المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الطبقة العاشرة: 1- فارس بن أحمد بن موسى بن عمران أبو - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌ ‌الطبقة العاشرة: 1- فارس بن أحمد بن موسى بن عمران أبو

‌الطبقة العاشرة:

1-

فارس بن أحمد بن موسى بن عمران أبو الفتح الحمصي، المقرئ الضرير، مؤلف كتاب المنشا في القراءات الثمان، وأحد الحذاق بهذا الشأن.

قرأ على أبي أحمد السامري، وعبد الباقي بن الحسن بن السقا، ومحمد بن الحسن الأنطاكي، وأبي الفرج الشنبوذي وجماعة، وأبي عدي المصري.

قرأ عليه جماعة منهم ولده عبد الباقي بن فارس، وأبو عمرو الداني، وقال: لم ألق مثله في حفظه وضبطه، قلت: توفي سنة إحدى وأربعمائة بمصر، وله ثمان وستون سنة، وهو المذكور في باب التكبير في حرز الأماني1.

2-

محمد بن جعفر بن عبد الكريم بن بديل الخزاعي، أبو الفضل الجرجاني، المقرئ مؤلف الواضح في القراءات.

كان أحد من جال في الأفاق، ولقي الكبار، وأخذ عن الحسن بن سعيد المطوعي، وأبي علي بن حبش، وأحمد بن نصر الشذائي، وسمع من أبي بكر الإسماعيلي، وأبي بكر القطيعي، ويوسف بن يعقوب النجيرمي.

روى عنه أبو القاسم التنوخي، وأبو العلاء الواسطي، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وعبد الله بن شبيب الأصبهاني وآخرون، ونزل آمل، ولم يكن موثقا في نقله.

حكى أبو العلاء الواسطي، أن الخزاعي وضع كتابا في الحروف، نسبة إلى أبي حنيفة رحمه الله، فأخذت خط الدارقطني، وجماعة، بأن الكتاب موضوع لا أصل له، فكبر ذلك عليه، ونزح عن بغداد، توفي سنة ثمان وأربعمائة2.

3-

محمد بن سفيان أبو عبد الله القيراوني، المقرئ.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 5، 6".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 109".

ص: 212

مصنف كتاب الهادي في القراءات، قرأ القرآن بالروايات على أبي الطيب بن غلبون، وتفقه على أبي الحسن القابسي، وبرع في مذهب مالك.

قرأ عليه أبو بكر القصري، والحسن بن علي الجلولي، وأبو العالية البندوني، وعثمان بن بلال الزاهد، وعبد الملك بن داود القسطلاني، وأبو محمد عبد الحق الجلاد.

وحدث عنه حاتم بن محمد، والدلائي وغيرهما، وكان من العلماء العاملين، قال أبو عمرو الداني: كان ذا فهم وحفظ وعفاف.

اتفق موت ابن سفيان بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم، بعد رجوعه من الحج، في صفر سنة خمس عشرة وأربعمائة1.

4-

أحمد بن طريف أبو بكر القرطبي المقرئ، ابن الحطاب.

عني بهذا الشأن ورحل.

وقرأ بمصر على أبي الحسن الأنطاكي، وأبي أحمد السامري، وأبي الطيب بن غلبون، وعمر بن عراك، وسكن في الفتنة جزيرة ميورقة، وأقرأ الناس.

توفي في ربيع الأول سنة ست عشرة وأربعمائة2.

5-

عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي أبو القاسم المقرئ، شيخ الإقراء بمصر في زمانه.

قرأ على أبي عدي عبد العزيز، وأبي أحمد السامري، وغيرهما.

قرأ عليه أبو الطاهر إسماعيل بن خلف مصنف العنوان، وإبراهيم بن ثابت بن أخطل، الذي تصدر بعده، وآخر من ذكر أنه سمع منه أبو الحسين يحيى بن البياز، وله كتاب المجتني في القراءات.

توفي في غرة ربيع الآخر سنة عشرين وأربعمائة3.

6-

محمد بن ياسين أبو طاهر البغدادي البزاز، أحد أعلام القرآن، له مصنف في القراءات.

قرأ على أبي الفرج الشنبوذي، وعلى محمد بن العلاف، وأبي حفص الكتاني،

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 147".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 64".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 357، 358".

ص: 213

قرأ عليه جماعة منهم عبد السيد بن عتاب، وعلي بن الحسين الطريثيشي وجماعة، وكان يعرف بالحلبي.

توفي في ربيع الأول سنة ست وعشرين وأربعمائة ببغداد1.

7-

محمد بن علي بن أبي فروة أبو الحسن الملطي، المقرئ نزيل دمشق.

روى عن محمد بن شاه مرد الفارسي وجماعة مجهولين، روى عنه تمام وعلي بن محمد الحنائي وجماعة، وهو غير أبي الحسين الملطي نزيل عسقلان2.

8-

عيسى بن سعيد بن سعدان أبو الأصبغ الكلبي الأندلسي، القرطبي المقرئ.

رحل وقرأ القراءات على أحمد بن نصر الشذائي، وأبي أحمد السامري وأبي حفص الكتاني، وأقرأ في مسجده بقرطبة مدة، توفي في جمادى الآخرة سنة تسعين وثلاثمائة كهلا3.

9-

العراقي صاحب التصانيف في القراءات.

ذكره الهذلي في كامله، هو أبو نصر منصور بن أحمد المقرئ.

قرأ على أبي بكر بن مهران، وأبي الفرج الشنبوذي، وإبراهيم بن أحمد المروزي، والحسن بن عبد الله صاحب ابن مجاهد وجماعة، قرأ عليه محمد أحمد بن النوجاباذي، وأبو بكر محمد بن علي الزنبيلي وغيرهما، وكان من أئمة هذا الشأن4.

10-

قسيم بن أحمد بن مطير أبو القاسم الظهراوي، المصري المقرئ، من ساكني قرية بلبيس.

قرأ على جده لأمه محمد بن عبد الرحمن، وقيل عبد الله بن عبد الرحمن الظهراوي، صاحب أبي بكر بن سيف، قال أبو عمرو الداني في طبقات القراء: كان ضابطا لرواية ورش، يقصد فيها وتؤخذ عنه.

وكان خيرا فاضلا، سمعت فارس بن أحمد يثني عليه، وكان يقرئ بموضعه إذ كنت بمصر، سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وتوفي سنة ثمان أو تسع وتسعين.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 276".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 206".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 608".

4 انظر/ غاية النهاية "2/ 311، 312".

ص: 214

قلت: قرأ عليه عبد الباقي بن فارس شيخ ابن الفحام1.

11-

أحمد بن علي أبو جعفر الأزدي القيرواني، المقرئ الشافعي.

قرأ القراءات بمصر، على أبي الطيب عبد المعنم بن غلبون، وأقرأ الناس مدة، بالقيروان، توفي سنة سبع وعشرين وأربعمائة2.

12-

إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل بن راشد الحداد، الشيخ أبو محمد المصري المقرئ، الرجل الصالح.

قرأ القراءات على أبي عدي عبد العزيز بن الإمام، وغزوان بن القاسم المازني، وابن مطير وسمع من الحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سلمة الخياش، والعباس بن أحمد الهاشمي.

قرأ عليه أبو القاسم الهذلي، والمصريون، وحدث عنه سعيد بن علي الزنجاني، وأبو الحسن القاضي الخلعي، توفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة3.

13-

أبو عمر الطلمنكي أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عيسى بن لب بن يحيى المعافري الأندلسي، المقرئ الحافظ، نزيل قرطبة.

ولد سنة أربعين وثلاثمائة، وأول سماعه سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، قرأ على أبي الحسن علي بن محمد الأنطاكي، وعمر بن عراك، وأبي الطيب بن غلبون.

ومحمد بن علي الأدفوي، ومحمد بن الحسين بن النعمان، وقيل سمع من الأدفوي، ولم يقرأ عليه، وروى عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله الليثي.

وأبي بكر الزبيدي، وأحمد بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي محمد عبد الله الباجي، وخلف بن محمد الخولاني.

وأبي الطاهر محمد بن محمد العجيفي وأبي بكر المهندس، وأبي القاسم الجوهري، وأبي العلاء بن ماهان.

ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي، وأبي محمد بن أبي يزيد، ورجع إلى الأندلس بعلم جم.

وروى عنه أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، وعيسى بن محمد الحجازي، وطائفة كبيرة.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 271".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 91".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 167".

ص: 215

وقرأ عليه عبد الله بن سهل وطائفة، وكان رأسا في علم القرآن، قراءاته وإعرابه وأحكامه وناسخه ومنسوخه ومعانيه، رأسا في معرفة الحديث وطرقه، حافظا للسنن، ذا عناية بالآثار والسنة، إماما عارفا بأصول الديانات، ذا هدى وسمت ونسك، وصمت.

قال أبو عمرو الداني: كان فاضلا ضابطا شديدا في السنة، وقال ابن بشكوال في كتاب الصلة: كان سيفا مجردا على أهل الأهواء والبدع قامعا لهم غيورا على الشريعة، شديدا في ذات الله.

أقرأ الناس محتسبا، وأسمع الحديث، وأم بمسجد منعة منها ثم إنه خرج إلى ثغر فجال فيه، وانتفع الناس بعلمه.

ثم قصد بلده في آخر عمره فتوفي به في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وأربعمائة، رحمه الله تعالى1.

14-

أحمد بن رضوان بن محمد بن جالينوس، الأستاذ أبو الحسين الصيدلاني، البغدادي المقرئ، مصنف كتاب الواضح، في القراءات العشر.

قرأ بالروايات على أبي الحسن بن العلاف، وأبي الفرج النهرواني، وبكر بن شاذان، وإبراهيم بن أحمد الطبري، وأبي الحسن بن الحمامي وغيرهم، وسمع من أبي طاهر المخلص وغيره.

قرأ عليه القراءات عبد السيد بن عتاب، بكتابه الواضح، وحدث عنه ولده محمد أبو طاهر.

أنبانا المسلم بن محمد، أخبرنا الكندي، أخبرنا القزاز.

حدثنا أبو بكر الخطيب في تاريخه، قال: كان أحمد بن رضوان أحد القراء المذكورين، بإتقان الروايات، له في ذلك تصانيف، توفي وهو شاب.

وقد كان الناس يقرءون عليه في حياة الحمامي لعلمه، حضرته ليلة في الجامع، فقرأ فيها ختمتين قبل أن يطلع الفجر.

توفي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، قلت: كتابه الواضح، يعلو عند شيخنا ابن خيرون الموصلي، تلاوة وسماعا2.

15-

محمد بن إبراهيم بن هانئ بن عيشون الألبيري، أبو عبد الله الأندلسي.

1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 234". غاية النهاية "1/ 120".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 54".

ص: 216

رحل وأخذ القراءات عرضا عن محمد بن عبد الله بن أشته، وسمع منه بعض تصانيفه، وأقرأ الناس بالأندلس.

قال الداني: حدث وكتب، وقرأ عليه غير واحد من أصحابنا، وتوفي بعد التسعين وثلاثمائة1.

16-

محمد بن يوسف بن محمد أبو عبد الله الأموي، مولاهم القرطبي النجار، المقرئ خال أبي عمرو الداني.

ذكره أبو عمرو في الطبقات، وقال: أخذ القراءة عرضا عن أبي أحمد السامري، وأبي الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي، وغيرهما، وكان من أهل الضبط والإتقان، والمعرفة بما يقرئ، مع نصيب وافر من العربية، وعلم الفرائض والحساب.

أقرأ الناس بقرطبة في مسجده، من بعد سنة اثنتين وثمانين ثم نزح في الفتنة، وسكن الثغر، وأقرأ الناس به دهرا، ثم رد إلى قرطبة، وبها توفي في صدر ذي القعدة، سنة تسع وعشرين وأربعمائة، وولد بعد سنة خمسين وثلاثمائة بيسير2.

17-

موسى بن عيسى بن أبي حاج، أبو عمران الفاسي المقرئ، الفقيه المالكي الأصولي شيخ القيروان.

تفقه على أبي الحسن وهو أجل أصحابه، ودخل الأندلس، فتفقه على أبي محمد الأصيلي، وسمع من عبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر والكبار، ثم حج مرات وقرأ القراءات ببغداد على أبي الحسن الحمامي، وغيره وسمع من أبي الفتح بن أبي الفوارس، وأخذ الأصول عن أبي بكر بن الباقلاني، وانتهت إليه رياسة العلم بالقيروان.

قال حاتم بن محمد: كان أبو عمران الفاسي، من أعلم الناس وأحفظهم، جمع حفظه الفقه والحديث والرجال، وكان يقرأ القراءات ويجودها، مع معرفة بالجرح والتعديل.

أخذ عنه الناس من أقطار المغرب، ولم ألق أحدا أوسع منه علما ولا أكثر رواية.

وقال أبو عمرو الداني في ترجمته: ثم إنه توجه إلى القيروان، وأقرأ الناس بها مدة، ثم ترك الإقراء، ودارس الفقه وأسمع الحديث إلى أن توفي بها، في ثالث عشر رمضان، سنة ثلاثين وأربعمائة.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 47".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 287".

ص: 217

قلت مولده سنة ثمان وستين وثلاثمائة1.

18-

محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن المرزبان، أبو بكر الأصبهاني المقرئ، نزيل بغداد شيخ صالح مقرئ عالي الإسناد.

قرأ على أبي بكر عبد الله بن محمد القباب، صاحب ابن شنبوذ، وعبد الرحيم بن محمد الحسناباذي، وأبي بكر أحمد بن شاذه ومحمد بن أحمد بن عمر الخرقي.

أخذ عنه عبد العزيز بن الحسين، وعبد السيد بن عتاب، قال أبو الفضل بن خيرون: توفي سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.

وفيها مات أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأصبهاني الأعرج، اللغوي، راوية أبي بكر القباب2.

19-

محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب أبو العلاء الواسطي، القاضي المقرئ أصله من فم الصلح.

نشأ بواسط، وقرأ القراءات بها وبغيرها، ورحل إلى الدينور، فقرأ على أبي علي بن حبش، وقرأ على أحمد بن محمد بن هارون الرازي، وأبي بكر أحمد بن محمد بن الشارب، وأبي الحسين عبيد الله بن البواب، وأبي الفرج الشنبوذي.

وأول قراءته على يوسف بن محمد الضرير بواسط، في سنة خمس وستين وثلاثمائة، فقرأ عليه لعاصم عن قراءته على يوسف بن يعقوب الأصم، وتبحر في القراءات.

وصنف وجمع وتفنن، وولي قضاء الحريم الطاهري، وانتهت إليه رياسة الإقراء بالعراق، وحدث عن القطيعي، وأبي محمد بن السقا، وعلي أبي عبد الرحمن البكائي وجماعة.

قرأ عليه أبو علي غلام الهراس، وأبو القاسم الهذلي، وعبد السيد بن عتاب وأبو البركات محمد بن عبد الله الوكيل، وأبو الفضل بن خيرون، وحدث عنه أبو بكر الخطيب، وجماعة.

آخرهم موتا أبو القاسم بن بيان الرزاز، قال الخطيب: رأيت له أصولا صحيحة، وأصولا مضطربة، ورأيت له أشياء سماعه فيها مفسود، إما مكشوط أو مصلح بالقلم، فاتهم بوضع حديث مسلسل، فأنكرت عليه.

1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 247، 248". غاية النهاية "2/ 321، 322".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 175".

ص: 218

فسئل بعد إنكاري أن يحدث به فامتنع، ثم ذكر الخطيب أشياء توجب ضعفه، ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.

قال الخطيب: مات في جمادى الآخرة، سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة1.

20-

إبراهيم بن ثابت بن أخطل أبو إسحاق الأفليشي، المقرئ نزيل مصر.

روى عن أبى مسلم الكاتب وجماعة، وقرأ القراءات على أبي الحسن طاهر بن غلبون، وعبد الجبار الطرسوسي، وأقرأ الناس بمصر في مكان عبد الجبار بعد موته.

توفي سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وقد شاخ2.

21-

عبد الملك بن الحسين بن عبدويه العطار، أبو أحمد الأصبهاني المقرئ.

قرأ على أبي الفرج غلام بن شنبوذ وغيره.

وروى عن علي بن عمر السكري، قرأ عليه أبو القاسم الهذلي، وروى عنه أبو علي الحداد، توفي سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة3.

22-

علي بن محمد بن علي المقرئ المعمر، أبو القاسم العلوي الحسيني، الزيدي الحراني الحنبلي.

قرأ بالروايات على أبي بكر النقاش، وسمع منه تفسيره، فكان آخر من رآه، قرأ عليه أبو القاسم يوسف الهذلي، وأبو معشر عبد الكريم الطبري، وأبو العباس أحمد بن فتح الموصلي، شيخ المحولي، وآخرون.

وكان صالحا كبير القدر، وقد قال هبة الله بن الأكفاني: سمعت عبد العزيز الكتاني، وقد رأيته جزءا من كتب إبراهيم بن شكر، من مصنفات الآجري، والسماع عليه، مزور بين التزوير.

فقال: ما يكفي علي بن محمد الزيدي الحراني، أن يكذب حتى يكذب عليه، وأما أبو عمرو الداني فقال: هو آخر من قرأ على النقاش، قال: وكان ضابطا ثقة، مشهورا.

أقرأ بحران دهرا طويلا، قلت: توفي في العشرين من شوال، سنة ثلاث وثلاثين

وأربعمائة، وقد غلط الهذلي في اسمه، فسماه حمزة4.

1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 249". غاية النهاية "2/ 199".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 10".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 468".

4 انظر/ شذرات الذهب "3/ 351". غاية النهاية "1/ 572، 573".

ص: 219

23-

الحسين بن علي بن الصقر أبو محمد البغدادي المقرئ، الكاتب.

قرأ لأبي عمرو على زيد بن علي بن أبي بلال، وهو آخر من روى عنه، قرأ عليه عبد السيد بن عتاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله الوكيل، وثابت بن بندار، وأبو الخطاب علي بن الجراح، وأبو الفضل بن خيرون وآخرون.

وكان رأسا وافر الحرمة عالي الرواية، أدرك السماع من مثل إسماعيل الصفار، والكبار، ولكن لم يوجد له شيء.

توفي في جمادى الأولى، سنة تسع وعشرين وأربعمائة، وله أربع1 وتسعون سنة.

24-

مكي بن أبي طالب واسم أبي طالب حموش بن محمد بن مختار الإمام، أبو محمد القيسي المغربي، القيرواني ثم الأندلسي القرطبي، العلامة المقرئ.

ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بالقيروان، وحج وسمع بمكة من أحمد بن فراس، وأبي القاسم عبيد الله السقطي، وبالقيروان من أبي محمد بن أبي زيد، والقابسي.

وقرأ القراءات على أبي الطيب بن غلبون، وابنه طاهر، وأبي عدي عبد العزيز، وسمع من علي بن محمد الأدفوي، قال صاحبه أبو عمر أحمد بن مهدي المقرئ:

كان رحمه الله من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية، حسن الفهم والخلق، جيد الدين والعقل، كثير التأليف في علوم القرآن، محسنا مجودا عالما بمعاني القراءات.

أخبرني أنه سافر إلى مصر، وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وتردد إلى المؤدبين، بالحساب، فأكمل القرآن ورجع إلى القيروان، ثم رحل فقرأ القراءات على ابن غلبون، سنة ست وسبعين.

وقرأ بالقيروان أيضا بعد ذلك، ثم رحل سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وحج ثم حج سنة سبع وثمانين وجاور ثلاثة أعوام.

ثم دخل الأندلس، سنة ثلاث وتسعين، وجلس للإقراء بجامع قرطبة، وعظم اسمه وجل قدره.

قال ابن بشكوال: قلده أبو الحزم جهور خطابة قرطبة، بعد وفاة يونس بن عبد الله القاضي.

وكان قبل ذلك ينوب عن يونس، وله ثمانون تأليفا، وكان خيرا متدينا مشهورا بالصلاح، وإجابة الدعوة.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 224".

ص: 220

دعا على رجل كان يسخر به وقت الخطبة، فأقعد ذلك الرجل، توفي في ثاني المحرم، سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.

قرأ عليه جماعة كثيرة، وله تواليف مشهورة، فممن قرأ عليه محمد بن أحمد بن مطرف الكناني1.

25-

أحمد بن محمد أبو الحسن القطري المقرئ.

أخذ القراءات على أبي الفرج الشنبوذي وعلى ابن يوسف العلاف، وعمر بن إبراهيم الكتاني.

قال أبو عمرو الداني: أقرأ الناس دهرا بمكة، ولم يكن بالضابط ولا بالحافظ، مات بمكة سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.

قلت: قرأ عليه محمد بن شريح وغيره2.

26-

الحسن بن محمد بن إبراهيم أبو علي البغدادي، المقرئ المالكي، مصنف كتاب الروضة في القراءات.

قرأ على أبي أحمد الفرضي، وأحمد بن عبد الله السوسنجردي وأبي الحسن بن الحمامي، وعبد الملك النهرواني، وطبقتهم، وقرأ بالكوفة على محمد بن عبد الله الهرواني، ومحمد بن جعفر النجار.

وسكن مصر، وصار شيخ الإقراء بها، قرأ عليه أبو القاسم الهذلي وأبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن غالب الخياط، وابن شريح صاحب الكافي.

وروى الروضة عنه علي بن محمد بن حميد الواعظ، وتوفي في رمضان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة3.

27-

محمد بن الحسين بن محمد بن آذر بهرام الكارزيني، أبو عبد الله الفارسي المقرئ، مسند القراء في زمانه.

تنقل في البلاد وجاور بمكة، وعاش تسعين أو دونها، قرأ القراءات على الحسن بن سعيد المطوعي، وهوآخر من قرأ في الدنيا عليه.

1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 260، 261". غاية النهاية "2/ 309".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 136".

3 انظر/ شذرات الذهب "3/ 261". غاية النهاية "1/ 230".

ص: 221

وقرأ بالبصرة على أحمد بن نصر الشذائي، وببغداد على أبي القاسم عبد الله بن الحسن النحاس، قرأ عليه أبو القاسم الهذلي، وأبو علي غلام الهراس، وإبراهيم بن إسماعيل بن غالب المصري المالكي.

وأبو معشر عبد الكريم الطبري، وأبو القاسم بن عبد الوهاب، وأبو بكر محمد بن المفرج، والشريف عبد القاهر بن عبد السلام العباسي، وآخرون.

سألت الإمام أبا حيان عنه فكتب إلي: إمام مشهور لا يسأل عن مثله، وكان الأستاذ أبو علي عمر بن عبد المجيد الرندي يصحف فيه، فيقول الكازريني بتقديم الزاي.

قلت: لا أعلم متى توفي، إلا أنه كان حيا في سنة أربعين وأربعمائة، وفيها قرأ عليه الشريف عبد القاهر بجميع ما في كتاب المبهج، تأليف أبي محمد سبط الخياط، عن قراءته على عبد القاهر.

قرأت هذا الكتاب، على أبي حفص بن القواس، عن الكندي، قال: أنا سبط الخياط تلاوة وسماعا للكتاب1.

28-

أحمد بن سليمان أبو جعفر الكناني الأندلسي الطنجي، المقرئ المعروف بابن أبي الربيع، مسند القراء بالأندلس.

رحل وقرأ بالروايات، على أبي أحمد السامري وأبي بكر الأدفوي وأبي الطيب بن غلبون، وأقرأ الناس ببجانة والمرية، وعمر دهرا طويلا.

توفي قبل سنة أربعين وأربعمائة، قاله ابن بشكوال، وقال غيره توفي سنة ست وأربعين بالمرية2.

29-

أحمد بن عمار أبو العباس المهدوي، المقرئ من أهل المهدية 3.

رحل وأخذ عن أبي الحسن القابسي، وقرأ بالروايات على أبي عبد الله محمد بن سفيان، وأبي بكر أحمد بن محمد البرائي.

وكان رأسا في القراءات والعربية، صنف كتبا مفيدة.

1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 265". غاية النهاية "2/ 132".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 58".

3 المهدية: بلدة بأفريقيا وقد ذكره الشاطبي حتى باب الاستعاذة بقوله:

وإخفاؤه فصل أباه وعاتنا

وكم من فتى كالمهدوي فيه أعمالا

انظر متن الشاطبية باب الاستعاذة".

ص: 222

أخذ عنه غانم بن وليد المالقي، وأبو عبد الله الطرفي المقرئ، وغيرهما، توفي بعد الثلاثين وأربعمائة1.

30-

مهدي بن طرارا أبو البقاء القايني، ثم البغدادي المقرئ، نزيل كرمان.

قرأ القراءات على أبي بكر بن مهران وغيره، قرأ عليه أبو القاسم الهذلي، وهو من كبار شيوخه2.

31-

علي بن طلحة بن محمد بن عمر أبو الحسن البغدادي المقرئ.

قرأ على أبي القاسم عبد الله بن اليسع وعبد العزيز بن عصام، تلميذي ابن مجاهد، وسمع من القطيعي، وابن ماسي وجماعة.

قرأ عليه أبو طاهر بن سوار.

وروى عنه أبو بكر الخطيب، وقال: لم يكن به بأس، مات في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، عن ثلاث وثمانين سنة.

وممن قرأ عليه أبو البركات الوكيل، وعبد السيد بن عتاب، وأبو الفضل بن خيرون وآخرون، وقرأ أيضا على محمد بن أحمد بن محمين المؤدب بالبصرة3.

32-

مسافر بن الطيب بن عباد أبو القاسم الزاهد المقرئ، كان بصيرا بقراءة يعقوب، حافظا لها، عالي الإسناد.

قرأ علي أبي الحسن، علي بن محمد بن خشنام البصرى المالكي، وذكر أنه سمع من أبي إسحاق، إبراهيم بن علي الهجيمي، وضاع سماعه، قال الخطيب:

كان شيخا صالحا، توفي في شوال سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، وحدثني أحمد بن خيرون، قال: سمعته يقول: ولدت سنة أربع وأربعين وثلاثمائة قلت: قرأ عليه جماعة، منهم أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، وعبد السيد بن عتاب، وأبو الخطاب بن الجراح، وأحمد بن عبد القادر وثابت بن بندار وعدة4.

33-

رشا بن نظيف بن ما شاء الله، أبو الحسن الدمشقي المقرئ.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 92".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 315".

3 انظر/ غاية النهاية "1/ 546".

4 انظر/ غاية النهاية "2/ 293، 294".

ص: 223

قرأ على علي بن داود الداراني، وجماعة، ورحل في طلب القراءات والحديث، وأخذ عن شيوخ مصر وبغداد.

وروى الحديث عن عبد الوهاب الكلابي، وأبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبي الفتح بن سيخنت، والحسن بن إسماعيل الضراب، وأبي عمر بن مهدي الفارسي وخلق.

روى عنه عبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صصري، وسهل بن بشر الإسفراييني وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، وأبو الوحش سبيع بن قيراط وآخرون.

قال الكتاني: كان ثقة مأمونا، انتهت إليه الرياسة في قراءة ابن عامر، توفي في المحرم سنة أربع وأربعين.

قلت: وولد في حدود السبعين وثلاثمائة، وله دار موقوفة على القراء، إلى جانب السميساطية بدمشق1.

34-

أبو علي الأهوازي واسمه الحسن بن علي بن إبراهيم، بن يزداد بن هرمز المقرئ، الأستاذ المحدث.

ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وقدم دمشق سنة إحدى وتسعين، فاستوطنها، كان أعلى من بقي في الدنيا إسنادا في القراءات، على لين فيه.

عني من صغره بالروايات والأداء، وذكر أنه قرأ لأبي عمرو على علي بن الحسين الغضائري، عن القاسم بن زكريا المطرز، تلميذ الدوري.

وقرأ لعاصم على الغضائري المذكور، عن أحمد بن سهل الأشناني، وقرأ لابن كثير على محمد بن محمد بن فيروز، عن الحسن بن الحباب.

وقرأ لنافع على أبي بكر محمد بن عبيد الله بن القاسم الخرقي، عن ابن سيف، وقرأ لقالون بالأهواز، سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، على أحمد بن محمد بن عبيد الله التستري.

وقرأ ببغداد على أبي حفص الكتاني، وأبي الفرج الشنبوذي، وبدمشق على محمد بن أحمد الجبني، صاحب ابن الأخرم، وقرأ على جماعة يطول ذكرهم، وعنهم أناس لا يعرفون إلا من قبله.

وصنف عدة كتب في القراءات، كالموجز والوجيز، ورحل إليه القراء لتبحره في

1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 271". غاية النهاية "1/ 284".

ص: 224

الفن، وعلو إسناده، قرأ عليه أبو علي غلام الهراس، وأبو القاسم الهذلي، وأبو بكر أحمد بن أبي الأشعث السمرقندي.

وأبو نصر أحمد بن علي الزينبي، وأبو الحسن علي بن أحمد الأبهري المصيني، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبو الوحش سبيع بن قيراط.

وأبو القاسم عبد الوهاب بن محمد القرطبي، مؤلف كتاب المفتاح وكان عالي الرواية في الحديث أيضا، روى عن نصر بن أحمد المرجى صاحب أبي يعلى الموصلي.

والمعافي بن زكريا الجريري، وعبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن موسى الموصلي، وأبي مسلم الكاتب، وخلق سواهم، وله تواليف في الحديث، فيها أحاديث واهية.

حدث عنه أبو بكر الخطيب، وأبو السعد السمان، وعبد الرحيم البخاري وعبد العزيز الكتاني، والفقيه نصر المقدسي، وأبو طاهر الحنائي، وأبو القاسم النسيب.

وروى عنه بالإجازة أبو سعد أحمد بن الطيوري، وله مصنف في الصفات، أورد فيه أحاديث موضوعة، فتكلم فيه الأشعريون لذلك، ولأنه كان ينال من أبي الحسن ويذمه.

قال ابن عساكر: كان يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة، التي تقوي رأيه.

قال عبد العزيز الكتاني: اجتمعت بهبة الله اللالكائي، فسألني عن أهل العلم بدمشق، فذكرت له جماعة، وذكرت الأهوازي، فقال: لو سلم من الروايات في القراءات.

وكذلك ضعفه ابن خيرون، وقد تلقى القراء رواياته بالقبول.

وكان يقرئ بدمشق من بعد سنة أربعمائة، وذلك في حياة بعض شيوخه.

توفي في رابع ذي الحجة، سنة ست وأربعين وأربعمائة -رحمه الله تعالى1.

35-

أحمد بن علي بن هاشم تاج الأئمة، أبو العباس المصري المقرئ.

قرأ على عمر بن عراك، وأبي عدي عبد العزيز بن الإمام، وأبي الطيب بن غلبون، وأبي الحسن علي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وأبي الحسن بن الحمامي، قرأ عليه ببغداد، وأقرأ الناس دهرا بمصر، ودخل بلاد الأندلس، سنة عشرين وأربعمائة.

قال أبو عمر بن الحذاء: هو أحفظ من لقيت، لاختلاف القراء وأخبارهم، قلت وسمع منه أبو عمر الطلمنكي، مع تقدمه، وقرأ عليه أبو القاسم الهذلي وغيره، وحدث عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي في مشيخته.

1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 274". غاية النهاية "1/ 220، 221".

ص: 225

قال أبو إسحاق الحبال: توفي في شوال سنة خمس وأربعين وأربعمائة رحمه الله، وممن قرأ عليه محمد بن شريح، صاحب الكافي1.

36-

أبو عمرو الداني هو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي، مولاهم القرطبي، الإمام العلم، المعروف في زمانه بأبي الصيرفي، وفي زماننا بأبي عمرو الداني، لنزوله بدانية.

ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، قال: وابتدأت بطلب العلم، في سنة ست وثمانين وثلاثمائة، ورحلت إلى المشرق سنة سبع وتسعين. فمكثت بالقيروان أربعة أشهر، أكتب.

ثم دخلت مصر في شوال من السنة، فمكثت بها سنة، وحججت ودخلت الأندلس، في ذي القعدة سنة تسع وتسعين.

وخرجت إلى الثغر سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت سرقسطة سبعة أعوام، ثم رجعت إلى قرطبة، قال: وقدمت دانية سنة سبع عشرة، فاستوطنها حتى مات.

وقرأ بالروايات على عبد العزيز بن جعفر بن خواشي الفارسي، وعلى خلف بن إبراهيم بن خاقان، وأبي الفتح فارس بن أحمد، وأبي الحسن طاهر بن غلبون.

وسمع كتاب ابن مجاهد في اختلاف السبعة، من أبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، بسماعه منه، وسمع الحديث من أبي مسلم، ومن أحمد بن فراس العبقسي، وعبد الرحمن بن عثمان الزاهد.

وحاتم بن عبد الله البزاز، وأحمد بن فتح بن الرسان، ومحمد بن خليفة بن عبد الجبار، وأحمد بن عمر بن محفوظ الجيزي، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس، وأبي الحسن علي بن محمد القابسي، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وعبد الوهاب بن منير المصري، وطائفة كبيرة.

قرأ عليه أبو بكر بن الفصيح، وأبو الذواد مفرج فتى إقبال الدولة وأبو الحسين يحيى بن أبي زيد.

وأبو بكر محمد بن المفرج، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن الدش، وأبو داود سليمان بن نجاح، وأبو عبد الله محمد بن مزاحم، وأبو علي الحسين بن علي بن مبشر، وأبو القاسم خلف بن إبراهيم، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي، وخلق سواهم.

1 انظر/ شذرات الذهب "2/ 272، 273". غاية النهاية "1/ 89".

ص: 226

قال ابن بشكوال: كان أبو عمرو أحد الأئمة في علم القرآن رواياته وتفسيره، ومعانيه وطرقه وإعرابه.

وجمع في ذلك كله تآليف حسانا مفيدة، يطول تعدادها، وله معرفة بالحديث وطرقة، وأسماء رجاله ونقلته، وكان حسن الخط جيد الضبط، من أهل الحفظ والذكاء والتفنن، دينا فاضلا ورعا سنيا.

وقال المغامي: كان أبو عمرو الداني مجاب الدعوة، مالكي المذهب، قلت: وكتبه في غاية الحسن والإتقان، منها كتاب جامع البيان في القراءات السبع، وطرقها المشهورة والغربية، وكتاب إيجاز البيان في قراءة ورش مجلد وكتاب التلخيص في قراءة ورش مجلد صغير، وكتاب التيسير مجلد، وكتاب المقنع في رسم المصحف وكتاب المحتوى في القراءات الشواذ، وكتاب الأرجوزة في أصول السنة وكتاب طبقات القراء، وأخبارهم في أربعة أسفار وكتاب الوقف والابتداء، وغير ذلك؛ بلغني أن له مائة وعشرين مصنفا، وقفت على أسماء مصنفاته في تاريخ الأدباء لياقوت الحموي، فإذا فيها كتاب التمهيد لاختلاف قراءة نافع عشرون جزءا.

وكتاب الاقتصار في القراءات السبع مجلد، كتاب اللامات والراءات لورش مجلد، وكتاب الفتن مجلدان، كتاب مذاهب القراء في الهمزتين مجلد.

وكتاب اختلافهم في "ثلاث". مجلد وكتاب الفتح والإمالة لأبي عمرو بن العلاء مجلد، ثم عامة تآليفه جزء جزء، وقد روى عنه بالإجازة أحمد بن محمد بن عبد الله الخولاني.

وأحمد بن عبد الملك بن أبي حمزة المرسي، وبقي ابن أبي حمزة، هذا إلى بعد الثلاثين وخمسمائة، ومن أرجوزته في السنة:

كلم موسى عبده تكليما

ولم يزل مدبرا، حكيما

كلامه وقوله قديم

وهو فوق عرشه العظيم

والقول في كتابه المفصل

بأنه كلامه المنزل

على رسوله النبي الصادق

ليس بمخلوق ولا بخالق

من قال فيه أنه مخلوق

أو محدث فقوله مُروق

أهون بقول جهم1 الخسيس

وواصلٍ2 وبشرٍ المريسي3

1 هو جهم بن صفوان: أبو محرز جهم بن صفوان الراسبي، قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ رقم "1584":"الضال المبتدع، رأس الجهمية، هلك في زمان صغار التابعين، وما علمته روى شيئا، ولكنه زرع شرا عظيما" وقال الطبري عنه: إنه كان كاتبا للحارث بن سريج الذي خرج من خراسان في آخر دولة بني أمية "انظر حوادث سنة 128" وكان جهم هذا تلميذا للجعد بن درهم الزنديق الذي كان أول من ابتدع القول بخلق القرآن، وفيه يقول الذهبي في ميزان الاعتدال "رقم1484":"الجعد بن درهم، عدوه من التابعين، مبتدع ضال، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، فقتل على ذلك بالعراق يوم النحر".

2 هو واصل بن عطاء: البصري، المتكلم، ولد بالمدينة في سنة ثمانين، ومات في سنة 131 قال عنه المسعودي:"هو قديم المعتزلة وشيخها، وأول من أظهر القول بالمنزلة بين المنزلتين" كان يجلس في سوق الغزالين فلقب لذلك بالغزال "لسان الميزان: 6/ 214، والبدء والتاريخ: 5/ 142".

3 هو بشر بن غياث المريسي، مبتدع ضال، تفقه أول أمره على قاضي القضاة أبي يوسف صاحب أبي حنيفة، وأتقن علم الكلام، ثم جرد القول بخلق القرآن، وناظر عليه، ولم يدرك الجهم بن صفوان ولكنه أخذ مقالته، واحتج لها، ودعا إليها، وأخذ في أيام دولة الرشيد، وأوذي لأجل مقالته، وحدث البويطي قال: سمعت الشافعي يقول: ناظرت المريسي في القرعة، فذكرت لها فيها أحاديث عمران بن حصين، فقال: هذا قمار، فأتيت أبا البختري القاضي فحكيت له ذلك فقال: يا أبا عبد الله، شاهد آخر وأصلبه، ومات بشر في سنة 218 وهو من أبناء السبعين "ميزان الاعتدال للذهبي رقم1214، ابن خلكان الترجمة رقم112، تاريخ بغداد: 7/ 56".

ص: 227

توفي الحافظ أبو عمرو الداني بدانية، يوم الاثنين، منتصف شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ودفن ليومه بعد العصر. ومشى صاحب دانية أمام نعشه، وشيعه خلق عظيم، رحمه الله تعالى1.

37-

عتبة بن عبد الملك بن عاصم العثماني، أبوالوليد الأندلسي المقرئ، نزيل بغداد.

رحل في طلب العلم، وقرأ على أبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك، وأبي بكر الأدفوي وأبي الطيب بن غلبون وكانت رحلته في سنة ثمانين وثلاثمائة، وسمع الحديث من طائفة.

قرأ عليه أبو طاهر بن سوار، وأبو بكر أحمد بن الحسين القطان، وحدث عنه أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خيرون، وأحمد بن علي بن زكريا الطريثيثي، وأبو الحسين المبارك بن الطيوري.

وكان موصوفا بالدين والصلاح، ومعرفة القراءات، عالي الإسناد عديم النظير، توفي في رجب سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وقد ناهز التسعين أو جاوزها2.

38-

عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد أبو القاسم الخزرجي، القرطبي المقرئ، مسند أهل الأندلس في زمانه.

1 انظر/ شذرات الذهب "3/ 272". غاية النهاية "1/ 3-5".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 499".

ص: 228

رحل سنة ثمانين وثلاثمائة، فحج أربع مرات، وقرأ على الكبار.

قال أبو علي الغساني: سمعته غير مرة يقول: من شيوخي في القرآن أبو أحمد السامري، وأبو بكر الأدفوي، وأبو الطيب بن غلبون.

ومن شيوخي في الحديث أبو بكر المهندس، وأبو مسلم الكاتب، والحسن بن إسماعيل الضراب، وأبو محمد بن أبي زيد، وقرأ بالأندلس على أبي الحسن الأنطاكي.

وأقرأ الناس دهرا مسجده بقرطبة، وفي الجامع، قال أبو عمر أحمد بن مهدي: كان من أهل العلم بالقراءات، حافظا للخلاف، مجودا للأداء بصيرا بالنحو، مع الخير والحال الحسن.

توفي فجأة في المحرم، سنة ست وأربعين وأربعمائة، قرأ عليه أبو الحسين بن البياز1.

39-

محمد بن عبد الله أبو عبد الله بن الصناع، القرطبي المقرئ.

قرأ القرآن وجوده على أبي الحسن علي بن محمد بن بشر الأنطاكي وهوآخر من قرأ عليه، وأقرأ الناس مدة، وروى كتاب قراءة ورش عن الأنطاكي.

قال أبو القاسم بن بشكوال: أخبرنا بهذا الكتاب أبو محمد بن عتاب عنه، ووصفه لي بالفضل والصلاح، وكثرة التلاوة.

توفي في المحرم سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، عن إحدى وتسعين سنة2.

40-

الحسن بن الفضل أبو علي الشرمقاني المقرئ المؤدب.

قال الخطيب: كان من العالمين بالقراءات ووجوهها.

قلت: قرأ على مثل الحمامي، وإبراهيم بن أحمد الطبري وقال: حدثني زاهر بن

أحمد السرخسي، وشرمقان من قرى نسا، قلت: قرأ عليه أبو طاهر بن سوار وغيره، وكان زاهدا ورعا، يقنع بالمنبوذ، ويأوي إلى مسجده.

رآه ابن العلاف يأكل الورق، فأخبر الوزير، فقال: أرسل إليه شيئا قال: ما يقبله، قال: نتحيل، وأمر غلاما له أن يعمل لذلك المسجد مفتاحا آخر، وقال: اأحمل إليه كل يوم رغيفا ودجاجة وقطعة حلاوة.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 367".

2 انظر/ غاية النهاية "2/ 189".

ص: 229

فكان أبو علي يجيء فيفتح فيجد ذلك فيعجب، ويقول: لعل هذا من الجنة. وكتم أمره فأخصب جسمه وسمن، فقال له ابن العلاف: ما لك قد سمنت؟ فتمثل بهذا الشعر:

من أطلعوه على سر فباح به

لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا

ثم أخذ يوري ولا يصرح فما زال به العلاف حتى أخبره بالكرامة فقال له: ينبغي أن تدعو للوزير ابن المسلم، ففهم القضية وانكسر قلبه، ولم تطل بعدها مدته.

توفي سنة إحدى وخمسين وأربعمائة1.

41-

الحسن بن علي بن عبد الله أبو علي العطار المقرئ المؤدب، المعروف بالأقرع، والد فاطمة بنت الأقرع، صاحبة الخط الفائق، من كبار القراء ببغداد.

قرأ عليه أبو طاهر بن سوار وغيره، سمع من عيسى بن الوزير، وأبي حفص الكتاني، وقرأ القراءات على أبي الفرج النهرواني، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبي الحسن الحمامي.

وقد حدث عنه أبو بكر الخطيب، وقال: لم يكن به بأس، توفي سنة سبع وأربعين وأربعمائة2.

42-

محمد بن علي بن محمد بن حسن أبو عبد الله الخبازي، مقرئ نيسابور، ومسندها.

ولد سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وقرأ على والده أبي الحسين المقرئ الخبازي الكبير، وعلى أبي بكر محمد بن محمد الطرازي، صاحب ابن مجاهد.

وسمع من أبي أحمد الحاكم، وأبي محمد المخلدي وجماعة، وتصدى للإقراء، وصنف في القراءات وتخرج به عدد كثير، وقد سمع صحيح البخاري من الكشميهني، وكان ذا حرمة وافرة عند الدولة، لعبادته وزهده وتهجده.

ويقال كان مجاب الدعوة.

روى عنه مسعود بن ناصر الركاب، وإسماعيل بن عبد الغافر، وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفداوي وآخرون، توفي سنة تسع وأربعين وأربعمائة3.

43-

أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب الشيخ أبو نصر البغدادي، الخباز المقرئ.

قرأ بالروايات على منصور بن محمد بن منصور صاحب ابن مجاهد، وأبي الحسن

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 227".

2 انظر/ غاية النهاية "1/ 224".

3 انظر/ شذرات الذهب "3/ 283". غاية النهاية "2/ 207".

ص: 230

علي بن إسماعيل القطان، والمعافي الحريري، وإبراهيم بن أحمد الطبري، وعمر بن إبراهيم الكتاني وغيرهم.

وجلس للإقراء مدة، قرأ عليه أبو طاهر بن سوار، وأبو منصور محمد بن أحمد الخياط، والهذلي، والحسن بن أحمد والد أبي الكرم الشهرزوري وعبد السيد بن عتاب، وأبو البركات عبد الملك بن أحمد وآخرون.

وكان من أئمة هذا الشأن1.

44-

أبو الفتح بن شيطا هو المقرئ الأستاذ، عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البغدادي، مصنف كتاب التذكار في القراءات العشر.

ولد سنة سبعين وثلاثمائة، وقرأ بالروايات على أبي الحسن علي بن يوسف بن العلاف، وأبي الحسن بن الحمامي، وسمع من أبي بكر محمد بن إسماعيل الوراق، والقاضي ابن معروف، وعيسى بن علي الوزير وجماعة.

قال الخطيب: كتبنا عنه، قال: وكان ثقة عالما بوجوه القراءات، بصيرا بالعربية، توفي في صفر سنة خمسين وأربعمائة، وممن قرأ عليه ابن شيطا، أحمد بن عبد الله السوسنجردي، وعبد السلام بن الحسين.

وكان من كبار أئمة الإقراء، قرأ عليه أبو الفضل محمد بن محمد بن الصباغ شيخ سبط الخياط، وسمع منه التذكار الحسن بن محمد الباقرحي أنبأني بالكتاب أبو الحسن علي بن بلبان قال: أنا صفي الدين عبد العزيز بن محمد بن القبيطي، سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، أنا أبو نصر عبد الرحيم بن يوسف، أخبرنا الباقرحي بالكتاب عن المؤلف2.

45-

محمد بن أحمد بن علي أبو عبد الله القزويني المقرئ نزيل مصر.

قرأ على علي بن داود الداراني بدمشق، وعلى الحسن بن سليمان الأنطاكي، النافعي، وعلى طاهر بن غلبون وسمع من والده أبي الطيب بن غلبون، كتاب التذكرة، وأحسبه قرأ عليه.

وحدث عن القاضي علي بن محمد الحلبي، وميمون بن حمزة الحسيني، وجماعة، وكان أحد الحذاق بالقراءات، قرأ عليه أبو الحسين يحيى بن الخشاب، وأبو الحسن علي بن بليمة.

1 انظر/ غاية النهاية "1/ 137، 138".

2 انظر/ شذرات الذهب "3/ 285". غاية النهاية "1/ 473".

ص: 231

وحدث عنه عبد العزيز الكتاني، ومحمد بن أحمد الرازي، في مشيخته توفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة1.

46-

أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس، أبو العباس المصري المقرئ، الأطرابلسي الأصل.

انتهى إليه علو الإسناد، ورياسة الإقراء، قرأ على أبي أحمد السامري، وعبد المنعم بن غلبون، وأبي عدي عبد العزيز وغيرهم، وحدث عن علي بن الحسين بن بندار الأنطاكي، وأبي القاسم الجوهري، صاحب المسند وجماعة.

عرض عليه القراءات جماعة، منهم أبو القاسم الهذلي، وأبو القاسم بن الفحام الصقلي، وأبو الحسن علي بن بليمة، وأبو الحسين الخشاب.

وحدث عنه جعفر بن إسماعيل بن خلف الصقلي، وعبد الغني بن طاهر وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي، وآخرون، وكان صحيح الرواية، رفيع الذكر.

توفي في رجب سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، وهو في عشر المائة2.

47-

عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار الرازي أبو الفضل العجلي، المقرئ أحد الأعلام وشيخ الإسلام.

ورد أن مولده بمكة، وما زال يتنقل في البلدان، على قدم التجريد والأنس بالله، ذكره أبو سعد بن السمعاني، فقال: كان مقرئا فاضلا كثير التصانيف، حسن السيرة، زاهدا متعبدا خشن العيش، منفردا قانعا باليسير.

يقرئ أكثر أوقاته، ويروي الحديث، وكان يسافر وحده، ويدخل البراري، سمع بمكة من أحمد بن فراس العبقسي، وعلي بن جعفر السيرواني، وبالري من جعفر بن فناكي.

وبنيسابور من أبي عبد الرحمن السلمي، وبأصبهان من أبي عبد الله بن منده الحافظ، وبطوس وجرجان وبغداد والكوفة والبصرة ونسا ودمشق ومصر، وقال: وكان من أفراد الدهر علما وورعا.

قلت: قرأ لابن عامر على علي بن داود الداراني وقرأ على أبي عبد الله المجاهدي، صاحب ابن مجاهد، وعلى أبي الحسن الحمامي، وأبي الفرج النهرواني، وبكر بن شاذان الواعظ، وأبي بكر الشامي وجماعة كثيرة.

1 انظر/ غاية النهاية "2/ 75".

2 انظر/ شذرات الذهب "3/ 290". غاية النهاية "1/ 56، 57".

ص: 232

وكان أحد من عني بهذا الشأن، وسمع من أبي مسلم الكاتب، وعبد الوهاب الكلابي، قرأ عليه القراءات أبو القاسم الهذلي، وأبو علي الحداد الأصبهاني.

وحدث عنه محمد بن عبد الواحد الدقاق، والحسين بن عبد الملك الخلال، وأبو سهل بن سعدويه، وفاطمة بنت محمد بن أبي سعد، وآخرون.

قال عبد الغافر الفارسي، في تاريخه: كان ثقة جوالا إماما في القراءات، أوحد في طريقته، وكان الشيوخ يعظمونه، وكان لا ينزل الخوانق، بل يأوي إلى مسجد خراب فإذا عرف مكانه تركه، وإذا فتح عليه بشيء آثر به.

وقال يحيى بن منده في تاريخه: قرأ عليه جماعة، وخرج من أصبهان1 إلى كرمان2، وحدث بها، وبها مات، وهو ثقة ورع متدين، عارف بالقراءات والروايات، عالم بالأدب والنحو، أكبر من أن يدل عليه مثلي.

وهو أشهر من الشمس، وأضوأ من القمر، ذو فنون في العلم، مهيب منظور فصيح، حسن الطريقة، كبير الوزن، بلغني أنه ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.

قلت: وله شعر رايق في الزهد.

قال أبو عبد الله الخلال: خرج الإمام أبو الفضل الرازي من أصبهان، متوجها إلى كرمان، فخرج الناس يشيعونه، فصرفهم، وقصد الطريق وحده، وقال:

إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا

كفى لمطايانا بذكراك حاديا

قرأت على إسحاق بن أبي بكر الأسدي، أخبرك يوسف بن خليل أنا خليل بن أبي الرجاء، أنا محمد بن عبد الواحد الدقاق، قال: ورد علينا الإمام أبو الفضل، عبد الرحمن بن أحمد الرازي.

وكان من الأئمة الثقات، ذكره يملأ الفم، ويذرف العين، وكان رجلا مهيبا مديد القامة، وليا من أولياء الله تعالى، صاحب كرامات، طوف الدنيا مستفيدا ومفيدا.

وقال الخلال: كان أبو الفضل في طريق ومعه خبز، وشيء من الفانيز، فقصده قطاع الطريق، وأرادوا أن يأخذوا ذلك، فدفعهم بعصاه فقيل له في ذلك، فقال: إنما منعتهم منه، لأنه كان حلالا، وربما كنت لا أجد حلالا مثله.

1 أصبهان: مدينة في بلاد فارس.

2 كرمان: وراء أصبهان إلى ناحية الهند مسيرة مائة وثلاثين فرسخا.

ص: 233

ودخل كرمان في هيئة رثة، وعليه أخلاق1 وأسمال2، فحمل إلى الملك وقالوا: هو جاسوس، فسأله الملك ما الخبر؟ فقال: إن كنت تسألني عن خبر الأرض، فكل من عليها فان.

وإن كنت تسألني عن خبر السماء، فكل يوم هو في شأن، فتعجب الملك من كلامه، وهابه وأكرمه، وعرض عليه مالا، فلم يقبله توفي في جمادى الأولى، سنة أربع وخمسين3.

47-

محمد بن العباس أبو الفوارس الأواني الصريفيني، المقرئ.

قرأ لعاصم على أبي حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، صاحب ابن مجاهد، وعاش دهرا طويلا، رحل إليه أبو العز القلانسي، وقرأ عليه بأوانا4، قال أبو العلاء العطار: قرأت برواية عاصم على أبي العز، وقرأ على أبي الفوارس5.

48-

عبيد الله بن أحمد بن علي أبو الفضل الصيرفي البغدادي، المقرئ المعروف بابن الكوفي.

سمع ابن أخي ميمي الدقاق، وأبا حفص الكتاني، والمخلص.

وقرأ القرآن على أبي حفص الكتاني، قال الخطيب: كتبت عنه وكان من العارفين باختلاف القراءات.

قال: ومات في ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، وله إحدى وثمانون سنة6.

49-

محمد بن عبد الله بن عبيد الله أبو الحسين البغدادي، المقرئ المؤدب الضرير.

سمع الدارقطني وابن شاهين، وقرأ القرآن، على أبي حفص الكتاني.

قال الخطيب: كان ثقة، مات في المحرم سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، وله تسعون سنة7.

1 أخلاق: أثواب بالية ومنها ثوب خلق.

2 الأسمال: الأثواب الخلقة أي: البالية.

3 أوانا: قرية ببغداد وأيضا بالموصل.

4 انظر/ شذرات الذهب "3/ 293". غاية النهاية "1/ 361-363".

5 انظر/ غاية النهاية "2/ 158".

6 انظر/ غاية النهاية "1/ 485".

7 انظر/ غاية النهاية "2/ 191".

ص: 234