كذلك". "الخريت" بكسر الخاء المعجمة وتشديد الراء المكسورة وآخره تاء مثناة، وفى ح هـ والإصابة "الحريث" وهوخطأ.

ص: 295

من أهل عمان، قال: نعم، قال: فأخذ بيده فأدخله على أبي بكر، فقال: هذا من أهل الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني لأعلم أرضاً يقال لها عمان ينضح بناحيتها البحر، بها حيّ من العرب لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا حجر.

309 -

حدثنا يزيد أنبأنا عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمر عن عمر قال: لا أعلمه إلا رفعه، قال: يقول الله تبارك وتعالى: من تواضع لي هكذا، وجعل يزيد باطن كفّه إلى الأرض وأدناها إلى الأرض، رفعته هكذا، وجعل باطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء.

310 -

حدثنا يزيد أنبأنا ديلم بن غزوان العبدي حدثنا ميمون الكردي عن أبي عثمان النهدي قال: إني لجالس تحت منبر عمر وهو يخطب الناس، فقال في خطبته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان".

311 -

حدثنا روح حدثنا مالك (ح) وحدثنا إسحق أخبرني مالك

(309) إسناده صحيح. عاصم: هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر. أبوه محمد: سمع من جده عبد الله بن عمر، والحديث في مجمع الزوائد 82:8 ونسبه لأحمد والبزار، وقال:"رجال أحمد والبزار رجال الصحيح"، وفى ح زيادة "رفعته هكذا" عقب قوله "من تواضع لى هكذا" قبل قول أحمد "وجعل يزبد باطن كفه إلى الأرض"، وهي زيادة في غير موضعها، وليست في ك ولا هـ ولا مجمع الزوائد، فخذفناها.

(310)

إسناده صحيح. وهو مطول 143.

(311)

أسانيده صحاح وإن كان ظاهره الانقطاع. رواه أحمد عن روح بن عبادة عن إسحق بن عيسى الطباع، ورواه عبد الله بن أحمد، وهو من زياداته، عن مصعب بن عبد الله الزبيري.

ثلاثتهم عن مالك، وهو في المؤطأ 2:92. مسلم بن يسار: هو الجهني، وهو تابعي ثقة.

قال ابن كثير في التفسير 3: 586 - 587 بعد أن نقله عن المسند: "وهكذا رواه أبو داود عن العقنبي، والنسائي عن قتيبة، والترمذي في تفسيره عن إسحق بن موسي عن معن، =

ص: 296

[قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: وحدثنا مصعب الزبيري حدثنى مالك] عن يزيد بن أبي أنيسة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره عن مسلم بن يسار الجهني: أن عمر بن الخطاب سُئِل عن

= وابن أبي حاتم عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب، وابن جرير عن روح بن عبادة وسعيد بن عبد الحميد بن جعفر، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من رواية مصعب الزبيري، كلهم عن الإمام مالك بن أنس به. قال الرمذي: هذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع عمر. كذا قاله أبو حاتم وأبو زرعة، زاد أبو حاتم: وبينهما نعيم بن ربيعة. وهذا الذي قاله أبو حاتم رواه أبو داود في سننه عن محمد بن مصفى عن بقية عن عمر ابن جعثم القرشي عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار الجهني عن نعيم بن ربيعة قال: كنت عند عمر بن الخطاب وقد سئل عن هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} فذكره. وقال

الحافظ الدارقطني: وقد تابع عمر بن جعثم يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي، وقولهما أولى بالصواب من قول مالك، والله أعلم قلت: الظاهر أن الإمام مالكا إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمدا لما جهل حال نعيم ولم يعرفه، فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث ولذلك يسقط ذكر جماعة ممن لا يرتضيهم، ولهذا يرسل كثيرا من المرفوعات، ويقطع كثيرا من الموصولات". أقول:"نعيم بن ربيعة" ذكره ابن حبان في الثقات، وترجم له البخاري في التاريخ الكبير 4/ 2/ 96 - 97 فلم يذكر فيه جرحا، قال:"نعيم بن ربيعة الأودي عن عمر ابن الخطاب عن النبى صلى الله عليه وسلم، روى عنه مسلم بن يسار الجهني. قال محمد بن يحيى نا محمد بن يزيد سمع أباه سمع زيدا عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن مسلم بن يسار الجهنى عن نعيم بن ربيعة الأودي، قال مسلم: سألته عن هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} فقال نعيم: كنت عند عمر فسئل فقال عمر" إلخ، فذكر

الحديث نحو حديث المسند. "ذرياتهم" بالجمع: قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر وغيرهم، وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي "ذريتهم" بالإفراد. فأثبتت في كل روايات الحديث هنا على قراءة الجمع. وانظر 2455.

ص: 297

هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} الآية، فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه، واستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية. فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون"، فقال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة، حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار، فيدخله به النار".

312 -

حدثنا روح حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سالم ابن عبد الله بن عمر عن أبيه: أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد يوم الجمعة وعمر بن الخطاب قائم يخطب، فقال عمر: أية ساعة هذه؟ فقال: يا أمير المؤمنين، انقلبت من السوق فسمعت النداء، فما زدت على أن توضأت فأقبلت، فقال عمر: الوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا بالغسل؟!

313 -

حدثنا روح حدثنا ابن جريج أخبرني سليمان بن عتيق عن عبد الله بن بابيه عن بعض بني يعلى عن يعلى بن أمية. قال: طفت مع عمر ابن الخطاب فاستلم الركن، قال يعلى: فكنت مما يلي البيت، فلما بلغت الركن الغربي الذي يلي الأسود جررت بيده ليستلم، فقال: ما شأنك؟

(312) إسناده صحيح. وهو مكرر 202.

(313)

إسناده صحيح. وإن كان فيه مبهم، فإن عبد الله بن بابيه يروى عن يعلى بن أمية وهو مولاه، وقد تكلمنا على هذا الإسناد مفصلا في 253، وسيأتي الحديث عن محمد بن بكر عن ابن جريج بهذا الإسناد، ولكن فيه أنه كان مع عثمان بدل عمر، في مسند عثمان 512. وانظر 174، 274.

ص: 298

فقلت: ألا تستلم؟ قال: ألم تطف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: بلى، فقال: أفرأيته يستلم هذين الركنين الغربين؟ فقلت: لا، قال: أفليس لك فيه أسوة حسنة؟ قال: قلت: بلى، قال: فانفذ عنك.

314 -

حدثنا عثمان بن عمر وأبو عامر قالا: حدثنا مالك عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: جئت بدنانير لي، فأردت أن أصرفها، فلقيني طلحة بن عبيد الله فاصطرفها وأخذها، فقال: حتى يجيء أُسلم خازني، قال أبوعامر: من الغابة، وقال فيها كلها: هاء وهاء، قال: فسألت عمر بن الخطاب عن ذلك، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء، والبر بالبر ربا إلا هاء وهاء، والشعير بالشعير ربا إلاهاء وهاء والتمر بالتمر ربا إلاهاء وهاء".

315 -

حدثنا عثمان بن عمرأخبرنا يونس عن الزهري عن سعيد ابن المسيب أن عمر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الميت يعزب ببكاء أهله عليه".

316 -

حدثنا بكر بن عيسى حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال: أتيت عمر بن الخطاب في أناس من قومي، فجعل يفرض للرجل من طيئ في ألفين ويعرض عني، قال: فاستقبلته، فأعرض عني، ثم أتيته من حيال وجهه فأعرض عني، قال:

(314) إسناده صحيح. عثمان بن عمر: هو العبدي البصري. أبو عامر: هو العقدي، بفتح العين والقاف، واسمه عبد الملك بن عمرو. "قالا: حدثنا مالك" في ح "قال" وهو خطأ بديهي، وصححناه من ك. والحديث مطول 238.

(315)

إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الإرسال لأن سعيد بن المسيب لم يدرك عمر، ولكن سبق الحديث 180، 247 من طريق قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن عمر.

وانظر أيضا 294.

(316)

إسناده صحيح. بكر بن عيسى: هو الراسي أبو بشر، وهو ثقة. المغيرة: هو ابن مقسم، بكسر الميم وسكون القاف وفتح السين، الضبي. والحديث رواه ابن الأثير في أسد الغابة 3: 393 مختصرا بإسناده من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي. وذكره الحافظ في =

ص: 299

فقلت: يا أمير المؤمنين، أتعرفني؟ قال: فضحك حتى استلقى لقفاه، ثم قال: نعم والله إني لأعرفك، آمنت إذ كفروا، أقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه أصحابه صدقة طيئ جئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أخذ يعتذر، ثم قال: إنما فرضت لقوم أجحفت بهم الفاقه وهم سادة عشائرهم لما ينوبهم من الحقوق.

317 -

حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا هشام بن سعد عن زيد ابن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: فيما الرملان الآن والكشف عن المناكب وقد أطأ الله الإسلام ونفى الكفر وأهله؟ ومع ذلك لا ندع شيئا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

318 -

حدثنا عبد الصمد وعفان قالا حدثنا. داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة، قال عفان: عن ابن بريدة، عن أبي الأسود الديلي قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض، قال عبد الصمد: فهم يموتون موتا ذريعا، فجلست إلي عمر بن الخطاب فمرت به جنازة فأثني على صاحبها خير، فقال عمر: وجبت، ثم مر بأخرى، فأثني على صاحبها خير، فقال وجبت، ثم مر بأخرى فأثني عليها شر، فقال عمر: وجبت، فقال أبو

= الإصابة 4: 228 - 229 وقال: "أخرجه أحمد وابن سعد وغيرهما، وبعضه في مسلم".

"صدقة طيئ" في ح "صدقة على" وهو خطأ، صححناه من ك والإصابة.

(317)

إسناده صحيح "فيما". "ما" استفهامية، وظاهر كلام النحويين وجوب حذف ألفها إذا دخل عليها حرف الجر، ولكن قرأ عبد الله وأبي وعكرمة وعيسى "عما يتساءلون" بالألف، وقال أبو حيان في البحر 8: 410: "وهو أصل عم، والأكثر حذف الألف من ما الاستفهامية إذا دخل عليها حرف الجر وأضيف إليها، ومن إثبات الألف قوله * على ما قام يشتمنى لئيم *. وقد أثبتت الألف أيضا في الحديث في النهابة 1: 34. "الرملان هو الرمل في الطواف، بفتح الراء والميم، وهو الإسراع في المشي وهز المنكبين." أطأ" أي ثبته وأرساه، والهمزة فيه بدل من واو "وطأ". وفى ح "أطأ" بالمد، وصححناه من ك والنهاية.

(318)

إسناده صحيح، وهو مكرر 204. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.

ص: 300

الأسود: فقلت له: يا أمير المؤمنين، ما وجبت؟ فقال: قلت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيما مسلم شهد له أربعة بخير إلا أدخله الله الجنة"، قال: قلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة، قلنا: واثنان؟ قال: واثنان، قال: ولم نسأله عن الواحد.

319 -

حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب، يعني ابن شداد، حدثنا يحيى حدثنا أبو سلمة حدثنا أبو هريرة قال: بينما عمر بن الخطاب يخطب إذ جاء رجل فجلس، فقال عمر: لم تحتبسون عن الجمعة؟ فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، ما هو إلا أن سمعت النداء فتوضأت ثم أقبلت، فقال عمر: وأيضا، ألم تسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل".

320 -

حدثنا عبد الصمد حدثني أبي حدثناْ الحسين المعلم حدثنا يحيى أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة أخبره: أن عمر بينا هو يخطب، فذكره.

321 -

حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب حدثنا يحيى عن عمران بن حطان فيما يحسب حرب: أنه سأل ابن عباس عن لبوس الحرير، فقال: سل عنه عائشة، فسأل عائشة، فقالت: سل ابن عمر، فسأل ابن عمر، فقال: حدثنى أبو حفص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من لبس الحرير في الدينا فلا

(319) إسناده صحيح، وهو مكرر 91 وانظر 312.

(320)

إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

(321)

إسناده صحيح، عمران بن حطان: هو الخارجي المشهور، وهو تابعي ثقة، قال قتادة:"كان عمران بن حطان لا يتهم في الحديث". والحديث رواه البخاري (10: 244 من فتح الباري) من طريق علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير. وفيه أنه سأل عائشة أولا فأحالته إلى ابن عباس فأحاله إلى ابن عمر، ثم رواه من طريق حرب عن يحيى، ولم يذكر متنه، قال:"وقص الحديث". وانظر 301، 269. وفي ح "يحيى عن عمر رضي الله عنه أن ابن خطان" إلخ!! وهو خطأ عجيب، فصل فيه بين جزئي "عمران" بزيادة "رضي الله عنه" من عند الناسخ أو المصحح، وصحناه من ك."اللبوس" بفتح اللام: ما يلبس.

ص: 301

خلاق له في الآخرة".

322 -

حدثنا يحيى بن حماد وعفان قالا حدثنا أبو عوانة عن داود ابن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن الحميري حدثنا ابن عباس بالبصرة قال: أنا أول من أتى عمر حين طعن، فقال: احفظ عني ثلاثا، فإني أخاف أن لا يدركني الناس، أما أنا فلم أقض في الكلالة قضاء، ولم أستخلف على الناس خليفة، وكل مملوك له عتيق، فقال له الناس: استخلف، فقال: أي ذلك أفعل فقد فعله من هو خير مني: إن أدع إلى الناس أمرهم فقد تركه نبي الله صلى الله عليه وسلم، وإن أستخلف فقد استخلف من هو خير منى، أبو بكر، فقلت له: أبشر بالجنة، صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلت صحبته، ووليت أمر المؤمنين فقويت وأديت الأمانة، فقال: أما تبشيرك إياي بالجنة فوالله لو أن لي، قال عفان: فلا والله الذي لا إله إلا هو لو أن لي الدنيا بما فيها لافتديت به من هول ما أمامي قبل أن أعلم الخبر، وأما قولك في أمر المؤمنين فوالله لوددت أن ذلك كفافا لا لي ولا علي، وأما ما ذكرت من صحبة نبي الله صلى الله عليه وسلم فذلك.

323 -

حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عياش عن حكيم بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل قال: كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح أن علموا غلمانكم العوم، ومقاتلتكم الرمي، فكانوا

يختلفون إلى الأغراض، فجاء سهم غرب إلى غلام فقتله، فلم يوجد له أصل، وكان في حجر خال له، فكتب فيه أبو عبيدة إلى عمر: إلى من أدفع

(322) إسناده صحيح، داود بن عبد الله الأودي: ثقة. وانظر 299، 262، 186، 129.

"كفافاً" هكذا ثبت بالنصب في الأصول، وله وجه من العربية.

(323)

إسناده صحيح، عبد الرحمن بن عياش: هو عبد الرحمن بن الحرث بن عبد الله بن عياش ابن أبي ربيعة. والحديث مطول 189.

ص: 302

عقله؟ فكتب إليه عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "الله ورسوله مولى من

لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له".

324 -

حدثنا عبد الله بن زيد أخبرنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يرث الولاء من ورث المال من والد أو ولد".

325 -

حدثنا محمد بن عبيد حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عابس بن ربيعة قال: رأيت عمر أتى الحجر فقال: أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك، ثم دنا فقبله.

326 -

حدثنا أبو سعيد حدثنا دجين أبو الغصن، بصري، قال: قدمت المدينة فلقيت أسلم مولى عمر بن الخطاب فقلت: حدثنى عن عمر، فقال: لا أستطيع، أخاف أن أزيد أو أنقص، كنا إذا قلنا لعمر: حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أخاف أن أزيد حرفا أو أنقص، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(324) إسناده صحيح، وانظر 147، 183.

(325)

إسناده صحيح، وهو مكرر 176 وانظر 274، 313.

(326)

إسناده ضعيف، دجين، بضم الدال وفتح الجيم: هو ابن ثابت اليربوعي البصري، وهو ضعيف، ابن معين والنسائي وأبو حاتم وأبو رزعة والدارقطنى، وقال ابن حبان:"كان قليل الحديث منكر الرواية على قلته، يقلب الأخبار، ولم يكن الحديث شأنه". وروى البخاري في التاريخ الصغير 181 عن ابن المديني عن عبد الرحمن بن مهدي قال: "قال لنا دجين أول مرة: حدثني مولى لعمر بن عبد العزيز، لم يدرك عمر بن الخطاب، فتركه، فما زالوا يلقنونه حتى قال: أسلم مولى عمر بن الخطاب، ولا يعتد به، كان يتوهم ولايدري ما هو".

ونقل الذهبى في الميزان أن بعضهم نقل عن يحيى بن معين أنه قال: "الدجين هو جحا" قال الذهبي: "وهذا لم يصح عنه، وقد روى عن الدجين ابن المبارك ووكيع وعبد الصمد، وهؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا، ولدجين أعرابي من بني يربوع". والحديث في مجمع الزوائد 1: 142 - 143 ونسبه أيضاً لأبي يعلى، ونسبه الذهبي لابن عدي.

ص: 303

"من كذب علي فهو في النار".

327 -

حدثنا أبو سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير عن سالم عن أبيه عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال في سوق: لا إله إلا الله حده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، كتب الله له بها ألف ألف حسنة، ومحا عنه بها ألف ألف سيئة، وبنى له بيتا في الجنة".

328 -

حدثنا أبو سعيد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا أبو زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: فلان شهيد، وفلان شهيد، حتى مروا برجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلا، إنى رأيته يُجَرّ إلى النار في عباءة غلها، اخرج يا عمر فناد في الناس: أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون"، فخرجت فناديت: انه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون.

329 -

حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا سعيد بن مسروق عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر عن عمر أنه قال: لا وأبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(327) إسناده ضعيف جدا، عمرو بن دينار أبو يحيى البصري الأعور، قهرمان آل الزبير. قال أحمد:"ضعيف منكر الحديث". وقال الفلاس والنسائي: "روى عن سالم أحاديث منكرة".

وقال ابن حبان: "لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب، كان يتفرد بالموضوعات عن الأثبات". وهو غير عمرو بن دينار المكي الجمحي الإمام.

(328)

إسناده صحيح، وهو مكرر 203.

(329)

إسناده صحيح، وانظر 291. والحديث رواه أبو داود 3: 217 والترمذي 2: 371 والحاكم 1: 18 من طريق الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر، لم يذكر فيه عمر. وحسنه الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. ونسبه الحافظ في التلخيص 395 - 396 أيضاً لابن حبان، وقال: "قال البيهقي: لم يسمعه سعد بن عبيدة من ابن عمر. قلت: قد رواه شعبة عن منصور عنه قال: كنت عند ابن عمر، ورواه الأعمش عن =

ص: 304

"مهْ، إنه من حلف بشيء دون الله فقد أشرك".

330 -

حدثنا حماد الخياط حدثنا عبد الله عن نافع: أن عمر زاد في المسجد من الأسطوانة إلى المقصورة، وزاد عثمان، وقال عمر: لولا. أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "نبغي نزيد في مسجدنا ما زدت فيه".

331 -

حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس عن عمر أنه قال: إن الله عز وجل بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل معه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم، فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، ثم قال: قد كنا نقرأ: ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم، أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تطروني كما أُطري ابن مريم، وإنما أنا عبدٌ، فقولوا:

عبده ورسوله"، وربما قال معمر: كما أطرت النصارى ابن مريم.

= سعد عن أبي عبد الرحمن السلمى عن ابن عمر". وفى أكثر هذه الروايات تصريح ابن عمر بأنه سمعه من رسول الله، فالظاهر أنه كان حاضراً حين حلف أبوه، فتارة يرويه عن عمر على أنه صاحب الحادثة، وتارة يرويه سماعاً عن رسول الله، لأنه حضر وسمع.

والحديث لم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، مع أنه لم يرو في شيء من الكتب الستة من مسند عمر، ولعله اكتفى بروايته في أبي داود والترمذي من مسند ابن عمر، وإن كان ذلك لا يوافق طريقته موافقه دقيقة.

(330)

إسناده ضعيف، لانقطاعه، فإن نافعَا مولى ابن عمر لم يدرك عمر ولا عثمان. حماد الخياط: هو حماد بن خالد. عبد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب.

(331)

إسناده صحيح، وسيأتي مطولا من طريق مالك عن الزهري 391. وانظر 154، 156،

164، 197، 249، 276، 302.

ص: 305

332 -

حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر: أنه قال لعمر: إني سمعت الناس يقولون مقالة فآليت أن أقولها لكم، زعموا أنك غير مستخلف، فوضع رأسه ساعةً ثم. رفعه فقال: إن الله عز وجل يحفظ دينه، وإني إن لا أستخلف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف، وإن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف، قال: فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن يعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً، وأنه غير مستخلف.

333 -

حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: أرسل إلي عمر، فذكر الحديث، فقلت لكما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا نورث، ما تركنا صدقةٌ".

334 -

حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب قال: لما مات أبو بكر بُكِي عليه، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الميت يعذب ببكاء الحيّ".

335 -

حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رباح عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول صلى الله عليه وسلم وكفر من كفر، قال عمر بن الخطاب: يا أبا بكر، كيف تقاتل الناس وقد

(332) إسناده صحيح، وانظر 322، 299. وهو مختصر، ورواه مسلم مطولا 0: 82 - 81 من

طريق عبد الرزاق عن معمر، ورواه أبو داود مختصراً 3: 93 - 94 من طريق عبد الرزاق.

[(333) إسناده صحيح، وقد وقع هكذا مختصراً في هذا الموضع، ويأتى مطولا]، بالإسناد نفسه

425.

وانظر 172، 336، 337، 349. وراه مسلم 2: 52 - 53 مطولا أيضا من طريق مالك عن الزهري.

(334)

إسناده صحيح، وإن كان ظاهره الانقطاع: سبق الكلام عليه في 315.

(335)

إسناده صحيح، وهو مكرر 239.

ص: 306

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال

لا إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه، وحسابه على الله عز وجل؟ " قال أبو بكر: لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، إن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها، فقال عمر: والله ما هو إلا أن رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر بالقتال فعرفت أنه الحق.

336 -

حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن مالك بن أوس عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا لا نورث ما تركنا صدقة".

337 -

حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن مالك بن أوس قال: أرسل إلي عمر، فذكر الحديث، وقال: إن أموال بني النضيركانت مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيلٍ ولا ركاب، فكان ينفق على أهله منها نفقة سنة، وما بقي جعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله عز وجل.

338 -

حدثنا سفيان عن هشام عن أبيه عن عاصم بن عمر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغربت الشمس فقد أفطر الصائم".

339 -

حدثنا سفيان عن يحيى، يعني ابن سعيد، عن عبيد بن

(336) إسناده صحيح، عمرو: هو ابن دينار. وهو مختصر 333.

(337)

إسناده صحيح، وهو جزء من الحديث المطول الذي سيأتي 425. وأشرنا إليه في الكلام على 333.

(338)

إسناده صحيح، وهو مكرر 231.

(339)

إسناده صحيح، عبيد بن حنين المدني: تابعي ثقة. وفى ح "بن حنيف" بالفاء في آخره بدل النون، وهو خطأ صححناه من ك، وليس في الرواة من يدعى "عبيد بن حنيف" والحديث مخثصر 222.

ص: 307

حنين عن ابن عباس قال: أردت أن أسأل عمر، فما رأيت موضعاً، فمكثت سنتين، فلما كنا بمرالظهران وذهب ليقضي حاجته، فجاء وقد قضى حاجته، فذهبت أصب عليه من الماء. قلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: عائشة وحفصة.

340 -

حدثنا سفيان عن أيوب عن ابن سيرين سمعه من أبي العجفاء سمعت عمر يقول: لا تغلو صدق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أوتقوى في الآخرة لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أنكح شيئاً من بناته ولا نسائه فوق اثنتي عشرة أوقية وأخرى تقولونها في مغازيكم: قتل فلان شهيدًا، مات فلان شهيدًا، ولعله أن يكون قد أوقر عجز دابته أو دف راحلته ذهبًا وفضةً يبتغي التجارة: فلا تقولوا ذاكم، ولكن قولوا كما قال محمد صلى الله عليه وسلم "من قتل في سبيل الله فهو في الجنة".

341 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد بن أبي عروبة، أمله علي، عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري: أن عمر قام خطيبًا فحمد الله وأثنى عليه، وذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، ثم قال: إني رأيت رؤيا كأن ديكاً نقرني نقرتين، ولا أدري ذلك إلا

لحضور أجلي، وإن ناساً يأمرونني أن أستخلف، لأن الله عز وجل لم يكن ليضيع خلافته ودينه ولا الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن عجل بي أمرٌ فالخلافة شورى في هؤلاء الرهط الستة، الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، فأيهم بايعتم له فاسمعوا له وأطيعوا، وقد عرفت أن رجالاً سيطعنون في هذا الأمر، وإني قاتلتهم بيدي هذه على الإسلام، فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال، وإني والله ما أدع بعدي شيئاً هو أهم إلي من أمر الكلالة،

(340) إسناده صحيح، وهو مكرر 287 وسبق الكلام عليه مفصلا في 285.

(341)

إسناده صحيح، وهو مطول 186 و89. وانظر 129، 179.

ص: 308

ولقد سألت نبي الله صلى الله عليه وسلم عنها، فما أغلظ لي في شيء قط ما أغلظ لي فيها، حتى طعن بيده أو بإصبعه في صدري أو جنبي، وقال "يا عمر، تكفيك الآية التى نزلت في الصيف التي في آخر سورة النساء"، وإني إن أعش أقض فيها قضية لا يختلف فيها أحد يقرأ القرآن أو لا يقرأ القرآن، ثم قال: اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار، فإني بعثتهم يعلمون الناس دينهم وسنة نبيهم. ويقسمون فيهم فيأهم، ويعدلون عليهم، وما أشكل عليهم يرفعونه إلي، ثم قال: يا أيها الناس، إنكم تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين: هذا الثوم والبصل، لقد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجد ريحه منه فيؤخذ بيده حتى يخرج به إلى البقيع فمن كان آكلهما لا بد فليمتهما طبخاً، قال: فخطب بها عمر يوم الجمعة وأصيب يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي لحجة.

342 -

حدثنا عبد الرزاق قال: وأخبرني هشيم عن الحجاج بن أرطاة عن الحكم بن عتيبة عن مارة عن أبي بردة عن أبي موسى أن عمر قال: هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني لمتعة، ولكني أخشى أن يعرسوا بهن تحت الأراك ثم يروحوا بهن حجاجاً.

343 -

حدثنا علي بن عاصم أنبأنا يزيد بن. أبي زياد عن عاصم بن

(342) إسناده صحيح، الحجاج بن أرطاة: ثقة صدووق، ولكنه مدلس، ولم يصرح هنا بالتحديث، ولكن سيأتي الحديث 351 من طريق شعبة عن الحكم بن عتيبة، فذهب ما كان يخشى من تدليس الحجاج. عمارة: هو ابن عمير التيمي، ثقة. أبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري. والحديث رواه مسلم1: 349 من طريق محمد بن جعفر عن شعبة كالإسناد الآتي 351. والمتعة في هذا الحديث متعة الحج، لا متعة النكاح.

(343)

إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله. وهو مكرر 128 وهو هناك "عن عاصم بن عبيد الله عن أبيه عن جده" لم يذكر شك يزيد. وسيأتى 387 عن عاصم عن سالم عن ابن عمر، وهو اضطراب من ضعف عاصم. وانظر 216، 307. على بن عاصم الواسطى =

ص: 309

عبيد الله عن أبيه أو جده. الشك من يزيد، عن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

توضأ بعد الحدث ومسح على خفيه وصلى.

344 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك قال: سمعت عياضاً الأشعري قال: شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء: أبو عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبا سفيان، وابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض، وليس عياضٌ هذا بالذي حدث سماكاً، قال: وقال عمر: إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة، قال: فكتبنا إليه: إنه قد جاش إلينا الموت، واستمددناه، فكتب إلينا إنه قد جاءني كتابكم تستمدوني، وإني أدلكم على

= شيخ أحمد: تكلموا فيه كثيراً، والراجح عندي أنه ثقة. ففي التهذيب:" ذكره العجلي فقال: كان ثقة معروفَاً بالحديث، والناس يظلمونه في أحاديث يسألون أن يدعها فلم يفعل".

وفيه أيضاً: "قال ابن أي خيثمة: قيل لابن معين: إن أحمد يقول إن علي بن عاصم ليس بكذاب؟ فقال: لا والله، ما كان علي عنده قط ثقة، ولا حدَّث عنه بشيء، فكيف صار اليوم عنده ثقة؟! " وهذا غلو من ابن معين، ونفي للثابت عن أحمد، فإن أحاديثه عن على ابن عاصم كثيرة في المسند، وفي التهذيب أيضاً:"قال محمود بن غيلان: أسقطه أحمد وابن معين وأبوخيثمة، ثم قال لي عبد الله بن أحمد أن أباه أمره أن يدور على كل من نهاه عن الكتابة عن على بن عاصم فيأمره أن يحدث عنه". فهذا بين في أن أحمد رجع عن قوله فيه، وتبين له أنه ثقة فأمر بالحديث عنه.

(344)

إسناده صحيح، عياض الأشعري: هو عياض بن عمرو، مختلف في صحبته، والراجح أنه تابعي. وعياض أحد الأمراء الخمسة في اليرموك: هو عياض بن غنم الفهري، فهو المذكور في الوقعة، وهو صحابي معروف. "جاش إلينا الموت": أي تدفق وفاض، ومنه الحديث الآخر "حتى بجيش كل ميزاب" أي يتدفق ويجري بالماء. "يراهني": أصلها "يراهنني" والمراهنة: المخاطرة. "تنقزان": يريد تهتزان من شدة الجري، وأصل النقز: القفز والوثوب، وقد نقل الحديث ابن كثير في التفسير2/ 232وقال: هذا إسناد صحيح، وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث بندار عن غندر بنحوه وأختاره الحافظ الضياء المقدس في كتابه.

ص: 310

من هو أعز نصراً وأحضر جنداً، الله عز وجل، فاستنصروه، فإن محمد صلى الله عليه وسلم

قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم، فإذا أتاكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني، قال: فقاتلناهم فهزمناهم وقتلناهم أربع فراسخ، قال: وأصبنا أموالاً، فتشاوروا، فأشار علينا عياض أن نعطى عن كل رأس عشرة، قال: وقال أبو عبيدة: من يراهني؟ فقال شاب: أنا إن لم تغضب، قال: فسبقه، فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنقزان وهو خلفه على فرس عربي.

345 -

حدثنا محمد بن بكر أنبأنا عيينة عن علي بن زيد قال: قدمت المدينة فدخلت على سالم بن عبد الله وعليّ جبة خز. فقال لي سالم: ما تصنع بهذه الثياب؟ سمعت أبي يحدث عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما يلبس الحرير من لا خلاق له".

346 -

حدثنا أبو المنذر أسد بن عمرو أراه عن حجاج في عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده قال: قتل رجل ابنه عمداً، فرفع إلى عمر بن الخطاب، فجعل عليه مائة من الإبل، ثلاثين حقة، وثلاثين جذعة، وأربعين ثنية، وقال: لا يرث القاتل، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يقتل والد بولده"، لقتلتك.

347 -

حدثنا هشيم ويزيد عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب قال: قال عمر: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس لقاتل شيء" لورثتك، قال: ودعا خال المقتول فأعطاه الإبل.

345) إسناده صحيح، عيينة: هو ابن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، وهو ثقة. على بن يزيد: هو ابن جدعان. وانظر 321.

(346)

إسناده ضعيف، لأن حجاج بن أرطاة يدلس عن عمرو بن شعيب. وقد مضى الحديث مختصراً بإسناد صحيح عن عمرو بن شعيب 148 وانظر 98.

(347)

إسناده ضعيف، لانقطاعه. عمرو بن شعيب لم يدرك عمر. وانظر ما قبله.

ص: 311

348 -

حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني عبد الله بن أبي بحيج وعمرو بن شعيب كلاهما من مجاهد بن جبر، فذكر الحديث، وقال: أخذ عمر من الإبل ثلاثين حقة وثلاثين جذعة وأربعين ثنية إلى بازل عامها كلها خلفة، قال: ثم دعا أخا المقتول فأعطاها إياه دون أبيه، وقال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ليس لقاتل شيء".

349 -

حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن عكرمة بن خالد عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: جاء العباس وعلي إلى عمر يختصمان، فقال العباس: اقض بيني وبين هذا الكذا كذا، فقال الناس: افصل بينهما، افصل بينهما، قال: لا أفصل بينهما، قد علما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا نورث، ما تركنا صدقة".

350 -

حدثنا إسماعيل عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن ابن المسيب أن عمر قال: إن من آخر ما نزل آية الربا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ولم يفسرها، فدعوا الربا والريبة.

351 -

حدثنا أبو عبد الله محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن عمارة بن عمير عن إبراهيم بن أبي موسى عن أبي موسى: أنه كان يفتي بالمتعة، فقال له رجل: رويدك ببعض فتياك، فإنك لا تدري ما أحدث يا أمير المؤمنين في النسك بعدك! حتى لقيه بعد، فسأله، فقال عمر: قد علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فعله وأصحابه، ولكني كرهت أن يظلوا بهن معرسين في الأراك-، ثم يروحون بالحج تقطر رؤوسهم.

(348) إسناده ضعيف، لانقطاعه. مجاهد لم يدرك عمر. وانظر الحديثين قبله.

(349)

إسناده صحيح، إسمعيل: هو ابن علية. وهو مطول 336 وانظر 333.

(350)

إسناده ضعيف، لانقطاعه. سعيد بن المسيب عن عمر: مرسل. وهو مكرر 246.

(351)

إسناده صحيح، وانظر 342 فقد سبق الكلام عليه هناك.

ص: 312

352 -

حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا حدثنا شعبة عن سعد ابن إبراهيم قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يحدث عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف قال: حج عمر بن الخطاب فأراد أن يخطب الناس خطبة، فقال عبد الرحمن بن عوف: إنه قد اجتمع عندك رعاع الناس، فأخر ذلك حتى تأتي المدينة، فلما قدم المدينة دنوت منه قريباً من المنبر، فسمعته يقول: وإن ناساً يقولون ما بال الرجم وإنما في كتاب الله الجلد؟ وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، ولولا أن يقولوا أثبت في كتاب الله ما ليس فيه لأثبتها كما أنزلت.

353 -

حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان، يعني ابن بشير، يخطب قال: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا، فقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا يملأ به بطنه.

354 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة، وحجاج قال: حدثني شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن أبيه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "الميت يعذب في قبره بما نيح عليه" وقال حجاج: بالنياحة عليه.

(352) إسناده صحيح، حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وسيأتي الحديث مطولا 391 وانظر 276، 331.

(353)

إسناده صحيح، وهو مطول 159.

(354)

إسناده صحيح، وقوله "وحجاج قال: حدثني شعبة" بيانه: أن أحمد رواه عن شيخين، هما محمد بن جحفر قال له "حدثنا شعبة"، وحجاج فقال له "حدثني شعبة" فبين رواية كل منهما. ثم بين أيضاً في آخره أن حجاجاً رواه بلفظ "بالنياحة عليه" بدلا من "بما نيح عليه". والحديث مكرر 247 وانظر 290، 294، 334.

ص: 313

355 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت رفيعاً أبا العالية يحدث عن ابن عباس: حدثنا رجال، قال شعبة: أحسبه قال من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، قال: وأعجبهم إليَّ عمر بن الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في ساعتين: بعد العصر حتىْ تغرب الشمس، وبعد الصبح حتى تطلع.

356 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة، وحجاج قال: حدثني شعبة، عن قتادة قال: سمعت أبا عثمان النهديّ قال: جاءنا كتاب عمر ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد أو بالشأم: أما بعد، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير إلا هكذا، أصبعين، قال أبو عثمان. فما عتمنا إلا أنه الأعلام.

357 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة، وحجاج وأبو داود قال: حدثنى شعبة عن قتادة قال: سمعت أبا عثمان النهدي قال: جاءنا كتاب عمر.

358 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة، وأبو داود عن شعبة، عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون قال: صلى عمر الصبح وهو بجمع، قال أبو داود: كنا مع عمر بجمع، فقال: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس ويقولون أشرق ثبير، وإن نبي الله صلى الله عليه وسلم خالفهم فأفاض قبل طلوع الشمس.

(355) إسناده صحيح، وهومكرر 271. أبو العالية: اسمه "رفيع" بضم الراء وفتح الفاء، وكتب هنا في ح بالباء بدل الفاء، وهو خطأ.

(356)

إسناده صحيح، وانظر 345، 301، 243. "عتمنا" بفتح العين وتشديد التاء، أي أبطأنا، يريد: ما أبطأنا عن معرفة ما عنى وما أراد، وأنه لم يعن إلا الأعلام.

(357)

إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. أبو داود: هو الطيالسي.

(358)

إسناده صحيح، وهو مطول 295.

ص: 314

359 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر يقول: سأل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تصيبني الجنابة من الليل فما أصنع؟ قال "اغسل ذكرك ثم توضأ ثم ارقد".

360 -

حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الحكم قال: سألت ابن عمر عن الجر؟ فحدثنا عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الجر وعن الدباء وعن المزفت.

361 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت الأصيلع، يعنى عمر بن الخطاب، يقبل الحجر ويقول: أما إني أعلم أنك حجر، ولكن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك.

362 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت أبا جمرة الضبعي يحدث عن جويرية بن قدامة قال: حججت فأتيت المدينة العام الذي أصيب فيه عمر، قال: فخطب فقال: إنما رأيت كأن ديكاً أحمر نقرني نقرة أو نقرتين، شعبة الشاك، فكان من أمره أنه طعن، فأذن للناس عليه، فكان أول من دخل عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أهل المدينة، ثم أهل الشأم ثم أذن لأهل العراق، فدخلت فيمن دخل، قال: فكان كلما دخل عليه قوم أثنوا عليه وبكوا، قال: فلما دخلنا عليه، قال: وقد عصب بطنه بعمامة سوداء والدم يسيل، قال: فقلنا أوصنا قال: وما سأله الوصية أحد غيرنا، فقال:

(359) إسناده صحيح، وهو مطول 263 وانظر 306.

(360)

إسناده صحيح، وهو مختصر 260 وانظر التهذيب 8/ 124.

(361)

إسناده صحيح، وهو مختصر 229 وانظر 325.

(362)

إسناده صحيح، جويرية بن قدامة: تابعى ثقة. والحديث روى البخاري في التاريخ الكبير 1/ 2/ 240 أوله عن آدم بن أبي إياس عن شعبة. قال الحافظ في التهذيب 2: 125: "وأخرج في الصحيح عن آدم طرفَاً منه" ونسبه أيضاً إلى أبن أبي شيبة. ولكن سمى التابعي "جارية بن قدامة". وانظر 129، 332، 341.

ص: 315

عليكم بكتاب الله، فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه، فقلنا: أوصنا فقال: أوصيكم بالمهاجرين، فإن الناس سيكثرون ويقلون، وأوصيكم بالأنصار، فإنهم شعب الإسلام الذي لجئ إليه، وأوصيكم بالأعراب، فإنهم أصلكم ومادتكم، وأوصيكم بأهل ذمتكم، فإنهم عهد نبيكم ورزق عيالكم، قوموا عني، قال: فما زادنا على هؤلاء الكلمات. قال محمد بن جعفر: قال شعبة: ثم سألته بعد ذلك، فقال في الأعراب: وأوصيكم بالأعراب، فإنهم إخوانكم وعدو عدوكم.

363 -

حدثنا حجاج أنبأنا شعبة سمعت أبا جمرة الضبعي يحدث عن جويرية بن قُدامة قال: حججت فأتيت المدينة العام الذي أصيب فيه عمر، قال: فخطب فقال إني رأيت كأن ديكا أحمر نقرني نقرة أو نقرتين، شعبة الشاك، قال: فما لبث إلا جمعة حتى طعن، فذكر مثله، إلا أنه قال: وأوصيكم بأهل ذمتكم، فإنهم ذمة نبيكم، قال شعبة: ثم سألته بعد ذلك، فقال في الأعراب: وأوصيكم بالأعراب فإنهم إخوانكم وعدو عدوكم.

364 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد، وعبد الوهاب عن سعيد عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس أنه قال: شهد عندي رجال مرضيون فيهم عمر، وأرضاهم عندي عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب.

365 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قتادة عن الشعبي

(363) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

(364)

إسناده صحيح، وهو مكرر 355. سعيد: هو ابن أبي عروبة. "وعبد الوهاب" عطف على

"محمد بن جعفر"، وهو عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. "عن سعيد": في ح "عن شعبة" وصححناه من ك. وشعبة قد روى الحديث أيضا كما مضى.

(365)

إسناده صحيح، وانظر 357. سويد بن غفلة، بالغين المعجمة والفاء والام المفتوحات: =

ص: 316

عن سويد بن غفلة: أن عمر خطب الناس بالجابية فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير إلا موضع أصبعين أو ثلاثة أو أربعة، وأشار بكفه.

366 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قتادة عن سعيد ابن المسيب عن ابن عمر عن عمرأن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "الميت يعذب في قبره بما نيح عليه".

367 -

حدثنا محمد بن جعفر حدثنا كهمس عن ابن بريدة، ويزيد بن هرون حدثنا كهمس عن ابن بريدة عند يحيى بن يعمر سمع ابن عمر قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: بينما نحن ذات يوم عند نبي الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى، قال يزيد: لا نرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، ثم قال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، ما الإسلام؟ فقال:"الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتجج البيت إن استطعت إليه سبيلا"، قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: ثم قال: أخبرني عن الإيمان؟ قال: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر كله، خيره وشره"، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان، ما الإحسان؟ قال يزيد: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: "أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البناء"، قال: ثم

= تابعي قديم مخضرم.

(366)

إسناده صحيح، وهو مكرر 354.

(367)

إسناده صحيح، وهو مختصر 184.

ص: 317

انطلق، قال: فلبثت مليا، قال يزيد: ثلاثا، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا عمر أتدري من السائل؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال "فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم"

368 -

حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر سمع ابن عمر قال: حدثنا عمر قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، إلا أنه قال: ولا يرى عليه أثر السفر، وقال: قال عمر: فلبثت ثلاثا، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا عمر".

369 -

ِ حدثنا بَهز، قال: وحدثنا عفان قالا: حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي نضرة قال: قلت لجابر بن عبد الله: إن ابن الزبير ينهى عن المتعة، وإن ابن عباس يأمر بها؟ قال: فقال لي: على يدي جرى الحديث، تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عفان: ومع أبى بكر، فلما ولي عمر بن خطب الناس فقال: إن القرآن هو القرآن، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرسول، وإنهما كانتا متعتان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إحداهما متعة الحج، والأخرى متعة النساء.

370 -

حدثنا حجاج أنبأنا ابن لَهيعة عن عبد الله بن هُبَيْرة عن أبي تميم أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: سَمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا".

371 -

حدثنا حجاج حدثنا ليث حدثنا بُكير بن عبد الله عن بُسر

(368) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.

(369)

إسناده صحيح، وانظر 273، 351.

(370)

إسناده صحيح، وهو مكرر 205.

(371)

إسناده صحيح، وهومكرر 280. ليث: هو ابن سعد. ابن الساعدي المالكي: هو عبد الله ابن السعدي الصحابي.

ص: 318

ابن سعيد عن ابن الساعدي المالكى أنه قال: استعملني عمر بن الخطاب على الصدقة، فلما فرغت منها وأديتها أمر لي بعمالة، فقلت له: إنما عملت لله، وأجري على الله، قال: خذ ما أعطيت، فإني قد عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني، فقلت مثل قولك، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق".

372 -

حدثنا حجاج حدثنا ليث حدثنا بكير عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب أنه قال: هششت يوما فقبلت وأنا صائم، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: صنعت اليوم أمرا عظيما، قبلت وأنا صائم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟ " فقلت: لا بأس بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ففيم؟! "

373 -

حدثنا يحيى بن إسحق أنبأنا ابن لَهِيعة حدثنا عبد الله بن هبيرة قال: سمعت أبا تميم الجيشاني يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، ألا ترون أنها تغدو خماصا وتروح بطانا".

374 -

حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن

(372) إسناده صحيح، وهو مكرر 138 بإسناده ولفظه.

(373)

إسناده صحيح، وهو مكرر 370.

(374)

إسناده صحيح، وقد سبق بمعناه في 184، 367، 368 من طريق عبد الله بن بريدة، رواه عنه عثمان بن غياث وكهمس، من رواية عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب.

وهذا الحديث من رواية سليمان بن بريدة، وهو أخو عبد الله بن بريدة، هما توأم، وكلاهما ثقة. قال أحمد عن وكيع: يقولون: إن سليمان كان أصح حديثاً من أخيه وأوثق، وقال ابن عيينة: حديث سليمان بن بريدة أحب إليهم من حديث عبد الله. وفات هذا الحديث الحافظ الهيثمي فلم ينسبه إلى المسند، بل ذكره مختصرًا بعض الشيء من حديث ابن عمر، ونسبه للطبراني فقط 1: 40 - 41 فقال: "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون". فقد =

ص: 319

سليمان بن بريدة عن ابن يعمر قال: قلت لابن عمر: إنا نسافر في الآفاق فنلقى قوما يقولون لا قدر؟ فقال ابن عمر: إذا لقيتموهم فأخبروهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء وأنهم منه برآء ثلاثا، ثم أنشأ يحدث: بينما نحن عندرسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فذكرمن هيئته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ادنه، فدنا، فقال: ادنه، فدنا، فقال: ادنه، فدنا، حتى كاد ركبتاه تمسان، فقال: يا رسول الله، أخبرني ما الإيمان، أو عن الإيمان؟ قال" تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر" قال سفيان: أراه قال: خيره وشره، قال: فما الإسلام؟ قال "إقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان وغسل من الجنابة"، كل ذلك قال:"صدقت، صدقت" قال القوم: ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا، كأنه

يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا رسول الله، أخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله أو تعبده كأنك تراه، فإن لا تراه فإنه يراك"، كل ذلك نقول: ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول من هذا، فيقول: صدقت، صدقت، قال: أخبرني عن الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم بها من السائل"، قال: فقال: صدقت، قال: ذلك مرارا، ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا، ثم ولى، قال سفيان: فبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوه"، فلم يجدوه، قال: "هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم، ما أتاني في صورة إلا

= اختلف الأخوان: سليمان وعبد الله، الذي حضر سؤالات جبريل هو ابن عمر؟ أم عمر فروى عنه ابنه عبد الله بن عمر؟ ولا يحتمل أن يكونا حضراه معَا وأن ابن عمر كان يحكيه مرة عن نفسه ومرة عن أبيه، لأن مخرج الحديث واحد، وأن يحيى بن يعمر سأل ابن عمر عن القدر فحدثه الحديث. فلا يعقل أن يسأله مرتين فيحدثه إياه مرتين! والراجح عندي رواية عبد الله بن بريدة، أن عمر هو الذي حضر وحدث ابنه، فإنها زيادة ثقة مقبولة، ويكون الوهم في حذف عمر في هذا الإسناد من سليمان بن بريدة أو من علقمة بن مرثد. وسيأتى في 758، 1112، 2926 م.

ص: 320

عرفته غير هذه الصورة".

375 -

حدثنا أبو أحمد حدثناسفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن ابن يعمر قال: سألت ابن عمر، أوسأله رجل: إنا نسير في هذه الأرض فنلقى قوما يقولون لا قدر؟ فقال ابن عمر: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء وهم منه برآء، قالها ثلاث مرات، ثم أنشأ يحدثنا قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال: يا رسول الله ، أدنو؟ فقال:"ادنه"، فدنا رتوة، ثم قال: يا رسول الله، أدنو؟ فقال:"ادنه"، فدنا رتوة، ثم قال يا رسول الله، أدنو؟ فقال:"ادنه"، فدنا رتوة، حتى كادت أن تمس ركبتاه ركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله ما الإيمان؟ فذكر معناه.

376 -

حدثنا حسن بن موسى الأشيب حدثنا ابن لهيعة حدثتا الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة: العدوي عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة، ومن جهز غازيا حتى يستقل بجهازه كان له مثل أجره، ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بني الله له بيتا في الجنة".

377 -

حدثنا عتاب، يعنما ابن زياد، حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، أنبأنا يونس عن الزهري عن السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله ابن عتبة عن عبد الرحمن بن عبد عن عمر بن الخطاب، [قال عبد لله: وقد بلغ به أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم]، قال "من فاته شيء من ورده، أو قال من

(375) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. الرتوة، بفتح الراء: الخطوة، كالرتبة.

(376)

إسناده ضعيف، لانقطاعه. سبق الكلام عليه 126: الجهاز: بفتح الجيم وكسرها، والفتح

أفصح، أو الكسر لغة رديئة.

(377)

إسناده صحيح، وهو مكر 220 بإسناده ولفظه.

ص: 321

جزئه، من الليل فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى الظهر، فكانما قرأه من ليلته".

378 -

حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي ميسرة عن عمر بن الخطاب قال: لما نزل تحريم الخمر قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت هذه الأية التي في سورة البقرة:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} قال: فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في سورة النساء:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى أن لا يقربن الصلاة سكران، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في

المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه، فلما بلغ:{فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} قال: فقال عمر انتهينا، انتهينا.

379 -

حدثنا عفان حدثنا شعبة عن الحكم عن أبي وائل عن

(378) إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 1: 449 - 500، 3: 226 وقال: "وهكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي من طرق عن أبي إسحق، وكذا رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق الثوري عن أبي إسحق عن أبي ميسرة، واسمه عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي، عن عمر وليس له عنه سواه. ولكن قال أبو زرعة: لم يسمع منه، والله أعلم. وقال علي بن المديني: هذا إسناد صالح صحيح. وصححه الترمذي، وزاد ابن أبي حاتم بحد قوله انتهينا: إنها تذهب المال وتذهب العقل ". وقول أبي زرعة أن أبا ميسرة لم يسمع من عمر، لا أجد له وجهَاً، فإن أبا ميسرة لم يذكر بتدليس، وهو تابعي قديم مخضرم، مات سنة 63، وفي طبقات ابن سعد 6: 73 عن أبي إسحق قال: "أوصى أبو ميسرة أخاه الأرقم: لا تؤذن بي أححَداً من الناس، وليصل عليّ شريح قاضى المسلمين وإمامهم". وشريح الكندي استقضاه عمر على الكوفة، وأقام على القضاء بها ستين سنة، فأبو ميسرة أقدم منه.

ص: 322

صبي بن معبد: أنه كان نصرانيا تغلبيا فأسلم، فسأل: أي العمل أفضل؟ فقيل له: الجهاد في سبيل الله عز وجل، فأراد أن يجاهد، فقيل له: أحججت، قال: لا، فقيل له: حج واعتمر ثم جاهد، فأهل بهما جميعا، فوافق زيد بن صوحان وسلمان بى ربيعة، فقالا: هو أضل من ناقته! أو: ماهو بأهدى من جمله! فانطلق إلى عمر فأخبره بقولهما، فقال: هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم أو لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

380 -

حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام قال: أخبرني أبي: أن عمر قال: للحجر إنما أنت حجر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك، ثم قبله.

381 -

حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه أن عمر أتى الحجر فقال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا وتنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ماقبلتك، ثم قبله.

382 -

حدثنا وكيع حدْثنا سفيان عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة: أن عمر قبله والتزمه، ثم قال: رأيت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بك حفيا، يعني الحجر.

383 -

حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جاء الليل من ها هنا وذهب النهار

(379) إسناده صحيح، وهو مطول 256 ومكرر 83.

(380)

إسناده ضعيف، لانقطاعه. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. وعروة لم يدرك عمر، ولد سنة 23 في اخر خلافته، وقيل. ولد لست خلون من خلافة عثمان. وانظر 361، 313.

(381)

إسناده ضعيف، لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله.

(382)

إسناده صحيح، وهو مكرر 274، وانظر 381.

(383)

إسناده صحيح، وهو مكرر 338. وقد سبق بهذا الإسناد 192.

ص: 323

من ها هنا فقد أفطر الصائم".

384 -

حدثنا وكيع حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل الذي يعود في صدقته كمثل الذي يعود في قيئه".

385 -

حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن عمر قال: كان أهل الجاهلية لا يفيضون من جمع حتى يقولوا أشرق ثبير، كيما نغير، فلمِا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهم، فكان يدفع من جمع مقدار صلاة المُسْفِرين بصلاة الغداة قبل طلوع الشمس.

386 -

حدثنا وكيع حدثنا رباح بن أبي معروف عن ابن أبي مليكة سمع ابن عباس يقول: قال لي عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه".

387 -

حدثنا وكيع عن حسن بن صالح عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر قال: قال عمر: أنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على خفيه في السفر.

388 -

حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن عمرو بن

(384) إسناده صحيح، وهو مختصر 281 وانظر 258، 1872.

(385)

إسناده صحيح، وهو مطول 295.

(386)

إسناده صحيح، رباح بن أبي معروف المكي: ذكره ابن حبان في الثقات وقال: "كان ممن يخطىء ويهم ". وقال أحمد: "كان صالحَاً". وقال ابن عدي: "ما أرى برواياته بأسَاً، ولم أجد له شيئاً منكرَاً" وأخرج له مسلم. وانظر 366.

(387)

إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله، وانظر 128، 216، 343.

(388)

إسناده صحيح، وهو مكرر 145 ولكن ذكر هناك "سوء العمل" بدل "أرذل العمر".

وقوله "فتنة الصدر" إلخ، يريد أن وكيعَاً فسرها بان الرجل يموت في فتنة لم يتب منها، =

ص: 324

ميمون عن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من البخل، والجبن، وعذاب القبر، وأرذل العمر، وفتنة الصدر. قال وكيع: فتنة الصدر أن يموت الرجل، وذكر وكيع الفتنة لم يتب منها.

389 -

حدثنا وكيع حدثنا عمر بن الوليد الشني عن عبد الله بن بريدة قال: جلس عمر مجلسا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجلسه ،تمر عليه الجنائز، قال" فمروا بجنازة فأثنوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجنازة فأثنوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجنازة فقالوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا

بجنازة فقالوا: هذا كان أكذب الناس، فقال: إن أكذب الناس أكذبهم على الله، ثم الذين يلونهم من كذب على روحه في جسده، قال: قالوا: أرأيت إذا شهد أربعة؟ قال: وجبت، قالوا: أو ثلاثة؟ قال: وثلاثة وجبت، قالو: واثنين؟ قال: وجبت، ولأن أكون قلت واحدا أحب إلي من حمر النعم، قال: فقيل لعمر: هذا شيء تقوله برأيك أم شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا

بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

= ولكن يظهر أن الإمام أحمد شك في اللفظ الذي قاله وكيع. فأشار إليه إشارة بقوله "وذكر وكيع الفتنة " إلخ.

(389)

إسناده ضعيف، لانقطاعه. فإن عبد الله بن بريدة ولد سنة 15 ومات سنة 115 فلم يدرك

عمر، ولكن أصل الحديث صحيح، رواه داود بن أبي الفرات عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود الديلي عن عمر، وقد مضى ذلك 139، 204، 318. والظاهر أن الخطأ في هذه الرواية من عمر بن الوليد الشني، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وابن حبان وغيرهم، ولينه يحيى القطان، وقال ابن المدينى: "سمعت يحيى بن سعيد ذكر عمر بن الوليد فقال بيده يحركها، كأنه لا يقويه، قال على: فاسترجعت وقلت: إذا حركت يدك فقد أهلكته! قال: لست أعتمد عليه، ولكنه لا بأس به!. و"الشني"، بفتح الشين المعجمة وكسر النون المشددة: نسبة إلى "شن" وهو بطن من عبد القيس. وقد وقع في ح في لفظ هذا الحديث" قالوا: أو ثلاثة، قال: وثلاثة قال وجبت فلفظ "قال" الأخير لا معنى له في السياق، وزيادته خطأ، ولم يذكر في ك فحذفناه.

ص: 325

390 -

حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة قال: بلغ عمر أن سعدا لما بنى القصر قال: انقطع الصويت! فبعث إليه محمد بن مسلمة، فلما قدم أخرج زنده وأورى ناره، وابتاع حطبا بدرهم، وقيل لسعد: إن رجلا فعل كذا وكذا، فقال: ذاك. محمد بن مسلمة، فخرج إليه، فحلف بالله ما قاله، فقال: نؤدي عنك الذي تقوله، ونفعل ما أمرنا به، فأحرق الباب، ثم أقبل يعرض عليه أن يزوده، فأبى، فخرج فقدم على عمر، فهَجَّر إليه، فسار ذهابه ورجوعه تسع عشرة، فقال: لولا حسن الظن بك لرأينا أنك لم تؤد عنا، قال: بلى، أرسل يقرأ السلام ويعتذر، ويحلف بالله ماقاله، قال: فهل زودك شيئا، قال: لا، قال: فما منعك أن تزودني أنت؟ قال: إني كرهت أن آمر لك فيكون لك البارد ويكون لي الحار وحولي أهل المدينة قد قتلهم الجوع، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يشبع الرجل دون جاره".

آخر مسند عمر بن الخطاب

(390) إسناده ضعيف، لانقطاعه عباية بن رافع: هو عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج الأنصاري الزرقى، وهو ثقة، لكنه تابعي صغير، يروي عن جده رافع وعن ابن عمر والحسين بن على بن أبى الب، وهذه القصة مفصلة في تاريخ الطبري 4: 192 - 193. وتاريخ ابن كثير 74:7 - 75 تاريخ ابن الأثير2/ 222 - 224، وهذا القصر هو أول ما أنشىء من الكوفة، بناه سعد بن أبي قاص سنة 17 تلقاء محراب المسجد، للإمارة وبيت المال، فكان يغلق بابه ويقول: سكن الصويت! فلذلك أرسل عمر محمد بن مسلمة لتحريق الباب، أراد بذلك أن لا يكون بينه، وهو الأمير، وبين رعيته باب ولا حجاب، ولذلك كتب له في رواية الطبري: "ولا تجعل على القصر باباً يمنع الناس من دخوله وتنفيهم به عن حقوقهم "، سفيان، هو الثوري، وأبوه: سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، "الصويت" تصغير الصوت، "فخرج إليه": في ح "خرج" بدون الفاء، وصححناه من ك، "فهجر إليه" بتشديد الجيم، التهجير: التبكير في كل شيء والمبادرة إليه، وهي لغة حجازية، "يقرأ السلام" كذا في ح.

وفى ك "يقرئك السلام"، كلاهما صحيح، "قال: إنما كرهت" في ك "قال: كرهت" بحذف "إني".

ص: 326