المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[المطلب الثاني أساليب العلاج] - مشكلة السرف في المجتمع المسلم وعلاجها في ضوء الإسلام

[عبد الله الطريقي]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة]

- ‌[تمهيد]

- ‌[المبحث الأول مفهوم السرف]

- ‌[أولا التعريف بالسرف]

- ‌[ثانيا التعريف بالمصطلحات والألفاظ ذات الصلة]

- ‌[التبذير]

- ‌[إضاعة المال]

- ‌[الترف]

- ‌[الاقتصاد]

- ‌[الإنفاق]

- ‌[الجود]

- ‌[البخل]

- ‌[المبحث الثاني السرف في نصوص القرآن والسنة وكلام العلماء والحكماء]

- ‌[أولا السرف في نصوص القرآن الكريم]

- ‌[ثانيا السرف في نصوص السنة النبوية]

- ‌[ثالثا الإسراف في نصوص العلماء والحكماء]

- ‌[المبحث الثالث أقسام السرف ومجالاته]

- ‌[المطلب الأول أقسام السرف]

- ‌[أولا أقسام السرف من حيث متعلقه]

- ‌[ثانيا أقسام السرف من حيث فاعله]

- ‌[ثالثا أقسام السرف من حيث طبيعة ما يقع عليه الإسراف]

- ‌[المطلب الثاني مجالات السرف]

- ‌[المبحث الرابع الآثار السلبية للسرف]

- ‌[مدخل]

- ‌[المطلب الأول الآثار الدينية]

- ‌[المطلب الثاني الآثار النفسية]

- ‌[المطلب الثالث الآثار الاجتماعية]

- ‌[المطلب الرابع الآثار الاقتصادية]

- ‌[المطلب الخامس الآثار البدنية]

- ‌[المبحث الخامس علاج مشكلة السرف]

- ‌[المطلب الأول وسائل علاج مشكلة السرف]

- ‌[المطلب الثاني أساليب العلاج]

الفصل: ‌[المطلب الثاني أساليب العلاج]

[المطلب الثاني أساليب العلاج]

المطلب الثاني: أساليب العلاج تقدمت الإشارة إلى أن المقصود بالأسلوب: الطريقة والكيفية.

فحيث وقفنا على أهم الوسائل لعلاج السرف، فلنتوقف هنا مليا عند أسلوب العلاج، علَّ ذلك يساعد في التخفيف والتقليل من ألم مرض السرف.

وإذا كانت قد تختلف وجهات النظر في تحديد الأساليب نظرا لكونها محل اجتهاد، فإن من أهمها في تقديري ما يأتي:

1 -

تشخيص الداء ووصف الدواء المناسب.

2 -

القدوة الحسنة.

3 -

التربية.

4 -

الترغيب والترهيب.

5 -

الإنكار.

وإليكها مرتبة.

أولا: تشخيص الداء ووصف الدواء المناسب: عندما تعرض حالة مريض على الطبيب فإنه يبدأ أولا بتشخيص المرض وتحديده وأسباب حدوثه، ومن ثم يصف الدواء المناسب أو يتخذ ما يراه للعلاج.

وهكذا الأمر بالنسبة لعلاج أي مشكلة دينية أو دنيوية، فردية أو جماعية، فإن المطلوب ممن يهمه الأمر كالعلماء والدعاة وأهل الرأي وأهل السلطة وعلماء

ص: 121

التربية ورجال الإعلام والخطباء ورب الأسرة ونحوهم، أن يتخذوا الأسلوب نفسه في المعالجة، فيقوموا بتحديد المشكلة وتشخيصها ثم يتخذوا الأساليب المناسبة لعلاجها.

ومشكلة السرف - محل البحث - ذات عمق ورسوخ في أكثر المجتمعات المسلمة، فلا بد من دراستها من قبل أولئك ممن يعنيهم الأمر، كيما يخلصوا منها المجتمعات، بَلْهَ الأفراد.

وعلى هذا فربما يكون العلاج لمشكلة خاصة، أو لمشكلة عامة.

ومهما تباعدت طبيعة كل من المشكلتين فإن منهج العلاج قد لا يكون كذلك.

فرب الأسرة مثلا حينما يلحظ من أحد أفرادها تبذيرا فإن عليه أن ينظر بعين ثاقبة في الأسباب والدواعي للتبذير، فقد تكون بسبب حب هذا المبذر للمظاهر والمفاخرة والتعاظم أمام الأقران.

وهنا يكون دور رب الأسرة بتوجيه نظره إلى أن ذلك ليس من شيم العقلاء الأتقياء، ولا يحقق مصلحة له ولا لأسرته، وقد يكون السرف لوفرة المال عند المسرف، فعلى رب الأسرة ألا يمكنه من المال فيبذره، بل يعطيه بقدر الحاجة.

وكذلك العالم - وهو يعايش هذه المشكلة المتفشية بين الناس، فعليه قبل أن يصدر الحكم الشرعي فيها أن يدرسها من سائر أطرافها وملابساتها، ثم يصدر الحكم؛ لأنه يعلم أن فتواه تؤخذ بعين الاعتبار ويعمل بها تعبدا لله وامتثالا لشرعه.

ومن النماذج التطبيقية لهذا قرار هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بشأن المغالاة في المهور - وقد أوردناه في المبحث الثالث - فإن القرار لم يصدر إلا بعد دراسة المشكلة من خلال البحث الذي أعدته اللجنة الدائمة في الهيئة.

وكذلك الخطيب فإن دوره في العلاج لا ينكر، وبخاصة في خطبة الجمعة.

ص: 122

والخطباء في هذه البلاد ما فتئوا يعالجون هذه المظاهر بين الفينة والأخرى، ومازلنا نسمع منهم النذارة والتحذير من مغبة مظاهر الأفراح المبالغ فيها، ففي إحدى خطب المسجد الحرام في صيف هذا العام 1419 هـ تعرض الخطيب إلى مشكلة عزوف كثير من الشباب والفتيات عن الزواج وتأخيره عن وقت الفتوة والشباب، وما يترتب على ذلك من مشكلات اجتماعية كبيرة.

وعزا ذلك إلى أسباب كثيرة من أهمها: الإعلام الغربي وما يبثه من فكر انحلالي وإباحي، والمغالاة في المهور وتكاليف الزواج، مما لا يطيقه أكثر الشباب.

وقد أوصى الخطيب باتباع الهدي النبوي وأن ذلك كفيل بحل المشكلة من جذرها.

وفي محافظة الزلفيِ حضرت خطبة في أحد جوامعها استعرض فيها الخطيب المشكلة، مبينا خيوطها وذيولها وما طرأ على الناس فيها من مراسم وتقاليد متكلفة، تحول الفرح إلى ترح، وتحيل التقاليد الجميلة إلى تقاليد مستوردة، تذبح الفضيلة، وتذكي الرذيلة.

وقد لمست من الحاضرين - الذين اكتظ بهم المسجد الفسيح - تفاعلاً حياً مع الخطيب في أسلوبه المؤثر.

ثانيا: القدوة الحسنة: مما يشهد له الحس والواقع أن الصغير ينساق وراء الكبير ويقلده، والضعيف يلجأ إلى القوي ويحاول محاكاته، والجاهل يعترف للعالم بالفضل فيقتدي به. ولذا كان الأنبياء محل الاقتداء دون منازع نظرا لكمالهم.

قال عز وجل في سياق ذكر الأنبياء: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام: 90](1) .

(1) الأنعام: 90.

ص: 123

وقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21](1) .

وكذا العلماء لكونهم ورثة الأنبياء.

وهكذا كل مسلم فإنه مطالب بأن يكون أسوة طيبة لغيره، وألا يكون داعية إلى ضلالة.

وعلى الأخص هنا من بيدهم زمام قيادة المجتمع، كأصحاب السلطة، ورجال الحسبة، وأهل التربية، ورجال الإعلام، والآباء والأمهات، ومن في حكمهم، فإن هؤلاء وأمثالهم إذا حسنت سيرتهم اقتدي بهم، ونظر إليهم نظرة إكبار، وقد جاء في صفات عباد الرحمن أنهم يقولون:. . {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74](2) .

أي أئمةً يقتدى بهم، دعاةً إلى الخير، وذلك رغبة منهم في هداية الآخرين (3) .

ولنأخذ هذه الأمثلة:

قال يسار بن نمير: سألني عمر بن الخطاب كم أنفقنا في حجتنا هذه؟ قلت: خمسة عشر دينارا - أو سبعة عشر دينارا - فقال: قد أسرفنا في هذا المال (4) .

هكذا يحاسب عمر - وهو الخليفة - نفسه على الإنفاق من بيت المال.

وبهذا صار قدوة حسنة لرعيته فكان إذا حاسبهم على شيء من المال لم تضق نفوسهم بالمحاسبة لما يعلمون من صدقه وورعه.

فلله دره من إنسان !!

(1) الأحزاب 21.

(2)

الفرقان: 74.

(3)

انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3 / 242.

(4)

أخبار عمر بن الخطاب وأخبار عبد الله بن عمر. للأستاذين علي الطنطاوي وناجي الطنطاوي، ص326، المكتب الإسلامي. والإشارة في قول عمر (في هذا المال) تومئ إلى أنه من بيت مال المسلمين.

ص: 124

وهذا عمر بن عبد العزيز حين تولى الخلافة يقوم بالعدل ويرد المظالم إلى أهلها، ويحاسب نفسه وعماله على كل صغيرة وكبيرة، بعد أن كانت الأموال مبددة قد سطت عليها أيدي المسرفين.

فحمد الناس له صنعه هذا، حتى عدوه خامسا للخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين (1) .

وقد جاء في قرار هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية رقم 52 وتاريخ 4 / 4 / 1397 هـ ما يأتي:

" 6 - يرى المجلس أن من أنجح الوسائل في القضاء على السرف والإسراف أن يبدأ بذلك قادة الناس من الأمراء والعلماء وغيرهم من وجهاء الناس وأعيانهم، وما لم يمتنع هؤلاء من الإسراف وإظهار البذخ والتبذير، فإن عامة الناس لا يمتنعون من ذلك؛ لأنهم تبع لرؤسائهم وأعيان مجتمعهم، فعلى ولاة الأمر أن يبدأوا في ذلك بأنفسهم ويأمروا به ذوي خاصتهم قبل غيرهم ويؤكدوا على ذلك اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم واحتياطا لمجتمعهم لئلا تتفشى فيه العزوبة، التي ينتج عنها انحراف الأخلاق وشيوع الفساد. . . " ا. هـ.

وهذه لفتة موفقة من الهيئة العلمية الموقرة، فإن الناس تبع لعلمائهم وعظمائهم.

ثالثا: التربية: وهي تتم برعاية الإنسان في عقله وقلبه ونفسه، حتى يشتد عوده، بالرسوخ في العلم، والخشية من الله، وتمثل الفضائل، ثم متابعة هذا الإنسان مستقبلا، كيلا يضل السبيل.

(1) يراجع: سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 88، 100، 104، ضبطه وشرحه نعيم زرزور 1404 هـ.

ص: 125

وذلك كان منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، فقد صنعهم على عينه عليه الصلاة والسلام، حتى أصبحوا ما بين صديق وشهيد وصالح، فكانوا خير أصحاب لخير نبي، وتلقوا الدين والوحي عن رغبة وطواعية، فانقادوا واستجابوا، واستحقوا الثناء من الله تعالى.

{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29](1) الآية.

ورباهم عليه الصلاة والسلام على الوسطية والاعتدال في شأنهم كله ونهاهم عن الغلو والإفراط والإسراف.

فكان يقول: «إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين» (2) .

ويقول: «عليكم هديا قاصدا (3) عليكم هديا قاصدا، عليكم هديا قاصدا» (4) .

«ويمر على سعد وهو يتوضأ - فيرى منه إسرافا - في استعمال الماء، فيقول: " ما هذا السرف يا سعد؟ قال سعد: أفي الوضوء سرف؟ فقال صلى الله عليه وسلم: نعم، وإن كنت على نهر جار» (5) وورد أنه عليه الصلاة والسلام لما رأى عدم استقامة المعايير في تقويم الرجال، وأن بعض الناس قد يحتفي بالمترف دون الضعيف قام خطيبا فقال:«ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم. . .» (6) الحديث.

(1) آخر سورة الفتح.

(2)

رواه الإمام أحمد في المسند: 1 / 215، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. انظر: المسند بتحقيقه، 5 / 85.

(3)

أي طريقا معتدلا.

(4)

رواه أحمد في المسند: 4 / 422، والحاكم في المستدرك: 1 / 312، وقال: صحيح الإسناد، وأقره الذهبي.

(5)

رواه أحمد في المسند: 2 / 221 وابن ماجه في سننه، ك: الطهارة الباب 48، ويراجع: ص9 مما سبق.

(6)

أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 6 / 313.

ص: 126

وقد أخذ الصحابة بالمنهج نفسه.

فهذا سلمان الفارسي رضي الله عنه وهو أحد خريجي مدرسة النبوة - يحضر وليمة فيأكل حاجته، فيأمره المضيف بالزيادة من الأكل فيقول: حسبي، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة» (1) .

وهو بهذا ينبه مستمعيه إلى أن الإسراف في الأكل مذموم شرعا، فلا ينبغي تشجيع الناس عليه.

وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدخل عليه أحد الشباب لعيادته والاطمئنان على صحته بعد أن طعنه أبو لؤلؤة المجوسي - «فلما ولى الشاب إذا إزاره يمس الأرض، فقال عمر: ردوا عليَّ الغلام، فلما جاءه قال له عمر: " يا ابن أخي ارفع ثوبك، فإنه أبقى لثوبك، وأتقى لربك» (2) .

وهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يدخل عليه خباب بن الأرت رضي الله عنه وقد تحلى بخاتم ذهب، فبعد جلسة علمية دارت حول القراءات التفت عبد الله بن مسعود إلى خباب وقال بأسلوب رقيق:" ألم يأن لهذا الخاتم أن يلقى؟ فقال خباب: أما إنك لن تراه عليّ بعد اليوم فألقاه "(3) .

قال الحافظ بن حجر (ت 852 هـ) : " وفي الحديث منقبة لابن مسعود وحسن تأنيه في الموعظة والتعليم، وأن بعض الصحابة كان يخفى عليه بعض الأحكام، فإذا نبه عليها رجع، ولعل خبابا كان يعتقد أن النهي عن لبس الرجال خاتم الذهب للتنزيه، فنبهه ابن مسعود على تحريمه فرجع إليه مسرعا "(4) .

(1) رواه ابن ماجه في السنن، ك: الأطعمة - الباب 50 ح / 3351، وحسنه الشيخ الألباني (ينظر: صحيح سنن ابن ماجه 2 / 237.

(2)

رواه البخاري في صحيحه، ك: فضائل الصحابة - الباب 8.

(3)

رواه البخاري في صحيحه، ك: المغازي - الباب 74.

(4)

فتح الباري 8 / 101.

ص: 127

حقا: إن التربية - وهي بحر محيط - أسلوب ناجح في علاج كثير من الأمراض الاجتماعية - إن كانت فردية أو جماعية - بل هي من أفضل الأساليب وأبعدها أثرا وتأثيرا لأنها تخاطب العقل والضمير، وتلامس العاطفة والوجدان، وتربط الإنسان بالله - الخالق البارئ المصور، والرب الذي ربى خلقه بنعمه وأفضاله.

على أن التربية لا تحقق غرضها إلا إذا توافرت فيها عناصر النجاح، وفي مقدمة ذلك:

- إخلاص المربي ووعيه وفقهه.

- القابلية والاستعداد لدى المربَّى.

- الأسلوب المناسب في التربية.

رابعا: الترغيب والترهيب: حينما يقوم الطبيب بعلاج المريض فإنه يرغبه في الدواء الذي يصرفه له ويحثه على التقيد بتعليماته وإرشاداته الطبية، كما يحذره ويرهبه من مخالفة ذلك، وأنه إذا لم يلتزم بالإرشادات، فإن العواقب ربما كانت غير محمودة.

وهكذا بالنسبة لمن بيدهم زمام الإرشادات الخلقية والدينية (الشرعية) من العلماء والأمراء والدعاة والمحتسبين والمربين والآباء. . . إلخ، فمن أجل أن يكون لعملهم الإرشادي والتوجيهي ثمرة ظاهرة في الناس، لا بد من استعمال أسلوب الترغيب والترهيب، تطبيقا للقرآن العظيم، واقتداء بسنة رسوله الكريم، الزاخرين بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد.

أما القرآن فذو صبغة ترغيبية وترهيبية واضحة.

فخذ (1) في جانب الترغيب قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53](2) .

(1) الأمثلة الواردة هنا مقتصرة على موضوع البحث (الإسراف) .

(2)

الزمر: 53.

ص: 128

وقوله: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67](1) .

وقد جاء ذلك في سياق صفات عباد الرحمن وسماتهم المتميزة وما أعد الله لهم من نعيم {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا - خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان: 75 - 76](2) .

وخذ في مقام الترهيب قوله سبحانه:. . {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31](3) .

وإذا كان لا يحب المسرفين، ففي ذلك نذارة لهم وتخويف، وتحذير.

وأبلغ ترهيبا من ذلك قوله تعالى في حق المبذرين: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: 27](4) وقوله:. . {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر: 28](5) .

وسياق الترهيب واضح.

وأما السنة النبوية فهي كذلك ذات صبغة ترغيبية وترهيبية أيضا وإن اختلفت صيغتها وكمها عن القرآن.

ففي مقام الترغيب نجد مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء» (6) .

قيل في معنى الحديث: " هو مثل ضرب للمؤمن وزهده في الدنيا والكافر وحرصه عليها، فكأن المؤمن لتقلله من الدنيا يأكل في معى واحد، والكافر لشدة رغبته فيها واستكثاره منها يأكل في سبعة أمعاء "(7) .

(1) الفرقان: 67.

(2)

الفرقان: 75 - 76.

(3)

الأعراف: 31.

(4)

الإسراء: 27.

(5)

غافر: 28.

(6)

متفق عليه (صحيح البخاري، ك: الأطعمة - الباب 12، وصحيح مسلم، ك: الأشربة - ح / 182 - 186) .

(7)

فتح الباري 9 / 538.

ص: 129

فهذا ترغيب للمؤمن في التقليل من الأكل بقدر الحاجة، وفيه أيضا ترهيب بالتشبيه بالكافر.

وفي مقام الترهيب يقول صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه» (1) .

ويقول: «إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزن عند الله جناح بعوضة» (2) .

وهكذا نرى أن للترغيب والترهيب مكانا فسيحا في الكتاب الكريم، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام.

ولا شك أن الأخذ بذلك يحقق المقاصد المرجوة في الدعوة والتوجيه والتربية.

وهو ما سلكه وانتهجه سلف الأمة في إصلاحهم الاجتماعي سواء في خطبهم أو دروسهم أو محاوراتهم ومجادلاتهم، أو ردودهم أو مؤلفاتهم، أو غير ذلك، فإنهم يطرزونها بطراز الترغيب والترهيب.

ولأهمية هذا الأسلوب في نفوس العلماء نراهم يخصصون كتبا أو أبوابا فيه.

أجل. . إن على من يتصدى لمعالجة مشكلة السرف أن لا يغفل هذا المنهج.

بل عليه - من أجل أن ينتشل المسرف والمبذر - أن يهز كيانه ويستثير عواطفه ويوقظ ضميره عن طريق الترغيب والترهيب، الترغيب بفائدة الاقتصاد والتوسط، وما يحققه من مصالح دنيوية وأخروية.

والترهيب بنتيجة السرف وخطورته على الأمة، بل على الفرد نفسه في دينه ودنياه، عاجلا وآجلا.

(1) رواه الترمذي في السنن، ك: الزهد - الباب 47، وقال: حسن صحيح.

(2)

متفق عليه (صحيح البخاري، ك: التفسير، تفسير سورة الكهف، الباب 6، وصحيح مسلم، ك: صفة المنافقين، ح / 18.

ص: 130

خامسا: الإنكار: وأعني به تغيير المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب.

وهذا يعد ثاني شقي ركن الإسلام الركين (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر) وهو النهي عن المنكر.

أما الشق الأولى (الأمر بالمعروف) فهو داخل ضمن الأساليب المتقدمة في (أولا، وثالثا، ورابعا) فتشخيص الداء ووصف الدواء، لمن وقع في (مشكلة السرف) وتربيته وترغيبه، كل ذلك أمر له بالخير والمعروف.

وقد تتضمن هذه الأساليب شيئا من الإنكار، ولكن ليس بصورة ظاهرة؛ لذا استحسن إفراد أسلوب الإنكار تنبيها إلى أهميته.

نعم. . إن الإنكار على أهل السرف والإفراط أحد أساليب معالجة (مشكلة السرف) ، بل هو من أهم الأساليب؛ لأن كثيرا من الناس لا يرعوون عن الغي إلا بالإنكار عليهم.

ويرى أبو حامد الغزالي رحمه الله أن للاحتساب (الإنكار) درجات، هي:

1 -

التعريف.

2 -

النهي.

3 -

ثم الوعظ والنصح.

4 -

ثم السب والتعنيف.

5 -

ثم التغيير باليد.

6 -

ثم التهديد بالضرب.

7 -

ثم إيقاع الضرب، واتخاذ القوة المناسبة (1) .

أي أن الإنكار يسير بالتدريج بدءا بالتلطف وانتهاء بالتعنيف والشدة، على أن لا يترتب على الإنكار منكر أعظم أو مساو " فحيث كانت مفسدة الأمر والنهي أعظم من مصلحته، لم تكن مما أمر الله به، وإن كان قد تُرك واجب، وفُعل محرمٌ؛ إذ المؤمن عليه أن يتقي الله في عباده، وليس عليه هداهم "(2) .

(1) إحياء علوم الدين 2 / 324.

(2)

الحسبة لابن تيمية: ص118، تحقيق وضبط محمد زهري النجار.

ص: 131

ولننتقل الآن إلى واقع المسرفين وكيفية الإنكار عليهم.

ففي الأساليب المتقدمة سقنا أمثلة عديدة، يصلح كثير منها للتمثيل به هنا.

فمن السنة النبوية:

- ما جاء «أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بسعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ فقال: ما هذا السرف؟ فقال: أفي الوضوء إسراف؟ قال: " نعم، وإن كنت على نهر جار» (1) .

والإنكار هنا إنكار بالقول وهو واضح.

وصح «أن أبا حدرد أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في مهر امرأة، فقال: " كم أمهرتها؟ " قال: مائتي درهم، قال: " لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم» (2) .

وفي هذا يعجب صلى الله عليه وسلم من أبي حدرد التزامه بهذا المبلغ الكبير (مائتي درهم) مع أنه لا يجدها، وكأنه يغرف من بطحان وهو واد في المدينة.

أما معاقبة المسرفين بالعقوبة المادية، كالغرامة أو إتلاف بعض المال الواقع فيه الإسراف، أو التعزير بالضرب والسجن ونحو ذلك، فهذا من الأمور الدقيقة والخفية التي تحتاج إلى فقه عميق.

وإذا كانت هذه العقوبات مشروعة في جملتها لكثير من المخالفات والجرائم بحسبها (3) فإن آحاد الناس لا يستطيع القيام بشيء منها، بل هي إلى من بيده الأمر، كالقاضي والأمير والمحتسب ونحوهم.

وقد جاء في قرار هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية رقم 52 وتاريخ

(1) رواه الإمام أحمد في المسند 2 / 221، وابن ماجه في سننه، ك: الطهارة - الباب 48، قال ملا علي قاري: سنده حسن (انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 2 / 29) .

(2)

رواه الإمام أحمد في المسند 3 / 448، والحاكم في المستدرك 2 / 178 وصححه ووافقه الذهبي. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 4 / 282: رجال أحمد رجال الصحيح.

(3)

انظر: الحسبة لابن تيمية ص89 فما بعدها، والطرق الحكمية لابن القيم، تحقيق محمد حامد الفقي، والإسلام عقيدة وشريعة لمحمود شلتوت: ص294 - دار الشروق - الطبعة العاشرة.

ص: 132

4 -

/ 4 / 1397 هـ ما يأتي:

" 4 - يرى المجلس بالأكثرية معاقبة من أسرف في ولائم الأعراس إسرافا بينا. وأن يحال بواسطة أهل الحسبة إلى المحاكم لتعزر من يثبت مجاوزته الحد بما يراه الحاكم الشرعي من عقوبة رادعة زاجرة تكبح جماح الناس عن هذا الميدان المخيف؛ لأن من الناس من لا يمتنع إلا بعقوبة، وولي الأمر وفقه الله عليه أن يعالج مشاكل الأمة بما يصلحها ويقضي على أسباب انحرافها، وأن يوقع على كل مخالف من العقوبة ما يكفي لكفه ". ا. هـ.

ولو نفذت هذه العقوبة وفق ما جاء في هذا القرار لكان في ذلك وازع لكثير من أهل السرف والترف.

ص: 133

الخاتمة لعل مما يحسن الإشارة إليه في ختام هذا البحث نقطة ذات بال، وذات صلة وثيقة بموضوع البحث، وهي: التكلف والتظاهر بمباهج الغنى والثراء.

إنك تلحظ بعض الناس من ذوي الدخل المحدود يلهث راكضا وراء أهل الترف والثراء، يقلدهم ويحاكيهم، ويتبعهم حذو القذة بالقذة، فيبسط يده كما يبسطون أيديهم، ويجر إزاره كما يجرون، ويرفع عقيرته كما يفعلون:

كالهِرِّ يحكي انتفاخاً صولة الأسد

وهذا الأسلوب في الحياة يكلف الإنسان ما لا يطيق، ويلجئه إلى أضيق طريق.

فإنه من أجل أن يكون كأولئك لا بد أن يكون عنده رصيد ضخم من الأموال وإلا بدا مفلسا تعيسا.

الأمر الذي يضطره إلى الكسب غير المشروع، كالتعامل بالربا، أو أخذ الرشاوي، أو الغش التجاري، أو السطو على أموال الناس وممتلكاتهم وأكلها بالباطل.

وربما لجأ إلى الناس يسألهم أو يستدينهم.

وكل تلك أساليب غير مرضية عند الله ثم عند الناس.

قال الحق سبحانه: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86](1) .

يقوله الزمخشري (ت 538 هـ) عند تفسير الآية: " أي الذين يتصنعون ويتحلون بما ليسوا من أهله، وما عرفتموني قط متصنعا ولا مدعيا ما ليس عندي حتى أنتحل النبوة وأدَّعي القرآن "(2) .

وفي الحديث الصحيح: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» (3) .

(1) سورة ص / 86.

(2)

الكشاف 3 / 385، دار المعرفة - بيروت.

(3)

متفق عليه (صحيح البخاري، ك: النكاح - الباب 106، وصحيح مسلم، ك: اللباس ح / 126 - 127) .

ص: 134

أي المتظاهر بالشبع، والمراد أن المتحلي بما ليس له كمن لبس ثوبين من الزور فارتدى بأحدهما وتأزر بالآخر. (1) .

والمتأمل في واقع الحياة الاجتماعية يسترعي انتباهه ممارسات وصور متكلفة في كثير من المجتمعات.

فهذا يتكلف في بناء قصر كبير وجميل، قد تصل نفقات بنائه وتأثيثه مليوني ريال.

وإذا سألت عن حاله المادية وجدته من عداد متوسطي الحال، أو المساكين.

أما كيف بنى وأثث؟ فلا تسأل عن ذلك فقد يكون عن طريق الاستدانة أو المسألة، وربما كان ذلك عن طريق الكسب غير المشروع.

وذا آخر يقيم فرحا من الأفراح في أفخر الفنادق أو الصالات، بما يكلفه مائة ألف ريال ويتكلف في إبراز مظاهر التبذير بصورة تدعو للأسف، بل قل إلى استفزاز أهل العسرة وأهل الغيرة.

وإذا ما سألت عن حال هذا الإنسان، وجدته من أصحاب الدخول الصغيرة الذين لا يسدون عوزهم إلا بصعوبة.

وهذا شخص ثالث مغرم بالأسفار والسياحة خارج بلاده، مهما كلفته من مادة.

فقد يسافر بعائلته إلى بلاد أوربا ويجول فيها ويصول هو وعائلته، فلا يدع معلما إلا زاره، ولا متنزهاً إلا دخله، ولا مكان لهو إلا عرج عليه، ولا سوقا كبيرا إلا جال فيه.

والمحصلة النهائية: تبذير للمال بلا حدود، وتضييع للوقت والعمر، وتفريط بالأخلاق والدين.

وشخص رابع يتظاهر بأنه نسيج وحده، وفريد عصره، سليل الأماجد،

(1) ينظر: فيض القدير 6 / 320.

ص: 135

ووريث الأثرياء، يتقمص شخصية العظماء ويحاكي سير المترفين فهو يمشي على الأرض مرحا ويتبجح بمال أبيه أو مورثه فرحا.

فقد تفتحت عيناه على ثروة ثرة، لم يبذل في سبيل الحصول عليها جهدا ولم يفكر في حقوق المال وحقوق أهل الفاقة، حتى جعل - كما يقول أحد الكتاب (1) -:" كل همه إشباع رغبته في الاستمتاع بالحياة وتعويض الماضي وتأمين المستقبل، ومن ثم فإنه أسقط المجتمع من إدراكه ولم يلق له بالا ".

وشخص خامس يتكلف محاكاة الأغنياء بأسلوب أقرب ما يكون إلى التمثيل، لا يعرف الجد ولا يتحمل النصب غاية جهده التقليد ومركبه التمني ليس إلا:

والأماني حلم في يقظة

والمنايا يقظة من حلم

كما يقول أحمد شوقي.

ومن النماذج الحية لهذا الصنف ما يحكيه أحد الكتاب: (2) .

" أن رجلا شوهد يعبر ميداناً مزدحما وهو يتحدث في تليفون محمول وبسبب انهماكه في الحديث صدمته سيارة ونقل إلى المستشفى في حالة خطيرة، واتضح أثناء التحقيق أن التليفون المحمول الذي كان سبباً في الحادث من نوع لعب الأطفال، وأن حامله كان يتظاهر بالأهمية، ويبدو أنه انهمك في تمثيل دور الرجل المهم حتى دهمه خطر الطريق ".

وأخيراً وليس آخراً، فثمة شخص آخر يتكلف في هيئته ومظهره، في لباسه وشعره، بل وفي بشرته.

فكل يوم تطلع فيه الشمس يجلس أمام المرآة طويلاً للقيام بعملية (ماكياج) مضنية، تشمل الثوب والبدن.

(1) هو الأستاذ فهمي هويدي - انظر: المال والترف والوقف، موضوع غلاف مجلة المجتمع، العدد 1276 - 18 رجب 1418 هـ، ص21.

(2)

هو الأستاذ أحمد بهجت. انظر: المال والترف والوقف، مجلة المجتمع العدد 1276 ص 21، مرجع سابق.

ص: 136

وربما استعان بـ (ماكيور) - ماشط - يساعده في عمله المضني. ناهيك بما إذا كانت فتاة تريد عرض زينتها أمام الآخرين والأخريات، وما يتبع ذلك من تبرج وسفور، أو عري وتفحش.

إن ذلك كله لتكلف مذموم ورب الكعبة.

وجملة القول هنا أن تكلف الإنسان وتظاهره أمام الناس بصورة غير حقيقية ولا واقعية أمر مذموم وغير سائغ، ولا سيما إذا كان في ذلك محاكاة لأهل الطغيان والفجور، وأهل الترف والأشر والبطر.

أما إذا كان تظاهر الإنسان بالاستغناء عن الناس تعففاً وتورعاً عما في أيديهم فذلك حسن كما قال الحق سبحانه:. . {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} [البقرة: 273](1) .

والله ولي التوفيق.

(1) البقرة: 273.

ص: 137

بسم الله الرحمن الرحيم

قائمة بأهم المصادر والمراجع أولا: الكتب (أ) 1 - الآداب الشرعية - ابن مفلح - مؤسسة الرسالة - طبعة محققة.

2 -

أحكام القرآن - للجصاص - دار الكتاب العربي بيروت.

3 -

أحكام القرآن - لأبي بكر ابن العربي - تحقيق علي محمد البجاوي - دار الفكر.

4 -

إحياء علوم الدين - لأبي حامد الغزالي - دار إحياء الكتب العربية.

5 -

أخلاقنا الاجتماعية - للدكتور مصطفى السباعي - المكتب الإسلامي.

6 -

أزمة المديونية الأجنبية في العالم الإسلامي - عبد سعيد عبد إسماعيل - الطبعة الأولى 1416.

7 -

الإسراف دراسة فقهية مقارنة - د. عبد الله بن محمد الطريقي - الطبعة الأولى.

8 -

الإسلام عقيدة وشريعة - محمود شلتوت - دار الشروق.

9 -

أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - محمد الأمين الشنقيطي.

10 -

أفراحنا ما لها وما عليها - أحمد السلمي.

11 -

اقتضاء الصراط المستقيم - ابن تيمية - تحقيق د. ناصر العقل.

ص: 139

(ب) 1 - البحر المحيط - لأبي حيان الأندلسي - شارك في تحقيقه عدد من الأساتذة.

2 -

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي. المكتبة العلمية. بيروت.

(ت) 1 - تاج العروس من جواهر القاموس - نشر وزارة الإعلام الكويتية.

2 -

التحرير والتنوير في التفسير - للشيخ محمد الطاهر بن عاشور - الدار التونسية للنشر.

3 -

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - لابن سعدي - مؤسسة الرسالة 1417 هـ.

4 -

تفسير الطبري - تحقيق محمود شاكر - بالإضافة إلى الطبعة الأولى 1328 هـ.

5 -

تفسير القرآن العظيم - ابن كثير - الطبعة الثانية 1407 هـ دار المعرفة بيروت.

6 -

تاريخ بغداد - للخطيب البغدادي - دار الكتب العلمية بيروت.

(ج) 1 - الجامع الصحيح - للإمام البخاري - مع فتح الباري.

2 -

الجامع الصحيح - للإمام مسلم - ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي.

3 -

الجامع لأحكام القرآن - للقرطبي - دار إحياء التراث العربي بيروت.

(ح) 1 - حجة الله البالغة - للدهلوي - راجعه محمد شريف سكر - دار إحياء العلوم بيروت.

ص: 140

2 -

الحسبة - ابن تيمية - تحقيق النجار.

3 -

حكمة التشريع وفلسفته - للجرجاوي - دار الفكر.

4 -

حلية الأولياء. لأبي نعيم الأصفهاني. دار الكتب العلمية. بيروت.

(ذ) 1 - الذريعة إلى مكارم الشريعة - للراغب الأصفهاني - تحقيق أبي اليزيد العجمي.

(ر) 1 - الروح - لابن قيم الجوزية - الطبعة الثالثة 1386 هـ.

2 -

روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. محمود الألوسي. دار الفكر - بيروت.

(س) 1 - سنن أبي داود - تعليق محمد محيي الدين عبد الحميد - دار الفكر.

2 -

سنن ابن ماجه - ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي 3 - سنن الترمذي - للإمام الترمذي - تحقيق وترقيم أحمد شاكر وآخرين.

4 -

سنن النسائي مع شرح السيوطي - دار الكتاب العربي بيروت.

(ص) 1 - صحيح الأدب المفرد - الألباني - المكتب الإسلامي.

2 -

صيد الخاطر - لابن الجوزي - الطبعة الثانية 1407 هـ دار الكتاب العربي.

ص: 141

(ط) 1 - الطب من الكتاب والسنة - موفق الدين البغدادي - تحقيق عبد المعطي قلعجي.

2 -

الطعام والشراب بين الاعتدال والإسراف - محيي الدين مستو - الطبعة الأولى 1414 هـ.

(ع) 1 - عيون الأخبار - لابن قتيبة - دار الكتاب العربي - مصورة عن طبعة عام 1343 هـ.

(ف) 1 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري - لابن حجر العسقلاني مع تعليقات للشيخ عبد العزيز بن باز.

2 -

فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير - للشوكاني - الطبعة الثالثة.

3 -

فيض القدير شرح الجامع الصغير - محمد عبد الرؤوف المناوي - دار الفكر 1416 هـ.

(ق) 1 - القاموس الاقتصادي - للدكتور محمد بشير علية - الطبعة الأولى 1985م.

2 -

القاموس المحيط - للفيروز آبادي. الطبعة الأولى 1406 مؤسسة الرسالة.

3 -

قواعد الأحكام في مصالح الأنام - عز الدين بن عبد السلام - دار الكتب العلمية بيروت.

ص: 142

(ك) 1 - كشف الخفا ومزيل الإلباس لكثير من الأحاديث المشتهرة على ألسنة كثير من الناس - للعجلوني.

2 -

الكليات - لأبي البقاء الكفوي - مؤسسة الرسالة.

(ل) 1 - اللباس والزينة في الشريعة الإسلامية - د. محمد عبد العزيز عمرو.

(م) 1 - مجمع الزوائد - للهيثمي - دار الكتاب العربي بيروت الطبعة الثالثة.

2 -

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية - جمع عبد الرحمن بن قاسم.

3 -

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - لابن عطية تحقيق المجلس العلمي بفاس.

4 -

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - ملا علي قاري.

5 -

المستدرك عل الصحيحين - للحاكم مع تعليقات الإمام الذهبي.

6 -

المسند - للإمام أحمد بن حنبل - المكتب الإسلامي بالإضافة إلى الطبعة الأخرى تحقيق أحمد شاكر.

7 -

المصباح المنير - للفيومي - دار الكتب العلمية 1414 هـ.

8 -

معجم مقاييس اللغة - لابن فارس - تحقيق عبد السلام هارون.

9 -

المعجم الوسيط - إصدار مجمع اللغة العربية بالقاهرة - دار الدعوة.

10 -

المفردات في غريب القرآن - للراغب الأصفهاني - تحقيق محمد سيد كيلاني - الطبعة الثالثة - دار المعرفة.

11 -

المقدمة - لابن خلدون - دار الرائد العربي بيروت.

ص: 143

12 -

منال الطالب، شرح طوال الغرائب - لابن الأثير - تحقيق د. محمود الطناحي.

13 -

من توجيهات الإسلام - محمود شلتوت - دار الشروق.

(ن) 1 - النهاية في غريب الحديث - لابن الأثير - المكتبة الإسلامية.

(و) 1 - الواقع الاستهلاكي للعالم الإسلامي - زيد الرماني - نشر رابطة العالم الإسلامي.

ص: 144

ثانياً: المجلات والدوريات 1 - مجلة الاقتصاد الإسلامي الصادرة عن بنك دبي الإسلامي - العدد 50 محرم 1406هـ، والعدد 178 رمضان 1416هـ، والعدد 208 ربيع الأول 1419 هـ.

2 -

مجلة البحوث الفقهية المعاصرة - العدد 24 رجب - شعبان - رمضان / 1415هـ، والعدد 28 رجب -شعبان - رمضان / 1416 هـ.

3 -

مجلة حضارة الإسلام - رجب / 1394هـ.

4 -

مجلة الدعوة (السعودية) العدد 1153، والعدد 1575 / 30 شعبان 1417 هـ.

5 -

مجلة لواء الإسلام - شهر صفر 1382هـ.

6 -

مجلة المجتمع (الكويتية) العدد 1276 - 18رجب 1418هـ.

7 -

مجلة الوعي الإسلامي (الكويتية) العدد 74 صفر 1391 هـ.

ص: 145