المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[المطلب الرابع الآثار الاقتصادية] - مشكلة السرف في المجتمع المسلم وعلاجها في ضوء الإسلام

[عبد الله الطريقي]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة]

- ‌[تمهيد]

- ‌[المبحث الأول مفهوم السرف]

- ‌[أولا التعريف بالسرف]

- ‌[ثانيا التعريف بالمصطلحات والألفاظ ذات الصلة]

- ‌[التبذير]

- ‌[إضاعة المال]

- ‌[الترف]

- ‌[الاقتصاد]

- ‌[الإنفاق]

- ‌[الجود]

- ‌[البخل]

- ‌[المبحث الثاني السرف في نصوص القرآن والسنة وكلام العلماء والحكماء]

- ‌[أولا السرف في نصوص القرآن الكريم]

- ‌[ثانيا السرف في نصوص السنة النبوية]

- ‌[ثالثا الإسراف في نصوص العلماء والحكماء]

- ‌[المبحث الثالث أقسام السرف ومجالاته]

- ‌[المطلب الأول أقسام السرف]

- ‌[أولا أقسام السرف من حيث متعلقه]

- ‌[ثانيا أقسام السرف من حيث فاعله]

- ‌[ثالثا أقسام السرف من حيث طبيعة ما يقع عليه الإسراف]

- ‌[المطلب الثاني مجالات السرف]

- ‌[المبحث الرابع الآثار السلبية للسرف]

- ‌[مدخل]

- ‌[المطلب الأول الآثار الدينية]

- ‌[المطلب الثاني الآثار النفسية]

- ‌[المطلب الثالث الآثار الاجتماعية]

- ‌[المطلب الرابع الآثار الاقتصادية]

- ‌[المطلب الخامس الآثار البدنية]

- ‌[المبحث الخامس علاج مشكلة السرف]

- ‌[المطلب الأول وسائل علاج مشكلة السرف]

- ‌[المطلب الثاني أساليب العلاج]

الفصل: ‌[المطلب الرابع الآثار الاقتصادية]

[المطلب الرابع الآثار الاقتصادية]

المطلب الرابع: الآثار الاقتصادية ما دام الحديث عن الإسراف في الأموال والنفقات، فإنه سيكون له آثار سلبية على الجانب الاقتصادي لا محالة.

إذ الاقتصاد ينتظم العلاقات المادية الداخلية والخارجية للأمم والدول، كما يدخل فيه التنظيم المالي للأسرة، وفقا لما مر معنا في التعريف بالمصطلحات.

ولعل من أهم الآثار:

1 -

إهدار الأموال وإضاعتها فيما لا يحقق مصلحة للفرد أو الجماعة، بل ربما ترتب عليه مفاسد.

ومعروف أن المال قوام الحياة، قال سبحانه:{وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5](1) .

وهو أمانة بيد الإنسان ومستخلف فيه يجب عليه أن يقوم بها على الوجه الصحيح، وإلا كان أحد الخائنين. قال سبحانه:{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} [الحديد: 7](2) .

قال أبو السعود (ت951 هـ) : " أي جعلكم خلفاء في التصرف فيه من غير أن تملكوه حقيقة، عبر عما بأيديهم من الأموال والأرزاق بذلك تحقيقا للحق وترغيبا لهم في الإنفاق، فإن من علم أنها لله عز وجل وإنما هو بمنزلة الوكيل يصرفها إلى ما عينه الله تعالى من المصارف هان عليه الإنفاق "(3) .

2 -

أن تبذير الأموال وإضاعتها خسارة فادحة على الأمة المسلمة، فإنها ثروة

(1) النساء: 5.

(2)

الحديد: 7.

(3)

تفسير أبو السعود 8 / 204، دار إحياء التراث العربي / بيروت.

ص: 101

عزيزة تقوي جانب الأمة وتشيد حضارتها " فالمقصد الشرعي أن تكون أموال الأمة عدة لها وقوة لابتناء أساس مجدها والحفاظ على مكانتها حتى تكون مرهوبة الجانب مرموقة بعين الاعتبار، غير محتاجة إلى من قد يستغل حاجتها فيبتز منافعها ويدخلها تحت نير سلطانه "(1) .

3 -

وينتج عن التبذير اهتزاز اقتصاد الدولة المسلمة وتدني مستواه، وربما أصيبت ميزانيتها بعجز كبير، وهبطت عملتها إلى مستوى الحضيض، الأمر الذي يؤدي إلى التضخم، ومن ثم ترتفع الأسعار ويعم الغلاء، وينخفض سعر العملة في الخارج، وتنزح رؤوس الأموال خارج البلاد (2) .

ويذكر أهل الاختصاص أن من أهم أسباب التضخم: اختلال التوازن بين الاستهلاك والاستثمار، فإذا كان الاستهلاك أكبر من الاستثمار فإن الطلب يرتفع ويؤدي إلى التضخم (3) .

وقصارى القول أن اقتصاد الدولة المسلمة لا يستقر إلا إذا تحققت فيه العدالة والاقتصاد، وكفت عنه أيدي العابثين بالأموال، المبذرين لها.

4 -

أن الإسراف سبب لنزع البركة في المال.

فإن تبذيره تضييع له، وهيهات البركة مع الضياع، والفقر هو المحصلة النهائية.

ولو أن الفقر كان موجودا من قبل لهان الأمر.

والفقر أحمد من مال تبذره

إن افتقارك مأمون به السرف

(1) التحرير والتنوير لابن عاشور 15 / 79.

(2)

ينظر: القاموس الاقتصادي. للدكتور محمد بشير علية ص 114.

(3)

انظر: المرجع السابق ص 115.

ص: 102