الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مفهوم الغارمين اصطلاحاً:
الغارمون: هم المدينون العاجزون عن وفاء ديونهم (1).
وقيل: الغارمون: هم الذين تدينوا للإصلاح بين الناس، أو تديَّنوا لأنفسهم وأعسروا؛ لدخولهم في قوله تعالى:{وَالْغَارِمِينَ} (2)(3).
المسألة الثانية: أنواع الغارمين
على النحو الآتي:
النوع الأول: غارم لإصلاح ذات البين:
أي إصلاح حال الوصل، أو ما يحتاج إلى الوصل، وقيل: إصلاح القطع، فالبين: الوصل أو القطيعة (4).
فالغارم لإصلاح ذات البين: هو من يحمل ديةً، أو مالاً
؛ لتسكين فتنة، أو إصلاح بين طائفتين، فيُدفع إليه من الصدقة ما يؤدي حمالته؛ ولو كان غنيًّا. فيكون الغارم لإصلاح ذات البين على ثلاثة أحوال:
الحال الأول: يتحمَّل مالاً في ذمته للإصلاح
.
الحال الثاني: يقترض ويدفع للإصلاح
.
الحال الثالث: يدفع من ماله بنية الأخذ من الزكاة بدلاً من ذلك
(5).
النوع الثاني: الغارم لنفسه في مباح
، العاجز عن الوفاء، فهذا يُعطى من الزكاة ما يقضي دينه، لكن إن غرم في معصية لم يدفع إليه قبل التوبة شيء.
وأن الدفع إليه في هذه الحالة إعانة على المعصية، وقيل: لا يُعطى
(1) المغني، لابن قدامة، 9/ 323.
(2)
سورة التوبة، الآية:60.
(3)
منار السبيل، 1/ 268.
(4)
الكافي، 2/ 200، والشرح الممتع، لابن عثيمين، 6/ 233.
(5)
الكافي، 2/ 200، والشرح الممتع، لابن عثيمين، 6/ 233.
مطلقاً؛ لأن استدانته في المعصية ولا يؤمن أن يعود للاستدانة في المعاصي ثقة منه بأن دينه سيُقضى، بخلاف من أتلف ماله في المعاصي؛ فإنه يعطى لفقره لا لمعصيته (1).
والأدلة على جواز دفع الزكاة في النوعين المذكورين آنفاً كثيرة، منها حديث قبيصة بن مخارق الهلالي، قال: تحمَّلتُ حمالةً، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها، فقال:((أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها)) قال: ثم قال: ((يا قبيصة إن المسألة لا تَحِلُّ إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمَّل حمالة، فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة (2). اجتاحت (3) ماله، فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً (4) من عيش أو قال: سداداً من عيش، ورجل أصابته فاقة (5) حتى يقوم (6) ثلاثة من ذوي الحجا (7) من قومه فيقولون: لقد أصابت فلاناً فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قِوماً من عيش أو قال: سداداً من عيش، فما سواهنَّ من المسألة يا قبيصة سحتاً (8)،
(1) المغني، لابن قدامة 9/ 323، والكافي له، 2/ 200.
(2)
الجائحة: الآفة التي تهلك الثمار والأموال، وتستأصلها، وكل مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة: جائحة، والجمع جوائح، النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، 1/ 311 - 312.
(3)
اجتاحت: أهلكت ماله.
(4)
القِوام والسداد بمعنى واحد، وهو ما يغني من الشيء، وما تسد به الحاجة، وكل شيء، سددت به شيئاً فهو سِداد بالكسر، ومنه سِداد الثغر، وسداد القارورة، وقولهم: سداد من عوز، [شرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 139].
(5)
فاقة: الفاقة: الحاجة والفقر. النهاية في غريب الحديث، 3/ 480.
(6)
حتى يقوم ثلاثة: يقومون بهذا الأمر فيقولون لقد أصابته فاقة. شرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 139.
(7)
الحجى: العقل. شرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 139.
(8)
السحت: الحرام.